أمير الأطباء

مى شغف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-12-25ضع على الرف
  • 82.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

أمير الأطباء والطبيبة المتهورة

وصلنا إلى عام 2023 حتى الآن يعلم العالم بأكمله عن موهبة الرجل العبقري الرحيم" مدحت يعقوب" المشهور في علاج مرضى القلب؛ هذا الطبيب العبقري رغم ضحكته الصافية ورئفته بالمرضى إلا أنه رجل عملي جداً، ولا يرحم أي متقاعس عن العمل.

لذا يعرف عن هذا الرجل داخل مؤسسته الدكتاتور الآلي الذي لا يرحم في العمل.

عندما كنت في مرحلة الإعدادية أصيبت بمرض في القلب بسبب هذا المرض اجتهدت في الثانوية العامة، وحاربت ساعات النوم والراحة خلال هذه الثلاثة أعوام لكي التحق إلي كلية الطب قسم جراحة القلب والأوعية الدموية.

كان السبب خلف إصراري هو أمنية التحقت بمستشفى الدكتور العظيم" مدحت يعقوب" حتى أتعلم من خبرته، وأعمل تحت أشرافه في هذه المؤسسة حيث يتم علاج كل المرضى برعاية واهتمام.

نشئ ذلك الإحساس بعد علاجه مريضي القلب أثناء طفولتي حينها كنت تقريباً في الفصل الثالث الإعدادي.

هذا الوقت كنت طفلة ضعيفة جداً، ومريضة دائماً، وبسبب هذا المرض الذي يلاحقني منذ الولادة؛ كنت فاشلة في دراستي لعدم اهتمامي بالدراسة كل عام دراسي أو اثنان تقريباً كنت أعيد السنة بسبب مادتين أو ثلاثة.

ولكن بعد علاجها الدكتور" مدحت" من هذا المرض الذي احتاروا في علاجها لمدة 6 أعوام الكثير من الأطباء فور خروجي من غرفة العمليات اتخذت قرارِ منذ ذلك الوقت أن أصبح طبيبة مثل هذا الرجل.

أعالج المرضى الميؤوس من علاجهم الذين ليس لها علاج؛ كافحت بكل طاقتي وعزمي رغم ذكائي المتوسط، واستطعت أن أكون ضمن العشرة الأوائل في الثانوية العام، ودخلت كلية طب عين شمس.

تفوقت في الدراسة لمدة ست أعوام، وبعد ذلك تم اختيار تدريبي في مستشفى الجامعة، ولكن كان حلمي أن أذهب إلى مشفى" مدحت يعقوب"، ولكن لم يكن لي الاختيار فكان يجب أن أطيع الأوامر .

أتمت تدريبي في مشفى الجامعة لمدة أربعة سنوات قبل أن أقرر أين أذهب للعمل، وبالطبع بعد ذلك ذهبت فوراً للعمل في مشفى الأستاذ الدكتور" مدحت يعقوب"، ولكن لم يتذكرني بالطبع؛ حينها كنت طفلة صغيرة.

تغير شكلي كثير، وأيضاً كل يوم يمر عليه الكثير من المرضى، وبالرغم موافقة إدارة المشفى على ممارسة العمل لديهم كانت حياة العمل هناك مأساة حياتي.

كان سبب تفوق الدكتور" مدحت" في عمله هو سيطرة القوية على كل فريق عمله الذين يتسمون بالسرعة، والذكاء، والفطنة.

لكن رغم ذلك كان تفوقي في الدراسة من الثانوية إلى الجامعة بسبب تعبِ، والمجهود الجبار الذي بذلته في المقابل، ولكنني في الأساس شخص كسول عندما عملت في المشفى كنت أعيق الجميع.

وجدني أستاذتي أني شخص لا يفقه شيء، وكأن كل مجهودي خلال الأعوام الماضية ضاعت هباء العشرة أعوام من عمري صارت سراب؛ حاولت كثير التأقلم على الوضع الجيد، وأساير العمل، وأحاول مجاوبته في السرعة، والأسلوب.

لكن كلما حاولت أكثر كلما فقد الأمل بسرعة في هذه المهنة، كان التحمل صعب جداً، وكان ذهابي وايابي ما بين غرف العمليات، ومتابعة المرضى، وتحضير الماجستير، والرسالة، والأبحاث الجديدة غاية في الإرهاق والتعب.

شعرت حينها أني أغرق بعمق كل يوم كان يمر مثل العام؛ أصبحت أكره هذا العمل بشدة هذا العمل الذي كنت أنتظره منذ أعوام كثيرة أصبح حمل ثقيل على قلبي، وبرغم ذلك تحملت وصبرت حتى تعلمت الأساسيات، ولكن ما تعلمته أكثر أن هذا العمل ليس كل حلم جميل بعد السعي في تحقيقه .

بعد عامين في العمل، والإرهاق الجسدي، والنفسي، والمسئولية الشديدة التي أحملها بين يدي؛ في يوما ما فقدت الوعي داخل غرفة العمليات أثناء وجودي كمساعدة طبيب.

دخلت في غيبوبة من دون سبب جعلت الأطباء يحيرون في أمري بسبب هذه الحالة الغريبة.

نفس الوقت استيقظت في عالم آخر ظلت أنظر حولي وجدت نفسي نائمة على سرير مشفى كان مكاناً غريب، وفقير جداً مثل الأفلام عن العصور القديم.

نظرت من حولي وجدت مكان فارغ لا يوجد به معدات طوارئ، أو إسعافات؛ لذا نهضت من السرير بفزع، وخرجت من الغرفة ظلت أنظر من حولي وجدت غرفة كبيرة يخرج منها طرقة طويلة، وكأنها محل عطارة.

استغربت الوضع وتسمرت مكاني؛ عندها وجدت طفل يحمل وعاء ماء كان تقريباً في الحادي عشر وسألته:
- أين أنا؟
نظر الفتى بسعادة وظلت ينادي على شخص يقول:
- سيدى لقد أستيقظت المرأة.

كانت لهجة نطق الطفل غريبة وليس طبيعية، ولكن ما كان أغرب هو وجود رجل وسيدة أسرعوا إلى بسعادة وحزن وقاموا باحتضاني بقوة.

ظلت السيدة تبكي أثناء احتضاني تقول:
- الحمد الله أنكِ بخير.
وقال الرجل العجوز:
- لقد سمع الله دعونا.

الغريب في هذا الموضوع أن السيدة والرجل كانوا يتعاملوا تجاهي كأني طفلتهم التي كانت على وشك الموت؛ هؤلاء الأشخاص الذي أراهم لأول مرة كان حضنهما دافئ مثل حضن الوالدين.

كان شكلها أرستقراطي يرتدون مثل الأفلام الأوروبي القديمة؛ عندما نظرت إلى ملابسي الغربية ظلت في حالة ذهول حتى جاء رجل آخر.

شاب وسيم في غاية الجمال يلبس معطف لونه أخضر فوق ملابسه الجلباب والعمامة ذات كتف عريض وحواجب سوداء كثيف وملامح معتدلة.

كان ملامح هذا الشخص تتسم بالوقار، والجدية التي تظهر على وجهه تسوده الصمت على المكان يمتلك عيون مسحوبة كالصقر، ووجهه مبتسمة.

نظر إلي الرجل الأخر ونطق بلغة العربية الفصحى القديمة التي لم أسمع أحد يتحدث بها من قبل قائلاً:
- لقد استيقظت لذا هي بخير الآن.
أجابه الرجل العجوز:
- هل أنت متأكد من هذا؟
- نعم متأكد.
- إذن أخبرني ما الذي حدث لها فجأة من دون سبب؟
- لا أعلم.
- كيف لا تعلم أنت الطبيب المعالج!
- يوجد في العلم أشياء كثير لم يعلم أحد كما حدث مع ابنتك التي ماتت وعادت حية مرة أخرى كل ما يهم الآن أنها بخير.
- شكراً لك.
- لا تشكرني ولكني أريد أن تعود للمتابعة يومياً.
- لماذا تريد متابعة حالتها وهي بخير الآن!
- للاطمئنان ودراسة حالتها.
-ولكن سوف نذهب الى رحلة لمدة ثلاثة أشهر.
- سأكتب لها أدوية يفيدها طول الرحلة أثناء الذهاب والعودة حتى لا تمرض ثانيةً.

طول هذه الفترة لم أكن منتبهة إلى حديثهما؛ كنت أنظر إلى المرأة التي تقيدني بذراعها بقلق وزوجها الذي يتحدث بلغة عربية ولكني لم أستطيع فهمها بذهول حتى أملت المرأة رأسها تجاه زوجها تخبره:
- يجب أن تقنعه أن يأتي معنا إلى هذه الرحلة؟

أجابها بصوت منخفضة:
- لقد عرضت عليه من قبل ورفض.
- أخبره أنك سوف تدفع إليها ما يريد كل ما يهم الآن ضمان سلامة طفلتنا الوحيدة؟

بعد مرور فترة استطاعت استوعب الوضع ومحاولة فهم كل شيء يحدث أمامي، بعد ملاحظة وجود تغيرات بسيطة في جسدي وطولي وشعري، كنت نفسي ولكن بطريقة مختلفة.

ذهبت مسرعة أبحث عن مرآة قريبة، وعندما وجدتها كانت مرآة قديمة بها شروخ بسيط، ولكن كان مظهر وجهي أره بوضوح وجد نفسي أصبحت فتاة مختلفة تصغر من العمر الثلاثين إلى الواحد والعشر.
أصبح شعري القصير طويلاً جداً، وأرتدي فستان من الشيفون القصير كان شكل الملابس غريبة، وبعد خمس عشرة ثانية من النظر في المرآة فقط الوعي مرة أخرى.

فزع الجميع وبعد استيقظت مرة أخرى استطعت أن أفهم أني أبنة هذان الزوجان، وهذا الرجل الوسيم طبيب وأني عودت من الزمن قرون إلى عصر الدولة العباسية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي