الفصل الاول
الفصل الاول (◉‿◉)
في قصر اقل من أن يقال عليه بأنه جنة علي الارض ، فهذا القصر في مسلحة من الترض تتجاوز 2000 فدان ، وحوله الاشجار ، والخضروات ، وبداخله غرف واسعة مصممة تصميم ايطالي ، وامريكي ، كل غرفة من غرف هذا القصر متصلة بحمام خاص بها ويوجد بها غرفة اخرى اوسع لا تحتسب بالنسبة لهذه العائله ، فهي تسمى دولاب ، نعم دولاب ، وكل هذا ما يسمى غرفة واحدة ، فكيف يكون فخامة القصر ، هذه العائلة التي تعتبر من اغني أغنياء العالم "إنها عائلة الصياد " ، هذه العائلة التي تعيش في القاهرة ، ويوجد بها بطلنا المغرور ، ذدو النفوذ العالية ، انه "ادم مراد الصياد " ، فهو شاب يبلغ من العمر 28 عاما ، وتخصصه إدارة اعمال ، هو شاب مثل باقي شباب هذا ابجيل ، نتج عن تطور الحياة ، وفساد الاخلاق ، وانحطاط القيم والمبادى ، وقد افسده الدلال ، والثروة ، فكيف لا ؟! ، وهو الوريث الوحيد لعايلته ، مثله مثل باقي الشباب الاغنياء، كل ما يهمهم هو التمتع بالحياة الدنيا ، ولكن لديه صفة تميزه ، بل انه عقدة غريبة ، وهي الا يقول احد ما امامه كلمة " لا " ، فهو حين يسمع هذه الكلمة يتحول الى وحش كاسر ، وغد غاضب ، وامسان جامح ، كالاسد الجريح الذى حاول احد ما ان ينتزع قوته ، لذلك فهو معروف .
في احدي الغرف ، في هذا القصر الضخم الذى تتسع غرفه يصدح صوت في جدران القصر ويتردد كانه يكاد يخترقها .
أدم مراد الصياد : " شكل اليوم آخر يوم في حياتك يا حسام ، الكلام ده هو ليا انا ، انا ادم مراد الصياد "
حسام النمر : انت نسيت إتفاقنا ولا ايه يا ادم .
ادم مراد الصياد : ادم ما ينساش كلمة قالها ولا ايه يا حسام باشا .
حسام النمر ( صديق ادم ، وشريكه في الشغل ) : مايا جت لحد عندي وقالت إنها ليا من اليوم ده ، وانها كمان مش طايقاك .
ادم مراد الصياد : مش طايقاني ، هههه ، آ تفاقنا إن لو واحدة اختارت واحد فينا ، فالتاني ملهوش دعوة بيها ، بس مافيش فيا اتفاقنا ان لما واحد فينا ياخدها ويسبها لزم يسبها للتاني ، ولزم تعرف تعرف إن ادم مراد الصياد لو ساب حاجه بتعته ومش عايزها مايحبش حد ياخدها بعديه ، ولا عاش ولا كان اليقولى مش طايقك ، ومايا هعرف ارجعها زي الكلب .
حسام النمر : ادم انت زي اخويا ، ومش بس صديقى وصحبي او حت شريكي في الشغل ، ولو حصل تجاوزات من كلامي وزعلتك انا بعتذر يا ادم ، دى كلام قولته في لحظة غضب ، وان كان علي مايا هنساها ، وانا حسام النمر ، كل الكنت عايزه ان اربيها ، هي مفكرة كل العالم بيجرى وراءها ، وانها تقدر تتدخل بينا .
ادم مراد الصياد : خلاص يا حس ، ومايا انا الهربيها واعلمها الادب ، وهخليها تلف حولين نفسها ، وانا عارف هي مفكرة انها هتروحلك هجري عليها واقوولها تعليالى ، بس كده حسابها معايا تقل قوى .
" حسام النمر هو الصديق الوحيد لادم بمثابة اخيه ، وهو في مثل ثراء ادم ، وفي نفس جسده العريض الرشيق الطويل ، وشعره الحرير ، وبياضه الغير طبيعي آلا انه يتميز بعينيه الزرقاء كالسماء عكس عيون ادم العسلية ، تعرف عليه ادم في الكلية ، فهما كانا يدرسان نفس التخصص ، عمره 30 عاما ، فهو اكبر منه بعامين ، يعرفان بعضهم منذ حوالي 30 عاما ، هو يعيش وحيد في القاهرة ، وعايلته تعيش في انجلترا ، ولكنه يعيش في القاهرة ، وليس لديه اي ملامح مصرية ، فجميع ملامحه ومنحنياته هي ملامح اجنببه .
• • • • • • • • • • •
مراد الصياد : هو البيه مفكر نفسه مين عشان يرفض بنت عادل سالم الهوارى .
"مراد الصياد : هو والد ادم يتمتع بنفوذ كبيرة جدا ، لم ينجب ألا ادم فقط ، ولكن قوته وهيبته التى يحسب لها الجميع الف حساب تقف امام ادم إبنه ، لانه يرفض ان ينصاع له ، ويرفض ان ينفذ اوامره ، ولكنه يرضخ لذلك بسبب والدته التي تحاول ان تؤطد العلاقة بينهم ، فهما الاثنين مثل الكبريت والبنزين كلاهما عنيد ، ويرفض ان يتلقا اوامر من احد "
جيهان خالد الجراح (والدة مراد الصياد) : اهدي بس انت يا مراد ، وانا هكلمه ، وماتتعصبش علشام مش مفيد للضغط العندك..
مراد الصياد : اهدي اى بس ، إبنك حضرت جنابه عاوز يمشى علي حل شعره ، وبيرفض بنت سالم الهوارى .
جيهان خالد الجراح : مراد ، يا حبيبى خلاص هو كل يوم تفتح موضوع الجواز ، خلاص انا هكلمه .
"جيهان خالد الجراح : هي دكتورة وعايلتها من اكبر العائلات في القاهرة ، تزوجت بمراد عن طريق اهلهما ولكنهم سرعان ما وقعو في حب بعضهم واحبو بعض ولكنها لا تمارسمهنة الطب ، فهي اكبر ما يقلقها هو زوجها وعلاقته مع ابنه الوحيد ، فهما دايما ما يتشاجرو ولا يجلسان دقيقة واحدة بدون خناق "
• • • • • • • • • • •
جيهان خالد الجراح : انت عايز تموتني بحسرتي علي ابوك ولا ايه ؟
ادم مراد الصياد : في اى يا جيجي يا قلبي ، ما تهدي كده ومتتعصبش يا قمر انت ، بزيد جمال كل ما تتعصب ، وانا بدوب فيكي دوب..
جيهان خالد الجراح : ادم ، بطل يا ادم ، حرام عليك ما بصعبش عليك وانا بالشكل ده ، يا ادم يا حبيبى ، ابوك لو حصل ليه حاجه انا اموت وراءه ، ولا اقدر اعيش ثانية من بعده .
ادم مراد الصياد : بعد الشر عليكي ياقلبي ، هو انا اقدر اعيش من غيرك ، وخلاص يا ستى مش هنتخانق تاني ، بطلي تلعبي بعواكفي كل مرة عشان عارفه اني بحبك ومقدرش ارفضلك طلب تستغلينى يعني .
جيهان خالد الجراح : ادددم .
ادم مراد الصياد : خلاص هكلم مراد بيه ، وربنا يستر .
جيهان خالد الجراح : تتكلم بهدؤ خالص ، ومن غير كسير وضغضغة ودوشة ، والكلمة الوحيدة اللى تتنطق هي حاضر يا بابا .
ادم مراد الصياد : عيل صغير انا هيقول حاضر يابابا ولا ايه يا جيجي ، ماهو جوزك اللى موروش غير موضوع المهبب نفسه .
جيهان خالد الجراح : يابني حرام عليك ، هو عايز حالك يتعدل ، بدل ما انت قاعد كده ، وكل يوم سحب واحدة في ايدك وتقول خطيبتي .
ادم مراد الصياد : اعمل ايه يا جيجي ، ماهما الخاينين ، وبيغدرو بيا .
جيهان خالد الجراح : انت عايز نجلطني مش كده.، لا انت عايز تجلطني بجد ، الغلط عليا انا يا ادم ، انا المقدرتش اربي ، انا كان لازم اعلمك تحترم البنات ، وتحترم العلاقات والجواز اكتر من كده.، لكن لا فشلت ان اعلمك واطلعك انسان خلوف ، ومحترم .
ادم مراد الصياد : محترم ، وخلوق ، طب مش لما تبقي البنات محترمة وخلوقة الاول ، جيجي يا قلبي الاحترام والادب والاخلاق معدوش موجودين ، وانا في الزمن دي اعتبر محترم والله ، ههههه .
جيهان خالد الجراح : مش كل الناس وحشة.، في ناس محترمة ، وفي بنات ولد ناس اصيلة.، لسه الدنيا فيها خير ، انت تفكيرك دى الغلك.، تفكيرك ان مفيش بنات محترمة زانهم بيترمو تحت رجلك اول ما يسمعو كلمتين حلوين منك او تغريهم بالفلوس ، يابني افهم النسوان زي الاطفال عايزين اليهتم بيهم ، ومش معني انها انجذبت لكلتمك المعسول متبقاش محترمة ، اعرف ان الطريقة دي غلط ، ومتلعبش علي مشاعر حد ولا في يوم تزيف حبك ، تزيف المشاعر والحب بيقتل ويكسر اكتر من اى حاجه تانية في الدنيا .
• • • ♡ ♡ • • •
ربما انحطاط تطور المجتمع ، وكثرة الكذب جعل من الخير شىء نادر ، نحن لسنا بحاجة لتحضر يخفي مبادنا ورجولتنا ويمحي مباديء الدين الاسلامي .
كم كانت جيهان في قمة اسفها وندمها علي ما يبدو عليها طفلها ، فهو الان تغير كثيراً ، واصبح النخسة الاجنبية التى تواكب انحطاط المجتمع ، ولا يعترف بالمبادى واحترام الفتيات ، فلا يزال حديثها مع ابنها يكتمل ، ومع كل كلمة ينطقها تنصدم بحقيقة انها فشلت في تربية طفلها الوحيد ، والان حان الوقت ان تصلح تلك الغلطة وإلا سيكون حجم الكوارث اكثر وحينها لن تستطيع اصلاح الامر .
جيهان خالد الجراح : كفاية يا ادم ، كفاية ، وانا مع قرار بابك انك لازم تتجوز وتكون مسؤل .
ادم مراد الصياد : اجوز ، هههه ، انا مستحيل اجوز ولا ادخل نفسي في مستنقع عمرى ما هقدر اقوم منه ، انت متعرفيش البنات كويس يا ماما .
جيهان خالد الجراح : احترم نفسك يا ادم ، انا بنت ، انت اى ، فهمني بالظبط انت اي يابني ، خليك كده وانا مش هدافع عنك مرة تانية ، انت تستاهل يطلع عينيك .
ادم مراد الصياد : اقفلي الباب وراكي يا. جيجي .
وما ان خرجت والدته حتي تذكرها تلك الجنية الصغيرة التي اعجب بها صدفة ، تذكر ضحكتها وبراءتها وكان يبتسم خفية ولكن سرعان ما انقلبت ابتسامتها الي عاصفة وغضب جامح واخذ يكسر ما امامه وهو يكرر انه لا يثق بجنس امرأة ، فجميعهم واحد وان تغيرت اصنافهم ، هم المادة الخامة للغدر والخيانة .
• • • & & & & & • • •
في احدي القري الريفية ، وفي احدي البيوت البسيطة .
كرال ناصر الجنيدى : بتقولى اي ، النتيجة طلعت ، بجد ما تتكلمي يا نرمين ، اتا قلبي هيقف ، انا لو عرفت ان مجموعي مجبش الكلية العايزها اروح فيها واموت .
كرال ناصر الجنيدى : فتاة ذات 18 عاما ، عائلتها بسيطة ، تتميز القرية التي تعيش بها انها تزوج الفتيات مبكرا وعدم اكمال تعليمهم ، ولكن والدها وعدها باكمال تعليمها ان استطاعت ان تحصل علي مجموع عالي وسوف تكمل تعليمها ولكن ان لم تستطيع فسوف تتزوج من إبن عمتها فورا بعد ثلاث شهور..
نرمين (صديقة كرال ) : للاسف يا كرال انت وانا مجبناش مجموع كلية طب ، انا اسفة ليك يا كرال ان انا اللي ببلغك بالخبر دي ، وان حلمك ومستقبلك انهاردة .
كرال ناصر الجنيدى : اكيد مش بتقولى الحقيقة مش كده ، قولى انك كدابة ودي مقلب ، قولي انك بتهزرى ، متقوليش كده يانرمين .
نرمين : سمحيني دي الحقيقه..
ربما تكذب الحقيقة ، وتصدق الكذبة ، ولكن الاختبار الاصعب هو عندما يقتل حلمك بسيف لتيم ، عندما يضيع كل شى وتنهار كل اسباب السعادة ، فما اصعب ان يكون الاختبار والابتلاء هذه المرة في حلمي ، في حياتي ، ولكن انا راضية يا الله علي عذاب الضياع ، فكل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، وعسى ان تكرهو شي وهو خير لكم ، رب الخير لا ياتي إلا بكل خير ، فيا الله هون وارضيني وارضى عني يا رحمن ، ياالله ان دموعي ليست اعتراض علي مايحدث ولكنها ضعف منى ، فلا تعتبر دموعي رفض لقضاءك فقضاءك ارضى به بكل رحب ، ربي ساعدني وصبرني علي انهيار حصون مستقبلي .
مرت الايام بوجع ودموع و قهر علي انخطاف حلمي كان ابنى قد مات وانا الان في حداد علي وفاتها ، فقد تحديت الجميع للوصول لنقطة، ولكن هذه النقطة قد ضاعت واختفت الان ، الان بت انسان ضعيف واشعر ان ليس بي حيلة، فحيلتي وقوتي ها هي انخرت وبت طفل يبكى
هوايدة.( زوجة والد كرال ) : اي يا كرال ، مالك قاعدة في اوضتك وقافلة علي نفسك كده ليه ، اي يا مش ناوية تقومى كده وتفرح ، دى انت حتي عروسة ، وفرحك بعد كام يوم .
كرال ناصر الجنيدى : اتفضلي اطلعي برا ، انت شكلك انسانة مبتفهميش ولا عايزة تسمعي غير اللى انت عايزه ، انا حرة اعمل اللى عايزة ، اتفضلي برا .
هويدة : خليك برحتك يابت جوزى ، بس انا غلطانا جيت اوعيك واخد بيدك ، مش عايزة الناس تكلم وتقول بعد ماامها ماتت ملقتش اللى يوعيها وياخد بيدها ، وبعدين خليك ناصحة ، دي جوزك عم يحبك .
كرال ناصر الجنيدى : لا خلي معلوماتك وثقافتك ووعيك ليكى ، وبعدين مش لما اجوز الاول بعدها الناس تكلم ولا اي .
هويدة : شكلك اتجننت ، ايه قصدك لما تجوزي الاول ، خلاص ابوك قرر ان يجوزك ، وبطلى دلع البنات .
اغمضت عينيها بوجع وتذكرت وجهه ، وكيف استطاع ان يسرق قلبها ، اين هو الان؟ وهل يتذكرها ؟ هل مازال كما هو ، ربما استطاع القدر ان يبعدنا ولكن ماذا الان ؟ ! ، هو في عالم اخر وانا في مستوطن آخر ، هو مالكي ومتملكي ، ملاذى وقلبى ، اقسم انه هو الاول والاخير وليس بعده بديل ، اقسم ان احبه فوق الحب حب لا يعرفه احد ولم يشعر بقوته انس ولا جان ، ايا قلبي الم تتعلم ، احببته يا فلبي بلا وعي منك ، بلا تخطيط وبدون عقل ، كان حلم والان هذا الحلم اصطدم بالواقع المرير .
• • • • • • • • • • • • • • •
الحب اداءة صعبة يتحكم فيها القدر ، نحن من نخضع للحب وليس هو من يخضع لنا ، تشاء الأقدار ان تتغير ولكن القلوب لا تتغير ولا تبدل من تحب ، فالحب نار قد تدفك وقد تحرقك ، فاحذر من سلاح ذو حدين ليس القائد فيه العقل بل قلب يتقلب مشاعره .
ظل اسلام يتحدث مع احمد وكله فرحة ان من يحبه سيكون امامها .
اسلام محمد : عارف ، كنت مستني اليوم كد اى ، بحبها اوى يا احمد ، وكلها ايام وتبقى مراتي قدام ربنا وقدام الدنيا دي كلها .
احمد خالد : انت شكلك واقع وعلي اخرك يا صحبي .
اسلام محمد : واقع اوي اوى ، انت مش حاسس بيا ، انا من زمان مستني اليوم ده ، كانت لسه صغيرة ، واترفضت الف مرة عشان هي لسه صغيرة ، وبعدين طلعت حكاية تعليمها ، كنت بدعي ربنا ليل نهار انها تبقي ليا ومتكملش تعليمها .
احمد خالد : خلاص يا روميو زمانك هتخليني اعيط عليك وبعدين الكل عارف بنت خالك راسها ناشف ومش عايزة تجوز وعايزة تكمل تعليمها .
اسلام محمد : خليها تعمل الهي عايزة في بيتهم بس لما تيجي عندي هعرف اربيها ازاى وبعدين اعرف اراضيها برضه ازاى ؟ .
احمد خالد : وانت حد كدك يا باشا ، يلا انا همشى.، ورايا مشوار ضرورى .
اسبام تاه في عالم احلامه وخياله وفي عروس احلامه ، وكيق تغيرت ملامح وجهه عند لحظة انها قد ترفض ولا تكون له ، هو قد يفعل اي شىء لتكون له ، ألا يكفي ما فعلها زمان مع ادم مراد ليجعله يبتعد ويبعده عنها والان قد لا تكون له ، كيف يتركها ، فهو ما ان شعر انها ربما تفكؤ في هذا الدخيل ادم حتي ابعده بطريقة هي نفسها لا تتخيلها ، وهذا ادم مراد الصياد كان قد اتي لكي يريالمكان الذى عاش به جده زمان ويري اجواء القري الريفية ، ولكنه قد اتسع طموحه ، وسمح لنفسه ليفكر في كرار وكيف تخطي حدوده وعشق محبوبتى وكنت انا اول من اخبره بحبه لها ، كيف كان يتحدث عنها امامي ، وهو كان شخص كامل متكامل لن يرفض وسيرحب به فهو ابن عائلة الصياد ذات الصيت والجاه ، والمال .
في قصر اقل من أن يقال عليه بأنه جنة علي الارض ، فهذا القصر في مسلحة من الترض تتجاوز 2000 فدان ، وحوله الاشجار ، والخضروات ، وبداخله غرف واسعة مصممة تصميم ايطالي ، وامريكي ، كل غرفة من غرف هذا القصر متصلة بحمام خاص بها ويوجد بها غرفة اخرى اوسع لا تحتسب بالنسبة لهذه العائله ، فهي تسمى دولاب ، نعم دولاب ، وكل هذا ما يسمى غرفة واحدة ، فكيف يكون فخامة القصر ، هذه العائلة التي تعتبر من اغني أغنياء العالم "إنها عائلة الصياد " ، هذه العائلة التي تعيش في القاهرة ، ويوجد بها بطلنا المغرور ، ذدو النفوذ العالية ، انه "ادم مراد الصياد " ، فهو شاب يبلغ من العمر 28 عاما ، وتخصصه إدارة اعمال ، هو شاب مثل باقي شباب هذا ابجيل ، نتج عن تطور الحياة ، وفساد الاخلاق ، وانحطاط القيم والمبادى ، وقد افسده الدلال ، والثروة ، فكيف لا ؟! ، وهو الوريث الوحيد لعايلته ، مثله مثل باقي الشباب الاغنياء، كل ما يهمهم هو التمتع بالحياة الدنيا ، ولكن لديه صفة تميزه ، بل انه عقدة غريبة ، وهي الا يقول احد ما امامه كلمة " لا " ، فهو حين يسمع هذه الكلمة يتحول الى وحش كاسر ، وغد غاضب ، وامسان جامح ، كالاسد الجريح الذى حاول احد ما ان ينتزع قوته ، لذلك فهو معروف .
في احدي الغرف ، في هذا القصر الضخم الذى تتسع غرفه يصدح صوت في جدران القصر ويتردد كانه يكاد يخترقها .
أدم مراد الصياد : " شكل اليوم آخر يوم في حياتك يا حسام ، الكلام ده هو ليا انا ، انا ادم مراد الصياد "
حسام النمر : انت نسيت إتفاقنا ولا ايه يا ادم .
ادم مراد الصياد : ادم ما ينساش كلمة قالها ولا ايه يا حسام باشا .
حسام النمر ( صديق ادم ، وشريكه في الشغل ) : مايا جت لحد عندي وقالت إنها ليا من اليوم ده ، وانها كمان مش طايقاك .
ادم مراد الصياد : مش طايقاني ، هههه ، آ تفاقنا إن لو واحدة اختارت واحد فينا ، فالتاني ملهوش دعوة بيها ، بس مافيش فيا اتفاقنا ان لما واحد فينا ياخدها ويسبها لزم يسبها للتاني ، ولزم تعرف تعرف إن ادم مراد الصياد لو ساب حاجه بتعته ومش عايزها مايحبش حد ياخدها بعديه ، ولا عاش ولا كان اليقولى مش طايقك ، ومايا هعرف ارجعها زي الكلب .
حسام النمر : ادم انت زي اخويا ، ومش بس صديقى وصحبي او حت شريكي في الشغل ، ولو حصل تجاوزات من كلامي وزعلتك انا بعتذر يا ادم ، دى كلام قولته في لحظة غضب ، وان كان علي مايا هنساها ، وانا حسام النمر ، كل الكنت عايزه ان اربيها ، هي مفكرة كل العالم بيجرى وراءها ، وانها تقدر تتدخل بينا .
ادم مراد الصياد : خلاص يا حس ، ومايا انا الهربيها واعلمها الادب ، وهخليها تلف حولين نفسها ، وانا عارف هي مفكرة انها هتروحلك هجري عليها واقوولها تعليالى ، بس كده حسابها معايا تقل قوى .
" حسام النمر هو الصديق الوحيد لادم بمثابة اخيه ، وهو في مثل ثراء ادم ، وفي نفس جسده العريض الرشيق الطويل ، وشعره الحرير ، وبياضه الغير طبيعي آلا انه يتميز بعينيه الزرقاء كالسماء عكس عيون ادم العسلية ، تعرف عليه ادم في الكلية ، فهما كانا يدرسان نفس التخصص ، عمره 30 عاما ، فهو اكبر منه بعامين ، يعرفان بعضهم منذ حوالي 30 عاما ، هو يعيش وحيد في القاهرة ، وعايلته تعيش في انجلترا ، ولكنه يعيش في القاهرة ، وليس لديه اي ملامح مصرية ، فجميع ملامحه ومنحنياته هي ملامح اجنببه .
• • • • • • • • • • •
مراد الصياد : هو البيه مفكر نفسه مين عشان يرفض بنت عادل سالم الهوارى .
"مراد الصياد : هو والد ادم يتمتع بنفوذ كبيرة جدا ، لم ينجب ألا ادم فقط ، ولكن قوته وهيبته التى يحسب لها الجميع الف حساب تقف امام ادم إبنه ، لانه يرفض ان ينصاع له ، ويرفض ان ينفذ اوامره ، ولكنه يرضخ لذلك بسبب والدته التي تحاول ان تؤطد العلاقة بينهم ، فهما الاثنين مثل الكبريت والبنزين كلاهما عنيد ، ويرفض ان يتلقا اوامر من احد "
جيهان خالد الجراح (والدة مراد الصياد) : اهدي بس انت يا مراد ، وانا هكلمه ، وماتتعصبش علشام مش مفيد للضغط العندك..
مراد الصياد : اهدي اى بس ، إبنك حضرت جنابه عاوز يمشى علي حل شعره ، وبيرفض بنت سالم الهوارى .
جيهان خالد الجراح : مراد ، يا حبيبى خلاص هو كل يوم تفتح موضوع الجواز ، خلاص انا هكلمه .
"جيهان خالد الجراح : هي دكتورة وعايلتها من اكبر العائلات في القاهرة ، تزوجت بمراد عن طريق اهلهما ولكنهم سرعان ما وقعو في حب بعضهم واحبو بعض ولكنها لا تمارسمهنة الطب ، فهي اكبر ما يقلقها هو زوجها وعلاقته مع ابنه الوحيد ، فهما دايما ما يتشاجرو ولا يجلسان دقيقة واحدة بدون خناق "
• • • • • • • • • • •
جيهان خالد الجراح : انت عايز تموتني بحسرتي علي ابوك ولا ايه ؟
ادم مراد الصياد : في اى يا جيجي يا قلبي ، ما تهدي كده ومتتعصبش يا قمر انت ، بزيد جمال كل ما تتعصب ، وانا بدوب فيكي دوب..
جيهان خالد الجراح : ادم ، بطل يا ادم ، حرام عليك ما بصعبش عليك وانا بالشكل ده ، يا ادم يا حبيبى ، ابوك لو حصل ليه حاجه انا اموت وراءه ، ولا اقدر اعيش ثانية من بعده .
ادم مراد الصياد : بعد الشر عليكي ياقلبي ، هو انا اقدر اعيش من غيرك ، وخلاص يا ستى مش هنتخانق تاني ، بطلي تلعبي بعواكفي كل مرة عشان عارفه اني بحبك ومقدرش ارفضلك طلب تستغلينى يعني .
جيهان خالد الجراح : ادددم .
ادم مراد الصياد : خلاص هكلم مراد بيه ، وربنا يستر .
جيهان خالد الجراح : تتكلم بهدؤ خالص ، ومن غير كسير وضغضغة ودوشة ، والكلمة الوحيدة اللى تتنطق هي حاضر يا بابا .
ادم مراد الصياد : عيل صغير انا هيقول حاضر يابابا ولا ايه يا جيجي ، ماهو جوزك اللى موروش غير موضوع المهبب نفسه .
جيهان خالد الجراح : يابني حرام عليك ، هو عايز حالك يتعدل ، بدل ما انت قاعد كده ، وكل يوم سحب واحدة في ايدك وتقول خطيبتي .
ادم مراد الصياد : اعمل ايه يا جيجي ، ماهما الخاينين ، وبيغدرو بيا .
جيهان خالد الجراح : انت عايز نجلطني مش كده.، لا انت عايز تجلطني بجد ، الغلط عليا انا يا ادم ، انا المقدرتش اربي ، انا كان لازم اعلمك تحترم البنات ، وتحترم العلاقات والجواز اكتر من كده.، لكن لا فشلت ان اعلمك واطلعك انسان خلوف ، ومحترم .
ادم مراد الصياد : محترم ، وخلوق ، طب مش لما تبقي البنات محترمة وخلوقة الاول ، جيجي يا قلبي الاحترام والادب والاخلاق معدوش موجودين ، وانا في الزمن دي اعتبر محترم والله ، ههههه .
جيهان خالد الجراح : مش كل الناس وحشة.، في ناس محترمة ، وفي بنات ولد ناس اصيلة.، لسه الدنيا فيها خير ، انت تفكيرك دى الغلك.، تفكيرك ان مفيش بنات محترمة زانهم بيترمو تحت رجلك اول ما يسمعو كلمتين حلوين منك او تغريهم بالفلوس ، يابني افهم النسوان زي الاطفال عايزين اليهتم بيهم ، ومش معني انها انجذبت لكلتمك المعسول متبقاش محترمة ، اعرف ان الطريقة دي غلط ، ومتلعبش علي مشاعر حد ولا في يوم تزيف حبك ، تزيف المشاعر والحب بيقتل ويكسر اكتر من اى حاجه تانية في الدنيا .
• • • ♡ ♡ • • •
ربما انحطاط تطور المجتمع ، وكثرة الكذب جعل من الخير شىء نادر ، نحن لسنا بحاجة لتحضر يخفي مبادنا ورجولتنا ويمحي مباديء الدين الاسلامي .
كم كانت جيهان في قمة اسفها وندمها علي ما يبدو عليها طفلها ، فهو الان تغير كثيراً ، واصبح النخسة الاجنبية التى تواكب انحطاط المجتمع ، ولا يعترف بالمبادى واحترام الفتيات ، فلا يزال حديثها مع ابنها يكتمل ، ومع كل كلمة ينطقها تنصدم بحقيقة انها فشلت في تربية طفلها الوحيد ، والان حان الوقت ان تصلح تلك الغلطة وإلا سيكون حجم الكوارث اكثر وحينها لن تستطيع اصلاح الامر .
جيهان خالد الجراح : كفاية يا ادم ، كفاية ، وانا مع قرار بابك انك لازم تتجوز وتكون مسؤل .
ادم مراد الصياد : اجوز ، هههه ، انا مستحيل اجوز ولا ادخل نفسي في مستنقع عمرى ما هقدر اقوم منه ، انت متعرفيش البنات كويس يا ماما .
جيهان خالد الجراح : احترم نفسك يا ادم ، انا بنت ، انت اى ، فهمني بالظبط انت اي يابني ، خليك كده وانا مش هدافع عنك مرة تانية ، انت تستاهل يطلع عينيك .
ادم مراد الصياد : اقفلي الباب وراكي يا. جيجي .
وما ان خرجت والدته حتي تذكرها تلك الجنية الصغيرة التي اعجب بها صدفة ، تذكر ضحكتها وبراءتها وكان يبتسم خفية ولكن سرعان ما انقلبت ابتسامتها الي عاصفة وغضب جامح واخذ يكسر ما امامه وهو يكرر انه لا يثق بجنس امرأة ، فجميعهم واحد وان تغيرت اصنافهم ، هم المادة الخامة للغدر والخيانة .
• • • & & & & & • • •
في احدي القري الريفية ، وفي احدي البيوت البسيطة .
كرال ناصر الجنيدى : بتقولى اي ، النتيجة طلعت ، بجد ما تتكلمي يا نرمين ، اتا قلبي هيقف ، انا لو عرفت ان مجموعي مجبش الكلية العايزها اروح فيها واموت .
كرال ناصر الجنيدى : فتاة ذات 18 عاما ، عائلتها بسيطة ، تتميز القرية التي تعيش بها انها تزوج الفتيات مبكرا وعدم اكمال تعليمهم ، ولكن والدها وعدها باكمال تعليمها ان استطاعت ان تحصل علي مجموع عالي وسوف تكمل تعليمها ولكن ان لم تستطيع فسوف تتزوج من إبن عمتها فورا بعد ثلاث شهور..
نرمين (صديقة كرال ) : للاسف يا كرال انت وانا مجبناش مجموع كلية طب ، انا اسفة ليك يا كرال ان انا اللي ببلغك بالخبر دي ، وان حلمك ومستقبلك انهاردة .
كرال ناصر الجنيدى : اكيد مش بتقولى الحقيقة مش كده ، قولى انك كدابة ودي مقلب ، قولي انك بتهزرى ، متقوليش كده يانرمين .
نرمين : سمحيني دي الحقيقه..
ربما تكذب الحقيقة ، وتصدق الكذبة ، ولكن الاختبار الاصعب هو عندما يقتل حلمك بسيف لتيم ، عندما يضيع كل شى وتنهار كل اسباب السعادة ، فما اصعب ان يكون الاختبار والابتلاء هذه المرة في حلمي ، في حياتي ، ولكن انا راضية يا الله علي عذاب الضياع ، فكل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، وعسى ان تكرهو شي وهو خير لكم ، رب الخير لا ياتي إلا بكل خير ، فيا الله هون وارضيني وارضى عني يا رحمن ، ياالله ان دموعي ليست اعتراض علي مايحدث ولكنها ضعف منى ، فلا تعتبر دموعي رفض لقضاءك فقضاءك ارضى به بكل رحب ، ربي ساعدني وصبرني علي انهيار حصون مستقبلي .
مرت الايام بوجع ودموع و قهر علي انخطاف حلمي كان ابنى قد مات وانا الان في حداد علي وفاتها ، فقد تحديت الجميع للوصول لنقطة، ولكن هذه النقطة قد ضاعت واختفت الان ، الان بت انسان ضعيف واشعر ان ليس بي حيلة، فحيلتي وقوتي ها هي انخرت وبت طفل يبكى
هوايدة.( زوجة والد كرال ) : اي يا كرال ، مالك قاعدة في اوضتك وقافلة علي نفسك كده ليه ، اي يا مش ناوية تقومى كده وتفرح ، دى انت حتي عروسة ، وفرحك بعد كام يوم .
كرال ناصر الجنيدى : اتفضلي اطلعي برا ، انت شكلك انسانة مبتفهميش ولا عايزة تسمعي غير اللى انت عايزه ، انا حرة اعمل اللى عايزة ، اتفضلي برا .
هويدة : خليك برحتك يابت جوزى ، بس انا غلطانا جيت اوعيك واخد بيدك ، مش عايزة الناس تكلم وتقول بعد ماامها ماتت ملقتش اللى يوعيها وياخد بيدها ، وبعدين خليك ناصحة ، دي جوزك عم يحبك .
كرال ناصر الجنيدى : لا خلي معلوماتك وثقافتك ووعيك ليكى ، وبعدين مش لما اجوز الاول بعدها الناس تكلم ولا اي .
هويدة : شكلك اتجننت ، ايه قصدك لما تجوزي الاول ، خلاص ابوك قرر ان يجوزك ، وبطلى دلع البنات .
اغمضت عينيها بوجع وتذكرت وجهه ، وكيف استطاع ان يسرق قلبها ، اين هو الان؟ وهل يتذكرها ؟ هل مازال كما هو ، ربما استطاع القدر ان يبعدنا ولكن ماذا الان ؟ ! ، هو في عالم اخر وانا في مستوطن آخر ، هو مالكي ومتملكي ، ملاذى وقلبى ، اقسم انه هو الاول والاخير وليس بعده بديل ، اقسم ان احبه فوق الحب حب لا يعرفه احد ولم يشعر بقوته انس ولا جان ، ايا قلبي الم تتعلم ، احببته يا فلبي بلا وعي منك ، بلا تخطيط وبدون عقل ، كان حلم والان هذا الحلم اصطدم بالواقع المرير .
• • • • • • • • • • • • • • •
الحب اداءة صعبة يتحكم فيها القدر ، نحن من نخضع للحب وليس هو من يخضع لنا ، تشاء الأقدار ان تتغير ولكن القلوب لا تتغير ولا تبدل من تحب ، فالحب نار قد تدفك وقد تحرقك ، فاحذر من سلاح ذو حدين ليس القائد فيه العقل بل قلب يتقلب مشاعره .
ظل اسلام يتحدث مع احمد وكله فرحة ان من يحبه سيكون امامها .
اسلام محمد : عارف ، كنت مستني اليوم كد اى ، بحبها اوى يا احمد ، وكلها ايام وتبقى مراتي قدام ربنا وقدام الدنيا دي كلها .
احمد خالد : انت شكلك واقع وعلي اخرك يا صحبي .
اسلام محمد : واقع اوي اوى ، انت مش حاسس بيا ، انا من زمان مستني اليوم ده ، كانت لسه صغيرة ، واترفضت الف مرة عشان هي لسه صغيرة ، وبعدين طلعت حكاية تعليمها ، كنت بدعي ربنا ليل نهار انها تبقي ليا ومتكملش تعليمها .
احمد خالد : خلاص يا روميو زمانك هتخليني اعيط عليك وبعدين الكل عارف بنت خالك راسها ناشف ومش عايزة تجوز وعايزة تكمل تعليمها .
اسلام محمد : خليها تعمل الهي عايزة في بيتهم بس لما تيجي عندي هعرف اربيها ازاى وبعدين اعرف اراضيها برضه ازاى ؟ .
احمد خالد : وانت حد كدك يا باشا ، يلا انا همشى.، ورايا مشوار ضرورى .
اسبام تاه في عالم احلامه وخياله وفي عروس احلامه ، وكيق تغيرت ملامح وجهه عند لحظة انها قد ترفض ولا تكون له ، هو قد يفعل اي شىء لتكون له ، ألا يكفي ما فعلها زمان مع ادم مراد ليجعله يبتعد ويبعده عنها والان قد لا تكون له ، كيف يتركها ، فهو ما ان شعر انها ربما تفكؤ في هذا الدخيل ادم حتي ابعده بطريقة هي نفسها لا تتخيلها ، وهذا ادم مراد الصياد كان قد اتي لكي يريالمكان الذى عاش به جده زمان ويري اجواء القري الريفية ، ولكنه قد اتسع طموحه ، وسمح لنفسه ليفكر في كرار وكيف تخطي حدوده وعشق محبوبتى وكنت انا اول من اخبره بحبه لها ، كيف كان يتحدث عنها امامي ، وهو كان شخص كامل متكامل لن يرفض وسيرحب به فهو ابن عائلة الصياد ذات الصيت والجاه ، والمال .