الفصل العشرون
وكأن صوته جاءها من الأرض السابعة، كانت تسمعه من بعيد جدًا، حاولت التركيز معه لكن جسدها كان يريده ألا يتوقف عن ما يفعله، ضغطت جسدها لجسده بشكل لا إرادي تعبيراً عن رغبتها لكنه صمم مما جعلها تفيق من نشوتها وتفتح عينيها لترى في عينيه صدمة ممزوجة بفرحة غريبة!
وكأن عينيه عادت إلى تسع سنوات في الماضي
لأول مرة عرفته فيها، نعم هو نفس البريق، نفس اللهفة، نفس كل شيء
أعاد سؤاله مرة أخرى وهذه المرة كانت نبرتها مترجية أكثر منها متشككة
ساندرا .. آه .. أرجوكي أخبريني عن الحقيقة، هذا الذي أشعر به صحيح ؟ أنت عذراء ؟!
لم يجد اللون الأحمر مكانا في وجهها ليغمره فقد كان أحمرًا بالفعل من ما يفعلوا لكنها الآن وفقط شعرت بخجل لم تشعر مثله من قبل
حاولت مقاومته بكل قوتها وأقصى ما استطاعت فعله هو هز رأسها بالإيجاب
نعم هي عذراء، لم يستطع زوجها اقتحامها وساعدها القدر في ذلك
جحظت عينا ساندرا عندما رأت الدموع في عينيه، لو أن أحدهم أقسم على مياه جارية وتجمدت أن عينا باريس يمكن أن تلين وتبكي لما صدقته ابدًا
ولم يسمح دموعه بل تركها تنزل بهدوء وابتسامة غريبة ثم جذبها إلى أحضانه مرددًا : آه ساندرا حبيبتي، كما تمنيت، لم ينالك أحد صحيح ؟ نعم هذا صحيح
لماذا لم تخبريني كنت اتعذب يا ساندرا
كانت تريد اجابته بأنه هو من لم يترك لها حق الرد أو حق الاختيار لم يترك لها شيئًا في الأصل
وعند هذه النقطة انتفض عقلها ورفض الموقف بأكمله فإنتفض جسدها بشكل طبيعي وابتعدت عنه لتعود إلى الوراء وتسحب الغطاء تستر جسدها
تفاجيء باريس من رد فعلها لكنه كان لا يزال تحت تأثير المفاجأة الرائعة فإقترب هو بجسده القوي الفتي لكنها وضعت يدها في وجهه لتبعده عنها قائلاً : مكانك ابتعد عني
- لماذا ساندرا ؟
هتفت به بشكل فاجأه هي شخصيًا : لماذا ؟ الآن تسألني لماذا ؟ لديك جراءة لذلك ؟ يا لبجاحتك تسألني لماذا لم أخبرك ولم تسأل نفسك هل أنت تركت لي خيار في الاصل ؟ لقد حاولت مراراً لكنك كنت تسدد لي الاتهامات فقط ولم تحاول حتى سماعي، لم تعطني ولو فرصة واحدة، اهذا ما أثبت لك ؟ لقد كان زواجي بسبب أخي
وعند هذه النقطة انفجرت ساندرا باكية، كانت الكلمات التالية كالكلمات المتقطعة عليه حلها حتى يفهم ما تقول : لقد ساومني ذلك الحقير مثلك، على حرية أخي، الزواج أو الحبس
تجسست علي كثيراً ولم يقل لك أن هذا هو السبب ؟
أن القدر انقذني لتأتي أنت بعد سنوات وتعيد نفس الجرح بنفس السكين ؟ أنت لا تختلف عنه كثيرًا حقير مثله، كلكم رجال لا تملء عينكم سوى الشهوة، سوى الجسد
لو كنت تعرف الحب لما فعلت بي هذا
لم تختلف عنه باريس، أنت حقير مثله
والآن اتركني لحالي
صرخت به ولو كان هناك شخصًا في نفس الطابق معهم لجاء على صوت صراخها وبكائها، كانت كالبركان الذي انفجر ولم يستيطع السيطرة عليه، حاول الاقتراب منها واحتوائها لكنها كانت تنتفض وتصرخ أكثر حتى قالت له : ابعد عني أنا لا أريدك
وهنا أخيرًا عاد إلى عقله وترك مشاعره ولم يقبلها على كرامته سحب نفسه وغادر الغرفة كلها، غطت نفسها بشكل كامل وراحت في نوبة بكاء
تبكي على كل شيء وكأن حزن العالم كله تجمع في قلبها، تبكي على الماضي والحاضر ويمكن المستقبل أيضًا
يسألها ويطلب منها بالرغم من أنها حاولت أن تقول له
كانت تبكي ايضًا على جسدها الذي حافظت عليه لأجل حبيبها، كانت ساندرا رومانسية جدا وتريد أن أول من يكسر عذريتها يكون حبيبها واختيارها، وعندما وضعها القدر في موقف سيء مع زوجها السابق، ثم رحمها بموته، كان قررت أن تبقى هكذا حتى تقابل من تحب وتغير فكرتها عن الزواج بسببه
لكنه جاء باريس ليأكد فكرتها أكثر، كانت تريد الهروب ولكن إلى أين أو كيف لا تعرف ؟
لا مهرب منه إلا إليه
وهو ما زاد من بكائها حتى راحت في النوم فجأة
قرر عقلها أن يرحمها أخيرًا وأجبرها على النوم لتهرب من ذلك الموقف المخجل بالنسبة لها خاصة مع استجابتها الكلية معه ونشوتها التي ظهرت أخيرا وأحست بها!
صرخت به ولو كان هناك شخصًا في نفس الطابق معهم لجاء على صوت صراخها وبكائها، كانت كالبركان الذي انفجر ولم يستيطع السيطرة عليه، حاول الاقتراب منها واحتوائها لكنها كانت تنتفض وتصرخ أكثر حتى قالت له : ابعد عني أنا لا أريدك
وهنا أخيرًا عاد إلى عقله وترك مشاعره ولم يقبلها على كرامته سحب نفسه وغادر الغرفة كلها، غطت نفسها بشكل كامل وراحت في نوبة بكاء
تبكي على كل شيء وكأن حزن العالم كله تجمع في قلبها، تبكي على الماضي والحاضر ويمكن المستقبل أيضًا
يسألها ويطلب منها بالرغم من أنها حاولت أن تقول له
كانت تبكي ايضًا على جسدها الذي حافظت عليه لأجل حبيبها، كانت ساندرا رومانسية جدا وتريد أن أول من يكسر عذريتها يكون حبيبها واختيارها، وعندما وضعها القدر في موقف سيء مع زوجها السابق، ثم رحمها بموته، كان قررت أن تبقى هكذا حتى تقابل من تحب وتغير فكرتها عن الزواج بسببه
لكنه جاء باريس ليأكد فكرتها أكثر، كانت تريد الهروب ولكن إلى أين أو كيف لا تعرف ؟
لا مهرب منه إلا إليه
وهو ما زاد من بكائها حتى راحت في النوم فجأة
قرر عقلها أن يرحمها أخيرًا وأجبرها على النوم لتهرب من ذلك الموقف المخجل بالنسبة لها خاصة مع استجابتها الكلية معه ونشوتها التي ظهرت أخيرا وأحست بها!
انتفضت ساندرا عندما سمعت صوت أولجا، فتحت عينيها لتجدها أمامها هكذا بدون إذن !
سحبت الغطاء على جسدها الذي مازال عاريَا منذ أمس وهتفت بها : كيف تدخلين هكذا بدون إذن ؟!
شهقت أولجا ثم قالت : لقد طرقت الباب كثيراً وعندما لم اجد استجابة قلقت عليك سيدتي
دلكت ساندرا عينيها وصعد اللون الأحمر إلى وجنتيها لقد تسرعت في الحكم عليها وارادت أن تعتذر لها، لكن أولجا كانت حساسة وتفهمها وكأنها تقرأ أفكارها فإبتسمت قائلة : خير سيدتي المهم أنك بخير يبدو أنك قضيت ليلة متعبة جعتلك تنامين بهذا العمق
وذيلت كلامها بغمزة فهمتها ساندرا جيدًا، يبدو أن مظهرها وجسدها العاري وشعرها الغير منتظم أوحى لأولجا أنها كانت في علاقة غرامية شرسة سحبت كل طاقتها لتنام هكذا
لم تملك نفسها وضحكت ساندرا ضحكة مغزاها " آه لو تعرفين فيما سحبت طاقتي أولجا"
ضحكت اولجا على ضحك سيدتها ثم أخبرتها أنها ستحضر لها حمام دافئ وتصنع لها القهوة الصباحية
كان الفضول يعتري ساندرا، لم يعود باريس للنوم جوارها إذا أين نام ؟
سألت أولجا بشكل عفوي : أين باريس ؟
أقصد هل تناول فطوره أيضًا ؟
- لا سيدتي، سيد باريس غادر سافر منذ الصباح الباكر
- سافر ؟ إلى أين لم يخبرني أمس؟!
- لقد جاء له عمل مفاجئ في أحد فروع شركته في اليونان، نيكولاي أخبرني عن شيئًا من هذا القبيل، يبدو أنه لم يرد أن يوقظك وبالتأكيد سيتصل بك عند وصوله إلى هناك
- اه فعلا لقد كنت غارقة في النوم
هكذا ردت ساندرا حتى لا تظهر الفجوة التي حدثت بينها وبين باريس أمس لأولجا
جهزت أولجا الحمام وخرجت من الغرفة لتدخل ساندرا وتنزل تحت المياه الدافئة، انها تشعر ببعض الآلام في جسدها، كان باريس قويًا وعلى الرغم من نعومته في لحظتهما سويًا لكن قوته غلبت عليها لتصيبها بالألم
كانت تنتظر تلك اللحظة طويلًا لكي يأتي هو ويدمرها، تنهدت ساندرا وحاولت صرف تفكيرها عن هذا الأمر والحدث حتى لا تعود للبكاء مرة أخرى وينكشف أمرها للجميع
قضت يومها لأول مرة حرة وسعيدة، نعم مع مغادرته غادرها كل القلق الذي كان يأكلها بوجوده، فهو كان يحاسبها حتى على أقل التصرفات، كانت تتكلم مع العاملين والخدم في المنزل تضحك وتلقي النكات، كان الجو طيبا حتى الوقت لم يكن مملاً مثل وجوده معها في نفس المنزل، لكن هناك جزء صغير جدا في قلبها يشتاق له!
لا تعرف كيف لكنها امسكت شعورها كمن أمسك مجرم متلبسًا، ورفضته كليًا لكنها تعلم جيدًا أنه شعور صحيح،
كانت الليلة الثانية بدون باريس فجلست في الفراش تمسك رواية لمسرحية تحبها، تقرأها للمرة الثالثة من حبها فيها ولأنها تثير بداخلها مشاعر ايجابية ستساعدها على النوم الهادئ، وهو ما حدث بالفعل، تركت الكتاب بجانبها واطفأت الانوار وراحت في النوم سريًعا
ولكن في منتصف الليل.. أحست بحركة خفيفة حولها، فتحت عينيها ببطء لتراه يقف أمامها يراقبها، أمسكت نفسها بأعجوبة وقررت ألا تظهر له أنها مستيقظة حتى لو أحس بذلك هي لا تريد التحدث معه، وقف قليلاً ثم غادر ناحيه غرفة الملابس ليبدل ملابسه، غريب جدا أول دخوله للغرفة يكون ليراقبها أثنء نومها!
استغلت ساندر الأمر وادارت له ظهرها وابتعدت قليلاً في الفراش حتى تفسح له مجالاً ولا يلمسها
أحست به يدخل إلى جوارها، ظل الصمت سيد الموقف حتى جاءها صوت انتظام أنفاسه واستسلامه للنوم، مما جعلها تستلم وتنام هي الأخرى
وفي الصباح
كان نائما وهي تحملق فيه
بإستغراب ، فإمارات الشر قد زالت عن وجهه ، ورأت فيه
الرجل الذي عرفته ذات يوم ، كثير الود والقدرة على أن يحب بصدق، والإبتسامة
تبدو على شفتيه كمن تمر في مخيلته ذكريات مفرحة ، حلت مكان تلك الذكريات
الموحشة المخيفة التي عرفتها عنه ولم يخبرها بها
في الليلة الماضية نامت وفكرة الهرب ترن في اذنيها ، ولكن في هذا الصباح وعد رؤيته هكذا شعرت
أن الإشفاق على زوجها قد هزم فكرة الهرب، هناك شخص رائع بداخله ستساعده على الخروج منه ، فلن تتركه وحيدا، يحتضن حظه
العاثر ، ويندب ولده الذي رحل بتلك الطريقة المرعبة ، فهذا وحده كاف أن يجعل
دائما اسيرا لالام مبرحة لا تطاق.
" اين أنت؟ ."
جاءت الكلمات في نغم مليء بالذعر .... لكنها نغمات ناعسة كأنما صاحبها لم
يستيقظ جيدا بعد ، ثم أضاف: " اين أنت ؟ اين ذهبت ." عادت إلى الباب بسرعة ، وجدته مستيقظا مقطب الجبين ، يفتح عينيه بصعوبة بالغة، جلست بجواره وتجرأت ورفعت يدها على جبينه تربت عليه وقالت تطمئنه:
" أنا هنا ، باريس، عد لنومك."
نظرت ساندرا اليه فرأت التجهم على وجهه يمضي ثم يعود وسمعته يسأل:
" ماذا كنت اقول؟."
وكأن عينيه عادت إلى تسع سنوات في الماضي
لأول مرة عرفته فيها، نعم هو نفس البريق، نفس اللهفة، نفس كل شيء
أعاد سؤاله مرة أخرى وهذه المرة كانت نبرتها مترجية أكثر منها متشككة
ساندرا .. آه .. أرجوكي أخبريني عن الحقيقة، هذا الذي أشعر به صحيح ؟ أنت عذراء ؟!
لم يجد اللون الأحمر مكانا في وجهها ليغمره فقد كان أحمرًا بالفعل من ما يفعلوا لكنها الآن وفقط شعرت بخجل لم تشعر مثله من قبل
حاولت مقاومته بكل قوتها وأقصى ما استطاعت فعله هو هز رأسها بالإيجاب
نعم هي عذراء، لم يستطع زوجها اقتحامها وساعدها القدر في ذلك
جحظت عينا ساندرا عندما رأت الدموع في عينيه، لو أن أحدهم أقسم على مياه جارية وتجمدت أن عينا باريس يمكن أن تلين وتبكي لما صدقته ابدًا
ولم يسمح دموعه بل تركها تنزل بهدوء وابتسامة غريبة ثم جذبها إلى أحضانه مرددًا : آه ساندرا حبيبتي، كما تمنيت، لم ينالك أحد صحيح ؟ نعم هذا صحيح
لماذا لم تخبريني كنت اتعذب يا ساندرا
كانت تريد اجابته بأنه هو من لم يترك لها حق الرد أو حق الاختيار لم يترك لها شيئًا في الأصل
وعند هذه النقطة انتفض عقلها ورفض الموقف بأكمله فإنتفض جسدها بشكل طبيعي وابتعدت عنه لتعود إلى الوراء وتسحب الغطاء تستر جسدها
تفاجيء باريس من رد فعلها لكنه كان لا يزال تحت تأثير المفاجأة الرائعة فإقترب هو بجسده القوي الفتي لكنها وضعت يدها في وجهه لتبعده عنها قائلاً : مكانك ابتعد عني
- لماذا ساندرا ؟
هتفت به بشكل فاجأه هي شخصيًا : لماذا ؟ الآن تسألني لماذا ؟ لديك جراءة لذلك ؟ يا لبجاحتك تسألني لماذا لم أخبرك ولم تسأل نفسك هل أنت تركت لي خيار في الاصل ؟ لقد حاولت مراراً لكنك كنت تسدد لي الاتهامات فقط ولم تحاول حتى سماعي، لم تعطني ولو فرصة واحدة، اهذا ما أثبت لك ؟ لقد كان زواجي بسبب أخي
وعند هذه النقطة انفجرت ساندرا باكية، كانت الكلمات التالية كالكلمات المتقطعة عليه حلها حتى يفهم ما تقول : لقد ساومني ذلك الحقير مثلك، على حرية أخي، الزواج أو الحبس
تجسست علي كثيراً ولم يقل لك أن هذا هو السبب ؟
أن القدر انقذني لتأتي أنت بعد سنوات وتعيد نفس الجرح بنفس السكين ؟ أنت لا تختلف عنه كثيرًا حقير مثله، كلكم رجال لا تملء عينكم سوى الشهوة، سوى الجسد
لو كنت تعرف الحب لما فعلت بي هذا
لم تختلف عنه باريس، أنت حقير مثله
والآن اتركني لحالي
صرخت به ولو كان هناك شخصًا في نفس الطابق معهم لجاء على صوت صراخها وبكائها، كانت كالبركان الذي انفجر ولم يستيطع السيطرة عليه، حاول الاقتراب منها واحتوائها لكنها كانت تنتفض وتصرخ أكثر حتى قالت له : ابعد عني أنا لا أريدك
وهنا أخيرًا عاد إلى عقله وترك مشاعره ولم يقبلها على كرامته سحب نفسه وغادر الغرفة كلها، غطت نفسها بشكل كامل وراحت في نوبة بكاء
تبكي على كل شيء وكأن حزن العالم كله تجمع في قلبها، تبكي على الماضي والحاضر ويمكن المستقبل أيضًا
يسألها ويطلب منها بالرغم من أنها حاولت أن تقول له
كانت تبكي ايضًا على جسدها الذي حافظت عليه لأجل حبيبها، كانت ساندرا رومانسية جدا وتريد أن أول من يكسر عذريتها يكون حبيبها واختيارها، وعندما وضعها القدر في موقف سيء مع زوجها السابق، ثم رحمها بموته، كان قررت أن تبقى هكذا حتى تقابل من تحب وتغير فكرتها عن الزواج بسببه
لكنه جاء باريس ليأكد فكرتها أكثر، كانت تريد الهروب ولكن إلى أين أو كيف لا تعرف ؟
لا مهرب منه إلا إليه
وهو ما زاد من بكائها حتى راحت في النوم فجأة
قرر عقلها أن يرحمها أخيرًا وأجبرها على النوم لتهرب من ذلك الموقف المخجل بالنسبة لها خاصة مع استجابتها الكلية معه ونشوتها التي ظهرت أخيرا وأحست بها!
صرخت به ولو كان هناك شخصًا في نفس الطابق معهم لجاء على صوت صراخها وبكائها، كانت كالبركان الذي انفجر ولم يستيطع السيطرة عليه، حاول الاقتراب منها واحتوائها لكنها كانت تنتفض وتصرخ أكثر حتى قالت له : ابعد عني أنا لا أريدك
وهنا أخيرًا عاد إلى عقله وترك مشاعره ولم يقبلها على كرامته سحب نفسه وغادر الغرفة كلها، غطت نفسها بشكل كامل وراحت في نوبة بكاء
تبكي على كل شيء وكأن حزن العالم كله تجمع في قلبها، تبكي على الماضي والحاضر ويمكن المستقبل أيضًا
يسألها ويطلب منها بالرغم من أنها حاولت أن تقول له
كانت تبكي ايضًا على جسدها الذي حافظت عليه لأجل حبيبها، كانت ساندرا رومانسية جدا وتريد أن أول من يكسر عذريتها يكون حبيبها واختيارها، وعندما وضعها القدر في موقف سيء مع زوجها السابق، ثم رحمها بموته، كان قررت أن تبقى هكذا حتى تقابل من تحب وتغير فكرتها عن الزواج بسببه
لكنه جاء باريس ليأكد فكرتها أكثر، كانت تريد الهروب ولكن إلى أين أو كيف لا تعرف ؟
لا مهرب منه إلا إليه
وهو ما زاد من بكائها حتى راحت في النوم فجأة
قرر عقلها أن يرحمها أخيرًا وأجبرها على النوم لتهرب من ذلك الموقف المخجل بالنسبة لها خاصة مع استجابتها الكلية معه ونشوتها التي ظهرت أخيرا وأحست بها!
انتفضت ساندرا عندما سمعت صوت أولجا، فتحت عينيها لتجدها أمامها هكذا بدون إذن !
سحبت الغطاء على جسدها الذي مازال عاريَا منذ أمس وهتفت بها : كيف تدخلين هكذا بدون إذن ؟!
شهقت أولجا ثم قالت : لقد طرقت الباب كثيراً وعندما لم اجد استجابة قلقت عليك سيدتي
دلكت ساندرا عينيها وصعد اللون الأحمر إلى وجنتيها لقد تسرعت في الحكم عليها وارادت أن تعتذر لها، لكن أولجا كانت حساسة وتفهمها وكأنها تقرأ أفكارها فإبتسمت قائلة : خير سيدتي المهم أنك بخير يبدو أنك قضيت ليلة متعبة جعتلك تنامين بهذا العمق
وذيلت كلامها بغمزة فهمتها ساندرا جيدًا، يبدو أن مظهرها وجسدها العاري وشعرها الغير منتظم أوحى لأولجا أنها كانت في علاقة غرامية شرسة سحبت كل طاقتها لتنام هكذا
لم تملك نفسها وضحكت ساندرا ضحكة مغزاها " آه لو تعرفين فيما سحبت طاقتي أولجا"
ضحكت اولجا على ضحك سيدتها ثم أخبرتها أنها ستحضر لها حمام دافئ وتصنع لها القهوة الصباحية
كان الفضول يعتري ساندرا، لم يعود باريس للنوم جوارها إذا أين نام ؟
سألت أولجا بشكل عفوي : أين باريس ؟
أقصد هل تناول فطوره أيضًا ؟
- لا سيدتي، سيد باريس غادر سافر منذ الصباح الباكر
- سافر ؟ إلى أين لم يخبرني أمس؟!
- لقد جاء له عمل مفاجئ في أحد فروع شركته في اليونان، نيكولاي أخبرني عن شيئًا من هذا القبيل، يبدو أنه لم يرد أن يوقظك وبالتأكيد سيتصل بك عند وصوله إلى هناك
- اه فعلا لقد كنت غارقة في النوم
هكذا ردت ساندرا حتى لا تظهر الفجوة التي حدثت بينها وبين باريس أمس لأولجا
جهزت أولجا الحمام وخرجت من الغرفة لتدخل ساندرا وتنزل تحت المياه الدافئة، انها تشعر ببعض الآلام في جسدها، كان باريس قويًا وعلى الرغم من نعومته في لحظتهما سويًا لكن قوته غلبت عليها لتصيبها بالألم
كانت تنتظر تلك اللحظة طويلًا لكي يأتي هو ويدمرها، تنهدت ساندرا وحاولت صرف تفكيرها عن هذا الأمر والحدث حتى لا تعود للبكاء مرة أخرى وينكشف أمرها للجميع
قضت يومها لأول مرة حرة وسعيدة، نعم مع مغادرته غادرها كل القلق الذي كان يأكلها بوجوده، فهو كان يحاسبها حتى على أقل التصرفات، كانت تتكلم مع العاملين والخدم في المنزل تضحك وتلقي النكات، كان الجو طيبا حتى الوقت لم يكن مملاً مثل وجوده معها في نفس المنزل، لكن هناك جزء صغير جدا في قلبها يشتاق له!
لا تعرف كيف لكنها امسكت شعورها كمن أمسك مجرم متلبسًا، ورفضته كليًا لكنها تعلم جيدًا أنه شعور صحيح،
كانت الليلة الثانية بدون باريس فجلست في الفراش تمسك رواية لمسرحية تحبها، تقرأها للمرة الثالثة من حبها فيها ولأنها تثير بداخلها مشاعر ايجابية ستساعدها على النوم الهادئ، وهو ما حدث بالفعل، تركت الكتاب بجانبها واطفأت الانوار وراحت في النوم سريًعا
ولكن في منتصف الليل.. أحست بحركة خفيفة حولها، فتحت عينيها ببطء لتراه يقف أمامها يراقبها، أمسكت نفسها بأعجوبة وقررت ألا تظهر له أنها مستيقظة حتى لو أحس بذلك هي لا تريد التحدث معه، وقف قليلاً ثم غادر ناحيه غرفة الملابس ليبدل ملابسه، غريب جدا أول دخوله للغرفة يكون ليراقبها أثنء نومها!
استغلت ساندر الأمر وادارت له ظهرها وابتعدت قليلاً في الفراش حتى تفسح له مجالاً ولا يلمسها
أحست به يدخل إلى جوارها، ظل الصمت سيد الموقف حتى جاءها صوت انتظام أنفاسه واستسلامه للنوم، مما جعلها تستلم وتنام هي الأخرى
وفي الصباح
كان نائما وهي تحملق فيه
بإستغراب ، فإمارات الشر قد زالت عن وجهه ، ورأت فيه
الرجل الذي عرفته ذات يوم ، كثير الود والقدرة على أن يحب بصدق، والإبتسامة
تبدو على شفتيه كمن تمر في مخيلته ذكريات مفرحة ، حلت مكان تلك الذكريات
الموحشة المخيفة التي عرفتها عنه ولم يخبرها بها
في الليلة الماضية نامت وفكرة الهرب ترن في اذنيها ، ولكن في هذا الصباح وعد رؤيته هكذا شعرت
أن الإشفاق على زوجها قد هزم فكرة الهرب، هناك شخص رائع بداخله ستساعده على الخروج منه ، فلن تتركه وحيدا، يحتضن حظه
العاثر ، ويندب ولده الذي رحل بتلك الطريقة المرعبة ، فهذا وحده كاف أن يجعل
دائما اسيرا لالام مبرحة لا تطاق.
" اين أنت؟ ."
جاءت الكلمات في نغم مليء بالذعر .... لكنها نغمات ناعسة كأنما صاحبها لم
يستيقظ جيدا بعد ، ثم أضاف: " اين أنت ؟ اين ذهبت ." عادت إلى الباب بسرعة ، وجدته مستيقظا مقطب الجبين ، يفتح عينيه بصعوبة بالغة، جلست بجواره وتجرأت ورفعت يدها على جبينه تربت عليه وقالت تطمئنه:
" أنا هنا ، باريس، عد لنومك."
نظرت ساندرا اليه فرأت التجهم على وجهه يمضي ثم يعود وسمعته يسأل:
" ماذا كنت اقول؟."