البريئة والمطارد

بنت الجنوب`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-31ضع على الرف
  • 61.7K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

فى بلدة صغيرة في أقصى الصعيد وقريبة من الجبل، وفى ليلة شتاء بارده لدرجة الصقيع، ملبدة بالغيوم الكثيفة، وموحشة بهذه الأصوات الصادره من الذئاب الجائعة والباحثة عن طعامها، فتجعل من سكان القرية بعد صلاة العشاء مباشرةً أسرى لمنازلهم, كما تخلو شوارع القرية تقريباً من المشاة إلا ممن خرج مضطراً.. ملتزمين بحصن منازلهم مهما كانت بنية هذه المنازل ضعيفة متهالكة وقديمة، أو مصنوعة من الطوب الأخضر ولكن يكفي الدف الأسري فيها والأمان؛ رغم انه هو الاَخر اصبح مهددًا بفعل مجموعات من البشر استحلت الحرام وهددت أمن الأمنين!
وهنا في منزل سالم أبو محمد الطيني والمكون من طابقين، كبقية المنازل في هذه القرية الفقيرة، بداخل غرفتها كانت جالسة على طاولة قديمة صغيره أعدتها كمكتب لإستذكار دروسها فتاة نحيفة، عاقدة شعرها الحريري الأسود فوق رأسها وناظرة بعيونها التي تشبه القهوة في اللون إلى الفراغ, شاردة فيما شغل عقلها وحيره هذه الأيام ، يدها تمسك بالقلم تتحرك فترسم دون إرادتها هذه الأعيُن المجهولة التى تطاردها في صحوها ومنامِها بشكل متكرر بدرجة أرعبتها.
لاتدرى لماذا؟ وكيف؟ إضافة إلى أنها تجهل صاحبها، هي لم تكن أبدًا من الفتيات المرهفات الحس و المشاعر ممن يتمنين الدخول في علاقات غرامية مع الشباب او ممن يتغزلن في نجوم السينما و التلفاز الوسيمين فيعلقن صورهم على الحائط، ويهمن بهم وبأغانيهم واعمالهم، حتى مع عملها كممرضة في الوحدة الصحية للقرية، رغم انها مازالت تدرس في شهادة التمريض، وذلك بفضل جدارتها وتفوقها بالممارسة لضعف امكانيات القرية وقلة المتعلمين بها، تختلط يمنى بالعديد من الأشخاص الغرباء، ولكنها لا تسمح لعواطفها أبدًا بالتدخل في عملها رغم طيبتها المفرطة واخلاصها الامتناهي في علاجهم.. مما يجعل هذا السؤال المحير يدور برأسها بغير هوادة، كيف تحلم بشخص غريب يناجيها ويرجوها بعيناه وكأنه يعرفها وتعرفه وكأنه يعلمها وتعلمه ؟ كيف تشعر بألمه ؟ كيف تتعلق روحها بمن لم يسبق لها رؤيته اطلاقًا على الحقيقة؟ ام انها تهذي وقاربت على الجنون ؟
- يابت ابوكي بيندهلك من فوق، مابترديش ليه؟
أجفلت منتفضة من هذا الصوت الأنثوى الصارم لتكمل المرأة بصياح:
- ما تردى يازفته سرحانه فى ايه؟
وضعت يدها على قلبها المرتجف وهى تحدثها :
- فى ايه بس يا أمي خضتينى؟
هتفت والدتها بوجه عابس:
- سلامتك ياختى من الخضه، ابوكي ليه وقت طويل بينده عليكى، وانتي ولا كانك في البيت اساسَا، دا انا الصوت وصلني جوا في اؤضتي وانتي برضك ماسمعتيش، خبر ايه يابت؟ كنتى سرحانه فى ايه؟
قالتها نجيه بتساؤل أربكها عن الرد، فلم تدري بماذا تجيبها مع هذ التخبط الذي ينتابها هذه الأيام وبكثرة؟ فخرج صوتها بتلعثم؟
- يعنى هاكون سرحانه فى ايه بس ياما؟ عادي.
رددت نجيه خلفها بعدم تصديق:
- اممم عادى! طب أخلصى قومى أعملى كوبايتين شاى وطلعيهم لعمك وأبوكى فوق على السطح.
أومأت برأسها تجيب بطاعة :
- حاضر.
صاحت عليها مرة أخرى بحزم:
- اخلصى يا يمنى! متتأخريش على ابوكى وعمك هو انتي لسة هاتفكري وتتمطعي مكانك؟
- قايمه اهو، على طول يا أمى والله .
قالتها وهى تنهض عن مقعدها بسرعة، مما جعل نجيه تتركها وتدلف إلى الداخل، تنفست يمنى صاعداً ثم همت لتذهب وتؤدى ما طُلب منها، ولكن قبل أن تتحرك وقعت عينيها على ماكانت ترسمه، لتجدها نفس العينان التى تراها فى أحلامها منذ فتره.
فحدثتها يمنى وكأنها شئ ملموس وقالت:
- طب أقول لأمى أيه؟ أقولها إنى بشوف واحد فى منامى مش باين منه غير عنيه، وهو اللي شاغل عقلي الأيام دي ومخليني تايهة عن الدنيا كلها؛ وأنا اساساً معرفوش على الحقيقه؟ أكيد هتقول عليا مجنونه! أكيد!
..................
صعدت يمنى إلى السطح بعدما أعدت الشاى كما طلبت منها والدتها لأبيها وعمها الساهران في هذا الوقت المتأخر من الليل وقد قاربت الساعة من الواحدة صباحًا، رغم برودة الطقس والظلام المخيف في معظم الانحاء حولهم، أشفقت يمنى على اباها، حينما وجدته جالس متقوقع أمام النار التى أشعلها مع أخيه يونس لتعطيهم بعض دفئها وحراراتها؛ ألايكفى للرجل شقاء النهار في عمله وزراعة الأرض، ليُحرم من النوم ليلاً ويقضى معظمه فى حراسة المنزل ايضًا!
- يمنى، تعالى يابابا.
قال سالم بعد أن أجفل لرؤيتها وهى تتقدم نحوهم، فخاطبها ايضًا عمها يونس وهو يفرك بيديه أمام النار:
- توك ما واصله! دا احنا بقالنا فتره مستنين يابنت أخويا.
- معلش ياعمى، بس والنعمه أنا قومت على طول أول أما قالتلى أمى.
قالتها وهى تناول الاثنان كاساتهم من الشاى
يونس وهو يرتشف من الكوب الزجاجي ويتلذذ بمذاق الشاى:
- تسلم أيدك يابت يا يمنى، كوباية عنب، تعمر الدماغ بصحيح.
قال سالم هو الاخر:
- جات فى وقتها، خليها تدفينا شويه فى الليلة اللى ما راضيه تعدى دى، صوت الديابه مع السقعه الشديدة، دا غير الغيم اللى مغطى النجوم، وحاجب ضى القمر؛ حاجه تقبض القلب.
يونس وهو يتطلع برأسه حولهم في جميع الأنحاء:
- اهى الليلالى دى بتبقى عيد للحراميه.
أومأ سالم برأسهِ يوافق أخيه الرأى بغصة مريره فى حلقهِ وقال:
- انت هاتقولى! يعنى مش كفاية التعالب اللى بتنزل ليلاتى تاكل الطيور من داخل بيوتنا كمان يطلعلنا أولاد الحرام دول ويسرقوا البهايم اللى ساترانا أحنا وعيالنا! منهم لله حرموا علينا النومه فى قلب بيوتنا.
جلست يمنى بجوارهم أمام النار تستمع بتركيز، وأكمل يونس.
- امال لو تعرف أنى سمعت من جماعه صحابى من يجى يومين كده أنهم شافوا ديب نازل من الجبل.
خرج صوت سالم بنبرة جزعة:
يانهار أسود، دا تلاقيه جاع وملاقاش أكل فى منطقته، استرها علينا يارب استرها.
هم يونس بالرد، ولكن أوقفه هذا الصوت القوي والذى أجفل الثلاثة منتفضين .
تكلم سالم، وهو يتناول ببندقيته لينهض بسرعة ليتفقد الوضع من سور السطح:
- ياساتر يارب! ضرب النار دا جاى منين! :
- دا لازم الحراميه نزلوا البلد تانى، دي باينها ليلة مجندلة من اولها، الواحد كان قلبه حاسس:
قالها يونس وهو ينهض أيضاً مع أخيه، ليتفقدا الطريق المؤدى للجبل والمنازل والطرقات المتفرعة على مرأى أبصارهم.
أردفت يمنى بخوف وهى تقف على مسافة قريبه منهم:
- يابويا تعالى معايا أنزل ريح شويه، وأعملوها دوريات انت وعمى.
سالم وهو ممسك بسلاحه بحذر وعينيه تنظر بعيداً بترقب وتركيز:
- انزلى أنتى يا يمنى وأتأكدى من قفل الشبابيك والأبواب كويس.
همت لتجادل أباها ولكن مع انطلاق سيل الطلقات الناريه مرة ثانية اللجمها الخوف عن الحديث، فصمتت تنظر بالقرب منهم بقلق:
- ياساتر يارب، صوت الضرب مش راضى يوقف هو أيه اللى حاصل بالظبط؟
قالها يونس وهو ينظر لأخيه الكبير سالم برعب جلى والذى بادله الاَخر نظرته بقلقٍ بالغ.
- ربنا يستر يايونس، دا انت بينك صدقت لما قولت عليها ليلة مجندلة من اولها.
يمنى وهي تنتفض من الخوف خرج صوتها بارتعاش:
- يا بويا أرجوك تنزل أنت وعمى دلوقتى، وبعدين اطلعوا على ما يسكت ضرب النار دا شوية، فى الليلة اللي ما راضية تعدي دى!
نَهر سالم ابنته بعد أن أجفل لرؤيتها ثانيةً بنبرة حانقة :
- أنتِ لسه جاعدة مكانك يا يمنى؟ أخلصى يابت انزلى وأعملى اللى جولتلك عليه.
- لكن يابويا..
- اخلصى يا يمنى وأكدى كويس على قفلهم.
قالها سالم بقوة وحسم، فأذعنت يمنى مضطرة ونزلت الدرج بخطواتٍ مثقله بذهنٍ مشتت خوفاً وإشفاقاً على أبيها وعمها الشاب، وبداخلها تردد في الأدعية الحافظة حتى ينجي الله الاثنان:
.........................

تنفيذًا لقرار أبيها بدأت يمنى بغرفة أخواتها البنات سمر و ندى شقيقاتها الصغار، اقتربت من فراش كل واحدة منهن، تعيد عليها الغطاء وهى نائمة وبعدها توجهت للنافذة الخشب، وأغلقتها باٍحكام ثم خرجت لغرفة أخيها الصغير وجدته نائماً هو الاَخر، فعلت معه نفس الشىء وكررت كذلك بجميع نوافذ المنزل والابواب ولم يتبقى غير المطبخ والذى ما إن دخلته لتقفل نافذته الوحيدة، وهمت بأشعال الضوء وجدت كفاً غليظه وكبيرة الحجم تطبق على انفاسها وذراعاً تشل حركتها، حاولت الصراخ والمقاومة لكنها لم تفلح، مع هذه القوة الجسمانيه الضخمه لتفاجأ بصوته الخفيض الأجش يقول:
- أهدى ما اسمعش نفسك، انا مش قاصد أاذيكي، لكن لو جبرتيني هاعملها، إهدى كده واسمعي الكلام، لو سمعتي الكلام هفكك بس لو صوتك طلع هخلص عليكى حالاً.
زامت بصوتها من تحت كفه وهي تحاول عبثًا الإفلات منه، مما أضطره للزمجرة وهي يضغط بذارعيه عليها ليسيطر على حركتها أكثر، مع مراعاته لضعف جسدها الهزيل، فقال بنبرة حانقة من تحت أسنانه :
- الله يخرب بيت ابوكي ياشيخة، انا مش عايز اللمسك غلط لتفكري بيا حاجة شينه، اهدي شوية عشان يدي ماتخونيش وبعدها انتي اللي هاتندمي :
هدأت قليلًا وهي تستوعب معنى كلماته ومقصده، فاستغل هو سكون حركتها قليلًا ليقول بتهديد :
- شاطرة وجدعة انك فهمتي، ممكن بقى ياحلوة تستوعبي كمان بقية الكلام عشان افك يدي عنك، ولا ناوية لسة تتعبيني؟
أومأت له برأسها خوفاً مع ازدياد وتيرة أنفاسها المضطربة برعب، بعد لحظات قليلة من شعوره بسكون حركتها واطمئنانه قليلًا من طاعتها، رفع كفهِ عن فمِها وفك ذراعِه عنها بحذر وبطء، تسمرت محلها غير قادرة على الألتفاف وهي تجاهد لعدم إظهار رعبها وجسدها ينتفض من رأسها لأخمص قدميها، وجهها للحائط وصوت تنفسها يكاد أن يخرج لخارج المطبخ، سمعت صوته من الخلف يأمرها:
- لفي نفسك عشان تشوفيني .
كانت تشعر بتخشب جسدها وبالشلل اصاب رقبتها حتى عن الألتفاف نحو رؤية هذا الرجل المجهول، الواقف خلفها وحرارة انفاسه تلفح عنقها من الخلف، حاولت التحرك ولكنها فشلت، ويبدوا انه شعر بما أصابها، سقط قلبها من الرعب حينما فاجأها بوضع كفيه الكبيرتان فوق اكتافها وصوته الرخيم همس بأذنها :
- ياريت تكملي بهدوئك دا ورزانتك كدة على طول عشان لاتتعبيني ولا اتعبك يابت الناس ماشي .
انهى جملته الأخيرة ليديرها جسدها بأكمله اليه، وهي كالمغيبة تتحرك معه، مستسلمة صامتة بخوف، تجهل ما ستراه وما سيفعله معها هذا الغريب والأفكار البشعة برأسها تصور لها أسوء السيناريوهات، فهي وحدها يقظة في البيت، والجميع نائمون، عدا عمها وابيها الجالسان فوق السطح، وهما لن يشعروا بها أو يأتوا لنجدتها سوى اذا صرخت، ولكن كيف تفعل وقد هددها؟
شهقت مصدومه وتوسعت عيناها بشكل مخيف حينما رأت الرجل أمامها، بطوله الفارع وملابسه السوداء، ملثم الوجه بشال من الصوف الذي يشبه شال عمها يونس، لا يظهر منه غير هاتان العينان العميقتان بلونهم القاتم السواد ونظرتهم الحادة والقادرة على قتلها خوفًا، تحاوطها رموش طويلة للغاية وكأنها تكحلت طبيعيًا، هذه العينان هي تعلمهم جيدًا، رسمتهم قبل ذلك في اوراقها عدة مرات، لا تعلم العدد من كثرتهم، وذلك لأنها هي نفسها ما تراودها هذه الأيام فى أحلامها و بشكل متكرر ومستمر!
................................
- - انتَ مين؟
سؤال بسيط خرج منها بعفوية ودون أن تفكر، وكأنها نسيت الظرف المقيت، وعادت لأحلامها وهاتان العينان العميقتان والغريبة بنظراتهم الحادة، والتى تحولت لمخيفة بعد سماع السؤال فصرخ فيها بصوت خفيض من تحت اسنانه:
- انتِ مالك أنتِ انا مين وصفتي إيه؟ انتِ تجاوبى وبس، هو انا جاي اتعرف بيكي؟.
عادت للواقع المخيف وهى تومئ برأسها إذعاناً وخوفًا منه:
- أنت بقى البت الممرضه؟
سأل هو بخشونة ، اهتزت هي حدقتيها بريبة وتوجس قبل أن تجيبه بإرتباك:
أنا لسه بدرس يعني ، بس فى نهائى تمريض.
لوح بسبابته امامها وهو يخاطبها بتهديد:
- طب اسمعى الكلام دا كويس, أنتى هاتطلعى معايا دلوك على طول من غير نفس ولا صوت، انا مش هائذيكي ، انا بس هاخدك تعالجينى وأرجعك بعدها سليمة زي ما خدتك من غير ماامسك بسوء.
شحب وجهها كالأموات وهي تستوعب فحوى كلماته فهتفت بصياح:
- اجى معاك فين؟ هو أنت...
لم يمهلها لتكمل فيسمع صوتها من اهل المنزل، أطبق بكفهِ مرة ثانيةً على فمها، ودفعها للخلف يهدر عليها جازًا على أسنانه:
- انا مش منبه ماسمعش حسك، ولا تعملي معايا اي حركة قرعة تنبهي بيها اهلك، ولا انت عايزاني أئذيكي .
أومأت برأسها ودماعاتها هطلت على كفه المطبقة بقوة على فمها، تنفس بخشونة قبل ان يعيد طلبه منها:
- هاتيجي معايا وتعالجيني زي اي فرد من البلد تاخدي اجرتك وترجعي قبل حد من اهلك ما يصحى ويحس بيكي ؟
حركت رأسها رافضة، فازدات حدة أنفاسه وهو يرمقها بغضب حارق، ثم مالبث ان يلف ذراعه عليها كي يسيطر على حركتها مرة وهو يسحبها للخروج و صوته يخرج بتوعد :
- أنا كنت عارف من الأول إن هاتتعبيني، بس قولت اعمل الي عليا!
حاولت بكل قوتها ان تقاومه بشراسة لتنزع نفسها من هذا المجنون، او حتى يسمع أحد من أهلها صوتها فينجدها، ولكنها لم تفلح أبدًا امام القوة البدنية الهائلة له، وهي صغيرة وجسدها ضعيف، سمعت منه صوت تأوهً بألمٍ يكتمه وهو يخرج بها من باب المطبخ الخشبى، ولكنه استمر بسحبها للخروج من المنزل وكأنها تُساق لمنصة الإعدام، حتى يأست واصبحت دموعها تتدفق بغزارة من هذا المصير المجهول، ولكن؛ مع سماع هذا الصوت الدافئ القوى والذي أتى فجأة دون مقدمات، سكنت حركتها مع توقف خطواتهِ هو الاخر!
- سيبها بدل ما أخلص عليكَ .

قالها سالم أبيها وهو مصوب بندقيته على رأس الملثم، توقعت منه تركها فى الحال ولكنه ظل ممسكاً بها وهو ساكن دون حركة.
كرر أبيها بصوت أشد وأقوى :
- بقولك سيبها ياعديم الشرف يابن ال.... بدل ما أفرغ رصاص بندقيتى كلها فيك.
أفلتها فجأه وتركها، ليلتفت نحو أبيها، ينظر إليه بتحدى ووعيد وهو يومئ له بسبابتهِ ناحية صدره :
- بقى أنا ابن ال...... وعديم الشرف، انت قد كلامك ده؟
سالم وقد تراجع خطوات قليله ومازال مصوب البندقيه بوجه الغريب قال بازدراء:
- لا أنت عايزنى اسقفلك وأنا شايفك بتسحب بنتى وتخطفها!
ظل ساكناً، دون أن ينطق بكلمة ولكنه كان ينظر لسالم بكل تحدى مما اثار غضب سالم الذي هتف عليه وبقوة
- انت مين ياض؟ اكشف وشك خلينى اشوفك.


....يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي