الفصل الثاني
أخذتني من العيادة إلى الميناء صعدنا إلى السفينة المتجهة إلى بغداد، وبعد لحظات اكتشفت أن هذا الرجل هو والدي القاسم ابن جعفري يعمل سفير وقاضياً في الدولة بغداد، وهذه السفينة متجهة إلى هناك.
طول الطريق كنت أشعر بالرهبة والخوف؛ لذلك لم أتحدث بشيء حتى اقتربت المرأة تسألني:
- فاطمة لماذا أنتِ صامت طول الوقت هذا ليس كعادتك!
حدقت بها بقلق كنت أشعر بالخوف من التحدث حتى لا يكتشفون أني ليس ابنتهم الحقيقة بسبب اختلاف النطق واللغة، ولكن تجمعت شجاعتي وأجابتها باللغة العربية الفصحى:
- أنني بخير لا تقلقي والدتي.
- هذا غريب.
- ما الأمر!
- طريقة النطق لديك غريبة هل هذا تأثير المرض الذي تحدث عنه الطبيب!
ضحك الوالد قائلاً:
- لماذا أنتِ هكذا يا أم فاطمة أنها بخير لا تقلقي.
تركتهما يجلسون على سطح السفينة وذهبت إلى غرفتي حتى استريح، وبعد ذلك سقط في نوم عميق دون طول اليوم، وكأنني أقوم بتعويض كل النوم الذي فقدته في الماضي.
فجأة وجدت المكان يهتز بي بشدة، وعند استيقاظي سمعت صراخ عالي من أشخاص كثيرة؛ خرجت من الغرفة ووجدت الجميع يصرخ ويجري بخوف ويتحدثون برعب:
- أن السفينة تغرق في وسط عرض البحر سوف نموت جميعاً.
بعد سماع ما حدث حاولت الصعود إلى ظهر السفينة كي أبحث عن عائلتي الجديدة، ولكني مهما حاولت البحث لم أجدهم أبداً حتى أبتلع البحر السفينة وغرقنا جميعاً.
حينها ظلت أفكر وأتساءل:
- هل عودة بالزمن إلى هذه الحقبة التاريخية حتى أموت غرقاً بعد عدة ساعات!
بلعتني مياه البحر، وفقدت الوعي، وعند استيقاظي وجدت نفسي نائمة على شاطئ البحر؛ عندها ظلت أشكر الله لأني مازالت حياة، ولكن لم أجد أحد من ركاب السفينة على هذا الشاطئ.
ظلت أبحث على الشاطئ على ناجين لكن لم أجد أحد، ولكن حينها اكتشفت أنها جزيرة، كنت في البداية أظنها جزيرة نائية، ظلت أتعمق أكثر داخل الجزيرة حتى وجدت بالصدفة أطفال في غابة الجزيرة.
سألت أحدهما:
- أيها الأطفال أين أنا؟
في البداية لم يفهمني أحد، وظلوا ينظرون إلى بعضهما بخوف من هذه المرأة التي ظهرت أمامهم فجأة.
شعرت أن هؤلاء الأطفال لم يفهمون سؤالي لذا هذه الجزيرة ليست عربية؛ حاولت صنع كل الحركات التي تعني ما هذا المكان حتى فهم واحد من الخمس أطفال ما أعني بهذه التصرفات.
تشجع الطفل ثم أخذ خطوة إلى الأمام، ومد يديه إلى حتى أمسك بها، وبعد ذلك سحبني إلى مكان في وسط الغابة وباقي الأطفال خلفنا.
كانت المكان الذي أخذني إليه الطفل هي قريتهم الصغيرة البسيطة، ومعظم سكانها يظهر على ملامحهم الفقر الشديد.
ظل الطفل يسحبني حتى أخذني إلى كوخ كبير ومفتوح، وهناك حصل شيء غير متوقع.
وجدت الطبيب الذي عالجني يعالج المرضى داخل هذا الكوخ؛ لذا صدمت عند رؤيته، وشعرت بداخلي أن هذا الرجل هو سبب وجودي داخل هذا الزمن العتيق.
رفع نظره تجاه عند رؤيتي فزع قائلاً:
- ماذا تفعلين هنا؟ يجب الآن أن تكوني في بغداد مع عائلتك!
جلست على الأرض أبكي بقهر حتى أقترب يمد يده تجاهي حتى يساعدني في الوقوف قائلاً:
- ما بكِ هل أنت بخير؟
- ليست بخير لقد ماتت عائلتي وكل الأشخاص الذين كانوا على السفينة.
- ماذا تقصدين!
- لقد غرقت السفينة ومات الجميع.
كان هذا الطبيب ينظر إليَ باستغراب بسبب أسلوبي الغريب في التحدث، ولكن وضع كل تركيزه على الحادث الرهيب التي حدث.
جلب كوب من المياه وضعها بين يدي وبعد ابتلعه قال:
- لا تحزنين سوف تكونين بخير.
لا أعلم لماذا حينها بكيت بكثيرة رغم أن هذه العائلة ليست عائلتي الحقيقية، ولكني بكيت من أجلهم، ومن أجل كل ركاب السفينة الذين ماتوا داخل عرض البحر.
بعد الانتهاء من البكاء نظر إليه أسأله بفضول:
- ما اسمك؟
- ماذا تعنين؟
- أقصد من أنت؟
- اسمي محمد ابن سليمان ولقبي الفطين.
- وأنا اسمي فاطمة.
- أعلم ذلك.
في البداية لم استيعاب الأمر حتى أنار اسم الفطين عقلي، وتذكرت هذا الاسم الذي درسته في سنة أولى طب، أمير الأطباء أول طبيب مسلم يدرس كتب وطرق علاجه في التاريخ إلى الشرق والغرب.
ظلت أنظر إليه بذهول، وشعرت حينها كأنني فوزت باليانصيب إذا قمت بالتدريب تحت يد هذا الطبيب العبقري الموهوب هذا أكيد سوف يفرق كثير في معرفتي.
سألني بقلق:
- لماذا تنظرين إليَ بهذه الطريقة!
- لا شيء أني أشعر بالسعادة فقط.
- لماذا!
- بسببك.
- لم أفهم قصدك؟
- هذا غير هام يكفي أني أفهم ما أفعل.
ضحك قائلاً:
- أظنك الآن بخير سوف أذهب أكمل علاج المريض.
- لماذا أتيت إلى هنا؟
- من أجل علاج المرضى.
- هل تذهب إلى الأماكن المهجورة من أجل علاج المرضى!
- نعم أفعل ذلك.
- لماذا؟
- هناك حالات سيئة تحتاج إلى علاج ومتابعة ولكن هناك أيضاً مرضى لا يستطيع المجئ إليَ لذا أذهب إليهم لعلاجهما.
- من دون مقابل؟
- نعم.
- لماذا؟
- ليس المال كل شيء.
- كيف ذلك؟
- أشعر أن علاج المريض رسالة إلهية لا تقدر بثمن لقد أعطاني الله الكثير من المعرفة لماذا أخفيها أو أتاجر بها.
- أظنك محق، ولكن.
- ولكن ماذا؟
- إلى متى سوف تظل في هذه القرية وكيف أخرج من هذا المكان؟
- سوف أمكث شهر ويوجد سفينة سوف تمر بعد شهر تأخذني.
- هل يوجد سفينة أخرى سوف تأتي قريباً؟
- لا يوجد أنها السفينة الوحيدة التي سوف تمر من هنا.
- إذن هذا مفروغ منه سوف أنتظر هذا الشهر.
ظلت أشاهده باهتمام طريقة علاجه المريض؛ كانت أول مرة أشاهد أحد يعالج مريض بطريقة بداية ماهرة إلى هذه الدرجة.
كان يمتلك صندوق خشبي صغير به مجموعة من السكاكين الصغيرة التي تشبه المشرط مصنوعة من الفضة والذهب ملفوفة في قطعة قماش تشبه قماش الشاش.
ظل يخرج هذه المشارط وتعقيمها بالنار، وبعد أخرج السموم من جسم المريض أخرج أعشاب من حقيبته وطحنها ووضعها على الجرح وقام بربطه.
بعد الانتهاء سألته بفضول:
- ما عمل هذه السكاكين؟
- علاج المرضى بالطبع.
- لماذا هي مصنوعة من الفضة والذهب؟
- هل تعلمين أن الفضة أداة مهمة جداً في اكتشاف السموم؟
- أعلم، ولكن لم أعلم أنها أداة في علاج السموم.
- إنها أداة مهمة جداً في علاج السموم.
- سيدي هل تستطيع تعلمي العلاج؟
- لماذا تريدين التعليم؟
- لأني أحب مهنة الطب وعلاج المرضى.
- ولكن هذه المهنة صعبة وتحتاج خبرة وفطنة.
- أعلم يستطيع تجربتي واختباري في البداية، ولكن ماذا إن نجحت.
- ماذا تريدين أن أفعل إن نجحتي في الاختبار؟
- أريد أن أصير تلميذتك؟
- هذا لا يمكن.
- لماذا؟
- لأنه لا يصح أن تصبح امرأة تلميذتي.
- لماذا لا يصح!
- هذا خارج عن الأصول والمبادئ.
- حسناً لنصنع مبادئ جديدة
طول الطريق كنت أشعر بالرهبة والخوف؛ لذلك لم أتحدث بشيء حتى اقتربت المرأة تسألني:
- فاطمة لماذا أنتِ صامت طول الوقت هذا ليس كعادتك!
حدقت بها بقلق كنت أشعر بالخوف من التحدث حتى لا يكتشفون أني ليس ابنتهم الحقيقة بسبب اختلاف النطق واللغة، ولكن تجمعت شجاعتي وأجابتها باللغة العربية الفصحى:
- أنني بخير لا تقلقي والدتي.
- هذا غريب.
- ما الأمر!
- طريقة النطق لديك غريبة هل هذا تأثير المرض الذي تحدث عنه الطبيب!
ضحك الوالد قائلاً:
- لماذا أنتِ هكذا يا أم فاطمة أنها بخير لا تقلقي.
تركتهما يجلسون على سطح السفينة وذهبت إلى غرفتي حتى استريح، وبعد ذلك سقط في نوم عميق دون طول اليوم، وكأنني أقوم بتعويض كل النوم الذي فقدته في الماضي.
فجأة وجدت المكان يهتز بي بشدة، وعند استيقاظي سمعت صراخ عالي من أشخاص كثيرة؛ خرجت من الغرفة ووجدت الجميع يصرخ ويجري بخوف ويتحدثون برعب:
- أن السفينة تغرق في وسط عرض البحر سوف نموت جميعاً.
بعد سماع ما حدث حاولت الصعود إلى ظهر السفينة كي أبحث عن عائلتي الجديدة، ولكني مهما حاولت البحث لم أجدهم أبداً حتى أبتلع البحر السفينة وغرقنا جميعاً.
حينها ظلت أفكر وأتساءل:
- هل عودة بالزمن إلى هذه الحقبة التاريخية حتى أموت غرقاً بعد عدة ساعات!
بلعتني مياه البحر، وفقدت الوعي، وعند استيقاظي وجدت نفسي نائمة على شاطئ البحر؛ عندها ظلت أشكر الله لأني مازالت حياة، ولكن لم أجد أحد من ركاب السفينة على هذا الشاطئ.
ظلت أبحث على الشاطئ على ناجين لكن لم أجد أحد، ولكن حينها اكتشفت أنها جزيرة، كنت في البداية أظنها جزيرة نائية، ظلت أتعمق أكثر داخل الجزيرة حتى وجدت بالصدفة أطفال في غابة الجزيرة.
سألت أحدهما:
- أيها الأطفال أين أنا؟
في البداية لم يفهمني أحد، وظلوا ينظرون إلى بعضهما بخوف من هذه المرأة التي ظهرت أمامهم فجأة.
شعرت أن هؤلاء الأطفال لم يفهمون سؤالي لذا هذه الجزيرة ليست عربية؛ حاولت صنع كل الحركات التي تعني ما هذا المكان حتى فهم واحد من الخمس أطفال ما أعني بهذه التصرفات.
تشجع الطفل ثم أخذ خطوة إلى الأمام، ومد يديه إلى حتى أمسك بها، وبعد ذلك سحبني إلى مكان في وسط الغابة وباقي الأطفال خلفنا.
كانت المكان الذي أخذني إليه الطفل هي قريتهم الصغيرة البسيطة، ومعظم سكانها يظهر على ملامحهم الفقر الشديد.
ظل الطفل يسحبني حتى أخذني إلى كوخ كبير ومفتوح، وهناك حصل شيء غير متوقع.
وجدت الطبيب الذي عالجني يعالج المرضى داخل هذا الكوخ؛ لذا صدمت عند رؤيته، وشعرت بداخلي أن هذا الرجل هو سبب وجودي داخل هذا الزمن العتيق.
رفع نظره تجاه عند رؤيتي فزع قائلاً:
- ماذا تفعلين هنا؟ يجب الآن أن تكوني في بغداد مع عائلتك!
جلست على الأرض أبكي بقهر حتى أقترب يمد يده تجاهي حتى يساعدني في الوقوف قائلاً:
- ما بكِ هل أنت بخير؟
- ليست بخير لقد ماتت عائلتي وكل الأشخاص الذين كانوا على السفينة.
- ماذا تقصدين!
- لقد غرقت السفينة ومات الجميع.
كان هذا الطبيب ينظر إليَ باستغراب بسبب أسلوبي الغريب في التحدث، ولكن وضع كل تركيزه على الحادث الرهيب التي حدث.
جلب كوب من المياه وضعها بين يدي وبعد ابتلعه قال:
- لا تحزنين سوف تكونين بخير.
لا أعلم لماذا حينها بكيت بكثيرة رغم أن هذه العائلة ليست عائلتي الحقيقية، ولكني بكيت من أجلهم، ومن أجل كل ركاب السفينة الذين ماتوا داخل عرض البحر.
بعد الانتهاء من البكاء نظر إليه أسأله بفضول:
- ما اسمك؟
- ماذا تعنين؟
- أقصد من أنت؟
- اسمي محمد ابن سليمان ولقبي الفطين.
- وأنا اسمي فاطمة.
- أعلم ذلك.
في البداية لم استيعاب الأمر حتى أنار اسم الفطين عقلي، وتذكرت هذا الاسم الذي درسته في سنة أولى طب، أمير الأطباء أول طبيب مسلم يدرس كتب وطرق علاجه في التاريخ إلى الشرق والغرب.
ظلت أنظر إليه بذهول، وشعرت حينها كأنني فوزت باليانصيب إذا قمت بالتدريب تحت يد هذا الطبيب العبقري الموهوب هذا أكيد سوف يفرق كثير في معرفتي.
سألني بقلق:
- لماذا تنظرين إليَ بهذه الطريقة!
- لا شيء أني أشعر بالسعادة فقط.
- لماذا!
- بسببك.
- لم أفهم قصدك؟
- هذا غير هام يكفي أني أفهم ما أفعل.
ضحك قائلاً:
- أظنك الآن بخير سوف أذهب أكمل علاج المريض.
- لماذا أتيت إلى هنا؟
- من أجل علاج المرضى.
- هل تذهب إلى الأماكن المهجورة من أجل علاج المرضى!
- نعم أفعل ذلك.
- لماذا؟
- هناك حالات سيئة تحتاج إلى علاج ومتابعة ولكن هناك أيضاً مرضى لا يستطيع المجئ إليَ لذا أذهب إليهم لعلاجهما.
- من دون مقابل؟
- نعم.
- لماذا؟
- ليس المال كل شيء.
- كيف ذلك؟
- أشعر أن علاج المريض رسالة إلهية لا تقدر بثمن لقد أعطاني الله الكثير من المعرفة لماذا أخفيها أو أتاجر بها.
- أظنك محق، ولكن.
- ولكن ماذا؟
- إلى متى سوف تظل في هذه القرية وكيف أخرج من هذا المكان؟
- سوف أمكث شهر ويوجد سفينة سوف تمر بعد شهر تأخذني.
- هل يوجد سفينة أخرى سوف تأتي قريباً؟
- لا يوجد أنها السفينة الوحيدة التي سوف تمر من هنا.
- إذن هذا مفروغ منه سوف أنتظر هذا الشهر.
ظلت أشاهده باهتمام طريقة علاجه المريض؛ كانت أول مرة أشاهد أحد يعالج مريض بطريقة بداية ماهرة إلى هذه الدرجة.
كان يمتلك صندوق خشبي صغير به مجموعة من السكاكين الصغيرة التي تشبه المشرط مصنوعة من الفضة والذهب ملفوفة في قطعة قماش تشبه قماش الشاش.
ظل يخرج هذه المشارط وتعقيمها بالنار، وبعد أخرج السموم من جسم المريض أخرج أعشاب من حقيبته وطحنها ووضعها على الجرح وقام بربطه.
بعد الانتهاء سألته بفضول:
- ما عمل هذه السكاكين؟
- علاج المرضى بالطبع.
- لماذا هي مصنوعة من الفضة والذهب؟
- هل تعلمين أن الفضة أداة مهمة جداً في اكتشاف السموم؟
- أعلم، ولكن لم أعلم أنها أداة في علاج السموم.
- إنها أداة مهمة جداً في علاج السموم.
- سيدي هل تستطيع تعلمي العلاج؟
- لماذا تريدين التعليم؟
- لأني أحب مهنة الطب وعلاج المرضى.
- ولكن هذه المهنة صعبة وتحتاج خبرة وفطنة.
- أعلم يستطيع تجربتي واختباري في البداية، ولكن ماذا إن نجحت.
- ماذا تريدين أن أفعل إن نجحتي في الاختبار؟
- أريد أن أصير تلميذتك؟
- هذا لا يمكن.
- لماذا؟
- لأنه لا يصح أن تصبح امرأة تلميذتي.
- لماذا لا يصح!
- هذا خارج عن الأصول والمبادئ.
- حسناً لنصنع مبادئ جديدة