أبقي

مرحبامجدد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-01-15ضع على الرف
  • 1.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

الساعة الثامنة مساءً كان موعد أستراحة الغداء ، حيثُ قمت بتغيير زي الممرضه و خرجت مع كورتني و توماس لتناول الطعام ،ارتديت ملابسي و أنتظرت كورتني نصف دقيقه فقط لكي تضع احمر الشفاه

عندما رايت انها شارفت الانتهاء تقدمت تناول لي احمر الشفاة تقول

"الن تجربي ، ضعي القليل فقط لأجل ديفيد"

ادرت وجهي عنها اقول متذمره

" لا اريد ، ديفيد يحبني هكذا على طبيعتي"

ابتعدت وهي تنظر الي بطرف عيني مغلق احمر الشفاه ، نظرت لي قبل ان نخرج إلى توماس الذي ينتظرنا خارج هذه الغرفه ،

" على رغم انه يحبك على طبيعتك ، انا نصحتك ان تضعي منه لان مظهرك مخزي هذا اليوم"

تجاهلت بالفعل ما تعنيه و خرجت الى حيث ينتظرنا توماس ، ابتسم لخروجنا ،لان من الواضح تأخرنا عليه و ابتسمت كورتني له كالبلهاء مثل العادة

من المستحيل ان تلعب دور صعبة المنال مع توماس , فهو عندما يضحك تصبح خفيفه الظل و تدعي الخجل امامه ،وهي عكس ذلك بالفعل و تضحك معه حتى لو كان على أتفه الاسباب

وحين خروجنا من مستشفى الرعاية سمعت بوق سيارة كانت أمامنا و مألوفه جدا ، نظرت لهما و إلى صاحب السيارة الذي انزل النافذة يشير لي بالمجيء مبتسما

" هل ستجعلينَ ديفيد ينتظر كثيرا"

قالت كورتني وهي تضحك ، بينما تنهدت أجيب قبلَ ترجلي من امامهما

" اعتذر يا رفاق ، ربما في الايام القادم اتناول الغداء معكم"

تقدمت امشي ناحية ديفيد المزعج ، بتصرفاته المتهوره لفت بعض انظار الناس بسبب بوق سيارته ، لابد انه يظن بوق السياره اغنية حديثة سيرقص عليه الناس ، ارهن انه حصل على بعض الشتائم منه

فتحت باب سيارته و دخلت بملامح غاضبه مقطبه حاجبي اقول

" اولم يكن ميعادنا الساعة الثامنه مساء ، مالذي اتى بك في موعد الغداء "

ضحك يقود بعيدا عن هذا المستشفى و اجاب وهو ينظر خلسه لي

" اردت ان تكون مفاجئه ، الم تعجبك "

" انها مفاجئه حقا ، بالعاده تكون مشغولاً بالعمل و لا يفرغ وقتك الا مساء الساعة العاشرة ،مالذي تغير"

" اجل صحيح، لكن من الان سوف اعوضك عن هذا الفراغ ، اخذت اجازة لاسبوع فقط لكي اكون بجانبك "

حسنا، لا اقول ان الامر سيئ بل رائع ، لم يسبق و ان حظيت بيوم جيد هذا الشهر ، العمل كممرضة رعاية صعب جدا ، على الرغم من انه يعجبني لانه ينتهي بمساعدة الخير ، الا انه في منتهى الصعاب

و بكون ديفيد هذا الاسبوع سوف يكون معي ، اعتقد ان حالي سيكون افضل من قبل،و سوف اعود للعمل بحيوية و بوجها مبهج طوال اليوم ، اجل سوف يكون كل شيئ رائع بوجود من يعطيني الطاقة

و الان حالما وصلنا حي بولمان لاجل تناول الطعام قلت مبتسمة

" من حسن الحظ انك جئت لاخذي ، لم اكن اعرف ماذا افعل بجوار شخصان احدهم ودود والاخر احمق"

ضحك يركن السيارة وهو يقول

" ماذا ، كورتني من جديد،امازالت لم تعترف لتوماس حتى الان، هذا مؤسف ان فلت من يديها، فاتوماس يجلب انظار الفتيات بابتسامته "

قلت وانا اقبله بود "ليست اجمل من ابتسامتك"

ظننت بقبله ودية سوف تنعشه ، لكنه أنعشني بتمسكه لي وجعل القبله تدوم اطول الى ان ابتعدت عنه افتح الباب كي اترجل

"يارجل لدي ساعتان استراحة ، لناكل هيا انا جائعه"

ذهبنا ندخل المطعم متشابكين الايادي ، دخلنا و اشار لنا النادله على الطاولة التي حجزة من قبل ديفيد ، انهُ يحب ان يأتي بي لهذا المطعم و لنفس الطاوله ، على الاصح انه مأكولات هذا المطعم لذيذة جداً، لذيذ بشيء لا يصدق بالفعل

يعجبني ذوقه باختيار الاماكن التي نأكل و نقضي بقيت الأوقات بها ، و انا على عكسه فاشله بهذا النوع من الخطط

لستُ قلقه ان طلب الزواج مني ، لانني سأترك ترتيبات الزفاف عليه جميعها ، ربما فقط سوف اشرف على الضيوف ، لكن مع هذا هو لن يقوم بهذا

علاقتنا استمرت لثلاث سنوات و لم اجد خاتم يخفيه خلف ظهره، مثلما يفعل الابطال مع بطلات الافلام ، هو نوعاً ما اخبرني انه احبني لعدة اشهر دون ان يعترف ، لذا اظن ان ديفيد يتردد بشان الزواج

جلسنا كالمعتاد محاذاة بعض ، هو يتربص بي وانا اتفحى المنيو و تارة يفعل كما افعل مبتسماً، طلبنا ما نود اكله و مد يديه ليمسك بيدي و يقبلها مغمض العينين

" اشتقتُ لك مينسي"

تحدث بصوته يخبرني عن اشتياقه و اقتربت كي تكون وجوهنا قرب بعض ، اجيبه

" وانا كذلك ديف"

نظرنا لاعين بعض مطاولاً، و كأننا نرفض قطع هذا التواصل ، لا اعرف ابدا ما يحصل لكن من الغريب ان نفعل شيء كهذا ، الامر باتَ محير بنسبة لي ، لكنني اتمنى ان يكون هذا حقيقي من دونَ مقابل

عندما كنت اتلذذ بتناول اللحم المشوي ، اشدا انتباهي سعاله الذي يبدو لجذب انتبه ليس الا

حيث اني قد نظرت اليه بالفعل ، عندما أخذ يرتشف كأس من الماء و وضع السكين و الشوكة جانباً ليقول

" الم تفكري بترك العمل و البحث عن ما يناسبك "

أوه ، حسنا هذا مالم ارد سماعه ، لقد اخبرته مسبقاً ان عملي مناسب لي ولا احتاج لغيره ، لا اعرف مالعيب به و لماذا يكره وجودي اساعد الاخرين

ابتلعت ما كنت امضغه و نظرت إليه اجيبه عن ردي لسؤاله المعتاد

" هل لي ان اعرف لماذا تريد مني ترك هذا العمل "

"لقد اخبرتك مسبقاً، أن عندما تستقيلي سأجعلك المسؤوله عن المستشفى الذي سوف اهتم ببناءه لأجلك"

تأثرت ملامحي السعيدة و قلت

" لكنني سعيده حقا بعملي ، انا لستُ مؤهله لتولي منصب ديفيد ، لستُ كذلك"

مسح فمه و اراح ظهره على مسندة الكرسي مقطب حاجبيه

" انظري إلي ، هل يعجبك مسح مؤاخرت الغرباء ، اطعامهم ، تحميمهم ، هل يعجبك بالفعل ما تفعلينه .."

"ديفيد!!"

"قراءة الكتب لهم ، حملهم من السرير هل يعجبك"

"ديفيد يكفي!!"

"لا هذا لا يكفي ، الا تري انني ابحث عن مصلحتك و راحتك ، لماذا تظنيني انني اخجل من عملك "

كان يضم يدي بيديه ، ينظر لعيني التي قد تفاجات من شيء ، هو لم يقل من قبل لكن لسانه قد زلق و باتَ بالفعل يخجل من عملي الذي لم اشاء تركه ابدا ، ابعدت يدي عن اياديه التي تمسك بها و نهضت انظر اليه اقول

"انتَ بالفعل تجخل منه ، "

خرجت و تركته خلفي ، على الرغم من انه كان ينادي لي لاقف لكنني واصلت العناد و صعدت بسيارة الاجرة التي كانت تقف بُعدْ عشرين خطوة على طريقي

تجاهلت ضربه لباب السيارة و نظرت للسائق الذي بدا حائر بالقيادة او يتوقف لاجل ديفيد الذي استمر بطرق الباب

" لا تتوقف عليك القيادة ، انهُ مختل "

واصل القيادة إلى المستشفى و نظرت لهاتفي الذي اصبح يرن باسم ديفيد ، صحيح انا احبه لا انكر ، لكن ليس هو من يفرض رايه علي و يتحكم بالاشياء التي تحيط بي ،قراراتي اتخذها بنفسي دون تحكم

اقفلت الهاتف و واصلت النظر عبر النافذه للطرئق ، كانت الشمس ساطعة غير حارقه ، و الهواء بدا يعلو و يصبح رائع لاستنشاقه لوقت اطول

هذه حياتي في شيكاغو ، دخلت المستشفى و مباشرتان اتجهت لتغييي الزي الى زيا الممرضه ، ثم بعد ذلك ذهبت على السيدة دنجرز ، على الرغم أنكل غرفة توجد به ست حالات شبه بعضها الا ان نحن الممرضون نصبح مقسمين و مسؤولين عن كل شخص يقع على عتاقنا

تمام مثلي في السيدة دنجرز تعتبر من مسؤوليتي من بعد أقاربها و عائلتها ،هي تحت مسمى رعاية شخصية و انا متكفله بالاهتمام بها

ذهبت امشي متسارعة لانني تأخرت بإخراجها إلى الحديقة ،فهي تعشق مشاهدة الغيوم و رائحة المطر ،تبدو في غالية البراءة عندما ترى السماء تمطر

السيدة دنجرز عاشقة الطبيعية هذا ما قالوه عنها ابنائها

ما أن وصلت الغرفة دخلت و وجدت ان الطبيبة فروم تقف على سرير السيدة دنجرز النائمة ،حيث اوشكت على السقوط بالصدمة لانها قامت بتغطيتها أكملها بملاءة بيضاء يوضح أنها قد فارقة الحياة

تلك السيدة اهتممت بها كيفما اهتممت بجدتي العزيزة ،تلك السيدة كانت تذكرني بها جداً ،لكنها غادر مثلما غادرت جدتي الحبيبة

______________________________ يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي