17
كان عينا ريان كاشفة لاسراره وهذا جعله في موقف محرج، حينها كان ما يقطع تلك السلسلة التي يفكر فيها.
تدخل ياسر وقال: ريان ارجوك اخبرني ما الذي يجري معك وكيف وصلت إلى هذه الحالة؟!
رد عليه ريان وهو متجعد الوجه من ألمه وقال: لقد هربت من عصابة تتبعني أنا وهذه الفتاة.
نظرت إليهما ورفعت حاجبها وقالت لهما كاتيا: بالمناسبة أنا امتلك اسم يمكنك أن تنادين به.
شعر ريان بالاحراج وقال له: هذه كاتيا.
قال ياسر: تشرفت بمعرفتك، لكن من هي العصابة التي تتخفون منها؟؛
أجابته كاتيا: مسعود ورجاله.
شرد ياسر لبرهة من الوقت ثم قال متسألا: ذلك الرجل الذي يعمل في سوق الفتيات ويعملن عنده؟
قال ريان: إنه هو.
بدون أي تفكير قال ياسر: هذا يعني أنك من الفتيات اللواتي ..
ولم يكمل كلمته، في لحظة إدراك أنها لم تكن في مكانها لسؤال عن أمر كهذا.
بدا الخجل على كاتيا، وارتبك ريان وقال محاول تشتيت الحديث: كاتيا هل يمكنك إحضار كوب ماء من المطبخ؟
ثم أشار لها وأكمل: إنه من جهة اليمين.
لم تقل كاتيا أي شيء أومأت رأسها وانصرفت، وبسرعة التفت ريان يحدث صديقه: لا يمكن التحدث معها بهذه الطريقة أو أن تسألها عن أمر كهذا.
تلعثم ياسر ولم يكن لديه تبرير وقال له: لم أكن أعني أيا شيء لكنها أفكاري ظهرت فوراً على لساني.
فقال ريان وهو يصك أسنانه: فكر قبل أن تقول أي كلمة.
ثم قال له ياسر متأسف: انا اسف يا ريان لم أقصد الإساءة.
أشاح ريان نظره عنه وقال له: دائما ما تقترف الحماقات ثم تقرر الاعتذار، ولا تظن بأن الاعتذار قد يصلح كل ما أتلفته الكلمات لإنه أمر صعب وقاس.
فهم حينها ياسر بأن صديقه ريان يقصد ما حدث من قبل في الحقلة التي حدثت في الفندق.
دخلت كاتيا عليهما تحمل كوب الماء وقدمته لريان، فقال ياسر لها: سوف أعد بعض الطعام الموجود قد تكوني جائعة؟!
لم تقل كاتيا شيء ولم ترفض العرض، فهي كانت فعلاً كذلك لم تتناول الطعام من يوم أمس.
بينما كان ريان يطالع النافذة بعد أن أطفئ النور كي لا يراه أحد من المارة في طريق.
وفي سكون الليل شق تفحيط سيارة المكان لاحظها ريان على الفور، وقد تملكه شعور غريب بأنها لأحد أتباع رجال مسعود الذين يقومون بملاحقتهم.
اغلق ريان الستارة لاحظت كاتيا حالته فسألته والقلق قد بدا على وجهها: ما الذي حصل هل وصلوا إلينا!؟
رفع ريان كتفيه يشير إلى عدم معرفته إن حصل هذا أمزلا.
إلا أنه قال لها: علينا أن نكون حذرين جدآ وقد نحتاج للمغادرة فوراً.
التفت حوله يبحث عن ياسر فلم يجده، قال لكاتيا متسألا: أين هو ياسر!
لم تكن كاتيا قد انتبهت إلى غياب ياسر، نظرت حولها لم تجد أحد، قلبت شفتها وقالت لا أدري لقد كان هنا لتو، لا أعرف أين اختفى.
نهض ريان من مكانه يبحث عن ياسر، فوجده يقف عند سلم خارجي يستخدم في حالة الطوارئ للخروج من المنزل، وعندما تواجها كان ياسر مرتبك خائف.
لاحظ ريان الأمر سريعاً فقال له: ما الذي حصل يا ياسر، هل حدث شيء ما؟
هز رأسه ياسر نافياً وقال مكرراً: لا، لا.
ثم دخل بسرعة يسأل: أين كاتيا؟
ونادى بصوت مرتفع: تعال إلى هنا يا ريان.
لقد كان مبالغ في رفع الصوت، فقال له ريان غاضب منه: لما كل هذا الضجيج؟!
كان كل شيء مريب وغريب، والشك تسلل لقلب ريان، أما كاتيا فقد شعرت بالخوف يتمكن من أوصالها وكأن شيء ما سوف يحدث.
أما ياسر فقد كان يطالع هاتفه كثيراً، كأنه ينتظر أمر مهم يريد أن يجيبه أحد.
فجأة بدون سابق إنذار، أمسك يد كاتيا وانطلق ريان قالت له: ما الذي حدث يا ريان إلى أين؟
قال لها: هل تثقين بي؟
ردت عليه: نعم بالتأكيد أثق بك كثير.
أجابها: هذا أمر جيد، إذا اتبعيني دون أن تسألي الأمر خطير، ولا وقت للشروح.
وانطلقوا مسرعين مرة أخرى خارجين من البيت الذي يقطنه ياسر.
أما هو لم يكن يدري سبب مغادرتهم، إلا أنه بدا غاضبا من الأمر كله.
وفي هذه اللحظة وصلته رسالة نصية نقول " سنكون في المكان خلال دقائق"
تأفف ياسر وقال: اللعنة، في كل مرة أقع في مشكلة بسبب ريان ومصائبه.
وقف سريعاً على الشرفة يحاول أن يرى اتجاه ريان وصديقته في أي جهة، لكنه لم يتمكن بسبب ذلك الظلام الدامس الذي غطى المكان.
بالعودة الى ميرا وعائلتها..
كانوا قد وصلوا إلى المستشفى وفي غرفة الطبيب كانوا جميعاً ينتظرونه.
لم يتغير الحال الذي كان في السيارة كثيراً، كانت ديمة بجانب عاصم تجلس بشكل مقابل لميرا، تمسك يد زوجها وترمي ابنته بنظرات البغض والكره.
وفي غضون لحظات كان الطبيب قد وصل وألقى التحية على الجميع.
وتوجه في بداية حديثه لعاصم فقال: كيف حالك الآن سيد عاصم
رد عليه والغصة قد خنقت حروفه: أنا بخير حضرة الطييب، لكن لست بأفضل حال.
أومأ الطبيب رأسه وقال: أتفهم ما تقوله وما تشعر به أيضاً لذا دعنا نتحدث في هذا الأمر بشكل مباشر.
وبدأ الطبيب يحدث عاصم عن نوع المرض الذي أصابه ومدى خطورته واحتمالية النجاة منه.
ثم أكد على ضرورة بدا العلاج وأضاف: من المهم جداً الالتزام ببعض النصائح العامة كي تنال نتيجة علاج سريعة ونضمن الابتعاد عن أي فعل سلبي يعزز من تفاقم الحال ومضاعفته أكثر.
قال عاصم: أعلم هذا وما تقوله من تعليمات سوف تكون قوانين حياة بالنسبة لي.
سُر الطبيب بعد أن سمع كلام عاصم وفيه اندفاع للعلاج والحياة بعيداً عن اليأس والتشاؤم.
ثم قال الطبيب لهم: أولا نوعية الطعام وبعد المأكولات تحفز تلك الخلايا لذا يجب تجنبها.
وأكمل: أما ثانياً التوازن النفسي مهم وضروري جدا، وهو سبب يزاداد منه المرض بنسبة عالية وطريقة مرتفعة وسريعة.
قالت ميرا تستفسر: ماذا تعني بتوازن النفسي حضرة الطبيب؟
قال له موضحاً: يعني الانزعاج والانفعال، حتى الغضب والحزن تلك المشاعر المفرطة أو المفاجأة يمكن أن تفعل رد فعل عكسي لذا من الضروري الحفاظ على الحال النفسية منضبطة حتى أقصى درجة.
طالعت ميرا زوجة أبيها وقالت: يعني علينا التخلص من كل الأسباب التي تعكر صفو حياتنا قبل رحلة العلاج تلك.
رد الطبيب: نعم بالطبع هذا ضروري جداً.
ثم تدخل عاصم وقال: متى سوف نبدأ العلاج بالجرع الكيماوية؟
رد عليه الطبيب: في البداية سوف نقوم بالتواصل مع المستشفى المختص بهذا العلاج.
ثم أضاف: إلا أنه أيضا في منطقة آخرى تبعد ما يقارب الساعتين عن هذا المكان.
قالت ديمة مقتحمة الحديث: هذا لا يهم حضرة الطبيب ما يهمنا الآن هو أن يكون زوجي بخير وأن يتحسن حاله بسرعة، هذا همي الوحيد.
رد الطبيب: اذا سوف أخبر إدارة المستشفى عن تحويل السيد عاصم إلى ذلك المشفى كي يبدأ بتلقي العلاج.
قال له عاصم: لكن أرجوك لا تدع الموضوع يطول كثيراً، كما قلت حضرتك أن الوقت مهم جدآ في هذه الحال وكل يمضي يجرني إلى الاسوء.
ثم كتب الطبيب بعض الكلمات على ورقة وقام باعطاءها إلى سيد عاصم وقال له: هذه بعض الأدوية التي يتوجب عليك الالتزام به قبل موعد الجرعة الأولى لمدة أسبوع كامل وبشكل منتظم.
وبعد أن انتهى الطبيب من تلك النصائح وجميع ما لديه من توصيات، تشكره عاصم وعائلته وانصرفوا، وكان عاصم قلبه مثقل من الحال الذي هو عليه لكنه يحاول إخفاء ذلك كي لا يضاعف الحزن في قلب ابنته وزوجته أيضا.
ثم انطلقوا عائدين والصمت مطبق في المكان بدون أي كلمة، لكن الضجيج كان في مخ ديمة والأفكار تتخبط وتتبدل بحثاً عن افضل طريقة للخلاص من زوجها وابنته دون أثارة شبهات حولها.
كم من شخص ظننا فيه خير وكان بوجه ودود لطيف، بكلمات كلها حب ودعم، لكنه يخفي وجه ثعبان ونوايا مسمومة، غايتهم أن يبنوا انفسهم على أنقاض حياتنا.
وهذا ما كانت تخفيه ديمة وتنوي القيام به لزوجها وابنته.
هل سوف تنجح في هذا المخطط؟ أما أن شيء ما سيكون عائق أمامها يقف في طريق نجاح مخططها؟
مثل هذا وأكثر من التفاصيل التي سنعرفها في الفصل القادم ..
يتبع ..
تدخل ياسر وقال: ريان ارجوك اخبرني ما الذي يجري معك وكيف وصلت إلى هذه الحالة؟!
رد عليه ريان وهو متجعد الوجه من ألمه وقال: لقد هربت من عصابة تتبعني أنا وهذه الفتاة.
نظرت إليهما ورفعت حاجبها وقالت لهما كاتيا: بالمناسبة أنا امتلك اسم يمكنك أن تنادين به.
شعر ريان بالاحراج وقال له: هذه كاتيا.
قال ياسر: تشرفت بمعرفتك، لكن من هي العصابة التي تتخفون منها؟؛
أجابته كاتيا: مسعود ورجاله.
شرد ياسر لبرهة من الوقت ثم قال متسألا: ذلك الرجل الذي يعمل في سوق الفتيات ويعملن عنده؟
قال ريان: إنه هو.
بدون أي تفكير قال ياسر: هذا يعني أنك من الفتيات اللواتي ..
ولم يكمل كلمته، في لحظة إدراك أنها لم تكن في مكانها لسؤال عن أمر كهذا.
بدا الخجل على كاتيا، وارتبك ريان وقال محاول تشتيت الحديث: كاتيا هل يمكنك إحضار كوب ماء من المطبخ؟
ثم أشار لها وأكمل: إنه من جهة اليمين.
لم تقل كاتيا أي شيء أومأت رأسها وانصرفت، وبسرعة التفت ريان يحدث صديقه: لا يمكن التحدث معها بهذه الطريقة أو أن تسألها عن أمر كهذا.
تلعثم ياسر ولم يكن لديه تبرير وقال له: لم أكن أعني أيا شيء لكنها أفكاري ظهرت فوراً على لساني.
فقال ريان وهو يصك أسنانه: فكر قبل أن تقول أي كلمة.
ثم قال له ياسر متأسف: انا اسف يا ريان لم أقصد الإساءة.
أشاح ريان نظره عنه وقال له: دائما ما تقترف الحماقات ثم تقرر الاعتذار، ولا تظن بأن الاعتذار قد يصلح كل ما أتلفته الكلمات لإنه أمر صعب وقاس.
فهم حينها ياسر بأن صديقه ريان يقصد ما حدث من قبل في الحقلة التي حدثت في الفندق.
دخلت كاتيا عليهما تحمل كوب الماء وقدمته لريان، فقال ياسر لها: سوف أعد بعض الطعام الموجود قد تكوني جائعة؟!
لم تقل كاتيا شيء ولم ترفض العرض، فهي كانت فعلاً كذلك لم تتناول الطعام من يوم أمس.
بينما كان ريان يطالع النافذة بعد أن أطفئ النور كي لا يراه أحد من المارة في طريق.
وفي سكون الليل شق تفحيط سيارة المكان لاحظها ريان على الفور، وقد تملكه شعور غريب بأنها لأحد أتباع رجال مسعود الذين يقومون بملاحقتهم.
اغلق ريان الستارة لاحظت كاتيا حالته فسألته والقلق قد بدا على وجهها: ما الذي حصل هل وصلوا إلينا!؟
رفع ريان كتفيه يشير إلى عدم معرفته إن حصل هذا أمزلا.
إلا أنه قال لها: علينا أن نكون حذرين جدآ وقد نحتاج للمغادرة فوراً.
التفت حوله يبحث عن ياسر فلم يجده، قال لكاتيا متسألا: أين هو ياسر!
لم تكن كاتيا قد انتبهت إلى غياب ياسر، نظرت حولها لم تجد أحد، قلبت شفتها وقالت لا أدري لقد كان هنا لتو، لا أعرف أين اختفى.
نهض ريان من مكانه يبحث عن ياسر، فوجده يقف عند سلم خارجي يستخدم في حالة الطوارئ للخروج من المنزل، وعندما تواجها كان ياسر مرتبك خائف.
لاحظ ريان الأمر سريعاً فقال له: ما الذي حصل يا ياسر، هل حدث شيء ما؟
هز رأسه ياسر نافياً وقال مكرراً: لا، لا.
ثم دخل بسرعة يسأل: أين كاتيا؟
ونادى بصوت مرتفع: تعال إلى هنا يا ريان.
لقد كان مبالغ في رفع الصوت، فقال له ريان غاضب منه: لما كل هذا الضجيج؟!
كان كل شيء مريب وغريب، والشك تسلل لقلب ريان، أما كاتيا فقد شعرت بالخوف يتمكن من أوصالها وكأن شيء ما سوف يحدث.
أما ياسر فقد كان يطالع هاتفه كثيراً، كأنه ينتظر أمر مهم يريد أن يجيبه أحد.
فجأة بدون سابق إنذار، أمسك يد كاتيا وانطلق ريان قالت له: ما الذي حدث يا ريان إلى أين؟
قال لها: هل تثقين بي؟
ردت عليه: نعم بالتأكيد أثق بك كثير.
أجابها: هذا أمر جيد، إذا اتبعيني دون أن تسألي الأمر خطير، ولا وقت للشروح.
وانطلقوا مسرعين مرة أخرى خارجين من البيت الذي يقطنه ياسر.
أما هو لم يكن يدري سبب مغادرتهم، إلا أنه بدا غاضبا من الأمر كله.
وفي هذه اللحظة وصلته رسالة نصية نقول " سنكون في المكان خلال دقائق"
تأفف ياسر وقال: اللعنة، في كل مرة أقع في مشكلة بسبب ريان ومصائبه.
وقف سريعاً على الشرفة يحاول أن يرى اتجاه ريان وصديقته في أي جهة، لكنه لم يتمكن بسبب ذلك الظلام الدامس الذي غطى المكان.
بالعودة الى ميرا وعائلتها..
كانوا قد وصلوا إلى المستشفى وفي غرفة الطبيب كانوا جميعاً ينتظرونه.
لم يتغير الحال الذي كان في السيارة كثيراً، كانت ديمة بجانب عاصم تجلس بشكل مقابل لميرا، تمسك يد زوجها وترمي ابنته بنظرات البغض والكره.
وفي غضون لحظات كان الطبيب قد وصل وألقى التحية على الجميع.
وتوجه في بداية حديثه لعاصم فقال: كيف حالك الآن سيد عاصم
رد عليه والغصة قد خنقت حروفه: أنا بخير حضرة الطييب، لكن لست بأفضل حال.
أومأ الطبيب رأسه وقال: أتفهم ما تقوله وما تشعر به أيضاً لذا دعنا نتحدث في هذا الأمر بشكل مباشر.
وبدأ الطبيب يحدث عاصم عن نوع المرض الذي أصابه ومدى خطورته واحتمالية النجاة منه.
ثم أكد على ضرورة بدا العلاج وأضاف: من المهم جداً الالتزام ببعض النصائح العامة كي تنال نتيجة علاج سريعة ونضمن الابتعاد عن أي فعل سلبي يعزز من تفاقم الحال ومضاعفته أكثر.
قال عاصم: أعلم هذا وما تقوله من تعليمات سوف تكون قوانين حياة بالنسبة لي.
سُر الطبيب بعد أن سمع كلام عاصم وفيه اندفاع للعلاج والحياة بعيداً عن اليأس والتشاؤم.
ثم قال الطبيب لهم: أولا نوعية الطعام وبعد المأكولات تحفز تلك الخلايا لذا يجب تجنبها.
وأكمل: أما ثانياً التوازن النفسي مهم وضروري جدا، وهو سبب يزاداد منه المرض بنسبة عالية وطريقة مرتفعة وسريعة.
قالت ميرا تستفسر: ماذا تعني بتوازن النفسي حضرة الطبيب؟
قال له موضحاً: يعني الانزعاج والانفعال، حتى الغضب والحزن تلك المشاعر المفرطة أو المفاجأة يمكن أن تفعل رد فعل عكسي لذا من الضروري الحفاظ على الحال النفسية منضبطة حتى أقصى درجة.
طالعت ميرا زوجة أبيها وقالت: يعني علينا التخلص من كل الأسباب التي تعكر صفو حياتنا قبل رحلة العلاج تلك.
رد الطبيب: نعم بالطبع هذا ضروري جداً.
ثم تدخل عاصم وقال: متى سوف نبدأ العلاج بالجرع الكيماوية؟
رد عليه الطبيب: في البداية سوف نقوم بالتواصل مع المستشفى المختص بهذا العلاج.
ثم أضاف: إلا أنه أيضا في منطقة آخرى تبعد ما يقارب الساعتين عن هذا المكان.
قالت ديمة مقتحمة الحديث: هذا لا يهم حضرة الطبيب ما يهمنا الآن هو أن يكون زوجي بخير وأن يتحسن حاله بسرعة، هذا همي الوحيد.
رد الطبيب: اذا سوف أخبر إدارة المستشفى عن تحويل السيد عاصم إلى ذلك المشفى كي يبدأ بتلقي العلاج.
قال له عاصم: لكن أرجوك لا تدع الموضوع يطول كثيراً، كما قلت حضرتك أن الوقت مهم جدآ في هذه الحال وكل يمضي يجرني إلى الاسوء.
ثم كتب الطبيب بعض الكلمات على ورقة وقام باعطاءها إلى سيد عاصم وقال له: هذه بعض الأدوية التي يتوجب عليك الالتزام به قبل موعد الجرعة الأولى لمدة أسبوع كامل وبشكل منتظم.
وبعد أن انتهى الطبيب من تلك النصائح وجميع ما لديه من توصيات، تشكره عاصم وعائلته وانصرفوا، وكان عاصم قلبه مثقل من الحال الذي هو عليه لكنه يحاول إخفاء ذلك كي لا يضاعف الحزن في قلب ابنته وزوجته أيضا.
ثم انطلقوا عائدين والصمت مطبق في المكان بدون أي كلمة، لكن الضجيج كان في مخ ديمة والأفكار تتخبط وتتبدل بحثاً عن افضل طريقة للخلاص من زوجها وابنته دون أثارة شبهات حولها.
كم من شخص ظننا فيه خير وكان بوجه ودود لطيف، بكلمات كلها حب ودعم، لكنه يخفي وجه ثعبان ونوايا مسمومة، غايتهم أن يبنوا انفسهم على أنقاض حياتنا.
وهذا ما كانت تخفيه ديمة وتنوي القيام به لزوجها وابنته.
هل سوف تنجح في هذا المخطط؟ أما أن شيء ما سيكون عائق أمامها يقف في طريق نجاح مخططها؟
مثل هذا وأكثر من التفاصيل التي سنعرفها في الفصل القادم ..
يتبع ..