حجر القمر

Shimaanoaman`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-01ضع على الرف
  • 164.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

للحرب دائماً ضحاياها
ضعفاء قُدر لهم أن يكونوا في المنتصف بين هذا وذاك
لا سبيل للهرب
المجازفة تعنى الموت
والخنوع يعنى هزيمة بلا حرب
وهى أُدخلت في دائرة النار
وجدت نفسها وحدها محاصرة من كل إتجاه عليها أن تواجه الجميع دون أن تعرف لمَ !
عليها أن تكون قرباناً لتهدأ الحرب ويحل السلام
ولكن !!!
لمَ هي ؟
ولمَ هو ؟
هو ..جاء من العدم يحميها بروحه وتسكن قلبه
يحتويها بداخله
يخفيها بين أضلعه
وهى وجدت الملاذ بين حناياه
عرفت الأمان بين ذراعيه
لتنته كل الحروب والمعارك
وتغمض عينيها مطمئنة بين قلبه وروحه .
********
(تولين العزيزى)
وردة جورية ناعمة وسط أشواك الصبار القاسى
بيئة مختلفة عن طبيعتها وضعت بها مرغمة
يتيمة الأب منبوذة الأم التي تخلت عنها لأجل زواجها من رجل الأعمال (فلان الفلاني)
ثلاث سنوات منذ وفاة أبيها وأعوام قبلها لا تحصى لها عدداً منذ طلاق أمها وابتعادها وزواجها من آخر.
تركتها تحيا مع أبيها و لم يرمش لها جفن و لم يكن لها قلب يتألم لفراق ابنتها الوحيدة
مكالمة من حين لآخر والبرود أسلوب اتبعته معها منذ الرحيل
هي لا تستحق لقب أم .....لا تستحق أن تحيا بقلبها رغم كل سنوات البعد
وإن ظل هناك في قلبها جزءُ يناديها يرغبها
كانت تريد فقط أن تكون بجوارها..تميل عليها إن احتاجت
تبكى على صدرها يوم وفاة أبيها لتخبرها أنها هنا معها
ولكنها لم تجدها
فقط مكالمة هاتفية وعزاء لم تقبله تلك الصبية
لم تجد غير تلك المرأة التي تربت على يديها وسكنت قلبها كأمها (دادة أمينة)
مكتفية هي بها ولا تبالي بغيرها.
*******
بين جدران منزل عمها (مختار العزيزي) تحيا منذ ثلاث سنوات لم يتركها وأتى بها لبيته وبين عائلته هي ومربيتها التي أوصى بها أبوها في وصيته أن تبقى لترعى طفلته الوحيدة.
زوجته(منى ) امرأة جميلة تعاملها معاملة طيبة ودودة كابنتها الصغرى ( سارة ) هي لها الشقيقة والصديقة
لكن كانت هناك أيضاً من تؤرق حياتها وتجعلها دائماً ترغب في ترك المنزل بسببها
( سيرين )
ابنة العم الكبرى قاسية القلب غرورها تعدى الوصف والحدود
انتهازية شربت من أبيها صفاته وبجدارة
(مختار) ذلك العم الذى استولى على ميراثها من أبيها ولم يترك لها إلا الفتات وحجته كان واضحة ومعلومة ( لم تبلغ السن القانوني )
ولكن ها هي قد أتمت عامها الثالثة والعشرون منذ بضعة أيام
وحججه تزداد يوماً بعد يوم
_ فلوسك في الشركة يا تولين مقدرش أسحبهم من رأس المال.....هو أنتِ ناقصك حاجة !
وتصمت تولين ويستمر هو في عمله وأمواله التي تزداد وتتضاعف
ولكنها أتمت دراستها في كلية الهندسة وتسعى الآن لدراسة الماجستير واقترح عليها أن تعمل معه في الشركة وهى رافضة
هي فقط تريد حقها في ميراث أبيها ليس إلا
تريد عملاً لها وحدها يخصها تبدأه من الصفر ولكنها كذلك تحتاج الخبرة وهى وعمها لا يتفقان أبداً في الحياة
فكيف بالعمل.
*******
أمواج عاتية
وبحر غاضب..ثائر
وهو يشبه البحر في غضبه
في قوته في ثورته وإن كانت محبوسة في صدره تشبه صمام الأمان لقنبلة يدوية إن انفجرت تحولت لشظايا تصيب القريب والبعيد.
عيناه تشبهان غيوم السماء القاتمة وإن لاح بهما شعاع شمس دافئ ناعس يأتي على استحياء
صديقه الوفى وكاتم أسراره يأتيه من بعيد
يقطع مسافة طويلة ليصل إليه .
تحتضنه رماله وتواسيه أمواجه يناظره بعينين تفيضان بالكثير وإن هربت الكلمات من شفتيه فعينيه تحكى أكثر و أكثر.
تعلم منذ زمن ألا يعرف للضعف طريقاً.. أن يكون قوياً عتيداً كصخرة أبية في مواجهة إعصار لن تتحطم ولن تهتز.
ولكنه لم يعد يتحمل التظاهر بالقوة والثبات
لديه رغباته...أحلامه
التي ما أن اقترب منها حتى ابتعدت..تركته هاربة واختفت بلمح البصر
خلافات ومشادات أصبحت شبه يومية مع زوجته سيدة المجتمع الراقى وكريمة الوزير السابق .
يبتسم بسخرية على المجتمع المخملى الناعم الذى لا يشبه وصفه أبداً
سيدة المجتمع وسليلة العائلة العريقة ترفض أن تنجب له طفلاً
من جاب الأرض خلفها متمنياً منها كلمة ..نظرة
أغدق عليها من الحب والعشق ما جعلها ملكة متوجة .
زفاف أسطورى وعنق مزين بعقد ماسى أبهر من أردات إبهارهم
ليالى كانت فيها ملكة على عرشه منذ ارتعش قلبه برؤيتها
منذ أطربت ضحكتها مسامعه كنغم الكمان الناعم الدافئ
لفتت نظره في إحدى الحفلات التي دُعي إليها و حضرها مرغماً فقط لأجل العمل ولكنه لم يكن يعلم أن هناك ساحرة تنتظره
كل ما فيها جذبه إليها أصبح مصاباً بلعنة عشقها
يطادرها في كل مكان يحوم حولها لأجل كلمة
وابتسمت والابتسامة مفتاح لحوار
ولقاءات تعددت واعتراف بالحب
اعتراف بالعشق
وأصبح مدمناً لها لكل تفاصيلها الفاتنة
كانت أيقونة العشق لقلبه
وابتسامة ساخرة عابثة تزور شفتيه على حب ظنه أفلاطونى
حب لا يُهزم ولا يفني
ويبدو أنه كان مخطئاً .
فالقلب تحطم على صخرة الواقع
الجميلة لا تريد طفلاً منه
لا تريد إفساد رشاقة جسدها ومنحنياته المغرية لتكن مجرد وعاء لطفله
خمس سنوات يتحمل يهدد تارة ويدلل تارة أخرى وهى على عنادها
_ أنا معنديش استعداد أخلف وجسمى يبوظ
القطة الناعمة ملت من الدلال
الملكة المتوجة تركت كرسى العرش
أفلتت يده ولكن هو لم تعد لديه القدرة على ملاحقتها
انطفئت شعلة الحب وأصبح ما بينهما مجرد وثيقة زواج وعلاقة فاترة يحاول الحفاظ عليها .
صوت هاتفه أخرجه من دوامة ذكرياته أستله من جيبه لينظر لهوية المتصل متردداً أن يجيبه نظر لأمواج البحر للحظة قبل أن يجيب :
_ أيوه يا زياد
وصوت محادثه يصيح :
- أنت فين يا باشمهندس هو أنا كل شويه أفضل أدور عليك ؟
تنهد بضيق وهو ينظر للسماء وغيومها التي تنذر بأمطار قادمة
_ أنا ع البحر في إيه ؟
صاح زياد قائلاً :
_أنا قولت كده كان لازم أعرف إنك في اسكندرية قاعد ع البحر .
زجره بعصبية:
- عاوز إيه أنت دلوقتي؟
ضحك يشاكسه :
- أنا مش عاوز حاجه بس جدك الحاج هارون طالب سيادتك في التو واللحظة وأنا هدارى عليك يا كبير ...بس قولى قدامك قد إيه عشان توصل هنا ؟
تنهد بضيق جلى :
- ساعتين وأكون عندك ومش عاوز حد يعرف أنا فين يا زياد .
_ يا سيدى من غير ما أقول جدك عارف أنت فين بس قالى أدور عليك وأجيبك لحد عنده .
_ طيب أنا مسافة السكة وهكون عندك .
(أدهم الجبالى)
حفيد (هارون الجبالى) ذلك الداهية المحنك الذى استطاع خلال سنوات عمره أن يحفر اسمه في الصخر من مجرد عامل بناء لصاحب شركة من أكبر شركات الاستثمار العقاري ..سنوات وهو يقف على قدميه قوياً مسيطراً ولكن للزمن أثاره على بني البشر.
تراجع وابتعد عن ساحة العمل وتراجعت مكانة الشركة وسط أقرانها خاصة أن ابنه الأوسط اتخذ درباً مختلفاً عنه واختار دارسة الطب و ابنيه الأكبر والأصغر توفاهما الله ولم يبق غير الطبيب (حسين) والد أدهم وابنته الوحيدة (حياة)
أمله كان كبيراً في أدهم حفيده الذى كان يراه صورة مطابقة له
عنفوان ..قوة..صلابة
ضرواة لا تليق إلا بأدهم وإن لم يكن أكبر أحفاده ولكنه الأقرب إليه
نفض الرمال عن ملابسه وقام يشد جسده تاركاً البحر خلفه متجهاً نحو سيارته وقبل أن يفتح الباب أخرج هاتفه يحادث زوجته التي لم تجبه كعادتها إلا بعد إلحاح
_ هاى أدهم
_ أنتِ فين يا إلهام ؟
_ هكون فين يعنى عند مامى في حاجة ولا إيه!
زم شفتيه بغيظ وحاول جاهداً التحكم بغضبه نحوها:
_ أظن أنا قلت لحضرتك مفيش خروج النهارده ولا أنا كلامى ملوش احترام ولا قيمة عندك .
صاحت به متأففة:
_ أنا مش جارية عندك يا أدهم أنت مش هتفضل حابسنى في البيت مع أهلك دول .. أنا وقت ما أحب أخرج هخرج وأظن ده حقى أنت ناسى أنا مين وبنت مين أنا مش خدامة عندك يا باشمهندس .
ضرب على سطح السيارة بقوة غاضباً :
_ طيب يا بنت الأكابر والناس المحترمين أنا راجع البيت ولو حصل و رجعت وأنتِ مش موجودة يبقى تخليكِ عند السيد الوالد وأسهرى براحتك بقى..أنا خلاص قرفت منك .
أغلق الهاتف وألقاه بداخل السيارة وفتح الباب بعنف يجلس على كرسيه محاولاً كبح جماح غضبه ونيران صدره المشتعلة غيظاً منها .
أدار سيارته وإتجه عائداً للقاهرة وهو يعلم تماماً سبب طلب جده حضوره على الفور.
******
كتب ...مراجع
دراسات من هنا وهناك وهى قابعة في الوسط أمامها هدف واحد تسعى إليه ولن تتراجع.
رسالة الماجستير ومشروع تسعى إليه بمشاركة أستاذها الجامعى رغم معارضة عمها مختار ولكنها مصممة على تنفيذ قرارها وحدها ودون مساعدة منه
فُتح باب غرفتها ووقفت دادة أمينة تطالعها بابتسامة حانية تراقب انشغالها وعملها المضنى
_ يا بنتى ارحمى نفسك شويه
رفعت رأسها تبتسم لها تمسح وجهها بتعب تغادر كرسيها تنفض عنها إرهاقها
_ والله أنا فعلاً تعبت بس الدكتور رائف طالب منى شغل كتير قبل ما نبدأ نستعد للرسالة .
اقتربت منها تمسح وجهها بحنو:
_ ربنا يوفقك يا تولين وأشوفك أسعد الناس
رفعت تولين ذراعيها حول عنق أمينة تحتضنها:
_ ربنا ما يحرمني من دعواتك يا مونى .
أبعدتها تنظر لها بلوم :
- بلاش تضحكى عليّ بكلمتين أنا أصلاً زعلانة منك
أدعت الذهول ونظرت إليها متسائلة ببراءة:
_ ليه بس أنا عملت إيه؟
_ مامتك يا تولين ...قلبها مشغول عليكِ وبتحاول تكلمك وأنتِ مش بتردي .
ابتعدت عنها متجهة نحو مكتبها تستند عليه عاقدة ذراعيها أمام صدرها مبتسمة بسخرية وإن كانت سخرية محملة بالوجع
بالقهر ممن تركتها وحدها
ممن تتقن دور الأم التي انفطر قلبها على فراق ابنتها .
_ وهى بقى لسه فاكرة تسأل على بنتها ولا جوز الهانم طلب منها تسأل زى ما زمان خلاها تسيبنى وتسافر ومتبصش ورا ضهرها .
أخفضت أمينة عينيها أرضاً ثم عادت ونظرت إليها:
_ مهما عملت يا تولين هتفضل أمك وبرها واجب عليكِ يا حبيبتي إلا عقوق الوالدين يا بنتى .
اعتدلت غاضبة تصيح بغيظ :
     _وعقوق الأم لبنتها يبقى اسمه إيه مش حرام برضه ولا أنا غلطانة
اقتربت منها تراقب انفعالها ..غضبها تعلم كم هي محقة تعلم أنها تركتها طفلة وتزوجت وانقطعت العلاقة بينهما رغم أنها تشكو لأمينة أنها تشتاقها .
تريدها بين أحضانها وإن أبت تولين ورفضت ستظل أمها ولن تنسلخ من تلك الحقيقة مهما فعلت .
_ تولين مش هتفضلى تحاسبيها إنها انفصلت عن والدك الله يرحمه هي مش أول ولا أخر واحدة تتطلق من جوزها .
نظرت لها نظرة كسيرة متألمة وإن شابها العناد والسخط
_ لأ هي مش أول ولا أخر واحدة تتطلق بس أنا فين من حياتها.....أنا فين من دنيتها اللى اختارتها ؟
تقوست شفتاها بوجع تحاول إخفاءه ودموع تعاندها لتغادر سجن عينيها :
_ أنا ولا حاجة في حسابات سوزان هانم يا دادة أنا ولا حاجه
قبل أن تقدم أمينة اعتذرات وتبريرات أخرى اعتدلت تولين تمسح وجهها متجاهلة نظرة الشفقة في عينيها :
_ سيبك من الكلام الفاضى ده و قوليلى عمى رجع ولا لسه؟
تفهمت تهربها لتبتسم بهدوء:
_ أيوه بس خير شكلك عاوزة منه حاجة
قبلة سريعة على وجنتها قبل أن تتركها وتغادر:
_ هخلص معاه وأقولك على كل حاجه.
*******
عقله مشغول بشدة يدور في دائرة لا مخرج منها ولا مفر وعليه أن يجد سبيلاً لفرصة يسعى إليها منذ زمن و طريق الوصول إليها ليس ممهد وعواقبه كثيرة وعليه أن يكون متيقظاً فطناً لكل خطوة يخطوها في أيامه القادمة .
صوت طرقات الباب أعاده إلى الواقع ليأذن للطارق بالدخول
دخلت تولين مبتسمة :
_ إزيك يا عمو
ابتسم لها مرحباً :
_ أهلاً أهلاً يا باشمهندسة فينك مختفية من إمبارح
اقتربت وجلست على كرسى أمام مكتبه :
_ أنا موجودة بس يعنى مشغولة شويه عشان الرسالة
_ الله يعينك يا بنتى .
فركت كفيها بتوتر ونظرت له مترددة من طلبها ولكنها اتخذت قرارها ولن تتراجع مهما حدث
_ عمو عاوزه اتكلم معاك في موضوع مهم لو سمحت
نظر إليها بشك وكأنه يعرف ماذا تريد
_ خير يا تولين في حاجه ......محتاجه فلوس ؟
رفعت رأسها تحاول التشبث بمظهر القوة والثقة أمامه :
_ بصراحة أيوه يا عمو
مد يده في جيبه لتوقفه بسرعة :
_ أنا محتاجة فلوسى يا عمو مش فلوسك أنت .
رفع عينيه نحوها بغيظ وقد صدق حدسه حاول أن يتمسك بقناعه الهادئ قائلاً:
_ فلوس إيه يا تولين ؟
صوتها خرج قوياً واثقاً :
_ فلوس ورثى من بابا يا عمو
وكأنها أشعلت صهاريج غضبه الذى كان فقط يحتاج الشرارة الأولي ليخرج من فوهته
صاح بها غاضباً:
_ فلوس إيه يا تولين أنا كذا مرة قولتلك فلوسك في الشركة ومستحيل أسحبهم ..أنتِ بتاخدى اللى يكفيكِ تبقى عاوزة الفلوس ليه ؟
قامت من كرسيها لتواجه عاصفة غضبه عيناها تقابل عينيه بتحدٍ صارخ:
_ دى فلوس ورثى من بابا وأنا داخلة مشروع ومحتاجاهم وأظن ده حقى .
قام نحوها غاضباً يستنكر تبجحها وهى ثابتة في مواجهته مستعدة لأى شيء ولكنها لن تتنازل .
رفع إصبعه نحوها محذراً:
_ شوفى يا بنت أخويا أبوكِ الله يرحمه كان شريكى وحقك موجود ومحفوظ لكن في الوقت ده بالذات مستحيل أفرط في قرش واحد .
عاد يهدئ من انفعاله ولكن نبرة التحذير مازالت واضحة :
_ أنا فاهم كويس أنتِ عاوزة الفلوس دى ليه عشان تروحى تشاركى الدكتور بتاعك مش كده ؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة:
_ أيوه أنا فعلاً هشارك دكتور رائف و أظن ده مش هيضايقك في حاجة .
صاح معترضاً:
_ أنتِ مش عارفة مصلحتك الراجل ده نصاب وهيستغلك ويستغل ورثك ..الشركة موجودة وتقدرى تشتغلى فيها لكن أنتِ عنيدة ومش عاوزة حد ينصحك .
_ الدكتور رائف مش نصاب ولا حاجة يا عمى وإذا كان على الشركة أنا عاوزة أبنى نفسى بنفسى ده حقى .
ضرب كفاً بكف مغتاظاً منها:
_ وأنا قولتلك فلوس في الوقت الحالي مفيش استنى عليّ شويه وبعدين نتحاسب
أغمضت عينيها بيأس من إحباط مخططها وسعيها لبداية حلمها :
_ والموضوع ده هيطول ؟
مط شفتيه بعدم اهتمام:
_ يعنى سنة ...سنتين
أنتِ وحظك
اتسعت عيناها بذهول يخالطه استنكار :
_ بس ده كتير قوى !!
_ ده اللى عندى
قبل أن تعترض فُتح الباب لتدخل ابنته الكبرى سيرين تناديه:
_ بابا العشا جاهز
ولكنها توقفت بنظرة ثاقبة لمن تقف أمام أبيها حزينة وكأن حزنها ترياق لسعادتها
تلك الدخيلة عليهم والتي تتمنى أن تُمحى من دنياها ولا تعود إليها أبداً.. الحكايا بينهما ليست وليدة يوم ولا سنة .
حكايا لها سنوات حتى من قبل وفاة عمها لم تحبها ولم تستسغ وجودها ولا رؤيتها ليست أجمل منها
وليست تلك التي تخطف منها الأنظار
ولكن مجرد رؤيتها تؤرقها
تكره وجودها
تكره اقتحامها حياتهم
تكره حب أمها وشقيقتها لها
تكره عشق كريم لها
كريم ابن العمة الذى يعتبره أبوها ذراعه الأيمن أعلن حبه لتلك المتبجحة والكل كان يعرف أن زواجهما كان وشيكاً ولكنها استطاعت أن تستحوذ على اهتمامه تغذى رجولته ولقاء وراءه لقاء وقبلة لم تكن تحسب حسابها من رجل يغذى غريزته الذكورية مع تلك الفاتنة كانت تعد العدة لتستحوذ على شيء تملكه ابنة العم البغيضة ولم تحسب حساب أن لحظة ضعفها ستكون تولين شاهدة عليها .
شهقة وصرخة كتمتها بكفها متألمة قلبها مذبوح بيد من منحها شهد الحياة ثم دس لها المرارة في حلقها .
أحرق روحها في لحظة أسماها بلحظة ضعف وانحنى يقبل أناملها معتذراً متلهفاً للصفح وصرخة آلمت قلبه ودفعة نحو من خانها معها
_ خليك معاها أنت وهى شبه بعض ...حيوانات .
ونظرة نحو تلك المنكسة رأسها خوفاً من الفضيحة
خوفاً من معرفة أبيها وأمها ولكنها أوسعت دائرة كراهيتها لها وهى تنظر لها بازدراء : _أمك متستهلش تتوجع بواحدة زيك أنا مش هتكلم مش خوف عليكِ بس خوف على الست الطيبة اللى هتتوجع في بنتها .
ونظرة نحو عاشق سقط من علياءه ليرتطم بوحلٍ يناسب قدره عندها حينها
_ أنا عمرى ما ندمت في حياتى..قد ندمى إنى حبيتك وأمنتلك.
صفحة أُغلقت ولم يبق بها إلا بعض حروف متناثرة وتعجبت أنها استعادت السيطرة على نفسها من جديد والمقارنة واضحة بينهما من قبل الأب وأحياناً الأم
(تولين شاطرة ومستقبلها واضح أنا هعتمد عليها في الشركة )
(خليكِ زى بنت عمك وبطلى التفاهة اللى أنتِ فيها دى)
كانت تعتقد أنها كسرت قلبها وآلمت روحها عندما جذبت كريم لها ولكن حساباتها خاطئة .
تعثرت نعم...
ولكنها استطاعت أن تقف على قدميها مرة أخرى .. فرت من جحيم كانت تعده لها
ولكن نار السعير نالت منها هي .
_ سيرين مالك واقفة كده ليه ؟
استعادت وعيها ونظرت لأبيها متجاهلة ابنة العم:
_ أبداً يا بابا بقولك العشا جاهز
_ طيب روحى وإحنا هنحصلك
تركتهما مسرعة وكأنها تهرب من لقاء عينيها بعيني تولين التي من أن تتلاقى أعينهما حتى تشعر بنفسها عارية أمامها .
عاد مختار ونظر لابنة أخيه :
_ شوفى يا تولين أنا داخل صفقة كبيرة جداً الفترة اللى جايه ..الصفقة دى لو تمت هنكسب من وراها مكاسب خرافية..
وأنا مش عاوز منك غير إنك تساعدينى في الموضوع ده.
نظرت إليه باستفهام:
_ وأنا هساعدك إزاى ؟
اقترب منها يربت على كتفها :
_ أنتِ شاطرة في التصميمات وأنا دايماً معجب بشغلك وده بشهادة الدكتور بتاعك ده اللى اسمه رائف أنا هجهزلك كل التفاصيل وهخليكِ تعاينى المكان وعاوز منك تصميم مبهر زى ما اتعودت .
غمغمت قائلة :
_ إن شاء الله يا عمو ...بس ادينى وقت عشان ورايا شغل كتير مع دكتور رائف
زم شفتيه مغتاظاً منها:
_ يا بنتى سيبك من الراجل ده
ده بيستغلك .
ابتسمت بهدوء يناقض استنكارها لحديثه:
_ دكتور رائف مش محتاج يستغلنى ده راجل له اسمه ومكانته وأكيد حضرتك عارف الكلام ده .
وقبل أن يهم بالحديث الذى بات يشعرها بالملل سارعت :
_ أنا ورايا شغل كتير ....بعد إذنك.
******
المواجهة بينه وبين جده حتمية وإن ماطل وتخاذل ...
هارون لن يتركه يهرب ..
يريد تزويجه من أخرى
وأدهم في البداية ثار واستنكر تفكير جده
الأمر يخصه هو وزوجته وحدهما ولا دخل لأحد به حتى لو كان هارون الجبالى شخصياً
لكن منذ فترة وبدا الأمر يروق له
ليس حباً في الزواج والإنجاب
لكن رغبة في تلقين حرمه المصون درساً لا تنساه
ولكن عاد قلبه واعترض ....
هي لا تستحق الوجع ..
وعقله يصيح...
هي من أوصلته لتلك المرحلة فلتتحمل ..
وصل إلى البيت الكبير كما يسميه الجميع
بيت العائلة الذى نال الاعتراض والرفض من قِبل الجد الذى كان رافضاً رفضاً قاطعاً أن يغادر بيته القديم وينتقل إلى ذلك المجمع السكنى الجديد لكن بعد إلحاح من الجميع رضخ أخيراً لرغبتهم في الانتقال بعدما أكد له أدهم أنه يشبه البيت القديم وسيضمهم جميعاً تحت سقف واحد كما أراد هو طوال حياته أن يكون أولاده وأحفاده حوله يستأنس بهم .
عزوته التي يريد لهم أن يكونوا دائماً يد واحدة على قلب رجل واحد
وحين يموت يحملونه إلى مثواه الأخير فوق أكتافهم كما حملهم هو صغاراً...
ظل أدهم في سيارته بعدما وصل للبيت متردداً في الدخول يريد الذهاب بعيداً
لكن إلى أين ؟
لا يعلم ..
كل ما يعلمه أنه يريد السفر بعيداً
بعيداً جداً عن كل شيء
وأى شيء
حتى عنها هي التي أصبح لقاءه بها يؤرقه ويؤذى روحه
رغم حبه
ورغم العشق الذى أصبح كالسراب الذى يحاول أن يتلمسه
يحاول اللحاق به
مازال بداخله أمل أن تعود ..
أن تشعر به وتشاركه حياته ...
كما كان يشعر بها وكما كان يشاركها حياتها...
لكن الآن أصبح الأمر مملاً ...
طعمه كالعلقم
لونه باهت كالح .
كيوم خريفى كئيب
تنهد بضيق وخرج من السيارة ينظر للبيت للحظة قبل أن يتجه نحوه
فتح الباب ودخل بهدوء ولكن الهدوء اختفى في لحظة بعد سماع صياح عمته ( حياة)
تزعق بالخادمة تلك وتنادى على الأخرى بصوت عالٍ معترض على تخاذلهم في إعداد العشاء قبل وصول باقى أفراد الأسرة.
(حياة) عمته الصغرى والتي تكبره بخمس سنوات فقط ابنة جده من زوجته الثانية والشقيقة الصغرى لوالده أتمت عامها الأربعين منذ عدة أيام ولكنها لم تهتم ولم تعد تحسب أيام عمرها .
تقيم مع والدها وشقيقها في بيت العائلة هي وزوجها إبراهيم الذى يعمل طبيباً كأخيها
(زواج صالونات) كما يقولون تكلل بالحب والود بينهما ..حب استطاع الصمود لسنوات رغم أنها لم تنجب بعدما تأكدت أن زوجها لديه ما يمنع الإنجاب رفضت التخلي عنه
رفضت الفراق
هي تريده رغم أي شيء هو لها سكن ..
دنيا تحويها وهى ممتنة لله على نعمته
مشاعر الأمومة لديها تغذيها وتعززها بأبناء أخوتها من ناحية
وزوجها من ناحية أخرى
تدلل ...
تحنو ...
وتغدق عليه من حبها ما يحتاجه وزيادة
_ يا حياة ارحمى نفسك
نظرت نحو ابن أخيها الذى دخل فجأة فاندفعت نحوه تصيح :
_ كنت فين يا سى أدهم كل ده تأخير؟
انحنى يقبل وجنتها بشقاوة :
_ يا حياة هو أنتِ مراتى عشان كل ما تشوفى وشى تفضلى تسألى أسئلة وكيل النيابة دى!!
زمت شفتيها بغيظ وتخصرت معترضة:
_ يعنى الحق عليّ إنى بسأل واطمن عليك بدل ما أنا عارفة يا حبيبى إن الهانم بتاعتك لا هتسأل ولا هتهتم بيك يا قلب عمتك .
ابتسم بألم وعيناه شاردة في دنيا بعيدة ولكنه عاد واستفاق ونظر نحوها :
_ مش أنتِ بتسألى وتطمنى وشويه وهلاقى الست ليلى هانم أمى بتسأل نفس الأسئلة هحتاج إيه أكتر من كده بقى ؟
_ تتجوز يا قلب حياة .
نظر إليها بشك:
_ هو في إيه إنتوا اتخانقتوا تانى ولا إيه ؟!
_ حمد الله على السلامة يا حبيبي
نظر نحو أمه التي خرجت من المطبخ فأقبل عليها ونظر إلى عمته التي غادرت متهربة من سؤاله فنظر لأمه متسائلاً :
_ مالها حياة يا أمى شكلها زعلانة من حاجة ... هي شافت إلهام النهارده
أخفضت ليلى عينيها وتنهدت بألم على حال حياة ورغم أنها لا تريد خلافاً بين أدهم و زوجته ولكن طفح الكيل من أفعالها ولم تعد تتحمل
_ أدهم أنت عارف عمتك حساسة إزاى من موضوع الحمل والأطفال وأكتر من مرة نبهت على إلهام إنها تاخد بالها من كلامها معاها ..بس مراتك كل مرة بتضغط عليها في الحكاية دى وهى يا حبيبتي مش مستحملة وساكتة عشانك.. وأنت عارف كويس إن حياة لو كانت عاوزة تخلف كان زمانها اطلقت من إبراهيم من زمان بس هي بتحبه واستحملت عشانه كتير.. يبقي جزاءها المعايرة كده حرام يا ابنى ده ميرضيش ربنا.
قبض كفه بغضب يقاوم و بشدة فكرة أن يصعد لغرفته يجذبها لتقف أمام الجميع معتذرة لحياة ولكن فلينتظر لحظات وبعد مقابلة جده لكل حادث حديث .
عاد ونظر لأمه :
_ أنا داخل لجدى أشوف عاوز إيه قبل ما تجهزوا العشا وبعدين ليّ قعدة مع الهانم اللى مش ناوية تجيبها لبر.
ربتت على ظهره مبتسمة:
_ أدخلّه يا حبيبى ومعلش بالراحة عليها إحنا في غنى عن المشاكل يا أدهم.
أومأ برأسه دون أن يتفوه بكلمة ولكن عقله يصارعه على الصراخ بها ..على عقابها عقاباً رادعاً .
******
طرقات على باب جده وفتح الباب يدفع برأسه ناظراً نحو هارون الذى يجلس على كرسى مكتبه يمسك بهاتفه الجديد مرتدياً نظارته الطبية محاولاً فك طلاسم هذا الشئ الجديد عليه ابتسم وتنحنح لينتبه إليه جده ينظر إليه من أسفل نظارته
_ حمدلله على السلامة يا باشمهندس
اقترب منه يجلس على الكرسى أمامه مرهقاً يحتاج لحمام دافئ يرخى عضلات جسده المتشنجة والإجهاد واضح على ملامحه يعرف أنه يفنى نفسه في العمل يقضى حياته ووقته بين مكتبه وبين مواقع البناء التي يباشرها شخصياً ويعرف أن ما يفعله ما هو إلا هروب من المشاكل والمنغصات التي أصبحت شبه يومية
نظر إليه هارون يراقب ملامحه الشاردة .. المتعبة
ولكن لديه أمر جلل ولن يتراجع عن إخباره به
_ أخبار الشغل إيه يا أدهم؟
نظر إليه نظرة ماكرة مبتسماً:
_ وأنت برضه اللى هتسألنى يا حاج هارون هو في حاجه بتستخبى عليك .
تراجع هارون في مقعده مبتسماً :
_ لأ طبعاً مفيش حاجة بتستخبى عنى ما هو أنا لازم أبقى فايق ومركز معاكم .
ضغط أدهم على عينيه مقاوماً الإرهاق الذى بدأ يزحف لعينيه ورأسه ثم عاد ونظر لجده
_ أنت أحسن حاجه أعملها معاك أجيبلك عروسة تشغلك عنى شويه ومش بعيد بعد كام شهر ألاقيك مخلف عيل قد دراعى ويبقى عمى .
ضحك هارون قائلاً :
_ طيب أنا هعملها يا أدهم وهتجوز وأجيبلك اللى يشاركك في الميراث يا ابن حسين .
دفع أدهم جسده نحو جده غامزاً بخبث :
_ طيب بقولك إيه هتقدر ترفع راسنا ولا إيه حكايتك بالظبط .
تأوه من الضربة التي هبطت على رأسه من كف جده الذى صاح به :
_ أنت أصلاً مش متربى لو كنت عرفت أربيك مش هتقولى كلام زى ده
ضحك أدهم مقهقهاً :
_ الله ما أنت اللى بتقول كلام غريب يا جدى تتجوز إيه بس !!
تراجع هارون للخلف يناظره بصمت وأدهم يقابل نظراته باستفهام ليغمغم :
_ إيه يا حاج أنت زعلت منى ولا إيه ؟
يا سيدى لو عاوز تتجوز اجوزك من بكره الصبح ولا تزعل.
ابتسم هارون بهدوء :
_ مش لما أحفادى يتجوزوا أبقى أفكر في نفسى.
_ يا سيدى ولا تزعل فاضل زياد ومازن والبت مريم ..زياد و خطوبته كمان كام يوم. هتتحل متخافش .
اعتدل هارون في جلسته قائلاً بجدية غريبة :
_ تعرف المثل اللى بيقول حرص ولا تخون يا أدهم ؟
عقد ما بين حاجبيه ونظر إليه مستغرباً :
_ وده إيه علاقته بكلامنا ؟!
_ هو علاقته بيِك أنت يا باشمهندس يا عاقل ياللى دماغك توزن بلد ....ياللى لفيت ودورت لحد ما بقيت راجل اعتمد عليه وخليتك تمسك الشركة وأنا واثق إنك الوحيد الأصلح في أحفادى كلهم .
غمغم متسائلاً بقلق :
_ في إيه يا جدى إيه اللى حصل عشان كل ده؟
سأله بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة :
_ أنت عملت توكيل رسمي لمراتك يا أدهم ؟
نظر إليه بدهشة :
_ أنت عرفت منين ؟!
ضرب هارون على مكتبه بغضب :
_ رد عليّ أنت عملت كده ؟
أومأ برأسه قائلاً:
_ أيوه بقاله فترة بس إيه المشكلة يعنى يا جدى ما هو ده عادى .
قام هارون من مكانه يستند على عصاه ليقف أدهم في مواجهته لا يفهم سر الغضب الجلى على وجه جده ليضرب هارون الأرض بعصاه بحدة :
_ يعنى عارف إن مراتك باعت لنفسها الأرض بتاعتك اللى في التجمع يا أدهم
اتسعت مقلتاه بصدمة لا يصدق حديث هارون لا يصدق أنها قد تفعلها.
لا ... هي لن تسرقه..
لن تُضيع تعبه لسنوات ...
هي لن تخونه ...
ظل هارون ينظر إليه يرى صدمته المرسومة على ملامحه يراه مأخوذاً بما سمع ومؤكد أنه لن يصدقه وصدق حدسه حينما صرخ بغضب هيستيري :
_ لأ ....إلهام مستحيل تعمل كده..مستحيل تضيع شقايا ..
هي عارفة أنا تعبت إزاى عشان أقدر اشتريها مستحيل تعمل كده أكيد في حاجة غلط .
اقترب منه متفهماً ما يشعر به يعلم أنه مصدوم يهذى يترنح من قسوة وجعه منها : _أستاذ مصطفى المحامى كلمنى وقالى على كل حاجه هو كان هيسكت وقال دى حاجة بين واحد ومراته بس لأنه عارف أنت سعيت قد إيه عشان تشتريها استغرب لمّا عرف إنها باعتها لنفسها قال يسألنى وأنا كنت متأكد إنك مش عارف.
ظلت عيناه مسلطة على الأرض .. ما زالت الصدمة تحتل وجهه وجسده المتشنج ليشعر بكف جده يربت على كتفه :
_ أدهم أنت راجل و أنا عارف إنك مش هتسيب حقك لازم ترجع الأرض مهما حصل دى تعبك وشقاك من يوم ما اشتغلت في الشركة إياك تفرط فيه .
ولاد الجبالى حقهم برقبتهم.
ظل صامتاً يحاول استيعاب ما فعلته يحاول تصديق أنها فعلتها نظر لجده بنظرة خاوية ضائعة يهمس بوجع :
_ عملت كده ليه ؟!
ده أنا عمرى ما حرمتها من حاجة كل طلباتها مجابة وصابر وساكت على رفضها الحمل وبقول بكره تحن إنها تبقى أم
ابتلع ريقه بصعوبة وعاد يكمل :
_ دى أكتر واحدة قريبة منى وعارفة أنا تعبت إزاى عشان اشترى الأرض دى
هونت عليها إزاى يا جدى ....إزاى ؟!
أخفض هارون رأسه للحظة قبل أن ينظر إليه:
_ أنت السبب يا أدهم
*****
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي