الفصل الحادي عشر

ذهب" الفطين" مصطحب الجميع إلى هذه البلدة الصغيرة" خرز البقر"، ومنذ وصوله حوصر نفسه داخل هذه الحظيرة منذ الصباح حتى المساء.

يفحص كل شيء متواجد في الحظيرة؛ كان في البداية يظن أن سبب القضاء على الوباء هو مغلفات البقر، ولكن بعد فحوصاته وأبحاثه لمدة أسابيع اكتشف أن هذا الأمر ليس كما يعتقد.

انحصرت حياته داخل هذا المكان القذر والصغير حتى تواصل بعد مشاقة إلى الإجابة، وأن مصل الوباء متواجد في مخاط الأبقار المصابة.

بعد شهر استطاع استخراج العلاج من المناسب، وعاد إلى القصر في أسرع وقت؛ كان يملك علاج يكفي إلى خمسة أشخاص، وهما السلطان، وأربعة من زوجاته، ومساعدة فاطمة.

ولكن كانت الكارثة بعد عودة عندما أكتشف أن والدة السلطان مصابة؛ حاول يخفي بوجود مصل زيادة من أجلي، ولكن قائدة حراسته أخبر الملك بما حدث، وبكمية المصل الذي يمتلكه الآن "الفطين.

لذا أرسل الملك في استدعاءه حتى يسأله:
- بن سليمان لماذا كذبت على الوالي؟

- ماذا تقصد يا مولاي؟

- علمت بوجود مصل زيادة.

- هذا خاص بمساعدتي يا مولاي.

- هل مساعدتك أهم من زوجات السلطان؟

- مولاي مساعدتي أهميتها في نفس أهمية السلطان.

- أيها الجاحد كيف تتحدث هكذا.

- أعتذر يا مولاي على وقاحتي.

- لقد أنقذت الملكة الأم وثلاثة من زوجات الآن أذهب وأنقذ بالمصل الآخر الزوجة الرابعة.

- لا أستطيع يا مولاي.

- هذا أمر ملكي لا تستطيع رفضه؟

- للأسف لقد أرسلت العلاج إلى مساعدتي.

غضب السلطان قائلاً بصوت مرتفع:
- أيها الخائن هل تعتقد أني سوف أترك حتى بعد عصيان أوامرِ؟

- مولاي لا تستطيع قتلي حتى ينتهي هذا الوباء من الدولة.

- إذن سوف أقتل تلك المرأة.

نادي السلطان على الخادم ثم أخبره بغضب:
- أحضر هذه المجرمة فوراً.

- أمر مولاي.

عندما سمع ذلك غضب" الفطين" ثم نظر إلى الملك بجدية يخبره:
- مولاي أذا قتلت تلك المرأة لم يكن هناك علاج من أجل القضاء على الوباء.

- هل تقوم بتهديدي؟

- لا أجرؤ يا مولاي ولا تلك المرأة تمثل حياتي إذا قتلتها سوف أموت معها.

أثناء وجودي خلال هذه الفترة في القصر لم تكون عادية؛ لأن خلال هذه الفترة استطعت شراء ثقة بعض الخدم، والاقتراب من بعض الأشخاص الذين ذات سلطة في القصر.

لذا قبل وصول خدم السلطان من أجل أخذي إلى السلطان علمت كل ما حدث.

عند وصولي بدأ السلطان يهين" الفطين"، ويهدده بالقضاء على حياتي من أجل تهور ومخالفة أمر السلطان، وكان لدي حل واحد من الخروج من هذه الكارثة.

لذا تدخلت وأخبرت السلطان:
- مولاي سوف تحدث لك كارثة قريباً.
- عما تتحدثين؟

عصب" الفطين" من تهوري قائلاً:
- لا تتصرفي بتهوري توقفي عن الحديث.

غضب السلطان قائلاً:
- أجابني ماذا تقصدين بذلك؟

- مولاي سوف يقترب لك ابنا من الموت قريباً.

- هل تلعنين أطفال السلطان.

- لا قدر الله كيف أستطيع ذلك، ولكني ولادة بموهبة.

- ماذا تقصدين؟

- تأتيني أحلام عما سيحدث في المستقبل.

- هل تتوقعين أني سوف أصدق ذلك؟

- لا تصدق، ولكن الآن أرسل جنودك لحماية الأمراء.

شعر الملك للحظة بالخوف رغم ثقته أن كل هذا مجرد خداع من امرأة تحاول الإفلات من حبل الموت.

أرسال السلطان الحراس من أجل حماية الأمراء ، ولكن كان الوقت فات ووقع الأمير الأكبر في بركة المياه.

استطعت الزوجة الثالثة إنقاذ الأمير، ولكن كانت حياته في موضع خطر؛ لذا طلب السلطان من" الفطين":
- محمد بن سليمان أفحص الأمير بسرعة وإنقاذ حياته.

- أمر مولاي.

حدق الملك في بنظرة مرعبة ثم أخبر خادمة:
- انتبه إلى هذه المرأة جيداً ولا تتركها تذهب إلى مكان آخر.

- أمرك يا مولاي.

بعد إنقاذ الأمير والاطمئنان عليها عاد السلطان مع الفطين إلى الغرفة التي أنتظر بها عودتهم.

أقترب السلطان وأمسك من رقبتي ثم قال:
- من أنتِ؟ وماذا فعلت في الأمير.

- مولاي محاولة قتلي لم تفيد في شيء.

- أنت من أوقع الأمير في بركة المياه؟

- كيف أفعل ذلك أثناء وجودك معك؟

- لقد أرسلتِ أحد لفعل ذلك؟

- هل يجرؤ أحد أن يؤذي الأمير في القصر؟

- إذن كيف علمتِ عن هذا الأمر!

- جاءتني رؤية.

- هل تظني أني سوف أثق في حديثك المزيف!

- يجب أن تثق لأن ما سأخبرك به منذ الآن لا يمسه الكذب.

- ماذا تقصدين!

- مولاي الشخص الذي أنقذ الأمير يجب عليك الاحتراس من هذا الشخص في المستقبل.

- لماذا هل كانت هي من حاول أغرق الأمير منذ البداية؟

- لا يا مولاي لقد قابلة الأمير بالصدفة، وقامت بإنقاذه.

- إذن لماذا تحذرني من هذه المرأة؟

- هل تسألت لماذا خرجت في هذا الوقت تبحث عن أطفالها وتقوم بإنقاذهم.

- هل تعتقدِ أنها؟

- مولاي لقد علمت فوراً بوقوع الأطفال في خطر.

قال" الفطين" بهدوء إلى السلطان:
- مولاي أظن لديها جواسيس في جناح السلطان.

- كيف تجرؤ على وضع جواسيس داخل جناحي الخاص.

عندما وجدته في هذا الوضع شعرت بالخوف من تطوير الأمور للخطر، لذا اقتربت من السلطان أخبره:
- مولاي هذه المرأة سوف تفيد السلطان، والمملكة كثيراً في المستقبل، ولكن لا تثق بها كثير وأنتبه له جيداً.

لقد قمت بتحذير السلطان رغم أني أعلم أنها لم يفهم هذا، وما ينتظره لن يتغير أبداً هذا الأمير البريء سوف يموت غدراً من المرأة التي قامت بإنقاذه حتى تجعل من طفلها الذي لم يولد بعد السلطان.

أمر السلطان بعودتنا جميعاً إلى غرفنا ننتظر الأوامر الجديدة.

أثناء الذهاب سألني" الفطين" قائلاً:
- فاطمة ماذا فعلتِ أنت من أخبرني بعدم العبث بالمستقبل؟

- أنت لا تعلم كم ستصبح هذه المرأة شريرة في المستقبل.

- ولكن ما كان يجب إخبار الملك بذلك؟
- لم أخبره كان السلطان في البداية يريد أن يضحي بحياتي من أجل إنقاذ تلك المرأة الشريرة لقد قمت بتحذيره فقط.

- لماذا فعلتِ ذلك؟

-لأنه أراد حياتي مقابل حياة هذه المرأة الشريرة.

- لماذا فعلت ذلك؟

- نعم استغلت معرفتي بالمستقبل حتى أقلب السلطان.

- لماذا؟

- لأنه أراد إنقاذ هذه المرأة حياتها كانت مقابل حياتي.

- لذلك فعلتِ هذا؟

- نعم كان هذا السبب الحقيقي، ولكني لم أخدع السلطان لذا أخبرته بالحقيقة.

- لا أعلم ولكني أظن أن ما تفعله في غاية الخطورة.

- لا تقلق تلك المرأة لن تموت بسهولة سوف تجد طريقة حتى تشفى من هذا المرض.

كان الملك يشك في ما أخبرته به عن الأميرة زوجته، ووضعني تحت المراقبة طول الوقت؛ أمر الملك بخروج الفطين من أجل صنع العلاج من أجل إنقاذ الشعبه، ورفض خروجي من القصر حت ينتهي الوباء.

رغم ذلك كان الملك يعاملني معاملة حسنة، ولم يسئ إلي أبداً؛ رغم شك الملك في حديثي بسبب مرض الزوجة الثالثة بالوباء، ولكن اكتشف الملك بعد ذلك أنها تزييف المرض ولم تصب بالوباء.

دهش الملك من دهاء هذه الزوجة حتى تحصل على اهتمام الملك، وقرر تصديق كل ما أخبره به.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي