الفصل 19

( لقاء )

ها هى تلهس بصوت مرتفع أثر ركضها بسرعه بين ممرات المستشفى فهى قد وصلت بسرعه رهيبه رات أحد الممرضات فاتجهة نحوها مباشرة وسالتها بقلق وذعر واضحين على معالم وجهها : لو سمحتى فى حد جى هنا بخناقه أسمه مراد

رفعت الممرضه حاجبها ونظرت لمنه بسخريه : أنتى بقا منه الى كان عمال يخطرف بأسمها

أستنكرت منه نظراتها ونبرتها الساخره لجتاحها الغرور فجاه فلا أحد يفهم كيد النساء ألا امراة من نفس جنسها : أيوا انا قوليلى بقا هو فين

الممرضه بلامبالاه : جوا فى الاوضه الى ورايه دى بس معاه واحد تانى برضوا ومتعور جامد وشكلوا كدا ناوي يعمل بلاغ

منه بقلق وخوف : بلااغ !! طب أسمه أى الى معاه دا ؟

نظرت الممرضه بالملف الذى بيدها ومن ثم وجهه نظراتها لمنه مرة أخرى وهتفت بجديه : أسمه يحيى

شهقة منه ودخلت للغرفه بدون أستأذان لتراهم جالسون كل واحد على فراش لتتجه الى أخيها وتحدثت بقلق واضح : يحيى مالك أى الى حصل كدا

نظر لها يحيى بتعب : متقلقيش يا حبيبتى أنا كويس

_ كويس أزاى بس وانت متخرشم كدا قولى مين عمل فيك كدا

نظر يجيى لمراد وقبض على يده : متقلقيش عليا دا أنا كنت باخدلك حقك وأخدته خلاص

عقدت منه حاجبها فهى لم تفهم كلمه منه لتنظر لمراد  بتعجب : هو أى الى حصل وبتاخد حقى ازاى ؟

تنهد مراد بحزن وهتف بألم وهو يحاول ان يعتدل بجىسته لتتجه اليه منه بعفويه لتسانده : بياخد حقك منى يا منه مش هو دا الى أنتى عايزاه أتربى وأفهم غلطى

علامات التعجب لم تختفى من وجهها بل زادت ليكمل هو : جى كسر عضمى وعلمى الأدب عشان بعد كدا مفكرش أنزل دموعك ولا أخونك جى عرفنى أنك عندك صهر وسند لو حولت أقل معاكى هيقفلى بالمرصاد

ابتسم يحيى بفخر : عشان تعرفى يا منه أن عندك اخ جامد جموده

أنكمشت ملامح مراد بضيق : يا عم أسكت ما كان ممكن تعرف أنها عندها اخ جامد من غير ما تكسرنى كدا عجبك التشوهات الى عملتهالى دى

نفخ يحيى بلامباره وهو يحرك عينيه بأتجاه اخر : هشش عشان تعرف غلاوتك عندها يا عبيط بعمل معاك خدمه وأنت بتظلمنى

سالت بفاه فارغ : يعنى أى مش فاهمه!!

يحيى بنرفزه : هتفضلى هبله لحد أمتى هاا؟

منه بصدمه وهى تحاول أن تفهم ما حدث بينهم : يعنى انتوا بتمثلوا عليااا !!

يحيى بعصبيه وهو ينظر لمراد : مش أنا قلت أنها هبله

_ هو فى أى انا مش فاهمه حاجه

مراد بهدوء ونبرة يكسوها الحنان والحب : منه يحيى جالى النهارده وأتخانق معايا خناقه للسماء ومل ظا عشان زعلتك وأتهبلت فى عقلى وهببت الى هببته دا وزى ما أنتى شايفه كدا دى النتيجه وبرضوا مش هطلقك يا منه لو هتدغدغوا عضمى وتخلونى مش قادر امشى برضوا مش هطلقك منه أنا بحبك

نظرت منه لأخيها المبتسم غمز لها ورفع حاجبه بطريقه تعلم مغزاها تمام فهو أخيها وكتاب مفتوح لديها همهمت وحاولت صنع وجهه بارد غير مبالى ولوحت بيدها لمراد واتجهت لتحلس مقابل أخيها : وأنا قلتلك يا مراد جواز مش هكمل وهننفصل وياريت يبقى الموضوع فى تحضر اكتر من كدا

ضرخ بذهول : تحضر!! انتى مش واخده بالك اخوكى عمل فياا اى وتقوليلى تحضر دا أنا لو روحت لأمى كدا هتيجى تعمل من أخوكى بطاطس محمرة

نظرت له بتحدى : والله أنت الى جبته لنفسك وماما سحر عمرها ما تعمل فى يحيى حاجه وهتشكره كمان

غمغم بغيظ : لا والله ! وتشكر ليه ان شاء الله

_ عشان علمك الأدب أنت مستهون بالى عملته دا ولا أى يا أستاذ

_ توبه والله يا منه أرجعيلى بقا انا مش عارف اكمل حياتى من غيرك

_ دا انت بتحلم رجوع مش هرجع

تحدث يحيى بشماته وتشفى : تستاهل أنا اختى جوهرة وأنت اتبطرت على النعمه دى وأهى بتذول من أيدك أهو

امسك مراد قارورة المياه التى بجانبه وألقاها بأتجاه يحيى وهو يهتف بنرفزه : يا عم يحيى ما تخليك محضر خير انت حد مسلطك علياا هى يعنى أختك ناقصه أنك تشعللها أكتر هى أشعال ذاتى مش محتاجه يعنى دا بدل ما تعقلها و... 

قاطعته منه باستنكار : أى تعقلها دى قصدك أنى مجنونه !

هز مراد راسه بسرعه : لا لا أنا الى مجنون وستين مجنون

_ أه بحسب

صرخ مراد بألم وهو يتصنع ملامح الوجع : اااه درااعى هتف كلماته وهو يمسك بذارعه المجبر لتقف منه وتتوجهه نحوه بسرعه وهى تساله بقلق واضح : فى أى ماله دراعك حاسس بوجع أنادى الدكتور طيب

أبتسم بحب وهو يمسك بيدها الموضوع على الجبيره : أنا عمرى ما هكون كويس وأنتى بعيدة عنى يا منه

أرتعشت وأرتعش قلبها من كلماته نظرت ليده الممسكه بيدها وعيناها التى تلمع بالخب والأسف والندم تنهدت وهى تحاول لملمت زمام مشاعرها المبعثره لتبعد يدها : مراد أنا .. 

قاطعها بسرعه : منه أنتى عارفه أنا من يوم خروجك من الشقه وبياتك فى بيت والدك بعد وفات والدتك الله يرحمها وأنا مش عارف أنام زى الناس منه أنا لما بنام بقيت بحلم بكوابيس انك بتبعدى عنى ومش بعرف امسكك منه مجرد فكرة انك تبقى بعيدة عنى دى أنا مش قادر اتقبلها سامحينى دا ربنا بيسامح يا منه أنا بحبك ومش مع أول غلطه هتعلقيلى حبل المشنقه وتقوليلى نتطلق أنا مقدرش أكمل حياتى من غير وجودك فيها

اترون دموعها التى تنساب على وجنتيها وكأنها حبات مطر يعرف طريقه للسقوط ووصوله للأرض هل تبكى بحزن وألم على حبيب طعنها بقلبها وهو لم يبالى بمدى وجعها تبكى بألم على قلب بات من الحنين يحرقها حنين لمعشوقها حنين له بمعنى الكلمه قلبها يقول لها أقتربى منه ودعى كل ما حدث يذهب مهب الريح فالجميع يخطا وهو الأن يتاكل من الندم ويعتذر فماذا تنتظر بعد حتى تسمع للقلب وترتمى بين أحضان حبيبها وزوجها وأب لأبن ينمو داخل أحشأها ...

مشوشه هى فالقلب يقول نعم والعقل يقول أبتعدى فالأقتراب هو التهلكه أن أقتربتى فسيحرقك وستبكين ألف مرة فالخيانه هى السكين التى ستموت بها يوم ما فمن يخون مرة يخون ألف مرة

ابتعدت خطوه عنه وهى تنفض راسها محاوله ان تهدا ذلك التشوش وتلك الافمار المسمومه التى تجعلها لا تعرف الى أى قرار تأخذ هل تسمع قرار قلبها وترتمى بين احضان حبيبها وتبدا صفحه جديدة أم تسمع لعقلها وتحتفظ بكرامتها وتبتعد لتبدا حياه جديد وحدها بدون خيانه ....

أيهما الفائز القلب أم العقل ؟!

وسط كل تلك الدوشه التى بداخل منه دخلت مها عليهم بسرعه وهى نظر للغرفه بقلق لتتجهه نحو يحيى وتمسح على راسه بقلق : يحيى فى اى مين عورك كدا وليه متصلتش عليا هو أنا مش مراتك برضوا ولا أى

أبعد يدها عنه بحده : أنتى أى الى جابك ومين قالك أنى هنا

توترة لحدته : جيت أطمن عليك يا يحيى ومنه الى قالتلى أنا بجد مش متصورة أن يحصلك كدا ومتتصلش عليا هو للدرجه دى انت لغيت وجودى من حياتك خلاص؟!

نظر لها نظرة طويله ومن ثم ابعد عينيه عنها وحولها للباب : أمشى يا مها

مادت أن تتحدث بذهول ولكن قاطع حديثهم دخول الممرضه وهى تدخل وعلى وجهها ابتسامه أقتربت من يحيى وعينيها يخرجان قلوب : الدكتور قالى أشوف جروحك

هز يحيى راسه بهدوء ليدعها تقترب منه وتنظر لجروح جبهته لتحتبس أنفاس مها وهى تراه ينظر للممرضه التى اقتربت من وجهها كثيرا حاولت مها التحكم بغضبها أبتعدت خطوه عنهم لتتابع المشهد بصمت قاتل

ابتسمت الممرضه باتساع وهى تمسح على والجرح الموجود على جهبة يحيى هاتفه بدلع انثوي : سلامتك يا أستاذ يحيى أنا ميرنا كنت جارتكم فى البيت القديم اول ما شوفتك شبهت عليك لحد ما أفتكرتك بجد مبسوطه ان الصدفه جمعتنا تانى

انتبهت منه لحديثها بعدما كانت شارده لتهتف بترقب : ميرنا بنت عمو أحمد

هزت ميرنا راسها بهدوء : ايوا

ابتسم يحيى : مبسوط أنى شوقتك تانى يا ميرنا

نظرات عاشقه عينان تلمع وقلب يرتجف من حب دفين لتبتسم ميرنا وهى تضع لاصق الجروح : وأنا مبسوطه أكتر منك لانى كنت بدور على أى وسيلة تواصل ليك الفترة الأخيرة دى

_ وادينا شوفنا بعض من تانى
هتف يحيى جملته غير مدرك عن نظرات مها التى حرقهم فعليا

_ممكن تخلصى شغلك بقا عشان عايز أطمن على جوزى
نطقتها مها بحدة واضحه بل ومبالغ بها أيضا وهى تقترب وتقف فوق راس يحيى تنظر لتك الميرنا بنظرات جامده حاده لا تليق الا بانثى متملكه ... متملك لحبيبها وزوجها

أنهت الممرضه ( ميرنا ) عملها لتخرج من الغرفه متوتر ومرتبكه من نظرات مها

بداخل الغرفه
_ اى الى انتى عملتيه دا كلمتى البنت بأسلوب وحش جدا
قالها يحيى وهو يرفعةحاجبه لتلوح مها بيدها بضيق : لو سمحت يا يحيى متدخلش معايا فى مناقشه عن الزفته دى

يحيى بصدمه : زفته !! اى الاسلوب دا ابتسم بسخريه ..هه اه صح نسيت أن حضرتك مها هانم بنت الحسب والنسب صاحبتة الشريكات وأى حد بالنسبالها زفته ونكرة

مها بنرفزه : يحيى متفسرش كلامى على مزاجك أنت مشوفتش كانت بتبصلك أزاى دى كانت هتاكلك بعينيها وبتتلزق كدا ليه دى معملتش اعتبار لحد وأنت بتساير معاها ولا كانى موجوده هواء انا شفافه !!

يحيى بلامبالاه : انتى مكبرة الموضوع والبنت محترمه جدا ومعملتش حاجه اوفر يعنى

مها بذهول : لا والله

هز يحيى راسه : اه والله

مها بغيظ : بكذب أنا يعنى

كاد يحيى أن يتحدث ولكن قاطعه صوت أخته منه وهى تقول : لا يا مها مبتكذبيش لان ميرنا من وأحنا صغيرين وهى بتحب يحيى اخويا ودايما كانت بتلمحله بس هو مكنش واخد باله

اشارت مها لمنه وهى تهتف بانفعال وعيناها متوجهه صوب يحيى : أهو شوووف بقولك أى أنت جوزى انا ومتتكلمش مع بنات تانى غيرى سمعت

رد عليها بتهكم : دا على أساس انا شغال عندم صح ولازم اسمع كلامك

حاولت تهدات أعصابها : يحيى أنت عارف أنى مكنتش اقصد كلامى العبيط دا وأنى لما بكون مدايقه بقول أى كلام هو لو مش أنت الى هتستحملنى مين يعنى الى هيستحملنى ....

دائما يقولون أن القلب يفوز على العقل فى معركة الحب ولكن عندما يكون المعركه خادشه للكرامه النتيجه تكون مختلفه ولكل شخص طاقه ..

. . . . . . . . . .   . . . . . . 

القاء قد يكون موقف يجمع بين عالمين

زُينت صالة الأجتماعات بحرافية فاليوم ستشهد على حضوراً هام لغيث العطار وشريكه الجديد فى مشروعه أمير الدمنهورى صاحب شركة الجاسر للأستراد والتصدير، جلسوا جميعاً على الطاولة العملاقة بأعين تتراقب وصول أمير الدمنهورى  فالجميع يستمع بأنجازته ولكن لم تسنح للبعض فرصة اللقاء  به ....
جمعت الطاولة كبار رجال الأعمال فمنهم من ود اللقاء بشريك الغيث ومنهم من يكن العداء الشديد لغيث العطار وينتظر له الخطاء حتى يوقع به رغم أنها المرة الأولى التي سيلتقون بأمير الدمنهورى الا أن غيث العطار كان حريص كل الحرص أن يكون ذلك الاجتماع يشمل كل من بالشركه ... ما هى الا دقائق حتى دخل الشريك المنتظر بهيبته وخلفه أبنه نسخته الثانيه ولكن ملامحه أكثر حده ...غموض ... وجديه أقترب أمير الدمنهورة وعلى وجهه أبتسامه بشوشه ليصافح غيث بهدوء : أهلا غيث باشاا

ابتسم غيث بترحيب : لا غيث باشا أى حضرتك الى باشاا هو انا أجى أى جمب حضرتك

ربت أمير على يد غيث وتحدث بجديه : جاسم أبنى والمدير الأدارى لشركتى ( شركه الجاسم ) ابتسم غيث بعمليه : اهلا وسهلا أتشرفت معرفتك أستاذ جاسم

نظر له جاسم بنظرات فاحصه كالصقر ليهتف بصوته الرجولي ذو البحه : الشرف ليا أستاذ غيث

جلس غيث على كرسيه وهو يشير لهم : نبدا شغل

هز كل منهم راسه غير مبالى بالأعين المتفحصه فأمير الدمنهورى رجل فى عقده الخامس تقريبا ومع ذلك مازال يحتفظ بليقاته وجماله الرجولى الذى ورثه عنه نجله جاسر الشاب العشرينى ذو الملامح الخشنه الحاده غامض هذا هو وصفه الأدق فلا احد يستطيع تفسير معالم وجهه كل ما تكتبه عنه الصحافه هو انه حاد الطباع وصعب المعامله لا يعرف الرحمه فالعمل هو اساس حياته ومن يدخل امامه فى ثفقه حتما سيخسرها يلا شك لا يسمح للحب ان يلتقى بقلبه رغم جو الألفه الحب الذى يجمع والده بوالدته وتين الا أنه رافض ذلك الحب ان يلتقى بحياته فهو يراه ضعف وسذاجه يكرث حياته لوالديه وعمله وبناء كيان اعظم فقط ....

انتهى الاحتماع برضى الطرفين فغيث العطار يحترم أمير كثيرا فهو معرفه قديمه لجده وقد قرروا التعاقد وامضاء أوراق الشراكه بأسرع وقت واتفقوا على ان يجتمعوا غدا ببيت الجد سليمان لتتعرف العايلتين على بعضهما وهذا قرار صادر من قبل الجد ولا رجعه له.

تنهد جاسم وهو يرى والده يدخل سيارته : أنا هروح أنا يا جاسم وأنت متتأخرش عشان وتين متقلقش عليك 

ابتسم جاسم بهدوء وهو يهز راسه وبتجهه نحو سيارته ليستقلها وعيناه تتابع سيارة والده التى اختفت عن أنظارة ليتنهد ويبدا بالقياده بلا اتجاه معين يتذكر مواقف له وهو بين أسرته ينعم بالحب والأمان مشاكاساته مع أخته وأخيه شارد بمواقف جعلت يبتسم دون أرادته ولكن اوقف السيارة بسرعه ليترجل منها وهو ينظر لما اصطدم بها ويهتف بضيق : أنتى متخلفه ؟

رفعت راسها وهى تراها واقف أمامها بكل كبرياء ويصرخ بها .. انتظروا لحظه ماذا قال متخلفه انعتها بالتخلف الان نفخت خديها ورفعت خصلات شعرها وهى تقول بعصبيه ووجها قد أحمر من جلستها الطويلة بالشمس : أنا الى متخلفه يا أعمى ؟؟

جاسم بعصبيه : انتى قليلة الأدب

أجابته بنفس العصبيه : وأنت عديم الذوق

تركها مكانها وذهب ليدخل سيارته مرة أخرى لتتجمع الدموع بعينيها بضيق على حالها وهى تراه يقوم بتشغيل السياره، تحاول تحريك الكرسى المتحرك الذى تجلس عليه لتنهى محاولتتها الثلاث بالفشل عيناها اغرقت بالدموع فهى معادتها تفشل قواها عندما تحتاجها تعجب هو لامرها وعدم تحركها من أمام السياره لينزل منها مرة أخرى ليرى ما امهر تلك الفتاه اتحاول الأنتحار ام تستهزاء به، عقد حاجبيه بعدم فهم لبكاءها كل هذا لانها نعتها بالمتخلفه !؟ أقترب منها وأمسك بالكرسى وحركه بعيدا عن الطريق بهدوء بدون كلمه تاركه تكمل بكاءها بحريه ليوقف الكرسى بجانب بعيد عن مرما السيارات وهاا هو بدون مبالاه لامر تلك المسكينه يركب سيارته مرة أخرى ويتحرك بعيد عنها ... 

هذا هو لقاء الجاسر... أعصار رغم هدوء ملامحه صادم للكل ردود أفعاله غير مفهومه، حنون هو أم قاسى لا يعرف الرحمه ؟!

. . . . .

بمكان مختلف ومع ابطال جديده وبالتحديد بقسم شرطه سوهاج وبالأخص بمكتب ( حازم أدهم )

يجلس على كرسى مكتبه مبتسم وهو يراها أمامه على شاشة الحاسوب فلاطالما كانت تلك هى الحظات التى تجمعه بها  ...

هتفت والحزن يسطر على ملامحها :_قولت ان الماموريه بتاعتك دى هتخلص أسبوع واحد الوقتى بقالك تلات اسابيع يا حازم 

إبتسم حازم بخبث : هتفرق أيه يعنى أسبوع من تلاته ها هو مش أنتى زعلانه مني ومكنتيش حابة تشوفيني ولا تتكلمى معايا خالص ؟

رمقته بنظرة طفولية : أنت رخم أوى على فكرة كنت بتدلع عليك وأنت مصدقت وبعدت وقلت يا فكيك

لمعت الحب عرفت طريقها بعيناه فلم يعد يرى سوى تلك العينان التى لاطالما وقع أسيراً لها فهتف بدون وعى : وحشتيني  ..

قابلته هى ببتسامه خجوله ليكمل هو بجدية :_أحنا فعلا كنا جاين اسبوع واحد بس الموضوع طول القضيه لسه مخلصتش وأصر أونكل أحمد أننا نكملها للأخر وهنرجع بعد بكرا بأذن الله

إبتسمت بسعادة : بجد ؟

غمز لها بمكر  : بتحاولي تداري حبك ليا بس بتفشلي دايماً يا شمس

زفرت شمس بضيق : أنت ليه بتحب دايماً تحرجني بكلامك والله هشتكيك لبابا وهو يعرف يتصرفىمعام وليه بابا صحيح كفايه عليك أخويا جاسم ؟ ..

ضحك حازم بقوه وهو يرفع يديه علامه الاستسلام وهو يهتف بتسليه  : أهدى بس كدا لا أونكل أمير ولا جاسم أنا مش قدهم خالص وبعدين أنا بحب أرخم عليكى كدا عشان بعشقك أكتر لما بشوفك حمرا زى الطماطم كدا ..

_ طماطم وفى المكتب والله معنديش مشكله المهم نشوف شغلنا يا حضرت الضابط

أنتفض حازم بذعر ليتفاجئ ويرفع راسه عن الحاسوب ليجد أحمد مستنداً بذراعيه لجواره فأسرع بالوقوف قائلاٍ بصدمة : أونكل أحمد !

إبتسم أحمد بسخرية وهو يشير للحاسوب : دأنت اللي أونكل والله دا أنا معرفش عملتها أزاي دي ؟! ..أنا من يوم ما جيت هنا مش عارف أخد وقت أكلم شورق فيه وأنت قاعد كدا ولا على بالك ولا همك التفتيش يمر ولا انك تتقفش بيه ؟

هتف حازم بسرعه : الجهاز تحت أمرك كلمها وأنا هغطي علي حضرتك

ضيق أحمد عيناه بغضب ليقف قليلاٍ قائلاٍ بتفكير : هتعرف تغطى عليا فعلا ؟

إبتسم حازم بمرح :عيب عليك دانا أ...

قاطعه أحمد بجدية مصطنعه : هنهزر ولا أيه اتنيل أخرج يلا شوف شغلك ؟

أستقام حازم بوقفته سريعاً : العفو يا أونكل أتفضل وأنا بره بشوف شغلى جامد على الأخر ..

وبالفعل خرج حازم سريعاً فأبتسم أحمد وهو يتراقب خوفه البادي على وجهه،جلس محله وجذب الحاسوب ليطلب حبيبته المشاكسه وزوجته شروق وهى أسم على مسمى فهى قد أشرقت حياته بعشقها الذى تغلل بقلبه بكل هدوء ورويه ليجعله ينطق بكل حب امام العالم بأكمله عن مدى حبه وغرابه بتلك المشاكسه ......

أتصل بها دقائق وظهرت صوته أمامه بشاشة الحاسوب ليهتف بنرة مشتاق : وحشتينى

_ والله عالى أنك لسه فاكرنى يا أستاذ أحمد

هتف أحمد بحب وهو ينظر لملامحها الذى اشتاق لها وكانه يحفظ ملامحها : صدقينى من وقت ما وصلت وانا معرفتش افضى

حاولت تصنع الغضب قائلة  : وأيه اللي هيخليك تفضالي أكيد البنات اللي عندك عاجبينك أكتر .

تعالت ضحكات أحمد بعدم تصديق لتصفن به لثواني طالت بالدقائق؛ فقال بعدم تصديق : هتفضلي زي مأنتِ يا شروق مش هتتغيري مهما كبرت خدى بالك أنا فى سوهاج مش فى شرم ولا الغردقه أعقلى كدا ..

رفت حاجبها بأستنكار : وأى يعنى سوهاج يعنى هى سوهاج دى مفيهاش بنات

ضحك وهو يقول ببتسامه وهو يحاول تقليد اللهجه الصعيديه  : لا فيها بس الى هيبص عليها هيخاد طلقه فى نفوخه انتى متعرفش أن الرجاله عندينا دمها حامى

ضحكت عليه وهى تقول بحب ونبرة عاشقه يكسوها الحنين : بحبك أوى يا أحمد

أبتسم بعشق جامح وهو يهتف بخفوت متابع ملامحها العالقه بقلبه : وأنا بعشقك يا قلب وروح أحمد قوليلى يا عيونى ميمو عامله أى معاكى

عقدت حاجبيها بتذمر : مطلعه عين يا احمد بجد البنت دى أنا مش عارفه اتصرف معاها أزاى دى مكنتش كدا اى الى حصل مش عارفه ولا قادرة أفهمها

ضحك على تذمرها المعتاد : معلش يا حبيبتى أصل هى طلعالك طقه زيك كدا متقلقيش عليها

_ أنا طقه يا أحمد !! دا أنا نسمه بلسم كدااا محدش بيحس بيا

ابتسم بحب وهو يهتف بسخريه : أنتى هتقوليلى انا عارف يا حبيبتى انك نسمه اوى ...

. . . . . . . . . . . . .

بمنزل أدهم
دخل ليبدل ملابسه وهو يتنهد عاقد حاجبيه لا يعلم ما حدث بالخارج كيف له أن يوافق ان يجلس وياكل نعها بدون تواجد زوجته !! هذا ليس من اخلاقه نظر لزوجته المستلقيه على الفراش ليقترب منها ويبدا بأبعاد خصلات شعرها المتمرده ليبتسم على تذمرها لملامساته ليقترب منها ويبدا بطبع قبله ناعمه على أحدى وجنتيها ولم يكتفى بذلك بل طبع على الاخرى  لينظر لشفتيها ويشعر بأن الجو أصبح أكثر حراره أقترب من شفتيها وقبلهما برقعه ونعومه معتاد عليها معها ليشعر وكانه متعتش للمسها والأنفراد بتلك الشفتين ليقترب مرة أخرى ويطبع قبله ثانيه ولكن ازدادت حدت قبلاته واحده تلو الاخرى حتى اصبحت قبلةدتة اكثر شغفًا وأكثر قوة، فتحت عينيها لملامساته وقبلاته ويديه التى حاوتطها بتملك توردت وجنتيها بحياء، شعرت انها تختنق وبحاجه للهواء وكانه شعر بها ليبتعد عنها قليلا ليجعلها تلتقط انفاسها أبتسم لوجنتيها المحمرتين : ( وحشتينى يا سمر ) ومحتاجك جدا الوقتى

نظرت له بحب وأبتسمت بهدوء ورقه ليقترب منها هامسًا لها : صدقينى هبقى حنين معاكى ومش هتعبك وهحاول اتبع تعليمات الدكتور بس أنا لو متملكتكيش الوقتى شيطانى ممكن يخلينى أعمل حاجات انا مش عاوز اعملها

لم تفهم كلامه ولذلك عقدت حاجبيها وكادت أن تتحدث ولكن لم يعطيها الفرصه بل أقترب من عنقها يقبله بنهم وتلذذ وكانه يلتهم طبق حلوى يجتاحها بهمسه وقربه ومشاعره الجياشه التواقه لوصالها فأسلمت حصونها، تاركه له القياده فى بحر التوق، ليرسو بها فى شاطق العشق ولذة القرب المتاح المتوج بالحلال ليعلن هيمنة عليها وملكيته لها.

خارج جدران تلك الغرفه تقف هى تتصنت عليهم وتشتعل من الغضب والحقد قابضه على يديها فقد فشلت خطتها للوقوع به كيف يجروء على مقاومته لها... أيريد الحرب؟ اذن هى جاهزه للحرب ولن تخرج خاسرة مهما كلفها الأمر فهى من راته الأول وهى من تستحق أن تكون بين احضانه ...

. . . . . .

_ دى هبله وعبيطه ومش فاهمه حاجه
هتفت ريهام جملتها لزوجها الواقف بجانبها يقطع البصل لبنظر لها ويسالها بعدم فهم : ليه يعنى ؟

ريهام وهى تقلب قطع الدجاج : عشان سايبها قاعده معاه فى الشقه دى باين عليها واحده خبيثه وأنا كول عمرى مش برتحلها وسمر مش قادرة تفهم أنها كدا بتحط النار والبنزين جمب بعض وفى شقتها

رفع أسامه حاجبه محاولا فهم ما تومى أليه زوجته : قصدك أن أدهم ممكن يبص لقريبت سمر دى ؟

هزت ريهام راسها بنعم : وارد جدا يا اسامه أصل بالعقل كدا البنت دى مش وحشه وسمر الفترة دى تعبانه ومش عارفه تراعى أدهم كويس ودا ممكن يسبب تقصير من ناحيتها عكس الزفته دى واخده بالها من نفسها اوى ولبسها دا اوفر أوى وأدهم راجل ووارد جدا يضعف

عقد أسامه حاجبيه واقترب منها ليحاوطها من ظهرها ويدخل راسها بعنقها ليقبل عنقها بنعومه ويهمس بهدوء : عندك حق بس هو يعنى اخوكى ضعيف للدرجه دى ؟ مظنش أن ادهم بالضعف دا

التفت له لتلف يديها حول عنقه : مش قصدى انه ضعيف او لا أنا أقصد ان متحطش نار وبنزين فى مكان واحد وبعد كدا نزل ان المكان ولع واتحرق الغبيه مش....

وضع أصبعه امام فمها وهو يقترب نحوها هامسً بفحيح : هو أحنا هنفضل نتكلم عن ادهم وسمر كول اليوم ولا اى

نظرت لعينيه وهزت راسها بالنفى ليقترب منها قاطع المسافه الفاصله بينهم وهو يمد يده باتجاه ( البوتجاز ) ليطفئه بنفس اللحظه التى يغوص بها ليقبلها ....

. . . . . . . .   . . . .

_عمر انت متاكد أن دا هو المكان الى عايز تعمل فى المشروع بتاعك ؟!

هز عمر راسه بفخر : ايوا هو يا حبيبتى ثم سالها بتعجب هو ماله وحش ؟

_ لا لا حلو خالص

هتف عمر بحماس : كنت متاكد انه هيعجبك

لم تستطع اسراء الكذب اكثر فهتفت : بصراحه بقااا يا عمر لا مش حلو خالص

استنكر ردها : ليه مش حلو !!

أسراء بصدق وهى تشير حولها : بذمتك دا مكان يتعمل فيه كافيه !! دى صحراء يا عمر

نظر حوله وهتف بتعجب : تصدقى صح ازاى تاحت عنى دى

_ ما دى لازمتى بقا يا معلم انى انبهك عن الحاجات الى بتقع منك دى

عمر بمزاح : طب بقول لك أى مش ناويه تولدى بقا بالبلونه بتاعتك دى

نظرت لبطنها المنتفخه ؛د: قصدك اى انى طخنت يا عمر !!

عقد حاجبيه ولوح بيديه : لا لا مش وقته خالص الموضوع دا اصل عارف انه بينتهى بعياط دا انتى زى القمر ياروحى تعالى نروح نشرب قصب

تبعته أسراء ببتسامه : المره دى انا عايزه صوبياا يا عمر

أمسك عمر يدها : عنيا ليكى يا جميل ....

. . . . . . . . .

_ يعنى كدا مش هنروح دهب زى ما قلتلى يا غيث ؟!

خلع غيث جاكيت بدلته : اسف يا حبيبتى الفترة دى بجد هبقى مضغوط فى الشغل ومش هعرف أصفى ذهنى ووقتى لسفريه دهب دى

دبدبت على الارض بعصبيه : لا بقا مش مل مرة نقرر نسافر نروح اى مكان ونتفسح يطلع لنا شغل جديد انا المره دى مش هسمحلك

عقد غيث حاجبيه : يعنى اى يا جوهره ؟

عقدت ذراعيها امام صدرها : يعنى أقصد أن يا أنا والسفريه دى يا شغلك يا غيث

ضغط على اسنانه بغضب : بلاش جنان يا جوهرة انتى حاجه والشغل حاجة وبعدين هو أنا بشتغل عشان مين هاا مش عشان أامن مستقبلنا ومستقبل البيبى الى جاى فى الطريق

تحركت من مكانها وهى تهتف بعصبيه وصوت عالى : مليش دعوة أنا زهقت من حجه الشغل كل شوية دى

أمسك معصمها بقوة ليجعلها تقف لتحاول هى افلات يديها من قبضته : أيدى يا غيث انت بتوجعنى

لم يبالى بكلماتها واقترب من وجهها وهو ينطق بين أسنانه : صوتك ميعلاش عليا يا جوهره مفهوم

نظرت لعينيه التى أسودت من الغضب وبسرعه وجهه نظراتها ليديه التى تمسك بيدها بكل قسوة لم تعهدها منه منذ فترة طويله لتهز راسها بهدوء : مفهوم

تركها ليعطيها ظهره وهو يفتح ازرة قميصه ويسمع خطواتها المتجهه خارج الغرفه ولكن اتفت بسرعه عندما سمع صوت سقوطها وأرتطام راسها على الارض ليقترب منها بسرعه وهو ينظر لوجها كيف لم يلاحظ ذبول ملامحها وشحوب وجهها فتح عينيه على وسعهااا عندما راى بقعه مياه تدفق اسفلها ليهتف بذعر : لالا يارب لااااااا

. . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي