الفصل الرابع عشر
ذهبت إلى الفندق أجلس داخل صالة الاستقبال بالمقهى أمام درج الفندق والباب الوحيد لكي أراقب كل من يدخل ويخرج هذا المكان حتى أجد هذا الرجل المريب.
بعد مراقبة نصف يوم ظهر هذا الرجل الذي يمتلك هيئة الأمراء، ولكن بطريقة مريبة تشعرك بالرهبة والرعب.
لذلك شعرت بالقلق من هذا الرجل لأنه لا يشبه باقي الرجل؛ أكثر ما عشقت في هذا الزمن الذي تكرم به المرأة ويتصرف الرجال بكل حكمة ووقار.
نزل من الدرج وجلس بالمقهى طلب العشاء وبدأ في تناوله، وبعد الانتهاء طلب القهوة، وأثناء تناول القهوة ظل يحدق في مكاني رغم محاولتي ألا تظهر مراقبتي له، ولكنه استطاع الملاحظة، وظل ينظر إلي باستمرار كما كان يعلم أني الحقه.
بعد انتهائه من تناول القهوة أقترب من طاولتي حتى يسألني:
- إلى مدى سوف تظلين في مراقبتي!
- عفواً؟
جلس في الكرسي المقرب من كرسي، وظل ينقر الطاولة برقة وهدوء ثم قال:
- أعلم من أنتِ جيداً لقد تقابلنا مرة من قبل هل تتذكرين؟
ضحكت بسذاجة أحاول أن أجد عذر ينقذني من مواجهة هذا الرجل الغريب ثم قلت:
- فعل هل تقابلنا؟
- نعم هل لا تتذكرين؟
- نعم صحيح أتذكر ذلك لقد تقابلنا من قبل.
- أخبرني الآن هل أرسلك الطبيب من أجل مراقبتي؟
- عن ما تتحدث هذا غير صحيح.
- إذن لماذا تقومين بمراقبتي؟
- من قال هذا لم أراقبك أبداً.
- إذن لماذا تجلسين هنا منذ الصباح؟
- يعجبني المكان.
- حقا؛ يبدأ أنك شخص صعب التعامل.
- هذا غير صحيح لأني شخص سهل التعامل وبسيطة جداً.
- ما رأيك هل أطلب حضور الفطين من أجل سؤاله؟
- لا تفعل هذا.
- إذن أخبرني بالحقيقة؟
- حسنا سوف أفعل في الحقيقة عندما رأيتك وقعت في حبك منذ الوهلة الأولي، لذا قررت ملاحقتك حتى أتعرف عليك أكثر.
- هل هذا حقيقي حقاً!
- بالتأكيد.
- إذن لا ترهقي نفسك في مراقبتي سوف ترافقني منذ هذه اللحظة حتى تستعطين التعارف عليِ جيداً.
ضحكت بسخرية وصدمة ثم أجابته:
- هل استطيع فعل ذلك هذا لطيف جداً.
ضحك الرجل بخبث بوجهه الذكي جعلني أريد أن أوجه ضربة قوية إلى وجهه الوسيم، ولكني تماسكت حتى أسأله:
- هل يمكنني الآن معرفة اسمك أيها سيدي الوسيم؟
- بالطبع اسمي الجليل عاصي المنصوري.
عندما سمعت الاسم أحتل كياني الصدمة لأني أعرف جيداً هذا الاسم قراءة عن هذا الاسم في كل كتب التاريخ ما قام به من مجازر يدرس بكل مكان في العالم.
ظللت أتساءل بخوف:
- كيف أجلس مع هذا الرجل المجنون الذي صنع مجزرة تاريخية ليس له مثيل.
هذا الرجل هو" الجليل عاصي المنصوري" الأخ الأصغر للسلطان الدولة الذي يطمع في العرش، ويحاول قتل الكثير من أجل أمتلاك هذه الدولة سوف يصنع الكثير من المجازر التاريخية القاسية التي سوف تترك بصمة قهر في قلب الشعب.
لكن لماذا رجل مثل هذا يحاول الاقتراب من" الفطين"، ولماذا يتحول وجه" الفطين" إلى شخص متوتر في حضور هذا الرجل؛ ما السر الذي بينهما حتى يجعله يشعر بالخوف والقلق من هذا الرجل.
يجب أن أجد طريقة حتى أبعد هذا الرجل عن" الفطين" في أقرب وقت.
ضحكت قائلة:
- أعلم الآن من أنت.
- حقا هذا جيد.
- أنت الأخ الأصغر والمفضل لدى السلطان هل أنا محقة؟
- نعم أنتِ محقة، ولكن كيف عرفتِ ذلك لا يستطيع الكثير التعرف على الأخ الأصغر المنبوذ.
- لقد أخبرني أبي من قبل عن الأمير العزيز على قبل الملك.
- من يكون والدك؟
- والدي القاسم بن جعفري كان يعمل سفير وقاضياً في الدولة بغداد سابقاً.
- لماذا سابقاً لم يعمل الآن؟
- لقد وافته المنية.
- هل مات!
- نعم هو ووالدتي غرقاً في البحر بالسفينة أثناء ذهبنا إلى بغداد.
- ذهبنا! هل كنت مع عائلتك وقت غرق السفينة.
- نعم كنت مع والدي حينها.
- لقد سمعت أن كل أعضاء هذه السفينة موتا كيف تم انقاذك؟
- القدر لقد استيقظت في جزيرة ما، وهناك قبلت" الفطين" الذي قام بإرجاعِ إلى البلاد.
- هذا جيد أنتِ فتاة محظوظة.
عندما كنت أشرب القهوة والتحدث مع" الجليل"، شعرت بشيء مريب عندما بدأت التحدث مع هذا الرجل عن حادث السفينة حينها جعل قلبي يقلق كثيراً.
صرت أفكر:
- ما الذي محيته من عقلي هل هذا الرجل له علاقة مع دمار السفينة؟
بعد ذلك تحدثنا في أشياء كثيرة حتى نتعارف أكثر على شخصياتنا حتى فجأة وجدت" الفطين" يقف أمامي يسألني بغضب:
- فاطمة ماذا تفعلين هنا؟
- أتحدث!
- تحركِ الآن سوف أوصلك إلى المنزل.
نظر إليه" الجليل" بغضب من تصرفه المتهور الغير محترم ثم أخبره:
- ماذا تفعل هنا؟
- جئت حتى أصل السيدة إلى المنزل.
- لماذا جئت حتى تفعل هذا سوف اصلها بعد الانتهاء من التحدث.
- يجب أن تعود الآن لقد تأخر الوقت كثيراً.
ضحكت بسذاجة قائلة:
- أظن الوقت تأخر ويجب أن أعود الآن حتى لا تقلق بركة بسبب تأخري.
سألني" الجليل عاصى" بفضول:
- من هي بركة هذه؟
- أنها مربيتي.
- إذن سوف اوصلك بنفسي إلى المنزل.
- لا تفعل سوف أعود مع الفطين إلى اللقاء.
- لا تقلقي سوف أراكِ قريباً.
رغم أن حديثه كان مخيف، ولكن بالنسبة إليِ كانت نظارات" الفطين" أكثر خوف ورعب من جزار التاريخ.
سحبت" الفطين" وخرجت مسرعةً من هذا المكان حتى لا يتحول إلى بقعة دموية.
ظل" الفطين" طول الطريق في محاولة التحرك في أعصابه حتى لا يغضب ويجعلني أخاف من عصبيته.
لكني علمت من مراقبة ملامحة وتعبير وجهه هذا الرجل أن الاقتراب الآن سوف يتسبب في معركة حادة.
لذا صمت طول الطريق لأني أعلم أنها خسارتي أن بدأت في مناقشته الآن.
ثاني يوم لم أجرؤ في الذهاب إلى العمل خوفاً من واجهة" الفطين" الغاضب؛ انتظرت اختبأ في المنزل خمس أيام حتى يهدأ ثم عودت إلى العمل.
سادس يوم خرجت من المنزل حتى أذهب إلى العمل وقبل وصولي إلى بابا المشفى وجدت رجل ينتظرني، وعند رؤيتي أخبرني:
- مرحبا سيدتي.
- من أنت؟
- خادم الأمير لقد أرسل لكِ رسالة هامة.
- ما هي؟
- يطلب حضورك فوراً في أقرب وقت.
عندما سمعت الرسالة ظلت أنظر إلى المشفى بحيرة لأني أعلم أذا دخلت الآن سوف يجعلني" الفطين" أوعده بعدم الاقتراب من الأمير.
لذا إذ لم أذهب لمقابلة الأمير سوف يخلق هذا الأمر عداوة بينه وبين "الفطين".
لذا أخبرت الخادم:
- حسنا دلني على الطريق.
- أمرك سيدتي.
أخذني الخادم وأوصلني إلى المنزل الذي يسكن به" الفطين"، وبعد دخول أوصلني الخادمة إلى الغرفة التي يجلس بها" الجليل".
كانت غرفة واسعة بها طاولة كبيرة يجلس على رأسها الأمير يتناول الطعام.
عند رؤيتي ابتسم ثم قال:
- أجلسي بجوار؟
- لقد تناولت الطعام منذ برهة.
- إذن أجلسي فقط حتى انتهي من تناول الطعام.
- حسنا سوف افعل.
جلست بجواره على الطاولة وظلت أراقبه حتى انتهاء من تناول الطعام وبعد نهوضنا قال:
- هل تشعر بالخوف من وجودك معي!
- لماذا تظن هذا؟
- جسدك يخبرني بهذا؛ كلما اقتربت منك يهتز جسدك بخوف، هل تشعرين بالرعب من وجودك في قربي.
- هذا سوء فهم لا غير.
- حقا! لا أظن ذلك.
- أخبرني لماذا طلبت مقابلتي في الصباح الباكر؟
- هل نجلس ونتحدث في الحديقة؟
- حسنا.
ذهبنا إلى الحديقة التي بداخل المنزل، وبعد جلوسنا بدأ في التحدث قائلاً:
- فاطمة أخبرني لماذا تعملين في هذه المهنة الصعبة؟
- لأني أعشقها.
- تعشقين هذه المهنة القذرة!
- قذرة! لماذا تتحدث هكذا؟
- لأنك ستكونين معرضة للإصابة الوباء والأمراض المعدية.
- الطب مهنة مقدسة ليس لها مثيل، ولكن هل طلبت حضوري حتى تسألني هذا الأمر؟
- طلب حضور من أجل العمل.
- عن أي عمل تتحدث؟
- هل تعملين لدى؟
- هل لديك مشفى؟
- لا.
- إذن ما العمل الذي تحتاجني به!
- ستكونين مسئولة عن كل شؤوني.
- هل تقصد مديرة أعمال؟
- ما معنى هذا؟
حينها تذكرت أن في هذا الوقت لم يكتشف معنى هذا المسمى الوظيفي؛ لذا أخبرته:
- هذا يعني أن أدير كل شؤونك الخارجية والداخلية.
- هذا صحيح أريدك أن ترافقني طول الوقت دون إهمال.
تحدثت بصوت منخفض قائلة:
- هل تريد تحويل طبيبة محترم إلى سكرتيرة خاصة؟
لم يستطيع سمع كلماتي لذا سألني:
- لم أسمع ما تتحدثين به أرفعي صوتك قليلاً؟
- لا شيء.
- إذن ما رأيك في هذا العمل؟
- لا أريد تغيير عملي.
- ماذا أن أعطيتك عشر أضعاف ما يعطيه لك الفطين؟
- للأسف أعمل هناك مجاني.
- لماذا!
- هل تعتقد أن ينقصني المال لذلك أعمل هناك؟
- إذن لماذا تعملين في هذا العمل؟
- لأن من أعمل لديه هو الطبيب العبقري" الفطين محمد بن سليمان" شخص ليس لديه مثيل.
- سوف أتركك تفكرين في الأمر وسوف أنتظر إجابتك بعد يومين عودي الآن.
بعد مراقبة نصف يوم ظهر هذا الرجل الذي يمتلك هيئة الأمراء، ولكن بطريقة مريبة تشعرك بالرهبة والرعب.
لذلك شعرت بالقلق من هذا الرجل لأنه لا يشبه باقي الرجل؛ أكثر ما عشقت في هذا الزمن الذي تكرم به المرأة ويتصرف الرجال بكل حكمة ووقار.
نزل من الدرج وجلس بالمقهى طلب العشاء وبدأ في تناوله، وبعد الانتهاء طلب القهوة، وأثناء تناول القهوة ظل يحدق في مكاني رغم محاولتي ألا تظهر مراقبتي له، ولكنه استطاع الملاحظة، وظل ينظر إلي باستمرار كما كان يعلم أني الحقه.
بعد انتهائه من تناول القهوة أقترب من طاولتي حتى يسألني:
- إلى مدى سوف تظلين في مراقبتي!
- عفواً؟
جلس في الكرسي المقرب من كرسي، وظل ينقر الطاولة برقة وهدوء ثم قال:
- أعلم من أنتِ جيداً لقد تقابلنا مرة من قبل هل تتذكرين؟
ضحكت بسذاجة أحاول أن أجد عذر ينقذني من مواجهة هذا الرجل الغريب ثم قلت:
- فعل هل تقابلنا؟
- نعم هل لا تتذكرين؟
- نعم صحيح أتذكر ذلك لقد تقابلنا من قبل.
- أخبرني الآن هل أرسلك الطبيب من أجل مراقبتي؟
- عن ما تتحدث هذا غير صحيح.
- إذن لماذا تقومين بمراقبتي؟
- من قال هذا لم أراقبك أبداً.
- إذن لماذا تجلسين هنا منذ الصباح؟
- يعجبني المكان.
- حقا؛ يبدأ أنك شخص صعب التعامل.
- هذا غير صحيح لأني شخص سهل التعامل وبسيطة جداً.
- ما رأيك هل أطلب حضور الفطين من أجل سؤاله؟
- لا تفعل هذا.
- إذن أخبرني بالحقيقة؟
- حسنا سوف أفعل في الحقيقة عندما رأيتك وقعت في حبك منذ الوهلة الأولي، لذا قررت ملاحقتك حتى أتعرف عليك أكثر.
- هل هذا حقيقي حقاً!
- بالتأكيد.
- إذن لا ترهقي نفسك في مراقبتي سوف ترافقني منذ هذه اللحظة حتى تستعطين التعارف عليِ جيداً.
ضحكت بسخرية وصدمة ثم أجابته:
- هل استطيع فعل ذلك هذا لطيف جداً.
ضحك الرجل بخبث بوجهه الذكي جعلني أريد أن أوجه ضربة قوية إلى وجهه الوسيم، ولكني تماسكت حتى أسأله:
- هل يمكنني الآن معرفة اسمك أيها سيدي الوسيم؟
- بالطبع اسمي الجليل عاصي المنصوري.
عندما سمعت الاسم أحتل كياني الصدمة لأني أعرف جيداً هذا الاسم قراءة عن هذا الاسم في كل كتب التاريخ ما قام به من مجازر يدرس بكل مكان في العالم.
ظللت أتساءل بخوف:
- كيف أجلس مع هذا الرجل المجنون الذي صنع مجزرة تاريخية ليس له مثيل.
هذا الرجل هو" الجليل عاصي المنصوري" الأخ الأصغر للسلطان الدولة الذي يطمع في العرش، ويحاول قتل الكثير من أجل أمتلاك هذه الدولة سوف يصنع الكثير من المجازر التاريخية القاسية التي سوف تترك بصمة قهر في قلب الشعب.
لكن لماذا رجل مثل هذا يحاول الاقتراب من" الفطين"، ولماذا يتحول وجه" الفطين" إلى شخص متوتر في حضور هذا الرجل؛ ما السر الذي بينهما حتى يجعله يشعر بالخوف والقلق من هذا الرجل.
يجب أن أجد طريقة حتى أبعد هذا الرجل عن" الفطين" في أقرب وقت.
ضحكت قائلة:
- أعلم الآن من أنت.
- حقا هذا جيد.
- أنت الأخ الأصغر والمفضل لدى السلطان هل أنا محقة؟
- نعم أنتِ محقة، ولكن كيف عرفتِ ذلك لا يستطيع الكثير التعرف على الأخ الأصغر المنبوذ.
- لقد أخبرني أبي من قبل عن الأمير العزيز على قبل الملك.
- من يكون والدك؟
- والدي القاسم بن جعفري كان يعمل سفير وقاضياً في الدولة بغداد سابقاً.
- لماذا سابقاً لم يعمل الآن؟
- لقد وافته المنية.
- هل مات!
- نعم هو ووالدتي غرقاً في البحر بالسفينة أثناء ذهبنا إلى بغداد.
- ذهبنا! هل كنت مع عائلتك وقت غرق السفينة.
- نعم كنت مع والدي حينها.
- لقد سمعت أن كل أعضاء هذه السفينة موتا كيف تم انقاذك؟
- القدر لقد استيقظت في جزيرة ما، وهناك قبلت" الفطين" الذي قام بإرجاعِ إلى البلاد.
- هذا جيد أنتِ فتاة محظوظة.
عندما كنت أشرب القهوة والتحدث مع" الجليل"، شعرت بشيء مريب عندما بدأت التحدث مع هذا الرجل عن حادث السفينة حينها جعل قلبي يقلق كثيراً.
صرت أفكر:
- ما الذي محيته من عقلي هل هذا الرجل له علاقة مع دمار السفينة؟
بعد ذلك تحدثنا في أشياء كثيرة حتى نتعارف أكثر على شخصياتنا حتى فجأة وجدت" الفطين" يقف أمامي يسألني بغضب:
- فاطمة ماذا تفعلين هنا؟
- أتحدث!
- تحركِ الآن سوف أوصلك إلى المنزل.
نظر إليه" الجليل" بغضب من تصرفه المتهور الغير محترم ثم أخبره:
- ماذا تفعل هنا؟
- جئت حتى أصل السيدة إلى المنزل.
- لماذا جئت حتى تفعل هذا سوف اصلها بعد الانتهاء من التحدث.
- يجب أن تعود الآن لقد تأخر الوقت كثيراً.
ضحكت بسذاجة قائلة:
- أظن الوقت تأخر ويجب أن أعود الآن حتى لا تقلق بركة بسبب تأخري.
سألني" الجليل عاصى" بفضول:
- من هي بركة هذه؟
- أنها مربيتي.
- إذن سوف اوصلك بنفسي إلى المنزل.
- لا تفعل سوف أعود مع الفطين إلى اللقاء.
- لا تقلقي سوف أراكِ قريباً.
رغم أن حديثه كان مخيف، ولكن بالنسبة إليِ كانت نظارات" الفطين" أكثر خوف ورعب من جزار التاريخ.
سحبت" الفطين" وخرجت مسرعةً من هذا المكان حتى لا يتحول إلى بقعة دموية.
ظل" الفطين" طول الطريق في محاولة التحرك في أعصابه حتى لا يغضب ويجعلني أخاف من عصبيته.
لكني علمت من مراقبة ملامحة وتعبير وجهه هذا الرجل أن الاقتراب الآن سوف يتسبب في معركة حادة.
لذا صمت طول الطريق لأني أعلم أنها خسارتي أن بدأت في مناقشته الآن.
ثاني يوم لم أجرؤ في الذهاب إلى العمل خوفاً من واجهة" الفطين" الغاضب؛ انتظرت اختبأ في المنزل خمس أيام حتى يهدأ ثم عودت إلى العمل.
سادس يوم خرجت من المنزل حتى أذهب إلى العمل وقبل وصولي إلى بابا المشفى وجدت رجل ينتظرني، وعند رؤيتي أخبرني:
- مرحبا سيدتي.
- من أنت؟
- خادم الأمير لقد أرسل لكِ رسالة هامة.
- ما هي؟
- يطلب حضورك فوراً في أقرب وقت.
عندما سمعت الرسالة ظلت أنظر إلى المشفى بحيرة لأني أعلم أذا دخلت الآن سوف يجعلني" الفطين" أوعده بعدم الاقتراب من الأمير.
لذا إذ لم أذهب لمقابلة الأمير سوف يخلق هذا الأمر عداوة بينه وبين "الفطين".
لذا أخبرت الخادم:
- حسنا دلني على الطريق.
- أمرك سيدتي.
أخذني الخادم وأوصلني إلى المنزل الذي يسكن به" الفطين"، وبعد دخول أوصلني الخادمة إلى الغرفة التي يجلس بها" الجليل".
كانت غرفة واسعة بها طاولة كبيرة يجلس على رأسها الأمير يتناول الطعام.
عند رؤيتي ابتسم ثم قال:
- أجلسي بجوار؟
- لقد تناولت الطعام منذ برهة.
- إذن أجلسي فقط حتى انتهي من تناول الطعام.
- حسنا سوف افعل.
جلست بجواره على الطاولة وظلت أراقبه حتى انتهاء من تناول الطعام وبعد نهوضنا قال:
- هل تشعر بالخوف من وجودك معي!
- لماذا تظن هذا؟
- جسدك يخبرني بهذا؛ كلما اقتربت منك يهتز جسدك بخوف، هل تشعرين بالرعب من وجودك في قربي.
- هذا سوء فهم لا غير.
- حقا! لا أظن ذلك.
- أخبرني لماذا طلبت مقابلتي في الصباح الباكر؟
- هل نجلس ونتحدث في الحديقة؟
- حسنا.
ذهبنا إلى الحديقة التي بداخل المنزل، وبعد جلوسنا بدأ في التحدث قائلاً:
- فاطمة أخبرني لماذا تعملين في هذه المهنة الصعبة؟
- لأني أعشقها.
- تعشقين هذه المهنة القذرة!
- قذرة! لماذا تتحدث هكذا؟
- لأنك ستكونين معرضة للإصابة الوباء والأمراض المعدية.
- الطب مهنة مقدسة ليس لها مثيل، ولكن هل طلبت حضوري حتى تسألني هذا الأمر؟
- طلب حضور من أجل العمل.
- عن أي عمل تتحدث؟
- هل تعملين لدى؟
- هل لديك مشفى؟
- لا.
- إذن ما العمل الذي تحتاجني به!
- ستكونين مسئولة عن كل شؤوني.
- هل تقصد مديرة أعمال؟
- ما معنى هذا؟
حينها تذكرت أن في هذا الوقت لم يكتشف معنى هذا المسمى الوظيفي؛ لذا أخبرته:
- هذا يعني أن أدير كل شؤونك الخارجية والداخلية.
- هذا صحيح أريدك أن ترافقني طول الوقت دون إهمال.
تحدثت بصوت منخفض قائلة:
- هل تريد تحويل طبيبة محترم إلى سكرتيرة خاصة؟
لم يستطيع سمع كلماتي لذا سألني:
- لم أسمع ما تتحدثين به أرفعي صوتك قليلاً؟
- لا شيء.
- إذن ما رأيك في هذا العمل؟
- لا أريد تغيير عملي.
- ماذا أن أعطيتك عشر أضعاف ما يعطيه لك الفطين؟
- للأسف أعمل هناك مجاني.
- لماذا!
- هل تعتقد أن ينقصني المال لذلك أعمل هناك؟
- إذن لماذا تعملين في هذا العمل؟
- لأن من أعمل لديه هو الطبيب العبقري" الفطين محمد بن سليمان" شخص ليس لديه مثيل.
- سوف أتركك تفكرين في الأمر وسوف أنتظر إجابتك بعد يومين عودي الآن.