سبعة وعشرين
تذكرت سيليا لحظة التي عادت فيها إلى المطبخ، قبل ان يلفت نظرها شيء غريب في الطبق الرئيسي ،اقربت منه لترفعه نحوها وتشمه، شكت في الأمر في البداية ضنت أنها تتوهم، لكن عندما تذوقته إستطاعت بسهولة أن تعرف أن الطعام به سم غريب ،ليس الهدف منه هو قتل الملك، وإنما الهدف هو جعله يتألم لبعض الوقت.
يعني المستهدف من هذه المؤامرة كان هي، ولا يوجد شخص في هذا القصر يكرهها.
( حسنا ربما كانوا في البداية يفعلون ذلك، ولكن عندما بدأوا بالتعامل معها أصبح الجميع يحترمها لكونها فتاة جيدة).
إلا تلك الافعى اللعينة المدعوة بجويا فلم تمر لحظة ولا فرصة إلا وتهينها فيها أمام الجميع، تنهدت براحو عندما أدركت الأمر لذلك عمدت إلى ان تعمل طبق آخر وبسرعة،كي للتقدم للملك ذلك السم الذي تم وضعه في الطعام، وبذلك تنقذ نفسها وتنقذ ذلك اللعين الذي لا يكف عن إهانتها في كل لحظة يراها بها، ولكنها طوال الأيام الماضية كانت تحاول أن تتجنبه ولا تقابله ولقد نجحت في ذلك حقا.
بالنسبة للملك إريوس فقد كان لا يزال يجلس على كرسيه وهو يأكل طعامه بشراهة شديدة ،تحت نضرات كايوس المستغربة من طريقة أكله.
أكمل طعامه بعد وقت طويل، وهو يتنهد براحة ويقسم أنها المره الأولى في حياته التي يأكل بها طعاما لذيذا كهذا...
نظر إلى الخادمة التي كانت خلفه، وكانت مهمتها هي أن تلبي جميع طلباته ليقول :
" قومي باستدعاء الطباخ الذي جهز الأكل "
إنحنت له تلك الخامة بإحترام شديد، وإتجهت إلى المطبخ بسرعة حتى تحضر سيليا، التي توسعت عيونها بصدمة عندما أخبرتها الخادمة بأوامر الملك، لقد اخر شيء تتوقعه هو أن يطلب حضورها أمامه، نظرت إلى الخادمة بترجي وهي تقول:
" أخبريه أنك لم تجدي الطباخ في المطبخ، وأنه أنهى عمله وغادر القصر في إتجاه السوق لكي يحضر مؤونة للقصر، أرجوك جيدي لكزحلا أنا لا أريد مقابلته"
توسعت عيون الأخرى بصدمة، وهي تهز رأسها وتقول برعب:
" ماذا هل فقدت عقلك هل تريدين منه أن يفصل رأسي عن جسدي عندما يعرف بكذبتي ، أرجوك سيليا لا تضيعني في هذا الموقف، تعالي معي لا شك أنه يريد أن يشكرك على وجبة اليوم، لقد كان سعيدا وهو يأكل طعامه"
نظرت اليها سيليا بغضب طفيف يستحيل أن يفعل ذلك اللعين شيئا كهذا، هي واثقة أنه يريد فقط إهانتها كما يفعل دائما، تنهدت بقوة فلم تجد مهربا لها.
خاصة ،عندما وجد أن حياه تلك المسكينة متوقفة على ذلك، بالرغم منها وجدت نفسها تتحرك وهي تنظر إلى الأرض غير قادرة على أن رفع رأسها وتنظر إليه حتى.
توسعت عيون الملك بصدمة، عندما وجد سيليا تقف امامه بدل الطباخ لقد كان آخر اعتقاده أنها من الممكن ان تكون هي التي جهزت له كل أصناف الطعام هذا اليوم.
بطبيعة الحال لم يكن ليمدحها كيفما كان الحال، لذلك حاول أن يختلق سببا وهو يقول بضيق:
" كان علي أن أعرف أنه أنت من حضر الطعام اليوم، لقد كان طعمه مقرف للغاية، لم أتحمل حتى رائحته لقد جعلني أشعر بالغثيان"
رفعت سيليا أحد حاجبيها بسخرية شديدة، وهي تسمعه يكمل :
" لم أستطيع أن اتناول غدائي اليوم بسببك "
في هذه لحضة رفعت رأسها وهي تضم يدها إلى صدرها، نظرت إلى سفرة وهي ترفع رأسها بغرور وتقول :
" أجل واضح جدا أيها الملك المسكين، أستطيع أن أرى ذلك، لدرجة أن الأطباق أصبحت فارغة تماما بسبب مذاقه المقرف"
توسعت عينيه بصدمة وحق شعر بالخجل من نفسه في هذه لحصة، وهذا يعطيه درسا ألا يمدح أحدا على شيء فعله له أو يعاتبه، نظر إليها بغضب شديد وهو يضرب طاولة بقبضة يده ويشير على غور وهو يقول:
" لقد أكله حيواني الأليف أنا لم ألمسه قط فمذاقه كان مريعا للغاية"
أطلقت يديها اللتان كانت تضمهما إلى صدرها، وهي تستدير لترحل القائلة:
" أجل أجل لقد صدقتك، إن كنت تقصد بالحيوان الأليف الذي يجلس على عرشه أمامي فأنا أصدقك حتما".
توسعت عينيه من جرئتها، بينما شرق كايوش في العصير الذي يشربه ليضحك بعدها بجنون.
بينما اخرج اريوس من يده كرة نارية كان هدفه. منها هو أن يطلقها على ظهرها، ولكنه توقف عندما قالت بسخرية وهي تغادر المكان:
" لن ينقص يدك أو من عمرك شيء، إذا قلت شكرا أيها الملك "
وبسرعة كانت تغادر من أمامه محاولة أن تتوارى عن الأنظار حتى ينسى أمرها أو ينسى وجودها حتى.
بينما هو بقي يجلس في مكانه مدة طويلة لا يصدق أن تلك اللعينة قد تجرأت على أن تهينه بهذه الطريقة أمام كايوس وغور، وطبعا عندما أراد ان يرد لها الصاع صاعين كانت قد إختفت...
أخيرا وصل ليام إلى العاصمة كوركانس، لقد إقتفى أثرها ببطء شديد عبر الغابة الملعونة، لقد إستغرق الأمر منه أياما، ولكنه إستطاع أخيرا أن يصل إليها وهذا أكثر من كاف بالنسبة إليه، تنهد بملل وهو ينظر حوله إلى هذه المدينة الكبيره ليس من السهل أن يجدها بها ولكنه سوف يفعل.
في هذه الأثناء كانت تلك البلورة التي توجد في منزل الساحرة، قد بدأ يتغير شكلها وقفت اسيلا أمامها وهي تنظر إليها بصدمة شديدة، قبل أن تحملها بين يديها وتختفي تاركة وراءها رمادا أصفر.
ظهرت وسط المجلس حيث كان الملك اريوس يجلس مع.مستشارينه يناقش معهم بعض مشاكل البلد، توسعت عينيه بغضب عندما وجد الساحرة تقف أمامه بلا إنذار وهي تنظر إليه بقلق شديد، إستطاع أن يعرف من خلال نظراتها أن هناك شيئا خطيرا على وشك أن يحدث، خاصة وأن تلك الكرة التي بين يديها هي كرة مرتبطة به وبي لعنة أجداده، وهذا يعني أمرا واحد هناك شيء خطير متجه إليه.
أشار المستشارين الذين كانوا معه أن يغادر المكان، فلم يصدق أحد منهم أنه إستطاع أخيرا ان ينجو ويتنفس من ذلك الإجتماع الكارثي، الذي كان على وشك أن ياخذ أحد منهم روحه.
" هل أستطيع أن أعرف ما الذي أحضرك الى هنا، ولما الكرة البلورية الخاصة بي معك؟"
إبتلعت ريقها بتوتر وهي تقول:
" عليك أن تعرف شيئا بخصوص اللعنة، لقد حاولت أن اتجاهل الأمر ولكن...."
لم تستطع أن تكمل كلامها خاصة وهي تعرف أنه سوف يفقد صوابه عندما يعرف ما سوف يحدث؟!
حسنا في الواقع هي لا تستطيع أن تتخيل رده فعله؟ ومن خلال تصرفاته من الواضح، أنه لا يهتم لرفيقته وربما أنه لا يريدها ولكن من يدري؟.
لا أحد يستطيع أن يتنبئ بما يفكر به ملك الوحوش.
" عليك أن تعرف أن رفيقتك تمتلك رفيقا أخر غيرك "
تحدثت بسرعة ودون مقدمات، وهي تنظر إلى وجهه الذي أصبح صلدا لا يظهر أي مشاعر قبل أن يقول:
" أنت تمزحين معي أليس كذلك اسيلا، لابد أنك تظنين أن الموقف يدعو للضحك"
ولكنه لم يجد منها حرفا يؤكد له أن ما قالته قبل قليل مزحة، حل صمت شديد على المكان إلى أن دخل كايوس المكان وذلك بسبب علمه أن أريوس من المستحيل أن يقوم بتأجيل شيء إلا لغرض مهم وخطير جدا :
" ما الذي يجري هنا هل هناك مصيبة جديدة؟".
" المصيبة الوحيدة على وشك أن تحدث الأن "
قالت الساحرة وهي ترسم إبتسامة ساخرة، وتنظر إلى اريوس الذي كان يقف أمامهم وهو ينظر أمامه بهدوء.
قبل ان يكسر كل شيء من حوله وهو يصرخ، تعجب كايوس من تصرفه، بينما وقفت الساحرة ييلا تنظر إليه بهدوء منتظرة منه أن ينتهي من نوبة جنونة المتوقعة تلك، لقد كان يدمر كل شيء لدرجة أن الحائط الذي كان يطل على الحديقة دمره تماما.
وأخيرا توقف عن ذلك الفعل المشين واعاد شعره الأسود الطويل إلى الخلف، بعدما كان قد بعثره بسبب سحبه المتكرر لينظر إليهما ببرود قائلا:
" حسنا أنا لا يهمني الأمر، إذا كان لديها رفيق تستطيع الذهاب معه أنا لا أهتم على الإطلاق"
لقد كان كلامه مقنعا لدرجة لو أن هناك شخص آخر غير هما في هذا المكان لكان صدقه حتما، ولكن هما يعرفان جيدا أنما يقوله مجرد تبريد على ما يجري في داخله وكذب فقط على نفسه التي يحاول أن يخدعها.
تنهدت الساحرة بهدوء مصطنع قائلة :
" الحمد لله، لقد كنت أخشى أن تسبب مشكلة كبيرة ولكن بما أنك لا تهتم، فالحمد لله سوف ننهي الأمر بسرعة، ونتركها تذهب مع رفيقها"
تحدثت وهي تدعي الراحة، بينما تنظر إليه من أسفل عينيها ولم تفت تلك الحركة على كايوس الذي كان ينظر إليها بحاجب مرفوع، ولكنه وجد نفسه هو الآخر يقول:
" في الحقيقة أنه أفضل قرار أيتها الحكيمة سيلا، فالملك وسيليا لا يستطيعان العيش مع بعضهما، هي فتاة طيبة في الحقيقة من الجيد أن لديها رفيقا اخر، رغم أنها حالة نادرة للغاية ".
" إخرسوا تماما "
قالها أريوس بغضب شديد وهو على وشك أن يفقد صوابه من خلال التفكير في أنها سوف تكون ملكا لشخص آخر غيره.
إبتسمت الساحرة بهدوء وهي تنظر الى كايوس الذي بدلها تلك الإبتسامة بأخرى ماكرة، قبل أن ينظر كل منهما إلى الأرض غير قادر على أن يقول حرف واحد للملك، الذي كان غضبه قد وصل لعنان السماء في هذه اللحظة.
يتبع...ظ
يعني المستهدف من هذه المؤامرة كان هي، ولا يوجد شخص في هذا القصر يكرهها.
( حسنا ربما كانوا في البداية يفعلون ذلك، ولكن عندما بدأوا بالتعامل معها أصبح الجميع يحترمها لكونها فتاة جيدة).
إلا تلك الافعى اللعينة المدعوة بجويا فلم تمر لحظة ولا فرصة إلا وتهينها فيها أمام الجميع، تنهدت براحو عندما أدركت الأمر لذلك عمدت إلى ان تعمل طبق آخر وبسرعة،كي للتقدم للملك ذلك السم الذي تم وضعه في الطعام، وبذلك تنقذ نفسها وتنقذ ذلك اللعين الذي لا يكف عن إهانتها في كل لحظة يراها بها، ولكنها طوال الأيام الماضية كانت تحاول أن تتجنبه ولا تقابله ولقد نجحت في ذلك حقا.
بالنسبة للملك إريوس فقد كان لا يزال يجلس على كرسيه وهو يأكل طعامه بشراهة شديدة ،تحت نضرات كايوس المستغربة من طريقة أكله.
أكمل طعامه بعد وقت طويل، وهو يتنهد براحة ويقسم أنها المره الأولى في حياته التي يأكل بها طعاما لذيذا كهذا...
نظر إلى الخادمة التي كانت خلفه، وكانت مهمتها هي أن تلبي جميع طلباته ليقول :
" قومي باستدعاء الطباخ الذي جهز الأكل "
إنحنت له تلك الخامة بإحترام شديد، وإتجهت إلى المطبخ بسرعة حتى تحضر سيليا، التي توسعت عيونها بصدمة عندما أخبرتها الخادمة بأوامر الملك، لقد اخر شيء تتوقعه هو أن يطلب حضورها أمامه، نظرت إلى الخادمة بترجي وهي تقول:
" أخبريه أنك لم تجدي الطباخ في المطبخ، وأنه أنهى عمله وغادر القصر في إتجاه السوق لكي يحضر مؤونة للقصر، أرجوك جيدي لكزحلا أنا لا أريد مقابلته"
توسعت عيون الأخرى بصدمة، وهي تهز رأسها وتقول برعب:
" ماذا هل فقدت عقلك هل تريدين منه أن يفصل رأسي عن جسدي عندما يعرف بكذبتي ، أرجوك سيليا لا تضيعني في هذا الموقف، تعالي معي لا شك أنه يريد أن يشكرك على وجبة اليوم، لقد كان سعيدا وهو يأكل طعامه"
نظرت اليها سيليا بغضب طفيف يستحيل أن يفعل ذلك اللعين شيئا كهذا، هي واثقة أنه يريد فقط إهانتها كما يفعل دائما، تنهدت بقوة فلم تجد مهربا لها.
خاصة ،عندما وجد أن حياه تلك المسكينة متوقفة على ذلك، بالرغم منها وجدت نفسها تتحرك وهي تنظر إلى الأرض غير قادرة على أن رفع رأسها وتنظر إليه حتى.
توسعت عيون الملك بصدمة، عندما وجد سيليا تقف امامه بدل الطباخ لقد كان آخر اعتقاده أنها من الممكن ان تكون هي التي جهزت له كل أصناف الطعام هذا اليوم.
بطبيعة الحال لم يكن ليمدحها كيفما كان الحال، لذلك حاول أن يختلق سببا وهو يقول بضيق:
" كان علي أن أعرف أنه أنت من حضر الطعام اليوم، لقد كان طعمه مقرف للغاية، لم أتحمل حتى رائحته لقد جعلني أشعر بالغثيان"
رفعت سيليا أحد حاجبيها بسخرية شديدة، وهي تسمعه يكمل :
" لم أستطيع أن اتناول غدائي اليوم بسببك "
في هذه لحضة رفعت رأسها وهي تضم يدها إلى صدرها، نظرت إلى سفرة وهي ترفع رأسها بغرور وتقول :
" أجل واضح جدا أيها الملك المسكين، أستطيع أن أرى ذلك، لدرجة أن الأطباق أصبحت فارغة تماما بسبب مذاقه المقرف"
توسعت عينيه بصدمة وحق شعر بالخجل من نفسه في هذه لحصة، وهذا يعطيه درسا ألا يمدح أحدا على شيء فعله له أو يعاتبه، نظر إليها بغضب شديد وهو يضرب طاولة بقبضة يده ويشير على غور وهو يقول:
" لقد أكله حيواني الأليف أنا لم ألمسه قط فمذاقه كان مريعا للغاية"
أطلقت يديها اللتان كانت تضمهما إلى صدرها، وهي تستدير لترحل القائلة:
" أجل أجل لقد صدقتك، إن كنت تقصد بالحيوان الأليف الذي يجلس على عرشه أمامي فأنا أصدقك حتما".
توسعت عينيه من جرئتها، بينما شرق كايوش في العصير الذي يشربه ليضحك بعدها بجنون.
بينما اخرج اريوس من يده كرة نارية كان هدفه. منها هو أن يطلقها على ظهرها، ولكنه توقف عندما قالت بسخرية وهي تغادر المكان:
" لن ينقص يدك أو من عمرك شيء، إذا قلت شكرا أيها الملك "
وبسرعة كانت تغادر من أمامه محاولة أن تتوارى عن الأنظار حتى ينسى أمرها أو ينسى وجودها حتى.
بينما هو بقي يجلس في مكانه مدة طويلة لا يصدق أن تلك اللعينة قد تجرأت على أن تهينه بهذه الطريقة أمام كايوس وغور، وطبعا عندما أراد ان يرد لها الصاع صاعين كانت قد إختفت...
أخيرا وصل ليام إلى العاصمة كوركانس، لقد إقتفى أثرها ببطء شديد عبر الغابة الملعونة، لقد إستغرق الأمر منه أياما، ولكنه إستطاع أخيرا أن يصل إليها وهذا أكثر من كاف بالنسبة إليه، تنهد بملل وهو ينظر حوله إلى هذه المدينة الكبيره ليس من السهل أن يجدها بها ولكنه سوف يفعل.
في هذه الأثناء كانت تلك البلورة التي توجد في منزل الساحرة، قد بدأ يتغير شكلها وقفت اسيلا أمامها وهي تنظر إليها بصدمة شديدة، قبل أن تحملها بين يديها وتختفي تاركة وراءها رمادا أصفر.
ظهرت وسط المجلس حيث كان الملك اريوس يجلس مع.مستشارينه يناقش معهم بعض مشاكل البلد، توسعت عينيه بغضب عندما وجد الساحرة تقف أمامه بلا إنذار وهي تنظر إليه بقلق شديد، إستطاع أن يعرف من خلال نظراتها أن هناك شيئا خطيرا على وشك أن يحدث، خاصة وأن تلك الكرة التي بين يديها هي كرة مرتبطة به وبي لعنة أجداده، وهذا يعني أمرا واحد هناك شيء خطير متجه إليه.
أشار المستشارين الذين كانوا معه أن يغادر المكان، فلم يصدق أحد منهم أنه إستطاع أخيرا ان ينجو ويتنفس من ذلك الإجتماع الكارثي، الذي كان على وشك أن ياخذ أحد منهم روحه.
" هل أستطيع أن أعرف ما الذي أحضرك الى هنا، ولما الكرة البلورية الخاصة بي معك؟"
إبتلعت ريقها بتوتر وهي تقول:
" عليك أن تعرف شيئا بخصوص اللعنة، لقد حاولت أن اتجاهل الأمر ولكن...."
لم تستطع أن تكمل كلامها خاصة وهي تعرف أنه سوف يفقد صوابه عندما يعرف ما سوف يحدث؟!
حسنا في الواقع هي لا تستطيع أن تتخيل رده فعله؟ ومن خلال تصرفاته من الواضح، أنه لا يهتم لرفيقته وربما أنه لا يريدها ولكن من يدري؟.
لا أحد يستطيع أن يتنبئ بما يفكر به ملك الوحوش.
" عليك أن تعرف أن رفيقتك تمتلك رفيقا أخر غيرك "
تحدثت بسرعة ودون مقدمات، وهي تنظر إلى وجهه الذي أصبح صلدا لا يظهر أي مشاعر قبل أن يقول:
" أنت تمزحين معي أليس كذلك اسيلا، لابد أنك تظنين أن الموقف يدعو للضحك"
ولكنه لم يجد منها حرفا يؤكد له أن ما قالته قبل قليل مزحة، حل صمت شديد على المكان إلى أن دخل كايوس المكان وذلك بسبب علمه أن أريوس من المستحيل أن يقوم بتأجيل شيء إلا لغرض مهم وخطير جدا :
" ما الذي يجري هنا هل هناك مصيبة جديدة؟".
" المصيبة الوحيدة على وشك أن تحدث الأن "
قالت الساحرة وهي ترسم إبتسامة ساخرة، وتنظر إلى اريوس الذي كان يقف أمامهم وهو ينظر أمامه بهدوء.
قبل ان يكسر كل شيء من حوله وهو يصرخ، تعجب كايوس من تصرفه، بينما وقفت الساحرة ييلا تنظر إليه بهدوء منتظرة منه أن ينتهي من نوبة جنونة المتوقعة تلك، لقد كان يدمر كل شيء لدرجة أن الحائط الذي كان يطل على الحديقة دمره تماما.
وأخيرا توقف عن ذلك الفعل المشين واعاد شعره الأسود الطويل إلى الخلف، بعدما كان قد بعثره بسبب سحبه المتكرر لينظر إليهما ببرود قائلا:
" حسنا أنا لا يهمني الأمر، إذا كان لديها رفيق تستطيع الذهاب معه أنا لا أهتم على الإطلاق"
لقد كان كلامه مقنعا لدرجة لو أن هناك شخص آخر غير هما في هذا المكان لكان صدقه حتما، ولكن هما يعرفان جيدا أنما يقوله مجرد تبريد على ما يجري في داخله وكذب فقط على نفسه التي يحاول أن يخدعها.
تنهدت الساحرة بهدوء مصطنع قائلة :
" الحمد لله، لقد كنت أخشى أن تسبب مشكلة كبيرة ولكن بما أنك لا تهتم، فالحمد لله سوف ننهي الأمر بسرعة، ونتركها تذهب مع رفيقها"
تحدثت وهي تدعي الراحة، بينما تنظر إليه من أسفل عينيها ولم تفت تلك الحركة على كايوس الذي كان ينظر إليها بحاجب مرفوع، ولكنه وجد نفسه هو الآخر يقول:
" في الحقيقة أنه أفضل قرار أيتها الحكيمة سيلا، فالملك وسيليا لا يستطيعان العيش مع بعضهما، هي فتاة طيبة في الحقيقة من الجيد أن لديها رفيقا اخر، رغم أنها حالة نادرة للغاية ".
" إخرسوا تماما "
قالها أريوس بغضب شديد وهو على وشك أن يفقد صوابه من خلال التفكير في أنها سوف تكون ملكا لشخص آخر غيره.
إبتسمت الساحرة بهدوء وهي تنظر الى كايوس الذي بدلها تلك الإبتسامة بأخرى ماكرة، قبل أن ينظر كل منهما إلى الأرض غير قادر على أن يقول حرف واحد للملك، الذي كان غضبه قد وصل لعنان السماء في هذه اللحظة.
يتبع...ظ