الفصل 20

ظلت تبكى مكانها مستنده على باب الغرفه ترتعش أطرافها ممسكه ببطنها حزينه على ما تمر به قلبها ينهشه الألم والخذلان فحبيبها خذل وتينها وجعلها تشعر وكأنها ضائعه وسط صحراء خاويه ليس لديها مفر غير الأستسلام لحزنها ووحدتها أمسكت بهاتفها المرمى بجانبها ونظرت لشاشته لتعرف من شعر بها وأتصل بها لتبتسم بحزن لمعرفة هوية المتصل وليس غيرها صديقتها وأعز ما لديها ( جوهره ) لتجيب على الأتصال وهى تمسح دموعها بكف يدها وتحاول أن تجعل صوتها طبيعى : الوو

تحدثت جوهره بلهفه وبسرعه : الوو منه أنتى فينك يا بنتى بقالى نص ساعه بتصل عليكى مبترديش ليه

ابتعلت منه غصتها واجابت بهدوء : مسمعتش الفون بس يا جوهره

عقدت جوهره حاجبيها ونظرت لغيث الجالس بجانبها وأستغربت نبرة منه الهادئه فهذا ليس بعادت صديقتها المشاكسه والمرحه فنطقت بقلق : منه أنتى كويسه؟ فى أى ماله صوتك!

وبغير أرادتها بكت وأتطلقت دموعها كالسيل تعبر عن ألمها وتتحرر من سجنها لتقول منه بين دموعها : لا يا جوهره مش كويسه .. مش كويسه خالص تعبانه وموجوعه وحاسه نفسى هتخنق أنا بموت يا جوهره

انتفضت جوهره من مكانها لينظر غيث لخا بعقدة حاجب لتهز راسها له وتسال منه بقلق وذعر : مالك فى أى حصل حاجه فى الحمل أنتى حصلك حاجه حاسه بأيه طيب فين مراد عنك أتصلى عليه يجيلك حالا

ابتسمت منه بأستهزاء وسخريه : هه مراد

جوهره بتعجب : منه فى أى؟

منه وكأنها أنتبهت على نفسها : متقلقيش عليا يا جوهره أنا هبقى كويسه

جوهره بقلق : فى أي بجد مالك اى الى بيحصل معاكى

منه تطمأنها : متقلقيش كويسه أنتى يعنى تايهه عن هورمنات الحمل يعنى

جوهره بشك : متأكده أنها هورمنات؟

منه وهى تريد أنهاء ذلك النقاش : أيوا أكيد الوقتى مراد يجى وأطلع كل هورمنات النكد دى عليه

ضحكت جوهره على  حديث صديقتها : طول عمرك هبله

تحدثت منه وهى تنظر لنافذة غرفتها وفكرة خبيثه أتت لها وتريد تنفيذها : طيب يا جوجو أنا هقفل الوقتى بقا عشان اكمل تحضير الأكل لمراد قبل ما يجى

جوهره : وأخيرا فررتى يا عينى ترحمى الرجل وتعمليلوا أكل

منه بحزن : اه صمتت قليلا وأكملت ( كنت عايزه اقولك حاجه يا جوجو أنتى أحسن صاحبه فى الدنيا وأنا بحبك أوى )

جوهره وقد نغزها قلبها شعرت أن منه ليست بخير فهتفت بقلق : أنتى بجد كويسه

تصنعت منه الضحك : ايوا يا بنتى زى الحصان متقلقيش يلا أطير أنا بقا سلام وبسرعه وبدون أنتظار رد جوهره أغلقت الهاتف لتنظر جوهره للأتصال المغلق وتحول نظرها لغيث الجالس أمامها : حاسه أن منه فيها حاجه طريقتها وأسلوبها مش زى عادتها قلبى وجعنى عليها مش حاسها زى طبيعتها أكيد فى حاجه حصلت معاها ومش عايزه تقولى ما هى دايما كدا متقوليش على حاجه الا بعد طلوع الروح

أقترب غيث منها وربت على كتفها بحنان : أن شاء الله خير متقلقيش نفسك على الفاضى ممكن بس تكون حملها تعبها ومعكر مزاجها بس ما أنتوا الحوامل كدا على طول بحاله

نظرت جوهره لعينيه وكأنها تستنجد به وتتمنى أن ما يقوله صحيح : يارب تكون كويسه

ابتسم غيث بهدوء وهو يحرك خصله من شعرها : قوليلى يا جوهتى انتى بتحلوى كل شويه كدا ليه

ابتسمت جوهره برقه وتحدثت بدلع : عشان عيونك هى الى حلوه يا حبيبى فشايفانى بحلو

أقارب غيث برويه ورثابه وطبع قبله هادئه وناعمه على أحدى وجنتيها ليهمس بجانب أذنها : بحبك يا قلب غيث

ابتسمت جوهره وتوتردت وجنتيها ليقهقه هو ويقترب منها مره أخرى عازماً على وضع قبله أخرى ليقاطع صفو لحظتهم صوت الهاتف لتبتعد جوهره بخجل ليحمحم غيث متذمر : هو دا وقت أتصالات برضوا

تمسك جوهره هاتفها : دا يحيى

غيث برفعة حاجب : ويحيى معاه رقمك ليه يا ست هانم

جوهره ببرأه : اى الكلام دا يا غيث يحيى فى مقام أخويا ومش بيبقى يكلمنى الا للضروره وبعدين مش وقته الكلام دا وأجابت على الهاتف ليشتعل غيث مكانه وينصت لحديثها

جوهره : الوو أزيك يا يحيى

يحى بهدوء : أنا كويس يا جوهره أو بصراحه بحاول أكون كويس

جوهره بعدم فهم : مالك ؟

يحيى بتنهيده : غيث جمبك

نظرت جوهره لغيث الجالس أمامها وهتفت بترقب : اه

يحيى : حاولى تبعدى عنه عشان حابب أفضفض معاكى بكام حاجه تخصنى أنا ومها ومش عايزه يعرف حاجه

توترت جوهره وهى تنظر لغيث لتبعد الهاتف عن أذنها وتشير لغيث : غيث حبيبى ممكن كوبايه مايه

رفع غيث حاجبه فهتفت جوهره بهمس : لو سمحت يا حبيبى فى حاجه حصلت مع يحيى وعايزنى اتناقش معاه بعيد عنك

زفر غيث وهو يحرك شعره بغيظ : تمام هقوم أنا شويه بس هتحكيلى بعدين

أبتسمت جوهره بهدوء وهزت راسها بالموافقه لتضع الهاتف على أذنها مره أخرى عندما وجدته خرج من الغرفه : معاك الوقتى يا يحيى تقدر تتكلم

هتف يحيى بنبره تكسوها الألم : أتخانقت مع مها

شهقت جوهره : ليه كدا يا يحيى أنت عارف ان مها نفسيت.....

قاطعها يحيى بضيق وقد طفح به الكيل : متحاوليش تقولى حاجه حتى لو مها نفسيتها تعبانه الفتره دى متعملش معايا كدا مش معنى انى كل مره بعدى ليها تصرفتها أنها تيجى عليا بالطريقه دى أنا مهما كان راجل يا جوهره

تنهدت جوهره وهى تفرك جبينها : طب أهدى كدا وفهمنى اى الى حصل؟

يحيى وهو يقبض على يده بقوه تحدث بحزن : مها مبقيتش شايفه غير نفسها هى وبس عماله بتدوش عليا وكانها بتنتقم من عدوها كل مره بتتفنن وتبدع ف أزاى تجرحنى اكتر كل مره يحصل بينا اى خناقه ومهما كانت بسيطه تقول كلام زى السم أنا مبقيتش فاهم هى بتحبنى ولا بتكرهنى

جوهره : اى الكلام دا يا يحيى كلنا عارفين أن مها بتحبك

ضحك يحيى بسخريه : حتى حبها دى مبقيتش مصدقه مفيش حد بيحب حد ويجرحه أوى كدا دى بقت بتتعمد أنها تكسرنى وتعايرنى بالفرق بينا كنت غلطان لما قلت ان الفروق الاجتماعيه مش عائق فى أى علاقه وهى فى الحقيقه الفروق الأجتماعيه مشكله دايما تقارن بينها وبين مها العطاار ذات المنصب العريق ويحيى حتت الموظف فى شركتهم لو عارضتها على أى حاجه كدا ابقى بهد كيانها وبقتل طموحها مها بقت حاطها الفرق الاجتماعى قدام عينيها مُصره يبقى بينا دايما فرق كل ما الدنيا تحلو شويا بينا وأقول خلاص شالت الحاجز دى ترجع تانى بكل برود وتضغط جامد وتطعنى بسكينه بارده ومش عارفه تاخد بالها أن كلامها دا ممكن يجرحنى، أنا مذهول أنها وسط كل خناقه أكتشف أنها مش مقدره أنا عملت أى عشان بحبها ( ضحك بأستهزاء واكمل وهو يضرب حجر صغير امامه وينظر حوله وهو يبعد خصلات شعره المتمرده ويتحدث بقهر ) مش مقدره أنى بتعب من كلامها ولو حد غيرى كان سابها من أول مره أتكلمت بتكبر أو شوفت نفس وأنا الوحيد الى مستحمل تكبرها وغرورها وشوفت نفسها بس الأنسان طاقه يا جوهره وأنا خايف طاقتى تخلص وأنا مش حابب دا مش حابب أسيبها لأنى بحبها.

صمت وعم الصمت المكالمه فجوهره لم تعرف ما تقوله عجزت عن أنتقاء الكلمات ومواسته بها كلام يحيى جعلها تشعر بكم الوجع والحزن الذى بداخله فتنهدت وتحدثت بمواساه وهدوء : أهدى يا يحيى وأصبر صدقنى أنا حاسه أن كل الى بتعمله مها فيك دا عشان تبعدك عنها مها بتمر بفتره صعبه حاسه أنك كتير عليها وأنها متستحقش أنك تبقى موجود فى حياتها صدقنى الموضوع مش زي ما أنت فاهم دور على مبتاغها ومتاخدش بالظاهر من كلامها حاول تفهم هى بتتصرف كدا ليه معاك مها مش وحشه أوى كدا صدقنى أكيد فى أنه فى الموضوع

تنهد يحيى : خلاص يا جوهره هبقى أشوف بعدين حل طمنينى عنك

جوهره ببتسامه حنونه : أنا تمام

يحيى : دوشتك معايا

جوهره بمشاكسه : عيب يا صاحبى أحنا أخوات

أبتسم يحيى وهو ينظر لهاتفه ونطق : هسيبك أنا عشان جالى أتصال تانى سلام

جوهره : سلام

أغلق يحيى الاتصال وهو ينظر للرقم الغريب الذى يتوسط شاشة الهاتف وأجاب بترقب : الوو

جائه صوت أمرأه : الوو يا أبنى تعالى يا يحيى بسرعه أمك تعبانه أوى اوى ومش عارفه أتصرف

توتر يحيى واجاب بقلق بعدما عرف هوية المتصل من صوتها : جاى حالا يا أم هانم

أغلق الهاتف وتحرك بسرعه ليركب سيارته ويتوجهه لمنزل والدته والقلق ينهش قلبه

ما هى الا دقائق وقد وصل الى المنزل ليفتح الباب ويجد جارتهم ام هانم تقف بجانب والدته المستلقى على الارض لا حول لها ولا قوه ليقترب من والدته بسرعه ويحملها ويتحرك ليخرج من المنزل : معلشى يا أم هانم أقفلى باب الشقه بسرعه وأبقى أتصلى على منه أختى وعرفيها وأنا هاخدها على المستشفى الى فى شارع ....

أم هانم وهى تهز راسها بالايجاب : حاضر يا أبى روح ربنا يطمنا عليهاا يااارب

عشر دقائق وكان يقف امام باب المستشفى ويترجل من السياره ليصدم بأخته الواقف امام السياره وتتحدث بقلق : طمنى يا يحيى فى أى

يحيى بتعجب : أنتى لحقتى تيجى أمتى

منه : أصل أنا كنت فى الطريق أصلا لماما المهم قولى أى الى حصل

يحيى وهو يمسك بيد والدته التى استعادة وعيها ولكن مازالت تتألم وغير قادره على أستيعاب ما يدور حولها  : معرفش معرفش وتحركا بها لتقترب منه وتمسك بيد والدتها هى الاخرى ليجعلوها تستند عليهم ليدخلوا المستشفى ويكون بأستقبالهم موظف الاستقبال الذى تحدث بعمليه : على فين يا فندم 

تحدث يحيى بسرعه وبلهفه كالغريق الذى وجد طوق النجاه : الحقنى الله يكرمك أمى تعبانه وعندها القلب وتعبانه أوى ساعدنى أطلعها على العنايه على طول لتروح منى

هز موظف الاستقبال راسه بأعتراض : أنا متأسف جدا لحضرتك بس مش هينفع

ترك يحيى يد والدته لتقبض منه ذراع والدتها بقوه وهى تتابع أخيها الذى أقترب من موظف الاستقبال وهو عاقد حاجبيه متحدث بضيق : يعنى أى مينفعش هو أى الى مينفعش أصلاً

هتف موظف الاستقبال بأسف : يا فندم انا متاسف دى تعليمات

يحيى بتوتر وقلق : طب حضرتك ممكن تدخلها وأنا هعملك كل الى أنت عايزه

موظف الاستقبال برسميه : يا فندم أنا متأسف بس حضرتك لازم تدفع 10 الالف جنيه عشان نقدر نفتح العنايه

بحث يحيى فى جيبه ليفتح محفظته : أنا معايا حاليا حواليى تلات الف جنينه ممكن تأخدهم وبعد كدا دخلها وأنا هبقى أدفع الباقى

توتر الموظف وتحدث بأسى : يا .. فندم دى تعليمات مقدرش أخالفها لهتجازه لازم تدفع العشر الالف جنيه كاملين يا فندم

وضع يحيى بكاقته الشخصيه أمام الموظف متحدث بألم : دى بطاقتى أهى خدها ودخلها

الموظف برسميه : يا فندم بطاقة حضرتك مش هتعمل حاجه أنا لو والدتى تعبانه ومش معايا العشر الالف جنيه دول مش هعرف أدخلها

هز يحيى راسه بحيره وقلق وهو ينظر لوالدته الشبه مغيبه بجانب منه وأمسك بشهره بقوه ورفع مفتاح سيارته امام وجهه الموظف متحدث بانكسار : دا مفتاح عربيتى خليه معاك ودخلها وانا والله هدفع الفلوس يعنى هروح منكم فين يعنى ؟

هز الموظف راسه وتحدث بهدوء : يا فندم أنا أسف جدا لحضرتك بس مش هينفع أنا أسف أنا مقدر حالتك بس....

قاطع كلامه هجوم يحيى عليه بعصبيه وهو يمسك الموظف من ياقة قميصه متحدث بنبرها تملأها الألم والكسره : مقدر أى بقا هى دى فيها مقدر أنا امى تعبانه وبتموت وأنا مش عارف أدخلهااا العنايه بسب....

اقتربوا رجال الأمن يبعدوه ليبتعد وكانه صنم عندما سمع صوت منه أخته وهى تصرخ ممسكه بوالدتها : مااامااا لااا لا يا ماما متسبينيش أنا مليش غيرك الحقنى يا يحيى ماما قاطعه النفس خااالص

نظر يحيى بأتجاهها وعيناه تلمع بالدموع الحبيسه وأقترب منها بخطوات قلقه وهو ينظر للممرض الذى اقترب من امه ليجس نبضها وأغلق عينيه بحرقه وهو يرى ذلك الممرض يهز راسه ويتمتم لهم بكلمات العزاء ليشعر وكان اطرافه قد شُلت قبض على يده بقوه وهو يحتضن أمه بوجع وألم : ليه كدا يا أمى أحنا ملناش غيرك الله يرحمك ويغفرلك

هزت منه راسها : لا لا يا يحيى ماما مامتيتش وسع كدا ماما مامتيتش يا ماااماااا

لحظه من الصمت يليها سقوط منه على الارض....

سواد كاحل يجعلك تشعر وكانك فقد روحك لا ترى ما حولك او أين أنت كل ما تراه هو السواد الوحده لا غير لها تتساأل بينك وبين نفسك هل مازلت على قيد الحياه أم لا ...

_______

ها هى تبدا برش بعض العطر على يدها لتجعله يستنشقها ثوانى معدوده وزفرت براحه وهى تتحسس جبينه : أدهم حبيبى أنت سامعنى

نظر لها ادهم بأعين مشوشه لتتحدث مره أخرى : حراحتك عاليه أوى طمنى عليك فى أى اى الى حصلك ؟

بدا أدهم بالأعتدال فى جلسته بمساعده سمر ليتنهد بألم : أنا كويس يا حبيبتى متقلقيش

سمر بقلق واضح : كويس أزاى بس أى الدم الكتير الى على قميصك دا؟

نظر أدهم لقميص الملطخ بالدماء وعقد حاجبيه عندما تذكر ما حدث وتحدث بضيق : دا واحد زباله كان بيحاول يعتدى على واحده وأنا علمته الأدب

شهقت سمر بقلق : وكل الدم دا منه !

هو أدهم راسه بالايجاب وهو يقف ويحاول الأتزان لتكمل هى : طب والبنت حصل لها حاجه ؟

أدهم بهدوء : لا الحمد الله أنى لحقتها فى الوقت المناسب

سمر بقلق : طب وأنت حصلك أى ليه أغمى عليك كدا دى أول مره تحصل

أدهم بصوت مجهد : ممكن من الأجهاد و...

لتشهق سمر وهى تقترب منه وتتحسس ظهره : أدهم أنت بتنزف

قبض أدهم على يده وهو يغمض عينيه : شكل المطوه كانت غزتها عميقه شويه

سمر بفزع وهى ترفع قميصه : مطوه!! عشان كدا أغمى عليك أحنا لازم نكلم الدكتور

ادهم وهو يتنهد بألم : ملوش داعى اسعافات اوليه هتفى بالغرض يا سمر

سمر بقلق وقد ترفتقت الدموع بعينيها وهى تراه منهك من التعب أمسكت بكتفه لتجعله يستند عليها وتتجهه به لغرفتهما وهى خايفه عليه لتضعه على الفراش بهدوء ورويه لتوتر عندما سمعته يتأوه بالم : انا اسفه معلش يا حبيبي أرتاح هنا ثوانى اجيب لك هدوم تانيه وعلبه الاسعافات وحاجه للسخونيه عشان حرارتك الى عاليه دى

وبالفعل أستلقى على جانبه الأيمن مغمض عينيه بهدوء وهو عاقد حاجبيه وقسمات الارهاق والتعب ظاهره عليه ثوانى وجاءت هى بملابسه واقترب منه وهى ترتجف بتقوم بخلغ قميصه وتنظر لجرحه وتشهق من كثرت الدماء : دا انت نزفت كتير اوى مش عارفه يا أدهم اذا هعرف اعالج جرحك ولا لا

هتف بتعب وهو مازال مغمض عينيه : هتعرفى يا سمر الجرح بسيط بس سيبينى ارتاح

نظرت له بأسى وهى تمسك بالقطن وتبدا بمسح الدماء وتطهير الجرح وأخذ الخطوات اللازمه لمداوات جرحه زفرت بهدوء عندما أنهت ما كانت تفعله وبدات بتبديل ملابسه وهى تسمعه يهذى بكلمات حاولت فهم معناها ولكن كانت كلمات غير مرتبه لتساله بفضول : أدهم انت بتقول أى

لتسمعه مرة اخرى ولكن بكلمات أوضح قليلا : مينفعش ... قلت لك أياك تأذيها .. دى زى اختك يا حيوان

تنهدت بحزن فيبدو أن يوم زوجها كان قاسيًا عليه

.........

أنتفضى من نومه مذعوراً لتفيق زوجته اثرا أنتفاضته لتفتح النور وهى تساله : فى أى يا اسامه مالك ؟

نظر لها باعين فارغه مذعوره : مش عارف بس فجاه قلبى اتقبض جامد وجالى أدهم بينادى عليا صوته كان زى الى بيستنجد بيا

سالته ريهام بقلق : أدهم!؟ نظرت للساعه وتحدثت الساعه تلاته الفجر أكيد نايم يا حبيبى

هز أسامه راسه : لا أكيد فى حاجه دا صاحبى وأنا ادرى بيه

ضحكت ريهام : متقلقنيش على أخويا

حرك أسامه راسه : صدقينى حاسس فيه حاجه هاتى فونى أتصل بيه كدا

ريهام باستنكار : الوقتى يا اسامه؟!

اسامه بتاكيد : ايوا هاتى وريحى قلبى

هزت ريهام راسها وأمسكت بالهاتف واتصلت بأخيها لينتهى الاتصال بدون رد

اسامه : اتصلى على سمر وأطمنى على أدهم منها ولو جمبها خليها تدهولى

ريهام بهدوء : تمام
وبالفعل نفذت ما قاله وجاها الرد صوت سمر النائم

سمر بهدوء : الوو

ريهام :  اسفه يا حبيبتى لو صحيتك من النوم بس كنت عايزه أطمن أدهم جمبك بتصل عليه مبيردش

سمر وهى تنظر لأدهم النائم بجانبه وهو يتصبب عرقاً : ايوا يا حبيبتى جمبى اهو

ريهام بهدوء : طب هو كويس اسامه عايز يكلمه

سمر بتوتر وهى تنظر له : بس هو نايم هو لازم اسامه يكلمه الوقتى ضرورى يعنى!! مينف...

قاطع حديثها صوته وهو يتحدث بتعب بالغ : ادهولى يا سمر

سمر بهمس : بس انت تعبان أوى يا حبيبى

هز أدهم راسه : عايز أكلمه

تنهدت سمر ووجهه حديثها لريهام عبر الهاتف : ادهم صحى اهو وعايز يكلمه هديله الفون حالا

ثوانى معدوده تمر علي أدهم الذى امسك الهاتف بتعب وأسامه الذى تناول الهاتف من ريهام بسرعه وقلق ليقاطع صمتهم صوت أسامه الوضح به القلق : عامل أى يا صاحبى أنت كويس قلبى أتقبض وحاسس فيك حاجه

أبتسم أدهم فهذا هو صديق عمره وونيس أيامه دائما ما يشعرون بألم بعضهما البعض نطق بتعب شديد : مجرد خناقه بسيطه واتجرحت بالمطوه طول عمرك بتحس بتعبى يا صاحبى

اسامه بسرعه : يا نهار ازرق مطوه مره واحده يا ادهم ؟! وليه تدخل فى خناقه وانا مش معاك

ضحك ادهم بتعب : يا عم اسكت انت لما بتكون معايا بتطلع تجرى وتسيبنى

اسامه برفعه حاجب : وليك نفس تهزر انت ناسى أنى ضابط شرطه ولا أى يا استاذ يعنى الخوف ميعرفليش طريق

ادهم بهدوء وابتسامه خفيفه : لا عارف انك السوبر هيرو بتاعنا يا باشا

اسامه : انا هلبس وأجيلك أطمن عليك

ادهم : لا ملوش لازمه الوقت متاخر والجو مكنش حلو وكان فى شابوره جامد متتعبش نفسك

زفر اسامه : ادهم انا لازم اطمن عليك بنفسى

ادهم بجديه : انا كويس صدقنى بكرا هكون احسن اكيد كل الى محتاجه شويه راحه

اسامه بتنهيده : تمام يا أدهم بس أعمل فى حسابك انى هجيلك بكرا قبل الضهر

أدهم بهدوء : تمام يا صاحبى تنور فى أى وقت

__________________

تدخل البيت بهدوء وهى تضع الاكياس على الارض متذمره : أااخ رجلى وجعتنى جامد من كتر اللف

عمر وهو يغلق باب الشقه خلفه : انتى برضوا الى بتتذمرى دا انتى مكنتيش عايزه تروحى ياشيخا دا انا لو عدوك مكنتيش عملتى فيا كدا

ضحكت اسراء بقوه وهى تمسك باحد الاكياس وتفتحها : بس شكرا اوى يا حبيبى على كل الشوكلاتات والحاجات الحلوه دى انا هفضل اكل فيها لحد ما يجى معاد الولاده ربنا ما يحرمنى منك أبدا يا عمووورى

ضحك عمر وهو يدخل غرفتها : الوقتى كلام حلو عشان مصلحتك اما صحيح زوجه بتاعت مصالحها

دخلت خلفه وهى ممسكه قطعه من الشوكلا : اخص عليك يا عمر بقا انا بتاعت مصلحتى

عمر وهو يقترب نها بعدما خلغ قميصه واصبح عارى الصدر ليمد يده ويقربها من شفتيها لتتوتر هى ليبدا بمسح بقايا شوكلا بجانب شفتيها ويبتعد وهو يضحك : مالك اتوترتى كدا ليه متقلقيش مش هاكلك لينظر لها من راسها حتى قدميها ويبتسم ابتسامه جانبيه ويكمل حديثه على الاقل مش هاكل الوقتى

لتنهد ويحملها : اى دا يا عمر فى اى

عمر مبتسم بحنان : فى أى هعالج وجع ريجلك الى متاكد انه هيزيد عليكى قبل ما تنامى

ابتسمت بعشق فهو دائما يبهرها بحنانه ورحمته عليها ها هى تتسع ابتسامتها وهى تراه يقترب منها بعدما كان متوجهه الى المطبخ ليأتى حاملا أحد الاطباق الكبيره البلاستيكيه المخصصه للغسيل ويضعها بجانب قدميها وتحدث : هتفت اسراء بتذمر : ما انت لو كنت وفقت انى اروح للدكتور الى كنت قلتلك عليه

عقد حاجبه : قلتلك روح لدكتوره ومش لازم دكتور صح 

أسراء بعناد : لاا الدكاترة أشطر وهتعرف أسرع

عمر برفعه حاجب : مكنوش ادو شهاده الطب هي هي للدكتورة برضوا

نظرت له أسراء بزعل وأبعتدت عنه وعن ذلك الطبق الذى أحضره وجلست بكرسى اخر بكبرياء فهى لا تريد مساعدته أى حنان قد وصفته به وهو لا يريدها ان تذهب لذلك الطبيب الذى وصفته لها صديقتها وشكرت به تنهد عمر وهو يراها تجلس بعيدا عنه ونظر لما أحضره وتنهد ودخل الحمام وتركها لتحزن لفعلته ظنت أنه سيراضيها ويكمل ما كان ينوى عليه لمعالجت المها ولكن صُدمت لتركه لهاا وأغمضت عينيها وكانت على وشك البكاء ولكن فتحت عينيها بسرعه عندما وجدته يمسك قدمها ويضع تحتها الطبق الكبير والماء الساخن وبعض الملح وينظر نحوها مردد وعلى وجهه أبتسامه اخذت عقلها : طالما مفهاش دكتورة اشوفها أنا واريحها لعل الشفاء على أيدي يارب

ابتسمت باتساع وهى تراه يدلك على قدمها بحنان نظرت له بحب وهو يتمتم : بسم الله الشافى المعافى، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم عليك بالشفاء ونحن علينا بالأسباب
(اللهم انها منى وانا منها فلا تصبيها ضرراً إلا وكان لها منه خيراً واشفيها يا ارحم الراحمين)

شعرت وكان كل الوجع الذى تشعر به فى قدمها قد زال من لمساته وتلك المياه الدافئه : شكرا جدا يا حبيبى أنت أحسن زوج فى الدنيا

ابتسم وهو مازال يدلك قدمها : متشكرنيش يا اسراء انتى مراتى وواجبى أنى أخفف عنك واراعيكى وقت ما تكونى تعبانه

أسراء ببتسامه : عارفه أنى مغلباك جامد من بداية حملى وانت مستحمل

عمر بحب ومشاكسه : غلبينى معاكى زى ما تحبى هو انا عندى كام اسراء دا انت الغاليه ام حموكشه

انكمشت ملامحها مره واحده ونطقت بغيظ : لا لا يا عمر ما تقولش الاسم دا انا عمرى ما هسمى ابنى اسم يكون ليه علاقه بدعل حموكشه داا دا انا بحس انك بتنادى على واحد بيبيع أنابيب

ضحك عمر بقوه : دا الاسم حلو يا اسراء وليه هيبه كدا تعالى هنا ياض يا حموكش وروح هناك ياض يا حموكشه

اسراء باشميزاز : لا لا اى ياض دى كمان لا بص يا عمر من الاول كدا انت ملكش علاقه بأبنى مش انا الى حامل فيه وتعبانه فيه انا الى هسميه انا عمرى ما افكر فى اسم لابنى ويتعقد فيه

عمر بضحك : انتى ناسيه انهم تؤام ولا أى يا انا اسمى البنت او الولد

اسراء بسرعه وهى تهز راسها بالرفض : لا لا اوعى انا الى هسمى عيالى انا بقول لك اهو

عمر بضحك : خلاص اهدى براحتك هتسميهم متتفزعيش كدا

اسراء وهى تنظر له : رخم هاتلى بقا البسكوته الى بحبها ولبن عشان أغمس حاسه أنى جوعت كدا

عمر ببتسامه : عيونى يا حبيبتى من حق الجميل يدلع برضوا

___________

تفتح عينيها ببطء وهى تنظر حولها غرفه بيضاء رائحه معقمات رفعت يدها لترى ذلك المحلول موصول بيدها لتعقد حاجبها وتهبط عبراتها عندما تذكرت ما حدث لتصرخ بوجع عندما شعرت بنغزات الم فى معدتها يدخل على صراخها احد الممرضات لتهداها : اهدى عشان حالتك دى مش عايزه انفعال خالص

تحدثت وهى تبكى : ليه ابنى حصله حاجه مالها بطنى بتوجعنى اوى كدا ليه وفين يحيى وماما كل الى حصل دا كان حلم صح قولى انه حلم  ؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي