الفصل الثاني

اشرقت الارض بنور ربها وشمس يوم جديد وتحديدًا في محافظة المنيا والساعة الان السادسة صباحًا و الجميع نائم إلا تلك التي شاردة الذهن تفكر تكاد تجن لم تستوعب ما الذي غيره عليها هكذا وحين يئست من محاولاتها الفاشلة للنوم قررات ان تنزل لتشاهد التلفزيون حتي تغفو فهو ملجأها حين يُفرط فكرها وعندخروجها من الغرفة رأته يدخل الي غرفته استغلت ذلك ونادته بصوت منخفض التفت لها واقترب وعلي وجهة ابتسامة باردة

بلال : مازلتي مستيقظه !

جويرية :أكيد وأنت تتحدث مع من جعلك بهذا النشاط

بلال وفطن ما ترمي إليه : لا احد

جويرية وهي تنظر له بحزن تخشي ان شكها يكون صحيح : انت تهرب مني وتتجاهلني منذ اجازتك الاخيرة ومازلت مستمر لذلك

بلال متعمد البرود : جوري

جوري نظرت له بأستجابه تنهد ومسك خصلات شعره كالذي يريد قول شئ ولا يستطيع انتابها الظن بصدق شكوكها ولكن ارادت ان تسمعها منه وكيف سيقول لها ذلك

جورية بملامح جامدة : اسمعك صاغية جدا بلال انطق ولا تبالي لامري

بلال : باختصار انا لا اشعر بحبك جوري انا فقط الذي احببتك لا تبادليني الاهتمام ولا الحب لماذا ابقي ؟

جوري لم تصدم من تركه لها حيث كانت تشعر بتغيره وعدم الرغبة وحماسه حين يراها ولكن صدمت من تشكيكه في حبها له وقالت : تريد التخلي !!لا اجبرك علي التمسك بي ولكن لن اسامحك إن تجعلني انا السبب

بلال بعصبية : نعم انتِ ماذا فعلتي انتِ رافضه ان تكون لي حبيبة كيف اتمسك

جوري : اخبرتك من البداية ان نتعامل كعادتنا حتي نخبرهم

بلال بغضب : فقط اجلس بجانبك حتي اتخرج هذا ما تريده

جوري بحزن : وانت تريد أن القي عليك دائما كلمات الحب والاطراء وان نغافل الجميع كيف تقبلها عليِ

بلال كور قبضة يده من الغضب وقال وهو يكز علي اسنانه : انتِ حتي الان لمً تعترفي بحبك منذ أن جعلتي صديقتك تخبرني أتيت إليك انا والسعادة ملكي وانا دائما المعبر

جوري بحزن : كنت دائما اقف بجانبك اساعدك ادعمك أليس هذا حب يا بلال

بلال بنفي صارم : لا يكفي لدي الكثير من اصدقائي يفعلون ذلك لا اريدك رجل يسند ضهري اريدك حبيبة

اصاب قلبها غصة وحين شعرت بالالم تنتابها ولا تستطيع سمع هذه الكلمات منه نظرت له بعين تكاد تدمع وتركته وعادت الي غرفتها تعيسة لا تصدق قوله نامت علي فراشها بثاقل جسدي وكأنه شُلت وتركت العنان لدموعها لتخفف عنها ذلك الالم الذي ينتابها وغفت بعد أن حفر في ذهنها اسوء ليلة بعمرها .

استيقظ الجميع ودبت الحركه في المنزل وذهبت الرجال الي عملهم ما عدا بلال وحسام يفطرون ومعهم جوري وحديهم لانهم اخر من يستيقظ ينظر لهم باستغراب ولكن ظن انها مشاجرة كعادتهم قال بصوت منخفض فهو الوحيد من بين تلك العائله الذي يعرف موضعهم

حسام : صمت الابل يوجد شكله او ما شبه يا تري

جوري بملامح شاحبه : لا يعد مجال للشجار حسام

حسام بعدم فهم : لا افهم قصدك

همت واقفه نظرت له بيأس : اسأل اخاك من الذي اتت واخذت مكانتي بقلبه

تحدقت عين حسام اثر الصدمه والتفت سريعا ينظر له بينما هي هرولت الي غرفتها لانها لا تريد النقاش معه حتي لا يلقي عليها كلماته المؤذية لقلبها وكان يجلس وعلامات الغضب علي وجه لانه لم يريد حسام يعرف ذلك حتي لا يوبخه

حسام بدهشة : بلال ما قالته جوري صحيح !!! انت تركتها من اجل فتاة اخري

بلال : انت وحدك تعلم كيف كنت احب جوري

حسام : كنت !! جوري اصبحت ماضي بنظرك لماذا اخبرني

بلال بغضب مكتوم : لا اصدق حبها من الاساس تعاملني مثلك ومثل اخيها لا تميزني يومًا

حسام مسح علي وجه بكفه بغضب من غباء ذلك الصبي : لا تلقي لوم عليها انت لا تصدق ما تقوله من الاساس انا افهمك بلال

بلال : نعم حسام احببت فتاة اخري ارتحت الان !

حسام القي عليه نظرة استحقار يرمقه بحدة : ومن هذه يا تري قدمت لك شئ لم تقدمه جوري

بلال : نعم قدمت الحب واللاهتمام والحنان

حسام : حقًا!! لم اكن اعلم انك مراهق هكذا ظننت انك تفهم معني الحب الحقيقي من العاطفه المزيفة


بلال كور قبضة يده من الغضب واحمرت عيناها : من الطبيعي يكون هذا ردك ان جوري المفضله ولكن انا حر

حسام : انت حر ما لم تضر من الاساس لا اوافق علي حبها لك

بلال: تمام وانا اصلح خطاي اصمت ولا تفتح مع هذا مرك اخري انتهي هذا الامر في نظري وقلبي

القي عليه نظرة غاضبه وتركه وخرج الي الحديقه وبداخله غضب كبير منه بسبب غباءه الذي سيندم عليه وعلي مفارقة قلبها الغالي
واثناء خروجه تقابل مع فتاة رقيقه جميله قصيرة القامة مثل جويرية تمامًا والتي تدعي مليكة صديقتها المقربة

مليكة بخجل : ازيك جوري موجودة

حسام :اه طبعا هي فوق في اوضتها اتفضلي

أماْت له برأسها ودخلت الي المنزل ولم تلقي سوي بلال جالسا بضيق اقتربت منه وهي تتلفت حتي تتبقن ان لا يراها احد وقالت بصوت حاد مصتنع " بلااال"
التفت لها بلال سريعًا
مليكة بضيق : دائما لا استطيع فزعك

بلال ضحك : مجنونة

مليكة : ما بكَ غاضب هكذا

بلال بتنبيه : اذهبي لجوري واياكِ ان تقولي له شئ تمام

مليكة نظرت له بحزن : لا امتلك الشجاعة الكافيه لا تقلق

ابتسم لها بلال بود : كل شئ سيكون علي ما يرام لا تخافي

في مكان أخر وتحديدا من مكتب المخابرات المصريةيجري اللواء سيف الدين مكالمة هاتفيه وهو بمكتبة ليخبر احد الظباط الماهرين لديه بتفاصيل مهمته الجديدة

اللواء : لقد جمعت لك تفاصيل المهمة يجب ان تحضر لاستلامها

:- اقرب وقت سأكون امامك بأذن الله

اللواء : اخترتك انت لانك تعلم مدي ثقتي بك

:- هل في يوم خيبت ظنك ؟!

اللواء : لا لم يحدث

:- إذا لا تقلق كل شئ بفضل الله قبل مهاراتي

اللواء : هذه المهمة تعني لي الكثير شخصيًا
عندما تأتي سوف تعلم لماذا اقول لك هكذا


:- حسنا سيادتك


ننتقل الي منزل الفتايات التي لا يجلس به سوي تلك الفتاة الصغيرة حيث ذهب الخالة الي عملها وسارة ايضا وتركوها تجلس بشرود تفكر فيما قاله لها قاطع تفكيرها رنين هاتفها وهو المتصل

جنة بهدوء : نعم

حمزة : ذهبت اليوم الي عمل شقيقتك الله علي جبروت تلك الفتاة كادت تكسر المكتب علي رأسي


جنة بحزن : اخبرتك ذلك من قبل

حمزة بضيق : لم اتخيل انها هكذا ظننت انها مثلك

جنة بغرور : لا احد مثلي

حمزة : انها حقيقه انتِ رقيقه وهي عنيفة جداا

جنة : اعلم ذلك

حمزة : وماذا يعني

جنة : متي سفرك ؟

حمزة ولمعت في عينه السعادة : هم بانتظاري وانا تماطلت في الامر لاجلك ولكن بعد اليوم ساغادر الليلة

جنة بصدمة : الليلة

حمزة: نعم ابقي لماذا

جنة بحزن : ستسافر وحدك ؟

حمزة بتلعثم : لم يكن المراد فريستي ولكن اختك

قاطعته جنة بغضب : لن اعطيها الفرصه لتعقدني مثلها ليس لها الحق

حمزة : نعم ولكن ما العمل

جنة ومشاعر الحب والغضب طاغيه عليها : لن اتركك انتظرني سأتي معك الليلة

حمزة بعدم تصديق : انتِ صادقة !؟

جنةً بثقةً : نعم

حمزة : الامر ليس هين انا ساغادر بلا عودة إن اردتي العودة

قاطعته جنة : لا اريد اعود لمن ولكن عليك ان توفر الحماية لي

حمزة بسعادة : انه امر طبيعي انا سعيد سانتظرك الفجر لنذهب الي المطار

جنة : موافقة

حمزة : هنيئًا لحمزة بجنتك


حان المساء علي الجميع
في محافظه المنيا تجمع الجميع علي طاولة الطعام
"إحسان" وهي العمة الكبيرة والدة جوري و أحمد الذي تزوج وسافر خارج مصر

"ثريا " وهي العمة الصغري ولديها بنتان وايضا تزوجو وسافرو خارج البلاد

" حسن النقيب " كبير العائلة و والد حسام وبلال

" ناصر النقيب " زوج إحسان وابن عمهم

" خالد النقيب "زوج ثريا و شقيق ناصر

يجلسوا يتناولون الطعام في جو اسري سعيد ما عدا جوري الحزينه ويشعر بها حسام واراد مشاركتها الحديث

حسام : حين تنتهي الاجازة سيكون لدينا اجمل فتاة جماعية

جوري بملل : اذهب علي الامتحانات فقط

حسن : لدينا فتاة انطوائية لا تخرج من المنزل

ناصر : لا تسخرو من الاميرة جويرية والا لكم نصيب من غضبِ

ضحك الجميع فهم يعلمون كم هو يحب صغيرته

حسام غمز لجوري بمغازلة : لا نريد العريس سريعًا اذهبي وأتي به

حسن بغضب : ويحك هذا ما ناخذه بعملك في القاهرة اصبحت تتحدث مثلهم

ثريا : انه يمزح فقط

خالد بضحك : حين كان يغازله احد شباب القري كان يقيم علينا الحد

ضحك حسام : نعم وإن تقرب إليك احد سأقتلك ولكن لا مانع ان يريد خطبتك

يتحدث وهو يراقب شقيقه الذي يأكل ولا يبالي ولكنه يره يأكل بغل وغضب ابتسم علي منظره ويقسم ان يلقنه درسًا لا ينساه عمره .

عند حمزة يجلس علي المقهي ويتحدث في الهاتف ويبدو عليه السعادة

حمزة : نعم ستأتي معي انا سعيد

:- ولكن انها سعادة البدايات حمزه لا تنسي من انت

حمزة تنهد بضيق : جنة تحبني

:- تمام انا طلبت منك ان تأتي لديك مهمة وانت لا تهتم ماذا اذا كانت معك

حمزة بنفي : لا اقصر في عملي صدقني زواجي من جنة ليس له علاقة بالعمل

:- اتمني ذلك

حمزة : الا يطمنك انها ستكون معانا

:- انا في انتظارك حمزة اسرع

حمزة : الليلة سأكون في الطائرة ومعي جنتي سيادتك

حان المساء وعادت سارة والخالة الي المنزل وتعاملت معهم جنة كآن لم يحدث شئ وشاهدو التلفاز سويا حتي صعد كل منهما الي غرفته الي النوم وحين تيقنت جنة من نومهم بعمق بدات في ترتيب حقيبتها واخذت كل متعلقاتها و ثيابها وهي مغيبة لا تدرك ولا تفكر في ما تفعه لا تري سوي انها ستكون زوجةً حمزة وستسافر وتحقق احد احلامها وانتهت من ذلك مع اذان الفجر وتركت لهم ورقة وخرجت من المنزل وكانحمزه اسفله ينتظرها ومعه حقيبته هو الاخر
نظرت له مبتسمة بالاتساع بادلها النظر ومسك يداها قابضًا عليها

حمزة : لنذهب بلا عودة

جنة بموافقه : بلا عودة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي