الفصل الثالث
تفاجئ" الفطين" من طلب" فاطمة" الغريب لأن في هذا الزمن كانت المرأة تفضل معاملتها معاملة الأميرات، ولم يحبون الانخراط في عمل الرجال.
شعر حينها أن هذه المرأة مختلفة عن هذا الزمن تملك أسلوب مختلف وتفكير منفتح؛ لذا وافق على مطالبها وقرر اختبارها، ولكنه تفاجئ بعد فترة وجدتها تستطيع تحمل المشقات وتملك خبرة كبيرة عن ممارس العلاج.
الفطين هو" محمد بن سليمان الفطين" كان مشهور وسط دولته منذ الصغر حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة عندما كان في السابعة من عمره، وذلك بسبب والده الذي كان يعمل محفظ في الكٌتاب وشيخ البلدة.
منذ نعومة أظافره وهو يحب مساعدة الناس بدأ بالاهتمام وعلاج الحيوانات الصغيرة عندما كان في التاسعة، وبعد ذلك درس الطب على يد عمه" القاسم بن الفطين" الذي كان يعمل معالج الوالي الحكم للدولة.
كان عمه يأخذه إلى مستوصف الدولة ويجلس مع المعالجين ويتعلم منهما الطب، وسافر مع عمه إلى بلد كثيرة من أجل التعليم والمساعدة؛ لذا تعلم وصفة من كل دولة ومحافظة سافر إليه حتى تواصل إلى علمه الخاص وأصبح أقوي وأفضل طبيب في الدولة.
انشيء كتاب يتحدث بها عن طريق الطب الحديث في الدولة العثمانية، وكان يفضل علاج المرضى بالخناجر والسكاكين الصغيرة الفضية والذهبية.
خلال هذا الزمن كان العلاج المعترف به هي الأعشاب، ولكنه استطاع تصميم طرق بديلة سريعة في علاج المرضى.
كان أول طبيب يقيم بعملية قلب مفتوح، وولادة قيصرية مستعصية.
كان محترف في علاج الكسور، وعلاج الأمراض الوراثية، وعلاج الأوبئة.
استطاع صنع طفرة في عالم الطب.
مر أسبوع على بقائهما في هذه القرية، ولاحظ" الفطين" كم اجتهادها في العمل ولطف" فاطمة" مع أهل القرية والأطفال؛ لذا ذهب إليها كي يخبرها:
- فاطمة منذ الآن أنت تلميذتي ولكن.
- يجب أن تطيعي كل أوامري.
- حسنا سوف افعل .
- فاطمة بما أنك فقدتي أسرتك سوف اتكفل بكِ وأكون مسئولاً عنك.
فوجئت" فاطمة" بحديثه، وشعرت كأنه يعرض عليها الزواج؛ لذا أطلقت صيحات الضحك بهستيرية جعلته يشعر بالخوف من تصرفاتها المجنونة ثم قالت:
- ليس ملزم بالاعتناء بي.
- لماذا ما أفعله لطفاً مني!
- هذا لأني لم أمكث في هذا الزمن كثيراً.
- ماذا تعنين!
أجابت باللغة العامية بصوت منخفض:
- لأني لم أبقي كثيراً سوف أبحث عن طريقة تجعلني أعود إلى زمني.
- لم أفهم حديثك؟
- هذا مجرد حديث لذا لا تهتم.
ظلت تساعده وتتعلم من خبرته في الطب؛ وبرغم دراستها والتدريب والممارسة طول الماضية، ولكنها عندما عادت إلى الماضي ووجد نفسها من دون الأدوات الحديثة والعلاج الكيميائي لم تفقه شيء، ولم تستطيع إفادة المرضى بعلمها الحديث.
مر شهر على وجودها على هذه الجزيرة الصغيرة، جاء موعد الذهاب والعودة إلى منزلها التي لم تعرف مكانه، وعند وصول السفينة وصعودها عليها مع" الفطين" نظرت إليه بأمل تسأله:
- أصبحت الآن بلا مكان.
- كيف تتحدثين هكذا لديك منزل كبير ينتظرك.
- حقاً يوجد منزل كبير، ولكن لم ينتظرني به أحد.
- لا تقلقي سوف تكونون بخير.
ظلت أخبر نفسي بداخل عقلي:
- كيف أخبره أني لا أعلم مكان منزلي!
نزلت دموعي تسير كالشلال، واقتربت من مكان وقوف" الفطين" أسأله برجاء:
- محمد هل استطيع المكوث في منزلك؟
فزع" الفطين" قائلاً بصوت مرتفع:
- ماذا! كيف تتحدثين بهذا الكلام الفارغ؟
- لا أريد العيش بمفردي في منزل فارغ.
- أنت فتاة عذراء كيف تطلبين من رجل بالغ هذا الطلب!
- لقد أخبرتني بأنك سوف تتحمل مسئوليتي؟
- أقصد في تعليمك وتوجيهك وليس الحياة.
- إذن اسمح إليَ بالعيش داخل المستوصف الخاص بك؟
- كيف سوف تعيشين في هذا المكان البارد هذا مستحيل.
- أرجوك؟
- لا يصلح هذا ما تطلبين مستحيل.
عند وصول السفينة الميناء سحبني" الفطين" من يدي حتى المنزل أجبرني على المكوث في هذا المنزل الغريب.
وجددت داخل المنزل المربية الخاصة التي كانت ترافقني منذ ولادتي، تعرفت عليَ فوراً وساعدتني في تفاصيل المعيشة في المنزل والبلد.
في البداية شعرت المربية" بركة" بوجود شيء غريب في شخصيتي، ولكني استطعت إقناعها أن بسبب حادث السفينة فقد معظم ذكرياتي، ولكنها أخبرتني بحيرة:
- هل الحادث تغير الشخصية والأسلوب أيضاً!
- أظن ذلك.
بالطبع يجب أن تلاحظ الفرق لأنها من قامت بتربية" فاطمة" الحقيقية.
حولت طول الوقت أن انتبه إلى تصرفاتي حتى لا ألفت الانتباه وأعرض نفسي للتساؤلات التي في غنى عنها.
كنت أشعر طول الوقت أني تحت التليسكوب تصرفاتي وحركاتي كلها مترقبة، وأفتقد الوقت الذى قضيته على الجزيرة مع" الفطين".
ذهبت أبحث عنه بعد مرور يومين من عودتنا، ولكني أكتشف أنه تم استدعائه من أجل الذهب في مأمورية علاج للوالي.
ظلت لمدة أسبوع ذهاب وإياب على عيادته أتفقد وصوله حتى شعرت باليأس، لذا توجهت إلى المكتبة أكبر مكتبة في البلاد.
قمت بشراء كل كتب الطب البديل من المكتبة، وفور عودتي إلى المنزل بدأت اقرأ كل الكتب، والتعلم عن الأعشاب بمختلف أنواعها وخصائصها.
منذ شراء هذه الكتب والمراجعات لم أخرج من المنزل وظلت طول الوقت اقرأ وأتعلم هذه الأشياء الجديدة بالنسبة إليَ.
بعد الانتهاء كان مر عشرة أيام خرجت من منزلي من أجل التسوق لشراء الملابس، ولكن بالصدفة رأيت شيء غريب.
رأيت شخص يشبه حبي الأول يوسف؛ هذا الشخص يشبه في كل تفاصيله، لذا صرت خلفه دون أدراك وعندما اقتربت أمسكت بذراعه حتى أوقفته ثم أسأله:
- يوسف أنت هو يوسف.
فزع الرجل وأبعد يدي بغضب قائلاً:
- ماذا تفعلين يا امرأة!
في هذا الزمن يعتبر جريمة أن تمسك المرأة يد رجل غريب وأيضاً الرجل لا يستطع الاقتراب من امرأة ليست حلاله.
بالطبع كنت أجهل معظم القوانين؛ لذا فزعت المربية واقتربت تعتذر من الرجل تخبره:
- أرجوك سيدي أعذرها لقد امرأة بحادث أفقدها الإدراك.
رغم ابعدي ظلت أتمسك به أسأله:
- يوسف كيف جئت إلى هنا؟ يوسف هل تتذكرني!
- أنت ابعدي هذه المجنونة.
ذهب الشاب وظل يفكر:
- كيف هذه المرأة تعلم اسمي هل هي تعرفني!
شعرت بالإحباط بعد ذهاب الشاب لأنه ليست الشخص الذي كنت أتمني أن يكونه، كنت أتمني أن ألتقي بأحد يكون من نفس الزمن الذي أتيت منه فجأة.
كانت المربية غاضبة جداً، وظلت تتحدث عن الأخلاق، والآداب، والأصول عندها علمت لماذا هذا الرجل تعامل معي بهذه الطريقة.
نظرت إلى المربية بإحباط أخبرها:
- هل انتهيتِ؟
- مازال هناك الكثير التي يجب أن تتعلمه يا سيدتي من البداية.
- هل استطيع التعلم في يوم آخر؟
- حسنا سيدتي كما تردين.
- هل أستطيع الذهاب إلى عيادة الفطين الآن؟
- ولكن سيدتي أظن أنه لم يعود حتى الآن.
- كيف تعلمين أن عاد أما لا يجب الذهاب للتأكد؟
- لقد أخبرت العامل هناك أن عاد سيدك أخبرني.
- إذن نذهب ونلقي نظرة وأن لم نجده نعود إلى المنزل مازال الوقت باكراً.
- حسنا سيدتي كما تريدين.
شعر حينها أن هذه المرأة مختلفة عن هذا الزمن تملك أسلوب مختلف وتفكير منفتح؛ لذا وافق على مطالبها وقرر اختبارها، ولكنه تفاجئ بعد فترة وجدتها تستطيع تحمل المشقات وتملك خبرة كبيرة عن ممارس العلاج.
الفطين هو" محمد بن سليمان الفطين" كان مشهور وسط دولته منذ الصغر حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة عندما كان في السابعة من عمره، وذلك بسبب والده الذي كان يعمل محفظ في الكٌتاب وشيخ البلدة.
منذ نعومة أظافره وهو يحب مساعدة الناس بدأ بالاهتمام وعلاج الحيوانات الصغيرة عندما كان في التاسعة، وبعد ذلك درس الطب على يد عمه" القاسم بن الفطين" الذي كان يعمل معالج الوالي الحكم للدولة.
كان عمه يأخذه إلى مستوصف الدولة ويجلس مع المعالجين ويتعلم منهما الطب، وسافر مع عمه إلى بلد كثيرة من أجل التعليم والمساعدة؛ لذا تعلم وصفة من كل دولة ومحافظة سافر إليه حتى تواصل إلى علمه الخاص وأصبح أقوي وأفضل طبيب في الدولة.
انشيء كتاب يتحدث بها عن طريق الطب الحديث في الدولة العثمانية، وكان يفضل علاج المرضى بالخناجر والسكاكين الصغيرة الفضية والذهبية.
خلال هذا الزمن كان العلاج المعترف به هي الأعشاب، ولكنه استطاع تصميم طرق بديلة سريعة في علاج المرضى.
كان أول طبيب يقيم بعملية قلب مفتوح، وولادة قيصرية مستعصية.
كان محترف في علاج الكسور، وعلاج الأمراض الوراثية، وعلاج الأوبئة.
استطاع صنع طفرة في عالم الطب.
مر أسبوع على بقائهما في هذه القرية، ولاحظ" الفطين" كم اجتهادها في العمل ولطف" فاطمة" مع أهل القرية والأطفال؛ لذا ذهب إليها كي يخبرها:
- فاطمة منذ الآن أنت تلميذتي ولكن.
- يجب أن تطيعي كل أوامري.
- حسنا سوف افعل .
- فاطمة بما أنك فقدتي أسرتك سوف اتكفل بكِ وأكون مسئولاً عنك.
فوجئت" فاطمة" بحديثه، وشعرت كأنه يعرض عليها الزواج؛ لذا أطلقت صيحات الضحك بهستيرية جعلته يشعر بالخوف من تصرفاتها المجنونة ثم قالت:
- ليس ملزم بالاعتناء بي.
- لماذا ما أفعله لطفاً مني!
- هذا لأني لم أمكث في هذا الزمن كثيراً.
- ماذا تعنين!
أجابت باللغة العامية بصوت منخفض:
- لأني لم أبقي كثيراً سوف أبحث عن طريقة تجعلني أعود إلى زمني.
- لم أفهم حديثك؟
- هذا مجرد حديث لذا لا تهتم.
ظلت تساعده وتتعلم من خبرته في الطب؛ وبرغم دراستها والتدريب والممارسة طول الماضية، ولكنها عندما عادت إلى الماضي ووجد نفسها من دون الأدوات الحديثة والعلاج الكيميائي لم تفقه شيء، ولم تستطيع إفادة المرضى بعلمها الحديث.
مر شهر على وجودها على هذه الجزيرة الصغيرة، جاء موعد الذهاب والعودة إلى منزلها التي لم تعرف مكانه، وعند وصول السفينة وصعودها عليها مع" الفطين" نظرت إليه بأمل تسأله:
- أصبحت الآن بلا مكان.
- كيف تتحدثين هكذا لديك منزل كبير ينتظرك.
- حقاً يوجد منزل كبير، ولكن لم ينتظرني به أحد.
- لا تقلقي سوف تكونون بخير.
ظلت أخبر نفسي بداخل عقلي:
- كيف أخبره أني لا أعلم مكان منزلي!
نزلت دموعي تسير كالشلال، واقتربت من مكان وقوف" الفطين" أسأله برجاء:
- محمد هل استطيع المكوث في منزلك؟
فزع" الفطين" قائلاً بصوت مرتفع:
- ماذا! كيف تتحدثين بهذا الكلام الفارغ؟
- لا أريد العيش بمفردي في منزل فارغ.
- أنت فتاة عذراء كيف تطلبين من رجل بالغ هذا الطلب!
- لقد أخبرتني بأنك سوف تتحمل مسئوليتي؟
- أقصد في تعليمك وتوجيهك وليس الحياة.
- إذن اسمح إليَ بالعيش داخل المستوصف الخاص بك؟
- كيف سوف تعيشين في هذا المكان البارد هذا مستحيل.
- أرجوك؟
- لا يصلح هذا ما تطلبين مستحيل.
عند وصول السفينة الميناء سحبني" الفطين" من يدي حتى المنزل أجبرني على المكوث في هذا المنزل الغريب.
وجددت داخل المنزل المربية الخاصة التي كانت ترافقني منذ ولادتي، تعرفت عليَ فوراً وساعدتني في تفاصيل المعيشة في المنزل والبلد.
في البداية شعرت المربية" بركة" بوجود شيء غريب في شخصيتي، ولكني استطعت إقناعها أن بسبب حادث السفينة فقد معظم ذكرياتي، ولكنها أخبرتني بحيرة:
- هل الحادث تغير الشخصية والأسلوب أيضاً!
- أظن ذلك.
بالطبع يجب أن تلاحظ الفرق لأنها من قامت بتربية" فاطمة" الحقيقية.
حولت طول الوقت أن انتبه إلى تصرفاتي حتى لا ألفت الانتباه وأعرض نفسي للتساؤلات التي في غنى عنها.
كنت أشعر طول الوقت أني تحت التليسكوب تصرفاتي وحركاتي كلها مترقبة، وأفتقد الوقت الذى قضيته على الجزيرة مع" الفطين".
ذهبت أبحث عنه بعد مرور يومين من عودتنا، ولكني أكتشف أنه تم استدعائه من أجل الذهب في مأمورية علاج للوالي.
ظلت لمدة أسبوع ذهاب وإياب على عيادته أتفقد وصوله حتى شعرت باليأس، لذا توجهت إلى المكتبة أكبر مكتبة في البلاد.
قمت بشراء كل كتب الطب البديل من المكتبة، وفور عودتي إلى المنزل بدأت اقرأ كل الكتب، والتعلم عن الأعشاب بمختلف أنواعها وخصائصها.
منذ شراء هذه الكتب والمراجعات لم أخرج من المنزل وظلت طول الوقت اقرأ وأتعلم هذه الأشياء الجديدة بالنسبة إليَ.
بعد الانتهاء كان مر عشرة أيام خرجت من منزلي من أجل التسوق لشراء الملابس، ولكن بالصدفة رأيت شيء غريب.
رأيت شخص يشبه حبي الأول يوسف؛ هذا الشخص يشبه في كل تفاصيله، لذا صرت خلفه دون أدراك وعندما اقتربت أمسكت بذراعه حتى أوقفته ثم أسأله:
- يوسف أنت هو يوسف.
فزع الرجل وأبعد يدي بغضب قائلاً:
- ماذا تفعلين يا امرأة!
في هذا الزمن يعتبر جريمة أن تمسك المرأة يد رجل غريب وأيضاً الرجل لا يستطع الاقتراب من امرأة ليست حلاله.
بالطبع كنت أجهل معظم القوانين؛ لذا فزعت المربية واقتربت تعتذر من الرجل تخبره:
- أرجوك سيدي أعذرها لقد امرأة بحادث أفقدها الإدراك.
رغم ابعدي ظلت أتمسك به أسأله:
- يوسف كيف جئت إلى هنا؟ يوسف هل تتذكرني!
- أنت ابعدي هذه المجنونة.
ذهب الشاب وظل يفكر:
- كيف هذه المرأة تعلم اسمي هل هي تعرفني!
شعرت بالإحباط بعد ذهاب الشاب لأنه ليست الشخص الذي كنت أتمني أن يكونه، كنت أتمني أن ألتقي بأحد يكون من نفس الزمن الذي أتيت منه فجأة.
كانت المربية غاضبة جداً، وظلت تتحدث عن الأخلاق، والآداب، والأصول عندها علمت لماذا هذا الرجل تعامل معي بهذه الطريقة.
نظرت إلى المربية بإحباط أخبرها:
- هل انتهيتِ؟
- مازال هناك الكثير التي يجب أن تتعلمه يا سيدتي من البداية.
- هل استطيع التعلم في يوم آخر؟
- حسنا سيدتي كما تردين.
- هل أستطيع الذهاب إلى عيادة الفطين الآن؟
- ولكن سيدتي أظن أنه لم يعود حتى الآن.
- كيف تعلمين أن عاد أما لا يجب الذهاب للتأكد؟
- لقد أخبرت العامل هناك أن عاد سيدك أخبرني.
- إذن نذهب ونلقي نظرة وأن لم نجده نعود إلى المنزل مازال الوقت باكراً.
- حسنا سيدتي كما تريدين.