سوينيو

ميہمونة أحہمد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-10ضع على الرف
  • 1.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

دلف إلى الشقة بإرهاق شديد، يحمل في يده حقيبة ملفات متوسطة الحجم، جالت عيناه الناعستان في أرجاء الشقة الصغيرة بحثاً عن من تهون عليه مرارة الخيبة التي يشعر بها الآن، وقعت عيناه عليها جالسة على كرسيها الهزاز، و يديها تحيك تلك الكنزة بمهارة فائقة، يكاد يقسم بأنها الوحيدة في هذا العالم التي تستطيع الحياكة بهذه المهارة.
توجه إليها بخطوات متعبة من التنقل من مكان إلى مكان، ألق عليها السلام مقبلاً جبينها بود و حنان لا يظهر إلا لها، ردت عليه السلام بإبتسامة حنونة صادرة من قلبها.

رمى بجسده كله على الكرسي المقابل لها، ثم أتبعه برمي الملف على الطاولة الصغيرة الواقعة في منتصف الشرفة التي تجلس فيها والدته.

_ماذا حدث؟ هل وفقت في إيجاد عمل أم لا؟
هتفت بها والدته الجالسة على الكرسي الهزاز

_لا شيء كالعادة، جميع الشركات تريد أصحاب الخبرة، صاحب الوظيفة معروف؛ الواسطة هي المقصودة في الأمر، لا الخبرة، يتحججون بها لرفض طلبنا بطريقة لبقة فقط.
_لا بأس بنيّ، عسى أن يكون خيراً، على كل حال أنت تعرف رأي بشأن العمل، ليس شرطاً أن تعمل بشهادتك، هناك أعمال كثيرة لا تحتاج إلى شهادة، و لا إلى واسطة، و أقصد بها الأعمال الحرة، دائماً سأعيدها و أقولها: " ليس مؤهلك الدراسي من يجلب لك فرصة العمل، بل الشيء الذي تجيد فعله."
_إذا كان الأمر هكذا، فلماذا نتعب أنفسنا و نخوض غمار الجامعة؟ ألا تكفي شهادة التعليم الثانوي؟

نظرت له والدته بحدة، قائلة بجدية:
_لم أقصد هذا، أنا لا أنفي أهمية الدراسة الجامعية، بل بالعكس أراها ضرورية في وقتنا هذا، لأنها_و للأسف الشديد _أصبحت في نظر المجتمع هي من تحدد ثقافة الشخص من عدمها؛ لكن في نفس الوقت هذا لا يعني أنها هي من تحدد مستقبلك المهني، كثير من رجال الأعمال، و الناجحين في حياتهم، بنوا حياتهم من الصفر دون الإعتماد على مستواهم الدراسي أين كان.

_و في نفس الوقت هناك كثير من الناس من إرتقوا إلى أعلى المناصب بسبب شهادتهم الجامعية. و هذا ما أطمح له، الحصول على عمل من خلالها، فلم أقضي خمس سنوات في الجامعة للحصول عليها لأقوم في النهاية بتعليقها على جدار غرفتي؛ و أيضاً تخصصي هذا أكثر شيء أجيده.

مطت الأم "راضية" شفتيها بسأم من عناد إبنها "مراد"، حولت أنظارها إلى تلك الكنزة القابعة بين أحضان يديها بإنزعاج، فكرت قليلاً في فكرة تساعدها على تغيير رأيه بشأن، فجأة اِهتدى عقلها إلى فكرة، هي واثقة بأنها ستأثر على حياته، ليس فقط تفكيره.

_سنسافر غداً لزيارة خالتك "وداد" في القرية.
كان حديثها أمر، أكثر من كونه طلب

_نسافر إلى خالتي! لماذا؟ هل حدث شيء؟
تساءل "مراد" بإستغراب من حديث والدته

_لا لم يحدث شيء، لكن كما تعلم فإن أبنتها "رقية" على وشك الولادة، لهذا أرغب لذهاب للبقاء بجانبها، فهذه أول حفيد أو حفيدة لها.

_فلنذهب الأسبوع القادم، فأنا مشغول هذه الأيام بالبحث عن وظيفة، و لا أرغب أن يشغلني شيئاً عنها


هتفت بلهجة لا تقبل النقاش، مغلقة بــذالك باب الرفض في وجهه:
_لقد أخبرتك بأمر سفرنا غداً، و لم أسألك عن رأيك، أجِل أشغالك لاحقاً؛ و أيضاً لا تقلق تستطيع العودة بعد مرافقةِ إلى القرية، تعرف أنني لا أحب السفر دون رفقة، أم سترتكني أسافر وحدي؟

أستسلم "مراد" لطلبها، فهي محقة لا يستطيع تركها تسافر وحدها، خاصةً أنها تعاني من أرتفاع في ضغط الدم:
_حسناً، سأتصل بصديقي "محسن" ليحجز لنا مقعدين في حافلته.

أومأت له والدتـــه بصمت، و عقلها شارد في الفكرة التي عزمت على تنفيذها عند الوصول إلى القريــة.

_____________________________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي