الفصل الثالث والعشرون
انتبهت صديقتي" نوران" على تصرفاتهم الطفولية فأسرعت تنقذني من هذا الموقف المضحك قائلة:
- ماذا افعل بكِ صديقتي الجيدة أتركك لحظة، واحدة وعندما أعود أجدك واقعة في مشكلة!
نظر هذان الرجلان إلى" نوران" بغضب ثم نطق" يوسف" قائلاً:
- ليندا أريد التحدث معك على انفراد؟
- الآن!
- نعم الآن فوراً.
- هل تستطيع تأجيل هذا الموضوع إلى الغد؟
- لا أستطيع الانتظار حتى الغد.
- إذن انتظر حتى تنتهى الحفلة وعندها نذهب إلى الحديقة ونتحدث.
- حسنا موافق، سوف أذهب آتمنى أن تستمتعِ بالحفلة مع الأصدقاء.
أخذت" نوران، يوسف" وذهبت به إلى بعض الأصدقاء حتى يتسامرون.
بعد ذهابهم نظر إلى" الفطين" قائلاً بسخرية:
- سوف يتحقق حلمك أخيراً.
- ماذا تقصد!
- سوف تتزوجين من الشخص الذي تعشقيه.
- لماذا تتحدث هكذا!
- لأنك الآن مخطوبة من الشخص الذي تعشقيه.
- من قال أني أعشقه؟
ضحك" الفطين" بسخرية ثم صمت، وهذا الأمر جعلني أشعر بالإهانة.
شعرت بالغضب من حديث" الفطين" اللئيم وتصرفاته المتهورة ثم سألته:
- من قال هذا؟ من قال أني أعشق يوسف!
نظر إليِ بجدية قائلاً:
- أنتِ من قال هكذا.
حينها شعرت بالحرج عندما تذكرت أني من أخبرته بذلك الأمر في الماضي؛ قبل أن أتعرف على" الفطين" الذي وقعت في حبه بجنون.
لذا حاولت غيرت مسار الحديث حتى لا أعترف إليه بالحب دون أن أنتبه بما أتحدث.
أخبرته:
- كيف العمل داخل قسم الطوارئ هل يعجبك؟
- نعم إنه لطيف.
شعرت بالصدمة ثم نظرت إليه أسأل:
- لطيف من تقصد بذلك العمل داخل غرفة الطوارئ!
- نعم أقصد هذا المكان.
- أنت فعلاً غريب الأطوار.
- لماذا؟
- لأن هذا المكان الوحيد الذي أمقته بشدة.
- هذا غريب لقد أخبرني الجميع بأنك في الماضي كنت ملكة الطوارئ.
- هل تقصدني بذلك!
- نعم لقد أخبروني أن لقبك كان الأصابع الذهبية.
- هذا غريب لماذا هذا المستقبل مختلف عن المستقبل الذي جئت منه!
- ماذا تقصدين؟
- سوف نتحدث في هذا الأمر يوم أخر لذا الآن حينها أكون استطعت التواصل إلى السبب الحقيقي في هذا التغيير الجذري.
- لم افهم قصدك!
- لا تستعجل سوف أشرح لك كل شيء حين يحين الوقت.
- سوف أنتظر، ولكن الآن ماذا سوف تفعلين مع يوسف؟
رفعت نظري حتى أحدق في عيونه التي تلتهب بنار الغيرة ثم قالت:
- أنت تصبح لطيف جداً عندما تشعر بالغير.
ضحك بسخرية قائلاً:
- أظن أن الغيبوبة أثرت كثير على عقلك.
بعد ذلك تركني وذهب إلى بعض الأطباء.
بعد الانتهاء خروج الجميع تبقي" الفطين، ويوسف" كنت أعلم أن" الفطين" لم يذهب حتى يطمئن قلبه أني لن أواعد" يوسف"؛ لذا ذهب إليه أخبره:
- محمد لماذا مازالت هنا؟ متى سوف تعود إلى المنزل لقد تأخر الوقت!
- سوف أذهب ولكن ليس الآن.
- إذن متى!
- عندما يعود هذا الرجل إلى المنزل.
- ماذا تقصد بهذا!
شعر" الفطين" بالحرج قائلاً:
- لا أعرف الطريق إلى المنزل بمفردي سوف أنتظر حتى يوصلني إلى هناك.
- حسنا كما تريد.
ذهب إلى" يوسف" أخبره:
- هيا نذهب إلى الخارج.
- حسنا هيا بنا.
أخذ" يوسف" إلى الحديقة المجاورة من المنزل، وبعد جلوسنا على أقرب مقعد سألته:
- يوسف هناك أمر يسبب إلى عقلي القلق أتمني أن تجيبني عليه بصراحة وصدق؟
- ما الأمر ليندا تحدثِ بصدق عما تردين فأني أنصت إليكِ؟
- أخبرني بصراحة من أنت؟
توتر" يوسف" بشدة ثم قال:
- ماذا تقصدين لم أفهم.
- يوسف أعلم أنك شخص غير عادي.
- لماذا؟
- هل تعلم أين كنت أثناء الغيبوبة؟
- نعم أعلم كنتِ نائمة داخل غرفة المشفى.
- هل تظن أني أمزح؟
- لا وأنا أيضاً لا أمزح.
- يوسف في الحقيقة أنا لا أومن باستنساخ الأرواح، وأعلم جيداً أني معلومة غير حقيقية؛ وهم اختراع الإنسان من وحي خياله.
- وأنا أيضاً لماذا تسألين عن هذا الأمر؟
هذا الوقت أردت أخبار" يوسف" أني أعلم أنك شخص غير عادي، ويوجد خلفك سر كبير.
هذا الشعور الذي يخلفه إحساسي بسبب رؤيته في العصر العباسي عندما عدت بالزمن أثناء وجودي في الغيبوبة
هذا الإحساس يجعلني ريد بشدة سؤاله هل أنت سافرت بالزمن إلى العصر العباسي مثلي، ولكني كنت أشعر بالخوف من تبعات الموقف عندما أتحدث به بجهل أمام هذا الرجل دون تأكيد.
عندما بدأت في التحدث بجدية مع" يوسف" شعر بتوتر ظهر على وجهه كثيراً، وعندما وجد الحوار بدأ يأخذ شكل أكثر جدية ضحك وغير مسار الحديث.
عندما وجدته في هذا الوضع أعتقد أنه أفضل شيء الآن، وأن أترك للأيام أن تظهر ما يخفى؛ لذا سايرت في الحديث، وتركت فضولي خارجا في يوم آخر.
بدأ" يوسف" يسأل عن أمر" الفطين"، ولكن الغريب أنه لم يسأل عن خلفيته كل ما كان يهتم به هو مشاعري تجاه هذا الرجل قائلاً:
- من هذا الشاب؟
- من تقصد!
- مراد.
- أنه مجرد صديق.
- متى تعرفتِ على صديق جديد أثناء مكُثك في الغيبوبة!
- لا قبل ذلك.
- قبل ذلك متى لبندا قبل الغيبوبة لم يكن لديك وقت تجلسين مع خطيبك متى ذهبت من خلفي وقمتِ أنشئ صداقات جديدة؟
- حدث الأمر وأنتهى لا تفكر به كثير.
- إذن ماذا أفعل مع هذا الشاب الذي يلاحقك؟
- يلاحقني أين!
- هناك.
نظرت إلى الخلف وجدت" الفطين" يقف عن بعد يراقبني، وهذا الأمر أغضب" يوسف" بشدة قائلاً:
- ليندا أتمنى أن لا تنسي أني مازالت خطيبك الرجل الذي سوف يتزوج بك.
- أعلم أنك خطيبي ولكن هذا الأمر لا يخصك مراد.
- لا أظن ذلك، ولكن أريد أن تعلمي أن هذا الرجل لن يبقى هنا كثير سوف يعود مرة أخرى إلى المكان الذي مقدر له.
- ماذا تقصد؟
- أن هذا الشاب جاء من أجل التدريب وحين ينتهي سوف يعود مرة آخرى إلى مكانه الأصلي؛ لذا لا تتعلقين به.
- من قال إني تعلقت به!
- وجهك، عينيكِ، نظراتك له كلها شوق.
- هذا غير صحيح.
- إذن سوف أتركك حتى تنهي بهدوء هذا الوضع مع هذا الرجل.
بعد ذهاب" يوسف" أقترب" الفطين" يحاول الجلوس بجواري، ولكني منعته من الاقتراب قائلة:
- لا تقترب أكثر أنتظر مكانك حتى أخبرك.
- لماذا؟
- أريد أن أفكر لدقائق بمفردي.
بعد نصف ساعة تفكر ؛ نظرت إلى" الفطين" الذي كان ينتظر في صمت على مسافة واحد متر قائلة:
- محمد اقترب واجلس بجواري.
عندما اقترب وجلس بجوار وضعت رأسي على كتفه العريض؛ عندها شعر بالخجل الشديد قائلاً:
- فاطمة ماذا تفعلين!
- لست فاطمة اسمي ليندا حاولت التعود على هذا الاسم.
- ليندا ما بكِ هل أنتِ بخير؟
- لا أظن أنني بخير الآن.
- لماذا هل يؤلمك شيء؟
- عقلي يؤلمني كثيراً.
- لماذا؟
- لأني أفكر في ملايين الأشياء التي ليس لها إجابة.
- هل تودين اخباري عن هذه الأشياء؟
- أظن أن كل هذه الأفكار بسببك أنت.
- لماذا لا تحاولين أن تكوني صريحة أكثر حتى أعرف فما تفكرين؟
تنهدت بيأس ثم رفعت رأسي من كتفه أحدق في عينيه التي تشبه الليل الصافي و تتلألأ كالنجوم الساطعة للحظات حتى قال:
- ليندا أنتِ تخافني أخبرني بصدق ما بكِ؟
- محمد سوف أخبرك بكل شيء بما أفكر وأيضاً وكيف أشعر، ولكن أجابني أولاً لماذا لم تأتي لزيارة خلال الفترة الماضية؟
- من أخبرك أني لم أذهب لزيارتك!
- لأني لم أراك حينها أبداً.
تنهد" الفطين" قائلاً:
- في الحقيقة لقد قمت بزيارتك كثيراً، ولكن كان الوقت متأخراً بسبب العمل، في كل مرة أذهب أجدك نائمة.
- لماذا لم تحاول استيقاظ لم تشتاق لرؤياي!
- كنت أخاف أن أجلسك ولم استطيع تركك والذهاب إلى العمل.
- هل هذا العمل يهمك كثيراً؟
- بالطبع لقد شاهدت وتعلمت الكثير من الأشياء الغريبة.
- ما تفعله كارثة كبيرة.
- ماذا تقصدين؟
تنهدت بيأس وحزن شديد قائلة:
- لقد غيرت عالمي ومصيري بأكمله.
- كيف فعلت ذلك!
- لقد دمرت العالم الذي خلق به وأصبح عالم مختلف.
- هل تقصدين أنك الآن في عالم أخر ليس العالم الذي جئتِ منه؟
- نعم أنت صنعت كارثة كبيرة دون أن تدرك.
- كيف هذا؟
- لقد غيرت التاريخ.
- ليندا عندما قرأت الكتب اكتشفت أني صنعت أشياء كتير مفيدة للبشر.
- هذا هو سبب الدمار.
- لم أفهم كلامك أريد توضح أكثر؟
- في الحقيقة عندما سحبت إلى هذا عالم من دون قصد؛ حدث فطرة كبيرة في علمك الطبي لقد أصبح لديك معلومات كثير سابقة الزمن، وهذا الأمر سيجعل العالم يتطور كثير.
ضحك" الفطين" قائلاً:
- لا تقلقِ لن أعود إلى هذا العالم مرة أخرى.
- هل تظن أن هذا الأمر شيء نستطيع التحكم به؟
- سوف أفعل المستحيل حتى أظل في هذا العالم.
- لماذا تعلقت هكذا بهذا العالم!
- لسببين أولاً أن عودت هذه المرة سوف يقتل أخي الأمير الثاني؛ وثانيا لم أستطيع تركتك والذهاب بعيداً لأن أظن أن هذه المرة لن تكوني معي لذا أشعر أن عودت سوف أخسرك.
- ولكن هذا العالم لن يكن لك أنت شيء غريب هنا وجودك غير مقبول.
- هل تكرهين مكوثي هنا إلى هذه الدرجة؟
- بالطبع لا أقول هذا لأني كنت في نفس الموقف من قبل حتى أن رفضت ذلك سوف يتم سحبك إلى عالم وكل هذا مذكور في كتب التاريخ.
- أعلم ولكني سوف أصل إلى حل.
- أتمنى أن تنجح في ذلك لأنك أذا لم تعود سوف يتغير هذا العالم ويتحول إلى عالم آخر.
- هل تقصدين العالم الذي جئت منه؟
- لا أظن حتى هذا سوف يتغير لأني سعيت لذلك.
- لماذا تفعلين كل هذا؟ لماذا تفعلين أمور لا تهمك!
- لأني الشخص الوحيدة الذي انتقل من عالم إلى آخر.
- ليست الوحيدة.
- أعلم ولكن لماذا تنقلت معي لقد تم نقلي من إنقاذ الأبرياء، ولكن أنت ماذا تفعل هنا!
- أتعلم.
- هذا العالم الحديث لا يجب أن تتقنه أبداُ.
- أعلم ذلك ولكنه مغري جداً؛ هل تعلمين أن يمكن إنقاذ إنسان عن طريق نقل الدم من شخص أخر!
كانت هذه الجملة هي الفيصل في الموضوع عندها علمت لماذا انتقل الفطين إلى هنا.
تذكرت أني قرأت من قبل في كتب تاريخ هذا الشخص في العالم الذي جئت منه، عندما سقطت الملك العظيم سليم ابن الامير الثاني على رأسه من الحصان على صخرة.
حينها أصيب بجرح خطير لم يستطيع جميع الأطباء و" الفطين" إنقاذ حياته بسبب كثرة نزيف الدماء.
عندما تذكرت هذا تساءلت( هل كان هذا السبب الذي من جعل الفطين يأتي إلى هذا العالم ويمر بكل هذا)
عندما وجدني" الفطين" في حالة فقدان التركيز إلى درجة عدم الانتباه إلى حديثه أمسك معصمي يسحبه برقة حتى أنتبه إليه قائلاً:
- ليندا ما بكِ في ماذا تفكرِ؟
- أفكر في السبب الذي جعل الأمور تصل إلى هذا الحد.
- هل تظنين أن هناك سبب جوهري في حدوث كل هذه الأمور!
- نعم أظن ذلك.
- إذن أخبرني؟
- لا أستطيع أخبارك الآن حتى أتأكد أن معرفتك لتلك الأمور لن يغير من مجرى التاريخ.
- هل الأمر جدي؟
- أظن ذلك.
- حسنا أفعلي كما ترين الأفضل فأني أثق بك كثير.
- لماذا؟ هل حقاً تثق في كثيراً!
- بالطبع أعلم كما أنتِ امرأة ذكية ورحيمة وسوف تفعلين الجيدة والأفضل من أجل الجميع.
- هل تظنني شخص جيد إلى هذه الدرجة.
- لا أظن فأنا متأكد من ذلك.
- شكرا على هذه الثقة.
- ليندا هذا كان الأمر الأول ماذا عن الأمر الثاني؟
- ماذا تقصد؟
- مشاعرك لقد أخبرتني أنك سوف تتحدثين عن حقيقة مشاعرك تجاه الجميع؟
شعرت بالخجل حتى أحمر وجهي ثم جلست في صمت.
- ماذا افعل بكِ صديقتي الجيدة أتركك لحظة، واحدة وعندما أعود أجدك واقعة في مشكلة!
نظر هذان الرجلان إلى" نوران" بغضب ثم نطق" يوسف" قائلاً:
- ليندا أريد التحدث معك على انفراد؟
- الآن!
- نعم الآن فوراً.
- هل تستطيع تأجيل هذا الموضوع إلى الغد؟
- لا أستطيع الانتظار حتى الغد.
- إذن انتظر حتى تنتهى الحفلة وعندها نذهب إلى الحديقة ونتحدث.
- حسنا موافق، سوف أذهب آتمنى أن تستمتعِ بالحفلة مع الأصدقاء.
أخذت" نوران، يوسف" وذهبت به إلى بعض الأصدقاء حتى يتسامرون.
بعد ذهابهم نظر إلى" الفطين" قائلاً بسخرية:
- سوف يتحقق حلمك أخيراً.
- ماذا تقصد!
- سوف تتزوجين من الشخص الذي تعشقيه.
- لماذا تتحدث هكذا!
- لأنك الآن مخطوبة من الشخص الذي تعشقيه.
- من قال أني أعشقه؟
ضحك" الفطين" بسخرية ثم صمت، وهذا الأمر جعلني أشعر بالإهانة.
شعرت بالغضب من حديث" الفطين" اللئيم وتصرفاته المتهورة ثم سألته:
- من قال هذا؟ من قال أني أعشق يوسف!
نظر إليِ بجدية قائلاً:
- أنتِ من قال هكذا.
حينها شعرت بالحرج عندما تذكرت أني من أخبرته بذلك الأمر في الماضي؛ قبل أن أتعرف على" الفطين" الذي وقعت في حبه بجنون.
لذا حاولت غيرت مسار الحديث حتى لا أعترف إليه بالحب دون أن أنتبه بما أتحدث.
أخبرته:
- كيف العمل داخل قسم الطوارئ هل يعجبك؟
- نعم إنه لطيف.
شعرت بالصدمة ثم نظرت إليه أسأل:
- لطيف من تقصد بذلك العمل داخل غرفة الطوارئ!
- نعم أقصد هذا المكان.
- أنت فعلاً غريب الأطوار.
- لماذا؟
- لأن هذا المكان الوحيد الذي أمقته بشدة.
- هذا غريب لقد أخبرني الجميع بأنك في الماضي كنت ملكة الطوارئ.
- هل تقصدني بذلك!
- نعم لقد أخبروني أن لقبك كان الأصابع الذهبية.
- هذا غريب لماذا هذا المستقبل مختلف عن المستقبل الذي جئت منه!
- ماذا تقصدين؟
- سوف نتحدث في هذا الأمر يوم أخر لذا الآن حينها أكون استطعت التواصل إلى السبب الحقيقي في هذا التغيير الجذري.
- لم افهم قصدك!
- لا تستعجل سوف أشرح لك كل شيء حين يحين الوقت.
- سوف أنتظر، ولكن الآن ماذا سوف تفعلين مع يوسف؟
رفعت نظري حتى أحدق في عيونه التي تلتهب بنار الغيرة ثم قالت:
- أنت تصبح لطيف جداً عندما تشعر بالغير.
ضحك بسخرية قائلاً:
- أظن أن الغيبوبة أثرت كثير على عقلك.
بعد ذلك تركني وذهب إلى بعض الأطباء.
بعد الانتهاء خروج الجميع تبقي" الفطين، ويوسف" كنت أعلم أن" الفطين" لم يذهب حتى يطمئن قلبه أني لن أواعد" يوسف"؛ لذا ذهب إليه أخبره:
- محمد لماذا مازالت هنا؟ متى سوف تعود إلى المنزل لقد تأخر الوقت!
- سوف أذهب ولكن ليس الآن.
- إذن متى!
- عندما يعود هذا الرجل إلى المنزل.
- ماذا تقصد بهذا!
شعر" الفطين" بالحرج قائلاً:
- لا أعرف الطريق إلى المنزل بمفردي سوف أنتظر حتى يوصلني إلى هناك.
- حسنا كما تريد.
ذهب إلى" يوسف" أخبره:
- هيا نذهب إلى الخارج.
- حسنا هيا بنا.
أخذ" يوسف" إلى الحديقة المجاورة من المنزل، وبعد جلوسنا على أقرب مقعد سألته:
- يوسف هناك أمر يسبب إلى عقلي القلق أتمني أن تجيبني عليه بصراحة وصدق؟
- ما الأمر ليندا تحدثِ بصدق عما تردين فأني أنصت إليكِ؟
- أخبرني بصراحة من أنت؟
توتر" يوسف" بشدة ثم قال:
- ماذا تقصدين لم أفهم.
- يوسف أعلم أنك شخص غير عادي.
- لماذا؟
- هل تعلم أين كنت أثناء الغيبوبة؟
- نعم أعلم كنتِ نائمة داخل غرفة المشفى.
- هل تظن أني أمزح؟
- لا وأنا أيضاً لا أمزح.
- يوسف في الحقيقة أنا لا أومن باستنساخ الأرواح، وأعلم جيداً أني معلومة غير حقيقية؛ وهم اختراع الإنسان من وحي خياله.
- وأنا أيضاً لماذا تسألين عن هذا الأمر؟
هذا الوقت أردت أخبار" يوسف" أني أعلم أنك شخص غير عادي، ويوجد خلفك سر كبير.
هذا الشعور الذي يخلفه إحساسي بسبب رؤيته في العصر العباسي عندما عدت بالزمن أثناء وجودي في الغيبوبة
هذا الإحساس يجعلني ريد بشدة سؤاله هل أنت سافرت بالزمن إلى العصر العباسي مثلي، ولكني كنت أشعر بالخوف من تبعات الموقف عندما أتحدث به بجهل أمام هذا الرجل دون تأكيد.
عندما بدأت في التحدث بجدية مع" يوسف" شعر بتوتر ظهر على وجهه كثيراً، وعندما وجد الحوار بدأ يأخذ شكل أكثر جدية ضحك وغير مسار الحديث.
عندما وجدته في هذا الوضع أعتقد أنه أفضل شيء الآن، وأن أترك للأيام أن تظهر ما يخفى؛ لذا سايرت في الحديث، وتركت فضولي خارجا في يوم آخر.
بدأ" يوسف" يسأل عن أمر" الفطين"، ولكن الغريب أنه لم يسأل عن خلفيته كل ما كان يهتم به هو مشاعري تجاه هذا الرجل قائلاً:
- من هذا الشاب؟
- من تقصد!
- مراد.
- أنه مجرد صديق.
- متى تعرفتِ على صديق جديد أثناء مكُثك في الغيبوبة!
- لا قبل ذلك.
- قبل ذلك متى لبندا قبل الغيبوبة لم يكن لديك وقت تجلسين مع خطيبك متى ذهبت من خلفي وقمتِ أنشئ صداقات جديدة؟
- حدث الأمر وأنتهى لا تفكر به كثير.
- إذن ماذا أفعل مع هذا الشاب الذي يلاحقك؟
- يلاحقني أين!
- هناك.
نظرت إلى الخلف وجدت" الفطين" يقف عن بعد يراقبني، وهذا الأمر أغضب" يوسف" بشدة قائلاً:
- ليندا أتمنى أن لا تنسي أني مازالت خطيبك الرجل الذي سوف يتزوج بك.
- أعلم أنك خطيبي ولكن هذا الأمر لا يخصك مراد.
- لا أظن ذلك، ولكن أريد أن تعلمي أن هذا الرجل لن يبقى هنا كثير سوف يعود مرة أخرى إلى المكان الذي مقدر له.
- ماذا تقصد؟
- أن هذا الشاب جاء من أجل التدريب وحين ينتهي سوف يعود مرة آخرى إلى مكانه الأصلي؛ لذا لا تتعلقين به.
- من قال إني تعلقت به!
- وجهك، عينيكِ، نظراتك له كلها شوق.
- هذا غير صحيح.
- إذن سوف أتركك حتى تنهي بهدوء هذا الوضع مع هذا الرجل.
بعد ذهاب" يوسف" أقترب" الفطين" يحاول الجلوس بجواري، ولكني منعته من الاقتراب قائلة:
- لا تقترب أكثر أنتظر مكانك حتى أخبرك.
- لماذا؟
- أريد أن أفكر لدقائق بمفردي.
بعد نصف ساعة تفكر ؛ نظرت إلى" الفطين" الذي كان ينتظر في صمت على مسافة واحد متر قائلة:
- محمد اقترب واجلس بجواري.
عندما اقترب وجلس بجوار وضعت رأسي على كتفه العريض؛ عندها شعر بالخجل الشديد قائلاً:
- فاطمة ماذا تفعلين!
- لست فاطمة اسمي ليندا حاولت التعود على هذا الاسم.
- ليندا ما بكِ هل أنتِ بخير؟
- لا أظن أنني بخير الآن.
- لماذا هل يؤلمك شيء؟
- عقلي يؤلمني كثيراً.
- لماذا؟
- لأني أفكر في ملايين الأشياء التي ليس لها إجابة.
- هل تودين اخباري عن هذه الأشياء؟
- أظن أن كل هذه الأفكار بسببك أنت.
- لماذا لا تحاولين أن تكوني صريحة أكثر حتى أعرف فما تفكرين؟
تنهدت بيأس ثم رفعت رأسي من كتفه أحدق في عينيه التي تشبه الليل الصافي و تتلألأ كالنجوم الساطعة للحظات حتى قال:
- ليندا أنتِ تخافني أخبرني بصدق ما بكِ؟
- محمد سوف أخبرك بكل شيء بما أفكر وأيضاً وكيف أشعر، ولكن أجابني أولاً لماذا لم تأتي لزيارة خلال الفترة الماضية؟
- من أخبرك أني لم أذهب لزيارتك!
- لأني لم أراك حينها أبداً.
تنهد" الفطين" قائلاً:
- في الحقيقة لقد قمت بزيارتك كثيراً، ولكن كان الوقت متأخراً بسبب العمل، في كل مرة أذهب أجدك نائمة.
- لماذا لم تحاول استيقاظ لم تشتاق لرؤياي!
- كنت أخاف أن أجلسك ولم استطيع تركك والذهاب إلى العمل.
- هل هذا العمل يهمك كثيراً؟
- بالطبع لقد شاهدت وتعلمت الكثير من الأشياء الغريبة.
- ما تفعله كارثة كبيرة.
- ماذا تقصدين؟
تنهدت بيأس وحزن شديد قائلة:
- لقد غيرت عالمي ومصيري بأكمله.
- كيف فعلت ذلك!
- لقد دمرت العالم الذي خلق به وأصبح عالم مختلف.
- هل تقصدين أنك الآن في عالم أخر ليس العالم الذي جئتِ منه؟
- نعم أنت صنعت كارثة كبيرة دون أن تدرك.
- كيف هذا؟
- لقد غيرت التاريخ.
- ليندا عندما قرأت الكتب اكتشفت أني صنعت أشياء كتير مفيدة للبشر.
- هذا هو سبب الدمار.
- لم أفهم كلامك أريد توضح أكثر؟
- في الحقيقة عندما سحبت إلى هذا عالم من دون قصد؛ حدث فطرة كبيرة في علمك الطبي لقد أصبح لديك معلومات كثير سابقة الزمن، وهذا الأمر سيجعل العالم يتطور كثير.
ضحك" الفطين" قائلاً:
- لا تقلقِ لن أعود إلى هذا العالم مرة أخرى.
- هل تظن أن هذا الأمر شيء نستطيع التحكم به؟
- سوف أفعل المستحيل حتى أظل في هذا العالم.
- لماذا تعلقت هكذا بهذا العالم!
- لسببين أولاً أن عودت هذه المرة سوف يقتل أخي الأمير الثاني؛ وثانيا لم أستطيع تركتك والذهاب بعيداً لأن أظن أن هذه المرة لن تكوني معي لذا أشعر أن عودت سوف أخسرك.
- ولكن هذا العالم لن يكن لك أنت شيء غريب هنا وجودك غير مقبول.
- هل تكرهين مكوثي هنا إلى هذه الدرجة؟
- بالطبع لا أقول هذا لأني كنت في نفس الموقف من قبل حتى أن رفضت ذلك سوف يتم سحبك إلى عالم وكل هذا مذكور في كتب التاريخ.
- أعلم ولكني سوف أصل إلى حل.
- أتمنى أن تنجح في ذلك لأنك أذا لم تعود سوف يتغير هذا العالم ويتحول إلى عالم آخر.
- هل تقصدين العالم الذي جئت منه؟
- لا أظن حتى هذا سوف يتغير لأني سعيت لذلك.
- لماذا تفعلين كل هذا؟ لماذا تفعلين أمور لا تهمك!
- لأني الشخص الوحيدة الذي انتقل من عالم إلى آخر.
- ليست الوحيدة.
- أعلم ولكن لماذا تنقلت معي لقد تم نقلي من إنقاذ الأبرياء، ولكن أنت ماذا تفعل هنا!
- أتعلم.
- هذا العالم الحديث لا يجب أن تتقنه أبداُ.
- أعلم ذلك ولكنه مغري جداً؛ هل تعلمين أن يمكن إنقاذ إنسان عن طريق نقل الدم من شخص أخر!
كانت هذه الجملة هي الفيصل في الموضوع عندها علمت لماذا انتقل الفطين إلى هنا.
تذكرت أني قرأت من قبل في كتب تاريخ هذا الشخص في العالم الذي جئت منه، عندما سقطت الملك العظيم سليم ابن الامير الثاني على رأسه من الحصان على صخرة.
حينها أصيب بجرح خطير لم يستطيع جميع الأطباء و" الفطين" إنقاذ حياته بسبب كثرة نزيف الدماء.
عندما تذكرت هذا تساءلت( هل كان هذا السبب الذي من جعل الفطين يأتي إلى هذا العالم ويمر بكل هذا)
عندما وجدني" الفطين" في حالة فقدان التركيز إلى درجة عدم الانتباه إلى حديثه أمسك معصمي يسحبه برقة حتى أنتبه إليه قائلاً:
- ليندا ما بكِ في ماذا تفكرِ؟
- أفكر في السبب الذي جعل الأمور تصل إلى هذا الحد.
- هل تظنين أن هناك سبب جوهري في حدوث كل هذه الأمور!
- نعم أظن ذلك.
- إذن أخبرني؟
- لا أستطيع أخبارك الآن حتى أتأكد أن معرفتك لتلك الأمور لن يغير من مجرى التاريخ.
- هل الأمر جدي؟
- أظن ذلك.
- حسنا أفعلي كما ترين الأفضل فأني أثق بك كثير.
- لماذا؟ هل حقاً تثق في كثيراً!
- بالطبع أعلم كما أنتِ امرأة ذكية ورحيمة وسوف تفعلين الجيدة والأفضل من أجل الجميع.
- هل تظنني شخص جيد إلى هذه الدرجة.
- لا أظن فأنا متأكد من ذلك.
- شكرا على هذه الثقة.
- ليندا هذا كان الأمر الأول ماذا عن الأمر الثاني؟
- ماذا تقصد؟
- مشاعرك لقد أخبرتني أنك سوف تتحدثين عن حقيقة مشاعرك تجاه الجميع؟
شعرت بالخجل حتى أحمر وجهي ثم جلست في صمت.