19
في ذلك الرواق الضيق كان ريان وكاتيا يبحثان عن الغرفة التي خصصت لهما..
وبعد تفحص وتدقيق وجدوها أخيراً، دخلت كاتيا ثم تبعها ريان بعد أن تأكد بأنه لا يوجد أحد يتبعهما.
لقد كانت غرفة صغيرة المساحة، فيها سرير واحد مع وسادتان، لها نافذة صغيرة أيضاً تطل على حديقة خلف الفندق.
كانت كاتيا تقف قرب النافذة تطالع ريان، تنتظر ماذا قد يقول لها.
لاحظ ريان ارتباكها فقال لها: سوف أدخل إلى الحمام سوف أغسل وجهي وأحاول تنظيف نفسي قليلاً.
أومأت كاتيا رأسها وجلست على طرف السرير، وبعد لحظات خرج ريان وقال لها: لماذا لم تنامي، ألست متعبة؟
قالت له وهي تخلع حذاءها: لست متعبة فقط إنما منهكة أيضاً، لا اكد أشعر بأقدامي من شدة الألم.
جلس ريان مقابل لها على الكرسي وقال لها: نامي إذا أنا سوف ابقى مستيقظ.
ردت عليه مستغربة: لماذا تبقى مستيقظ أنت أيضاً بحاجة أكثر مني للنوم.
تثائب ريان وقال: هذا صحيح ولكن يجب أن ابقى مستعد لأي أمر مفاجئ.
فقالت كاتيا ولم يعجبها الأمر: إذا سوف انتظر معك.
رفع ظهره ريان يشده قائلاً: هذا لا ينفع، يجب أن تنامي.
أجابت كاتيا بالقول: لا، لا أقبل بهذا.
كانت كاتيا عنيدة ولا تتراجع عن أي أمر وضعته في رأسها وعزمت على تنفيذه، وقد لاحظ ريان ذلك من خلال تلك المغامرة التي حدثت.
فخطر له فكرة وقال: دعينا نبرم اتفقا في ما بيننا.
قالت متسائلة: وما هو؟!
قال مجيب لسؤالها: تنامين أنت الآن وبعد ساعتين تستيقظين، وانام أنا.
ابتسمت وقالت: هذا يعني أنها وارديات لعدة ساعات مختلفة.
أومأ ريان رأسه وقال: نعم، بالضبط هذا ما أقصده.
وافقت كاتيا على مقترحه، وقالت: إذا سوف أذهب إلى الحمام ومن ثم أعود كي استلقي..
وبعد أن عادت كاتيا، وتمددت في السرير، وهي تشعر ببعض الخجل من ريان، وهو يحاول تشتيت نظره عنها كب لا تشعر بالريبة.
ثم قام ريان بإطفاء النور، كي تنام بشكل أفضل وتغط بنوم عميق.
ساد الصمت والظلام في المكان، وغاب القمر في تلك الليلة فكان الليل حالك بدون أي خيوط من النور.
أما ميرا ..
بعد أن وصلوا إلى البيت، دخلت إلى غرفتها دون أي كلمة، أما عاصم كان مشتت الفكر والنفسية.
قال عاصم لزوجته ديمة: قومي بتحضير الحقيبة يجب أن نغادر إلى المستشفى غداً.
خلعت ديمة حذائها وقالت: اااف، دعك من هذا الآن أريد أن ارتاح قليلاً.
استغرب عاصم من نبرتها التي تحدثه فيها، وقال: ما الذي تقولينه؟!
وهي تبدل ملابسها أكملت كلامها وقالت: يمكنك ان تطلب هذا من ابنتك الآن، أنا متعبة.
اقترب منها يحاول أن يمسك يدها وقال: حبيبتي، ما بك؟
نفضت يدها منه رافضة أن يكون قريب، ثم قالت: كما سمعت، ألست هي ابنتك التي لا تتخلى عنك في أي وقت، وأنا الغريبة الغير مرحب فيني في هذا البيت.
لم يفهم عاصم سبب هذا التحول الذي طرء على حال ديمة وقال: اهدئي قليلاً، ما الذي حدث؟ لا داعي لمثل هذا الكلام، إنها طفلة ولا يجدر بك أن تكون أكثر وعي في هذا الأمر.
انتفضت ديمة غاضبة وقالت: هل تعني بأنني لا أملك عقلا كافيا؟ أم أنني بدون عقل أساسا؟!
صرخ عاصم قائلاً: كفي عن هذا الهراء ما الذي أصابك؟!
أجابته: لا أريد الحديث الآن، أخرج من الغرفة ودعني وحدي كي ارتاح قليلاً، أنا متعبة.
كانت الصدمة بادية على وجه عاصم، وتمكن الحزن والغضب منه، فقام بضرب المرآة التي وضعت على الحائط وتكسرت من شدة تلك اللكمة القوية..
ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب بقوة خلفه، كان في حالة مزرية، سمعت ميرا الصراخ الذي كان قد وصل إلى غرفتها، إلا أنها لم تتدخل أبدا كي لا تتفاقم الأمور التي تدور بينهما أكثر وتكون هي سبب في ما يجري.
وبعد أن هدء الضجيج، عزمت ميرا أن تنزل لترى أين هو والدها، بحثت عنه ولم تجده في البيت، فخرجت إلى حديقة المنزل وإذا به يجلس على كرسيه الخشبي الذي اعتاد أن يجلس عليه في كل مرة يضطرب حاله فيها..
لم تقترب منه قد شعرت بكم الغضب الذي يشعر به، وذهبت إلى المطبخ واعدت له كوب من عصير البرتقال البارد ثم عادت به إلى والدها..
بهدوء وخطوات بطيئة وصلت إلى جوار والدها، وجلست بقربه وهو لم يحرك ساكن وكان شارد الذهن وكأنه لا يشعر بأي أحد..
وضعت له العصير، ولم يكترث أبدا، فقالت له ميرا تحاول تغيير الحال الذي هو فيه وقالت: هذا العصير سوف يجعلك تشعر بالانتعاش، تذوقه.
أومأ عاصم رأسه وقال: شكراً لك يا ابنتي، لقد جاء في وقته.
قالت ميرا: هل كل شيء على ما يرام؟
تنهد عاصم وقال بنبرة فيها شيء من اليأس: ليس تماماً يا ابنتي، لكني أحاول..
فقالت له ميرا: أبي أنا سوف اذهب معك لا تقلق، لربما ديمة لا تحب أو أنها متعبة نفسياً.
رد عاصم بالقول: أنا زوجها وفي وضع صحي مختلف، هل يمكنها أن تتركني في محنة كهذه؟
أجابت ميرا: الأمر واضح منذ البداية أنها ليست مهتمة أو أن الأمر لا يعنيها.
تأفف عاصم وقال: هذا ما يبدو يا ابنتي، لقد أشعر أنني مغدور.
صمتت ميرا لبرهةثم قالت: أمنحها بعض الوقت كي تكون مرتاحة ومن ثم تجد حالها متغير.
هز عاصم رأسه موافق وقال: حسنا، دعينا ننتظر إلى الغد وبعد هذا نرى ما الذي يحدث بعد أن ما حدث.
وبقي الحال متوتراً بين عاصم وزوجته، ولم يعد إلى غرفته بقي طوال الليل في مكتبه، رغم أن ميرا جهزت له غرفة الضيوف لينام فيها ويرتاح..
لكنه لم يتمكن من النوم أبدا، وفي الوقت الذي حدده الطبيب لهم كان عاصم قد استعد وميرا أيضاً على أتم الاستعداد.
أما ديمة لم تكن تلقي بالا لما يحدث مع زوجها، وهي تحلس وكان الأمر لا يعنيها.
دخل عاصم الغرفة وقال لها: ألم تستعدي؟
قالت ديمة له دون أن تنظر إليه حتى: لن اذهب أساس.
قال عاصم: هل أنت متأكدة؟ وقرار نهائي!
أجابت ديمة: نعم بتأكيد، اذهب مع ابنتك، وأعلم باقي التفاصيل عند ما تعودوا، ليس من المهم أو ضروري تواجدي معكم.
رد عاصم بالقول: لكني أريد أن تكوني معي.
أجابت ديمة بنبرة مقيتة فيها من اللامبالاة الكثير: كف عن الدراما يا عاصم، لن يقدم وجودي أو يأخر أي شيء.
هز رأسه عاصم وهو يشعر بالخيبة وقال: حسنا، كما تشائين.
انصرف من الغرفة تاركها تختار لون طلاء الأظافر الذي سوف تضعه دون أي اكتراث.
أما ميرا فقد كانت تنتظر والدها، وهي حزينة على حاله، وأكثر ما كان يزعجها حين يجد لزوجته تبريرات واهية لا أساس ولا أصل لها.
لكنها تركته حتى يرى الحقيقة بنفسه دون أن يكون تابع لكلام ميرا فقط، حينها سيتخذ قرار مفصلي ومصيري لا رجعة عنه.
انطلق عاصم مع ابنته إلى المستشفى دون أي حديث أو سؤال، بل كان الصمت سيد المكان وهو ما يتربع على عرش الأجواء.
وصلوا نحو وجهتهم المنشودة، وكان الطبيب المختص في انتظارهم، وبعد أن أخذ بعض المعلومات المطلوبة، قال لعاصم: الآن سوف يتم نقلك إلى الغرفة الثانية حتى يقوموا بتجهيزك للحصول على جرعة أولى من العلاج.
لم يكن حال عاصم على ما يرام، لكنه أومأ موافق على كلام الطبيب.
بينما بقيت ميرا تنتظر والدها في الخارج والممرض يقوم بمساعدته.
وفي تلك الأثناء كان كل شيء جاهز، وقبل البدء دخل الطبيب إلى عاصم وقال له: يجب أن تعلم أنه الحل الزحيد للعلاج بشكل كامل.
ثم أضاف: الأهم من هذا أن نتيجة سوف تكون مرضية في حال اتباع كل ما يجب.
وأكمل الطبيب: لكن الموضوع لا يخلو من الألم والوجع، لذا عليك أن تصبر على نفسك قليلاً
أجاب عليه عاصم بعد أن سمع كل تلك التعليمات: لا تقلق حضرة الطبيب أنا مستعد، وسوف أحاول أن ابقى متماسك دون أن استسلم للألم.
وهنا وضع الطبيب تلك الإبرة في وريد عاصم وقام بإضافة الدواء إلى الكيس الذي علق وفيه المصل المضاد للمرض وهو علاجه حتى يشفى بشكل كامل.
كانت عيون ميرا مليئة بالدموع وهي تطالع حال والدها، وهي تشعر بالحزن والأسى عليه، لكن ليس بيدها أي حيلة سوى الوقوف بجانبه والدعاء له بأن يشفى في أسرع وقت ممكن.
يتبع ..
وبعد تفحص وتدقيق وجدوها أخيراً، دخلت كاتيا ثم تبعها ريان بعد أن تأكد بأنه لا يوجد أحد يتبعهما.
لقد كانت غرفة صغيرة المساحة، فيها سرير واحد مع وسادتان، لها نافذة صغيرة أيضاً تطل على حديقة خلف الفندق.
كانت كاتيا تقف قرب النافذة تطالع ريان، تنتظر ماذا قد يقول لها.
لاحظ ريان ارتباكها فقال لها: سوف أدخل إلى الحمام سوف أغسل وجهي وأحاول تنظيف نفسي قليلاً.
أومأت كاتيا رأسها وجلست على طرف السرير، وبعد لحظات خرج ريان وقال لها: لماذا لم تنامي، ألست متعبة؟
قالت له وهي تخلع حذاءها: لست متعبة فقط إنما منهكة أيضاً، لا اكد أشعر بأقدامي من شدة الألم.
جلس ريان مقابل لها على الكرسي وقال لها: نامي إذا أنا سوف ابقى مستيقظ.
ردت عليه مستغربة: لماذا تبقى مستيقظ أنت أيضاً بحاجة أكثر مني للنوم.
تثائب ريان وقال: هذا صحيح ولكن يجب أن ابقى مستعد لأي أمر مفاجئ.
فقالت كاتيا ولم يعجبها الأمر: إذا سوف انتظر معك.
رفع ظهره ريان يشده قائلاً: هذا لا ينفع، يجب أن تنامي.
أجابت كاتيا بالقول: لا، لا أقبل بهذا.
كانت كاتيا عنيدة ولا تتراجع عن أي أمر وضعته في رأسها وعزمت على تنفيذه، وقد لاحظ ريان ذلك من خلال تلك المغامرة التي حدثت.
فخطر له فكرة وقال: دعينا نبرم اتفقا في ما بيننا.
قالت متسائلة: وما هو؟!
قال مجيب لسؤالها: تنامين أنت الآن وبعد ساعتين تستيقظين، وانام أنا.
ابتسمت وقالت: هذا يعني أنها وارديات لعدة ساعات مختلفة.
أومأ ريان رأسه وقال: نعم، بالضبط هذا ما أقصده.
وافقت كاتيا على مقترحه، وقالت: إذا سوف أذهب إلى الحمام ومن ثم أعود كي استلقي..
وبعد أن عادت كاتيا، وتمددت في السرير، وهي تشعر ببعض الخجل من ريان، وهو يحاول تشتيت نظره عنها كب لا تشعر بالريبة.
ثم قام ريان بإطفاء النور، كي تنام بشكل أفضل وتغط بنوم عميق.
ساد الصمت والظلام في المكان، وغاب القمر في تلك الليلة فكان الليل حالك بدون أي خيوط من النور.
أما ميرا ..
بعد أن وصلوا إلى البيت، دخلت إلى غرفتها دون أي كلمة، أما عاصم كان مشتت الفكر والنفسية.
قال عاصم لزوجته ديمة: قومي بتحضير الحقيبة يجب أن نغادر إلى المستشفى غداً.
خلعت ديمة حذائها وقالت: اااف، دعك من هذا الآن أريد أن ارتاح قليلاً.
استغرب عاصم من نبرتها التي تحدثه فيها، وقال: ما الذي تقولينه؟!
وهي تبدل ملابسها أكملت كلامها وقالت: يمكنك ان تطلب هذا من ابنتك الآن، أنا متعبة.
اقترب منها يحاول أن يمسك يدها وقال: حبيبتي، ما بك؟
نفضت يدها منه رافضة أن يكون قريب، ثم قالت: كما سمعت، ألست هي ابنتك التي لا تتخلى عنك في أي وقت، وأنا الغريبة الغير مرحب فيني في هذا البيت.
لم يفهم عاصم سبب هذا التحول الذي طرء على حال ديمة وقال: اهدئي قليلاً، ما الذي حدث؟ لا داعي لمثل هذا الكلام، إنها طفلة ولا يجدر بك أن تكون أكثر وعي في هذا الأمر.
انتفضت ديمة غاضبة وقالت: هل تعني بأنني لا أملك عقلا كافيا؟ أم أنني بدون عقل أساسا؟!
صرخ عاصم قائلاً: كفي عن هذا الهراء ما الذي أصابك؟!
أجابته: لا أريد الحديث الآن، أخرج من الغرفة ودعني وحدي كي ارتاح قليلاً، أنا متعبة.
كانت الصدمة بادية على وجه عاصم، وتمكن الحزن والغضب منه، فقام بضرب المرآة التي وضعت على الحائط وتكسرت من شدة تلك اللكمة القوية..
ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب بقوة خلفه، كان في حالة مزرية، سمعت ميرا الصراخ الذي كان قد وصل إلى غرفتها، إلا أنها لم تتدخل أبدا كي لا تتفاقم الأمور التي تدور بينهما أكثر وتكون هي سبب في ما يجري.
وبعد أن هدء الضجيج، عزمت ميرا أن تنزل لترى أين هو والدها، بحثت عنه ولم تجده في البيت، فخرجت إلى حديقة المنزل وإذا به يجلس على كرسيه الخشبي الذي اعتاد أن يجلس عليه في كل مرة يضطرب حاله فيها..
لم تقترب منه قد شعرت بكم الغضب الذي يشعر به، وذهبت إلى المطبخ واعدت له كوب من عصير البرتقال البارد ثم عادت به إلى والدها..
بهدوء وخطوات بطيئة وصلت إلى جوار والدها، وجلست بقربه وهو لم يحرك ساكن وكان شارد الذهن وكأنه لا يشعر بأي أحد..
وضعت له العصير، ولم يكترث أبدا، فقالت له ميرا تحاول تغيير الحال الذي هو فيه وقالت: هذا العصير سوف يجعلك تشعر بالانتعاش، تذوقه.
أومأ عاصم رأسه وقال: شكراً لك يا ابنتي، لقد جاء في وقته.
قالت ميرا: هل كل شيء على ما يرام؟
تنهد عاصم وقال بنبرة فيها شيء من اليأس: ليس تماماً يا ابنتي، لكني أحاول..
فقالت له ميرا: أبي أنا سوف اذهب معك لا تقلق، لربما ديمة لا تحب أو أنها متعبة نفسياً.
رد عاصم بالقول: أنا زوجها وفي وضع صحي مختلف، هل يمكنها أن تتركني في محنة كهذه؟
أجابت ميرا: الأمر واضح منذ البداية أنها ليست مهتمة أو أن الأمر لا يعنيها.
تأفف عاصم وقال: هذا ما يبدو يا ابنتي، لقد أشعر أنني مغدور.
صمتت ميرا لبرهةثم قالت: أمنحها بعض الوقت كي تكون مرتاحة ومن ثم تجد حالها متغير.
هز عاصم رأسه موافق وقال: حسنا، دعينا ننتظر إلى الغد وبعد هذا نرى ما الذي يحدث بعد أن ما حدث.
وبقي الحال متوتراً بين عاصم وزوجته، ولم يعد إلى غرفته بقي طوال الليل في مكتبه، رغم أن ميرا جهزت له غرفة الضيوف لينام فيها ويرتاح..
لكنه لم يتمكن من النوم أبدا، وفي الوقت الذي حدده الطبيب لهم كان عاصم قد استعد وميرا أيضاً على أتم الاستعداد.
أما ديمة لم تكن تلقي بالا لما يحدث مع زوجها، وهي تحلس وكان الأمر لا يعنيها.
دخل عاصم الغرفة وقال لها: ألم تستعدي؟
قالت ديمة له دون أن تنظر إليه حتى: لن اذهب أساس.
قال عاصم: هل أنت متأكدة؟ وقرار نهائي!
أجابت ديمة: نعم بتأكيد، اذهب مع ابنتك، وأعلم باقي التفاصيل عند ما تعودوا، ليس من المهم أو ضروري تواجدي معكم.
رد عاصم بالقول: لكني أريد أن تكوني معي.
أجابت ديمة بنبرة مقيتة فيها من اللامبالاة الكثير: كف عن الدراما يا عاصم، لن يقدم وجودي أو يأخر أي شيء.
هز رأسه عاصم وهو يشعر بالخيبة وقال: حسنا، كما تشائين.
انصرف من الغرفة تاركها تختار لون طلاء الأظافر الذي سوف تضعه دون أي اكتراث.
أما ميرا فقد كانت تنتظر والدها، وهي حزينة على حاله، وأكثر ما كان يزعجها حين يجد لزوجته تبريرات واهية لا أساس ولا أصل لها.
لكنها تركته حتى يرى الحقيقة بنفسه دون أن يكون تابع لكلام ميرا فقط، حينها سيتخذ قرار مفصلي ومصيري لا رجعة عنه.
انطلق عاصم مع ابنته إلى المستشفى دون أي حديث أو سؤال، بل كان الصمت سيد المكان وهو ما يتربع على عرش الأجواء.
وصلوا نحو وجهتهم المنشودة، وكان الطبيب المختص في انتظارهم، وبعد أن أخذ بعض المعلومات المطلوبة، قال لعاصم: الآن سوف يتم نقلك إلى الغرفة الثانية حتى يقوموا بتجهيزك للحصول على جرعة أولى من العلاج.
لم يكن حال عاصم على ما يرام، لكنه أومأ موافق على كلام الطبيب.
بينما بقيت ميرا تنتظر والدها في الخارج والممرض يقوم بمساعدته.
وفي تلك الأثناء كان كل شيء جاهز، وقبل البدء دخل الطبيب إلى عاصم وقال له: يجب أن تعلم أنه الحل الزحيد للعلاج بشكل كامل.
ثم أضاف: الأهم من هذا أن نتيجة سوف تكون مرضية في حال اتباع كل ما يجب.
وأكمل الطبيب: لكن الموضوع لا يخلو من الألم والوجع، لذا عليك أن تصبر على نفسك قليلاً
أجاب عليه عاصم بعد أن سمع كل تلك التعليمات: لا تقلق حضرة الطبيب أنا مستعد، وسوف أحاول أن ابقى متماسك دون أن استسلم للألم.
وهنا وضع الطبيب تلك الإبرة في وريد عاصم وقام بإضافة الدواء إلى الكيس الذي علق وفيه المصل المضاد للمرض وهو علاجه حتى يشفى بشكل كامل.
كانت عيون ميرا مليئة بالدموع وهي تطالع حال والدها، وهي تشعر بالحزن والأسى عليه، لكن ليس بيدها أي حيلة سوى الوقوف بجانبه والدعاء له بأن يشفى في أسرع وقت ممكن.
يتبع ..