خطيئه لا تغتفر

Salmafouad45`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-24ضع على الرف
  • 133.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

غدا تشرق الشمس دائما ما كانت تقولها بطلة روايتي الحزينه لديها أمل أن تطير مثل العصافير و تطير القصاصات التي كتبت فيها أحزانها

-شعرك بيطول بطريقه غريبه يا ليلي.

كان حديث قاسم الهاشمي  الأول في كافتيريا الجامعه ل ليلي الجمال ،الذي جاء لها بحجه أن يستقل شقيقته سلمي الي المنزل،اندهشت ليلي من حديثه فهي تظن أنه لا يعرفها و أن هذا أول رؤيه منه لها فابتسمت بخجل و هي تزيح خصلات شعرها  خلف أذنها بارتباك،تعض شفتيها لا تعرف بما تجيبه، و تختفي بعيونها حتي لا تنظر الي عينيه حيث كان نظره اليها مباشرة،و كأنه يريد أن يزعزع ثباتها

-بحب شعرى ديما يبقي طويل و ربنا بينولني ديما مرادي.

اندهش،فهو يعلم جيدا من شقيقته أنها تحافظ علي قصه كل شهر في الأيام القمريه  و لكن يبدو أنها علمت بولعه بطوله الشعر من المؤكد أن سلمي سردت لها أخر خناقه بينه و بين ابنة خاله التي من المفترض أن تكون خطيبته المدلله صافي الشال ابنة رجل الأعمال المعروف سليم الشال و الذي يعمل عنده قاسم بأمر من والدته سهيلة الشال السيده المتسلطه التي ترى نفسها فوق الجميع حتي فوق شقيقها

حاول قاسم أن يوارى دهشته بحديثها،ليدفن شعوره في أضلعه ،أو في قاع محيط لا يطفو علي السطح لكنها كانت واضحه للجميع فهي تختنق من طول شعرها.

بينما كانت هي تعيش أحلامها الورديه كانت تدور مشاده ما بين و الدها ماهر الجمال و والدتها سميحه الأميرى ابة عائله الأميرى أثرى الأثرياء و لكن انتهي بها الحال أنها فقدت كل شئ علي يد زوجها و بعدها قام بتطليقها لانجاب الولد نظرا لان كل مولود صبي يولد من رحمها يولد ميتا أو يموت بعد عده أيام

-أنا قولت مفيش غير شهريه كل شهر عايز تجيب لبس تنزل تشتغل هي مش صغيرة و مش هتوسط ليها عند حد و اياك تقول انها بنتي .

صرخ ماهر بهذه الكلمات و هو في حاله من الغضب الشديد بعد سماعه من طليقته أنها تريد الضعف في الشهر حتي تبتاع لابنتها ليلي بعض الملابس هو رفض دخولها الجامعه و لكن مع اصرار سميحه رضخ بشرط عدم مطالبته بأي شئ و الاكتفاء بمصروف شهرى لا يكفي لترد سميحه بهدوء و هي تحاول أن تترجاه

-كل البنات اللي معاها في الجامعه بيغيروا كل يوم الطقم و الجزمه و الشنطه ليله بتروح بالطقم بالأسبوع و بتبقي خايفه تعرف انها طولت شعرها علشان يدرى ياقه فستانها المقيحه.

ليصرخ ماهر  بغضب مشتعل و يستهزأ بحديثها قائلا

-تشتغل و تجيب هي مش صغيرة و لا انتي عاجزة فين مكنة الخياطه اللي اشترتيها بالقسط و خليتني أدفع أقساطها و مراتي غضبت بسبب كده.

هبت سميحه لتدافع عن حقوق ابنتها و التمرد علي جبروت زوجته

-اسمع يا ماهر انت شاطر بس انك تروح ترضي مراتك أم صباينك و ناسي ان ليلي سبب العز اللي انتو فيه يا شيخ اتقي الله لا يروح كل اللي عندك.

لتستطرد و صوتها يختنق بالبكاء و تذرف دموعها قائله

-كفايه أنا سكت كتير و قلت بلاش أفضح أبو بنتي بس أقسم بالله لأفضح مراتك في النوادي اللي بتروحها و أعرف الجميعات الخيريه ان ازاي الست الكريمه حارمه بنت جوزها من حقوقها.

لتنهض و تذهب الي باب منزلها و تفتحه و هي تقول

-اعمل حسابك و لو مبعتش اول الشهر الضعف هنفذ تهديدي و مش هخاف منك يا ماهر و هروح لمدرسين ابنك و هفضحه أصل انت متعرفش انهم نفس مدرسين ليلي و كانوا بيعطوها ببلاش علشان ظروفي أنا بقي هقولهم ان ليلي اخت ابنك مش تشابه أسماء و هعرف ابنك أصله يا عيني مش عارف.

ذهب نحو الباب و من ثم جذبها بعنف يصرخ في أذنها

-انتي فاكراني هخاف من تهديدك.ده و لا يهز شعرة في راسي عارفه ليه لأنك جبانه يا سميحه حتي لو مش خايفه مني مش هتسمحي لحد يستهزا ببنتك و يفكر انها لا مؤاخذه جت بالحرام و أنا اضطريت أسجلها علي اسمي أصل أنا و مراتي ناويين نقول كده.

أزاحت يده من عليها بغضب ليتوجه الي الخارج و هي تشعر بضعف في قدميها منذ أخر جلطه أصابتها و بالفعل رغم تحديها بعينيه الا أنها خشت من تهديده و فضيحته و لكنها لم تعد تتحمل أن ترى ابنتها ورده ذابله أمام عينيها يكفيها ما تراه في ذلك الوقت بعد هبوطه السلم المتهالك بغضب و هو يحاول أن يجد حلا لخشيته من تهديدها لان سواء تهديده أو تهديدها فضيحه له و ليس لها  و ليلي  فهتف بداخله في عنف

-علي جثتي لو زودتك جنيه واحد يا سميحه و مناخيرك هجيبها الارض مش ماهر الجمال اللي يتهدد يا حيلتها ده أنا أمسحك من علي وش الدنيا.

ليتفاجئ بمن تهبط أمامه من سيارة بسيطه كان تستقلها من الخلف و صديقتها تودعها لتتهلل أسيرها لشعوره أنه سيكون لابنته و من ثم توجه يشير له ليصف بسيارته و سلمي تنظر له ببغض فهي تعرفه من صوره التي تريها لها ليلي فأفهمت شقيقها أنه والد ليلي و يبدو أنه تضايق من توصيلهم لها

-أهلا يا عمي ماهر أنا قاسم الهاشمي أخو سلمي صديقه ليلي كنت معدي علي أختي بروحها قلنا ناخد ليلي في سكتنا هي اتصلت بوالدتها و وافقت.

رد عليه ماهر بصوت يبدو عليها التجهم و لكن باصطناع

=معلش يا ابني متزعلش مني...انت عارفه انها بنتي الوحيده علي الصبيان...وبخاف عليها...انت عندك مثلا...أختك أهي أكيد بتخاف عليها.

لتبتسم  سلمي و هي تهبط من السيارة  بخبث قائله

=أكيد طبعا يا عمو قاسم  بيخاف عليا...ومتابعيني زى ضله...لان بابا الله يرحمه بقا...لكن حضرتك ربنا يخليك لليلي ويحميها ليك...وتفضل تحافظ عليها.

عادت ليلي لهم فقد نست الكشكول الخاص بها و التي كانت تدون بها شعورها منذ لحظة حديثه في الكافتيريا و كانت تختلس النظرات له فتحدثت الي والدها  من خلفه بسخريه قائله

=اااه طبعا...بابا أينعم مطلق ماما...ومتجوز واحده تانيه...ومخلف صبيان كتير...اللي مش عارفه عددهم كام...بس أنا هفضل بنته الوحيده.

لتقوم  سلمي  باخراج  ليلي  من هذا الموقف و تعطيها الكشكول الذي احتفظت به فور خروجها من السيارة و تصعد بها حتي لا يقوم  ماهر بضربها أمامهم قائله

=تعالي يا  ليلي انتي جسمك محتاج الراحه...تعالي اما أطلعك لطنط...فرصه أوصيها عليكي وعلي أكلك...اللي واضح انك مبتاكليش حاجه.

أثر ماهر الصمت للحظات قبل أن يقول لها  بنبرة بارده

-هبعت النفقه  الجديده ليكم أول الشهر.

-لا.

قاطعته و التفتت اليه، و عقدت ذراعيها و نظراتها تتحداه بوسيلة انتقام من محاولاته السخيفه ليبدو و لو في لحظة في عيني صديقتها و شقيقها أب يستحق منهم ا، يره بعين الود أو انه من يصون العشرة بينه و بين طليقته كما طلبتا منه ذلك ، و كأنه ليس أول من قام بالزواج الثاني ،عارضته ليلي ليس من باب العناد فقط او من باب التمرد و لكن عارضته لأنها أيقنت أن تحمل نظرة الشفقه في عيني قاسم.

و من ثم تركته و صعدتي مع سلمي لينظر هو الي قاسم

-اسمع يا قاسم يا ابني أنا عايزك تجيب شغلانه لليلي شوفت عينك مش راضيه تخليني أزود النفقه ليها و لأمها  و مش راضيه تخليني أتوسط ليها عند حد.

قهقه قاسم من الضحك

-خير يا ماهر بيه هو انت مفكرني عندي شركات و ممكن أخلق وظايف لحد ده أنا مجرد موظف عند خالي و معتقدش انه يوافق يشغل ليلي عنده.

رد عليها في عجله حيث أصدر هاتفه رنينا من زوجته تستعجله لحضور حفل عيد ميلاد ابنه الصغير

-معلش يا قاسم انا عارف انك موظف و مش صاحب شغل و لا حاجه بس اللي أنا عاوزك فيه مينفعش غيرك انت ليك دلال علي خالك و هي شاطرة.

رد عليه قاسم و هو يشعر بالضيق

-ماشي يا عمي ان شاء الله هحاول و لو ما اتوفقتش هشوف ليها شغل عند حد من معارف صاحبي يوسف القاضي والده كان قاضي ممكن تشتغل محاسبه في مكتب محاماه.

ماهر و قد شعر بعدم الراحه من وجودها بالقرب من محامي يجعلها تطالب بحقوقها منه

-و ده ترضيه لأختك يا ابني برضه.هتشغلها عند محامي و انت عارف انهم أشكال قذرة خليها في الحسابات  شوف ليها معاك و جمبك أحسن.

لينهي الحديث و قاسم يشعر بعدم الراحه أما عن ماهر فهو سعيد لأنه يريد أن يقربها من خال قاسم السيد سليم الشال لعله يقع في شباكها اذا وقفت عائق بين ابنته و قاسم غافلا عن عز الدين سراج ابن خالة صافي الشال الذي يراهن من قبل والدته علي اقتناص الفرصه ة تصبح صافي له

ذهب ما هر الي منزله و ما ان دلف  يلقي تحيه السلام بصوت مهزوز

-أخويا الدكتور طارق بره عايز يكلمك و اسمع لما اقولك يا ماهر لازم توافق أخويا طارق مفيش منه و هيبقي الحل الوحيد انها متطالبش بحقوقها.

كانت تنظر له بقسوة و هي تتحدث

-عملتي اللي في دماغك برضه يا زيزى انت مفكرة ان ليلي من النوع اللي بيتجبر علي جواز انتي مش فاهمه حاجه كنتي تعالي شوفيها و هي بتتحداني.

أزاحته من طريقها و تتوجه صوب الغرفه المتواجد بها شقيقها و تنظر صوب ماهر باستعلاء ليقابل نظراتها بصوت قوى

-أهلا و سهلا يا طارق خير فلوسه خلصت و جاي تاخد الشهريه زيك زى ليلي طب لما وصل بيك الحال بالشكل ده هتتجوزوا ازاي هصرف عليكم؟

ليرد عليه طارق بقوة

-انت عارف ان فلوس ورثي أخدتها انت و زيزى بحجه الوصايه عليا فبلاش لف و دوران يا عمو ماهر يا اما هجيب حقي و حقها و في صنيه واحده.

كان ماهر جالسا بأريحيه و طارق يتحدث ليهب بعصبيه و يهتف بصوت عالي

-انت مفكرني هخاف منك ما خلاص المجلس الحاسبي بتاعك خلص و انت  ملكش حاجه عندي و لو اتجوزتها تبقي بتخدمني بس أنا مش عايزك.

ليرد طارق بعصبيه

-اتكلم معايا بأسلوب كويس يا راجل انت انت نسيت لما اتجوزت زيزى كنت عامل ازاي مكنش حيلتك اللضي و كنت شغال في شركات مراتك.

كاد الغرفه أن تتحول الي مشاحنه الا أن الجميع صمت عندما دخل غسان ابن ماهر الأكبر

-خير يا بابا خير يا ماما خير يا خالو هو النهارده مش عيد ميلاد بودي و لا ايه بلييز بلاش خناق كل اما تشوفوا بعض أنا مش هسأل ليه.

لتتدخل زيزى

-جرى ايه يا جماعه هتتخانقوا و العيال موجوده و الله عيب اهدي يا ماهر و انت يا طارق ما يصحش تعلي صوتك علي جوز أختك ده في مقام أبوك.

لتتجه بنظرها تجاه ماهر

-يا ما هر طارق قصده شريف طالب القرب منك في بنتك ليلي ايه رأيك بزمتك هي هتلاقي زى أخويا فين. و أهو يريحها في الكام سنه اللي جايين.

ليرد ماهر في حده

-لا يا زيزى لا أنا و لا بنتي هنوافق علي طارق ربنا يرزقها ببنت الحلال بنات الجامعه كتير لكن ليلي لا و ده أخر كلام ما بنا و لو حصل غير كده عليا و علي أعدائي

ليهتف طارق

-شوفتي يا زيزى هو مش عايزة يجوزها ليا أنا مش علشان مش عايز يجوزها أصلا لا أنا المقصود مع اني ستر و غطا عليكم انتم الاتنين.

ليرد ماهر بصوت غاضب

-أنا حر يا طارق و اوعي تفكر ان زيزى هتقدر عليا و تغصبني ان أجوز بنتي ليك و علشان الكلمتين ألاخريتين دي مش هجوزها ليك .

لينهض طارق من مقعده يصرخ به قائلا

-من امتي هي بنتك يا ماهر ده محدش في الجامعه يعرف انها بنتك ده كفايه جبروتك و انت بتبعت ليها اقل ما يكون علشان تدرس ده اصحابها مفكرين ان ملهاش أهل.

ليغضب ماهر أكثر

-اسمع يا طارق.أنا مش بتهدد ان كان علي الحكايه اياها فأنا في الأول و الأخر أبوها و محدش له حاجه عندي و بعدين سيبها يمكن تقع علي الأريش منها.

بعد ما قام  ماهر  بلكمه والتوعد له بأشد الوعيد مسح الدم من علي ثغره وزفر بحنق وكأنه يلعن نفسه لما يقوم به من أعمال خاصه أنه لن يستفاد منها بشئ وان استفاد سيستفاد بليلي ولكن كجسد بلا روح...كان قد رتب نفسه أن يسافر بعيدا وينطلق ويكمل دراسته ولكن عجزه واحتياجه المال أذله وأهانه وجعله لعبه في يد امرأة لا ترحم هدفها الاول والاخير هو تدمير  ليلي وسحقها من الدنيا....حتي تقطع عليها حياتها الهنيئه...قام بترتيب ملابسه وذهب الي أخته زيزى زوجه  ماهر  الثانيه اندفع داخل  غرفتها قائلا

=أنا مش هكمل يا زيزى....معنديش استعداد انضرب واتهان والكل يكرهني وسمعتي تبقي زفت في الجامعه علشانك...تقدرى تقوليلي هستفاد ايه؟

ردت عليه زيزى بهدوء وهي تضع ساق فوق ساق قائله

=كل حاجه يا طارق...انت مش معاك فلوس تكمل دراستك بره...فيها ايه لما توقع بينهم ويبقي ليك جزء بسيط من فلوسها....وانا أتمتع بالباقي أنا واولادي.

صرخ في وجهها قائلا

=وشغلي اللي فقدته قبل كده بسبب خططك وسمعتي اللي بقت في الارض....انا مش عايز من فلوسها حاجه أنا عايز حقي اللي انتي نمتي عليها انتي وجوزك.

ردت عليه بجبروت قائله

=بص بقا..انا أبوك كتب ليا كل حاجه قبل ما يموت..انا متعلمتش زيك ولا زى أختك فصعبت عليه...أما انت وهي اتعلمتوا ده غير البيت اللي انت عايش فيه احمد ربنا اني مقعداك فيه ببلاش....والهانم أختك مخلفتش زيي.

تم استطردت حديثها بصوت مرتفع قائله

=وكفايه العربيه اللي جبتها ليك علشان تزغلل عين السنيورة...بس انت اللي خايب...والخايب ملوش بقا حقوق عندي..عايز حقك هتاخده بس يتم المعلوم.

ثم نهضت قائله

=ولو محصلش.....شوفلك بيت تاني تعيش فيه....ثانيا فلوس العربيه هترجع لأنها أقساط عليك للبنك....ثالثا هسحب وسطاتي وهرجعك جامعه بني سويف تاني.

صرخ طارق في وجهها قائلا

=انتي بني أدمه ظالمه...ولعلمك كل خططك هتفشل...عارفه ليه لأن  ليلي  بني أدمه صافيه من جوه...انتي اللي أخدتي منها أبوها وأخدتي حق أمها يا ترى بقا البيه المغفل جوزك عارف اني بلعب علي بنته ولا ميعرفش؟

نظرت له باستهزاء وتركته وصعدت الي غرفتة اولادها غير مباليه لأمره بأي شئ ولكن بداخلها غضب شديد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي