دليلة
الفصل الحادى عشر .....
تقف تعد طعامها قبل عودة زوجها من الخارج، فهى تعلم كل العلم أنه إن عاد ولم يجد الطعام ستتعرض للإهانة حتماً .
دمعة شاردة هربت حينما تذكرت صغرها، فتاة صغيرة جميلة مفعمة بالجمال والرقة، ابنه لأم قليلة الحيلة تعمل لكسب قوت يومها وأب لا يمت للأبوة ب صلة، أحبت ابن صاحب المنزل الذى تعمل به والدتها كخادمة، كانت تراه ك فارس لها، والحق يقال كان يغدقها بكلماته المعسولة ذهاباً وإياباً لتشعر بكامل أنوثتها بعد أن سمعت حديثه، وفى لحظة ضعف أستسلمت له وسلمت له كل ما تملك وما كانت تملك إلا القليل وما كان إلا الأهم .
وبعد حصوله على ما يريد كالعادة ظهرت أنيابه وتركها ذليلة منكسرة لا حول لها ولا قوة، خافت من الفضيحة بعد أن حملت بطفل من ذلك الخائن لتهرول أمها بعد أن علمت ما حدث وتخبر صاحب عملها الذى ما أن واجه ابنه أعترف بتبجح وأن ماحدث لا يهمه، فقرر والده أن يزوجه إياها ليحافظ على حفيده وخوفاً من أن يرد الله فعلة ابنه فى بنته الأخرى، فلم يكن يدرى بأن الأخرى نائمة فى أحضان المعصية .
لتتزوج ابن صاحب البيت وتصبح خادمة فيه لزوجها وأهل زوجها الذين طالما عاملوها بجفاء ودونية ما عدا والده الذى حاول أن يعدل فى معاملتها .
_ دليلة .
سمعت صيحة زوجها سعيد من الخارج لتمسح دمعتها مسرعةً للخارج .
_ نعم يا سعيد .
_ عايز أكل .
خرجت مهجة والدته من غرفتها تدلل حفيدها الصغير وترد على ابنها .
_ أصبر يا حبيب أمك أصل الست هانم كانت بتتمرقع من الصبح عند أمها ولسه راجعه .
_ أنا كنت بطمن عليها علشان تعبانه وأنت عارف يا سعيد أنا قولتلك .
_ بقولكوا إيه زن الحريم ده مش بحبه، فين الأكل ؟
_ حالا هحضرهولك .
تحركت مرة أخرى أتجاه المطبخ بعد أن قالت جملتها .
_ يا أما، بلاش تتكلمى بالطريقة دى مع دليلة قدام حسن.
_خايف على نفسية المحروسة ولا ايه يا قلب أمك ؟
_ مش القصد، بس الواد لما يشوف أمه بتتهان كده منك طول الوقت هيكرهك، مهما كان دى أمه .
ردت متهكمة:
_ وماله يا حبيبي أدلعها بعد كده قدامه .
أمتلئت الصحف والجرائد ومواقع السوشيال ميديا بصور ورد مصحوبة بمكافأة كبيرة لمن يصل إليها، رأى يزيد الخبر فأسرع نحو ياسين ليخبره، دخل عليه ليجده ماسكاً أحد الألات الحادة يحاول قطع رباط قدمه .
_ أنت بتعمل إيه؟
_بفك ده علشان زهقت.
_ وتبوظ رجلك؟ أنت عارف أن ده غلط خصوصاً أن مش أول مرة تعمل فيها عمليات .
_
أنت بقالى فترة طويلة لابسه ف كفاية كده بقي، ساعدنى يا يزيد الله يخليك .
ساعده يزيد فيما يريد ليصبح أخيراً محرراً منه.
_ الحمد لله، أخيراً أرتحت.
_ الحمد لله وحمد الله على سلامتك يا صاحبي ، مع أنى مش مرتاح إلى عملته .
_ الله يسلمك، كنت داخل جرى كده ليه ؟
تحدث بسرعة متذكراً السبب الأساسي فى حضوره .
_ أيوه أفتكرت، شوفت ده ؟
فتح هاتفه على أحد المواقع التى تعرض صورة ورد .
_ إيه ده ؟
_ نص مواقع مصر منزلة الخبر " أختفاء ابنه رجل الأعمال الراحل مصطفى داوود يوم زفافها " .
أمسك ياسين بالهاتف قليلاً كأنه يفكر فى حل ليسأله يزيد :
_ وبعدين ؟
_ الحل عند سارة .
_سارة ؟
_ أيوه سارة، بالله عليك نادى عليها .
_ وهى تدخلك هنا ليه إن شاء الله ؟
قالها بغضب وغيرة واضحة .
_ يا عم ما أنت موجود أهو وأنا لسه مش قادر أروحلها المحل .
_ وكمان تروحلها ليه ؟ أنت متعود تروحلها ولا إيه ؟
_لا إله إلا الله، يزيد من فضلك متخلنيش أعمل حاجة تضايقك .
_ أصبر، هنادى عليها .
غاب قليلاً فى الخارج وعاد ب سارة .
_ خير يا ياسين مالك ؟
_ أنا عايزك فى خدمة يا أم مالك .
نظرت ليزيد الذى هز رأسه بألا تقلق فأعادت نظرها إلى ياسين منتظرة ما سيخبرها به.
يتحدث فى الهاتف بهدوء حذر مع أحد ما ب لغة مختلفة عن لغتنا العربية، يبدو عليه التوتر والقلق، ف ربما أخفق فى مهمة وكلت إليه وبعد أن أغلق الهاتف بإبتسامة خائفة، قام بفك رابطة عنقة وحبيبات العرق تلمع على جبينه.
ضغط على أحد الأزرار أمامه على المكتب ليدخل السكرتير الخاص به .
_ أفندم رياض باشا .
_ أنا عايز منصور حالا يكون قدامى .
_ حاضر يا فندم.
خرج السكرتير منفذاً لطلب رئيسه ليقوم الأخير بطلب أحد الأرقام على هاتفه .
_ ألو، أجهز هتبدأ مهمتك بكرة بدل ما نروح كلنا فى داهية، وهتبدأ بالقصر .
أغلق الهاتف بعدها خابطاً كفيه على المكتب بعنف شديد .
فى المساء بعد أن أنهت سارة عملها صعدت إلى شقتها فى البداية لترتاح قليلاً بعدها صعدت برفقة مالك تحمل بعض الأكياس إلى ورد .
فتحت ورد الباب بعد أن سمعت دقات خفيفة عليه لتجد سارة ومالك أمامها.
_ أهلا يا سارة، إزيك يا حبيبي عامل إيه؟
_ قولها الحمد لله يا طنط .
ابتسم مالك لوالدته ثم ألتفت لورد .
_ تعالوا أدخلوا، أنا من بدرى بستناكى، وإيه الأكياس دى كلها .
_ دى حاجات من ياسين .
_ ياسين؟
_اه، باعتها معايا ليكي .
فتحت ورد الأكياس لتجد ملابس غريبة، معظمها ملابس شرعية، وماهذا ؟
نظرت إلى سارة بإستفهام وصدمة جلية.
لتبتسم سارة بتوتر وتجيب بهدوء :
_ دا نقاب .
_ عارفه أنه نقاب بس إيه لازمته؟
_ هى خالتى فين ؟
_ خالتك ؟ خالتك مين ؟
_ مامتك .
_ اااه ، أخدت علاجها ونامت من شوية، علشان لها مواعيد منوم وكده .
_ ربنا يشفيها، أولا هبدأ معاكى بحكاية ياسين الأجنبي .
_ اه أنا فضولى هيموتنى من الصبح .
_ بصي يا ست الكل صل على الحبيب.
_عليه أفضل الصلاة وأزكى وأتم السلام .
_ أول حاجة أنتى مسلمه، صح؟
هزت ورد رأسها بإيجاب .
_ عظيم، الدين بتاعنا دين جميل أوى أوى وبيهتم جداً بالمرأة وبيحافظ عليها، بمعنى أنه شرع لها حقوق كتير جداً جداً علشان تحافظ عليها وعلى حقوقها فى المجتمع زى الميراث كده وزى المهر وغيره وغيره وفى نفس الوقت احنا علينا واجبات وفروض، فى حاجات زى الراجل وفى حاجات مختلفة بأختلاف الراجل عن الست .
تنظر إليها ورد بشغف لتسمعها بفضول، فهى تعلم ما تسمعه لكن مع سارة تشعر بالفضول وترغب بالمزيد .
_ من بين الفروض اللى علينا كستات الحجاب، وده تم ذكره بطريقة مباشرة فى القرآن الكريم زى الآيه الكريمة فى سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم " وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ "
قرأتها بصوت عذب مرتل أشعر ورد بالرهبة والحب لما تسمع.
_ معنى كده إيه؟ إن الستر فرض عليكي وفى ايات كتير فى نفس النقطة، وياسين أجنبي يعنى حد غريب عنك ويجوز تتجوزيه وطالما كده يبقي لا يحق له منك سوى وجهك وكفيك فقط لا غير، تخيلي أن كل شعره بتبان منك ويشوفها حد غريب دا بسيئة، تخيلي؟
كانت سارة تشعر بالقلق من رد فعل ورد وتخشي أن ترفض ما تسمعه ولكن يبدو على ورد الأطمئنان ورغبتها فى المزيد .
_علشان كده قولتلك النهاردة متخليش حد يشوفك كده علشان ماتخديش سيئات .
_ على كده أنا أخدت سيئات كتير جداً .
_ بس ربنا غفور رحيم ولو أنتى حابة تبدأى بالستر من دلوقت ياريت على الأقل هتنفذى فرض من فروض ربنا سبحانه وتعالى، تعرفى أن الفروض جنة ونار والنوافل درجات جنة .
_ يعنى إيه ؟
_ يعنى الفرض اللى ربنا أمرنا بيه تنفيذه جنة والبعد عنه نار أما النوافل والسنن كل ما تجتهدى فيها كل ما تاخدى مكانه أعلى فى الجنة .
ابتسمت ورد لترد بخيبة أمل .
_ أنا بعيدة أوى .
_ لا مش بعيدة ولا حاجة .
_ بس أنتى احسن منى بكتير.
_لا خالص، أنا بحاول وكله ستر من ربنا اللى عالم بالضماير والنوايا.
_ طيب دا لبس الفرض إيه لازمته النقاب؟
_ دا بقي من ياسين علشان صورك ماليه مواقع التواصل والجرايد ف خوف عليكي طالب منك تلبسيه .
_ وهو مكلمنيش بنفسه ليه ؟
_ هو كان هيكلمك بس عارف أنك بتحبي تعاندى معاه ف قال يجيبها فيا واهو لو قررتى تضربي حد أبقي قدامك وهو يهرب وعلشان عارف أنكم ف النهاية هتتخانقوا .
ضحكت ورد لعلمها بأن ذلك ما كان سيحدث بالفعل.
_ أنا عايزه أنزل بقي علشان مالك بدأ يزن وأنتى وراحتك ف اللى قولته محدش هيجبرك ع حاجة، بس أهم حاجة مفيش خروج من باب البيت من غير نقاب علشان سلامتك أنتى .
بدون مقدمات قامت ورد بأحتضان سارة التى توترت فى البداية لأنها فقدت شعور أمان الحضن منذ وفاة والدتها ثم أستكانت بين يدى ورد، وبعدما أبتعدوا .
_أنتى جميلة أوى يا سارة قلباً وقالباً وبابا مالك محظوظ جداً بيكي .
_ أنتى اللى جميلة يا ورد قلبك جميل، وبابا مالك الله يرحمه .
_ أسفة معرفش والله .
_ بكرة نعرف عن بعض كل حاجة إن شاء الله، يلا تصبحي على خير .
_ وأنتى من أهل الخير.
حملت سارة مالك ونزلت إلى الأسفل تاركةً ورد تنظر إلى الملابس بتفكير .
تقف تعد طعامها قبل عودة زوجها من الخارج، فهى تعلم كل العلم أنه إن عاد ولم يجد الطعام ستتعرض للإهانة حتماً .
دمعة شاردة هربت حينما تذكرت صغرها، فتاة صغيرة جميلة مفعمة بالجمال والرقة، ابنه لأم قليلة الحيلة تعمل لكسب قوت يومها وأب لا يمت للأبوة ب صلة، أحبت ابن صاحب المنزل الذى تعمل به والدتها كخادمة، كانت تراه ك فارس لها، والحق يقال كان يغدقها بكلماته المعسولة ذهاباً وإياباً لتشعر بكامل أنوثتها بعد أن سمعت حديثه، وفى لحظة ضعف أستسلمت له وسلمت له كل ما تملك وما كانت تملك إلا القليل وما كان إلا الأهم .
وبعد حصوله على ما يريد كالعادة ظهرت أنيابه وتركها ذليلة منكسرة لا حول لها ولا قوة، خافت من الفضيحة بعد أن حملت بطفل من ذلك الخائن لتهرول أمها بعد أن علمت ما حدث وتخبر صاحب عملها الذى ما أن واجه ابنه أعترف بتبجح وأن ماحدث لا يهمه، فقرر والده أن يزوجه إياها ليحافظ على حفيده وخوفاً من أن يرد الله فعلة ابنه فى بنته الأخرى، فلم يكن يدرى بأن الأخرى نائمة فى أحضان المعصية .
لتتزوج ابن صاحب البيت وتصبح خادمة فيه لزوجها وأهل زوجها الذين طالما عاملوها بجفاء ودونية ما عدا والده الذى حاول أن يعدل فى معاملتها .
_ دليلة .
سمعت صيحة زوجها سعيد من الخارج لتمسح دمعتها مسرعةً للخارج .
_ نعم يا سعيد .
_ عايز أكل .
خرجت مهجة والدته من غرفتها تدلل حفيدها الصغير وترد على ابنها .
_ أصبر يا حبيب أمك أصل الست هانم كانت بتتمرقع من الصبح عند أمها ولسه راجعه .
_ أنا كنت بطمن عليها علشان تعبانه وأنت عارف يا سعيد أنا قولتلك .
_ بقولكوا إيه زن الحريم ده مش بحبه، فين الأكل ؟
_ حالا هحضرهولك .
تحركت مرة أخرى أتجاه المطبخ بعد أن قالت جملتها .
_ يا أما، بلاش تتكلمى بالطريقة دى مع دليلة قدام حسن.
_خايف على نفسية المحروسة ولا ايه يا قلب أمك ؟
_ مش القصد، بس الواد لما يشوف أمه بتتهان كده منك طول الوقت هيكرهك، مهما كان دى أمه .
ردت متهكمة:
_ وماله يا حبيبي أدلعها بعد كده قدامه .
أمتلئت الصحف والجرائد ومواقع السوشيال ميديا بصور ورد مصحوبة بمكافأة كبيرة لمن يصل إليها، رأى يزيد الخبر فأسرع نحو ياسين ليخبره، دخل عليه ليجده ماسكاً أحد الألات الحادة يحاول قطع رباط قدمه .
_ أنت بتعمل إيه؟
_بفك ده علشان زهقت.
_ وتبوظ رجلك؟ أنت عارف أن ده غلط خصوصاً أن مش أول مرة تعمل فيها عمليات .
_
أنت بقالى فترة طويلة لابسه ف كفاية كده بقي، ساعدنى يا يزيد الله يخليك .
ساعده يزيد فيما يريد ليصبح أخيراً محرراً منه.
_ الحمد لله، أخيراً أرتحت.
_ الحمد لله وحمد الله على سلامتك يا صاحبي ، مع أنى مش مرتاح إلى عملته .
_ الله يسلمك، كنت داخل جرى كده ليه ؟
تحدث بسرعة متذكراً السبب الأساسي فى حضوره .
_ أيوه أفتكرت، شوفت ده ؟
فتح هاتفه على أحد المواقع التى تعرض صورة ورد .
_ إيه ده ؟
_ نص مواقع مصر منزلة الخبر " أختفاء ابنه رجل الأعمال الراحل مصطفى داوود يوم زفافها " .
أمسك ياسين بالهاتف قليلاً كأنه يفكر فى حل ليسأله يزيد :
_ وبعدين ؟
_ الحل عند سارة .
_سارة ؟
_ أيوه سارة، بالله عليك نادى عليها .
_ وهى تدخلك هنا ليه إن شاء الله ؟
قالها بغضب وغيرة واضحة .
_ يا عم ما أنت موجود أهو وأنا لسه مش قادر أروحلها المحل .
_ وكمان تروحلها ليه ؟ أنت متعود تروحلها ولا إيه ؟
_لا إله إلا الله، يزيد من فضلك متخلنيش أعمل حاجة تضايقك .
_ أصبر، هنادى عليها .
غاب قليلاً فى الخارج وعاد ب سارة .
_ خير يا ياسين مالك ؟
_ أنا عايزك فى خدمة يا أم مالك .
نظرت ليزيد الذى هز رأسه بألا تقلق فأعادت نظرها إلى ياسين منتظرة ما سيخبرها به.
يتحدث فى الهاتف بهدوء حذر مع أحد ما ب لغة مختلفة عن لغتنا العربية، يبدو عليه التوتر والقلق، ف ربما أخفق فى مهمة وكلت إليه وبعد أن أغلق الهاتف بإبتسامة خائفة، قام بفك رابطة عنقة وحبيبات العرق تلمع على جبينه.
ضغط على أحد الأزرار أمامه على المكتب ليدخل السكرتير الخاص به .
_ أفندم رياض باشا .
_ أنا عايز منصور حالا يكون قدامى .
_ حاضر يا فندم.
خرج السكرتير منفذاً لطلب رئيسه ليقوم الأخير بطلب أحد الأرقام على هاتفه .
_ ألو، أجهز هتبدأ مهمتك بكرة بدل ما نروح كلنا فى داهية، وهتبدأ بالقصر .
أغلق الهاتف بعدها خابطاً كفيه على المكتب بعنف شديد .
فى المساء بعد أن أنهت سارة عملها صعدت إلى شقتها فى البداية لترتاح قليلاً بعدها صعدت برفقة مالك تحمل بعض الأكياس إلى ورد .
فتحت ورد الباب بعد أن سمعت دقات خفيفة عليه لتجد سارة ومالك أمامها.
_ أهلا يا سارة، إزيك يا حبيبي عامل إيه؟
_ قولها الحمد لله يا طنط .
ابتسم مالك لوالدته ثم ألتفت لورد .
_ تعالوا أدخلوا، أنا من بدرى بستناكى، وإيه الأكياس دى كلها .
_ دى حاجات من ياسين .
_ ياسين؟
_اه، باعتها معايا ليكي .
فتحت ورد الأكياس لتجد ملابس غريبة، معظمها ملابس شرعية، وماهذا ؟
نظرت إلى سارة بإستفهام وصدمة جلية.
لتبتسم سارة بتوتر وتجيب بهدوء :
_ دا نقاب .
_ عارفه أنه نقاب بس إيه لازمته؟
_ هى خالتى فين ؟
_ خالتك ؟ خالتك مين ؟
_ مامتك .
_ اااه ، أخدت علاجها ونامت من شوية، علشان لها مواعيد منوم وكده .
_ ربنا يشفيها، أولا هبدأ معاكى بحكاية ياسين الأجنبي .
_ اه أنا فضولى هيموتنى من الصبح .
_ بصي يا ست الكل صل على الحبيب.
_عليه أفضل الصلاة وأزكى وأتم السلام .
_ أول حاجة أنتى مسلمه، صح؟
هزت ورد رأسها بإيجاب .
_ عظيم، الدين بتاعنا دين جميل أوى أوى وبيهتم جداً بالمرأة وبيحافظ عليها، بمعنى أنه شرع لها حقوق كتير جداً جداً علشان تحافظ عليها وعلى حقوقها فى المجتمع زى الميراث كده وزى المهر وغيره وغيره وفى نفس الوقت احنا علينا واجبات وفروض، فى حاجات زى الراجل وفى حاجات مختلفة بأختلاف الراجل عن الست .
تنظر إليها ورد بشغف لتسمعها بفضول، فهى تعلم ما تسمعه لكن مع سارة تشعر بالفضول وترغب بالمزيد .
_ من بين الفروض اللى علينا كستات الحجاب، وده تم ذكره بطريقة مباشرة فى القرآن الكريم زى الآيه الكريمة فى سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم " وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ "
قرأتها بصوت عذب مرتل أشعر ورد بالرهبة والحب لما تسمع.
_ معنى كده إيه؟ إن الستر فرض عليكي وفى ايات كتير فى نفس النقطة، وياسين أجنبي يعنى حد غريب عنك ويجوز تتجوزيه وطالما كده يبقي لا يحق له منك سوى وجهك وكفيك فقط لا غير، تخيلي أن كل شعره بتبان منك ويشوفها حد غريب دا بسيئة، تخيلي؟
كانت سارة تشعر بالقلق من رد فعل ورد وتخشي أن ترفض ما تسمعه ولكن يبدو على ورد الأطمئنان ورغبتها فى المزيد .
_علشان كده قولتلك النهاردة متخليش حد يشوفك كده علشان ماتخديش سيئات .
_ على كده أنا أخدت سيئات كتير جداً .
_ بس ربنا غفور رحيم ولو أنتى حابة تبدأى بالستر من دلوقت ياريت على الأقل هتنفذى فرض من فروض ربنا سبحانه وتعالى، تعرفى أن الفروض جنة ونار والنوافل درجات جنة .
_ يعنى إيه ؟
_ يعنى الفرض اللى ربنا أمرنا بيه تنفيذه جنة والبعد عنه نار أما النوافل والسنن كل ما تجتهدى فيها كل ما تاخدى مكانه أعلى فى الجنة .
ابتسمت ورد لترد بخيبة أمل .
_ أنا بعيدة أوى .
_ لا مش بعيدة ولا حاجة .
_ بس أنتى احسن منى بكتير.
_لا خالص، أنا بحاول وكله ستر من ربنا اللى عالم بالضماير والنوايا.
_ طيب دا لبس الفرض إيه لازمته النقاب؟
_ دا بقي من ياسين علشان صورك ماليه مواقع التواصل والجرايد ف خوف عليكي طالب منك تلبسيه .
_ وهو مكلمنيش بنفسه ليه ؟
_ هو كان هيكلمك بس عارف أنك بتحبي تعاندى معاه ف قال يجيبها فيا واهو لو قررتى تضربي حد أبقي قدامك وهو يهرب وعلشان عارف أنكم ف النهاية هتتخانقوا .
ضحكت ورد لعلمها بأن ذلك ما كان سيحدث بالفعل.
_ أنا عايزه أنزل بقي علشان مالك بدأ يزن وأنتى وراحتك ف اللى قولته محدش هيجبرك ع حاجة، بس أهم حاجة مفيش خروج من باب البيت من غير نقاب علشان سلامتك أنتى .
بدون مقدمات قامت ورد بأحتضان سارة التى توترت فى البداية لأنها فقدت شعور أمان الحضن منذ وفاة والدتها ثم أستكانت بين يدى ورد، وبعدما أبتعدوا .
_أنتى جميلة أوى يا سارة قلباً وقالباً وبابا مالك محظوظ جداً بيكي .
_ أنتى اللى جميلة يا ورد قلبك جميل، وبابا مالك الله يرحمه .
_ أسفة معرفش والله .
_ بكرة نعرف عن بعض كل حاجة إن شاء الله، يلا تصبحي على خير .
_ وأنتى من أهل الخير.
حملت سارة مالك ونزلت إلى الأسفل تاركةً ورد تنظر إلى الملابس بتفكير .