الهوى غلاب

اكسير الحياة`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-05ضع على الرف
  • 42K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

١
المقدمة
التقطت أذناي  إحدى المقولات التي لم أؤمن  بها قط:
-الحب  يصنع ةلمعجزات .

أظن  أن سبب إطلاق تلك المقوله ان  الحب لا يعترف بالقيود التي ينسجها العادات والتقاليد بل يتخطاها في سبيل اتحاد العشاق معا.
هل هذا صدق ام افتراء؟
تلك الاحجية تتردد بداخلي كثيرا تكاد تعصف تفكيري بها لان
-الحب ماهو الا منبع كسرة وعذاب الانسان هذا ما اؤمن به .
هل انا على صواب ام خطأ؟
هذا ماسنعرفه من خلال احداث الرواية.


الفصل الاول

اسدلت ستائر الليل ظلالها على سماء مدينه فلوريدا بالولايات المتحدة الامريكية ،عم الظلام ارجاء المدينة ،اضيئت الطرقات بمصابيح الإنارة المنبعثة من الاعمدة المرصوصة على حافتي الطريق

في احدى قصور المدينة الراقية كانت تسكن عائلة وجدى العربي الا ان هذا القصر ما يميزه عن غيره بساطة قاطنيه ،طغت تلك السمه على أثاث المنزل ومابه من ديكورات قد نفذتها ربة تلك المنزل السيدة هنا الباجورى     بالرغم من تقدمها بالعمر الا مازالت تحتفظ برشاقتها  بوجه خالي من التجاعيد فمن يراها يجزم من مظهرها انها فتاه في منتصف عقدها الثاني وليس الخامس بل زوجه وأم  لصبى وابنة

اما رب المنزل  فيعرف   بتواضعه فى التعامل  بالرغم من مكانته العلمية المرموقة فهو من أشهر الأطباء في مجال جراحة العظام  ،لم يتخلى عن اصوله العربية  فهو يفتخر بأنه احد ابناء مصر  خاصة أصوله الصعيدية  فهو أحد أبناء محافظة المنيا  لكنه اضطر على تكوين اسرته هنا والاستقرار في تلك البلاد بعد رفض أبيه  ارتباطه بهنا  معللا ان هذا مخالف لعادات وتقاليده الذى تربى عليه ،عليه أن ينتقى بينهم وبينها ،خطى على درب الهوى  ،اعترض  على تلك العادات حتى يفوز بمحبوبته  التى أثبتت له بمرور الزمن انه وفق باختياره لها زوجة له بل وشريكة له تتقاسم معه مصاعب الحياه قبل حلوها  لتكن له نعم الزوجة ،الحبيبة ،الصديقة ،فقد خففت عليه فراقه عن اهله مع ذلك   ساعدته في تحقيق حلمه ،يتواصل مع اهله بدون علم والده ،فكانت خير جليس له في غربته

لم تراه عيبا في ان يعلم أبناءه لكنته الصعيدية بجانب العربية والإنجليزية بل  شجعته على تنفيذ ذلك  من خلال تعلمها اللغة ،تبادل احاديثهم معا  بذلك لم تشعره يوما بالغربة بل الألفة والود والمحبة

فقد تنازلت عن حقها بالعمل في بعض الاوقات حتى ترعى اسرتها  وتنشئ أولادها جايدا ونادر على الأخلاق الحسنة والقيم الفضيلة.
استقبلت هنا وجدى بترحاب وحبور شديد  انعكس على بشاشة وجهها ،اسرعت اليه كطفلة صغيرة حين ترى والدها  تلقفها بين يديه لكنها اندست بين أحضانه تعانقه بلهفة محب كأنه قد غاب عليها دهرا وليس بضع ساعات ،قبلته على وجنتيه برقه كعادتها ،تأفف بضيق محبب الى قلبها فمالكه نصبها يتدلل عليها كالطفل المشاكس تهادنه  ليتحدث بلؤم ذكوري :
-لست طفلا لتقبليني  هنا ،القبلة تكن....
أحاط خصرها بحميمية ،رفع وجهها في مرأى وجهها ،تأملها بوله لا ينضب .
عيناه العسليتين ترصد شفتيها بشهوة محببة لها ليقتحم أسوارها بلا هوادة  ،بعد فتره من الوقت  أوقفها أمامه فى شرفة المنزل  المطلة على الحديقة والقمر كالبدر في اختراقه للسماء كهناه حين اخترقت قلبه وتوغلت فيه  بل انتشرت في كل حناياه وجسده فأصبحت روحه ومتنفسه في الحياه أطلق من ثغره بصوت أجش أهة وترتها لتضرح الحمرة الى وجنتيها  ،أحاط نحرها بيديه ،الصق جسده بها وهو يلقى عليها بعض الشعر المحبب عليها .
أحبّك، يا من سرق قلبي مني
يا من غيّر لي حياتي
يا من أحببتُه من كلّ قلبي
يا من قادني إلى الخيال.
تواعدنا أن نبقى سويّاً مدى الحياة
أن نجعل حبّنا يفوق الخيال
أن نكتب قصة حبّنا في كل مكان.
حين دقت الساعة التاسعة والتصق عقارب الساعة تسلل كل من جايدا ونادر الى المنزل بخفه كأنهما لصان ،لمح والديهم هم يهيمان عشقا.

حدق نادر بأخته يخبرها من نظرة عينيه ماذا يريد ،أماءت له به بالموافقة ومشاركته في الأمر ،خلع حذائهما بهدوء القوا حقائب العمل بعشوائية على  إحدى الأراك ،تحركوا بتروي حتى وصلوا الى مأربهم   فانفجرا في الحديث مستطردين بصوت واحد في نفس اللحظة:
الله الله  هي وصلت لأكده مش ليكم جاعة تلمكم  ما عادتش لا خيشا ولا أدب .
اهتزت ابدانهم من المفاجأة  بوجود أولادهم  في المنزل دون  ان يشعروا بعودتهم ، ارتسمت الابتسامة الصادقة التى زينت ثغرهم  بل ارتفعت أصواتهم من الضحك
بعد مدة تناولوا معا الطعام وسط جو أسرى حميم  ثم اتجه كل فرد الى غرقة نومه .
قبل أن تبدل ملابس العمل استمعت الى زنين هاتفها يصدع في أرجاء الغرفة ،جذبت حقيبتها الجلدية السوداء القابعة فوق أريكة غرفتها ،أخرجته منها في لمح البصر ،دققت في  الشاشة فتبين ان المتصل استعلامات المشفى ،ردت عليهم ونبرة القلق تسود صوتها المرهق من تعب العمل لكنها تحملت على ذاتها وابلغتهم انها قادمة في اقرب وقت  .
ارتدت حجابها الخليط بين الأزرق والاسود على  قميصها  الاسود وتنورتها الزرقاء ،ارتد ت في قدميها حذاء أرضى أسود حتى تتحرك بسهولة .
توجهت مسرعة الى غرفة والديها ،دقت على باب الغرفة بأدب حتى أذن لها بالدخول  أبلغتهم باضطرارها الى العودة مجددا الى المشفى لوجود حالة طارئة بحاجتها .
ركبت سيارتها الحمراء من نوع هيوندا ،قادتها بسرعة كبيره  ،وثبت  من مكانها بعد ان اغلقت سيارتها قاصدة طوارئ المشفى ،حين وصلت الى هناك استمعت الى صوت ضجيج كأنه سوق تجارى وليس مشفى .
تدخل الأمن ليسيطر على حالة الهرج حتى عاد الهدوء مرة اخرى اما هي فتوجهت الى الحالة تتفقدها 

رجل عجوز ممدد  على فراش المشفى  لاحول ولاقوه  ،أشيب الشعر واللحية ،ذو بشرة سمراء
الاطباء من حوله يحاولون انعاش قلبه تسلمت زمام الامور ،استطاعت بصعوبة  السيطرة على الوضع لكنه حرج .أمرت بتجهيز غرفة العمليات فورا بعد أن فحصت الحالة ونظرت بتفحص تقاريره الطبية وتاريخه مع المرض .
بعد دقائق قليلة بينما جايدا تحتسى  قدح القهوة الساخنة ،طرقت  احدى الممرضات  باب الغرفة تبلغها بتعنت اهل المريض بالإمضاء على اقرار الا بعد مقابلة الطبيب المسئول   .
ذهبت معها على الفور ترى ماذا يحدث
ما ان دخلت حتى توجه اليها شاب ذو بشرة سمراء طويل القامة   ،أسود الشعر ذو عيون بنيه  يتأرجح  شرر الغضب بين مقلتيه  قبل أن تنطق بكلمه  تفوه هو بعصبية تامة مردفا :
انا طلبت الطبيب وليس شخص أخر ، يارب  مر  هذا اليوم دون مصائب
حاولت ان تتحدث معه بلين صارم  فابلغته قائلة :
معك الطبيب المسئول لمَ كل هذا التعنت هذا مضيعة في الوقت وربما يؤثر على صحة المريض فما زالت حالته خطرة 
تفحصها بدقة  فتاة في منتصف عقدها الثالث او يزيد قليلا ذات بشرة حليبيه  وعيون زرقاء كالبحر في ثورته 
يبدو من هيئة ملابسها الفضفاضة أنها مسلمة

حاول يوسف ان يسيطر على انفعالاته   فصمت لفتره ثم قال بصوت يشوبه القلق :
اخبرينى بتطورات الحالة بالضبط
تحدثت بمهنية :
دعني أخبرك ان حالة المريض صعبه لكنها ليست مستحيلة فقد عالجت الاصعب منها  ادعوا له فقط وكل شيء بيد الله
أمضى الاقرار واقتحمت جايدا غرفة العمليات بعد ان تعقمت وجهز المريض

بعد ساعات طويلة قضتها  جايدا بداخل غرفة العمليات ؛كاد يوسف أن يقتل من الانتظار ،افتتح باب غرفة العمليات تطل منه ملاك الرحمة بوجه بشوش لكنه مرهق  والسرير النقال محمل به جده نحو غرفة العناية .
اتجهت اليه مباشرة تطمئنه تفأجأ من تحدثها اللغة المصرية بطلاقة  حين قالت :
ماتقلقش  العملية نجحت دي اجراءات بس علشان سلامة المريض
تركته دون كلام أخر رحلت  نحو غرفتها بالمشفى لتغلقها عليها  وتغفو في سبات عميق .

   في تمام التاسعة ونصف   هاتف نادر ذو البشرة القمحية الاقرب الى البيضاء  والشعر الفحمي والعيون العسلي  شقيقته جايدا   فتحت الخط بصوت نائم :
فى حاجه الواحد مايعرفش يرتاح منك شوية
تذمر-نادر- :
-دي أخرة لما يبقى الاخ بيشتغل مع اخته فى نفس الشغلانه ، انا غلطان انى عبرت سيادتك وجبتلك لقمة تسدى جوعك بس ملحوقه هاديها للواد وليد
قررت مهادنته  حتى تستميله لتأخذ منه الطعام   فتحدثت بلكنه صعيدية تعلمتها من والدها الحبيب :
واه انت اتكدرت ماتبجاش حمجى طول خلجك هبابه ياأخوى ده انا خيتك بردك
فتحت له الباب  بسرعة متناهية خطفت منه الطعام  جلست على مكتبها ، فرشت طعامها على سطح المكتب تتناوله بنهم وتتلذذ بتذوقه  لتقل بعد انتهائها من الطعام :
ياسلام سلم الوكل بيتكلم  هو ده الوكل ولا بلاش 
ابتسم نادر  الطبيب فى جراحة المخ والاعصاب تخصص اورام ، فى أوائل عقده الثالث  من العمر على طفولية جايدا لكنه أراد مشاكساتها :
اتشطرى واتعلمى ماتبجيش خايبه مش عارفه هاتجوزى كيف
دون أن يقصد جرحها بحديثه تجهم وجهها الى العبوس    اعتذر منها على الفور  بنبرة يشوبها الأسف :
والله ما أجصد يا جيجى  كنت بضحك معاكي والحديت طلع على لسانى بشكل عفوي بس انا حمار ومحجوجلك.
ابتسمت له بمجاملة لكن قلبها يئن مز الألم تخشى اكتشاف كذبتها التى اضطرتها الظروف بتأليفها  ثم استرسلت بعد فترة وجيزة :
ولا يهمك  جول اللى تجوله انا اصلا مش فاكره حوصل ايه عشية .
تركها نادر تتابع عملها  اندمجت فى عملها  بسهوله تحاول مداوة جرجها بمزيد من العمل  لا يهمها صحتها ولا وزنها  المنخفض  بصورة كبيرة كل ما يشغلها هو الا تترك وقتا دون عمل  حتى لا يأخذها الطوفان فى متاهة الوجع .
بعد مرور عدة أسابيع قليلة بعث جوني  أحد مساعديه يبلغ جايدا بالحضور فورا الى مكتب مدير المشفى ذو الشعر الاشقر والعيون العشبية والوجه المطاول والجسد النحيل بقامة معتدله.
تحركت نحو غرفة المدير ، أذن لها بالدخول   فتقدمت الى الداخل  لكنها لم تجده على مكتبه تفاجأت به يغلق مكتبه بالداخل بالمفتاح ويضعه فى جيب بنطاله الاسود   .
تحرك نحوها محدقا بها بنظرات ذئب بشرى سينقض على فريسته ليشبع رغباته الشهوانية
تحركت الى الخلف    تحاول ان تثنيه عما يريد  طلبت منه بهدوء منذر بعاصفة قد تكلفه حياته :
من فضلك أعد فتح الباب هذا لا يصح

اجابها بتفكه  لملامحها المذعورة قائلا:
هذا يصح جميلتي  ، استرخى فقط واتركى الباقى لى ستعجبك مرافقتي فى النوم كثيرا
تحدث بذلك مقتربا منها بنفس الوقت حتى يشتتها ويمسكها بين راحتيه   وبالفعل أمسكها بالقرب من منضدة صغيره وضع عليها مزهرية لونها فضي ومطفأة سجائر بيضاء ،اوهمته استسلامها  دون ان يشعر ،حملت المزهرية براحة يدها اليمنى لترتطم بها رأسه فاقدا للوعى .
أخرجت المفتاح من جيب بنطاله  ثم توجهت الى غرفتها بالمشفى حملت أشيائها ومنها الى خارج المشفى  .
بعد ما حدث  بساعات قليلة اقتحمت قوات الشرطة الامريكية بولاية فلوريدا منزل وجدى العربي كبلت جايدا بالأصفاد
سحبتها نحو سيارات الشرطة ومنه الى قسم الشرطة .

فى شركة التهامي للإنشاءات الهندسية

وجه عابس متجهم  اغلب الوقت لا ترى ابتساماته الا قليلا  بالرغم من ذلك وسيم جذاب بلحيته السوداء المشذبة والعيون البندقية  وانف طويل وشفاه غليظة والوجه البرونزي المطاول . بنيته قوية من ممارسته الرياضة تتناسب مع طوله العملاق .
ينظر الى صورة بداخل محفظته بالرغم من خيانتها له الا انه يعشقها لكنه لا يستطيع الغفران او المضي الى الامام بدونها  فمازال قلبه يذوب عشقا بها  فلم يفعل سوى ان فارقها لكنها مازالت تحمل صك ملكيته عليها يكفيه ذلك .
هاتفت هنا زوجها وابنها تبلغهم  بانهيار اقتحام الشرطة المنزل والقبض على جايدا

شلت الصدمة تفكيرهم ليتوجهوا بعد قترة الى مقر الشرطة الامريكية .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي