الفصل الواحد والثلاثون
نظرت إلى" يوسف" حزن وإحباط يتملك مني عدم الرضا من أنانية ثم أخبرته:
- يوسف أتمنى حقاً أن تدرك حجم الآثم الذي أخطأت في حقي.
- خطأك أنك فضلت مشاعرك الأنانية دون اهتمام على حساب دماء الكثير من الأبرياء؛ يوسف يجب أنت تفكر جيداً حتى تدرك ما حجم الآثم الذي أقبلت عليه في حق البشر، وتفكر في حجم الخطأ الذي به في حقي.
تركت الطاولة ونهضت حتى اخرج من المقهى؛ لكن أوقفني صوت صراخ" يوسف" المرتفع بغضب يسأل بفضول:
- ما الذي أخطأت به حتى تعاملني كالمجرم؟ كل ما فعلت هو حماية مشاعر الشخص الذي أحبه من الأذى!
- هل تظن ذلك؟ هل تظن أنك قمت بحمايتي!
- ماذا تقصدين!
- يوسف كل ما قمت به خلال الفترة الماضية كان من أجل حماية نفسك حتى تشعر بالأمان وعدم الخسارة أمام الفطين.
- كيف تظني هذا؟ ليندا كل ما فعلته كان من أجل حمايتك حماية قلبك من الخطر.
- يوسف أن أكبر خطر في حياتي ويجب أن ابتعد عنك حتى أكون في أمان.
حينها تذكر" يوسف" الذكريات القاسية التي مر بها، وكونها داخل تلك الأكوان العشرة التي زارها حتى يجلب بذرة الحب والإخلاص.
لكن عندما اكتشف الشخصية الحقيقية التي امتلكها خلال مروره في كل الأكوان العشرة؛ شعر” يوسف” بالصدمة والخيانة لعدم أمتلكِ القليل من الحب تجاه والإخلاص المطلق.
تركت" يوسف" يفكر في أخطاءه، وخرجت حتى أذهب إلى المشفى كي أبحث على" الفطين" الذي اشتقت إليه بشدة.
هذا الرجل الذي يجعلني أشتاق إليه كثير لمجرد الغياب للحظات؛ يجعلني أشتاق لكل شيء سماع صوته، ورؤية عينيه، ووجهه الوسيم.
عند وصول إلى المشفى بدأت أن أتعامل مثلما كنت من قبل، وحاولت إعادة الأحداث كما هي في الماضي، ولكن كنت أخطاء كثير لاشتياق إليه بشدة حتى انتهى بي الوضع اعترف إليه بحقيقة مشاعري بتهور.
كان" الفطين" يجلس يفكر في حالة مريض يائسة، وكنت أجلس بهدوء تام أراقبه بشغف، ولكن داخل عقلي كان هناك حرب قائمة.
تضطرب أفكاري مع بعضهما بقسوة من أجل الذهاب إليه والاعتراف بمشاعري تجاه أخبر نفسي:
( لا تتركي الشخص الذي تحبيه يختفي من حياتك مرة أخر)، والكثير من الأفكار السلفية خوفاً من اختفائه مرة أخري.
حين فقدت الصبر نهضت من الأريكة، وبدأت اقتربت ببطء من مكتبه ثم فجأة سحبت مذكرة العلاج التي يده بسرعة البرق قائلة:
- سيدي لن تكتشف العلاج المناسب لمجرد السهر طول الليل حتى الصباح.
ابتسم ثم قال:
- هل سمعت من قبل عن مقولة أن السعي يجلب القدرة على تحقيق الأشياء!
- لم أسع ولكني سمعت أن لكل شيء أوان.
-أعلم ذلك ولكني أشعر بالراحة عندما أبحث بنفسي عن العلاج اللازم في كل حالة مرضية نادرة تظهر في عيادتي.
- لأنك طبيب مجتهد وموهوب، ولكن ليس هذا الأمر ينجح دائما فلماذا ترهق نفسك في التفكير لإيجاد حل للمريض مستعصية؟.
- لا أعلم ولكن أظن أنها عادة.
- إذن متى سوف تصلني إلى المنزل!
- هل لم تأتي المربية الخاصة بكِ حتى تصحبك!
- لم تأتي لقد أخبرتها ألا تأتي في هذا الوقت المتأخر.
- لماذا!
- لأنك من سوف يرسلني إلى المنزل أفضل صحبتك أكثر من مصاحبة المربية.
شعر" الفطين" بالخجل الشديد ثم نهض من مكتبه واقترب يسحب المذكرة من يدي بهدوء قائلاً:
- حسنا سوف أرسلك.
ذهب إلى مكتبه ووضع المذكرة ثم قال:
- هيا بنا.
كان المنزل قريب من المشفى تقريباً مئة متر سيراً على الأقدام؛ لذا عندما سأل:
- هل تردين الركوب أما السير على الأقدار؟
- أريد السير حتى نستطيع استنشاق البعض من الهواء النقي.
- حسنا هيا بنا.
كانت المسافة بين المنزل والمستشفى قصيرة لا يستحق ركوب الخيال أو العربة الخشبية، لذا ذهبنا إلى المنزل سيراً على الأقدام مع" الفطين" حتى استغل أكثر وقت ممكن أقضيه مع هذا الرجل.
خلال الطريق بدأت في جر اطراف الحديث مع هذا الرجل الذي يقيد نفسها بالكثير من القوانين والمبادئ والأخلاق؛ كان يجب أن أسعى في غزو قلبه في أقرب وقت قبل فوات الأوان.
يعرف عن" الفطين" أنه رجل هادئ لذا لا يتحدث كثيراً، وكان يجب أن أكسر هذا الحاجز في أقرب وقت.
لذا بدأت في خلف جو لطيف وسحب أطراف الحديث قائلة:
- نسمة الهواء اليوم لطيفة جداً.
- نعم أظن الخريف هذا العام سوف يكن لطيف.
- والنجوم أيضاً جميلة ولامعة.
نظر إلى الأعلى ثم قال:
- لا أظن ذلك.
- لماذا!
- لا أرى النجوم.
- إذن ماذا عن القمر؟
- أظنه هلال وليس قمر مكتمل.
شعرت بالغضب الشديد، ورغم ذلك تماسكت محاولةً التحكم في مشاعر الغضب أفكر بعقلانية قائلة (ماذا أفعل مع هذا الرجل الذي لا يفقه شيء عن الرومانسية؛ هذا الرجل سوف يتسبب إلي بجلطة مفاجئة بسبب سذاجته، برود أعصابه).
ثم ضحكت كالمغفلة قائلة:
- هذا صحيح أنه هلال وليس قمر كيف لم أنتبه إلى ذلك.
ثم نظرت إليه بغضب، ولكن هذا الرجل عاد إلى الصمت مرة أخرى؛ هذا الرجل الذي أن لم أبدأ بالحديث لم يهتم في بدأ المحادثة بيننا.
والآن لقد اقتربنا كثير من المنزل، وبدخلي مشاعر جياشة تحزني بقوة على الاعتراف بمشاعر، وكأن الأمر بوجود بذرة ضخمة عالقة داخل فمي وتسعى للخروج بقوى.
لذا عندما وصلنا أما المنزل قال" الفطين":
- لقد وصل إلى المنزل أتمنى لكِ نوماً هانئين.
- شكرا لكِ.
التفت" الفطين" حتى يذهب حينها سحبته من ذراعه أوقفه ثم أخرته:
- أريد أن أعترف عن شيء ما؟
- ما الأمر!
توتر من خوف الهجر، وأحمر وجهي خجلاً ثم طردت تلك البذرة من فمي أخبره:
- في الواقع أريد أن أعترف لك عن مشاعري تجاهك.
- ماذا تعنين بهذا؟
وضعت يدي اليمين على قلبي قائلة:
- في الواقع لدى قلبي ألم مؤلم بشدة.
حين الاعتراف واصل" الفطين" التحديق من دون أن يجب عندما وجدته مستعداً للاستماع أكملت الاعتراف قائلة:
- هذا الألم يشعرني بالمرض.
- هل أنتِ مريضة!
- نعم أظن ذلك.
سحب" الفطين" ذراعي حتى يقيس النبض ثم قال:
- لماذا النبض سريع جداً.
- هذا لأن قلبي يدق بسرعة.
- هذا غريب لماذا حدث ذلك فجأة.
إجابته أشعرتني بالصدمة أتساءل:
(هذا المغفل كنت أعتقد أنه فهم التلميح ولكنه مازال مغفل ماذا أفعل به).
عندما لم أجده يفهم هذا التلميح سحبت يده ووضعها على قلبي قائلة:
- لأن قلبي يحبك.
صدم" الفطين"، وذهل من جرأتي قائلة بعصبية:
- ماذا تفعلين هل فقدت عقلك؟
- بالعكس لقد استردت عقلي بعدما كنت مغيبة لفترة طويلة.
- فاطمة أتمنى ألا يحدث هذا الأمر مرة أخرى حتى لا تجبرني بعدم مقابلتك مرة ثانية.
حينها أدركت أن هذا الرجل مازال الشخص الجديِ الذي لم يقع في حبي بعد، حينها استيقظت من غفوتي بعدما طردت تلك البذرة التي كان تسد أنفاسي بقوة.
بعد ذلك دخلت المنزل عندها وجدت المربية تقف على الباب في ذهول قائلة:
- سيدتي ماذا فعلتِ كيف تصبحين كل يوم أكثر جرأة من قبل!
- ما بكِ يا بركة لماذا تصنعين الكثير من الإزعاج منذ لحظة دخولي؟
- كيف يا سيدتي تفعلين هذا التصرف المشين أما المنزل ماذا عن الجيران سوف يتحدثون عنك بالسوء؟
- هل تظنين أني أهتم لأمر الجيران!
- ولكن يا سيدتي كان والدك ووالدتك يهتمون لذلك.
- هل تقصدين الوالدين أين هما الآن لقد مات الجميع و بقيت بمفردي.
- ولكن يا سيدتي هذا التصرف لا يصح.
- بركة لا تدخلين في حياتي الشخصية وأذهبي الآن لتسخين العشاء.
تنهدت" بركة" بحزن وخيبة أمل قائلة:
- أمرك سيدتي.
في هذا الزمن كانت بركة في الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يحب" فاطمة" وترعاها بإخلاص واهتمام لذا كنت أتحمل دائماً في الماضي تدخلها الزائد عن حده دون اهتمام.
لكن الآن الأمر مختلف يجب أن أسرع وأكسب قبل" الفطين" في أقرب وقت حتى يساعدني في إيقاف الحرب القادمة وإنقاذ الكثير من الأبرياء من فك الموت.
بعد تناول الطعام سألتني" بركة":
- سيدتي ماذا ستفعلين غداً هل ستذهبين إلى المشفى مرة أخرى؟
- كيف سأقابله مرة أخرى بعد ما حدث منذ قليل.
- لماذا يا سيدتي هل أنتِ حزينة لأنه رفض مشاعرك!
- بالطبع لا ولكني أشعر بالحرج الشديدة يمنعني هذا الإحساس من المواجهة.
- إذن ماذا ستفعلين غداً!
- سوف أسقط في النوم لفترة طويلة سأحاول الاستسلام هذا الوقت حتى أجد الوقت المناسب للاعتراف مرة أخرى.
- سيدتي هل حقاً وقعتي في حب هذا الطبيب!
- أظن ذلك.
- وماذا عن باتريك لقد كنتِ تعشقيه بجنون.
حينها تذكرت هذا الحقير الذي قتل فاطمة، وتذكرت أيضا أنها السبب الرئيسي في ظهور غيرة" الفطين" لذا قررت الانتظار حتى يظهر باتريك مرة أخر حتى يعلم الفطين عن حقيقة مشاعره.
مرت الشهور والكثير من الأحداث مثل ظهور الوباء، ومقابلة الملك والاقتراب منه، وإيجاد العلاج، وظهور باتريك، وبدأ نمو الحب والغيرة والتعلق، وأيضاً انتشار الفضائح.
بدأت ظهور الفضائح بسبب ملاحقتي" الفطين" في كل مكان علم الجميع عن مشاعري تجاه، وأصبح الجميع يتحدثون عن هذا الموضوع في كل التجمعات والدردشات، وأصبحت سمعتي أكثر سوء.
كنت أعتقد أني استطع إنهاء الوضع مع" باتريك"، ولكنها عندما سمعت عن ملاحقتي" للفطين" بدأ في مراقبتنا سراً حتى يتأكد من هذا الأمر.
ذات يوما أوصلني" الفطين" إلى المنزل، وكان هذا الوقت" باتريك" يراقبني عن بعد، حينها شاهد اعترافي الثاني إلى" الفطين" حين أخبره:
- محمد أخبرني متى سوف تتقبل مشاعرك تجاهي وتعترف بها؟
- لا أعلم عما تتحدث.
- لا تخدعني أعلم أنك تعلم جيداً ما أقصده.
- فاطمة ماذا تردين؟
- أريد اعترافك وإظهار حبك إليِ.
- فاطمة مازالت لم أثق بكِ.
- كيف هذا لم أفهم ما تقصد؟
- أتحدث عن باتريك.
- ما به؟
- مازالت علاقتك مع هذا الرجل غامضة.
- هل تمزح أنت تعلم أني لا أمتلك مشاعر تجاهه أو تجاه شخص أخر.
- كيف أثق بك وأنت مع باتريك في الماضي كنت تعيشين قصة حب وفي لحظة انتهت ولحقتني بعدها من دون راحة.
- حسنا اعترف كنت احب هذا الشخص في فترة ما ولكن الآن احب شخص آخر ما المشكلة في هذا!
- المشكلة أنك شخص متغير المشاعر من السهل لكي الحب والكراهية من دون الشعور بالحزن أو الإحباط.
- محمد أنت لا تعلم شيء.
- ما أعلمه الآن مازالت أشعر أنكِ سوف تتخلين عني بسهولة أن لم أنتبه لكي جيداً.
-إذن أفعل هذا أنتبه إلى وراعاني جيداً حتى لا أذهب بعيداً!
- لا أريد أن أعيش مصاحباً هذا الإحساس طول العمر.
- هل تعلم أنت فقط لا تريد التشجيع والبدء ولكني لن أتركك أن تدمر كل مخططاتي والمشقة التي عشتها في محاولات كسب رضاك.
- إذن ماذا ستفعلين حتى تجعلني أصدقك؟
اقتربت كثير من" الفطين" ثم وقفت على أطراف أصابعي أحاول الوصول إلى وجهه ثم قبلته على خده، وبعد ذلك تركته ودخلت المنزل.
صدم" الفطين" وظل واقف في الخارج بذهول لمدة نصف ساعة لم يتحرك شبر.
عند دخولي وجدت المربية" بركة" جلس على الأرض شبه فاقدة الوعي من الصدمة بعدما شاهدتني أقبل" الفطين" أمام المنزل وسط الجيران والمارة في الشارع.
كنت أعلم سبب وقع المربية على الأرض لذا لا أهتم بها؛ تركتها وأكملت الدخول إلى غرفتي أرقص من السعادة.
تلك السعادة.
تلك اللحظة.
لم أكن أعلم أنها اللحظة الأخيرة
لن أكن أعلم أن" باتريك" كان يلحقني ويراقبني عن بعد طول الوقت، وعندما شاهدني أقبل" الفطين" ثار وغضب بشدة.
أراد الانتقام من الرجل الذي كان يظن أنه السبب من سرقتني منه، لذا لاحق" الفطين" أثناء عودة، وفي أحد الزقاق الصغير المظلمة.
أخذ" باتريك" جحر كبير من على الأرض، ووقف أمام" الفطين" يخبره:
- أنت السبب من أجلك تكرهني أنت من أبعدها عني.
ثم وجها تجاه" الفطين" ضربة قوية على رأسه دون إعطائه فرصة للتحدث و الدفاع عن نفسه.
حينها كنت في المنزل أحاول النوم حتى فجأة شعر بقبضة قوية داخل قلبي حينها ظهر" يوسف" فجأة داخل غرفتي.
فزعت من ظهوره المفاجئ لذا سألته:
- أنت ماذا تفعل هنا!
- ليندا أنتِ تعلمين أني لا أستطع التدخل لذا لا أستطيع إنقاذه.
- ماذا تقصد أتمنى أن توضح الكلام؟
- الفطين تعرض للهجوم عن طريق باتريك وهو فقد الوعي في أحد الزقاق المظلم بمفردة ينزف الدماء بغزارة.
فزعت بشدة ثم ذهبت أخذ الروب مع الشماعة الخشبية، والتفت الى" يوسف" أسأله:
- خذني بسرعة إلى هناك.
- ماذا عن ملابسك!
- لا يوجد وقت خدني بسرعة إلى هنا؟
أثناء خروجي مع" يوسف" من الغرفة لمحتني المربية نخرج من المنزل بهذا المنظر فقدت الوعي مرة أخرى ثم تملك نفسها وجلبت الجاكت وأسرعت خلفي تلاحقني حتى تغطي جسدي الشبه عاري حتى لا أكون فرصة للقيل والقال.
أخذت" الفطين" الفاقد للوعي إلى المشفى ونجحت في إيقاف النزيف ومعالجته، ولكن مرة أسبوع ومازال في غيبوبة ولم يستيقظ حتى الآن.
عندما جاء" يوسف" ووجدتني أجلس بجوار برعب أبكي بحزن وخوف من فقدانه قال حتى يطمئنِ:
- لا تقلقي يا ليندا سوف يستيقظ قريباً.
- هل تظن ذلك؟
- بالطبع أنه الفطين مازال مستقبل كما هو لم يتغير شيء.
- هذا جيد على الأقل هناك أمر يطمئن قلبي قليل.
بعد مرور ثلاثة أشهر أثناء النهار فوجئت عندما أفتح عيناه فجأة أثناء جلوسي أمسح يدية بقطعة قماش وجده يحدق ب
- يوسف أتمنى حقاً أن تدرك حجم الآثم الذي أخطأت في حقي.
- خطأك أنك فضلت مشاعرك الأنانية دون اهتمام على حساب دماء الكثير من الأبرياء؛ يوسف يجب أنت تفكر جيداً حتى تدرك ما حجم الآثم الذي أقبلت عليه في حق البشر، وتفكر في حجم الخطأ الذي به في حقي.
تركت الطاولة ونهضت حتى اخرج من المقهى؛ لكن أوقفني صوت صراخ" يوسف" المرتفع بغضب يسأل بفضول:
- ما الذي أخطأت به حتى تعاملني كالمجرم؟ كل ما فعلت هو حماية مشاعر الشخص الذي أحبه من الأذى!
- هل تظن ذلك؟ هل تظن أنك قمت بحمايتي!
- ماذا تقصدين!
- يوسف كل ما قمت به خلال الفترة الماضية كان من أجل حماية نفسك حتى تشعر بالأمان وعدم الخسارة أمام الفطين.
- كيف تظني هذا؟ ليندا كل ما فعلته كان من أجل حمايتك حماية قلبك من الخطر.
- يوسف أن أكبر خطر في حياتي ويجب أن ابتعد عنك حتى أكون في أمان.
حينها تذكر" يوسف" الذكريات القاسية التي مر بها، وكونها داخل تلك الأكوان العشرة التي زارها حتى يجلب بذرة الحب والإخلاص.
لكن عندما اكتشف الشخصية الحقيقية التي امتلكها خلال مروره في كل الأكوان العشرة؛ شعر” يوسف” بالصدمة والخيانة لعدم أمتلكِ القليل من الحب تجاه والإخلاص المطلق.
تركت" يوسف" يفكر في أخطاءه، وخرجت حتى أذهب إلى المشفى كي أبحث على" الفطين" الذي اشتقت إليه بشدة.
هذا الرجل الذي يجعلني أشتاق إليه كثير لمجرد الغياب للحظات؛ يجعلني أشتاق لكل شيء سماع صوته، ورؤية عينيه، ووجهه الوسيم.
عند وصول إلى المشفى بدأت أن أتعامل مثلما كنت من قبل، وحاولت إعادة الأحداث كما هي في الماضي، ولكن كنت أخطاء كثير لاشتياق إليه بشدة حتى انتهى بي الوضع اعترف إليه بحقيقة مشاعري بتهور.
كان" الفطين" يجلس يفكر في حالة مريض يائسة، وكنت أجلس بهدوء تام أراقبه بشغف، ولكن داخل عقلي كان هناك حرب قائمة.
تضطرب أفكاري مع بعضهما بقسوة من أجل الذهاب إليه والاعتراف بمشاعري تجاه أخبر نفسي:
( لا تتركي الشخص الذي تحبيه يختفي من حياتك مرة أخر)، والكثير من الأفكار السلفية خوفاً من اختفائه مرة أخري.
حين فقدت الصبر نهضت من الأريكة، وبدأت اقتربت ببطء من مكتبه ثم فجأة سحبت مذكرة العلاج التي يده بسرعة البرق قائلة:
- سيدي لن تكتشف العلاج المناسب لمجرد السهر طول الليل حتى الصباح.
ابتسم ثم قال:
- هل سمعت من قبل عن مقولة أن السعي يجلب القدرة على تحقيق الأشياء!
- لم أسع ولكني سمعت أن لكل شيء أوان.
-أعلم ذلك ولكني أشعر بالراحة عندما أبحث بنفسي عن العلاج اللازم في كل حالة مرضية نادرة تظهر في عيادتي.
- لأنك طبيب مجتهد وموهوب، ولكن ليس هذا الأمر ينجح دائما فلماذا ترهق نفسك في التفكير لإيجاد حل للمريض مستعصية؟.
- لا أعلم ولكن أظن أنها عادة.
- إذن متى سوف تصلني إلى المنزل!
- هل لم تأتي المربية الخاصة بكِ حتى تصحبك!
- لم تأتي لقد أخبرتها ألا تأتي في هذا الوقت المتأخر.
- لماذا!
- لأنك من سوف يرسلني إلى المنزل أفضل صحبتك أكثر من مصاحبة المربية.
شعر" الفطين" بالخجل الشديد ثم نهض من مكتبه واقترب يسحب المذكرة من يدي بهدوء قائلاً:
- حسنا سوف أرسلك.
ذهب إلى مكتبه ووضع المذكرة ثم قال:
- هيا بنا.
كان المنزل قريب من المشفى تقريباً مئة متر سيراً على الأقدام؛ لذا عندما سأل:
- هل تردين الركوب أما السير على الأقدار؟
- أريد السير حتى نستطيع استنشاق البعض من الهواء النقي.
- حسنا هيا بنا.
كانت المسافة بين المنزل والمستشفى قصيرة لا يستحق ركوب الخيال أو العربة الخشبية، لذا ذهبنا إلى المنزل سيراً على الأقدام مع" الفطين" حتى استغل أكثر وقت ممكن أقضيه مع هذا الرجل.
خلال الطريق بدأت في جر اطراف الحديث مع هذا الرجل الذي يقيد نفسها بالكثير من القوانين والمبادئ والأخلاق؛ كان يجب أن أسعى في غزو قلبه في أقرب وقت قبل فوات الأوان.
يعرف عن" الفطين" أنه رجل هادئ لذا لا يتحدث كثيراً، وكان يجب أن أكسر هذا الحاجز في أقرب وقت.
لذا بدأت في خلف جو لطيف وسحب أطراف الحديث قائلة:
- نسمة الهواء اليوم لطيفة جداً.
- نعم أظن الخريف هذا العام سوف يكن لطيف.
- والنجوم أيضاً جميلة ولامعة.
نظر إلى الأعلى ثم قال:
- لا أظن ذلك.
- لماذا!
- لا أرى النجوم.
- إذن ماذا عن القمر؟
- أظنه هلال وليس قمر مكتمل.
شعرت بالغضب الشديد، ورغم ذلك تماسكت محاولةً التحكم في مشاعر الغضب أفكر بعقلانية قائلة (ماذا أفعل مع هذا الرجل الذي لا يفقه شيء عن الرومانسية؛ هذا الرجل سوف يتسبب إلي بجلطة مفاجئة بسبب سذاجته، برود أعصابه).
ثم ضحكت كالمغفلة قائلة:
- هذا صحيح أنه هلال وليس قمر كيف لم أنتبه إلى ذلك.
ثم نظرت إليه بغضب، ولكن هذا الرجل عاد إلى الصمت مرة أخرى؛ هذا الرجل الذي أن لم أبدأ بالحديث لم يهتم في بدأ المحادثة بيننا.
والآن لقد اقتربنا كثير من المنزل، وبدخلي مشاعر جياشة تحزني بقوة على الاعتراف بمشاعر، وكأن الأمر بوجود بذرة ضخمة عالقة داخل فمي وتسعى للخروج بقوى.
لذا عندما وصلنا أما المنزل قال" الفطين":
- لقد وصل إلى المنزل أتمنى لكِ نوماً هانئين.
- شكرا لكِ.
التفت" الفطين" حتى يذهب حينها سحبته من ذراعه أوقفه ثم أخرته:
- أريد أن أعترف عن شيء ما؟
- ما الأمر!
توتر من خوف الهجر، وأحمر وجهي خجلاً ثم طردت تلك البذرة من فمي أخبره:
- في الواقع أريد أن أعترف لك عن مشاعري تجاهك.
- ماذا تعنين بهذا؟
وضعت يدي اليمين على قلبي قائلة:
- في الواقع لدى قلبي ألم مؤلم بشدة.
حين الاعتراف واصل" الفطين" التحديق من دون أن يجب عندما وجدته مستعداً للاستماع أكملت الاعتراف قائلة:
- هذا الألم يشعرني بالمرض.
- هل أنتِ مريضة!
- نعم أظن ذلك.
سحب" الفطين" ذراعي حتى يقيس النبض ثم قال:
- لماذا النبض سريع جداً.
- هذا لأن قلبي يدق بسرعة.
- هذا غريب لماذا حدث ذلك فجأة.
إجابته أشعرتني بالصدمة أتساءل:
(هذا المغفل كنت أعتقد أنه فهم التلميح ولكنه مازال مغفل ماذا أفعل به).
عندما لم أجده يفهم هذا التلميح سحبت يده ووضعها على قلبي قائلة:
- لأن قلبي يحبك.
صدم" الفطين"، وذهل من جرأتي قائلة بعصبية:
- ماذا تفعلين هل فقدت عقلك؟
- بالعكس لقد استردت عقلي بعدما كنت مغيبة لفترة طويلة.
- فاطمة أتمنى ألا يحدث هذا الأمر مرة أخرى حتى لا تجبرني بعدم مقابلتك مرة ثانية.
حينها أدركت أن هذا الرجل مازال الشخص الجديِ الذي لم يقع في حبي بعد، حينها استيقظت من غفوتي بعدما طردت تلك البذرة التي كان تسد أنفاسي بقوة.
بعد ذلك دخلت المنزل عندها وجدت المربية تقف على الباب في ذهول قائلة:
- سيدتي ماذا فعلتِ كيف تصبحين كل يوم أكثر جرأة من قبل!
- ما بكِ يا بركة لماذا تصنعين الكثير من الإزعاج منذ لحظة دخولي؟
- كيف يا سيدتي تفعلين هذا التصرف المشين أما المنزل ماذا عن الجيران سوف يتحدثون عنك بالسوء؟
- هل تظنين أني أهتم لأمر الجيران!
- ولكن يا سيدتي كان والدك ووالدتك يهتمون لذلك.
- هل تقصدين الوالدين أين هما الآن لقد مات الجميع و بقيت بمفردي.
- ولكن يا سيدتي هذا التصرف لا يصح.
- بركة لا تدخلين في حياتي الشخصية وأذهبي الآن لتسخين العشاء.
تنهدت" بركة" بحزن وخيبة أمل قائلة:
- أمرك سيدتي.
في هذا الزمن كانت بركة في الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يحب" فاطمة" وترعاها بإخلاص واهتمام لذا كنت أتحمل دائماً في الماضي تدخلها الزائد عن حده دون اهتمام.
لكن الآن الأمر مختلف يجب أن أسرع وأكسب قبل" الفطين" في أقرب وقت حتى يساعدني في إيقاف الحرب القادمة وإنقاذ الكثير من الأبرياء من فك الموت.
بعد تناول الطعام سألتني" بركة":
- سيدتي ماذا ستفعلين غداً هل ستذهبين إلى المشفى مرة أخرى؟
- كيف سأقابله مرة أخرى بعد ما حدث منذ قليل.
- لماذا يا سيدتي هل أنتِ حزينة لأنه رفض مشاعرك!
- بالطبع لا ولكني أشعر بالحرج الشديدة يمنعني هذا الإحساس من المواجهة.
- إذن ماذا ستفعلين غداً!
- سوف أسقط في النوم لفترة طويلة سأحاول الاستسلام هذا الوقت حتى أجد الوقت المناسب للاعتراف مرة أخرى.
- سيدتي هل حقاً وقعتي في حب هذا الطبيب!
- أظن ذلك.
- وماذا عن باتريك لقد كنتِ تعشقيه بجنون.
حينها تذكرت هذا الحقير الذي قتل فاطمة، وتذكرت أيضا أنها السبب الرئيسي في ظهور غيرة" الفطين" لذا قررت الانتظار حتى يظهر باتريك مرة أخر حتى يعلم الفطين عن حقيقة مشاعره.
مرت الشهور والكثير من الأحداث مثل ظهور الوباء، ومقابلة الملك والاقتراب منه، وإيجاد العلاج، وظهور باتريك، وبدأ نمو الحب والغيرة والتعلق، وأيضاً انتشار الفضائح.
بدأت ظهور الفضائح بسبب ملاحقتي" الفطين" في كل مكان علم الجميع عن مشاعري تجاه، وأصبح الجميع يتحدثون عن هذا الموضوع في كل التجمعات والدردشات، وأصبحت سمعتي أكثر سوء.
كنت أعتقد أني استطع إنهاء الوضع مع" باتريك"، ولكنها عندما سمعت عن ملاحقتي" للفطين" بدأ في مراقبتنا سراً حتى يتأكد من هذا الأمر.
ذات يوما أوصلني" الفطين" إلى المنزل، وكان هذا الوقت" باتريك" يراقبني عن بعد، حينها شاهد اعترافي الثاني إلى" الفطين" حين أخبره:
- محمد أخبرني متى سوف تتقبل مشاعرك تجاهي وتعترف بها؟
- لا أعلم عما تتحدث.
- لا تخدعني أعلم أنك تعلم جيداً ما أقصده.
- فاطمة ماذا تردين؟
- أريد اعترافك وإظهار حبك إليِ.
- فاطمة مازالت لم أثق بكِ.
- كيف هذا لم أفهم ما تقصد؟
- أتحدث عن باتريك.
- ما به؟
- مازالت علاقتك مع هذا الرجل غامضة.
- هل تمزح أنت تعلم أني لا أمتلك مشاعر تجاهه أو تجاه شخص أخر.
- كيف أثق بك وأنت مع باتريك في الماضي كنت تعيشين قصة حب وفي لحظة انتهت ولحقتني بعدها من دون راحة.
- حسنا اعترف كنت احب هذا الشخص في فترة ما ولكن الآن احب شخص آخر ما المشكلة في هذا!
- المشكلة أنك شخص متغير المشاعر من السهل لكي الحب والكراهية من دون الشعور بالحزن أو الإحباط.
- محمد أنت لا تعلم شيء.
- ما أعلمه الآن مازالت أشعر أنكِ سوف تتخلين عني بسهولة أن لم أنتبه لكي جيداً.
-إذن أفعل هذا أنتبه إلى وراعاني جيداً حتى لا أذهب بعيداً!
- لا أريد أن أعيش مصاحباً هذا الإحساس طول العمر.
- هل تعلم أنت فقط لا تريد التشجيع والبدء ولكني لن أتركك أن تدمر كل مخططاتي والمشقة التي عشتها في محاولات كسب رضاك.
- إذن ماذا ستفعلين حتى تجعلني أصدقك؟
اقتربت كثير من" الفطين" ثم وقفت على أطراف أصابعي أحاول الوصول إلى وجهه ثم قبلته على خده، وبعد ذلك تركته ودخلت المنزل.
صدم" الفطين" وظل واقف في الخارج بذهول لمدة نصف ساعة لم يتحرك شبر.
عند دخولي وجدت المربية" بركة" جلس على الأرض شبه فاقدة الوعي من الصدمة بعدما شاهدتني أقبل" الفطين" أمام المنزل وسط الجيران والمارة في الشارع.
كنت أعلم سبب وقع المربية على الأرض لذا لا أهتم بها؛ تركتها وأكملت الدخول إلى غرفتي أرقص من السعادة.
تلك السعادة.
تلك اللحظة.
لم أكن أعلم أنها اللحظة الأخيرة
لن أكن أعلم أن" باتريك" كان يلحقني ويراقبني عن بعد طول الوقت، وعندما شاهدني أقبل" الفطين" ثار وغضب بشدة.
أراد الانتقام من الرجل الذي كان يظن أنه السبب من سرقتني منه، لذا لاحق" الفطين" أثناء عودة، وفي أحد الزقاق الصغير المظلمة.
أخذ" باتريك" جحر كبير من على الأرض، ووقف أمام" الفطين" يخبره:
- أنت السبب من أجلك تكرهني أنت من أبعدها عني.
ثم وجها تجاه" الفطين" ضربة قوية على رأسه دون إعطائه فرصة للتحدث و الدفاع عن نفسه.
حينها كنت في المنزل أحاول النوم حتى فجأة شعر بقبضة قوية داخل قلبي حينها ظهر" يوسف" فجأة داخل غرفتي.
فزعت من ظهوره المفاجئ لذا سألته:
- أنت ماذا تفعل هنا!
- ليندا أنتِ تعلمين أني لا أستطع التدخل لذا لا أستطيع إنقاذه.
- ماذا تقصد أتمنى أن توضح الكلام؟
- الفطين تعرض للهجوم عن طريق باتريك وهو فقد الوعي في أحد الزقاق المظلم بمفردة ينزف الدماء بغزارة.
فزعت بشدة ثم ذهبت أخذ الروب مع الشماعة الخشبية، والتفت الى" يوسف" أسأله:
- خذني بسرعة إلى هناك.
- ماذا عن ملابسك!
- لا يوجد وقت خدني بسرعة إلى هنا؟
أثناء خروجي مع" يوسف" من الغرفة لمحتني المربية نخرج من المنزل بهذا المنظر فقدت الوعي مرة أخرى ثم تملك نفسها وجلبت الجاكت وأسرعت خلفي تلاحقني حتى تغطي جسدي الشبه عاري حتى لا أكون فرصة للقيل والقال.
أخذت" الفطين" الفاقد للوعي إلى المشفى ونجحت في إيقاف النزيف ومعالجته، ولكن مرة أسبوع ومازال في غيبوبة ولم يستيقظ حتى الآن.
عندما جاء" يوسف" ووجدتني أجلس بجوار برعب أبكي بحزن وخوف من فقدانه قال حتى يطمئنِ:
- لا تقلقي يا ليندا سوف يستيقظ قريباً.
- هل تظن ذلك؟
- بالطبع أنه الفطين مازال مستقبل كما هو لم يتغير شيء.
- هذا جيد على الأقل هناك أمر يطمئن قلبي قليل.
بعد مرور ثلاثة أشهر أثناء النهار فوجئت عندما أفتح عيناه فجأة أثناء جلوسي أمسح يدية بقطعة قماش وجده يحدق ب