رصَاص

Heba abo elwafa`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-23ضع على الرف
  • 61.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

مازالت ف جيبي تلك الزهره "زهرة القرنفل" التي اهديتني اياها ، رغم مرو كل تلك السنوات فقدت رائحتها ولكنها لم تفقد ذاك الحنين الذي يشعرني بحضنك..

اتذكر قولك "اتريدين حقيبه محمله بذكرياتك!"
كانت مجرد ضحكة يومها وأنت تحتضن كفي مالها اليوم اصبحت موجعه تختلع قلبي من بين ضلوعي كلما اتذكرها .. الماضي الذي زينته ضحكته .. قلب حاضري لنفس السبب -ضحكتك-
تلك الضحكه لم تكن سوى حكم الأعدام على يومها
اري أن العادات هي احق شيء بالأعدام تلك العادات التي فرقتنا لترمي كل منا ف قارة مختلفه .. رأو أن المسافات بيننا مها طالت لن تفيد ..كان قرارهم بالتصويب نحوك عادلا .. وكان قرار نفي قمة الظلم..
رأيت ف عينهم يومها كفني .. ولم امانع كيف امانع تلك العادات بمفردي ليت رصاصكم يومها اصابني انا لينتهي قلبي ولم احيا تلك الحياه المُترفه ..جميع صديقاتي يقلن اني مُترفه وكيف لاهلي ف الصعيد أن يرسلوني للخارج بل الجميع لا يصدق ان بنت الصعيد تدرس ف المانيا .. يضحكون مني حين أحاول تقليد لهجة اجدادي .. انكرت بعدها كوني ذو جذور صعيديه ربما حتي اتنسل منك .. لم افقد روحي التي معلقه على جدران هزيمتنا بين القبيله ..
الدم كان ما يجمعنا وهو المفرق بيننا ..
مازلت اتذكر اول شخص ارسمه كان انت بالرصاص خجلت من نفسي وأنا أتذكر ملامحك وانظر ف النهاية لتلك الرسمه التي لم تكن سوا انت.. تلفت باحراج حولي خوفا أن يكون احد راك ف دفتري.. لم اتجرأ أن افتح ذاك الدفتر لمده اسبوع خوفا من يراك أحد كنت اخاف أن ترا "كيان" اختي الكبري صورتك وتسألني عنك .. منذ اول لحظه ف عشقك كنت خائفة ذاك العشق الذي بدا في 'مراسم دفن'.. كيف لم يتخيل قلبي بان الطبيعي لحبنا أن يُدفن .. ليتها كانت مراسم زواج ربما كان اصبح لدي أمل واحد بالزواج منك ..
او مراسم تحنيط جثه للبعث والخلود كما ذكر كتاب التاريخ لدينا .. لعلى كان هناك بريق امل بان حبنا سيبعث بعد ذاك الانطفاء .. اتمنى اشاره واحده من الله بأن حبي سيكتب له الحياة من جديد .. ولكن لا إشارات تأتي من العدم ..
ستضحك أن علمت إني اتمنى ف سكني ان افتح باب غرفتي لأجدك امامي .. تلك سخافات ولكني امنيات مراهقه عشقتك حد الغياب.. ان تحتمل غربة في بلد لا تعرف بها احد ولا حتي تتحدث لغتها..
تعلم بمجرد وصولي إلي المانيا كنت اري العالم اسود ولكن لم تأتي لحظة واحده العن بها حبي لك .. الغربة قاتله وأنت وحيد ف سكن داخلي وأنت لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرك .. كل ما تراه اشخاص من نفس عمرك لا احد يتحدث مع احد الإجازات تاتي وتمر دون اي تغير لا جديد يضاف إلي ف هذا المكان .. ربما الشي ؤالوحيد المبهج هو صوت كيان عبر الهاتف وهي تبكي وتلعنك لانك سبب غربتي ..
لا اعلم لماذا كان جدي قاسي لهذا الدرجة ف عقوبتى فمديحة ابنة عمي الاكبر تزوجت من تحب ربما انا من سماع قصصها عن حبها لزوجها احببت الحب .. أكان الحب هو الخطأ أم اختياري بت لا اعلم يا عيسي.. عيسي اسمك الذي كنت اجيد نطقه وانا اخبرك ليش والدك سماك عيسي ترا ها الاسم خليجي والله
مازالت ابتسامتك الهادئة وانت تلف وجهك عني لتخبئء بسمتك وتجيبني بهدوءك ورصانتك
- شو عرفك انتي باسماء العزه ..
رفعت حاجبي استنكر سؤالك
لتبتسم حتي تظهر غمازة خدك الايمن ويظهر سنك
احاول ان اخرج عن الموضوع وأسألك سؤال مضحك
شو بتستعمل لاسنانك لتبين بى هالبياض
سمعت حينها صوت ضحكتك اقسم اني سمعت صوت ضحكتك ..
كنت طفله احوال استدارج رجل بأي طريقه. ربما كنت أبدو امامك طفوليه .. او زائدة التطفل، او مثيرة للأزعاج، ولكنها كانت حِيلتي للقرب منك، كنت تكبرني بخمس اعوام .. ولكنهم كانو كالعالم حقا لي .. منذ اول يوم عرفتك به بت انظر للعالم من عيناك ومن حديثك..
كل معلوماتي عن دوران الكره الارضيه أنها تتمحور حولك..
كيف لشخص أن يكن هو العالم وتفاحئ صباح ذات يوم بأن العالم اختفي من الخريطه باتت كل الاتجاهات مياه أنت فقط ع جزيره لا تعلم هل هناك احد غيرك يعيش ام لا .. بالتحديد هذا شعورى .. اشعر بالغربة الغربة الموحشة لم ارى ف حياتي بردا كهذا ..انا الفتاه التي لم يضمها حضن رغم انني مدللة عائلتي ..يظنون ان الدلال هو الحصول على كل ما اريد ولكني كل ما اريده هو حب دون مقابل.. عندما احببتك ظننت انك هكذا ولكن لم يعلم عقلي الصغير بأنني سادفع ثمنة غاليا من جسدي وروحي وعمر يعادل سنوات شبابي ..
الظلم ان تسجن ف بلاد الغربة وان لا يوجد حبل وصال بيننا كل شيء تمنى فرقتنا .. ماذنب قلبي في فعلتهم ..ما ذنب قلبي عيسي ما ذنبه
..
لم اعلم ان حظي سيكون من اسمي"رحيل"
لم اكن اعلم بان سارحل تاركه وطني خلفي .. لم يكن هربا منك ولكنهم رأوها أنها ضرورة محتمه اي ضرورة ليقتلعوني من جذورى واي ذنب لي انا ..

تمنيت ان ترفع بدقيتك ف وجه العادت لتأخذني قسرا منهم ولكنك لم تفعل ليتك فعلت كنت سأغضب منك ولكني ساسامحك مع الوقت لماذ لم تفعل اعلم انني حذرتك يومها
رحيل ببكاء:-
ما بدي ياك خلص ما عاد بينتنا شيء ،الحرب ستقوم بين عائلتنا من جديد
عيسي:-
تقام الحرب وما ضرنا نحن .. تقام حرب من اجل امرأه

قلتها وانت تمسك يدي وتشدد قبضتك عليها .. كمحارب ممسك ببندقيته .. اخبرتني اول يوم بأنني سلاحك .. وف اخر لقاء لنا اخبرتني بأنني السلاح الذي وجه نحوك .. انك تمسكت بي وانني لم اتمسك سوا بقبيتلي واعرافي ..
واي فتاه تستطع الخروج من ملة اهلها الذين يضحون بكل شيء لأجلها . كانت المقارنه غير عادله ياعيسي.. كان لك من اسمك نصيب واصبحت "ابن قلبي " ومن يعزه القلب لا يفرض به ابدا اليوم تنزل الثلوج أراها من نافذة غُربتي.. وقلت غربتي وليس غرفتي لانني هنا مهما تخبأت بين الجدران اشعر بالغربة .. الثلوج ف كل مكان تذكرني بك ولكن المؤلم انني لم استطع ان اسمع صوتك حينها .. اتصلت بكيان ولكنها كانت تطبخ كعادتها ..
اتصلت بخالتك ولكنها عندما سمعت صوتي وبختني واخبرتني ان لا اتصل بك ثانية !؟ هي لا تعلم معني الحب
اتذكر حينها عندما اخبرتني بان زواجها بعد اسبوع
وستتزوج رجل لم تحبه يوم
عيسي بحزن:- سما ستتزوج يارحيل
رحيل وهي تقف امامه وتمسك يده:
- ولما الحزن ف صوتك اان كانت ستتزوج
عيسي وعيناه يشردان:
- ستتزوج رجل لم تتحبه يوما ..ليتها هنا الكارثه الكارثه انها تحب اخر ولا تستطع ان تقف ف وجه العادات

قلت لك بغضب حينها انها المسؤله لو أرادت لاجبرتهم على من تحب
ولكن قلت بحده:- الفتيات ف عائلتنا ليس لديهم رأي الرجل هو من يقرر عنها
ضيء:- ولكنه ظلم
عيسي :- ظلم بَين وكلنا نشارك ف تلك الجريمه. اراها تبكي واذهب لاحتضنها ولكني اشعر باشواك توخزني وكأنها تلومني لانني لم اقف معها تريدني ان اخبرهم اي شيء يجعلهم يتراجعون ولكن ماذ بيدي.. هي اختارت رجل من الاعداء لتحبه .
ضيء:-
وما ذنبها أن كان قلبها هو من يحب، لو بيدنا نختار من نُحب ما كان الحب خطئية.. ما كان هناك شيء اسمه وجع الحب

قلت تلك الكلمات وعيناي كلها دموع لتحضنني انت كان حضنك هو الشيء الذي يهون وجعي ياعيسي ولكن ف قلبي خوف من المستقبل لا اعلم ما ذنبي ف حبك ..
رفعت رأسي وانا بين احضانك ونظرت لك بعينان تتوسلانك ان تجيبهم بانك ستظل متمسك بي:-
هل سياتي يوم ويقع الاختيار بيني وبين قبيلتك من ستختار ياعيسي
لم تتحدث ولكني ذودت قبضتك عليّ ولكني شعرت بدمعتك تلمس شعري.. اخرجت راسي من بين احضانك وعدت عليك سؤالي
-من ستختار ياعيسي
ابتعدت حينها وانت تضحك وقلت لي وانت تمسك خدي اطمئني لن ياتي يوم اخُير بينك وبين احد اخر ..
امسكت يدي لنبتعد من مكاننا المعتاد ولكن منذ لحظتها وانا علمت أنه سيحدث شيء سيفرقنا القدر حتما
عندما رأيت خالتك ف ثوب زفافها حزينه وضعت يدي ع قلبي وأنا انظر لك واتمنى أن لا احُرم منك

ماذ لو كنت شخص عابرا في حياتي لم يكلفني لقاءه كل ان اعبر قارات وبحور .. مازلت لا اعلم السبب لكل الكره بين عائلتنا ..ولك خاصة!

تمنيت من جدي ان يتفهم موقفي ولكنه كان صارما معي لاول مره رغم انني حفيدته الدلوعه حتي على ابناء اخوالي الصبيان .. كانت الكفه تميل لي دائما ماذ حدث الآن
مازلت انتظر يد جدي تأتي لتاخذني من وسط كل تلك العتمه حولي رغم مرور احدي عشر عام ولكني مازلت احلم بالنجاة من ذاك البئر المسمي الغربه
ياترا مازلت تصون الوعد ياعيسي!؟
مازلت تتذكرني وتذهب لمكاننا المعتاد أم ان الحياه عصفت بك .. "كيان" لا تخبرني شيء عنك كل مره ابكي لها ولكنه لا تقولي لي سوا انسية .. كيف انساك ياعيسي .. الوقت هنا لا يمر ورغم ذالك ما زالت انتظرك .. هل اجبرتك العادات على الزواج بأخرى !؟ ام مازالت تنتظر سلاحك .. اتذكر اخر
لقاء لنا مسكت يدي وشاورت بها على قلبك وانت تقول هنا هنا انت تعيشين وانت ايضا الرصاصه التي سمحت لها بالعبور لصدرى بكل حب واليوم تصوب نحوي .. لا تعلمين كم الوجع عندما يكون القاتل اكثر من تحب ولا تستطع نزعه من جسدك وكأنك شوكه يارحـيل شوكه تؤلمني مع كل حركه ولكني لا أراها لا استطع ان امسكها او استطيع ولكني لا احب أن انتشلك مني رغم كونك وجع


نعم كنت انا لك وجع ياعيسي .. ولكنك كنت وطني واليوم انا مغتربه ليس بسبب شيء سواك ولا غربة لي سوا عدم وجودك، عدم وجود حضنك الذي كنت اهرب كي احكي له خذلان الايام ..
كنت تقول لي ف كل مره آتيك باكيه
عيسي:
- ما بك يافتاه ف عمرك هذا وتعرف الهالات طريقها لوجهك
ثم رفعت وجعك وأنت تسألني :-
اخاف ان اتزوجك فتصبحي عجوز ف العشرين
شهقت انا يومها من البكاء لتمسك يدي وانت تشدد عليها وقلت لي بلطفك :-
خلص احكيلي مين ذاك الغبي الذي احزن اميرتي ..

مازلت اميرتك ياعيسي ام انك انجبت طفله وتدللها بِلقبي!؟ تعرف اننى ساغضب منك حينها اكره أن يأخذ أحد لقبي او شيء خاص بي ربما اكثر من سأكرهه زوجتك.. كيف لها ان تمتلك وانا هنا اتمناك
اتمنى يدك أن تنير المكان حولي .. لماذ لا يحدث هذا لماذ الأماني لا تتحقق

انا لسه ببعتلك سلام .. مازلت اتوقف عند رؤيتي لك وانت خلف نافذة غرفتك اغلقت النافذه حتي لا تراني وأنا اغادر، ولكني لمحت طيفك كيف اخطئ بشي يُخصك وانا التي تحفظك عن ظهر قلب ..

وضعت يدي على قلبي لادخل الانفاس لـرئيتي مازال نفسي يضيق ف الشتاء ياعـيسي
اشتقت لسماع اسمي من بين شفتيك..
"رحـيل"
ذاك الاسم الذي أخذت منه نصيب بل كل حظي منه فقد رحلت عن الديار بالكامل ..
ضحكت يوم عرفت اسمي . قلت لي بلهجه متهكمه رحيل ماذا ؟من غادر وتركك يافتاه !؟

اخبرني جدي إني امي توفيت اثناء ولادتي برصاصة غادره.. ولمعزة والداتي ع جدي اسماني رحيل حتي يري رحيلها ف وجودي ..

ابتسمت وقلت لي أنني شوكه ف حلق جدي تنغصه كلما رآني
لـ أ دافع عنه قائله بأنني احب احفادة إليه ..
ولكن كان معك حق.. ها هو اقصي الشوكه بعيد عن كل الأطراف حتي لا يتعثر بها . .. رغم مروركل تلك السنوات مازال جدي غاضب علي لم يكلمني منذ رحيلي .. بل منذ رحيلي لم اسمع سوى صوت كيان ..
كيان اقرب فتاه لجدي بل يرا صورة والدتي بها وهي حكيمه منذ أن كانت طفله اما انا كنت طائشة افعل ما اريد ولا يهمني احد ولاعادات كل ما يمهني ان اراك واري ضحكتك واسمع صوتك ..

المطر كنت اقدسة ف الصعيد ولكنك اكثر من كان يكرهه وكلما سألت تجيبني بانه يذكرك بآلام الفقراء ..
واقسم لك الآن انني رغم كل الفراء الذي أرتديه اشعر انني فقيرة لوجودك..
اخبرتني كيان انها انجبت طفلتها الثالثه اسمتها "ونس" ربما لتشعر بالونس طوال عمرها ربما تعلمت من درس اسمي واخذت احتياطها ف اسم ابنتها لا تريد لابنتها ان تعاني الحياه مثل خالتها المنفيه عن حدودالوطن بذنب ليس ذنبها وبثأر ليس لها حيلة به ..
كيف حالك "عيسى" أبخير انت . . ربما لو طلبت مني اليوم العوده لن ارضي تعلم لما لأن أوجـعني فراقك قدر كل الغياب ..تعلم أنت كم يوجع الجندي احتلال أرضه وأنا أوجـعتني خيانتك .. لا اعلم ربما حقا تزوجت ولكن أكبر خيانه لي عندما وقفت عاجزا امام سفري . . تركتني ارحل ظنا منك انني سـأنجوا هكذا . اي حياة تلك المُقيده بدونك ..
اي روح تسري بداخلي !؟ اشعر وكأن السماء غاضبه هنا دائما.. الأمطار لا تتوقف وانا اصبحت اكرهها مثلك ..اصبحت أُشبهك في الغياب
ترا اصبحت اشبهك كثيرا ياعيسي وربما لانك غائب اعوضني بي .. انا لا ينقصني شيء هنا ألا وجودك ..انا ينقصني كل شيء هنا فـعالمي أنت

تعلم انني اصبحت قاسيه جدااا ياعيسى قاسيه لتلك الدرجه التي ارا طفل يرتعش من البرد ولا اخلع معطفي لاعطيه اياه .. انت السبب
تعلم أن ذنب هذا الطفل سيعلق برقبتك انت وليس انا لأنك السبب الاوحد لقسوتي ..
كيف كنت ابكي قديما ان رأيت قطه عالقه ف الشارع وكيف اصبحت اليوم لا اهتم حتي بالاطفال!؟ ربما لو رايتني لن تتعرف عليّ،ف قلبي غيرني كثير ربما ملامحي اصبحت اكثر قسوه وحده .. قالت لي رينود صديقتي بانني بي طبع الصعايده القوة .. وانت كنت تراني اضعف من ف الصعيد. مازلت اتذكر حين قلت من اراد ان يكسر شموخ عائلتك يا"رحيل" عليه بكِ
اكنت تقصد انك تستدرجني حتي تكسرنا حقا!؟ لهذا اختفيت يوم سفري!؟ أكنت كل ذاك انا مجرد لعبه وفأر وقع ف مصيدتكم ياعيسى!؟
ليتك هنا تجيبني حتي لا يتعذب قلبي بالغياب ولا يتحجر عقلي من التفكير



..
كنت تقول لي بأن عقلي حجر وقلبي كحبات الموز سهلة الهرس .. حقا يا عيسى كنت أنا سهلة الاندهاس تحت أقدام الغربة .. الغربة ياعيسى لا تترك بك سوا وجع .. خوف وقسوه ..اليوم انا اصبحت قاسية الذي يجرب الغربة لا يهمه الموت ..فتجربة الغربة ماهي سوا تجربة موت مؤقت للافراد ولكن هناك امل بالعوده .. ولكن أنا وانت تجربة موت لا حياة لها .. ولكن مازال هناك بعض الامل بأن نعود .. مثل مريض السرطان الذي يطمع ف يوم يتم اكتشاف علاج سريع يخلصه من مرضه .. ولكنهم ينسون ان الموت الرحيم هو اول علاج لمريض كتب عليه الموت ولكن الموت معه روشته بفترة عذاب.. حقا فتره العلاج لا تسمي علاج ولكنها عذاب .. عذاب ياعيسى مثلي انا هنا، يرون انني اعيش حياتي بل الجميع يتمنون حياة مثلي ادرس ف بلاد الغرب ف احسن جامعات مستقله ولارقيب علي ولكن انت معي ف كل تصرف ..ربما من أصعب الاشياء ان تصبح انت رقيب نفسك انت الحارس لها فلا تستطيع ان تدللها .. ف بيت جدي كنت خلسه اهرب منه اما هنا لا استطع ان اهرب مني .. الانسان اكثر ما يؤلمه نفسه ياعيسي ..لذا انت المتني اخبرتك ذاك يوم انك كالنفس لي
ابتسمت بثقه حينها وامسكت بحجره بيدك ورميتها على طول ذراعك ف النيل وقلت لي:-
لا تكبرين الأمر..ليس بنفسك ولا شيء ذاك هراء مراهقه .. كنت قاسي على ف بعض الأحيان كما كنت حنون ف بعض الاخر
اتذكر يوم صدمت يدي ف سيارتك بعد ان خبطت بابها لاغضابك. ولكن حتي الباب كان عنيف مثلك لم يرضي بتلك الطريقه التي اغلقته بها ليغلق على اصبعي

مازالت اثار ذاك اليوم باقيه على اصبعي ثلاثة غرز ياعيسي وكأنهم بقلبي اتركز لمستك حينها وانت تزيل خصلات شعري المتمرده عنه
كان صوتك حنون وانت تقول اهدئي" رحيل " كلها شكه دبوس صغيره
سمعت صراخك مع الطبيب وانت تخبره ان يخفف يده اثناءالخياطه .. حينما قبلت كفي بعد خروجي من تلك الغرفه .. حينما ظللت تعتذر عن ذنب ليس ذنبك ولكن فقط لانك رايتني أتالم ..
دمعت عيناك رايت دموعك الذي سريعا مسحتها ياعيسى رايتهم قبل ان يختفو ف كف يدك الكبير كف يدك الذي كان يمسك بي اشعر كأنني طفله وانا اضع كفاي بين يداك .. طفله فاقده كل اهلها ولم يتبقي اها سوا جدها واخت .. وانت كل العالم
وانت كل اهلي ياعيسي كيف تركتتي للغربة تاكل مني ما تاكل كيف تركتتي للقسوه . أهنت عليك ياعيسي كل تلك الأعوام لا تسمع صوتي!؟ .. الم تشتاق لاسمك مني كنت تقول انني اجمل من ينطق اسمك .. هل وجدت من تنطقه احسن مني او بلطف اكثر ، تزوجت ياعيسي !؟ ذاك السؤال يقتلني كل ليله وانا اتخيلك بين احضان امرأه غيري اخرى تمسك كفك .. والله اني يصعب على لساني قولها .. اخاف ان اتخيلها اشعر كأن قلبي ينعصر بمجرد الفكر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي