الفصل الخامس والعشرون
بعد فشل العملية عاد" يوسف" إلى غرفة حزيناً وغاضباً حتى يشعر بالراحة نظر إلى الساعة بمعصمه ثم قال:
- أوقف الوقت الآن .
ثم أظلم المكان وتحول إلى فراغ، أو تم سحب" يوسف" إلى هذا الفراغ ثم ظهر الضوء الأبيض وسط هذا الفراغ المظلم قائلاً:
- ماذا تفعل؟ لقد أخبرتك من قبل لا تأتي إلى هنا دون استدعائك!
- أخبرني لماذا تفعل ذلك؟
- لأنك شخص عند.
- أنت متبلد المشاعر لقد كنت السبب في قتل تلك المرأة!
- أنت تعلم جيداً من أنا وتعلم أن الوقت ليس لديه مشاعر.
- لأنك لم ترى تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تنتظر والدتها بخوف تبكي أمام غرفة العمليات!
- هذا هو قدرها وأنت تعلم عندما ينتهي الوقت لم يستطيع أحد فعل شيء.
- كيف لك لم تهتم مرة واحدة تنسي القواعد والقوانين؟
- لقد فعلت ذلك مرة واحدة عندما أرسلتك خلف" ليندا" حتى تراقبها وتحميها.
- نعم فعلت ذلك ولكن منعتني من الاقتراب منها وجعلتها تكرهني أكثر.
- هل أطعت الأوامر لقد اقتربت منها وجعتها تراك في ذلك الزمن وتشك بك.
- هذا لأنك تحاول إبعادي عنها.
- منذ البداية حذرتك وأخبرتك أن ليس شخص ولن يكن هناك وجد لك في حياتها.
- إذن من إنساناً وليس إنسان من أنا؟
- أنت عقرب الساعة هذا قدرك منذ لحظة خلقك.
- كيف هذا؟ كيف أكون فراغ وأشعر بقلبي ينبض بداخلي!
- أنت عقرب الساعة ليس لديك قلب أو جسد أو مشاعر كل هذا أوهام.
- لن أصدقك أشعر بقلبي ينضب بداخلي وأشعر بدماء تضخ داخل شرياني.
- لقد أخبرتك كثير من قبل أن هذا وهم أنت من وضعت نفسك به وتركت عقلك يتلاعب بك دون تحكم.
- هذا ليس تلاعب فأنا أشعر بالحب والمودة تجاه هذه الفتاة.
- أيها العقرب حتى الآن لم أحكمك على أخطائك الماضية، ولكنك صدقت الوهم وارتكبت أخطأ كثير لقد استطعت الحصول على المغفرة حتى الآن ولكن كل شيء وله نهاية لذا لا تتمادى أكثر من ذلك.
- بالنسبة للعقاب أستطيع تحمله ولكن لا أستطيع تحمل فقدنها إلى شخص أخر.
- أيها العقرب لا تتخطى الحدود.
- لا أهتم.
- إذن منذ الآن لم أحميك سوف أتركك لمصيرك الذي تحدده بأفعالك الخاصة.
بعد ذلك اختفى الضوء والفراغ وعاد إلى غرفته؛ جلس على الأريكة يضع يديه على قلبه بسبب شعوره بالضيع والحزن الشديد.
ظل يتحدث قائلاً:
(كيف أكون لا شيء مصنوع من الفراغ وأنا أمتلك كل مشاعر الإنسانية، كيف يكون هذا الألم وهم اخترعه عقلي؛ هذا غير صحيح أنه يكذب عليَ حتى أطيع أوامره القاسية).
بداية قصة" يوسف" عقرب الوقت.
في الواقع" يوسف" يكن عقرب الوقت خلق من الفراغ، وبسبب حبه لعالم البشر استطاع أن يتشكل على هيئة إنسان، ولكن كانت أول مهمة له في الحياة البشرية هو مساعدة تلك الفتاة المختارة حتى تصلح التاريخ المكسور وتلملم الشظية المنتثر داخل الأزمنة.
عاش" يوسف" عقرب الوقت أكثر من مليون عام على سطح الأرض مثل الغبار كالأشياء الغير مادية، وأصبح يتجمع الوعي الخاص به عندما ولدت" ليندا" ومنذ لحظتها بدأ في الاهتمام بهذه المولودة التي يشاهدها ويرعاها عند بعد منذ نشأتها حتى الآن.
كان الوقت يعلم أن عقرب الوقت أصبح متعلق تدريجيا بهذه الفتاة المنشودة، ولكنه كان يأمل ألا يخطئ ويستمر في إتمام عمله من دون مشاكل.
ثاني يوم ذهب" يوسف" إلى" الفطين" حتى يحدثه قال:
- أنت لماذا تلحق ليندا في كل مكان؟
- هذا. لأني أحبها.
- تحبها وأنت تعلم أنها إمرأتي!
- هذا لم يحدث عندما أحببتها لم تكن امرأتك.
- كيف هذا لقد ارتبطت بها قبل دخولها في غيبوبة لمدة عامين.
- ولكن هذا الأمر لم تذكره ليندا أبداً من قبل.
- أنت تكذب أعلم جيداً أنها أخبرتك عن مشاعرها تجاهي.
تلك الجملة جعلت" الفطين" يحتار في هذا الرجل ظل يفكر (كيف علم أن ليندا اعترفت بمشاعرها تجاه هذا الرجل وكانت في زمن ومكان مختلف).
نظر إليه بغضب قائلاً:
- مراد أني أحذر الابتعاد عن أمراتي إذا أردت العودة إلى منزل مرة أخرى من دون مشاكل.
- ماذا تقصد بذلك؟
- سوف تعلم حينها لذا جرب أن تقترب منها.
هذا التهديد الذي فعله" يوسف" جعله يتأكد أنه يعلم شيء ويخفيه سر ضخم عن الجميع.
مضى عام على" الفطين" داخل غرفة الطوارئ منذ حضوره إلى هذا الزمن يمارس الحياة العملية بمنتهى السهولة يتدرب على جميع أنواع المعالجة الحديثة؛ هذا الأمر الذي تفوق به وأصبح أكثر الأطباء خبيرة في وقت قليل جداً.
بعد إحساسه بالاكتفاء الذاتي من فضوله تجاه هذا النوع من العلم أخذ أشياءه التي يمتلكها خلال وجوده في هذا العالم، وجاء إلى منزلي.
كنت أجلس أمام التلفاز في فترة راحتي أمسك بيدي كوب الكاكاو اللذيذ حتى طرق جرس الباب، وعندما ذهبت أفتح الباب.
حينها وجدت" الفطين" يقف أمام الباب يحمل حقيبة سفر كبيرة يسأل بهدوء:
- هل استطيع الدخول؟
كنت أشعر بالصدمة عندما رأيته يحمل حقيبة سفر؛ لذا فزعت أسأله:
- لماذا!
- سوف أشرح بعد دخولي.
سمحت له بالدخول والجلوس في غرفة الضيافة ثم سألت:
- ماذا تفعل بهذه الحقيبة!
- جئت حتى أسكن معك.
ضحكت ثم سألته بسخرية:
- أنت تمزح!
- لم أمزح أني أتحدث بجدية.
- لماذا تريد السكن هنا!
- أولاً لأنك تعيشين بمفردك.
- كيف علمت أني أعيش بمفردي!
- لقد سمعت في المشفى أن نوران ذهبت إلى ندوة طبية في الخارج وسوف تغيب ثلاثة أشهر.
- هل هذا يعطيك الحق حتى تأتي لتعيش معي!
- نعم لسببن.
- ما هما؟
- السبب الأول لا أستطيع أن أتركك أن تعيشين بمفردك.
- وماذا عن السبب الثاني؟
- أردت الحضور قبل مجيء يوسف.
- بالتأكيد أنت تمزح؟
- لا أني أتحدث بجدية.
- أترك هذا الآن وأخبرني عن ثانياً؟
- أشعر أن موعد ذهابي أقترب لذا قررت أن أعيش معك.
- لماذا تفعل ذلك؟
- حتى أخذك معي إلى عالمي مرة أخرى.
- من قال أني أريد العودة إلى عالمك؟
- إذن هل تردين البقاء هنا بجوار يوسف!
- محمد لقد أخبرتك من قبل لا تصلح دخول الغيرة في علاقتنا؟
- ليس غيور.
- إذن أنها عدم ثقة.
- أني أثق بكِ ولكني لا أثق في هذا الرجل.
عندها تحدثت بصوت منخفض قائلة (أنت الشخص الوحيد الذي يجب عدم الوثوق به).
عندها قال:
- ماذا!
- لا شيء أحدث نفسي قط، والآن عد إلى منزلك.
- ليندا لقد اتخذت القرار لا تحاولين اخرجي من المنزل.
بعد لحظات دق الجرس الباب وعند الذهاب لفتح الباب نهض" الفطين" بفزع قائلاً:
- لا تفتحي هذا الباب.
نظرت إليه بإهمال ثم ذهبت وفتحت الباب؛ كان" يوسف" يحمل أيضاً حقيبة سفر ومن دون أن أسمح له وجده داخل منتصف الشقة خلال ثانية.
عند رؤيته" الفطين" ذهب إليه يسأله:
- أنت ماذا تفعل هنا؟
- هذا الأمر لا يهمك.
- كل شيء يخص فتاتي يهمني معرفته.
نهض" الفطين" من مجلسه غاضباً قائلاً:
- أنها ليست فتاتك.
غضب" يوسف" وقال بعصبية:
- إنها فتاتي والجميع يعلم ذلك.
ذهبت وفرقت بينها قبل أن يشده في العراك معا ثم تحدث بغضب قائلة:
- أخرجوا جميعاً إلى الخارج لا أريد أحد في الشقة.
حدق في الاثنان بعصبية وغضب قائلين:
- هذا لن يحدث أبداً.
لذا غضبت أكثر ثم قالت:
- إذن سوف أذهب لأنام في الخارج.
تحدث معا بغضب للمرة الثانية في صوت واحد:
- أفعلي هذا وحينها سوف أدمر هذا المنزل.
عندما لم أجد طريقة حتى طردهم وأخرجهم من الشقة؛ تركتهم بمفردهم يكملوا عراكهم ثم دخلت غرفتي وأغلقت جيداً وسقط في النوم.
عندما استيقظت في الصباح الباكر وجدت نفسي أمام منظر مقزز؛ كانوا هذا الاثنان الذين يتعاركون دائماً ممددين يتسطحان على الأرض بجوار بعضهما البعض.
فجأة استيقظ" يوسف" ثم اعتدل في مجلسه يسألني:
- هل يوجد فطار؟
- يوجد في الثلاجة كل شيء.
ثم استيقظ" الفطين" قائلاً:
- ماذا ستصنعين على الفطار؟
ضحكت ثم سألته بسخريه:
- هل تخبرني أن أجهز لكم الفطار!
أجاب" الفطين" بكل سذاجة:
- أليس هذا طبيعي!
- ليس في هذا العالم هنا أخدم نفسك بنفسك.
- ماذا!
- مراد هنا لا يوجد امرأة تخدم رجل كل شخص متساوي الحقوق.
ظل الإثنين يحدقون فيِ بصدمة لذا تركتها وعدت إلى غرفتي أتساءل حينها ( إلى متى سوف أظل تحت رحمة هذان الرجلان المضطربين نفسياً).
بعد ذلك تركتهما مصدومين ودخل ارتديت ملابسي ثم ذهبت إلى العمل في المشفى؛ هذا العمل الذي أصبح أفضل من قبل.
هذا العالم رغم أنه مختلف عن العالم الذي جئت منه، ولكن ثقتي أصبح أفضل من قبل، لم أعد تلك الفتاة الخجولة الضعيف عقلياً لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو إظهار موهبتها في وسط ممتلئ الطموحين.
(هذه العوالم جعلتي أقوى من قبل وأيضاً اكتسبت خبرة أفضل من قبل).
- أوقف الوقت الآن .
ثم أظلم المكان وتحول إلى فراغ، أو تم سحب" يوسف" إلى هذا الفراغ ثم ظهر الضوء الأبيض وسط هذا الفراغ المظلم قائلاً:
- ماذا تفعل؟ لقد أخبرتك من قبل لا تأتي إلى هنا دون استدعائك!
- أخبرني لماذا تفعل ذلك؟
- لأنك شخص عند.
- أنت متبلد المشاعر لقد كنت السبب في قتل تلك المرأة!
- أنت تعلم جيداً من أنا وتعلم أن الوقت ليس لديه مشاعر.
- لأنك لم ترى تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تنتظر والدتها بخوف تبكي أمام غرفة العمليات!
- هذا هو قدرها وأنت تعلم عندما ينتهي الوقت لم يستطيع أحد فعل شيء.
- كيف لك لم تهتم مرة واحدة تنسي القواعد والقوانين؟
- لقد فعلت ذلك مرة واحدة عندما أرسلتك خلف" ليندا" حتى تراقبها وتحميها.
- نعم فعلت ذلك ولكن منعتني من الاقتراب منها وجعلتها تكرهني أكثر.
- هل أطعت الأوامر لقد اقتربت منها وجعتها تراك في ذلك الزمن وتشك بك.
- هذا لأنك تحاول إبعادي عنها.
- منذ البداية حذرتك وأخبرتك أن ليس شخص ولن يكن هناك وجد لك في حياتها.
- إذن من إنساناً وليس إنسان من أنا؟
- أنت عقرب الساعة هذا قدرك منذ لحظة خلقك.
- كيف هذا؟ كيف أكون فراغ وأشعر بقلبي ينبض بداخلي!
- أنت عقرب الساعة ليس لديك قلب أو جسد أو مشاعر كل هذا أوهام.
- لن أصدقك أشعر بقلبي ينضب بداخلي وأشعر بدماء تضخ داخل شرياني.
- لقد أخبرتك كثير من قبل أن هذا وهم أنت من وضعت نفسك به وتركت عقلك يتلاعب بك دون تحكم.
- هذا ليس تلاعب فأنا أشعر بالحب والمودة تجاه هذه الفتاة.
- أيها العقرب حتى الآن لم أحكمك على أخطائك الماضية، ولكنك صدقت الوهم وارتكبت أخطأ كثير لقد استطعت الحصول على المغفرة حتى الآن ولكن كل شيء وله نهاية لذا لا تتمادى أكثر من ذلك.
- بالنسبة للعقاب أستطيع تحمله ولكن لا أستطيع تحمل فقدنها إلى شخص أخر.
- أيها العقرب لا تتخطى الحدود.
- لا أهتم.
- إذن منذ الآن لم أحميك سوف أتركك لمصيرك الذي تحدده بأفعالك الخاصة.
بعد ذلك اختفى الضوء والفراغ وعاد إلى غرفته؛ جلس على الأريكة يضع يديه على قلبه بسبب شعوره بالضيع والحزن الشديد.
ظل يتحدث قائلاً:
(كيف أكون لا شيء مصنوع من الفراغ وأنا أمتلك كل مشاعر الإنسانية، كيف يكون هذا الألم وهم اخترعه عقلي؛ هذا غير صحيح أنه يكذب عليَ حتى أطيع أوامره القاسية).
بداية قصة" يوسف" عقرب الوقت.
في الواقع" يوسف" يكن عقرب الوقت خلق من الفراغ، وبسبب حبه لعالم البشر استطاع أن يتشكل على هيئة إنسان، ولكن كانت أول مهمة له في الحياة البشرية هو مساعدة تلك الفتاة المختارة حتى تصلح التاريخ المكسور وتلملم الشظية المنتثر داخل الأزمنة.
عاش" يوسف" عقرب الوقت أكثر من مليون عام على سطح الأرض مثل الغبار كالأشياء الغير مادية، وأصبح يتجمع الوعي الخاص به عندما ولدت" ليندا" ومنذ لحظتها بدأ في الاهتمام بهذه المولودة التي يشاهدها ويرعاها عند بعد منذ نشأتها حتى الآن.
كان الوقت يعلم أن عقرب الوقت أصبح متعلق تدريجيا بهذه الفتاة المنشودة، ولكنه كان يأمل ألا يخطئ ويستمر في إتمام عمله من دون مشاكل.
ثاني يوم ذهب" يوسف" إلى" الفطين" حتى يحدثه قال:
- أنت لماذا تلحق ليندا في كل مكان؟
- هذا. لأني أحبها.
- تحبها وأنت تعلم أنها إمرأتي!
- هذا لم يحدث عندما أحببتها لم تكن امرأتك.
- كيف هذا لقد ارتبطت بها قبل دخولها في غيبوبة لمدة عامين.
- ولكن هذا الأمر لم تذكره ليندا أبداً من قبل.
- أنت تكذب أعلم جيداً أنها أخبرتك عن مشاعرها تجاهي.
تلك الجملة جعلت" الفطين" يحتار في هذا الرجل ظل يفكر (كيف علم أن ليندا اعترفت بمشاعرها تجاه هذا الرجل وكانت في زمن ومكان مختلف).
نظر إليه بغضب قائلاً:
- مراد أني أحذر الابتعاد عن أمراتي إذا أردت العودة إلى منزل مرة أخرى من دون مشاكل.
- ماذا تقصد بذلك؟
- سوف تعلم حينها لذا جرب أن تقترب منها.
هذا التهديد الذي فعله" يوسف" جعله يتأكد أنه يعلم شيء ويخفيه سر ضخم عن الجميع.
مضى عام على" الفطين" داخل غرفة الطوارئ منذ حضوره إلى هذا الزمن يمارس الحياة العملية بمنتهى السهولة يتدرب على جميع أنواع المعالجة الحديثة؛ هذا الأمر الذي تفوق به وأصبح أكثر الأطباء خبيرة في وقت قليل جداً.
بعد إحساسه بالاكتفاء الذاتي من فضوله تجاه هذا النوع من العلم أخذ أشياءه التي يمتلكها خلال وجوده في هذا العالم، وجاء إلى منزلي.
كنت أجلس أمام التلفاز في فترة راحتي أمسك بيدي كوب الكاكاو اللذيذ حتى طرق جرس الباب، وعندما ذهبت أفتح الباب.
حينها وجدت" الفطين" يقف أمام الباب يحمل حقيبة سفر كبيرة يسأل بهدوء:
- هل استطيع الدخول؟
كنت أشعر بالصدمة عندما رأيته يحمل حقيبة سفر؛ لذا فزعت أسأله:
- لماذا!
- سوف أشرح بعد دخولي.
سمحت له بالدخول والجلوس في غرفة الضيافة ثم سألت:
- ماذا تفعل بهذه الحقيبة!
- جئت حتى أسكن معك.
ضحكت ثم سألته بسخرية:
- أنت تمزح!
- لم أمزح أني أتحدث بجدية.
- لماذا تريد السكن هنا!
- أولاً لأنك تعيشين بمفردك.
- كيف علمت أني أعيش بمفردي!
- لقد سمعت في المشفى أن نوران ذهبت إلى ندوة طبية في الخارج وسوف تغيب ثلاثة أشهر.
- هل هذا يعطيك الحق حتى تأتي لتعيش معي!
- نعم لسببن.
- ما هما؟
- السبب الأول لا أستطيع أن أتركك أن تعيشين بمفردك.
- وماذا عن السبب الثاني؟
- أردت الحضور قبل مجيء يوسف.
- بالتأكيد أنت تمزح؟
- لا أني أتحدث بجدية.
- أترك هذا الآن وأخبرني عن ثانياً؟
- أشعر أن موعد ذهابي أقترب لذا قررت أن أعيش معك.
- لماذا تفعل ذلك؟
- حتى أخذك معي إلى عالمي مرة أخرى.
- من قال أني أريد العودة إلى عالمك؟
- إذن هل تردين البقاء هنا بجوار يوسف!
- محمد لقد أخبرتك من قبل لا تصلح دخول الغيرة في علاقتنا؟
- ليس غيور.
- إذن أنها عدم ثقة.
- أني أثق بكِ ولكني لا أثق في هذا الرجل.
عندها تحدثت بصوت منخفض قائلة (أنت الشخص الوحيد الذي يجب عدم الوثوق به).
عندها قال:
- ماذا!
- لا شيء أحدث نفسي قط، والآن عد إلى منزلك.
- ليندا لقد اتخذت القرار لا تحاولين اخرجي من المنزل.
بعد لحظات دق الجرس الباب وعند الذهاب لفتح الباب نهض" الفطين" بفزع قائلاً:
- لا تفتحي هذا الباب.
نظرت إليه بإهمال ثم ذهبت وفتحت الباب؛ كان" يوسف" يحمل أيضاً حقيبة سفر ومن دون أن أسمح له وجده داخل منتصف الشقة خلال ثانية.
عند رؤيته" الفطين" ذهب إليه يسأله:
- أنت ماذا تفعل هنا؟
- هذا الأمر لا يهمك.
- كل شيء يخص فتاتي يهمني معرفته.
نهض" الفطين" من مجلسه غاضباً قائلاً:
- أنها ليست فتاتك.
غضب" يوسف" وقال بعصبية:
- إنها فتاتي والجميع يعلم ذلك.
ذهبت وفرقت بينها قبل أن يشده في العراك معا ثم تحدث بغضب قائلة:
- أخرجوا جميعاً إلى الخارج لا أريد أحد في الشقة.
حدق في الاثنان بعصبية وغضب قائلين:
- هذا لن يحدث أبداً.
لذا غضبت أكثر ثم قالت:
- إذن سوف أذهب لأنام في الخارج.
تحدث معا بغضب للمرة الثانية في صوت واحد:
- أفعلي هذا وحينها سوف أدمر هذا المنزل.
عندما لم أجد طريقة حتى طردهم وأخرجهم من الشقة؛ تركتهم بمفردهم يكملوا عراكهم ثم دخلت غرفتي وأغلقت جيداً وسقط في النوم.
عندما استيقظت في الصباح الباكر وجدت نفسي أمام منظر مقزز؛ كانوا هذا الاثنان الذين يتعاركون دائماً ممددين يتسطحان على الأرض بجوار بعضهما البعض.
فجأة استيقظ" يوسف" ثم اعتدل في مجلسه يسألني:
- هل يوجد فطار؟
- يوجد في الثلاجة كل شيء.
ثم استيقظ" الفطين" قائلاً:
- ماذا ستصنعين على الفطار؟
ضحكت ثم سألته بسخريه:
- هل تخبرني أن أجهز لكم الفطار!
أجاب" الفطين" بكل سذاجة:
- أليس هذا طبيعي!
- ليس في هذا العالم هنا أخدم نفسك بنفسك.
- ماذا!
- مراد هنا لا يوجد امرأة تخدم رجل كل شخص متساوي الحقوق.
ظل الإثنين يحدقون فيِ بصدمة لذا تركتها وعدت إلى غرفتي أتساءل حينها ( إلى متى سوف أظل تحت رحمة هذان الرجلان المضطربين نفسياً).
بعد ذلك تركتهما مصدومين ودخل ارتديت ملابسي ثم ذهبت إلى العمل في المشفى؛ هذا العمل الذي أصبح أفضل من قبل.
هذا العالم رغم أنه مختلف عن العالم الذي جئت منه، ولكن ثقتي أصبح أفضل من قبل، لم أعد تلك الفتاة الخجولة الضعيف عقلياً لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو إظهار موهبتها في وسط ممتلئ الطموحين.
(هذه العوالم جعلتي أقوى من قبل وأيضاً اكتسبت خبرة أفضل من قبل).