عشق الصقر/ سارةحسن

سارة حسن`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-23ضع على الرف
  • 35.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول ١

في احدي المحافظات في صعيد مصر  ..
استقيظ علي اثر صوت المنبه،احتاج لبضعة دقائق ليستعيد تركيزة من جديد، مسح على وجهه و استقام لتجهيز نفسه قبل نزوله للافطار مع العائله، في عاده يوميه من صغرة حتى الان، حتي بعدما اصبح في بدايه عقده الثالث  واجب عليه الالتزام بتلك العاده، انتهي و توجه للاسفل...

هو اكبر حفيد لعائله  الجارحي ، اقدم عائلات الصعيد و اكثرهم تواجد في المجالس العرفيه، نظرا لشدتهم في  الحق و حكمهم العادل .
شهرة اكتسبتها العائله من والد جده و جده و تسلمها والده و مسك الرايه هو من بعدهم.
كلمته لا ترد و الجميع يرضي بحكمه،
ينزل بطلنا علي الدرج بطوله الفاره ،و عرض منكبيه، يتميز بالبشره السمراء لتعرضه للشمس و يزين وجهه لحيه منمقه، و تزيد عليه وسامه تلك الغمازة اليتيمه في وجنته ، لتزين وجهه الرجولي ، و جلبابه الصعيدي المعتز به جدا ،  .....
ينزل بكبرياء وثقه لاتليق الا به (صقر رحيم عتمان الجارحي ) 
توجه للافطار مع عائلته و يترأس المائده كبير العائله جده  الحاج عتمان الجارحي في العقد السابع من عمره ، غزا الشيب شعرة بأكمله ، لكن عقله  مازال يقظآ محتفظآ بحكمته في ادارة الامور و قرارته حاسمه لا رجعة فيها، رغم شدته الا انه ليس بقاسيآ ، تشرب صقر الكثير من صفاته لقربه الدائم منه.

جلس صقر بجانبه و كأنه يثبت مكانته دائما، انه دائما بجواره.
بجانب صقر اخته الوحيده (زهره)  تصغر صقر بعدة اعوام..
بجانبها ابنت خالتها (ايناس) التي تختلس النظر لصقر لعله يروي ظمأ قلبها بنظرة خاطفه،
منذ الصغر تري صقر حبيبها و النصف المنتظر اقترانه بها، و رغم علم العائله و الجميع انها الانسب و االاقرب، الا انها لا تملك سوي الامنيات ، خصوصا و معاملته المحيره لها..
و علي الجانب الاخر يجلس( رحيم)  ابن عتمان ، منذ مرضه ولي صقر اداره اعمال العائله لثقته في قراراته  ، افني عمرة للعائله ، كان عكاز والده و يده اليمني في عمله، و الرجل المسؤل عن عائلته.
و بجانبه زوجته (امل) والده صقر و زهره ، سلامها النفسي منعكس علي وجهها الهادئ، و بجانبها اختها (سعاد) ، منذ ان سافر زوجها عادل ابن عتمان و اخو رحيم للحصول علي الدكتوراه في الخارج لم يعد، كان مختلفا، لا يشبههم في ارتباطهم بالارض و الزرع، اراد العلم و الدراسه و بذكائه و اجتهاده كان متفوق في دراسته،
و من الأساس كان زواجه من (سعاد) كان رغما عنه ،  بأمر من والده الحاج عتمان ، بعد حصوله علي الدكتوراه   لم يكن يريد الزواج من سعاد لاختلاف الطباع و الثقافه تزوجها رغما عنه  ،  عكس رحيم فا امل حب طفولته و شبابه ،  اما عادل فابعد زواجه منها سافر للخارج ليستكمل دراسته
و قابل شريكته التي تشبهه، الذي كان يبحث عنها( كاريمان) كانت من ام لبنانيه و اب امريكي تزوجها و واجه زواجهما رفض عائلته فقرر عدم العوده لبلده خشي غضب عتمان، و انجب منها فتاه (كارما) تيمنآ لاسم حبببته ...

دارت عينين عتمان  في وجوه الجالسين من حوله، رغم وجود عزوته بجانبه الا انه ابدا لم يستطع تجاهل تلك الغصه بقلبه ،  ينظر لاماكن المقاعد الشاغرة يتخيل احبائه الغائبين قد عادوا، يتمني الشعور بتلك الراحه لاكتمال الاحفاد من حوله، و يعود الغائب.
وجهه انظارة الي صقر، ارتسمت ابتسامه بسيطه علي وجهه و قال
- عامل ايه يا صقر 
اجابه صقر بأهتمام: بخير ياچدي، انت صحتك عامله ايه
حرك عتمان بلا اهتمام و تسائل : مسافر النهارده؟
اجابه صقر : ،ايوه ياجدي، عندي شغل في مصر ضروري، اخر طلبيه بعتناها حصل فيها مشكله و هاروح احلها
اومأ له عتمان براسه ، ثم تسائل باهتمام و عينين متلهفتين:
وعملت ايه في حكاية بنت عمك ،  عرفت هاتوصل امتي
اوما صقر براسه و قال : ايوة، المحامي كلمني و قال هتوصل بعد يومين يا جدي و انا اللي هاروح اجيبها من المطار
تنفس عتمان الصعداء و رفع راسه لاعلي متمتآ: الحمد لله الحمد لله
هتفت زهرة  : اكيد جايه المرة دي..اكتر من مرة يدونا ميعاد و ماترجعش

اكد صقر حديثه: لا اكيد ،  المرة دي مأكد عليا اني اكون في استقبلها لانها ماتعرفش اي حاجه عن هناا
قال رحيم  : علي خير يارب خلينا نلم اللي باقي مننا
رحبت امل بود : تيجي بالسلامه ياخويا

دار هذا الحوار امام ايناس و والدتها سعاد ،  لم ترتسم علامات السعاده علي وجوههم، بالعكس لم يستطيعوا اخفاء بغضهم منها، من قبل حتي ان يروها.
توقفت عينين عتمان عليهن و كأنه عرف ما دار بخلدهن ، تملمت سعاد بجلستها و قالت بابتسامه متصنعه: صحتك عامله ايه يا جدي، علمت انك كنت بعافيه امبارح ان شالله تكون بخير النهارده
انتبه صقر و تسائل بقلق: فيك ايه ياجدي و ازاي ماتقوليش انك تعبان
ابتسم له عتمان و قال: انا كويس يا غالي متقلقش عليا  ، وبعدين ايه اللي هيحصل  لراجل في عمري يعني، علي اعتاب قبرة
استقام صقر بسرعه مقبلا يد جده بحب شديد قائلا بضيق: جدي ماتقولش كده بعد الشر عليك
همهموا الجميع له بالدعاء بالصحه و طوله العمر
خرج صوته الوقور قائلا: الموت مش شر يا ولاد، الشر انك تخرج من الدنيا زي ما دخلتها  من غير ولا حاجه
تسائل فجاءه و قال: مسمعتش صوتك يا ايناس،  ايه اللي شاغل بالك يابنت سعاد
ارتبكت ايناس و قاالت: ولا حاجه ياجدي
حرك راسه و قال : كنت فاكر بالك مشغول باختك اللي جايه واللي عمرك ما شوفتيها
لم تستطع التحكم في تعبيرات وجهها و علامات االنفور به.. انتشلها من الاجابه وقوف صقر الذي قال: حدي انا ماشي، خد بالك من صحتك مش عايز امشي و انا بالي مشغول عليك
ربت عتمان عليه و قال بحب: اتكل علي اللي يابني و خد بالك من طريقك
تحرك صقر و لم ينتبه لتلك التي هرولت خلفه تلاحق خطواته السريعه، حتي خرج من السرايا و وصل لسيارته، انتبه لندائها التفت اليها فا بادرت ايناس بسؤالها المهتم: هاترجع بالسلامه امتي يا صقر
اجابها باختصار : مش عارف حسب الشغل ما يخلص
ابتسمت له و عينيها ترسل له الاف الكلمات : خلي بالك من الطريق و متتاخرش
حرك راسه متمتا وهو يفتح سيارته : ان شاء الله.. يالا خشي جوا

اخذت نفس عميق و عينيها علي سيارته حتي مرت من البوابه و اختفت عن ناظريها...
لم تستمر ملامحها الهادئة و الوديعة كثيرا و هي تعاود التفكير بقدوم تلك الدخيله لحياتها...
، ،،،،،،،،،،،،
دخل لغرفته بخطوات بطيئة تناسب عمرة، متكأ علي عكازه حتي وصل لكرسيه الوثير، جلس عليه و فتح الدرج المنشود ، اخرج ذلك الصندوق الخشبي القديم و فتحه ببطئ،  امسك بمجموعه من الصور يتأمل خلالها ابنه و صورة وحيده لزوجته، ارسلها وقت إبلاغهم بزواجه، ثارت الدنيا من بعدها لا ينكر ابدا غضبه و لكنه كان سيتقبل في النهاية، ماذا سيحدث لو كان عاد و تقبل بعض التوبيخ من والده و العتاب و عاش بينهما، ماذا كان سيحدث لو تخلي عن القليل من كبريائه و تقبل بعض اللوم و مات بين احضانه، كان الكثير لن يحدث، منها لن تكون له حفيده لم يراها ابدا و لايعرف عنها سوي اسمها، لن تخشاهم كما شعر، كلما حددت ميعاد عودتها تأخرة و كأنها تخشي مقابلتهم، من بعد وفاه عادل و لم يتهاون عتمان في البحث عنها

فا من بعد وفاه عادل وعتمان يبحث عنها كثيرا لندمه لبعد ابنه عنه في النهاية ، بحث عنها وعندما وجدها صدم لوفاه و الدتها حزنا علي زوجها، تركتها  وحيده بعد ان اكدت عليها العوده لاهل الاب، لم يكن لكاريمان عائله تعود اليها ابنتها في النهايه،
و عند عثوره اخيرا عليها،  دخلت المحامي الخاص و كان هو الطرف المتحدث دائما نيابة عنها، و يدرك هو جيدا عمق الفجوة بينهما.
مسح عبرة هاربه من عينيه ر بنظرتها المليئه بالحنين لصورة فقيده ولكن لاحت شبح ابتسامه علي شفتيه،
واخيرا و بعد عدة محاولات استجابت لهم و قررت العوده، لاناس لم تقابلهم و لا تعرف عنهم سوي حكايات و الدها عن اهله، كان يروي لها  عن حكاياتهم  و ارضهم و عن ضحكه والده و حنان اخيه و بلد ممتده جذورها بها،
و  عائله لا تعرفها قررت العوده اليها، تتتمني من داخلها رغم خوفها ان يكون قرارها صحيح....

عند صقر في القاهره
يقف صقر بهيبته و اهتمامه بعمله الكل يعرف طبيعه صقر الصارمة في العمل و جديته  و كره للاخطاء.
انتهي صقر من مراجعة بعض الاوارق و قال لاحدي العمال : كده تماما الأوراق خلصت ، فيه اي مشاكل تانيه
اجابه العامل :  لا يا صقر بيه كده تمام
اومأ له صقر متحدثآ: طيب لو حصل اي حاجه  كلم  كريم و هو يتصرف
- حاضر
قالها العامل بطاعه و انصرف لعمله، و
انقضي يومه الطويل بين الانتهاء من الاوراق المتأخره ، و الانتظار  لتأخر وصول بعض السيارات النقل المحمله من خيرات اراضي الجارحي للتجار،  لحرصه الشديد علي تواجده دائما و مباشرة اعماله بعينيه منعآ الاخطاء ...
و عند اقتراب وصوله لبلدته هاتفه صديقه المقرب(كريم) ، الذي يعمل في الحسابات و تسليم الطلبيات للمصانع في وقت انشغال صقر، هو شخص مريح اصغر من صقر بسنوات قليلة، طويل، صاحب بشرة بيضاء و شعر اسود كثيف، و ملامح رجوليه هادئه.
قبل ان يتكلم صقر، بادره كريم بسؤاله: ايه يابني انت لحقت تيجي علشان تمشي
اجابه صقر بهدؤه المعتاد : خلصت اللي جاي عشانه، و انت عارف اني مش بحب اقعد في المدينه كتير، امال انا ممسكك الشغل فيها ليه
رد عليه كريم متفهما : طب كنت اقعد شويه ده انت واحشني
اجابه و هو يلوي فمه : ايه واحشني دي انت بتكلم صاحبتك
هتف كريم بخوف مصطنع: .  خلاص يا عم لا وحشتني و لا عايز اشوفك ،  انا غلطان اني كلمتك
اغمض عينيه لبره متآثرا بذلك الصداع الممسك برأسه من الصباح :  لو ماوراكش حاجه تعالي فيه حسابات عايزك فيها
اجابه كريم : طيب،   ها شوف الشغل اللي اللي عندي الاول، اخلصه و اجيلك.. سلام
انهي صقر مكالمته و عاد براسه للخلف قائلا للسائق: شهل شويه يا عوض

اجابه عوض على الفور: اوامرك يا صقر بيه
،،،،،،،،،
اما في البيت الكبير
منذ الصباح و يقف عتمان  مستمرا بتوجيهاته للخدم : جهزوا جناح حفيدتي، عايزه ما ينقاصوش حاجه ، و فيه عمال خصوصي هما اللي هايجو يركبوا الاوضه
اجابته احداهن : . حاضر يا حاج
اقترب رحيم من والده، ملاحظآ ابتهاج ملامحه و الابتسامه التي لم تفارق وجهه : ايه اللي مروق بالك كده يا بوي  ، فرحني معاك
اجابه بعينين تلمع من السعادة و الحنين: .  حفيدتي راجعه يا رحيم، و هاملي عيني منها ،  ايه ما فرحش و لا ايه
اجابه رحيم مبتسماً:   لا يا بوي افرح طبعا، ربنا يفرحك دايما  ، بس
توقف رحيم عن تكمله حديثه، مما اثار انتباه عتمان متسائلا: بس ايه يا رحيم
-  ايناس و سعاد يا حاج قلقان منهم كل ما تيجي سيرتها وشهم يجيب الوان ، و اكيد انت كمان خدت بالك
احتدت ملامح عتمان و هتف بصوتآ حادآ :   دي حفيدتي اللي اتحرمت منها عمرها كله ،  و زي ماليهم في البيت ده ليها هي كمان، من ماتي الحريم عندنا بيمشونا علي مزاجهم
تحدث رحيم بحذر من انفعال والده :  انا ماجصدش يا بوي انا بس خايف يضايقوها ، و كمان احنا مانعرفش طباعها دي عاشت عمرها بره و اول مره تيحي هنا ،  خايف ماتطبعش بطبعنا بس انا اكيد فرحان دي بت اخوي و لحمي برضو
لوح  عتمان عتمان بعكازة و قال : محدش ها يضايقها و لا يقدرو، و تتطبع بطبعنا واحده واحده  ،  انا ما صدقت انها جايه،  ده انا كنت قربت ايأس من كتر المحايله عليها

-  بصراحه يا بوي و انا كمان،  ده احنا بقالنا شهور بنحاول مع المحامي بتاعها، و اكتر حاجه حازت في نفسي انها ما كانتش راضيه تتواصل معانا ابدا
تحرك عتمان بخطوات تناسب عمرة و جلس، صدرت منه آه خافته تعبر عن تعبه : انا مأقدر يا بني، خايفه و انا عازرها، هي ماتعرفناش و لا عاشرتنا، بس لما تيجي هاتعرف غلوتها زين

استند بذقنه على عكازة مكملآ:
ها اعوض بيها فراق ولدي اللي كل يوم اقوول يارتني كنت وافقت علي جوازته بدل فراقه السنين دي كلها، علشان اكده بته لازم تكون ف حضني في أمان دي بت الجارحي
ثم تابع قوله بصوتآ لا يقبل جدال: و قول لمرتك توعي سعاد و بتها، ان اللي ها يدوس علي بت ابني علي طرف يا ويله من غضبي
حرك رحيم رأسه متفهمآ: حاضر يا بوي كل اللي انت عايزه ها يحصل
،،،،،،،،
اما علي الجانب الآخر
تدور في انحاء الغرفه دون هواده، منفعله بغضب مكبوت دون القدرة علي اظهاره
هتفت ايناس بضيق : شوفتي يامه جدي عمل اللي في دماغه، و هايجبها برضو
اجابتها سعاد و هي متربعه على الاريكه العربي : جدك و عارفينه، اللي عايزه بيعمله  بس انا عايزاكي تسيبك منها ،  و مالكيش دعوة بيها، خليكي انتي بس مع صقر و ركزي معاه
انتبهت اليها و تسائلت : ازاي ،  ماله صقر
لوت شفتيها و لوحت باحدي يدها :  يعني إحنا ما نعرفش اللي جايه من بلاد بره دي عامله ازاي، و يمكن تكون خوجايه تلف عليه ،  و ما تطوليش حاجه في الاخر
احتدت ملامح ايناس بغضب و هدرت منفعله : ده انا اموتها قبل ما تفكر تاخده مني
مش كفايه خدت ابويا ، ها تاخد صقر كمان
قالت سعاد مؤكده علي  ابنتها  : ببقي تركزي معاه ،  جري كلامه في اي حاجه ، عجبتيني لما مشيتي وراه توصليه يابت ، جدعه خليكي دايما كده
ارتسمت علي ملامحها بعض الخيبه و تحدثت :  مانا عملت كده كتييير و هو اللي يصدني، و في الاخر قالي انتي زي زهره
اغتاظت سعاد رافضه المبدء و هتفت في اذن ابنتها مؤكده : زهره ايه ان شاء الله، انتي تعملي اللي هاقولك عليه، و ما تبقيش خايبه زي امك
قاطعتها دخول امل قائله ل إيناس :
انزلي يا ايناس ساعدي زهره و ام محروس في الغدا ،  عشان معاده قرب،
و انتي يا سعاد ما تمليش دماغ البت من اختها من قبل ما تيجي
وقفت سعاد ملوحه بيدها بحده :   ايناس مالهاش اخوات، و بلاش تكلمي في الموضوع ده يا امل علشان ما نزعلوش من بعض
حركت امل رأسها بقله حيله  و قالت في نفسها : ربنا يهديكي ياختي انا خايفه عليكي من غضب عمي ده بياكل الاخضر و اليابس
،،،،
عاد صقر للبيت بعد يوم طويل و مرهق
و كا عادته طرق باب جده و دخل، اغلق الجد المصحف الشريف، و مسك السبحه بين اصابعه متمتمآ بذكر الله.
خطي صقر حتي جلس بجانبه مقبلآ يديه متسائلا : صحتك عامله ايه يا جدي
ابتسم له الجد مربتآ علي يده: اني زين يا حبيبي ما تقلقش،  اتاخرت النهارده ليه
اجابه صقر: كنت عايز اخلص كل اللي ورايا، عشان افضي لمشوار بكرة
- المحامي ما كلمكش تاني
حرك راسه باالايجاب و قال : لا، كلمني أكد عليا ان حد يستناها في المطار بس، و انا قولتله اني ها كون في انتظارها
اغمض الجد عينيه لبره قائلا: و كأنه بكرة بعيد اوي يا بني
ابتسم صقر حتي اصبحت ملامحه اكثر جاذبية و عينيه هادئه: تكونش حبيبتك هي اللي جايه
ابتسم له و قال : حبي انا نوع تاني يابني و انتظارة صعب برضو، بكرة لما تعشق ها تعرف طول الوقت في الانتظار
- و ليه احب اللي تخليني انتظر!
- و هو العشق في ليه؟  لما تجربه هو اللي ها ينسيك طول انتظارك

ضحك صقر و قال: كنت رومانسي انت يا جدي مش اكده

ابتسم بحنين و قال - كنت مع ستك حاجه تانيه ، الرجاله يخافوا مني و ما يكتروش كلام معايا، الا هي، تتكلم زي ما هي عايزة و انا اسمعها، اوقات يكون كلام مالوش عازة بس مهم عندها هي و عايزة تحكيه ليا انا بالذات

استقام صقر مقبلا راسه مداعبآ: انا عارف ان لما بتيجي سيرة سيتي يبقي القاعده صباحي ، خدني چارك بقي
ضحك عتمان و قال: مش انت اللي بتتحدت، يالا روح ريح جسمك و نام كفايه عليك كده
اطاعه صقر و تحرك للخارج..
دخل لغرفته و بمجرد ما تمدد ، داعبه حديث جده، بكلماته المعتادة عن العشق ، خطر في عقله ابنته عمه  القادمه غدآ، مفكرآ  كيف تكون ،  هل ستكون أجنبيه منفتحه صعبه الطباع! وكيف شكلها الذي لا يعرفه للان ، استمر في تفكيرة حتي غلبه النوم و راح في سبات عميق
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي