الفصل الثلاثين

عادت" يوسف" إلى الفراغ لمقابلة الوقت حينها سأله الوقت:
- هل عدت أخيراً؟

- هل تأخرت كثيراً؟

- لم تتأخر كثير.

- كم يوم مر منذ بداية نومها؟

- سبعة أيام.

قال" يوسف" بصوت منخفض:
- فات أسبوع من عمرها من دون فعل شيء مفيد.

بعد ذلك رفع وجهه إلى الوقت يخبره:
- هذا يكفي بعد إرسالِ إلى هناك أجعلها تستيقظ.

- هل مازالت تريد أن تلحق بها بعد كل ما حدث؟

- يجب أن أفعل هذا.
- لماذا!

- لأني السبب في كل ما حدث لذا يجب أن أصلح كل ما أخطأت به.

- هل أخيراً أخرجتها من تفكيرك!

- سوف أكذب أن أخبرتك أني أخرجتها من قلبي.

قاطع الوقت حديث عقرب الوقت بغضب قائلاً:
- لقد أخبرتك من قبل أنك كائن ليس لديه قلب مثل البشر لماذا لم تستوعب الأمر حتى الآن!

- أعلم أني لا أملك قلب لقد كانت ذلة لسان خطأ غير مقصود.

- هذا جيد أنك قررت أخيرا أن تتخطى مشاعرك تجاها.

- أظن ذلك أيضاً.

رغم أن" يوسف" أظهر للجميع أنه تخلى عن مشاعره وعدم التماسك في المرأة التي يعشقها، ولكنه في الواقع داخل عقله يخطط إلى كارثة أكبر.

أرسل الوقت" يوسف" إلى جواري مرة أخر، وعندما استيقظت وجمعت تركيزي سألته بحيرة:
- ماذا حدث؟

- هل تتذكرين شيء!

- بالطبع أتذكر كل شيء.

حينها كنت أقصد ذكرياتي عن رحيل" الفطين" ولكني لم اكتشف بعد كم تغير التاريخ بسبب الكوارث التي ارتكابها" الفطين" بسبب جنون الحرمان من الحب.

لكن بعد الإجابة على" يوسف" ظهر ألم شديد داخل رأسي، وبدأت الذكريات الجديدة في التشكيل والظهور بطريقة مخيفة داخل عقلي؛ تلك الذكريات كانت مؤلمة جداً إلى درجة جعلتني أصرخ وأبكي حتى فقدت الوعي.

بعد الاستيقاظ مسكت ذراع" يوسف" حتى أسأله:
- ما الذي يحدث!

- ما الذي تتذكرِ؟

- كل شيء أخبرني بسرعة؟

- أنه الفطين لقد دمر الماضي والمستقبل.

- وماذا عن صديقتي نوران أين هي لماذا اختفت من حياتي؟

- لقد قتل الفطين نسلها الشخص الذي ستصير نوران من نصله.

حينها تذكرت عندما كانت" نوران" تقصى على" الفطين" نسلها المنتسب منذ العصر العثماني.

نظرت إلى" يوسف" أسأله:
- هل آباد نسل صديقتي بأكمله حتى يجبرني أذهب إليه!

- أظن ذلك.

- هل فقد عقله كيف يفعل ذلك في صديقتي الوحيد هل يريد الموت!

- أظن أنه يعتقد أنك عندما تذهبين إليه تستطيعين تغير كل شيء.

- هل أستطيع فعل ذلك؟

- لا أعلم ولكنه ارتكب إثم عظيم تجاه البشرية.

- لا أصدق أن الفطين فعل كل هذه الأمور، أرتكب القتل، والخيانة، وساعد في انتشار الوباء والمرض كيف أصبح طاغوت هكذا؟.

- أظن أن البعد فجأة دمر عقله.

- كيف هذا؟ هل هذا حقاً الفطين الذي كنت أعيش معه!

- أخبرني ما الذي تريدين فعله الآن؟

- هل لو أخبرتك عن ما أريد سوف تحققه!

- سوف أفكر في الأمر ولكن أعتقد أني سوف أنفذ لكِ كل ما ترديه.

كنت أعلم أن" يوسف" يعشقني إلى درجة الجنون مستعد أن يفعل كل شيء من أجلي ويضحي بألم قلبه حتى يفعل ما يسعدني.

لأنه يعلم جيداً أن هذا العالم الجديد من دون صديقتي المقربة" نوران" بالنسبة إليِ مثل سجن قذر كبير لم نستطيع تحمل ليوم واحد.

رغم أني أعلم حقيقة الأمر ولكني لا أستطيع تجاه" الفطين" والعالم الذي دمره ؛ لأن كل ذلك حدث بسبب اشتياقه لرؤياي، ولكن لماذا أشعر أني مقيدة بسبب مشاعر هذان الرجلان المراهقين" يوسف، والفطين".

الآن ماذا سأفعل مع هذان الشابان" يوسف" الذي لا يعلم ما هي كائنه الحقيقي هذا الرجل الذي يعتقد أن يستطع إهدائي الكون من دون مقابل.

وهناك أيضاُ" الفطين" هذا الرجل الذي أصبح طاغوت عندما أجبر على البعاد وخسارة الإنسانة التي يعشقها.

لذلك قررت العودة إلى هذا الرجل المغفل حتى أقوم بإصلاح ما قام به في لحظة جنون من فساد ودمار.

رغم كل هذا أشعر بالذنب لأخبار" يوسف" أن ساعدني حتى أعود إلى" الفطين":
(كيف أخبره بشيء كهذا بدون إحساس).

ولكني لم أكن أعلم أن هذا التردد سوف يتسبب في كارثة مستقبلية.

ظلت جالست أفكر بصمت حتى قاطع" يوسف" هذا الصمت يسأل بجدية:
- ليندا أخبرني بصراحة ما الذي ترده؟

رفعت نظري إليه ببطء شديد ملازم شعور الذنب أخبره بصوت منخفض:
- أريد الذهاب إلى الفطين.

- هل أنتِ متأكدة من ذلك!

- لا أعلم ولكني أظن ذلك.

ضغط" يوسف" على قبضة يده بقوة محاولاً التحكم في غضبه واضحة جداً على وجهه ثم قال بصوت هادئ رغم الغضب العارم الذي يكتمه بداخله:
- ليندا كل ما تريدين فعله سوف أفعل من أجل ولكن.

- ولكن ماذا!

- السفر عبر الزمن ليس شيء سهل لذا عندما نعود سوف يكون هناك تغيرات بسيطة.

- هل هذه التغيرات سوف تؤثر على المستقبل؟

- بالطبع لا لن تؤثر أبداً.

ثم فكر داخل عقله بخبث:
(هذا التغير سوف يؤثر فقط على علاقتك مع الفطين).

عندما أخبرني أنه سيساعدني شعرت بالسعادة لهذا أخبرته:
- هذا جيد شكرا لك أنت صديقي المفضل.

- لا تشكرني الآن أفعلي هذا الأمر لاحق عندما تعيد كل شيء إلى مكانه الأصلي.

- حسنا متى سوف نعود بالزمن؟

- بعد ثلاثة حتى تستعيد صحتك.

- لقد أصبحت أفضل الآن هل نستطيع الذهاب الآن؟

- ولكني ليس مستعد الآن.

- إذن متى سوف تكن مستعد للسفر!

- لقد أخبرتك بعد ثلاثة أيام.

- حسنا افعل ما تراه مناسب.

في نفس الوقت تحدث الوقت داخل الفراغ الذي يعيش به بعد تنهيده يائسة طويل:
(كنت أعلم أنه سوف يفعل ذلك، ولكني لأخر سوف أظل أمل أن يغير قراره).

بعد صبر وانتظار مرور الثلاث أيام جلست داخل المنزل مستعدة للسفر عبر الزمن أنتظر مجيء" يوسف" بفارغ الصبر.

فجأة ظهر" يوسف" في منتصف المنزل من دن تحذر لذا غضبت من إحساس المفاجئة قائلاً:
- يوسف لقد أخبرتك من قبل لا تظهر بهذه الطريقة مرة أخرى فجأة من دون أخباري؟

- أعتذر لقد نسيت أخبارك.

- أنتبه بعد ذلك من هذا التصرف.

- سوف أفعل هيا بنا؟

رفع يده تجاهي يبسطها حتى أضع يدي على يديه ليعبر بنا الزمن.

كل مرة كنت أضع يدي من دون اهتمام، ولكن هذه المرة شعرت بالحرج لأني أعلم عن مشاعر" يوسف" تجاهي، ووضع يدي في يد الشخص الذي يحبني كمثل وضع رصاصة في القلب.

حينها نظر إلى" يوسف" قائلاً:
- ما الأمر!

- لا شيء.

ثم قال باستغراب شديد:
- ليندا هل تشعرين بالحرج!

صمت ولم أستطع الرد حتى اقترب" يوسف" وأمسك كف يدي وسحبها لأعلى بالقلب من قلبه ثم نظر إلى معصم الذراع الأخرى قائلاً:
- الآن لنذهب.

خلال عبوري بالزمن فقدت الوعي وعند الاستيقاظ وجدت نفسي بمفردي من دون" يوسف" على الشاطئ.

عندما ركزت لدقائق تذكرت هذا المكان أنه المكان الذي وقعت به بعد غرق السفينة التي كانت ترتديها فاطمة مع والديها قبل موتهما.

شعرت بالصدمة لأني عدت بالزمن إلى الوقت قبل قربي من" الفطين" بأعوام كيف سأغير كل شيء وهذا الرجل لم يتذكرني صرت الوحيدة التي تتذكر هذه المشاعر.

عندها تذكرت كلمات" يوسف" عندما أخبرني:
(سيكون هناك القليل من التغيرات البسيطة).

شعرت بالغضب العارم من" يوسف" بسبب خداعي وصيرت أنادي على شاطئ الجزيرة حين بأعلى صوت في حين أنظر إلى البحر قائلة:
- أنت أيها الحقير هذا هو التغير البسيط؟ إلى أين ذهبت أيها الندل أنتظر عندما أمسك بك من الأفضل لك عندم الظهور أمامي لأني سوف أقتلك عند رؤياك.

جلست على الشاطئ حتى انتهى غضبي ثم ذهبت حتى أبحث عن" الفطين" داخل الجزيرة بما أني أعلم جيداً مكان تواجده.

بعد مقابلتي" الفطين" حاولت أن تتصرف بنفس الطريقة التي تصرفت بها في الماضي رغم رغبتي الشديدة في توجيه ضربة شديدة له بما فعله في العالم وحرمني من صديقتي المفضلة

لكني في النهاية تماسك واستسلمت للواقع الذي أوقعني به" يوسف"، وجعلت الأمور تمر بسلام حتى لا أحدث تغير يقلب موازين الأمور.

فور عودي إلى المدينة مع" الفطين" ذهبت للبحث عن" يوسف" حتى أنتقم على ما فعل بصديقتي، وعند رؤيته أخته إلى المقهى القريب من عيادة" الفطين" ثم سألته:
- لماذا فعلت ذلك هل غاية لديك تعذيبي؟

- لماذا أعذبك!

- ماذا تقصد في إعادتي إلى هذا الوقت!

- أردت فقط أن أعطيكِ فرصة حتى تختارين.

- أختار ماذا!
- الحب أو الهروب.
- ماذا تقصد!

- ليندا الآن كل شيء عاد إلى طبيعته قبل الدخول حدوث الكارثة أنت الوحيد التي يجب أن تقرر ما الذي ترديه الحب أو العودة إلى حياتك الماضية في زمنك الأصلي مع صديقتك المفضلة دون تغير.

- دون تغير!

- ليندا كان سبب عودتك منذ البداية إنقاذ هؤلاء البشرة الذين سوف يبدوا بطريقة ظالم لديك الآن الفرصة في إصلاح كل الأمور.

- كل الأمور؟

- نعم كل الأمور أخبرني إذن لماذا أنت غاضبة الآن!

توقفت عن التحدث أفكر ثم قالت بصوت ضعيف:
- ليس لدي حب الفطين.

- لم أسمعك ماذا تقولين؟

ثم تحدثت بصوت مرتفع قوي ممتلئ بالثقة:
- ليس لدي الآن حب الفطين.

- هل هذا سبب غضبك!
- أظن ذلك.

- ليندا لقد سألتك في البداية وأنتِ ترددتِ وأنكرتِ لا تلومني الآن على تصرفاتِ.

- هذا لأنك غدرت بي ولم تخبرني بالحقيقة قبل فعلك هذا الأمر.

- أعتذر لأني خدعتك، ولكن هذا لأنك ليس قوية كفاية.

- من قال هذا؟

- ليس أحتاج إلى أحد حتى يخبرني بهذا الأمور.

- أنت مخطئ.


غضب" يوسف" ثم قال بصوت مرتفع:
- أخبرني ما الذي أخطأ به.

- لن أستمر في هذه المحادثة السيئة لأنك شخص لم يستمع لأحد ويهتم بمشاعره فقط.

- هل تظنني شخص أناني إلى هذه الدرجة!

- يوسف سوف أذهب الآن ولا تحاول اللحاق بي أن أردت أن نستمر في رؤية بعضنا البعض.

- انتظري سوف أتوقف عن الحديث لا تذهبي بمفردك سوف أوصلك إلى المنزل.

- هل تظنني طفلة صغيرة لا تستطيع العودة إلى المنزل بمفردها؟

- ليس الأمر هكذا، لأن فقط هذا الزمن مختلف ومخيف على المرأة.

- لا تقلق سوف أعود بمفرد.

بعد ذلك ترك" يوسف" وذهبت وعقلي يشتغل غضب من أنانية هذا الرجل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي