الفصل السادس عشر

بعد العودة إلى المنزل ظلت أفكر هل يوجد لدى الأمير الثاني شخصية بداخله؛ هل هو رجل جيد كما يظن" الفطين" لذلك يدافع عن شخصيته بكل إخلاص وقوة.

لذلك قررت أن أذهب للعمل لدى هذا الرجل حتى أدرس شخصيته لأني أظن عندما التصق بجوار هذا الرجل سوف اكتشف الحقيقة عاجل أو أجل.

ذهب إلى قصر الأمير الثاني أخبره:
- لقد اتخذت قراري.

- أخبرني به؟

- لقد وفقت بالعمل لديك، ولكن لدي شرط.

- أخبرني ما هو هذا الشرط؟

- أن تتوقف عن إزعاج محمد.

- ماذا تقصدين؟

- لا تجبره على شيء لا يريد فعله.

- هل أخبرك بشيء؟

- لم يخبرني بشيء، ولكني أعلم كل شيء تريد فعله.

- ماذا تقصدين!

- أعلم أنك تريد اغتيال الملك.

- كيف تعلمين عن هذا الأمر؟

- لقد أخبرتك بأني أعلم بكل شيء يحدث وسيحدث بالمستقبل.

- إذن ما تحدث به وزير الملك حقيقي!

- ماذا أخبرك؟

- أخبرني إنك شخص يستطيع رؤية ما سيحدث المستقبل.

- هذا الأمر غير هام الأهم الآن أنك يجب أن تعلم أن وجودي بجوارك مكسب كبير لذا أستغل هذا ولا تحاول تخطي الحدود أن أردت إنقاذ رقابتك من شبح الموت.

- إذن كل ما تريدي هو إبعاد" الفطين" عن هذا الأمر؟

- نعم أريد ذلك أنه شخص لديه مستقبل باهر لذا يجب أن لا يلوث مستقبله شيء أخر.

- حسنا سوف أفعل لن أجلها جزء من هذا الأمر، ولكن أخبرني بشيء واحد يجعلني أضحي بهذا الأمر!

- الملك لديه مرض ليس له علاج في الوقت الحالي، وسوف يموت بعد عامين لذا لا تحاول استفزازه لأنك سوف تخسر كل شيء في النهاية.

- لماذا لم يخبرني الفطين عن هذا الأمر!

- لأن هذا المرض من الصعب تشخيصه في الوقت الحالي؛ لذا لم يستطع تحديده حتى الآن.

- هذا جيد أخبرني الآن كيف سوف تساعدني في أمر السيطرة على العرش؟

- لن تحتاج السيطرة على العرش لأني سوف أجلبه تحت أقدام قدمك.

- كيف ستفعلين هذا الأمر؟
- أترك هذا الأمر إليِ ولا تتدخل به.

استمرت بالعمل لدى هذا الرجل لفترة زمنية، وبعد دراسة شخصية لفترة من الوقت اكتشفت أنه شخص عادي لديه طموح وأحلام كبيرة.

هل هذا الرجل يستحق أن ينال هذه المكان الهامة، ولكن أظن أنه سوف يكون أفضل من ابن الملك الفاشل ضعيف الشخصية الذي ترك والدته تحكم البلاد مستخدمه ابنها الضعيف المريض.

بعد مرور عام من العمل مع الأمير الثاني تم استدعي إلى القصر الملك بسبب زوجة الملك التي أقنعت الملك أن وجودي مع الأمير الثاني" الجليل عاصي" سوف يكون خطر للملك والبلاد.

ذهبت إلى القصر عند رؤية الملك سأل:
- يا فاطمة كيف حالك.

- بخير يا مولاي.

- فاطمة أريد أن أسألك عن شيء وأجيبِ بصدق من دون خداع؟

- تفضل يا مولاي.
- لماذا تلتصقين بجانب الأمير الثاني؟

- مولا هل تريد معرفة الحقيقية أما أخدعك بكلمات مزيفة؟

- بالطبع أريد معرفة الحقيقة.

- هذا الأمير يحتاج وجودي بجواره حتى أنقذ الدولة والشعب.

- ما الذي يربط الأمير الثاني بالدولة والشعب؟

- لا استطيع أخبارك عن هذا الأمر، ولكن هناك أمر أكثر أهمية الآن يجب أم أحذرك به.

- لا أريد معرفة كل شيء من دون خداع؟

- هل سوف تصدق ما أقول مولاي!

- بعد الاستماع سوف أقرر ذلك.

بعد دراسة الأمير الثاني لمدة عام قررت مساعدة حتى يصبح ملك من دون مجازر ودماء قررت أنقذ كل ما استطيع إنقاذه.

لأني أصبح أعلم الآن السبب الحقيقي في حضوري إلى هذا العالم لم يكن من أجل" الفطين" فقط، ولكن لإنقاذ ما استطيع إنقاذه خلال فترة وجودي.

لذا قررت أخبار الملك بالحقيقة المزيفة نظرت إليه بعزم أخبره:
- مولاي هل تعلم أنك لديك مرض مميت؟

- هل فقدت عقلك كيف تعلنين الملك؟

- مولاي هذه ليست لعنة، وإنما الحقيقة تستطيع استدعاء الطبيب الملك الآن وسأله.

شعر الملك بالخوف لأنه يعلم موهبتي قائلاً:
- أدخل أيها الحارس.

- أمرك مولاي.

- أذهب وأحضر الطبيب الملكي الآن.

- أمرك مولاي.

بعد خروج الحارس جلس الملك متوتر لأنه كان منذ فترة يشعر بألم فظيعة، ولكن الأطباء لم يستعطون تحديد ما المرض الذي يعاني من الملك.

لذلك انتظرت عام لأنه هذا الوقت الطبي الذي سوف يستطيع تحديد هذا النوع من المرض، ودائما يكون قبل الموت بعام.

حضر الطبيب الملكي ثم أخبرته:
- أيها الطبيب أفحص الملك جيداً؟

أثناء فحص نبض وجسد الملك توتر الطبيب ثم ظهر على وجهه ملامح الخوف والرعب.

لذا سأله الملك فضول:
- ما الأمر أيها الطبيب؟

- أغفر إلي الطبيب الجاهل مولاي.

- أخبرني بسرعة ما الأمر؟

- أنه المرض الملعون الذي أصيب به السلطان السابق.

صعق الملك من سمع كلام الطبيب ثم قال بصوت مرتفع:
- كيف اكتشفت هذا الأمر الآن وقمت بفحص جسدي منذ يومين ولم تخبرني عن ذلك الأمر!

- هذا المرض يا مولاي يظهر فجأة من دون سبب أو تنبيه.

ثم نظر إلى الملك وأشار تجاهي بغضب قائلاً:
- إذن كيف علمت هذه المرأة عن هذا المرض من قبل الطبيب؟

- يا أعلم يا مولاي أغفر إلى جهلي.

- أخرج وأذهب حتى تجدّ حل لهذا المرض، ولا تخبر أحد عن هذا الأمر؟

- أمرك مولاي.

بعد خروج الطبيب ذهب الملك إلى حامل سيفه ثم سحب السيف بسرعة وقام بتوجيه إلى رقابتي قائلاً:
- أخبرني الآن ما الذي تقومين بإخفائه؟

- مولاي سوف أخبرك من دون توجيه السلاح إلى رقابتي.

بعد ذلك أبعدت السلاح بيدي ثم ذهبت وجلست على الأريكة؛ بعد ذلك أعاد الملك السيف إلى مكانه وجاء يجلس أمامي يسألني مرة ثانية بقلق:
- لم أهدد بقتلك مرة أخرى ولكن أخبرني بالحقيقة دون إخفاء شيء؟

- مولاي هل ستستطيع تحمل الحقيقة!
- سوف أحاول التحمل وفهم الأمر.

- مولاي أنت الآن لديك نفس مرض والدك السلطان السابق؛ لذا بالتأكيد تعمل ما هو هذا المرض وماذا سيفعل بك.

- أعلم جيداً ما هي نوعية هذا النوع من المرض، ولكن هل لديك علاج لهذا المرض؟

- للأسف ليس لدي علاج ولكن" الفطين" يستطيع تأخير أعراضه واكتسابك وقت تحيا أكثر من الملك السابق.

- وقت أكثر؟ هذا المرض الذي كان سبب موت والدي بعد شهرين من ظهوره مصاحباً الألم المبرحة والقاسية.

- لا تقلق سوف يقلل" الفطين" هذه الأعراض والألم كثيراً ويعطيك وقت أطول عام أو عامين قبل الموت.

- هل تظني ذلك!

- أعلم ذلك، ولكن مولاي هل تظن أن هذا الأمر هو عقبتك الوحيدة؟

- ماذا تقصدين!

- أرجوا المغفرة مولاي ولكن أكبر أبناء الذكور يبلغ من العمر أربعة سنوات هل فكرت ماذا سيحدث إلى كل عائلتك عند موت؟

ذهول الملك من سؤالي لأنه يعلم أن أبناءه مازال صغار وزواجاته لا يصلحه لأخذ وصية الحكم من أجل أكبر أطفاله.

لذا حدق في وجهي للفترة بعد ذلك سأل:
- إذن أخبرني أولاً ماذا سيحدث إلى أولادي بعد موتي؟

- بعد موتك بشهرين سوف يتم اغتيال الملكة الأم، وبعد ذلك ثلاثة من أثنان من زوجاتك وأطفال الذكور سوف يقتله في حريق ضخم مدبر حتى يكون الأمير الأكبر الابن الذكر الوحيد المتبقي.

- من سيفعل هذه الجرائم والأمور البشعة؟

- لا أستطيع أخبارك مولاي ولكن من سيفعل ذلك لن يفوز كثيراً.

- لماذا!

- لأن الأمير عندما يرث العرش بعد مرور ثلاثة أعوام سوف يقتل على يد أحدي زوجاتك التي هربت وقت الحريق الذي مات بها الجميع.

- إذن من سيرث العرش؟

- الأمير الثاني مقدر له أن يكون الملك، وعندما يصبح الملك سوف يهتم بأطفالك الذين تبقي من نسلك وعائلتك كما كانت عائلته.

- هل الأمير الثاني سيكون ملك صالح للشعب والبلاد؟

- نعم سوف يكون رجل صالح مع الجميع لذلك قررت أخبارك حتى تنقذ أطفالك من مصير الموت.

- أخبرني كيف أنقذ أطفالي الأبرياء من مصير الموت؟

- هذا أمر سهل مولاي، ولكن الأهم الآن هل سوف تصدق كل ما أقول؟

- سوف احاول فعل ذلك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي