قضية شرف

توليب مطر`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-27ضع على الرف
  • 120.7K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

كانت تقف أمامي تماما بعينان حمراوتان من الغضب

قالت بصوت غاضب للغاية



أم ثائر : من يكون قولي الآن من هو ؟



كنت أبكي بشدة لا أقوى على الكلام لا أقوى على
النطق بأي كلمة عاجزة تماما أضع يدي على فمي
وانا أبكي بشدة وقلبي أشعر أنه سيتوقف من شدة
الألم الذي أشعر به .




أم ثائر بغضب شديد : انطقي هيا قولي تحدثي
يا عديمة الشرف سود الله وجهك ، قولي هيااا
قبل أن أبتلي بك




كانت أمي تحدثني بطريقة وحشية للغاية وقاسية
أيضا عروقها بارزين من الغضب وعيناها مثل الجمر
من شدة غضبها مطبقة أسنانها على بعضها
بلئم شديد



وفجأة شعرت بأظافرها تخترق لحمي ، شعرت وكأنها
أخرجت من الجلد من شدة ضغط أظافرها على يدي



ومع ذلك لم أصرخ من الالم بل بقيت صامتة

ركضت أمي نحو باب الغرفة امسكت المفتاح وأدخلته بالباب وبدأت تقفله مرة ومرتين وثلاثة .
ثم اتجهت نحوي وهي ترتجف



أم ثائر : لمن قمتي ببيع شرفك يا صاحبة الاخلاق
من ضحك عليك يا متعلمة ؟ لمن بعتي شرفنا قولي؟

من داس على تعب عمري وشقاء والدك ؟

حسنا قولي لي هل بعتهر بثمن زهيد ؟
ألم تتذكري عيون والدك وانت تفعلين فعلتك
الدنيئة ؟

انطقي يا حقيرة قولي شيئا لا تصمتي تكلميي





ريم وهي تتلعثم : ا أ أنا انا …



هجمت نحوي وأمسكت أكتافي وهي تتصبب عرقا
وقهرا وألما نظرت اليها لا تزال جميلة لا تزال قاتمة
كأزهار الربيع لكن هذه الزهرة قررت هذه المرة أن تفرد
أشواكها علي ندمت ندمت كثيرا لأنني اعترفت

بسبب صراخها وضربها وتهجمها دخلت بدوامة
نسيت كل الكلام الذي كنت أريد ان اقوله تبخر وطار

فجأة سمعنا صوت ابي قادم نظرت خلفها وكأنها سمعت صوت عفريت بدأت تمسح دموعها وترتب
أنفاسها

وضعت يدها على فمي وقالت

ام ثائر : اخرسي لا اريد ان اسمع اي صوت






هززت برأسي وانا ابكي


نزعت يدها عن فمي وابتعدت عني وبدأت ترتب
شعرها وملابسها تاخذ نفسا عميقا
تنزل دموعها ثم تقوم بمسحها كانت تهمس
شيئا بقلبها وكأنها تقول اهدئي كوني ساكنة
تظاهري انك طبيعية

صرخ ابي من الخارج

عزام : سمية اين انت


رفعت امي صوتها

ام ثائر : قادمة انتظرني

التفت نحوي وقالت بتهديد

ام ثائر : اذا خرجتي من باب هذه الغرفة سأكسر لك
قدماك هل فهمتي؟

ثم فتحت الباب وخرجت بعد أن اغلقته بإحكام




كنت خائفة للغاية كنت خائفة من ان يخرج صوتي
ركضت الى خلف الباب وضعت أذني عليه وانا أحاول
التركيز لأسمع الذي يحصل في الخارج



أبو ثائر : هذه لحمة وكمون وباذنجان لم أجد كزبرة
خضراء مع أنني بحثت كثيرا

أم ثائر : حسنا ولا يهمك



أبو ثائر : ارجوك لا تتأخري بطهي الطعام انا جائع
للغاية



ام ثائر : نعم نعم لن أتأخر لا تقلق


عدت لمكاني بعد أن تأكدت أن أمي لم تخبره بشيء
تكورت على نفسي في الرواية ورفعت الغطاء نحوي
وانا أحاول كتم صوت شهيقي وبكاءي






وفجأة مر طيف وليد من أمامي رن صوته في أذني
تذكرت أيامنا معا تذكرت الحب الكبير الذي جمعنا

تذكرت أيامنا الجميلة وما جمعنا معا ثم تذكرت كيف
قام بالتخلي عني بعد أن أعطيته قلبي وروحي
وعمري وثقتي

ربما لم يكن رجلا بما يكفي لم يكن يستحق ثقتي
التي أعطيتها له




بعد ساعة سمعت صوت أبي يناديني كي أحضر لتناول
الطعام

وضعت يدي في فمي وانا آكل اظافري بتوتر

ثم وضعت يدي على اذني واننا ابكي واقول

لا اريد اريد

دخلت امي الى الغرفة ورأت حالتي

أم ثائر : تعالي



بدأت اصرخ وابكي وانادي أتركيني لا اريد لا اريد
لست جائعة دعيني وشأني

ارتبكت امي وبدأت تضرب وجهها وتقول

ام ثائر : اخفضي صوتك اخفضيه

نهضت أمي واغلقت الباب وغادرت



استمريت في البكاء والصراخ وضعت يدي على وجهي وبدات ألطم




ريم : لا اريد شيء اتركوني دعوني وشأني دعوني
لا اريد لا اريد ان ارى احد لا اريد ان اسمع احد
لا اريد شيء اريد ان اموت


ريم :انتم السبب انتم السبب .. لا اريد كفى كفى
اذهبوا اذهبوا لأجل الله اذهبوا




استمريت في البكاء .. كنت اتحدث مع نفسي
.. كنت اتذكر الكل واحد واحد



اتزكر ملامحهن .. ضحكاتهن ... كان شيء يرعب
كثيرا شعرت أنني سوف أجن شعرت بالجدران تقترب
مني والغرفة انها تصغر
وقفت على رجلي ... وركضت نحو الشباك
قمت بفتحه مددت رأسي منه و وضعت يدي على صدري وبدأت بأخذ نفس عميق وانا أبكي




سمعت صوت الباب وهو يفتح أسندت جسدي على
الجدار وتكورت سريعا على نفسي وبدأت اصرخ

ريم : اخرجي اخرجي الى الخارج هيا اذهبي من هنا

أم ثائر : اخرسي


قامت بقفل الباب مجددا واندفعت نحوي بقوة
أمسكتني وطرحتني أرضا وقالت بصوت يرتجف

أم ثائر : هل سيتزوجك

ريم : لا لا لا



أم ثائر : عليك الزواج منه عليه أن يتزوجك من هو ؟ من يكون ؟ أين يسكن أخبريني ما اسمه سأذهب اليه
وارجوه أن يتزوجك سأتوسل إليه سأقبل يديه ، سأفعل
اي شيء ، أبيع كل ذهبي وكل ما املك وأعطيهم له
مقابل ان يتزوجك ، من يكون ؟ من يكون انطقي




ريم : لا اريد ، لا اريد ، لا استطيع لا استطيع لا يمكن
ذلك ابدا دعيني وشأني

أمسكت شعري بقوة كان وجهي أحمر للغاية وكأن
اللهب يخرج منه من شدة الحرارة دقات قلبي
تتسارع بشدة أشعر بجفاف في حلقي أشعر وكأنني
أعتصر ألما



قالت بصوت غاضب جدا

ام ثائر : القرار ليس قرارك ليس قرارك أفهمتي ؟
أتستوعبين ما أقول ؟ أنت من ارتبكتي هذه الخطيئة
وانت من عليه إصلاحها لن اسمح لك ابدا بتدمير
سمعتنا لن أسمح لك أن تدنسي عائلتنا
انظري الي أنا لست كأي أم لست كأي ام
لقد تعبت وشقيت كثيرا لأربيك أحسن تربي
لقد تعبت لاجعلك تكبرين تعبت لأراك كبيرة

لم أخطأ في اي شيء لتجازيني بهذه الطريقة
تعب عمري وشقاه هل تريدين أن تضيعيه في غمضة
عين ؟ أهذه نتيجة تعب عمري وسهري الليالي
أهذا جزاتي ؟


تركت شعري ووضعت يداها على فمها وهي تشهق
وتبكي


رجعت الى الخلف وأسندت ظهري على الجدار و
تنهدت بألم نظرت اليها بهدوء توقفت عن البكاء
وبدأت أتذكر وليد





" في الماضي"

وليد : ريم يا ريم انتظري مايك توقفي قليلا ارجوك
انتظريني يا مجنونة ماذا حصل لك ؟

ريم : انقلع من وجهي لا أريد رؤية وجهك


وليد : ريم إهدأي ودعينا نتكلم قليلا انظري العالم
تنظر الينا أرجوك إهدأي

ريم : أترى يدك هذه ؟ إن قمت بلسمي بها مجددا
سأقوم بكسرها أفهمت ؟

معتصم : حسنا انا اسف لم انتبه لن أعاود فعلتي ابدا

ريم : يا للأسف عليك كيف تسمح لنفسك أن تقوم
بمسك يدي ، يبدو أنك جننت تماما


وليد : اييه ماذا بك ؟ لما كل هذا الغضب ؟
لما تبالغين الى هذه الدرجة من يسمع كلامك
سيظن أنني فعلت شيئا عظيما أو قمت بتقبيلك
انها فقط مجرد مسكة يد



كنت امسك بيدي كتبي الجامعية قمت بضربه بها
وانا غاضبة للغاية

ريم : هل تظنني فتاة من الشارع ؟ او فتاة رخيصة حتى
تحدثني بهذه الطريقة ألا تستحي من نفسك ؟
ماذا تظنني ؟


ضحك واقترب مني ونظر الي بحب وقال بصوت حنون
وليد : احبك يا مجنونة احبك كثيرا وأعدك انك
ستكونين حلالي


استيقظت من ذكرياتي على صوت أمي وهي تقوم
بقرصي بقوة شعرت أن اللحم سيخرج من يديها من شدة قرصتها


ريم : اااااه اااخ يكفييي ارجوك دعيني اتركي يدي

ام ثائر : هش هشش اخفضي صوتك انني أتحدث
معك اجيبي بصوت منخفض كي لا يستيقظ والدك

إنه نائم في الصالون


ريم : ماذا افعل ؟ قولي لي ماذا تريديني ان أفعل ؟
هل أن قتلت نفسي سوف ترتاحين مني ؟ قولي
لي ماذا أفعل


ام ثائر : اللعنة عليك اللعنة عليك ، ركزي معي
عليك ان تقومي بإصلاح غلطك هل تفهمين ؟
يجب أن نقنع الشاب أن يتزوجك مهما كلف الأمر


ريم : ههههه ههههه

ضحكت والدموع تغمر وجهي وقلت

ريم : حسنا اذهبي واقنعيه

ام ثائر : تضحكين ؟ لك عين أن تضحكي ؟
متى حصل هذا أخبريني متى حصلت هذه المصيبة ؟


ريم : هههه لا أتذكر لقد نسيت

وضعت يدها على فمها وهي تحبس شهيقها

عدت لوعي وانا أنظر اليها وهي تتألم بشدة
والخوف يتملكها كرهت نفسي حينها استحقرت
نفسي كثيرا عندما رأيت الخوف الكبير بعيون أمي
وضعت يداي فوق يدها وقلت

ريم : لا تخافي انا عندي الحل

فتحت عيناها على وسعهما وقالت

ام ثائر : ما هو ؟

ريم : اقتليني نعم اقتليني وبذلك أموت أنا وتموت
معي فضيحتي

سكتت أمي قليلا وأنزلت رأسها الى الأرض بخيبة
وبدأت عيناها تدمع


ام ثائر : لماذا ؟ لماذا لماذا يحصل كل هذا معنا
لماذا ؟


كان صوتها منكسرا ضعيفا هشا تبكي وتقول يالله
ماذا أفعل ساعدني يالله يا مصيبتاه يا مصيبتاه
وفجأة ثارت وبدأت تضرب نفسها بقوة


ريم : امي يا أمي


ام ثائر : لا تقولي امي لا تقولي أمي الله يغضب عليك
ماذا فعلتي بنا ، لو كنت أعرف أنك تريدين الزواج
لزوجتك والله لو أتيتي وأخبرتني لما منعتك

لقد. ظنننت أنك تريدين الدراسة ظننت أنك تريدين
تكميل تعليمك ، كنت أريدك أن تعيشي كل مراحل
حياتك تدرسي وتتعلمي وتتخرجي

كنت أريدك أن تكبري أمام عيني خطوة خطوة

طوال هذا الوقت كنت أراك طفلة صغيرة متى كبرتي هكذا ؟ متى كبرتي وقررتي حرقي ؟





يالله يا أمي كم هو موجع كلامك كم أشعر بالحرقة
والالم كم أحتاج حضنك الآن يا أمي

لم أعرف ماذا أجيبها لم أعرف ماذا سأقول لها
انا أبكي وهي تبكي

كانت تحاول أن تعرف من هو الشب
وفجأة أمسكت يدي وبدأت تقبلها

أم ثائر : ابوس يدك أن تخبريني من هو ابوس قدميك
ارجوك أتوسل اليك ارحميني ارحميني ارجوك لا
تفضحينا


شعرت ان الكون توقف وان هواء الغرفة انتهى
شعرت ان حواسي تجمدت بالكامل
لم أتخيل في حياتي أن أرى أمي بهذا المنظر

سحبت يدي من بين يديها




ريم : صدقيني لا فائدة حتى لو أخبرتك لن يتغير شيء
لا فائدة



أم ثائر : يعني لن يقبل الزواج منك ؟

نظرت اليها رأيت نظرة انكسار في عيونها
امي القوية الصلبة مثالا يضربونه الناس في القوة
والتماسك منكسرة الآن عيناها الجميلتان
اللواتي يسحرن من ينظر اليهن ، منكسرات الآن
تقطع قلبي لأشلاء، ليتني أستطيع تغير شيء يا أمي




ليتني أستطيع محو هذه المشاهد من رأسك تماما
ليتني لم أخبرك

نهضت أمي من أمام عيوني وهمت بالخروج

ريم : الى أين انت ذاهبة ؟



لم تجبني خرجت و تركتني في هذه الغرفة وحدي
في هذه الغرفة التي تشعرني أنني أختنق أنني
مكبلة متلبدة

تبعتها وفتحت الباب قليلا ونظرت لأتأكد الى اين
ذهبت




تمددت أمي على الأريكة في الصالون واضعة يدها

تحت رأسها وأغمضت عينيها




اغلقت الباب على نفسي مجددا وعدت لمكاني

ريم : لم يكن يتوجب علي القول ليتني لم أقل لها
لم يكن علي فعلها انا نادمة


بقيت أفتل في الغرفة ذهابا إيابا والتوتر مسيطر علي
لم استطع الجلوس ابدا كنت أشعر وكأنني
أجلس على نار تحرقني




ماذا سيحصل ؟ هل ستقول لأخواني ويقوموا بذبحي ؟ هل من المعقول أن تخبر أبي أن ابنته دمرته
ان ابنته ستدفعه يعيش ما تبقى من عمره وهو واضعا رأسه في الأسفل !



جلست مجددا ضممت قدمي الى صدري ووضعت
رأسي على ركبتي وأغمضت عيوني وانا أتنفس بسرعة وبدأت تعود الذكريات إليّ



"في الماضي "

ريم : انظر انا واثقة أنه كل شاب وفتاة يحبون
بعضهم البعض حين تفلح قصتهم ويتزوجوا يعيشوا كل حياتهم بسعادة وفرح



وليد : هذه ليست قاعدة يا عزيزتي ففي
كثير من الأحيان ربما يتزوجوا ويكتشفوا ان الذي كان بينهم لم يكن حبا



وقفت مكاني ونظرت اليه باستغراب كبير

وليد : لماذا توقفتي ؟ سنتأخر على درسنا في الجامعة

ريم : لم أعد أريد حضور المحاضرة اذهب واحضرها
انت وحدك

وليد : ما بك يا عزيزتي لماذا غضبتي فجأة ؟
ماذا حصل ؟

ريم : ابتعد عني لو سمحت


وليد : هههه انا أفهم الذي تفكرين به ، نحن وضع
خاص ومختلف لأنني واثق أن مشاعري
تجاهك حب وحب كبير لكنني كنت أتكلم بصفة عامة عن ظاهرة الحب الطائشة في الفترة الاخير
وبالطبع نحن لسنا ضمنها

ريم : انك تقول ذلك لتسايرني فقط ولأتوقف
عن الغضب

وليد : اسمعيني هاتي يدك

ريم : لا اريد

سحب يدي بقوة وبدء يركض وهو يمسكني

ريم : ماذا تفعل توقف يا مجنون


وقفنا تحت الشجرة

وضع يدي على قلبه وقال

وليد : اغمضي عيناك بسرعة


أغمضت عيناي وبدء وليد يقول

وليد : اسمعي دقات قلبي كيف تدق بقوة وانت
الى جانبي لا تتخيلي للحظة أنني استطيع
البعد عنك فراقكك يعني الموت
الحب الذي أحبك اياه قادر على إغراق الارض
بأكملها. انت كل حياتي وكل ما أملك
وجودك هو الحياة بالنسبة لي وجودك هو الحقيقة وما تبقى هو وهم فقط


فتحت عيناي بعد أن اغرورقت بالدموع

وليد : لماذا تبكين يا جميلتي

ريم : لأنني أحبك أحبك كثيرا يا وليد


استيقظت من ذكرياتي وجدت الغرفة مظلمة تماما وقد غابت الشمس

كنت أشعر بالضياع تماما كم الساعة يا ترى ؟
الى متى سأبقى على هذا الحال ؟


عادت أمي مجددا ودخلت الى الغرفة
ذعرت وفورا تكورت على نفسي وانا خائفة

ام ثائر : انهضي واخرجي للخارج والدك انتبه على
غيابك هيا بسرعة قومي واخرجي

ريم : انا لا اريد الخروج

ام ثائر بغضب قلت قومي بسرعة لن أكرر كلامي.
قومي بتظبيط هيئتك هذه واخرجي
فليريحني الله منك

خرجت امي وانا نهضت محاولة تسكيت بكاءي
كلما مسحت دموعي سال بعدها فيضان من الدموع لم اعد استطيع التحكم بنفسي

ما الذي أقحمت نفسي به ؟ إهدأي يا ريم تمالكي
أعصابك

ذهبت الى الحمام وضعت رأسي أسفل الماء وبدء
الماء يكفت على وجهي بقوة


ريم : طهريني أيتها الماء طهريني

نظرت الى وجهي مجددا وعاودت البكاء

ريم : سيكون كل شيء بخير تمالكي نفسك
انت تستطيعين حل كل شيء وهذه الأزمة أيضا
ستحلينها انت قوية .

خرجت الى الصالون وجلست الى جانب والدي
وامي كانت جالسة على الطرف الآخر ترمقني
بنظرات قاسية كالسهم تخترق قلبي


أبو ثائر : عزيزتي ريم أين كنت لقد إفتقدت وجودك منذ
عدت الى المنزل لم أراك ابدا


ريم : اسفة يا أبي لم أخرج لأنني كنت أشعر بوعكة
صحية



نظر إلي بتمعن ثم قال


أبو ثائر : عيناك متورمتان للغاية يبدو حقا أنك مريضة
للغاية لماذا لم تخبريني يا أم ثائر علينا أخذها
الى المشفى


ام ثائر : دلع بنات ليس أكثر أنا قدرت الوضع تماما
لا داعي للمشفى مجرد كريب بسيط ادخلي
وارتاحي في غرفتك


أبو ثائر : ادخلي وارتاحي في غرفتك يا عزيزتي
ولو شعرتي ان حالتك تسوء أخبريني فورا



عاودت الدخول الى الغرفة التي تأكلني وانا حية


أليس من المفترض يا أمي أن تكوني أول من يحتويني

لقد بعثرتي كل الكلام الذي حضرته لأخبرك به

انت من قررتي أن تبقي الحقيقة ناقصة ، انا متعبة
للغاية لقد كنت مخطئة عندما أخبرتها ، لم يكن
قرارا صائبا أبدا


وقفت أمام النافذة وأنا أخذ شهيقا ثم زفيرا


قلبت بصري بين الشوارع والناس كل واحد لديه
قصة لديه كسرة ، كل شخص في هذه الحياة هو بطل
قصته ،قصته التي ربما هي قاهرة للغاية أو حزينة
للغاية لا أدري إن كان هناك نهاية سعيدة
أو قصة كلها سعادة


عادت الذكريات تتوافد إلي أردت إبعادها لكنها قررت
وانتهى وبدأت أتذكر أول مرة رأيت بها وليد





"في الماضي "



كنت خارجة من الجامعة أسير كعادتي بسرعة باتجاه المنزل

سمعت أحدهم ينادي ريم يا ريم انتظري


نظرت الى الخلف كانت مرتي الأولى التي أراه بها

توقفت ونظرت اليه باستغراب

كان يلقط أنفاسه بصعوبة ويلهث

وليد : أخ أه لو دخلت في سباق عالمي للركض
لكان أسهل علي من اتباعك كيف تمشين بهذه السرعة
الكبيرة ؟

أشحت بوجهي عنه وأكملت سيري متجاهلة إياه


عاود تتبعي وهو يقول

وليد : انتظري أرجوك لي يومان ابحث عنك
لم أترك احدا لم أسأله عنك لا أريد أن أضيعك الآن

توقفت وصرخت بغضب

ريم : هل ستبتعد بالذوق أم ستضطرني لأجعل منك
فلما في الشارع


لقط وليد نفسه وقال

وليد : وهل تظنين أنني اتبعك بغاية المغازلة
أو التقرب
منك ، اسمعي يا فتاة أنا لم ألاحظك من قبل أبدا
ولا يهمني أمرك ولست مشردقا للحديث معك
أنا فقط هنا من أجل حلقة البحث


كنت أشعر بالغضب الشديد من الذي يتلفظ به

لكنني تمالكت غضبي وقلت

ريم : أي حلقة بحث

وليد : انا وانت عندنا مادة مشتركة مادة الدكتور سامر
وقد قام بتوزيعنا على مجموعات ، ولسوء الحظ
اسمي جاء مع اسمك أي نحن
مشتركان في حلقة بحث
واحدة


ريم : وما أدراني أن الذي تقوله صحيح ؟


وليد : اسمعي انت تبدين جالبة للمصائب ، وانا
لا أحبها لذلك سأغادر وأقوم بالحلقة لوحدي
وأخبري الدكتور حينها أنك رفضتي الاشتراك
معي وحلي أمورك بنفسك


ريم : انتظر أين هي قائمة فرز المجموعات ؟


اخرج من حقيبته ورقة وأعطاني إياها

تأكدت من أن إسمي الى جانب اسمه في نفس
المجموعة .

ريم : هذا صحيح

وليد : اذا ؟

ريم : دعنا نبدء بالتخطيط لحلقة البحث اذا

وليد : أخيرا يا الهي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي