إمرأة من نار

ibrahem neccar`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-25ضع على الرف
  • 21.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الحياة تعاش مرة واحدة لا يمكننا أن نعيش أكثر من مرة لذلك أنا أحبذ دائما أن نعيش مختلف التجارب
أن أخوض كل شيء ، أجرب كل شيء دون
خوف أو تردد
لماذا نقتل لذة الحياة بالخوف ؟ لماذا نحرم أنفسنا
من كثير من مشاعر ومغامرات كانت ستسجل سجلا حافلا في حياتنا ؟



هادية : عزيزتي الى متى ستظلين بهذه العقلية
الغريبة ، ما تتفوهين به إنه كلام أفلام فقط ، روايات
ليس أكثر ، في حياتنا الكثير من القيود والخطوط
الحمراء التي لا يجب علينا إختراقها


فتون : أنت جبانة ، وبتفكيرك هذا ستبقين في الحياة على الهامش أو ستبقين كأي فتاة تقليدية مكررة
مملة




هادية : أطفئي هذه السيجارة لقد خنقتني برائحتها
وتوقفي عن العبث بأفكاري



نظرت إليها وأنا أخذ سحبة أخرى من سيجارتي بتلذذ ثم قلت :





فتون : حتى هذه اللذة حرمتي نفسك منها



هادية : تقصدين أنني حميت جسدي من الامراض
التي قد تصيبه بسبب هذه السيجارة الملعونة .



فتون : غبية ، عندما تشعلين هذه السيجارة وهي داخل فمك تشعرين بالتمرد بالقوة وعند سحب
أول نفس منها تعزز داخلك شعور الثورة والتمرد





هادية : سأترك لك هذا الشعور لتعيشه وحدك ، أما
انا فتعجبني حياتي جدا




فتون : ههههه قلت لك أنثى تقليدية مملة



هادية : أنا لا أقوى على مغامراتك وتجاربك الخطيرة



فتون : أوووه ماذا لو تعرفين آخر مغامرة أخطط
لها ستصابين بالجنون



هادية : لا أريد أن أصاب بالجنون ولا أريد أن أعرف حتى


فتون : لكنني سأرغمك على أن تكونين شريكتي بها
ستجبرين على ذلك يا عزيزتي .

هادية : مستحيل لن أخوض معك أي تجربة

فتون : هههههه ليس بإرادتك صدقيني


تأففت هادية من حديثي بملل وبدأت تبعد
بيديها رائحة السجائر عنها وهي تسعل


أطفأت سيجارتي ووضعت هاتفي في
الحقيبة وهممت بالخروج


هادية : الى أين ؟ أراك توضبين أغراضك



فتون : أريد العودة الى المنزل


هادية : لكنك وعدتني أنك ستنامين عندي



فتون : لقد غيرت عقلي الآن شعرت بالمملل

فجأة وأريد العودة

هادية : الى متى سيظل مزاجك لعين هكذا ؟

فتون : حتى أموت هيا قومي أوصليني الى
باب المنزل .

هادية : لن تغيري رأيك وتنامي عندي

فتون : لقد قررت يا ابنتي هيا سأذهب




ودعتها وركبت سيارتي وبدأت القيادة
بدأت أفكر في خطتي الجديدة بكل خبث
هل ستنجح يا ترى ؟ وهل من المعقول ان
لا تنجح أنا فتون لا يمكن أن أفشل في شيء
رفعت صوت الأغاني في السيارة وأسرعت
في قيادتي راسمة على وجهي ابتسامة حماس
وتصميم



وصلت الى المنزل فتحت الباب بهدوء
لا أريدها أن تستيقظ الآن لتسمعني موشحا عريضا


ولكن لمجرد أنني وضعت قدمي داخل المنزل

سمعت صوتها


صباح : هل عدتي ؟

أوف علقت في حديث لا ينتهي

خرجت أمي من غرفتها ونظرت إلي باستياء


صباح : متفاجئة للغاية هذا ليس موعد عودتك انها لا تزال الحادية عشر فقط
لماذا عدتي مبكرا ؟


فتون : أمي لا تبدأي لست مستعدة
للدخول في نقاش معك





صباح : اتصل والدك يريد التحدث معك

فتون : حقا ؟ ولماذا لم يتصل بي هل عساه نسي
رقمي أم ماذا ؟ لا داعي لإستخدامي كحجة ليتحدث
معك
ان طريقته أصبحت مكشوفة للغاية
مستفذ جدا

صباح : تأدبي وانت تتحدث عن والدك يا فتون


فتون: أمي لا داعي لهذه المظاهر الخداعة
أرجوك دعيني أدخل لأنام النقاش معك مرهق للغاية


تركتها خلفي ومضيت كعادتي أرمي كلماتي الجارحة لها دون أن أعطي أي انتباه لمشاعرها


لا أدري منذ متى تحولت الى هذه الشخصية القاسية
لكنني أعلم تماما أنهم المتسببون في ذلك

رميت أغراضي من حولي بعدم اهتمام
كانت الغرفة مكركبة للغاية
مليئة بالملابس المرماة على الأرض
ألقيت بجسدي على السرير ثبت نظري على السقف من فوقي

فتون : علي أن لا أشتت تركيزي ، لدي مغامرة
جديدة يجب أن أحياها

امسكت هاتفي وبحثت عن رقمه الذي سجلته حديثا
وأرسلت له رسالة

فتون : هل أنت مستيقظ ؟


بعد قليل جاءني الرد منه

أمجد : من معي ؟ من المتكلم ؟


ابتسمت لرده السريع وأجبت على رسالته

فتون : بما أنك أجبت أي أنك مستيقظ


أمجد : بالتأكيد فليس من المعقول أن أجيب
على رسائلك في المنام ، من المتكلم ؟

فتون : أنا أعرفك جيدا أكثر من نفسك لكنني أشك إن كنت تعرفني


أمجد : شاب أم فتاة ؟

فتون : ههههه وهل هناك فرق ؟

أمجد : بالطبع

فتون : ألا يمكنك ان تميز أنك تتكلم مع فتاة
ساحرة للغاية ؟

أمجد : وكيف سأميز إن كنت لم أرى ولم أسمع حتى


فتون : أنت محق ، أخمن أنك أشعلت سيجارتك الآن ووضعت كوبا من القهوة المرة تماما مع قطعة شوكلا داكنة على شرفة منزلك


أمجد : عفوا هل تراقبيني ؟ كيف عرفتي ذلك ؟

فتون : قلت لك أعرفك أكثر من نفسك

أمجد : ان كنت تحاولين العبث معي فلا أنصحك ابدا

فتون : أبدا لا أحاول العبث أنا جدية للغاية




وفجأة بدء اسمه يلمع على شاشة هاتفي وهو يرن

ابتسمت ابتسامة خبيثة

يبدو انها وقع في السنارة ههههه لا أمان لرجل على هذه الأرض

ألقيت هاتفي بعد أن وضعته في وضع الصامت
وأطفأت النور وذهبت في نوم عميق



استيقظت صباحا بسبب اختراق أشعة الشمس
لوجهي
استيقظت غاضبة منها للغاية

فتون : أمي أمي

دخلت أمي الى الغرفة

صباح : ماذا هناك ؟



فتون : كم مرة أخبرتك أن تتركي لي الستارات الحمراء على النافذات أشعة الشمس تزعجني للغاية


صباح : تزعجك ؟ ولا يزعجك أن تستيقظي في الثانية ظهرا ؟
ماهذه الغرفة الكريهة الى متى ستظلين فوضوية هكذا ؟

فتحت عيناي وانا أمعن النظر فيها كانت أنيقة للغاية

فتون : الى أين انت ذاهبة ، موعد جديد ؟

نظرت إلي أمي بغضب ثم غادرت الغرفة

نهضت وانا أتأفف دخلت الى الحمام وأخذت
دوشا سريعا ، ارتديت ملابسا ضيقة للغاية
تظهر كل معالم الجسد

دخلت الى المطبخ أخرجت من البراد خبزا وصحنا من الجبن وضعت أول لقمة في فمي ثم أعرضت
عن الأخرى كعادتي كل يوم

لم أعتد الى الان على تناول الطعام لوحدي

اخذت حقيبتي وغادرت من المنزل و أنا ألعنه



بدأت القيادة أمسكت هاتفي لأجد خمس مكالمات فائتة من أمجد والعديد من الرسائل لم اكلف نفسي عناء قراءاتها ضغطت على اسمه واتصلت


أمجد : الو

فتون : هل تصدق الآن أنني فتاة ساحرة للغاية

أمجد : اذا انت فتاة

فتون : وهل كنت تظن أنني أمازحك

أمجد : في الحقيقة كنت أشعر أنه مقلب
من أحد الأصدقاء

فتون : كم الساعة الآن ؟

أمجد : إنها الثالثة

فتون : إنني أنتظرك في كافيه روتانا في الساعة
الثالثة والنصف تماما أي معك نصف ساعة
ولو جئتني بعد نصف ساعة ودقيقة ستجدني ذهبت

أمجد : ماذا ؟ الآن تقصدين بعد نصف ساعة فقط ؟
كافيه روتانا التي تقع في نصف البلد ؟


أغلقت الهاتف مقاطعا تساؤلاته الكثيرة
وأنا ابتسم بخبث

عاود الاتصال بي لكنني لم أجيب

وصلت الى الكافيه ركنت سيارتي في الكراج وجلست على طاولة في المنتصف

نظرت الى ساعتي كانت تشير الى الثالثة والربع
طلبت فنجانا من القهوة وبدأت أرتشفه
بهدوء وتركيز
لأنفذ خطتي بنجاح

في تمام الساعة الثالثة والنصف لمع اسمه
على شاشة هاتفي مجددا فأجبت

فتون : ماذا ؟

جاءني صوته وهو يلهث

أمجد : لقد وصلت ولكن كيف سأميزك ؟

فتون : اتبع حدسك لو جدتني بنفسك حظيت
بفرصة التعرف علي ولو لم تجدني فبإمكانني أ
ن أقول لك حظ أوفر يا شاطر ، ولكنني أخبرتك علامة تساعدك كثيرا في إيجادي إمرأة ساحرة للغاية


أغلقت الهاتف وانا أتلذذ بالذي أفعله وجهت نظري الى باب الكافيه كنت اراه واقفا يوزع أنظاره على
كل الطاولات حتى وقع نظره علي
نظر إلي يتردد ثم بدء يقترب حتى وصل الى طاولتي

أمجد : فتون ؟ !

فتون : يبدو أنك تعرفني

أمجد : انت فتون صديقة هادية

فتون : جيد لم أعتقد أنك سوف تتذكرني

أمجد باستغراب : ولكن ماذا يحدث ؟

فتون : ماذا ؟ ماذا يحدث ؟ هل هناك شيء
غريب يحدث ؟

أمجد : أقصد مراسلتك لي واتصالك ثم مقابلتي

فتون : اذا كنت ترى ذلك مريبا يمكنك أن تمضي الآن وتنسى أنت لست مجبرا على البقاء

أمجد : لا لم أقصد ذلك ، ما قصدته ماذا تريدين مني ؟

فتون : لا أريد شيء ، أنت من تريد مني

أمجد باستغراب : أنا ؟!

فتون : نعم انت ، أنت بحاجة إلي


أمجد : ولماذا قد أكون بحاجة إليك ؟

فتون : لأنني فتون


أمجد : لم أعد أفهم شيئا


فتون : أتعرف الجاذب الذي جعلك تسلك
مسافات بسرعة شديدة لكي لا تفوت موعدك معي
هو نفسه الجاذب الذي يجعلك تجلس أمامي
و ترفض الذهاب
وهو نفسه الجاذب الذي أنت بحاجة إليه في حياتك



أمجد : فتون أنا لا أفهمك

فتون : ولكنني أفهمك جيدا ، أنت ببساطة مريض
روتين


أمجد : أنا ؟ !

فتون : عملك روتيني للغاية ، أصدقاؤك مملون لدرجة الاستفزاز ، حياتك ليس فيها أي نوع من الطاقة
والحماس ، خطيبتك أنثى تقليدية مملة
تعيش كأي رجل في هذه الحياة لا شيء جديد
كل شيء مكرر ، لا شيء يجعلك تستيقظ صباحا
بحماس ، ولا شيء يجعلك تنام بسرعة لكي يأتي الغد لأنك تنتظر حدثا مهما
أنت تسير مع السائرين وتقف مع الواقفين



نظر إلي باستغراب ثم قال


أمجد : أنت مخيفة. ، مخيفة للدرجة التي تعرفين
بها نفسي أكثر مني ، كيف ظهرتي فجأة


فتون : ظهرت لأنك بحاجة إلي ألم أقل لك

فتون : أنا سأكون دوائك المضاد للروتين


أمجد : ولماذا ؟

فتون : اذا كنت تريد طبعا ، يبدو أنك لا تريد
حسنا انسى لقاءنا هذا ، سأغادر

تظاهرت بأنني أوضب أغراضي وهممت بالمغادرة


أمجد : انتظري

فتون : ماذا ؟

أمجد : دعينا نتحدث أكثر

عاودت الجلوس مجددا واخرجت سيجارة من
حقيبتي ثم أشعلتها وقلت

فتون : اذا أطلب لنا غداءا

ابتسم وقال

أمجد : ماذا تريدين ان تأكلي

فتون : جرب ان لا تكون تقليديا واطلب لي
طعاما تفاجئني به دون أن تكثر الأسئلة

أمجد : انت غريبة ، لكنك جميلة

فتون : جميلة هي كلمة قليلة بحقي انا ساحرة
يا ابني انتقي كلماتك بحرص

أمجد : ساحرة ساحرة كما تريدين

طلب لي أمجد وجبات مختلفة ظللنا نتبادل
أحاديثا عادية حتى حضر الطعام

بدأت أتناول الطعام بشهية مفتعلة
تظاهرت بالتنغم والاستلذاذ المصطنع

وما هو الا أسلوب أتبعه لأجعل الشخص الذي أمامي يسعد بالطعام معي

عندما انتهينا من تناول الطعام

أمجد : كان لذيذا للغاية ، مختلفا

فتون : لأنه معي

أمجد : ربما

نظر الي أمجد بتردد وكأنه كان يريد أن يقول شيئا
ثم تراجع

فتون : قل لا تتردد

أمجد : ماذا ؟

فتون : الكلام الذي كنت تريد أن تنطقه ثم تراجعت


أمجد : هل أنت مخاوية ؟

فتون : لا ولكنني أخبرتك أنني أعرفك جيدا

أمجد : حسنا أنا أردت سؤالك عن شيء

فتون : ماهو ؟

أمجد : ألست أنت وهادية أصدقاء جدا ؟

فتون : نعم

أمجد : اذا لماذا نحن هنا ؟

فتون : لا تخلط الأمور رجاءا صداقتي بها لا علاقة
لها بجلوسي معك واذا كنت تشعر بالانزعاج بإمكانك المغادرة


أمجد : لا طبعا ولكن أنا أشعر بالاستغراب فقط



فتون بغضب مصطنع : يبدو أن هذه الجلسة ستنتهي
الآن

حملت حقيبتي وغادرت وهو ينادي

أمجد : انتظري انتظري لم أقصد اغضابك

لم أعطه أي انتباه ركبت سيارتي وتجاهلته
كان يركض باتجاهي بسرعة أدرت محرك السيارة
وغادرت دون أن أنظر اليه

ابتعدت عن المكان ثم أطلقت ضحكة كبيرة

فتون : ههههههههه انت خطيرة خطيرة للغاية يا فتون
معجبة بك أنا للغاية


بدء يتصل دون توقف أغلقت هاتفي تماما
واتجهت الى سنتري الخاص



دخلت الى السنتر

جاءت إلي ليلاس وهي تبتسم

ليلاس : كيف تذكرتي أن لديك سنترا وقمت بزيارته

فتون : لا أحب اسلوبك هذا ، كما
لماذا انا قمت بتكليفك بالأعمال الإدارية ؟ هل لأغلب نفسي وأحضر الى هنا كل يوم ؟

ليلاس : ما سبب زيارتك ؟

فتون : أريد ملابس جديدة

ليلاس : الأسبوع الماضي أخذتي كل الأزياء الجديدة

فتون : أحتاج هذه المرة نمطا مختلفا أكثر جرأة
أكثر طاقة

ليلاس : فتون ارجوك اعقلي

فتون : ليلاس لا تأخذي دور أمي أرجوك
و ساعديني في الاختيار هيا

ليلاس : ماذا يدور في ذهنك هذه الأيام ؟
ماذا يوجد داخل هذا المخ الشرير هذه الفترة ؟

فتون : كل خير يا ليلي

نظرت الى قسم التنورات بأعجاب ثم قلت

فتون : واااو متى أحضرتي هذه التنانير إنها فاتنة
للغاية

ليلاس : اصرفي نظر عنها تصلح للمناسبات
الخاصة فقط

فتون : لا أريدهم جميعا

ليلاس : فتون انها قصيرة للغاية وملفتة جدا

فتون : لا تتدخلي في اختياراتي

صعدت للطابق العلوي وبدأت أنتقي أكثر الفساتين
إثارة وجمالا
ثم الى قسم البناطلين هكذا حتى قمت
بأخذ كمية كبيرة من الملابس


فتون : هذه الملابس لن تتسع في سيارتي سأخذ
البعض منها ، واخبري السائق أن يحضر لي البقية

ليلاس : هل لديك بعض الوقت ؟

فتون : ماذا هناك ؟

ليلاس : أريدك في أمر ما

فتون : يخص علاء ؟

أنزلت رأسها الى الأسفل بحزن وقالت

ليلاس : نعم

فتون : لا ليس لدي وقت

ليلاس : لا تكوني قاسية

فتون : لا تقحميني في أي أمر يخص علاء

ليلاس : من أجلي

فتون : انسيه


ليلاس : مستحيل

فتون : غبية ، لا أستطيع تحملك وأنت غبية سأذهب

ليلاس بغضب : تقولين هذا لأنك لم تجربي الحب
لأنك لم تعرفيه حتى انت قاسية لئيمة

اقتربت منها وقلت بلئم

فتون : ان كان الحب سيجعلني غبية مثلك فلا أريده
لا تنسي أن ترسلي بقية الأغراض مع السائق

خرجت من السنتر وانا أتظاهر بالقوة
صعدت الى سيارتي ألقيت رأسي على مقود السيارة وبدأت أبكي بحرقة

فتون : كلهم أغبياء ، ماذا ينتظرون مني ؟
أن أكون طيبة ؟ أن أكون لطيفة

أكرههم جميعا

كنت أبكي بحرقة و ألم فالماضي لم يكن
هينا بالنسبة لي أبدا


بعد قليل قمت بتهدئة نفسي مسحت دموعي

فتون : ممنوع أن تبكي مجددا هذه العيون خلقت
للسعادة فقط


فتون : ما حصل في الماضي لن يؤثر عليك مجددا
أنت عائلة نفسك لا تبكي من أجل أحد

بدأت القيادة مجددا أشعلت الأغاني التي أحب
واستمريت بالغناء حتى وصلت الى المنزل في تمام
الساعة السابعة

دخلت الى المنزل كان كعادته هادئا باردا لا روح فيه
الأنوار كلها مطفئة


فتون : علمت أنها لن تعود بعد ، ولماذا تعود ؟ ومن
أجل من ؟

صعدت الى غرفتي حاملة معي أكياس الملابس


بدأت أخرج الملابس القديمة من الخزانة الى الأرض
بعشوائية أخرجت ملابسي الجديدة من الأكياس
ورتبتها داخل الخزانة



بدأت بوضع الملابس القديمة في حقائب
سقطت صورة من فستان قديم تفحصتها باهتمام

انها آخر صورة جمعتني مع علاء

بكيت بشدة وأنا ألعنه ثم تمالكت نفسي

فتون : ألم أقل ممنوع أن تبكي مجددا

مسحت دموعي أشعلت أغنية على مكبر الصوت الخاص بغرفتي وبدأت أرقص بجنون

دخلت أمي الى الغرفة أطفأت الصوت ونظرت إلي باستغراب ثم قالت

صباح : ماذا يحصل معك ؟ ما الذي تحاولين فعله

فتون : أهلا بعودتك كيف كان موعدك


صباح : لماذا هذه الحقائب هنا ؟

فتون : وضعت بها ملابسي القديمة


صباح : تقصدين الملابس التي اشتريتها في الشهر الماضي


فتون : انتهت صلاحيتها


صباح : ماذا يدور في ذهنك ؟ ماذا تشعرين عندما تتصرفين بهذا الترف الفظيع


فتون : كما تشعرين عندما تخرجين في موعد وكأنك ابنة عشرين


صباح بغضب : فتون تأدبي ، لم أعد أحتمل وقاحتك

فتون : اسمعي دعينا نعيش دون التدخل ببعضنا البعض
غادري الى غرفتك واتركيني في غرفتي وتجاهلي وجودي

صباح وقد أجهشت بالبكاء : متى أصبحتي لئيمة الى هذه الدرجة ، لماذا أشعر أنك تكرهينني ماذا فعلت لك ؟


فتون : أرجوك اذهبي وأكملي هذا الحوار في غرفتك
وحدك لا أحب أن أسمع المزيد


صباح : لؤمك لم يعد يصدق ابدا

خرجت أمي وطرقت الباب خلفها بقوة

أخرجت علبة سجائري وأشعلت سيجارة وانا أفرك
يدي بتوتر


فتون : لا تجيد من الأمومة سوى تصنع البكاء لتشحد
المشاعر .

أشعلت هاتفي لأجد العديد من المكالمات الفائتة
من أمجد

ومكالمتين من هادية ورسالة نصية منها


هادية : اتصلي بي بسرعة


حين رأيت رسالتها بدء قلبي يخفق بشدة من الخوف

هل من المعقول أنها علمت بشيء ؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي