صاحبة البنفسج

ندى محسن`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-20ضع على الرف
  • 159.6K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

#صاحبة_البنفسج
الفصل الأول
للكاتبة ندى محسن|White Rose

كانت روز تقف امام عمها وهي تبتلع ما بحلقها بقلق فلقد كانت ومازالت تخاف منه وبشده

-عمي انت ما الذي تقوله تخبرني ان اذهب من هنا ولكن الى اين سأذهب وانت تعلم اني لا اعلم شيئ ولا يوجد لدي مكان سوا هنا...

صمتت وقد اجتمعت الدموع بعيناها وهو يخبرها ان تسافر الى القاهرة مبتعدة عن تلك البلد دون سبب لا تعلم لماذا يعاملها بتلك الطريقة ولماذا لا يحبها!

-عمي اسمح لي ان ابقى هنا مع سما وسراج هم يحبوني وانا لا يمكنني الأستغناء عنهم صدقني...

انفعل عمها ليقم بمقاطعتها وهو لا يقبل حديثها ولا يطيق النظر لها

-هل جننتي انتي تناقشيني! لقد انتهى الأمر انا قلت لكي ما سيحدث وسوف تفعلين كل ما اقوله ستغادرين وتذهبين لأبن عمكي لم تريه من قبل هو يجلس بالقاهرة بعيدآ عن الصعيد ستجلسين عند مهران حتى تجدين مكان واريدكي ان تكوني مطيعة هادئة فهو ليس مثلنا

نظرت سماح ابنة عمها الكبيرة لها بإبتسامة خبيثة لا تعلم لماذا تكرهها سماح وتحقد عليها دون سبب هي لم تعاملها الا بكل ود واحترام، اما عن سما وسراج كانوا يستمعوا لحديث والدهم ولا يوجد شيئ ليفعلوه

(روز بنت جميلة عمرها عشرون عامآ تمتاز بأخلاقها وادبها الشديد تسكن مع عمها وابنائه بعد ان توفى والدها منذ سنتين تاركآ لها الكثير من الأشياء من اراضي وبيوت...تحب سما وهي بنفس عمرها وسراج الذي يصغرها بعامين وتعتبره كأخيها الأصغر اما عن سماح التي تكبرها بخمس اعوام فهي لا تتحدث معها وتعلم ان سماح تكرهها بلا سبب بل تستمر في ازعاجها وربما يصل الأمر لضربها جميع اولاد عمها بالجامعة اما هي فلقد رفض عمها ان تكمل واراد منها ان تقم بأعمال المنزل ولم يكن لديها سوا القبول بكل ما يقوله فمن لها غيرهم!...)

اقتربت سما من روز وهي تحضر حقيبتها

-روز هل حقآ ستذهبين مازلت لا استطيع ان اصدق مازلت اشعر اني احلم بعد ان تعودت عليكي واصبحتي صديقتي الوحيدة والمقربة لي تذهبين بتلك السهولة... الله يسامحك يا ابي..

نظر سراج لها بحزن واقترب ليقف امامها ولم يستطيع ان يخفي ما يشعر به من حزن فهو ايضآ قد اعتاد عليها

-انا اعدك اني سوف ءأتي لأراكي ما ان انتهي من امتحاناتي لن اتركك ولن اتخلى عنكي..

ابتسمت روز لهم ولقد حاولت ان تبدوا بخير لكنها لم تستطيع وتسلل الحزن لعيناها دون ارادة منها...

-انا سوف اشتاق لكم كثيرآ انا لا اعلم كيف سأعيش بدونك لم اكن اريد ان اترككم... عليكم ان تجتهدوا وانت يا سراج لا تفكر بشيئ اخر سوا اختباراتك هذا ما يجب ان يشغل عقلك منذ الأن ولا شيئ اخر هاا..

اومأو لها وهم يشعرون بالحزن وبالفعل اخذها عمها مرتدية عباءة سوداء لا تظهر منعا شيئ تبدوا قديمة للغاية فلم يكن يهتم ان يأتي لها بشيئ وهي لم تكن لتطلب....

-عمي... هل مهران هذا شخص جيد!! هل هو متفهم!

ابتسم عمها بتهكم

-ماذا تقصدين بمتفهم! انا احذرك من اي تصرف احمق تقومين به مهران ليس شخص متساهل هو جامد ولا يحب الحال المائل...

صمتت روز وهي لا تجد ما تقوله لقد سمعت كثيرآ عنه عائلتها مهووسة به وبأعماله شخص مثالي جاد بكل شيئ فضول وخوف قد تملكوها تجاه مهران معتز  المنصوري...

___________

ارجع مهران ظهره للخلف وهو ينظر الى صديقه ادهم

-الن تكف عن افعالك تلك متى ستكون مسؤول انا لن ابقى معك الى الأبد يا ادهم لأخرجك كل يوم من مشكلة على وشك ان تقضي عليك!

رفع ادهم احدى حاجبيه بحيرة

-الى اين تقرر الذهاب!

عض مهران على شفته السفلى بغيظ شديد وهو يتجه بأدهم ويقم بدفعه

-اخرج ولا تريني وجهك بعد الأن انا احذرك يا ادهم ان فعلت شيئ انا سوف القي بك بفي السجن هاا

اغلق الباب في وجهه بعد ان طرده خارج منزله الفاخر وقبل ان يصعد وجد الباب يدق ليقترب من الباب بنفاذ صبر ويقم بفتحه وهو منفعل

-ما الأمر الن تكف عن..

صمت عندما وجد امامه عمه

-عمي عادل متى عدت من الصعيد!

ابتسم عادل وهو ينظر الى مهران بإعجاب وفخر

-في كل مرة تصبح شبه ابيك رحمه الله يا حبيبتي كيف حالك يا ابن اخي!

قام بضمه بينما روز تقف على بعد منهم ولا تعلم سبب تسرع عادل في السلام على مهران وبذلك العشم سمعت صوته وهو يخبرها ان تقترب

-اقتربي يا فتاة لماذا تقفين كالصنم هنا اقتربي...

اقتربت روز وهي تضع حجابها على وجهها لتداري نصفه السفلي وينظر لها مهران ومن ثم ينظر الى عادل بتعجب

-اخبرني ما الأمر يا عمي ومن تكون تلك

ابتسم عادل وهو يحاول ان يقنعه يريد ان يحظى بالطرفين..

-هذه روز ابنة عمك مات منذ سنتين انت لم تحضر العزاء ولم تأتي للصعيد منذ زمن فلا تعرفها انا اريدها ان تجلس هنا معك لبعض الوقت فهي اصبحت لا تريد الجلوس بالبلد فأجعلها تجلس هنا حتى ادبر لها مكان فأنت تعلم لا يمكنني تركها مع احد غريب ولا يمكنني الجلوس هنا..

كانت روز تنظر الى عادل بعدم تصديق لماذا كذب هو من طردها بينما هي كانت تحاول ان تبقى معهم لكنه لم يوافق..

نظر عادل لها وعلى شفته ابتسامة تحذيرية

-هيا فالتدخلي لا يوجد لديكي حجة في هذا المكان هاا...

كان مهران ينظر الى عادل ولم تريحه نظراته

-انا لا افهم ما الذي تريده على كل حال وجودها لن يفرق معي وليس لدي مانع لكني لا احب الضوضاء ولا احب المشاكل هذا ما يهمني...

اومأ عادل له وهو ينظر الى روز

-ما الذي تقوله اي ضوضاء واي مشاكل ليست تلك الفتاة يا مهران اطمئن.. علي ان اذهب الأن...فسوف اقوم بزيارة صديق قبل مغادرتي..

القى التحية عليهم بشكل سريع وروز تنظر الى مهران لقد كان قوي البنية طويل شعره ليس اسود بل يميل للون البني يبدو جذاب لم ترى رجل مثله من قبل. 

-ما الأمر هل ستظلين تتأمليني بتلك الطريقة!

اردف مهران وهو ينظر لها بعدم رضا لهيئتها تلك فتبدوا ملابسها وكأن عمه جلبها من احد الشوارع اشار لها بيده

-اتبعيني هيا

تبعته بهدوء ولم تتحدث بحرف واحد وصل لأحد الغرف وقام بفتحها ومن ثم نظر لها

-ادخلي هيا ستكون تلك غرفتكي مؤقتآ...

نظرت له واومأت ومازالت تضع الحجاب لتداري نصف وجهها

-ما الأمر الا تتحدثين؟

ابتلعت ما بحلقها وهي لا تشعر بالراحة

-بلا.. انا.. اتحدث...

كان ينظر لها بحيرة

-هل انتي منتقبة؟ لا اعلم لماذا تضعين حجابكي بتلك الطريقة؟؟

ابتلعت ما بحلقها بصعوبة

-ليت كذلك ولكن عمي قد اخبرني ان...

صمتت وهي تنظر له ليبتسم بتهكم

-لا يهمني على اي حال.. انا لا يهمني

خرج تاركآ اياها ونظرت هي حولها يبدو كل شيئ مثالي ابتسمت وهي تتأمل كل شيئ حولها وبدأت في تبديل ثيابها التي تكرهها كثيرآ تذكرت ان سما قد اعطتها فستان من عندها حتى ترتديه هنا، بدلت ملابسها سريعآ وخرجت تريد ان تذهب للحمام بعد ان وضعت حجابها وجدت مهران يتناول طعامه بهدوء وما ان رأها حتى قرب بين حاجبيه وهو ينظر لها لتقترب بتردد لا يعلم لماذا تبدو مترددة هكذا

-اذا سمحت انا اريد الحمام اين هو؟

اقترب مهران وقف امامها

-بغرفتكي الم تريه؟

هزت رأسها بنفي وهي تنظر له بتعجب

-كيف بغرفتي؟ هل جعلتني انام لحمام المنزل انا لا افهم!

رأى تعابير وجهها ليضحك وهو يهز رأسه بعدم تصديق بينما هي تنظر له وقد احمر وجهها خجلآ وتسائلت كيف يكون شخص بكل تلك الوسامة!

ابعدت وجهها عنه بخجل بينما هو اشار لها

-اتبعيني سأجعلكي ترين اين هو

صعد من جديد معها وادخلها للغرفة واشار لها على احد الأبواب الجانبية

-هذا هو الحمام

دلفت له واتسعت عيناها بإعجاب

-انه جميل..

كان مهران يتابعها لا يعلم هل تصطنع البراءة ام هي حقآ بتلك الرقة الذي يراها!

لم يشغل باله وخرج من الغرفة ليكمل طعامه غير مهتم
_____________

كانت سما تجلس بحزن تشعر ان البيت ساكن وملل بدون روز لا تعلم لماذا ابيها يفعل هذا معها يعاملها بعدم احترام وقسوة لماذا كل هذا ما الذي يجعله يتصرف بهذا الشكل لا تعلم...

اقتربت سماح منها وهي تبتسم بسخرية

-ماذا بكي هل انتي حزينة لفراق سيدة الحسن والجمال!

ابعدت سما عيناها بضيق لتتابع سماح

-اتعلمين كنت اشعر بالضيق عندما ذهب ابي بها لمهران تعلمين اني احبه واتشوق لرؤيته يومآ بعد يوم ولكني اعلم انه لن يكون متهاون ابدآ هو جامد وليس سهل ابدآ

رمقتها سما بغضب وهي تهز رأسها بعدم رضا لتفكير اختها..

(في اليوم التالي)

استيقظت روز وهي تشعر بالجوع ارتدت حجابها على الفستان وهبطت الى الأسفل لم تجد مهران نظرت في الساعة وجدها السابعة صباحآ فهي معتادة على الأستيقاظ مبكرآ ظلت تنظر حولها وهي تبحث عن مهران ولم تجده فلا تعلم كيف تتصرف وماذا عليها ان تناديه

-استاااذ مهران..

ظلت تنادي عليه حتى وجدته يهبط مرتدي بذلة انيقة ناظرآ لها بنفاذ صبر

-اين تظنين نفسكي اخبريني! ما الذي تفعله وكيف تنادين بتلك الطريقة؟؟

ابتلعت روز ما بحلقها وقد بدت على وشك البكاء

-بحثت عنك ولم اجدك هنا

ابتسم مهران بسخرية

-في هذا الوقت اليس من الممكن ان اكون نائمآ مثلآ!

نظرت له وقد احمر وجهها وقبل ان تبتعد سمعت صوته

-ماذا كنتي تريدين اخبريني؟

هزت رأسها بنفي وكبرياء

-لا اريد شيئ شكرآ لك تنا لا ارغب في شيئ..

قبل ان تذهب امسك مهران بيدها ليشعر وكأنها قامت بصعقه لتشعر هي ايضآ بتلك الكهرباء فتسحب يدها بصدمة

-ما هذا...

نظر مهران الى يده بتعجب وهو ينظر لها لكنه لم يهتم وتابع التحدث

-ما الذي كنتي تريديه؟؟ اخبريني!

نظرت الى الأسفل وهي تعض على شفتها السفلى بخجل شديد

-كنت اشعر بالجوع لم ءأكل شيئ وهذا ثاني يوم وعمي لم يترك لي اي مال يمكنك ان تتحدث معه و..

تعجب مهران وهو ينظر لها

-كيف لم تأكلي شيئ لليوم الثاني الم تأكلي في بيت عمي عادل؟ ما الأمر ولماذا اتيتي بملابس مثل تلك؟ تبدوا قبيحة وبها قطع!!

كانت تشعر بالخجل ولا تعلم هل عليها التحدث ام الصمت

-هو عمي من انى بها من سنة لأجلي ولم تكن جيدة انا لم افعل شيئ انا اقبل اي شيئ... لم اكن السبب بقطعها يمكنك ان تسألي عمي...

امسك مهران بيدها ناظرآ لها بتعجب شديد

-ما الأمر لماذا ترتجفين تشعرين بالخوف! ولكن من ماذا؟؟

كان من الصعب عليها اخذ انفاسها وهو ممسك بها بتلك الطريقة اصبحت تشعر بالخجل الشديد وهي تسحب يدها على استحياء

-هو لا يحبني لذلك لم يكن يهتم بي كثيرآ.. عندنا كان والدي على قيد الحياة كان يهتم لأمري ولأمر دراستي ولكن بعد موت والدي اخبرني اني لم اكمل دراستي ولم اذهب للجامعة مثل سماح وسما... حتى اقم بخدمتهم انت تعلم زوجة عمي لا تعيش معهم رعد ان طلقها

هز مهران رأسه بعدم اهتمام

-حسنآ حسنآ انا لست متفرغ لسماع كل هذا علي الذهاب لعملي هاا والباب الأبيض هناك هو باب المطبخ ادخلي وكلي متى اردتي انا لن اسألكي ان اكلتي ام لا فالطعام متوفر هنا ها

اشار لها على الباب وهي اومأت بخجل وقد اعجبه كثيرآ احمرار وجنتيها بتلك الريقة ليقرب يده ويمررها على وجنتها فتنظر الى يده بتعجب وتبعد وجهها وهي تومأ بخجل ليذهب وهو ينظر الى يده ولا يعجبه ما يحدث وما يقوم به هو

-ما الأمر ماذا بك يا مهران هل جننت ام ماذا تلك الفتاة الغريبة تجعلك تفعل اشياء مختلفة منذ يوم واحد ما هذا الهراء!!

فتحت روز الثلاجة وقد عاشت حياتها بين اشهى المأكولات عكس ما كانت تتناول في بيت عمها...
___________
سمع مهران دق باب مكتبه ليأذن لمن بالداخل بالتقدم فيظهر صديقه ادهم

-كيف الحال يا صديقي ما اخبارك واخبار عملك؟

نظر مهران الى ادهم وهو يتحدث بتهكم

-لا اعلم من اين اتيت بكل هذا النشاط والتفائل!

ضحك ادهم وهو يرفع شعره الى الأعلى

-ماذا لك انها موهبة نادرة يل صديقي...

هز مهران رأسه بضيق

-اسمع انا لست بمزاج جيد لذلك اختصر الحديث معي اليوم هاا اليوم على الأقل

تعجب ادهم وجلس امام مكتب مهران

-اخبرني ما الأمر ما الذي حدث؟

هم مهران بالتحدث لكنه سمع الباب يدقع ودلف السكرتيرة الخاصة بمهران

-استاذ مهران هناك عميل مهم يرغب في التعامل شركتك هل ادخله ام ينتظر قليلآ؟

ابتسم ادهم ووقف

-سنكمل حديثنا فيما بعد انهي عملك اولآ واتصل بي

ذهب ادهم لمكتبه فهو يعمل مع مهران في شركته بل له اسهم بها ولكن يمتلك مهران اكبر جزء من الأسهم...

انهى مهران عمله وعاد لمنزله بعد ان تحدث مع ادهم ولم يخبره بأمر روز التي اصبحت تسكن منزله فهو يعلم ان عقل صديقه لن يتفهم الأمر وسيكون سيئ الظن دون مبالغة..

دلف الى المنزل ليتوقف بصدمة وهو يرى شقته غارقة في المياه وهو يسمح صوت بكاءها لا يعلم من اين يأتي لكنه تصرف بسرعة وقام بغلق سكينة الكهرباء واضاء الكشاف الخاص بهاتفه ليسمع صراخها اتي من حمام غرفتها ايصعد على السلم وهو بسرعة وهو يحاول ان لا ينزلق بسبب المياه

-اين انتي ما الذي يحدث

سمع بكاءها وانفعالها

-ذلك الصنبور المزعج لا يتوقف عن انزال المياه لقد تدمر كل شيئ والنور قد قطع...

فتح باب الغرفة واقترب من الحمام وهو يشعر بالغضب الشديد

-تركتكي بضع ساعات ودمرتي كل شيئ!

اقترب ليفتح الباب ليسمعها وهي خلفه وقد ارتجف صوتها

-لا تدخل انا لا ارتدي ملابس مناسبة..

انفعل مهران وهو يفتح الباب

-وهل هذا وقته لا تجعليني افقد اعصابي

دلف واوقف المياه بالضغط على احد الرموز بلمس شاشة علوية بينما هي اتسعت عيناها بصدمة وهي لا تصدق انه دلف للحمام بتلك الطريقة ولم تكن ترتدي شيئ سوا منشفة على جسدها فتبتعد وتهم بالخروج لتسمع صوته....

#يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي