العشرون

منزل عمار
كانت هديل تجلس بجوار ندى وهي تحكي لها كل شئ حدث معها بالشركه اليوم
صيحات ندى و هتافها الفرح ادخل السرور على قلب هديل
لتهتف ندى بحالميه"يا إلاهى هديل لقد أوقعتي رئيس الشركه بحبك، أنه يبدوا أمرا من الخيال كم أحسدك عليه"
أجابتها هديل بخجل"توقفي ندى الأمر لم يصبح رسميا بعد مازالت موافقه عمار مطلوبه أنت تعرفين أنه لن يوافق بسهوله و خاصه تلك الشائعات التى تدور حول إدريس العزازي"
تمتمت ندى بإستغراب"ولكن أي إشاعات"
أجابتها هديل بعدما حاولت تنقيه كلماتها:
"إنها بعض الإشاعات حول أنه زير نساء و وله عدد من العلاقات و الزيجات الفاشله"
هتفت ندى بإستنكار:زيجات جمع و ليس مفرد؟
حركت هديل رأسها بخفوت"نعم له ثلاث زيجات إنتهت بالإنفصال"
وببلاهه هتفت ندى:
_وهل تخبريني أن عمار سوف يوافق على هذا، أنه ليقتلك و يقتلنى قبل أن يوافق على رميك هكذا في هذه الزيجه المتعوسه
أجابتها هديل بستنكار: لا تقولى مثل هذا الكلام ندى الزيجه ستكون زيجه العمر ان شاء الله
برمه ندى شفتيها في إستهجان واضح رافضه حديث هديل تماما
"حسنا هديل ماذا شوف تفعلين عندما تخبري عمار"
حركت هديل كتفيها بالا علم لتصمت ندى وهى مفكرين بحل لإقناع عمار

شركه حازم التميمي
أقفل حازم حاسوبه بغضب
بعدما شاهد إحتضانها لذلك المدعو عمار، جالت كلمات جاسم بزهنه مجددا
الألم الذي إجتاحه جعله يدرك كم هو واقع لها يحبها
ينتظر كل ليل النهار من أجل أن يراها و يملى عينه بها
سنتان وهو يراها أمامه و يتمناها
و بنهايه تكون لرجل أخر غيره
حمل سلسله مفاتيحه و أشيائه خارجا من المكتب سريعا
ليركب سيارته متجها لمنزله و الذي كانت والدته تجلس بإنتظاره
بمجرد ان رأته رقضت بتجاه وهي تهتف بفرحه"هل أخبرتها بني هل نذهب لخطبتها غدا ان شاء الله"
وبصمت إحتضنها لتحضنه هي وهي تطبطب على كتفيه لتاخذه وتجلس ومازال بأحضانها
بينما هو أغمض عنياه بتعب من تلك المشاعر التى تراوده
"ماذا حدث حازم أخبرنى بني لا تقلقني عليك، هل رفضت لاجد لك سيدتها، ولاكن لا تحزن ياحبيب أمك"
ليصرخ بصوت معذب"ولكن انا لا أريد سواها يا امي لقد احببتها و تمنيتها لسنتين كاملتين و الان أجدها تحتضن رجل بمنتصف شركتي"
لتجيبه امه بالهفه قبل أن تستوعب حديثه" حسنا بني لا تحزن"
وعندما إستوعبت ضربته بكلتا يديها على صدره وهي تصرخ"و انا من خفت عليك و إرتعشت مفاصلي، بتأكيد اخوها أيها الجاهل الأهوج"
حرك حازم رأسه نافيا وهو يخبرها" ليس أخوها، لقد أخبرنى بسفاقه ووغرور انه إبن عمها"
لتجيبه سريعا بهدوء"أخوها برضاعه بتأكيد إن شاء الله"
و كانها قالت معجزه لتشرد عيناه بعيدا بنقطه ما
ليهتف بفرح: هل يحدث هذا أمي هي بتأكيد لن تتزوج رجل أخر غيري صحيح
حركت أمه رأسها بتأكيد وهى تري تلك السعاده التى تزين ملامحه
لتهتف بفرح"أمي هل يجوز هذا، أى أنه أخوها فبتأكيد لن تتزوجه و لن تتزوج رجل أخر غيري إذن، هي زوجتى"
ورحل يردد تلك الكلمات، ضربت هي كفيها ببعضهم بزهل
وهى تهتف بسعاده "بركاتك ي نور جن إبنى بسببك قبل خطبتك حتى، ليسعدكم الله"
بينما خرج حازم ليؤكب سيارته عائدا إلى الشركه مجددا؟


كانت ندى تجلس على مكتبها تلعب بقلمها بشرود بعد رؤيه عمار و حديثهم في المطعم، جعلها تتذكر كل شئ
و أمامها على كرسي، جلس ماضيها
تفر منه ضحكات خبيثه، وهو يراها بذلك العجز أمامه
يفرض قوته و سيطرته و هيمنته الكامله عليها
يضحك فيذيد من عبوسه ملامحها فتزيد ضحكته أكثر
لتهمس وقد إختلطت الماضي بالحاضر:
"أنت لست حقيقه بتأكيد، لقد إنتهيت وإنتهت جميع المأسي و المصاعب و إنتهى كل شئ"
والروح بثت بالماضي روح سوداء سريره تمثل صوته: أنا حي..أنا حي بخيالك نور أنا جزء منك جزء لا يتجزء أنا ماضي نعم، ولكنى سأسيطر عليك حاضراً و مسقتبلاً
هزت رأسها نافيه و صوت ضحكاته القزره تتهتدى إلى مسامعها لتغلق عيناها ولتفتحه و تجده أمامها يبتسم تلك الإبتسامه القزره التى رمقها بها قبل أن ينهى كل شئ
وهنا الجنون قد بلغ مبلغه لتبدأ بصراخ وتكسير كل شئ بهستيريا
و بنهايه إرتمت بركن ما تضم جسدها بيديها بقوه تدفن وجهها بزاويه الغرفه


كان حازم قد وصل و السعاده باديه على ملامح و جهه بشده
ولكنها إختفت وهو يستمع لصوت يحفظ صاحبته عن ظهر قلب
رقض سريعا متخطيا الموظفين جميعا ليقتحم باب الغرفه وعندما رأها بتلك الحاله أغلق الباب خلفه بالمفتاح
وقبل أن يقترب كانت صرخاتها تمنعه"لا تقترب لا تقرب أقسم سأصرخ و ليحدث ما يحدث إبتعد"
وصوت حازم كان بعيد بعييدا جدا لدرجه أنها لم تسمعه بل إستمعت إلى صوت تكرره وهو يجيبها بقزاره"أصرخي نور أصرخى حتى تتقطع أحبال صوتك، لن ينقذكى أحد من اليوم أنتى لي"
ومع إقترابه كان الخيالات تزداد حقيقه مجسده أمامها فتزداد الصرخات
و هو عاجز مخدر بزهول مما يراه لأول مره
هتف بتودد"نور أنا حازم رئيسك، حسنا لا تخافي أنتى بأمان معي لا تقلقي سوف يكون كل شئ بخير"
حركت رأسها و بجنون أشارات لخيالات مرضيه تجلس على كرسي مكتبها تضحك بصخب يزيد جنونها
تهتف بين الوعى و الا وعي:
"أنت لا تري هم هناك يجلسون يضحكون و يسخرون منى، أبعدهم فقط عنى أنا لا أريدهم ان يؤذوني"
أجابها بمهاوده وهو يقترب:
"حسنا سوف أجعلهم يبتعدون ولكن فقط إهدأى و تعالى لنخرج من الغرفه و سوف تختفي كل شئ"
تشتتها جعل قلبه بتمزق:
"أنت بتأكيد لا تكذب صحيح أن تدرك أنهم أشباح وسوف يجدونى في كل مكان"
نفي برأسه بهدوء وهو يقترب بينما هى عقلها سقط ببؤره اللاوعي
ليجثم فوقها و يداه تكبل جسدها بينما هى صرخاتها و ذكري سوداء لمثل هذا الموقف تتجسد أمامها لتهتف بصراخ شرس "كلا لن تفعلها مجددا أقسم لن تفعلها سوف أقتلك"
وقد نالت منه كثيرا لقد شوهت و جهه بأظافرها
ليمسك و جهها بين يديه وهو يخبط رأسيهم ببعض ليرتمى رأسها على يداه فاقه الوعي
زفر هو بغضب هاتفا بتأسف"أعتزر نور ولكنى مجبر علي هذا"
حملها بين يديه خارجا بها من الغرفه أمام الموظفين التى علت شهقاتهم و الهمهمات بينهم
ولكنه إستمر متخطيا كل ذلك متوعدا بنيل منهم غدا
وضعها على الكرسي المجاور له
محركا السياره بتجاه أقرب مستشفي سريعا
وعيناه بين الطريق و بينها وقلبه يخفق بجنون
و الاول مره يشعر بشعور الفقد لشئ عزيز عليك
اوقف سيارته امام المشفي ليهبط سريعا وهو يحملها بين يديه
وبانفاس مقطوعه يهتف بإحدى الممرضات:
"أريد طبيبه"
تحركت معه الممرضه تشير له لمكان موضعها تأتى الطبيبه لتدء بفصحها
وعندما إنتهت إلتفت له تخبره:...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي