الفصل التاسع عشر
من الغرفة ، ثم تابع:
" نحن لسنا مغرورون بالقدر التي ترين لكننا نعرف جيدًا حقوقنا وواجبتنا ونحسب خطواتنا لسنا مثلكم فعلاً، ومهما كنت بغيضا في نظرك عليك ان تتحمليني فأنا زوجك أليس كذلك ؟
ولكن ساندرا لم تقل شيئا فقط ابتعدت عنه وفضلت الصمت، لكنه لم يتوقف عن الكلام المستفز
وأخذ يذكّرها بزوجها القديم وكيف رضيت به وتحملته ولا تريد أن تتحمل باريس مثله
كلما جاء بسيرة زوجها السابق كانت تريد أن تقول له وتخبره أنها لم تكن زوجته إلا بالإسم، لكنه في كل مرة يستفزها أكثر فتقرر تركه لناره وتقرر الصمت وعد اخباره بشيء
" إنني متعبة."
هذا كل ما إستطاعت أن تقوله.
" تعالي الى هنا الان ساندرا."
هزت ساندرا رأسها آليا بالنفي وهي تنظر من النافذة الى الخارج ، حيث الشرفة الواسعة الطويلة
التي كانت تجلس فيها أحيانا تقرا بعض الكتب ، أو تمتع ناظريها برؤيا الحدائق
والبساتين الممتدة حتى البحر.
ساندرا !
" أرجوك ، إذهب."
كانت تتعجل ذهابه ، لأن الشعور بالإشفاق بدأ يغزو قلبها بالرغم من محاولتها طرده
، وخشيت من الإشفاق أن يجعل موقفها من زوجها مرنا بحيث يكون ظاهراً له ويحتقره مثلما فعل من قبل، وايضا مع كل هذا العذاب والاستفزاز هي لا تريد ان تمنح باريس الرضى والإرتياح ، بشعوره انه هزمها كليا وتمكن من مشاعرها ، وعادت
تقول:
"إذهب فأنا لا أريدك هنا ، وأنت تعرف ذلك."
إرتفع حاجباه البنيان ،وإتخذ خطوة نحوها ، هدوءه لم يخدعها فقد إعتادت على طباعه
المتلونة.
" انت زوجتي يا ساندرا وعليك طاعتي "
" لا أظن أن هذا التذكير ضروري
."
خبت إبتسامته وقال بنفس الطريقة الناعمة التي بدأ بها:
" في هذه الحالة ، لست بحاجة أيضا لأذكرك بواجبك"
ماذا تريد مني ؟ الطاعة ؟ أنا لا أعصى أوامرك من وقت مجيئي إلى هنا باريس أنت الذي يستفزني بإستمرار ويعاقبني من الهواء من اللا شيء
" لا ما أريده منك الآن ليس الطاعة فقط "
ونظر لها نظر بدأت تفهم مغزاها أو أحست به، فنظراته الآن مختلفة تشملها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، إحمر وجهها مع نظراته التي تصبح اجرأ واجرأ وعادت تنظر من النافذة ، ثم قالت محاولة أن تدفع دفة الحديث بعيدًا عن ما يريده :
" يبدو أنك لا تفكر أن هناك أمورا أخرى أهم من الواجبات والحقوق ، أليس
كذلك؟ ."
كانت تقول هذا وتفكر بذلك الحب العظيم الذي كان يحمله لها ، عندما قال انها إذا وافقت سيكون زواجه منها نعمة من الله.
" أنا لا يهمني مطلقا ما تقصدين، تذكري أنني يوناني ،ونحن نقيم علاقاتنا مع زوجاتنا ولو كنا نحتقرهن."
كادت أن تشهق عندما سمعت الكلمة منه لكنها ابلعتها عندما تحدث هكذا بمنتهى الصراحة عما يريده فيها فسألته بثبات :
" انت تحتقرني إذن؟ ."
" على الأغلب ، نعم أحتقرك ، أن تتزوجي من اجل المال ،وتقبلي ذلك الحيوان زوجا
لك... فأي رجل محترم لا يحتقر إمرأة مثلك؟."
نظرت اليه ، وأصبحت على وشك أن توضح له الأمور ، ذلك الإيضاح الذي يبرئها
امام عينيه ، ولكن تعابير الإحتقار العميقة التي تبدو عليه ، أسكتتها عن الكلام ،
وعلى اية حال فهو لم يعطها فرصة لتحكي له قصتها ، وكان يتهمها دائما بأنها تسعى
وراء الأشياء المادية في الحياة ، فلماذا إذن تزعج نفسها في تفسير ما غمض من أمرها
؟ وقالت في نفسها ليظن بها الظنون
، ويتهمها ما شاء من إتهامات بانها مادية وهمها
هو المال ، ، حتى أنها تزوجت ذاك الرجل الذي أسماه حيوانا ، ولكنها لا تستطيع أن
تكون زوجة حقيقية لباريس طالما لا تربطهما صلة حب.
" إذن انت تحتقرني،وتتهمني ، ولكنني لا ابالي برايك فيّ ".
ضاقت عينا باريس ، وقال:
" كم كنت مخطئا في رأيي ، يوم عرفتك ، كنت انظر اليك كمثلي الأعلى ، المرأة
الكاملة."
ماذا تريد مني ؟ الطاعة ؟ أنا لا أعصى أوامرك من وقت مجيئي إلى هنا باريس أنت الذي يستفزني بإستمرار ويعاقبني من الهواء من اللا شيء
" لا ما أريده منك الآن ليس الطاعة فقط "
ونظر لها نظر بدأت تفهم مغزاها أو أحست به، فنظراته الآن مختلفة تشملها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، إحمر وجهها مع نظراته التي تصبح اجرأ واجرأ وعادت تنظر من النافذة ، ثم قالت محاولة أن تدفع دفة الحديث بعيدًا عن ما يريده :
" يبدو أنك لا تفكر أن هناك أمورا أخرى أهم من الواجبات والحقوق ، أليس
كذلك؟ ."
كانت تقول هذا وتفكر بذلك الحب العظيم الذي كان يحمله لها ، عندما قال انها إذا وافقت سيكون زواجه منها نعمة من الله.
" أنا لا يهمني مطلقا ما تقصدين، تذكري أنني يوناني ،ونحن نقيم علاقاتنا مع زوجاتنا ولو كنا نحتقرهن."
كادت أن تشهق عندما سمعت الكلمة منه لكنها ابلعتها عندما تحدث هكذا بمنتهى الصراحة عما يريده فيها فسألته بثبات :
" انت تحتقرني إذن؟ ."
" على الأغلب ، نعم أحتقرك ، أن تتزوجي من اجل المال ،وتقبلي ذلك الحيوان زوجا
لك... فأي رجل محترم لا يحتقر إمرأة مثلك؟."
نظرت اليه ، وأصبحت على وشك أن توضح له الأمور ، ذلك الإيضاح الذي يبرئها
امام عينيه ، ولكن تعابير الإحتقار العميقة التي تبدو عليه ، أسكتتها عن الكلام ،
وعلى اية حال فهو لم يعطها فرصة لتحكي له قصتها ، وكان يتهمها دائما بأنها تسعى
وراء الأشياء المادية في الحياة ، فلماذا إذن تزعج نفسها في تفسير ما غمض من أمرها
؟ وقالت في نفسها ليظن بها الظنون
، ويتهمها ما شاء من إتهامات بانها مادية وهمها
هو المال ، ، حتى أنها تزوجت ذاك الرجل الذي أسماه حيوانا ، ولكنها لا تستطيع أن
تكون زوجة حقيقية لباريس طالما لا تربطهما صلة حب.
" إذن انت تحتقرني،وتتهمني ، ولكنني لا ابالي برايك فيّ ".
ضاقت عينا باريس ، وقال:
" كم كنت مخطئا في رأيي ، يوم عرفتك ، كنت انظر اليك كمثلي الأعلى ، المرأة
الكاملة."
نظر اليها بإشمئزاز وتابع:
" كنت فتيا في ذلك الحين ولا اعرف شيئا عن النساء أو شرورهن." إنطفأ صوته وراح في تفكير عميق، وأحست وخمنت ساندرا أنه كان يفكر بما فعلت به زوجته الأولى، صدق تخمينها
وسرعان ما تغيرت ملامح وجهه واصبحت مخيفة وايقنت ساندرا أنه إنتقل بافكاره إلى
ولده . أما هي فقد اخذ الخوف والحنان يتصارعان في قلبها ، وعرفت أن الحنان هو الذي
ينتصر وليس الخوف وقبل أن تتحرك ناحيته
قفز باريس عبر تلك المسافة التي تفصله عن ساندرا ، وأمسك بكتفيها بقسوة آلمتها ، وقال
:
" على الأغلب أنا اعرف القليل من شرورهن ، إنهن مخلوقات حقيرات وكرهي لك
قوي جدا ، حتى ...
" باريس"!
صرخت ساندرا وهي تجاهد لتتخلص من يده ، ثم تابعت:
" إنك تؤلمني ، أرجوك دعني اذهب."
ولكنه بدلا من ذلك ، امسك بها بقسوة أكثر وساندرا تصرخ من الألم أما هو كان يضحك ويقول:
" آلمتك ؟ يمكنني أن اقتلك في وقت من الأوقات ! سوف أجعلك تقاسين العذاب
الوانا كما وعدت ، كلما عادت اليّ تلك الذكريات."
شحب لونها ، وتراخت ساقاها ، لولا يدي باريس التي وبشكل غريب إحتضنتاها ومنعتاها من
السقوط.
دمعت عينيها وبصوت باكي أخبرته ساندرا :
" ارجوك دعني أذهب ."
ملأت الدموع عينيها أكثر ، وشعرت انها تريد أن تلغي الإتفاقية التي عقدتها معه وتهرب
بعيدا عنه ، بعيدا عن جزيرته عن كل تلك الأحزان والالام التي وقعت فيها، ستهرب ولن تضع قدميها عليها مدى الحياة ، ولكنها أضافت فجأه سؤال غريب أرادت التأكد منه ليس إلا :
" أصحيح أنك تستمتع بتعذيبي؟ ."
" بكل تأكيد وأحس بالسعادة والرضى ."!
أحست ساندرا بيديه تتراخيان شيئا فشيئا ثم وجدته يتركها ويتراجع الى الوراء ، ولكنه
بقي واقفا امامها ، تنطق تعابير وجهه بالشر ، فهو الرجل الذي يستطيع أن يقتل،
ولولا تدخل خدمه لقتل زوجته الأولى ، ومن يدري ماذا سيفعل معها ، سمعت ساندرا
صوته يعود للكلام:
" نعم إنني احس بالسعادة من إيلامك ، من جعلك تعانين الأمرّين ، جعلك تدفعين ثمن
ما قاسيت بسببك ، منذ مدة طويلة وانا أخطط اليك والإنتقام منك أشد إنتقام لأنك
رفضت الزواج مني."
تمالكت ساندرا نفسها وسالت:
" وهل موقفك هذا منطقي؟ ."
" الثأر لم يكن مرتبطا بالمنطق في يوم من الأيام ."
قالت في نفسها غريب امر هذا الرجل ، فقد كان وهو أصغر سنا يوم عرفته ، يمعن
النظر في جميع أفعاله ، متزنا في تفكيره ، يفكر بالعواقب ، فما الذي جرى له الان ؟
اهو حزنه الشديد الذي شوّش عقله؟
بقي واقفا قريبا منها وهي تنظر اليه ، الى عينيه الرماديتين الداكنتين لا تستطيع أن
تسبر أغوارهما ... ضيقتين مليئتين بالكراهية ، أعمى عن كل شيء إلا عن إشباع
رغباته ، وإنتصاره من غير رحمة.
بدأ قلبها يعلو ويهبط ، فإتخذت خطوة الى الوراء ، ولاحظت غمزات عينيه الساخرة
بحركتها تلك ، واقفا أمامها كالعملاق ، واثقا من نفسه، وشعرت ساندرا أنها وقعت في الفخ
اقترب منها باريس مرة أخرى، وهذه المرة لم يمسكها بقوة ولا بألم بل كانت لمساته جميلة رقيقة بشكل غريب، بدأت تثير في جسدها حرارة حتى أحست أن جسدها تحول من اللون الأبيض إلى الأحمر، ألصقها في جسده وبدأ ينحني لتشعر برجولته تطرق جسدها، حاولت المقاومة والتراجع لكنه فجأه حملها ومشى بها إلى الفراش
ابتلعت ريقها وحاولت الرفض لكنه ثبتها في السرير ومال عليها يقبل كل إنش في جسدها، كان أقوى منها جسديًا وكان احساس جسدها نفسه أقوى منها، عقلها يرفضه بكل قوة وقلبها وجسدها يريدانه أن يكمل رحلته بنفس القوة وأكثر
وما بين قلبها وعقلها وجسدها تاه فكرها، وراحت معه في عالم لم تدخل فيه من قبل، احست به يكشف ستر جسدها ويزيد من قبلاته التي لم تعد تلاحق عليها، ثم رفع نفسه عليها واقترب بأنفاسه السخنة ليلتهم شفتيها التي لطالما أسرت تفكيره واراد النهل من رحيقها، راحت في عالم آخر حتى أنها لم تعد تشعر بما يفعل، كل شيء كان حلو، كل شيء كان يزيد من نشوتها، حتى وصلا إلى المنطقة المحذورة حاولت رفضه ولكنه لم يستمع لها ابدا وأخيرًا دك حصونها ليشعر بشيء خاطيء ويتوقف فجأه عن كل شيء ويقترب من أذنها بصوت متحشرج متفاجئ متسائلاً : ساندرا أنتِ عذراء ؟!
" نحن لسنا مغرورون بالقدر التي ترين لكننا نعرف جيدًا حقوقنا وواجبتنا ونحسب خطواتنا لسنا مثلكم فعلاً، ومهما كنت بغيضا في نظرك عليك ان تتحمليني فأنا زوجك أليس كذلك ؟
ولكن ساندرا لم تقل شيئا فقط ابتعدت عنه وفضلت الصمت، لكنه لم يتوقف عن الكلام المستفز
وأخذ يذكّرها بزوجها القديم وكيف رضيت به وتحملته ولا تريد أن تتحمل باريس مثله
كلما جاء بسيرة زوجها السابق كانت تريد أن تقول له وتخبره أنها لم تكن زوجته إلا بالإسم، لكنه في كل مرة يستفزها أكثر فتقرر تركه لناره وتقرر الصمت وعد اخباره بشيء
" إنني متعبة."
هذا كل ما إستطاعت أن تقوله.
" تعالي الى هنا الان ساندرا."
هزت ساندرا رأسها آليا بالنفي وهي تنظر من النافذة الى الخارج ، حيث الشرفة الواسعة الطويلة
التي كانت تجلس فيها أحيانا تقرا بعض الكتب ، أو تمتع ناظريها برؤيا الحدائق
والبساتين الممتدة حتى البحر.
ساندرا !
" أرجوك ، إذهب."
كانت تتعجل ذهابه ، لأن الشعور بالإشفاق بدأ يغزو قلبها بالرغم من محاولتها طرده
، وخشيت من الإشفاق أن يجعل موقفها من زوجها مرنا بحيث يكون ظاهراً له ويحتقره مثلما فعل من قبل، وايضا مع كل هذا العذاب والاستفزاز هي لا تريد ان تمنح باريس الرضى والإرتياح ، بشعوره انه هزمها كليا وتمكن من مشاعرها ، وعادت
تقول:
"إذهب فأنا لا أريدك هنا ، وأنت تعرف ذلك."
إرتفع حاجباه البنيان ،وإتخذ خطوة نحوها ، هدوءه لم يخدعها فقد إعتادت على طباعه
المتلونة.
" انت زوجتي يا ساندرا وعليك طاعتي "
" لا أظن أن هذا التذكير ضروري
."
خبت إبتسامته وقال بنفس الطريقة الناعمة التي بدأ بها:
" في هذه الحالة ، لست بحاجة أيضا لأذكرك بواجبك"
ماذا تريد مني ؟ الطاعة ؟ أنا لا أعصى أوامرك من وقت مجيئي إلى هنا باريس أنت الذي يستفزني بإستمرار ويعاقبني من الهواء من اللا شيء
" لا ما أريده منك الآن ليس الطاعة فقط "
ونظر لها نظر بدأت تفهم مغزاها أو أحست به، فنظراته الآن مختلفة تشملها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، إحمر وجهها مع نظراته التي تصبح اجرأ واجرأ وعادت تنظر من النافذة ، ثم قالت محاولة أن تدفع دفة الحديث بعيدًا عن ما يريده :
" يبدو أنك لا تفكر أن هناك أمورا أخرى أهم من الواجبات والحقوق ، أليس
كذلك؟ ."
كانت تقول هذا وتفكر بذلك الحب العظيم الذي كان يحمله لها ، عندما قال انها إذا وافقت سيكون زواجه منها نعمة من الله.
" أنا لا يهمني مطلقا ما تقصدين، تذكري أنني يوناني ،ونحن نقيم علاقاتنا مع زوجاتنا ولو كنا نحتقرهن."
كادت أن تشهق عندما سمعت الكلمة منه لكنها ابلعتها عندما تحدث هكذا بمنتهى الصراحة عما يريده فيها فسألته بثبات :
" انت تحتقرني إذن؟ ."
" على الأغلب ، نعم أحتقرك ، أن تتزوجي من اجل المال ،وتقبلي ذلك الحيوان زوجا
لك... فأي رجل محترم لا يحتقر إمرأة مثلك؟."
نظرت اليه ، وأصبحت على وشك أن توضح له الأمور ، ذلك الإيضاح الذي يبرئها
امام عينيه ، ولكن تعابير الإحتقار العميقة التي تبدو عليه ، أسكتتها عن الكلام ،
وعلى اية حال فهو لم يعطها فرصة لتحكي له قصتها ، وكان يتهمها دائما بأنها تسعى
وراء الأشياء المادية في الحياة ، فلماذا إذن تزعج نفسها في تفسير ما غمض من أمرها
؟ وقالت في نفسها ليظن بها الظنون
، ويتهمها ما شاء من إتهامات بانها مادية وهمها
هو المال ، ، حتى أنها تزوجت ذاك الرجل الذي أسماه حيوانا ، ولكنها لا تستطيع أن
تكون زوجة حقيقية لباريس طالما لا تربطهما صلة حب.
" إذن انت تحتقرني،وتتهمني ، ولكنني لا ابالي برايك فيّ ".
ضاقت عينا باريس ، وقال:
" كم كنت مخطئا في رأيي ، يوم عرفتك ، كنت انظر اليك كمثلي الأعلى ، المرأة
الكاملة."
ماذا تريد مني ؟ الطاعة ؟ أنا لا أعصى أوامرك من وقت مجيئي إلى هنا باريس أنت الذي يستفزني بإستمرار ويعاقبني من الهواء من اللا شيء
" لا ما أريده منك الآن ليس الطاعة فقط "
ونظر لها نظر بدأت تفهم مغزاها أو أحست به، فنظراته الآن مختلفة تشملها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، إحمر وجهها مع نظراته التي تصبح اجرأ واجرأ وعادت تنظر من النافذة ، ثم قالت محاولة أن تدفع دفة الحديث بعيدًا عن ما يريده :
" يبدو أنك لا تفكر أن هناك أمورا أخرى أهم من الواجبات والحقوق ، أليس
كذلك؟ ."
كانت تقول هذا وتفكر بذلك الحب العظيم الذي كان يحمله لها ، عندما قال انها إذا وافقت سيكون زواجه منها نعمة من الله.
" أنا لا يهمني مطلقا ما تقصدين، تذكري أنني يوناني ،ونحن نقيم علاقاتنا مع زوجاتنا ولو كنا نحتقرهن."
كادت أن تشهق عندما سمعت الكلمة منه لكنها ابلعتها عندما تحدث هكذا بمنتهى الصراحة عما يريده فيها فسألته بثبات :
" انت تحتقرني إذن؟ ."
" على الأغلب ، نعم أحتقرك ، أن تتزوجي من اجل المال ،وتقبلي ذلك الحيوان زوجا
لك... فأي رجل محترم لا يحتقر إمرأة مثلك؟."
نظرت اليه ، وأصبحت على وشك أن توضح له الأمور ، ذلك الإيضاح الذي يبرئها
امام عينيه ، ولكن تعابير الإحتقار العميقة التي تبدو عليه ، أسكتتها عن الكلام ،
وعلى اية حال فهو لم يعطها فرصة لتحكي له قصتها ، وكان يتهمها دائما بأنها تسعى
وراء الأشياء المادية في الحياة ، فلماذا إذن تزعج نفسها في تفسير ما غمض من أمرها
؟ وقالت في نفسها ليظن بها الظنون
، ويتهمها ما شاء من إتهامات بانها مادية وهمها
هو المال ، ، حتى أنها تزوجت ذاك الرجل الذي أسماه حيوانا ، ولكنها لا تستطيع أن
تكون زوجة حقيقية لباريس طالما لا تربطهما صلة حب.
" إذن انت تحتقرني،وتتهمني ، ولكنني لا ابالي برايك فيّ ".
ضاقت عينا باريس ، وقال:
" كم كنت مخطئا في رأيي ، يوم عرفتك ، كنت انظر اليك كمثلي الأعلى ، المرأة
الكاملة."
نظر اليها بإشمئزاز وتابع:
" كنت فتيا في ذلك الحين ولا اعرف شيئا عن النساء أو شرورهن." إنطفأ صوته وراح في تفكير عميق، وأحست وخمنت ساندرا أنه كان يفكر بما فعلت به زوجته الأولى، صدق تخمينها
وسرعان ما تغيرت ملامح وجهه واصبحت مخيفة وايقنت ساندرا أنه إنتقل بافكاره إلى
ولده . أما هي فقد اخذ الخوف والحنان يتصارعان في قلبها ، وعرفت أن الحنان هو الذي
ينتصر وليس الخوف وقبل أن تتحرك ناحيته
قفز باريس عبر تلك المسافة التي تفصله عن ساندرا ، وأمسك بكتفيها بقسوة آلمتها ، وقال
:
" على الأغلب أنا اعرف القليل من شرورهن ، إنهن مخلوقات حقيرات وكرهي لك
قوي جدا ، حتى ...
" باريس"!
صرخت ساندرا وهي تجاهد لتتخلص من يده ، ثم تابعت:
" إنك تؤلمني ، أرجوك دعني اذهب."
ولكنه بدلا من ذلك ، امسك بها بقسوة أكثر وساندرا تصرخ من الألم أما هو كان يضحك ويقول:
" آلمتك ؟ يمكنني أن اقتلك في وقت من الأوقات ! سوف أجعلك تقاسين العذاب
الوانا كما وعدت ، كلما عادت اليّ تلك الذكريات."
شحب لونها ، وتراخت ساقاها ، لولا يدي باريس التي وبشكل غريب إحتضنتاها ومنعتاها من
السقوط.
دمعت عينيها وبصوت باكي أخبرته ساندرا :
" ارجوك دعني أذهب ."
ملأت الدموع عينيها أكثر ، وشعرت انها تريد أن تلغي الإتفاقية التي عقدتها معه وتهرب
بعيدا عنه ، بعيدا عن جزيرته عن كل تلك الأحزان والالام التي وقعت فيها، ستهرب ولن تضع قدميها عليها مدى الحياة ، ولكنها أضافت فجأه سؤال غريب أرادت التأكد منه ليس إلا :
" أصحيح أنك تستمتع بتعذيبي؟ ."
" بكل تأكيد وأحس بالسعادة والرضى ."!
أحست ساندرا بيديه تتراخيان شيئا فشيئا ثم وجدته يتركها ويتراجع الى الوراء ، ولكنه
بقي واقفا امامها ، تنطق تعابير وجهه بالشر ، فهو الرجل الذي يستطيع أن يقتل،
ولولا تدخل خدمه لقتل زوجته الأولى ، ومن يدري ماذا سيفعل معها ، سمعت ساندرا
صوته يعود للكلام:
" نعم إنني احس بالسعادة من إيلامك ، من جعلك تعانين الأمرّين ، جعلك تدفعين ثمن
ما قاسيت بسببك ، منذ مدة طويلة وانا أخطط اليك والإنتقام منك أشد إنتقام لأنك
رفضت الزواج مني."
تمالكت ساندرا نفسها وسالت:
" وهل موقفك هذا منطقي؟ ."
" الثأر لم يكن مرتبطا بالمنطق في يوم من الأيام ."
قالت في نفسها غريب امر هذا الرجل ، فقد كان وهو أصغر سنا يوم عرفته ، يمعن
النظر في جميع أفعاله ، متزنا في تفكيره ، يفكر بالعواقب ، فما الذي جرى له الان ؟
اهو حزنه الشديد الذي شوّش عقله؟
بقي واقفا قريبا منها وهي تنظر اليه ، الى عينيه الرماديتين الداكنتين لا تستطيع أن
تسبر أغوارهما ... ضيقتين مليئتين بالكراهية ، أعمى عن كل شيء إلا عن إشباع
رغباته ، وإنتصاره من غير رحمة.
بدأ قلبها يعلو ويهبط ، فإتخذت خطوة الى الوراء ، ولاحظت غمزات عينيه الساخرة
بحركتها تلك ، واقفا أمامها كالعملاق ، واثقا من نفسه، وشعرت ساندرا أنها وقعت في الفخ
اقترب منها باريس مرة أخرى، وهذه المرة لم يمسكها بقوة ولا بألم بل كانت لمساته جميلة رقيقة بشكل غريب، بدأت تثير في جسدها حرارة حتى أحست أن جسدها تحول من اللون الأبيض إلى الأحمر، ألصقها في جسده وبدأ ينحني لتشعر برجولته تطرق جسدها، حاولت المقاومة والتراجع لكنه فجأه حملها ومشى بها إلى الفراش
ابتلعت ريقها وحاولت الرفض لكنه ثبتها في السرير ومال عليها يقبل كل إنش في جسدها، كان أقوى منها جسديًا وكان احساس جسدها نفسه أقوى منها، عقلها يرفضه بكل قوة وقلبها وجسدها يريدانه أن يكمل رحلته بنفس القوة وأكثر
وما بين قلبها وعقلها وجسدها تاه فكرها، وراحت معه في عالم لم تدخل فيه من قبل، احست به يكشف ستر جسدها ويزيد من قبلاته التي لم تعد تلاحق عليها، ثم رفع نفسه عليها واقترب بأنفاسه السخنة ليلتهم شفتيها التي لطالما أسرت تفكيره واراد النهل من رحيقها، راحت في عالم آخر حتى أنها لم تعد تشعر بما يفعل، كل شيء كان حلو، كل شيء كان يزيد من نشوتها، حتى وصلا إلى المنطقة المحذورة حاولت رفضه ولكنه لم يستمع لها ابدا وأخيرًا دك حصونها ليشعر بشيء خاطيء ويتوقف فجأه عن كل شيء ويقترب من أذنها بصوت متحشرج متفاجئ متسائلاً : ساندرا أنتِ عذراء ؟!