ماتشو( Maço)

Hoda morsyaboooof`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-25ضع على الرف
  • 95.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الحلقهالاولى

ماتشو
الحلقه الاولى
دخل العمال الى الفيلا وبدأوا تنظيفها قبل حضور الجميع،فهذا اول يوم لها تفتح فيه منذ وفاة الحاج شهاب الميهى، فسيأتى أبناؤه الثلاثه هذا اليوم لتوزيع التركه، حضر الثلاثه بسيارتهم وبدأو النزول منها، نزل الاخوه الثلاثه ونظر كل منهم للاخر بعتاب، فكل هذه سنوات غياب وكأن كل منهم يلوم على نفسه لا على اخيه، تقدم اكبرهم حازم خطوات للامام فأسرع الاخرين فى التقدم نحوه وقلوبهم ممتلأه بالشوق لبعضهم، فتح ذراعيه لهم قائلا : وحشتونى يا اخواتى ووحشنى لمتنا مع بعض .
اسرع اليه عمر فهو اوسطهم يشبه حازم كثيرا ويبدو اصغر من عمره،احتضنه بسعاده قائلا : ياااه واحشنى قوى يا حازم العمر عدى والسنين جريت وفرقنا طال .
وقف ثالثهم ياسر مكانه ينظر الى الاسفل يشعر بالخزى، يتمنى ان يسرع اليهم لكنه خجلا من نفسه،فأسرع الاثنان اليه واحتضناه ربت حازم على كتفه : متلومش نفسك كلنا غلطنا ومكنش البعد هو الحل ابداً .
اكمل عمر : ده غلطه تانيه ولازم تتصلح .
هز رأسه : عندكم حق فعلاً كانت اكبر غلطه غلطانها .
ربت حازم على كتفيهم قائلا : انسو ده دلوقتى، ويالا كل واحد كده يحكلنا عنه وعن عياله .
هز الاثنان راسهم بالموافقه مع ابتسامه حزينه، وكأنهم يعلمون ان هذا ارجاء للحديث، لا انهاء له،وقفت ايناس زوجة حازم تنظر الى المنزل بشوق وحنين، واذا بيد تربت على كتفها، فنظرت لترى من وابتسمت بسعاده قائله : ماجده حبيبتى وحشتينى جدا يااه من امتى مشوفتكيش .
تنهدت ماجده قائله : عمر بحاله وحشانى جدا يا صاحبتى .
احتضنتها قائله : عمر ايه بس انت هتكبرينا ولا ايه دول هما يادوب كام سنه .
تنهدت بابتسامه حزينه: اه من الكام سنه دول، بس بسم الله ماشاء الله عليكى لسه شباب ولا باين عليكى اى سن .
ضحكت قائله : اللى يسمعك كده ميقولش انى عديت الخمسين،انما انت شكلك شايله الهم ليه ده انت لسه فى اوئل الاربعيانات .
تنهدت بحزن وطأطأت رأسها
ونظرت الى بناتها وهن تقفن عند سيارتهم وامتلاء قلبها بالحسره، نظرت ايناس اليهم وتعجبت؛ فأثنين منهن ترتدى الواسع والحجاب الشرعى، والاخرى ترتدى ملابس رجالى مكشوفة الرأس، تبدو للوهله الاولى كأنها ولد، واخوهم ايضا يقف الى جوارهم متعاليا كأنه اخر رجال الكون، ففهمت سبب حزنها .
اذا بسيارة نقل كبيرة تقف عند باب الفيلا، نزل منها الكثير من الرجال يحملون السلاح الابيض، يحوطونهم وتخرج سيده تشبه المتشردات قائله بصوت أجش : ابعدوا من سكتنا عشان ناخد فرش الست مرات المرحوم .
نطق أحد الرجال بصوت مرعب : واللى هيتعرض لنا هنموته وملوش عندنا ديه .
ارتعبت الفتاتان وصرختا فاسرعت اليهم ماجده وايناس لتهداتهم، وتجمع الثلاثه وابناؤهم ووقفوا للرجال،صرخ بهم ياسر غاضبا : ابعدوا من هنا بدل ما اطلب لكم البوليس انتو فاكرنها سايبه .
صرخ حازم قائلا : انتو مين اصلا ومين دى اللى جايين تاخدوا فرشها دى .
تقدمت السيده التى معهم خطوتين قائله : الست عديله مرات الحاج شهاب، والفرش اللى فى الفيله ده حقها واحنا هناخده .
حازم مستنكرا : حق مين؟! بابا متجوزش اصلا من بعد ماما الله يرحمها، انتو كدابين .
ياسر غاضبا : وبعدين لما هو بيتها سابته ليه اصلا ؟!
احد الرجال مهددا : انتو شكلكو مش هتيجو بالذوق وسعوا بدل ما ندفنكو هنا .
السيده محذره : اه ده انذار وسعوا كده .
تقدم اثنان من ابناء عمر احدهم ضخم الجثه كثير العضلات يشبه لاعبى كمال الاجسام،والاخر اقل منه قليلا مفتول العضلات عابس الوجه، ونظرا لهم بغضب ونظرات تهديد،قال العابس : ورينا نفسك يا حبيبى انت وهو تكنش فاكرنا عيال سيس .
فخاف عمر على ابنأوه واسرع لابعادهم قائلا : ابعد يارعد انت واخوك واحنا هنحلها معاهم .
حازم : ايوه ابعدوا انتو وخدوا معاكم البنات جوه واحنا هنتكلم معاهم ولو كان ليهم حق هياخدوه .
احد الرجل رافضا : واحنا بقى مش هنتفاهم احنا جايين نتخانق .
اكملت السيده : هناخد الحاجه ونمشى وسعوا بقى .
ورفعوا الاسلحه البيضاء التى معهم، فزادت حالة الفتايات سوءاً وزدن فى الصراخ، نظرت الفتاه التى ترتدى ملابسا رجالية الى الوضع وقبضت على يدها من الغضب، واخرجت هاتف من جيبها وضبطت به شئ، ووقفت بالقرب من رعد واخيه ،و وجهت كلامها للمهاجمين
وصرخت بهم قائله : امشى ياض انت وهو من هنا ولم اللعب اللى فى ايديكو دى، بدل ما تعوركو واللى ليه حاجه ييجى ياخدها بالبوليس يلا غوروا .
واخرجت مسدس من جيبها الخلفى، وامسكت الهاتف بحيث يظهر كانه مسدس صغير،ونظرت للرجال مهدده وقالت متوعده : يظهر الكلام مش هينفع، المره دى فى الهوا، بس لو مبعدتوش فى النفوخ عدل .
واطلقت عدت طلقات فى الهواء،واخرج الهاتف فى اليد الاخرى ضوء يقترب من رؤس الرجال،ففزع الرجال وتقهقرو للخلف واسرعو نحو السياره، وهم يتوعدوهم بالعوده مره اخرى وابتعدوا عن الفيلا،فأعادت المسدس الى جيبها واغلقت الهاتف، وأشارت لحارس الفيلا قائله : بقولك ايه ياعم انت اقفل الباب ده وان جه حد منهم نادي البوليس على طول فاهم .
الحارس : فاهم ياست .
نظر لها رعد بغضب شديد فقد تجاوزت كل الرجال الواقفين، غضب والدها كثيرا وصرخ بها قائلا : ايه اللى عملتيه ده يا لمار ؟ازاى تتخطى كل الرجاله اللى واقفين؟
نظرت اليه قائله : معلش اصلى مقدرتش اتحمل منظر اخواتى وحالة الفزع اللى هما فيها .
ربت حازم على كتفه قائلا : خلاص بقى يا ياسر المهم انهم مشيوا اهدى بقا كده عشان ندخل جوى نهدى البنات دى .
ونظر الى الفتايات واذا بأحداهن فقدت الوعى وكادت تقع، لولا ان لحقت بها والدتها واسرعت اليها لمار، فهى احدى اخواتها اسنتدتها معها،اتى ياسر مسرعا وحملها ودخل بها الى داخل الفيلا لحق بهم الجميع، وضعها على اريكه كبيره فى البهو وبدأت ماجده تحاول افاقتها، كانت اختها تبكى بشده فقامت لمار باحتضنتها قائله : اهدى يا شهد متخفيش شاهندا هتبقا كويسه متخفيش .
شهد ببكاء : دى تلجت خالص هى اصلا بتترعب من غير حاجه .
ربت والدها على كتفها قائلا : متخفيش يا بنتى اختك هتبقا كويسه هى بس اعصابها متحملتش اللى حصل .
اقترب احد ابناء حازم قائلا : ممكن تسمحولى اشوفها انا دكتور .
وقبل ان تتحرك ماجده من جوارها،بدأت تفيق وتفتح عينها نظرت حولها وقالت : انا فين ؟
مسحت ماجده على رأسها قائله: اطمنى يا حبيبتى احنا كلنا معاكى والموضوع خلص خلاص .
هزت رأسها بالموافقه دون كلام، واغمضت عينها امسكت ماجده يدها وربتت عليها،اقتربت منها ايناس وضعت يدها على كتفها قائله : اطمنى هى اتخضت بس الكل اصلا اترعب منظر الرجاله يخوف .
تنهدت ماجده : الحمد لله قدر ولطف .
نظرت ايناس الى ولدها الطبيب وقالت : هى كده عادى يا هشام ؟
ابتسم قائلا : متقلقيش هى بس يظهر انها بتخاف زياده شويه .
تنهدت ماجده : فعلا هى خوفها زياده قوى .
تنحنح هشام قائلا : انا ممكن ابقا اعالجها منه لو حبت الطب النفسى ده تخصصى .
نظر ياسر للجميع قائلا : اسف يا جماعه على القلق اللى عملنا لكم .
وضع حازم يده على كتفه قائلا : ايه الكلام ده هى بنتنا احنا كمان وبعدين اللى حصل خض الكل، وانا هدخل اكلم المحامى، افهم منه ايه موضوع الست اللى بتقول انها مراته دى .
عمر : ايوه فعلا لازم نعرف هو اتجوز فعلا ولا لاء .
حازم : لاء طبعا انا متأكد انه متجوزش انا كنت باجى ازوره فى اخر ايامه سمحلى انى اجي .
هز ياسر رأسه قائلا : الله يرحمه كان عِنَدي جدا،رفض اننا ندخل البيت تانى بعد اللى حصل .
سكت الثلاثه وكأن كلام ياسر اوجعهم وذكرهم بشئ مؤلم،تنهد حازم ونظر الى المنزل، وبدأ يتفقده بشوق قائلا : ياااه البيت زى ماهو مفيش فيه حاجه اتغيرت .
نظر ياسر هو الاخر قائلا : تصدق كان واحشنى قوى من عشرين سنه خرجنا .
ابتسم عمر قائلا : فعلا وحشنى وحشتنى احلى ايام عمرنا عشناها فيه .
تأثر حازم قائلا : فعلا كانت ايام جميله ايام الطفوله والصبا والشباب .
اكمل ياسر حزينا : وتوجعنا كلنا فيه وفرقتنا الايام ياااه عمر عدى كأنه ساعه زمن .
وابتسم قائلا : ونتجمع تانى زى زمان وحشتونى قوى يا اخوتى .
مال عليه الاثنان واحتضناه قال ياسر : ياااه انت كمان وحشتنى قوى الفراق وحش قوى .
اكمل عمر : والعمر جرى بسرعه وكبرنا وعيالنا كبرو .
ضحك حازم : انا اللى كبرت انما انت ماشاء الله عليك ولا باين عليك اى سن ده اللى يشوفك ميقولش انك عديت الاربعين اصلا .
عمر مازحا : انت هتكبر نفسك ولا ايه ده انت يادوب عديت الخمسه وخمسين .
هز رأسه قائلا : تصدق صح هما يادوب حبة شعر ابيض وحفيد واحد لسه جاى بسيطه .
فرح الاثنان وهنأه ربت عمر على كتفه قائلا : كده تكبرنا بدرى .
ضحك حازم قائلا : ماكبرنا وكان اللى كان بقا،بس انا نفسى نرجع زى زمان ومنفترقش ابدا .
ابتسم عمر : اكيد واهى فرصه لنا اننا نبدأ من جديد .
ابتسم ياسر حزينا : يااه نبدأ من جديد هو لسه باقى فى العمر قد اللى راح ؟ ما خلاص يالا حُسن الختام بقا .
تعجب الاثنان من اليأس فى صوته وكلامه،ربت حازم على كتفه قائلا : لسه بدرى احنا لسه شباب سيبك من حبة الشعر الابيض ده .
اكمل عمر : بس بسم الله ماشاء الله الولاد كبرو كلهم وبقو رجاله مش هتعرفوهم على عمامهم ولا ايه ؟
ابتسم حازم قائلا : اكيد طبعا (اشار الى ابنه الكبير) ده هشام ابنى الكبير دكتور نفسى، وعامل مستشفى صغير كده، بس حاجه تفرح،وهو ده بقا ياسيدى اللى هيجبلى حفيد قريب، واللى جنبه دى اسراء خريجة صيدله، واخوهم الباشمهندس سيف فى اخر سنه هندسه .
ضحك عمر قائلا : بسم الله ماشاء الله، ربنا يباركلك فيهم، انا فاكر هشام وهو صغير كنت بحب العب معه، لكن اسراء كانت لسه بيبى، انما بقا سيف ده اتولد بعد ما افترقنا .
هز حازم راسه قائلا : فعلا انا كمان فاكر ابنك رعد، وفاكر المشكله اللى حصلت وقتها، وخناقة بابا عشان اسمه الغريب ده .
ضحك عمر قائلا : انت هتقولى الله يرحمها بقا، ماهى سمت الباقين كده برده،(اشار على ابنه الضخم ) ده بقا فهد ده ابنى والوسطانى، اما الصغير ده بقا مهند (واشار علي شاب وسيم باعين خضراء وشعر اصفر معتدل القوام) .
حازم : بسم الله ماشاء الله ربنا يباركلك فيهم،وانت يا ياسر عرفنا على اولادك .
تنحنح ياسر وتصنع البسمه قائلا : ابنى الكبير يزيد (واشار عليه ) فى اخر سنه فى الجامعه وهو اللى بيساعدنى فى ادارة الشركه،ولمار هى اللى بعده وشهد وشهندا توأم بس مش شبه بعض .
كان حازم يريد سؤاله، عن سبب الحزن الذى راه فى عينه، وهو يتحدث عن ابناءوه، ولكنه فضل ارجأه لوقت اخر،فابتسم قائلا : ايه رأيكم ندخل المكتب نقعد نتكلم ونسيب الولاد يتعرفو على بعض .
هز كل منهم راسه بالموافقه، ودخلوا معا الى غرفة المكتب،جلست ايناس الى جانب ماجده قائله : متقلقيش دلوقتى تقوم وتبقا كويسه .
تنهدت قائله : انا مش قلقانه انا بس زعلانه عشانها،صعبان عليا انها فى كل موقف يحصل لها كده .
كانت لمار تقف بجوار الاريكه التى عليها، فجزت على اسنانها قائله : ماهو من الشده بتاعت بابا معها،قولت كتير بلاش الشده دى .
نظرت اليها ماجده بحده قائله : مش وقت الكلام ده يا لمار، ولا ده مكانه .
غضبت لمار ولفت واعطت ظهرها لها،وقفت تنظر بغضب، واذا برعد يقف على بعد مسافه، وينظر لها بغضب شديد، يقبض على يد ويضربها بالاخرى، فرمقته هى الاخرى بنظرات ناريه، وكان كل منهم يطلق سهامً على الاخر، قطع هذه النظرات، اقتراب فهد منها قائلا : بصراحه انا عايز اعبرلك عن اعجابى بتصرفك ورد فعلك بره، انتِ فرى استرونج ومن(امرأه قويه جدا)، وممكن اسالك انتِ جبتى البرنامج اللى على التليفون ده منين ؟
اخذت نفس وزفرته : مرسى خالص يا بن عمى، على الكمبليمون الجميل ده، والبرنامج من اختراعى اصل ده تخصصى،اخترعته عشان البنات تدافع عن نفسها ضد الشباب التافه اللى بيضايقهم، بس لسه قيد التجربه ومنزلش .
تضايق رعد من سؤال اخيه وكلامه معها ولم يتحمل قائلا : انت بتشكرها على ايه دى واحده قليلة زوق تخطت كل الرجاله اللى واقفين ؟
نظرت اليه لمار يغضب وازدراء ولم تجب،فزاد غضب رعد قائلا :انتِ بتبصيلى كده ليه؟! متيجى تاخدينى قلمين بالمره .
اخذت نفس وزفرته وهى تنظر له بغضب اكبر : انا مش هرد عليك احترما للناس اللى قاعدين ولانى متربيه كويس .
استشاط رعد قائلا : انت مش متربيه اصلا عشان تردى عليا بالطريقه دى .
غضب اخيها يزيد قائلا : بقولك ايه انا مش هسمحلك تغلط فى حد منا هو احنا مش عجبينك ولا ايه .
نظر اليه فى غضب شديد : وهو يعنى انت عجبك عمايل اختك دى ؟
نظر اليه يزيد مغتاظاً: وانت مالك شئ ميخصكش .
زاد غضب رعد وهجم عليه ليضربه لولا ان وقف بينهم هشام قائلا : ايه ده يا ولاد عمى معقوله كده هتضربو بعض ميصحش كده ؟!
جز رعد على اسنانه قائلا : وهو يصح اللى عملته اخته وهو بيدافع عنها ؟
صرخ به يزيد : وانت مالك يصح ميصحش ميخصكش اصلا .
هشام مهدأً لهم : انتو الاثنين عندكو حق، بس ميحصش ان الاخوات يضربو بعض، مش كده ولا ايه يا يزيد ؟
نفخ يزيد بغضب قائلا : ماشى كلامك بس قوله ملوش دعوه بأختى، انا مش واقف قرطاس لب قدامه .
نفخ رعد وهو ينظر ليزيد مغطاظاً : ماشى كلامك يا هشام .
تحياتي/هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي