الفصل18

يدخل من باب الشقه وهو يتأفاف وملامح وجهه منكمشه بضيق مناديًا بأعلى صوته لعلى من بالداخل يسمع ندائه ويلبى طلبه ولكن هيهأت فمن يظن نفسه ذلك الأمير : سمر يا ست يالى جوا أنتِ مش سامعانى عمالة أنادى عليكى من ساعه

خرجت من الطبخ وهى تعقد حاجبيها ورافعه أحد أكمام قميصها ويدها متسخه : اى يا أدهم اى الدوشه دى عرفت انك جيت خلاص بلاش دوشة العيل الصغير الى راجع من المدرسه دا

أقترب أدهم خطوتين وهو يستنشق بعمق وعاقد حاجبيه وملامحه مشمئزه وهتف بشك وترقب : سمر الى شمه دا حقيقى

_ ريحة أى يا حبيبى؟

صرخ بضيق و هو ينظر ليدها المتسخه : أنا شامم ريحة فسيخ يا سمر

ابتسمت باتساع وهى ترفع يديها : اى دا هو ريحته باينه اوى كدا؟

انكمشت ملامحه اكثر من قبل وهتف بضيق : باينه !! هو دا كلام دا ريحه برفانت الشقه اوعى تقولى ان الغدا فيسخ؟

هزت راسها بتأيد كلامه فخلع ساعة يدة وهو يدخل غرفتهما ويتمتم بصوت مسموع نسبيًا : متعمليش حسابى فى الغدا يا سمر النهارده

لتقترب هى بخطوات واسعه وتساله بعدم فهم : ليه بس يا حبيبى دا انا بحضر فى الغدا ولسه بس الخيار والبصل الاخضر وبعدين ينفع أبقى قاعده مستنياك وتقولى مش هتتغدا

_ هو مش أنتى عارفه يا حبيبتى أنى مليش فى الفسيخ صح؟

هزت راسها بنعم وعلى وجهها أبتسامه بريئه ليكمل بانفعال : بتعملى فسيخ ليه بقاا؟

_ عشان بحبه يا حبيبى

قذف بالمخده على وجهه وهو يخلع قميصه بعنف وتحدث وهو يقلد طريقة كلامها بنبره ساخره : نييينييي عشان بحبه يا حبيبى، روحى يا شيخه بقا هو فى واحدة تقابل جوزها وتقوله بصل أخضر وفسيخ بعد ما كان تعبان ومتصاب وكان فى جو قلق وخوف ورمانسيه من كام يوم ... فسييييخ يا سمر يا جبروتك يا حبيبتى

_ وماله الفيسخ بقاا أن شاء الله دا تحفه فنيهه مزيكاا كدا

_ ممالوش يا حبيبتى بيقلب ريحه الشقه بس مش أكتر روحى يا سمر كلى يا حبيبتى ولا يهمك انا هنام مش لازم أتغدا

أقتربت منه وهى تبتسم وتقف امامه مباشرةً وتحرك يديها بهدوء على صدره متحدثه بدلع : اعمل بس يا حبيبى ما هى طلبت معايا ملوحه يا روحى الظاهر كدا أن البيبي بيحب الملوحه

نظر لحركة يدها على صدره وقد أشعلت نيران كانت خامده فى قلبه من مشاعرة اصبحت متأججه كالبركان وعقد حاجبه بشك مما سمعه وسالها بترقب وكأنه طالب منتظر نتيجة بالثانويه العامه : قصدك أى بالبيبى؟

أقتربت من وجهه وهى تلثم شفتيه بقبله ناعمه بعدما قالت كلماتها ( قصدى أنك هتبقى احلا بابا فى الدنيا ) لتعيش معه لحظاتً من العشق والهوى تأرخ فى عقلهم من الحظات السعيدة التى لا تُنسى ... أبتعدت ببطىء و قد توردت وجنتيها فابتسم وهمس بجانب أذنها : دا أحلا خبر سمعته فى حياتى يا سمر بعد خبر موافقتك بالجواز بيا طبعا لانى فعلا مكنتش مصدق أنك بتحبينى وهتوافقى بالجواز بيا انا بحمد ربنا على وجودك فى حياتى

ابتسمت بحب وقالت بهيام صادق وهى تضع يدهها على احدى وجنتيه : عارف يا ادهم أنا لو خيرونى هختارك أنت فى كل مرة وفى كل وقت وللأبد بجد صدقنى وعلى فكرة بقا انت هتفضل اعظم أختياراتى وبجد بقا أنا عنرى ما متخيله أنى ممكن أرتاح مع حد زى ما انا برتاح معاك أنت مميز ومختلف وصعب تتوجد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يقف أمام باب غرفتها بمنزل والدتها بعدما أطمئن أن لا احد بالمنزل غيرها فقد اخبرته جوهرة أنها سترحل هى و غيث ويعودها بوقت أخر ويحيى بغرفته منُذ الظهر لم يخرج والجد عاد لمنزله مصطحب حفيدته مها ليقبض على يدة وهو يتنهد منُذ ان توفيت والدتها وهما لم يتحدثها مع بعضهما البعض مرت سبع أيام وهى لم تتفوه ببنت شفه معه وهو لم يجروُ على الحديث ولكن ذلك الصمت الذى بينهم يجعله يشعر وكأن نار تحرقه من الداخل لم يعتاد على صمتها يعلم انها مصدومه وحزينه على فراق والدتها ولكن هو يريدها أن تحزن وهو بقربها ليس وهو بعيد عنها وكانه غريب رافضه وجوده بالقرب منها وهو له كل الأحقيه بالاقتراب ولكن يخشى صمتها عزم أمره يجب ان يتحدثا يجب أن تفهم ما حدث وتعذره أو تعاتبه تعلم أن لا أحد معصوم من الخطأ ... أمسك مقبض الباب وفتحه بهدوء ليدخل رأسه يرى ماذا تفعل ليجدها جالسه على الفراش وتنظر بأتجاه الباب ليبتلع غصته على تلك الهالات السودا تحت عينيها ودخل الغرفه بهدوء مرتعش وأغلق الباب خلفه لينظر لها ينتظر اى تعقيب على دخوله ولكن كالمتوقع لا تعليق ليتنهد للمرة الثانيه على التوالى ويفرغ بين شفتيه بكلماته :.

_ منه أحنا لازم نتكلم

نظرت له برفعه حاجب وضحكة ساخرة خرجت من فمها معلن عن بدا هجوم عنيف سيتلقاه أن لم يرتد عما ينوى عليه ليعقد حاجبه ويكمل : أحنا لازم يبقى فى بينا كلام يا منه لازم تعاتبنى مينفعش تتجاهلى وجودى كدا كانى مش موجود أو هواء مش شايفانى شفاف كدا

قبضت يدها بشكل قوى وقاسى ونطقت بعدما انكمشت ملامحها : أنت فعلا بقيت بالنسبالى هواء وشفاف مش مرئي يا مراد

كاد يتحدث ولكن قاطع كلامه صوا والدته سحر أتى من خلفة لينظر لها بصدمه : ماما أنتى جيتى من أسوان أمتى؟

_ لسه واصله النهارده الصبح ولما عرفت بالى حصل لوالدت منه جيت هنا على طول انت ازاى يا مراد متقوليش؟

طأطأ راسه وتحدث بحزن : معلش يا أمى انشغلت شويه وراح عن بالى ان أقولك

أقتربت سحر من منه الجالسه على الفراش وبيدها أبرة المغذى : البقاء لله يا حبيبتى ربنا يرحمها ويغفر لها ويصبر قلبك على فراقها يا غاليه

هزت منه راسها وقد ترقرقت الدموع بيعنيها لتقترب سحر وتجلس بجانبها على الفراش وتاخذها بين أحضانها مربته عليها بحنان : أهدى يا حبيبتى عشان متأذيش نفسك وتتعبى

غاصت منه بين احضان سحر وأخبرتها بكل صدق عن مدى إجتياجها بقربها بهذا الوقت بالأخص : جيت فى وقتك يا ماما سحر أنا بجد كنت محتاجاكى أوى تعبانه ومش قادره أستحمل الى بيحصل دا كله لوحدى حاسه أنى هقع ومش عارفه أسند نفسى حتى دا حتى ايدى وجسمى للمرة الالف يخذلنى

_ أنا جمبك أهو يا حبيبتى وكلنا جمبك جوهره صاحبتك وأخوكى ومراد انتى نسيتى مراد ولا اى مراد جمبك اهو وهيسندك مش الزوج يعنى السند والضهر ؟ مش دا كلامك ولا اى سيبى نفسك وبلاش تتحملى فوق طاقتك وهو هيسندك

نظرت منه لمراد نظرة مليئه بالعتاب والحزن نظرة خذلان شعر بها مراد وكأنها خناجر مسمومه تصوب بأتجاه قلبه مباشرةً لتجعله قلبً دامى لا حياة به ليسمعها تهتف بنبرة واضح بها السخريه : طبعا جوزى هو الضهر وأحب أقولك يا ماما سحر أن ضهرى أتقطم

رفعت سحر حاجبها : يعنى أى الكلام دا

كانت ستتحدث لولا مقاطعة لها : ولا حاجه يا ماما زمانه تعبانه من السفر والطريق تعالى أروحك الوقتى ارتاحى وبعدين ابقى أرجعى هنا

نظرت سحر لمنه فهزت منها راسها بهدوء : روحى الوقتى أرتاحى يا ماما

تنهدت سحر وهى تعلم فى قرارة نفسها ان حديث منه ليس من فراغ أنما خلفه سر وسرً كبير ولكن ليس بيدها الا لاتزام بصمت وتركهم على راحتهم وعندما يريدون أن يتحدثوا معها ستكون حاضره على الفور

خرج هو وامه ليوصلها الى المنزل بعدما قال لها انه سيعود لينهوا حديثهم الذى لم يبدا بعد ليتركها بهالة الحزن التى لم تفارقها مُنذو أيام.

. . . . . . . . . . . . . . . .

دخل عليها الغرفه وهى تصفف شعرها أمام المرأه وتحدث بغضب وهو يضرب الباب بقوة جعلتها تنتفض فزعًا على أثرها وتنظر له بترقب لتُصدم من كلامه

_ بصيلى هنا يا ريهام وقوليلى أنتى مش بتتكسفى؟ بجد مش بتتكسفى لما تعملى الحاجه كل يوم؟! لا بجد ردى عليا أنا الموضوع بقا يعصبنى

سالته بحذر وعدم فهم عن سبب حدثه الذى تجهله بكل تأكيد : اى الى عملت بقا انا عشان تتعصب؟

رفع أسامه حاجبه : دا على أساس أنك مش عارفه انتى عملتى أى؟

هزت راسها بالنفى : لا مش عارفه

ليقترب منها لتبتعد هى خطوتين وتتراجع للخلف خائفه أن تكون فعلت شىء وهى لا تتذكره لتضع يدها فوق وجهها : صدقنى يا أسامه أنا مش فاكره انى عملت مصيبه من مصايبى المره دى بجد مش فاكره

ليضحك وهو يمسك منها مصفف الشعر ويضعه على طاولة الزينه أمامهما وينطق بنبرة جعلت قلبها يقرع كلطبول والفراشات بمعدتها تتراقص بتناغم وهى تنظر لعيناها الباسمه : معملتيش حاجه أكتر من أنك عماله تحلوى يوم عن يوم يا روح قلب أسامه

ابتسمت بسعاده وخجل وهى تضرب كتفه بدلع وتحتضنه ومن ثم تتذكر شىء لتساله : صحيح يا اسامه كنت فين الصبح صحيت من النوم مشوفتكش جمبى ؟

توتر وزاغت عينه لتعقد حاجبيها وتجذب مصفف الشعر مرة اخرى وتلوح به امام وجهه : أياك تفكر تكذب ولا تحور علياا يا اسامه أنا بحذرك أهو

ليضحك بسرعه : لا لا متقلقيش مش هكذب أنا بس كنت قومت ودخلت المطبخ كنت جعان ومرديتش أصحيكى فقلت اكل واحد اندومى لحد ما تصحى

شهقت بصوت عالى ليفزع ويسالها بقلق : فى أى مالك؟

_ بتخونى يا اسامه؟

فرغ فاه أثر كلامها : اى؟! بخونك!! بقولك كنت باكل أندومى مكنتش فى حضن واحده أنا

تحدثت بأنفعال وهى تلوح بيدها : لو كنت فى حضن واحدة كان هيبقى ارحم من المصيبه الى عملتها دى على الأقل كنت قلت عينيك فارغه وبصباص وبتاع بنات لكن تأكل اندومى لوحدك وتسيبنى نايمه كدا بدون ما تعملى معاك ولا تصحينى دى أسمها أنانيه وطمع

_ طمع!!؟؟

هزت راسها بانفعال : ايوا .. ايوااا طماع يا اسامه

ضرب راسها بخفه : يا شيخه اتنيلى مش ناقصه جنانك والله تعالى وأنا أعملك اندومى عيونى ليكى بدون دراما زياده

_ اى دا هو كان أوفر اوى الدراما الى عملتها من شويه

ضحك بصوت رجولى وهو يجذب يدها لتسير خلفه : اوفر جداااا

ابتسمت وهى تدخل خلفه المطبخ لتهمس بدلع : انا بحبك طيب وحطلى شطه

ضحك بقوة وهو يقوم بأعداد الاندومى لها ...

. . . . . . . . . . . . . . . .

تقف أمام خزانه ملابسها ممسكه بورقه وعلى وجهها أبتسامه عاشقه تنير وجهها تقرأ محتوى الورقه للمره الخامسه مُنذو أن انهت كتابتها وكانت عباره عن رساله لحبيبها وأسر قلبها غيث :.

(غيث حبيبى وروح قلبى، بمناسبة إن النهارده ذكرى اول يوم أعترفت ليك بحبى حابه أقولك إنى أسعد واحده فى الدنيا كلها عشان أنا معاك، من يوم ما عينى جات فى عينك وإنت أسرت قلبى وعيونى بشخصيتك الجميله وأبتسامتك الى بتسحرنى، لما كنت مسافر انا كنت بحبك ولما نزلت مصر واستقريت حبيتك أكتر كنت أقربلى من روحى ودلوقتى إنت روحى، واجهنا حياه صعبه فى البدايه بس فى الآخر بقيت ليك وإنت بقيت ليا، وجودنا مع بعض هو إللى بيقوينا، عاوزه أقولك إن زى مانا نقطة ضعفك فأنت برده نقطة ضعفى وماقدرش أسمح بأى حاجه وحشه تحصلك، ماما وجدو سليمان دايما يقولولك إن أنا بحبك، بس هما غلطانين أنا بعشقك مش بحبك، بعشق ضحكتك وكلامك وحضنك ليا، بعشق الأمان إللى عايشه فيه وأنا معاك، بعشق كل تفاصيلك الحلوه والوحشه بالرغم من إنى مش شايفه فيك أى حاجه وحشه، أنا هفضل على عشقى ليك طول مانا بتنفس، وأوعدك إنى عمرى ماهسيبك أبدا حتى لو مُت هفضل دايما معاك بس جوا قلبك، إنت ومها إللى جايه فى الطريق عباره عن الحاضر بتاعى ومستقبلى، إنتوا عيلتى الجميله إللى انا وإنت بنيناها سوا ، انا بحبك بطريقه عمرك ما تتخيلها يا غيث بجد انت حنين أوى وانا بحبك وأنت عامل دور الأب يا حبيبى بعشقك. )

طوت الورقه وهى تضعها فى ذلك الصندوق وتضعه فى خزانة ملابسها وهى تبتسم لتخرج من غرفتها لتقف امام نافذة الصاله وتلوح بيدها واليد الأخرى تضعها على معدتها المنتفخه وهى تربت عليها هامسه بحنان : مستنياكى يا روح قلبى بفارغ الصبر عشان تنورى الدنيا وتفرحى بابا بوجودك

اتسعت ابتسامتها وهى تشعر بطفلتها تضرب معدتها بخفيف كانها تجيب على كلامها وتعبر عن حماسها وتذمرها على كلمه والدتها

لتتحدث جوهره بضحكه خفيفه : وهتفرحينى بوجودك أنا كمان، ماتزعليش

لتسمع صوته من خلفها وتشعر بيده وهى تحاوط خصرها ليحتضنها من الخلف مستند براسها على كتفها طابعًا قبله على رقبتها : الجميل بتاعى إيه إللى شاغل باله؟

نظرت له جوهره وهى تبتسم : بفكر فيك

غيث بإستفسار : بتفكرى فى إيه بقا؟

انكمشت ملامحها فجاه وتحدثت بضيق : بفكر فى إنك إتأخرت عليا

غيث بتنهيده وهو يقف أمامها مقابل وجهه : غصب عنى والله، وبعدين كل ده عشان القرده الصغننه مها

جوهره بإستفسار : إزاى مش فاهمه؟

ابتسم وجلس على ركبتيه ونظر لبطنها المنتفخه ولمسها بكفه وهو يوجهه كلامه لصغيرته وعيناه تلمع بهيام ويحرك يده ببطئ : عشانك يا حبيبت بابا ياللى لسه منورتيش الدنيا ضغطت على نفسى النهارده وأخدت أجازه لحد ماتتولدى، ده انا حتى زودت المرتب للموظفين الشهر دا عشان يدعولى

ليقف وهو ينظر لجوهرة التى تعالت صوت ضحكاتها ليسالها بإستفسار وهو رافع حاجبه : هو أنا قلت حاجه تضحك؟

أجابته جوهره وهى تحاول ان تتوقف عن الضحك : لا ، بس شكلك حلو وإنت بتضحى عشان مها الصغننه

ابتسم غيث بغرور : مها دى روح قلب بابا، لازم طبعا أضحى عشانها

كتفت يديها امام صدرها ونطقت بضيق : أنا كده هغير

أقترب منها وأحتضن وجهها بين راحتيه لينظر لها بهيام : وتغيرى ليه؟ وإنتى جوهرة قلبى، وهى يادوب حته منك يعنى أساسى لازم أحبها وأضحى عشانها

نظرت له وعيناها تلمع بالكب الصادق تعشقه وهى على درايه كامله انها تذوب اثر كلماته تلك ولا تعلم كيف تجيب حمحمت برقه : وأنا عارفه كده كويس، أنا بس كنت برخم

غيث بتنهيده : طيب طمنتينى، أنا هدخل أغير وأنام بقا أحسن النهارده تعبت جامد فى الشركه

سالته جوهره بإستفسار : غيث، هو أنت مش ناسى حاجه؟

غيث بتفكير :حاجه؟ حاجة إيه دى؟

جوهرة بضيق : خلاص ماتشغلش بالك

غيث بتنهيده : تمام اوى أنا هروح أغير بقا

دخل غرفتهما وتركها واقفه وعلى ملامحها الحزن والضيق دقائق معدوده وجدته يضع الروب عليها لتلتفت له بفزع وسالته برفعه حاجب وتعجب : غيث! انت لسه مانمتش يعنى؟

تحدث غيث بتنهيده : إزاى أنام والنهارده يوم مميز

سالته بترقب وهى تتصنع عدم معرفة هوية اليوم : يوم مميز ! ليه هو النهارده اى يعنى؟

أبتسم وهو يعلم مغزى حديثها فاقترب من وجنتيها وقبلهنا : النهارده ذكرى. أعترافك بالحب يوم مميز عشان فى اليوم دا قلبى عرف أحساس عمره ما كان حس بيه احساس بنكهه تانيه نكهه حلوة ومريحه زى النهارده قلبى دق دقه غريبه بس فى نفس الوقت كنت مبسوط بدقاته الجديده دى

جوهره بفرحه : إنت مانستش بجد؟!

غيث بضحكه خفيفه : ماقدرش أنسى يا جوهرة قلبى .... ادخل يده فى جيب بنطاله وأخرج علبة صغيرة وتحدث وهو يفتح تلك العلبة : أنا تعبت جدا لحد ما فهمت الراجل على الى فى دماغى، بس يهون تعب الدنيا كله عشانك ولأجل أبتسامه واحدة منك.

أخرج تلك الأسواره الجميله وبدا بمساعدتها لترتديها وتزين يدها وكانت أسواره دهب منكوش عليها حروف أسمها مع نقشة قلب محفور بداخله أسم غيث لتبتسم بفرحه وهى تتلمسها : حلوه أوى، ليه كده ياحبيبى تتعب نفسك

همس غيث بجانب أذنها وهو يشير لنقشه القلب داخل الأسوره : طبعا زى مانتى عارفه ده قلبى وأنا مسلمهولك من يوم ما لسانى نطق كلمة بحبك وأن قلبى عامل زى السجن الى بيدخله مش بيخرج منه بسهوله وأن أنتى مسجونه جواه، إنتى جوهرتى وسجينتى ومستحيل تخرجى منه ومستحيل حد يدخل مكانك أبدا، إياكى يا جوهرتى تقلعيها من أيدك فى يوم من الأيام

جوهر بدموع محبوسه فى عينيها من مشاعرها الفياضه اثر فعلته : مش هقلعها غير لما أموت

غيث بضيق : بعد الشر عليكى ماتقوليش كده إحنا لسه قدامنا كتير نعيشه مع بعض

أحتضنته جوهرة وهى تختبئ بصدره : مش قصدى أنا أقصد يعنى إنى عمرى ماهقلعها ابدا

خرجت من احضانه وهى تنطق بأسمه : غيث

ابتسم لها وأبعد خصله متمرده من شعرها : قلبه وروحه، أؤمرينى

_ ممكن أطلب منك طلب، بس عشانى ماتقولش لا

نظر لها بإستغراب : طلب إيه ده؟

هتفت بفخر : أنا نفسى فى رينجه وفسيخ

نظر لها بصدمه : لا لا حرام

تحدثت بدلع : عشانى يا غيثي

هز راسه بلا وهتف بشميزاز : رينجه وفسيخ إيه ده إللى إنتى عاوزاهم!، كفايه فترة الوحم إللى المفروض خلصت من كام شهر وأستحملتها بكل مصايبها ومطالبها العجيبه

جوهره بحزن مصطنع : ترضى مها بنتك يطلعلها رنجايه فى جسمها ولا فسيخايه فى وشه؟

غيث بضيق : لا لا طبعا وماله، بس خليكى عارفه أنا اليوم الى هتاكل فيه الرنجه والفسيخ مش هقعدلك فى البيت

هزت راسها بفرحه : طيب

نظر لها غيث بتعجب : هو عادى بالنسبالك إنى نسيب البيت؟

جوهره بحب : أصلى بحب الرنجه والفسيخ أوى

غيث بملامح مشمئزه : أنا هنام يا جوهره

ضحكت جوهره وهى تمسك بذراعه :إستنى بس تعالى هنا، أنا بهزر مش ده الطلب إللى كنت عاوزه أطلبه منك

تنهد غيث براحه : طمنتينى كنت شايل هم أنا هبات فين اكيد مش هروح أبات عند جدو سليمان دا كان نفخنى

ضحكت بقوه : طيب ممكن أطلب منك الطلب إللى عاوزه أطلبه بجد

_ إدخلى فى الموضوع علطول

نظرت له بترقب وقالت : نفسى ا.....
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بالمساء كانت تتحرك بهدوء ورويه لتخرج من احضانه وتبتعد عنه ليتحدث ببحه اثر نومه ومازال مغمض عينيه : رايحه فين من حضني!

هتفت برقه : انت لسه منمتش!!

امسك بيدها وتحدث بهدوء : ﻷ بس حسيت ب حركتك وانتي بتحوشي ايديا من عليكي

توترت ونظرت له : احم اصلي تعبانه شويه فكنت هقوم عشان متصحاش من قلقى وحركتى وانا تعبانه وكدا !!

اقترب منها واحتضنها بهدوء وحنان : انتي هبله يا ريهام! انتي حبيبتى فاهمه يعني ايه؟ يعني ايه لازمه كلمة بحبك لو مكنتش بتعب وكمان هو الجواز كلمه بحبك ووحشتيني وبس! اومال ازاي اصونك واحافظ عليكي واسهر لتعبك كمان!!

_ بس يا حبيبي انت عندك شغل مهم بكرا لازم تنام

تحدث أسامه بحب : مفيش أهم منك عندى صدقينى

ريهام بتعب : طب نام انا شويه وهكون كويسه

هز راسه بأعتراض وهو يمسك بيدها : لا هسهر جمبك وأقرألك من الروايات بتاعتك دى عشان تنامي ضميني يلا

ابتسمت وأقتربت منه وأحتضنته بالفعل ملبيه كلامه ليربت عليها بحنان ويمسك بأحدى الروايات من على الطاوله بجانب السرير ويبدا بقرأتها ولكن بعد ثوانى معدوده تحركت ريهام وهى تمسك بمعدتها واسرعت لدخول للحمام دقائق وخرجت وهى تمسح يدها بالمنشفه لتراه يقف أمامها وعلى وجهه علامات الفزع والقلق وأقترب منها وأحتضنها : لا بقا انتي مش طبيعيه فيكي ايه

ريهام بخجل وقد توردت وجنتيها وهى تنظر للأرض : شوية برد

رفع أسامه وجهها وتحدث بحنان يغلفه القلق : بتخبي أسامه حبيبك برضوا

ابعدت ريهام يده وتحدثت بتوتر : مينفعش اقولك وبطل بقا لو سمحت

ليضحك بقوه عندما فهم ما تمر به وسبب أنزعاجها وتعبها : اه فهمت مش كان من بدري

تذمرت بحياء لتبتعد خطرتين عنه : يووه مصمم تكسفني برضوا اوعى كدا

_ تؤ مش هسيبك هروح اعملك حاجه دافيه

وبالفعل اتجهه للمطبخ ةبدا بأحضار مشروب دافئ ودخل الغرفه مرة أخدى ليراها تجلس على الفراش متألمه ليقترب منها ويجلس بجانبها : حضرتلك كوبايه قرفه هتشربيها وتريح معدتك

رغم خجلها منه الا انها اخذت منه الكوب وبدأت باحتساء القرفه وهى ساخنه لعلها تهدأ من الم معدتها وعندما انهت مشروبها نظرت له بتعجب وهو ياخذ منها الكوب ويضعها على الطاوله ويهتف لها : بااس خلصنا يلا بقا

سالته بتعجب : يلا ايه!

_ انتي هتهدي لو فردتي ضهرك وحضنتيني

سمعت حديثه ونفذته بالحرف الواحد وهى تحتضنه وتبتسم له وهى تراه يضع الغطاء عليها باحكام لتهمس له بنبره هائمه : تعرف انا عمري ما هندم على أختياري ليك وكل يوم هقع فيك من جديد وهفضل ادوب فيك اكتر

_ ششش أهدي عشان متتعبيش اللي بينا مش حب وبس ! اللي بين الازواج لازم يكون موده ورحمه وأولفه وامان فهمتي ياعيونى

نظر لها عندما شعر بثقل رأسها عليه ليعلم أنها قد غرقت بالنوم ليبتسم ويتنهد براحه ويغمض عينيه لينام هو الأخر
.................

_ أسراء أنا بفكر اطلقك

نظرت له بلا مبالاه وهى تأقلم أظافرها : قرار هايل بالتوفيق ليك

هتف عمر بحده : لا أنا بتكلم جد

رفعت حاجبها : يااا راجل

هز رأسه "بنعم" : ايوا انتي جايه عليا بخساره

أشارت لنفسها بصدمه وبرأه : انا يبني؟

_ أيوا انتى بجد انتى مش عارفه ولا اى دا أنا شوية وهبيع عفش الشقه من تحت راسك

القت بمبرد أظافره باتجاهه : ياشيخ حسبي الله كل دا عشان طلبت منك شوية حاجات بسيطه

نظر عمر لها بصدمه : أى ؟! هوا لما تنزليني الساعه ٧ الصبح اجيب اللانشون والجبن والفينو والشيبيسي والشوكلاته والباتيه والبقصمات والعصير حاجات بسيطه!!

أسراء ببساطه : ايوا دا فطار مجرد فطار يعني مش معجزه هو

هز راسه بانفعال وعدم تصديق : اه اومال طبعا

كتفت أسراء يديها واشترت لبطنها المنتفخه : الاه !! انت ناسى انى حامل يا أستاذ عمر وفى تؤام كمان يعنى معايه طفلين جوه باكل لينا احنا التلاته أنت فاكر دي اكلتي لا خالص ابسلوتلى نيفر ايفر

هز عمر راسه باستهزاء : ايوا ايوا انتي اصلا اكلتك ضعيفه

_ بالظبط ونبي ناولني بقي شوية لبن عشان اهم حاجه الاكل الصحي

رفع عمر أحد حاجبيه ونطق بسخريه : امال مين الى واكل بيتزا امبارح

سالته أسراء بنبرة قويه : بتقول حاجه يا عمر ؟

وقف عمر وأمسك بكوب الحليب من على الطاوله وأعطاله لها : اطلاقا يا حبيبتى مش بقول حاجه خدي اللبن اهو، انا رايح الشغل

_ استنى

وقف عمر ونظر لها : ايوا يا أسراء اشجيني يا حبيبيتي هاه؟

ابتسمت باتساع : الزباله

هز راسه من تلك الأسطوانه المعتاده : اكيد اه عنياا

_ والمكوه

هز عمر راسه مرات متتاليه : عنيااا

اشات اسراء الى كوب الحليب الفارغ بعدما شربته وابتسمت : ولبن وانت جاي عشان دا خلص يا عمر

_ حاضر يا أسراء

أبتسمت له وهى ترفع أكتافها : بس كدا شوفت حاجات بسيطه

رفع حاجبه : يشيخه؟ طب والجبنه والحلاوه ماهم قربوا يخلصوا

هتفت اسراء بهدوء : يلا هات علبتين من كل حاجه ميضرش اهو الواحد يسند نفسه بيهم فى الشتاء والجو السقعه داا

تحدث عمر وهو يفتح باب الشقه : اسراء الى قالك اني قاعد على بنك كدب عليكي صدقينى سلام

. . . . . . . . . . . . . .

كان يقف أمام نافذة غرفته وهو ينظر من خلالها للماره بشرود ويغوض بين دهاليز عقله متذكر حديث قبل ساعات معها لا يصدق انه قال ذلك الكلام ولكن لها هى وهو من كان يرفض أن يصيبها مكره قبض على يده عندما عاد الى تفكيره نفس المشهد

_ أنا فكرة يا مها وقررت أننا لازم نطلق



الناس الى متابعه مها ويحيى من اول الروايه أول ما يشوفوا يحيى وهو بيقول لمها أنه قرر يطلقها




هنتظر رأيكم بكل شغف
دمتم بخير
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي