الفصل الأول
ليست خطيئتى
الحلقة الاولى
....................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أليس حقا لى أن أحب واتزوج من احبها بالحلال الطيب .
ام تريدون أن اقع معها فى الحرام مثلما فعل والدى .
لأخرج لكم ثمرة أخرى مثلى منبوذة من المجتمع .
تكون الجانى دائما رغم أنها الضحية .
مجتمع قاسى مازال يتعامل بأفكار قديمة رغم التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة .
مازال يحب الشخص الذى له أصول ونسب وشرف حتى إن كان الشخص نفسه إمعة .
ولكن على العكس من رحمة الله عز وجل أنه يعاملها على حساب كل نفس بما قدمت وليس بالشرف والنسب .
وأتذكر قول سيد الخلق اجمعين .
لو انا فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
مع انها ابنة سيد المجتمع بأكمله .
ردد ادهم تلك الكلمات القاسية عندما قوبِل طلبه بالزواج من حبيبة عمره ( سارة ) بالرفض .
وهذا ما دار بينه وبين والداها غليظ القلب .
والد سارة مستفهما عن حاله ومتعجبا لما آتى بمفرده .....
تقدر تقلى اهلك مجوش معاك ليه ؟
يعنى بمعنى "
فين ابوك وامك يا استاذ ادهم ؟
تعرق ادهم وقال بحرج ....يا عمى عشان اكون صريح معاك من اولها ، عشان أنا مبحبش الكدب .
وده جواز وانا عارف يعنى ايه معناه كويس واول شروطه أنه يتبنى على الصراحة عشان يستمر .
انا مليش اهل ولا اعرف مين ابويا وامى ولا أعرف جيت الدنيا ازاى ؟
ومش عارف هما لسه عايشين ولا ميتين وياريت اعرف بس للاسف معرفش عنهم حاجة ابدا .
والد سارة بتجهم.....يعنى ايه ملكش اهل ولا تعرفهم امال اتربيت ازاى وفين حضرتك ؟
ادهم وقد نكس رأسه خوفا من تأثير الكلمة على والداها ....... انا اتربيت فى دار رعاية ايتام ملجأ يعنى زى ما بتقولوا .
ثم تابع بقوله ""
بس مش مهم اتربيت ازاى ؟
المهم انا ايه دلوقتى ووصلت للنا فيه دلوقتى من فضل الله ثم مجهودى .
فأنا عندى شركة للملابس ورصيد فى البنك وسيارة احدث موديل يحلم بهم اى شاب تربى بين والديه .
والد سارة بحدة منفعلا ....سيبك من كل الكلام اللى قولته فى الاخر .
خلينا فى المهم ، حضرتك عايز تفهمنى انك لقيط وتربية ملاجىء وجى تجوز بنتى انا !
بنت الاصول والحسب والنسب تجوز واحد تربية ملاجىء .
فطاطا ادهم رأسه بخزى وعار لم يفعله هو ، فهو ليس الجانى بل المجنى عليه .
والد سارة بقسوة .......اسف يا فندم .
انا مجوزش بنتى للقيط لا اعرف اصله من فصله ولو يملك الدنيا كلها .
فانهارت سارة من البكاء لرفض ابيها زواجها من ادهم .
ثم اندفعت سارة إلى أبيها تتوسل إليه قائلة ...... يا بابا مش مهم ابوه مين ولا امه مين المهم هو مين وبيعمل
ايه؟
والد سارة....... اسكتى انتى دلوقتى ، انا حسابى معاكى بعدين .
عشان جيبالى واحد من الشارع تجوزيه يا هانم .
ثم وجه حديثه إلى ادهم "
اتفضل حضرتك معنديش بنات للجواز .
اخذ ادهم يقلب نظراته بين والد سارة وسارة التى تقف عاجزة عن فعل اى شىء يجعل ابيها يوافق على الزواج منه .
ولم يجد أمامه سوى الاستجابة لأمره بالمغادرة.
سارة ببكاء ....لا يا ادهم متمشيش ارجوك .
فدفعها والداها بقسوة .....أنتِ مجرمة وانا هحبسك ومش هتخرجى من البيت ده الا بيت اول عريس يتقدملك يا هانم .
ويلا خشى على اوضتك .
ثم قال لأدهم ....وانت اتفضل من غير مطرود .
وبالفعل خرج ادهم هائم على وجهه والحزن يملىء قلبه والدموع فى عينيه .
ويكاد يختنق فحاول فك رباطة عنقه لكى يتنفس ولكن دون فائدة وكأن الهواء نفذ من حوليه ويقول ما ذنبى ان لم يكن لدى ام ولا اب مثل باقى الناس ؟
انا كنت نتيجة لحظة عابرة بين اب وام فى الحرام
لحظة واحدة كانت كفيلة بضياعى والنبذ من مجتمع لا يرحم فما ذنبى ان امى لم ترحمنى ولم ترق لى ، وألقت بى فى الشارع .
وانهمرت الدموع من ادهم وكانت كالسيل .
ثم اسرع الى سيارته ليحتمى بيها من اعين الناس ولكن لم يستطيع القيادة .
اتصل ادهم بمدير اعمال وصديقه من ايام الطفولة فى ملجأ الايتام .
الو مجدى انا محتاجك ضرورى دلوقتى تعالى انا فى عربيتى على ناصية شارع سارة بس تعبان ومش قادر اسوق فتعال انا هستناك .
مجدى بفزع .... سلامتك يا صاحبى انا جيلك حالا .
وركب مجدى التاكسى ووصل عند ادهم ال شوره من العربية عشان يجيله ويركب مكانه .
وفعلا ركب مجدى وقال ايه حصل بس يا ادهم فهمنى ؟
ادهم بصوت ضعيف .....لو سمحت يا مجدى انا مش قادر اتكلم دلوقتى .
فممكن نأجل كلامنا لبعدين وانا هبقى احكيلك كل ال حصل .
مجدى .... ولو انى حاسس بيك وعارف بس هسكت دلوقتى وهسيبك تستريح .
ووصله مجدى للبيت وطلعه بنفسه للشقة ودخله ونيمه على السرير .
مجدى...... تحتاج اى حاجة اجبهالك ؟
ادهم لو سمحت نولنى من الدرج برشام المهدء .
مجدى....... انت لسه بتخده حرام عليك صحتك ده هيأثر عليك فيما بعد .
ادهم..... لو مخدتهوش مش بقدر انام فمعلش نولهولى عايز انام ارجوك وهتلى كوباية مية .
مجدى .....حاضر وعطاله المهدء مع المية .
واخدهم أدهم وقال .... اتفضل انت شوف مشاغلك ومعلش تعبتك معايا .
مجدى..... انت بتقول ايه بس وتعب ايه انت اخويا وصاحبى بس انت صعبان عليه ومش عايز اسيبك .
أدهم..... لا متقلقش انا هنام شوية ولما اصحى هكون كويس بأمر الله .
الموبيل رن .
مجدى ......دى سارة أرد !
ادهم .....لا متردش واقفل الموبيل خالص مش عايزة اسمعه يرن خالص .
مجدى "''
بس كده هتقلق عليك اكتر .
ادهم...... لو سمحت اعمل اللى بقولك عليه ومعلش سابنى استريح .
مجدى..... زى ما تحب .
وخرج مجدى وهو حزين على صاحبه ،
وحدث نفسه "
مهما اجتهدنا وحقق ذاتنا فى المجتمع وقدرنا نبنى وسطهم قدر من الاحترام ولكن يبقى ماضينا ونشأتنا وصمة عار تتعبنا فى كل مكان .
نام ادهم على اثر المهدء .
وفى احلامه تذكر طفولته فى الدار وتذكر المربية التى حدثته عن كيف جاء الى الدار ؟
فقصتنا ستكون عبارة عن حلم مؤلم صعب وحياة مريرة لصاحبها ادهم .
ويا ليته يفوق من الحلم ليعلم انه كان مجرد حلم ولكن للاسف حلم يجسده واقع اليم .
..........
أدهم اغمض عينيه فتصارعت الاحلام وليت جفنه لم ينم فيتذكر فى كل حلم ما يريد ان ينساه .
تذكر ""
امرأة تصارعها الام المخاض فتختبىء فى بير سلم لتضع مولودها وكما خرج المخاض منها فقد خرج قبله الرحمة من قلبها .
فقد نزعت من احشائها طفلها ثم قطعت الحبل السرى بمقص كان معها .
فاى قلب هذا الذى تملكين ، انه قلب ميت .
نعم قد ارتجفت من الالم والخوف والبرد ولكنها ما هى إلا لحظات ومضت ولكن مولودها سيعيش هذه اللحظات طوال عمره وليس له ذنب .
بعد أن وضعت مولودها ، قامت بلفه فى قماشة خرقاء وخرجت به تتلفت حتى لا يراها احد .
ثم مضت به إلى اول الطريق وعلى بعد سنتيمترات من المسجد ووضعته على الأرض وفرت هاربة .
ولم تعير صرخاته من الجوع اهتمامها وكأنه مات قلبها يوم ام تركته يصارع الجوع وربما الموت من الجوع أو يكون وجبة شهية للكلاب الضالة للأسف .
وتشاء الإرادة الإلهية أن ينقذه الشيخ حسن من الموت على يد الكلاب الضالة .
حيث كان فى طريقه إلى المسجد قبل صلاة الفجر ليفتحه ويؤذن للصلاة .
فسمع نباح الكلاب كما سمع صرخات رضيع .
ففزعت وأخذ يقترب من الصوت ، حتى كاد قلبه أن يسقط منه وهو يرى الكلاب مجتمعة على طفل رضيع ملقى فى جانب الطريق .
فأسرع لقذفهم بالحجارة سريعا حتى يبتعدوا عنه .
وبالفعل ابتعد الكلاب عن الرضيع ، فأسرع إليه الشيخ .
وحمله وضمه لصدره ليهدء من البكاء ويدفيه من البرد وهو يقول لا حول ولا قوة الا بالله.
واستغفر الله العظيم ، مين اللى معندهوش قلب ده يرمى قطعة من قلبه للكلاب ينهشوها .
قاتلهم الله وعقابهم فى الدنيا والاخرة .
ثم خلع الشيخ عبائته ولف بها الرضيع الذى يرتجف من البرد وذهب به الى زوجته .
وكان الاثنين طاعنين فى السن .
فدخل عليها بالرضيع وهو يصرخ من الجوع .
حسن ""
يا حاجة خدى بسرعة الولد ده لقيته مرمى قدام الجامع حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى رماه معندهمش رحمة فى قلوبهم شوفي اى حاجة تدفيه ولا تأكليه .
الحاجة ...... لا حول ولا قوة الا بالله
مين بس اللى يهون عليه يرمى ضناه كده !
ده اكيد جى من الحرررررام
الشيخ..... اسكتى يا حجة ربنا حليم ستار وذنبه ايه بس العيل الصغير ده منهم لله .
بس يا حاج ده لسه مولود مينفعش ياكل ده لسه بدمه كمان استغفر الله العظيم .
ده عايز لبن يا حاج .
الشيخ .....بس الصيدليات قافلة دلوقتى .
اعمليله اى حاجة شوية ينسون كررواية عقبال بس مالنهار يطلع واجبله لبن وبامبرز .
ودلوقتى دفيه باى حاجة عقبال مشتريله اى لبس.
الحا جة وبعدين يا حج ده مسئولية علينا احنا مش قدها .
وانا لو لسه صغيرة كنت ربيته والله بس انت شايف كبرت وبتحرك بالعافية ومقدرش اتحمل مسئولية عيل صغير .
الشيخ....... عارف بس خليه يومين كده وبعدين نبلغ الشرطة وهما هينقلوه اكيد ملجأ الايتام .
الحاجة....... لا حول ولا قوة الا بالله .
منها لله السبب اللى ترمى ضناها كده ويكون مسيره دار ايتام يتربى فيها بدل مايتربى فى حضنها .
وهيعيش منبوذ من الناس وهيتعاير بإن ملهوش اب ولا ام ولا اهل .
ربنا يتولاك يابنى برحمته
وبصت الحاجة للولد وقالت شوف يا حاج قد ايه جميل وشبه الملايكة والله ده خسارة فيهم .
والله انا حبيته خالص ما تيجى نسميه يا حاج .
الشيخ ....
نسميه نسميه نسميه
ايه رئيك فى ادهم ؟
الحاجة..... اسم جميل بس هنقول ادهم ايه بس لا حول ولا قوة الا بالله .
الشيخ كلنا عباد الله فيكون اسمه ادهم عبدالله .
الحاجة ......ربنا يتولاك ياابنى برحمته .
واخدته الحاجة فى حضنها وقامت بتنظيفه من اثر الدم الذى على جسده .
ثم قامت بلفه بشال صوف وغطته ببطانية .
وسمع الشيخ اذان الفجر فقال
....ياه انا أتاخرت على فتح المسجد .
وزمان الناس مشيوا دلوقتى عشان المسجد مقفول .
الحا جة ......معلش يا حا ج مهو غصبا عنك من اللى شوفته ربنا هيسامحك وهيجبر بخاطرك عشان سترت الولد وحميته من البرد وكلاب الشوارع .
الشيخ .....الحمدلله ده انا لحقته فى اخر لحظة ده كان الكلب هينشه .
الحا جة ..الحمدلله .
خلاص روح بقه الحق الاقامة فى اى مسجد قريب وخلاص .
الشيخ تمام يا حاجة وخلى بالك من ادهم وزى ما قولتلك اعمليله شوية ينسون ولا كرواية .
حاضر يا حا ج انا نضفته ولفيته وهعمله دلوقتى .
ونزل الشيخ يصلى الفجر ويدعوا لادهم بالخير وانه يطلع انسان كويس ويكون ليه مكانة تعوضه عن الحرمان من والديه .
رجع الشيخ للبيت وشاف ادهم نايم فى حضن الحاجة ال هى كمان نامت وهى قاعدة وشيلاه فى حضنها .
فاخده بشويش منها وبص لملامحه وقال تبارك الله
ربنا يا ابنى يحسن خلقك كما احسن خلقك .
وحست الحا جة بيه وصحيت وقالت
انت جيت يا حج .
الشيخ...... اه الحمدلله
عملتى ايه معاه شرب اليانسون ؟
الحا جة.....اه ده يا ضنايا كان واقع من الجوع ويدوبك شرب معلقتين ونام عليهم زى ما انت شايف .
الشيخ......اهو مؤقتا هريح شوية لغاية ما لنهار يطلع وأقوم اشتريله لبن وهدوم وبامبرز .
الحاجة ..ان شاء الله يا حج .
..............
طلع النهار
والشيخ حسن ..نزل يشترى لبن صناعى من الصيدلية
وبامبرز وهدوم للرضيع أدهم .
ورجع الشيخ لزوجته ولما شفته داخل بحاجة أدهم راحت معيطة .
الشيخ حسن ..ليه كده بس يا حا جة بتبكى قد كده صعبان عليكى .
معلش ربنا أرحم بيه من أى حد .
الحاجة مش كده بس يا حج انت عارف ان ربنا مكرمناش بالخلفة .
فلما شوفتك وانت داخل بالحاجة رجعت بيه السنين اللى كنت بتخيلك و انت راجع من شغلك جايب حاجة ابننا اللى كنت بتمناه من ربنا بس الحمدلله ربنا يعوضنا بالولدان المخلدون فى الجنة .
الشيخ حسن ..الحمدلله ..يا حاجة .
وكل اللى كتبه ربنا حلو .
وانتى كل حاجة فى حياتى .ربنا لا يحرمنى منك .
واحنا هنراعى الولد وهناخد اجر ان شاءالله ويمكن يطلع صالح ويدعلنا فمش شرط الولد الصالح يكون من الصلب يعنى فإن شاءالله يكون هو .
اينعم مش هنقدر على تربيته عشان صحتنا وسننا
بس هوديه دار رعاية نضيفة وهصرف عليه وازوره لغاية ما ربنا يدينى العمر .
الحا جة .....ربنا يديك طول العمر والصحة يا حاج حسن .
الشيخ حسن ..يلا بقه حضرى للولد رضعة ومكتوب على العلبة الطريقة .
طيب يا حاج جبتله ببرونة يشرب بيها .
الشيخ ...يووه نسيت ومعرفش ما انا مش واخد على كده .
خلاص لبسيه الهدوم عقبال ما انزل اشترى ببرونة .
وبالفعل نزل واشترى وعاد بالزجاجة .
وحضرت له الحا جة الرضعة فشرب حتى شبع ونام .
وبعد يومين من الآن سيكون ليه حياة جديدة فى عالم اغرب .
وهى الحياة فى دار الايتام .
يا ترى هتكون حياته شكله ايه فيها ؟
وما سيعانى فيها والضرر الذى سيلحق به ؟
ده اللى هنعرفه فى الحلقات القادمة بإذن الله
ام فاطمة
( شيماءسعيد)
الحلقة الاولى
....................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أليس حقا لى أن أحب واتزوج من احبها بالحلال الطيب .
ام تريدون أن اقع معها فى الحرام مثلما فعل والدى .
لأخرج لكم ثمرة أخرى مثلى منبوذة من المجتمع .
تكون الجانى دائما رغم أنها الضحية .
مجتمع قاسى مازال يتعامل بأفكار قديمة رغم التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة .
مازال يحب الشخص الذى له أصول ونسب وشرف حتى إن كان الشخص نفسه إمعة .
ولكن على العكس من رحمة الله عز وجل أنه يعاملها على حساب كل نفس بما قدمت وليس بالشرف والنسب .
وأتذكر قول سيد الخلق اجمعين .
لو انا فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
مع انها ابنة سيد المجتمع بأكمله .
ردد ادهم تلك الكلمات القاسية عندما قوبِل طلبه بالزواج من حبيبة عمره ( سارة ) بالرفض .
وهذا ما دار بينه وبين والداها غليظ القلب .
والد سارة مستفهما عن حاله ومتعجبا لما آتى بمفرده .....
تقدر تقلى اهلك مجوش معاك ليه ؟
يعنى بمعنى "
فين ابوك وامك يا استاذ ادهم ؟
تعرق ادهم وقال بحرج ....يا عمى عشان اكون صريح معاك من اولها ، عشان أنا مبحبش الكدب .
وده جواز وانا عارف يعنى ايه معناه كويس واول شروطه أنه يتبنى على الصراحة عشان يستمر .
انا مليش اهل ولا اعرف مين ابويا وامى ولا أعرف جيت الدنيا ازاى ؟
ومش عارف هما لسه عايشين ولا ميتين وياريت اعرف بس للاسف معرفش عنهم حاجة ابدا .
والد سارة بتجهم.....يعنى ايه ملكش اهل ولا تعرفهم امال اتربيت ازاى وفين حضرتك ؟
ادهم وقد نكس رأسه خوفا من تأثير الكلمة على والداها ....... انا اتربيت فى دار رعاية ايتام ملجأ يعنى زى ما بتقولوا .
ثم تابع بقوله ""
بس مش مهم اتربيت ازاى ؟
المهم انا ايه دلوقتى ووصلت للنا فيه دلوقتى من فضل الله ثم مجهودى .
فأنا عندى شركة للملابس ورصيد فى البنك وسيارة احدث موديل يحلم بهم اى شاب تربى بين والديه .
والد سارة بحدة منفعلا ....سيبك من كل الكلام اللى قولته فى الاخر .
خلينا فى المهم ، حضرتك عايز تفهمنى انك لقيط وتربية ملاجىء وجى تجوز بنتى انا !
بنت الاصول والحسب والنسب تجوز واحد تربية ملاجىء .
فطاطا ادهم رأسه بخزى وعار لم يفعله هو ، فهو ليس الجانى بل المجنى عليه .
والد سارة بقسوة .......اسف يا فندم .
انا مجوزش بنتى للقيط لا اعرف اصله من فصله ولو يملك الدنيا كلها .
فانهارت سارة من البكاء لرفض ابيها زواجها من ادهم .
ثم اندفعت سارة إلى أبيها تتوسل إليه قائلة ...... يا بابا مش مهم ابوه مين ولا امه مين المهم هو مين وبيعمل
ايه؟
والد سارة....... اسكتى انتى دلوقتى ، انا حسابى معاكى بعدين .
عشان جيبالى واحد من الشارع تجوزيه يا هانم .
ثم وجه حديثه إلى ادهم "
اتفضل حضرتك معنديش بنات للجواز .
اخذ ادهم يقلب نظراته بين والد سارة وسارة التى تقف عاجزة عن فعل اى شىء يجعل ابيها يوافق على الزواج منه .
ولم يجد أمامه سوى الاستجابة لأمره بالمغادرة.
سارة ببكاء ....لا يا ادهم متمشيش ارجوك .
فدفعها والداها بقسوة .....أنتِ مجرمة وانا هحبسك ومش هتخرجى من البيت ده الا بيت اول عريس يتقدملك يا هانم .
ويلا خشى على اوضتك .
ثم قال لأدهم ....وانت اتفضل من غير مطرود .
وبالفعل خرج ادهم هائم على وجهه والحزن يملىء قلبه والدموع فى عينيه .
ويكاد يختنق فحاول فك رباطة عنقه لكى يتنفس ولكن دون فائدة وكأن الهواء نفذ من حوليه ويقول ما ذنبى ان لم يكن لدى ام ولا اب مثل باقى الناس ؟
انا كنت نتيجة لحظة عابرة بين اب وام فى الحرام
لحظة واحدة كانت كفيلة بضياعى والنبذ من مجتمع لا يرحم فما ذنبى ان امى لم ترحمنى ولم ترق لى ، وألقت بى فى الشارع .
وانهمرت الدموع من ادهم وكانت كالسيل .
ثم اسرع الى سيارته ليحتمى بيها من اعين الناس ولكن لم يستطيع القيادة .
اتصل ادهم بمدير اعمال وصديقه من ايام الطفولة فى ملجأ الايتام .
الو مجدى انا محتاجك ضرورى دلوقتى تعالى انا فى عربيتى على ناصية شارع سارة بس تعبان ومش قادر اسوق فتعال انا هستناك .
مجدى بفزع .... سلامتك يا صاحبى انا جيلك حالا .
وركب مجدى التاكسى ووصل عند ادهم ال شوره من العربية عشان يجيله ويركب مكانه .
وفعلا ركب مجدى وقال ايه حصل بس يا ادهم فهمنى ؟
ادهم بصوت ضعيف .....لو سمحت يا مجدى انا مش قادر اتكلم دلوقتى .
فممكن نأجل كلامنا لبعدين وانا هبقى احكيلك كل ال حصل .
مجدى .... ولو انى حاسس بيك وعارف بس هسكت دلوقتى وهسيبك تستريح .
ووصله مجدى للبيت وطلعه بنفسه للشقة ودخله ونيمه على السرير .
مجدى...... تحتاج اى حاجة اجبهالك ؟
ادهم لو سمحت نولنى من الدرج برشام المهدء .
مجدى....... انت لسه بتخده حرام عليك صحتك ده هيأثر عليك فيما بعد .
ادهم..... لو مخدتهوش مش بقدر انام فمعلش نولهولى عايز انام ارجوك وهتلى كوباية مية .
مجدى .....حاضر وعطاله المهدء مع المية .
واخدهم أدهم وقال .... اتفضل انت شوف مشاغلك ومعلش تعبتك معايا .
مجدى..... انت بتقول ايه بس وتعب ايه انت اخويا وصاحبى بس انت صعبان عليه ومش عايز اسيبك .
أدهم..... لا متقلقش انا هنام شوية ولما اصحى هكون كويس بأمر الله .
الموبيل رن .
مجدى ......دى سارة أرد !
ادهم .....لا متردش واقفل الموبيل خالص مش عايزة اسمعه يرن خالص .
مجدى "''
بس كده هتقلق عليك اكتر .
ادهم...... لو سمحت اعمل اللى بقولك عليه ومعلش سابنى استريح .
مجدى..... زى ما تحب .
وخرج مجدى وهو حزين على صاحبه ،
وحدث نفسه "
مهما اجتهدنا وحقق ذاتنا فى المجتمع وقدرنا نبنى وسطهم قدر من الاحترام ولكن يبقى ماضينا ونشأتنا وصمة عار تتعبنا فى كل مكان .
نام ادهم على اثر المهدء .
وفى احلامه تذكر طفولته فى الدار وتذكر المربية التى حدثته عن كيف جاء الى الدار ؟
فقصتنا ستكون عبارة عن حلم مؤلم صعب وحياة مريرة لصاحبها ادهم .
ويا ليته يفوق من الحلم ليعلم انه كان مجرد حلم ولكن للاسف حلم يجسده واقع اليم .
..........
أدهم اغمض عينيه فتصارعت الاحلام وليت جفنه لم ينم فيتذكر فى كل حلم ما يريد ان ينساه .
تذكر ""
امرأة تصارعها الام المخاض فتختبىء فى بير سلم لتضع مولودها وكما خرج المخاض منها فقد خرج قبله الرحمة من قلبها .
فقد نزعت من احشائها طفلها ثم قطعت الحبل السرى بمقص كان معها .
فاى قلب هذا الذى تملكين ، انه قلب ميت .
نعم قد ارتجفت من الالم والخوف والبرد ولكنها ما هى إلا لحظات ومضت ولكن مولودها سيعيش هذه اللحظات طوال عمره وليس له ذنب .
بعد أن وضعت مولودها ، قامت بلفه فى قماشة خرقاء وخرجت به تتلفت حتى لا يراها احد .
ثم مضت به إلى اول الطريق وعلى بعد سنتيمترات من المسجد ووضعته على الأرض وفرت هاربة .
ولم تعير صرخاته من الجوع اهتمامها وكأنه مات قلبها يوم ام تركته يصارع الجوع وربما الموت من الجوع أو يكون وجبة شهية للكلاب الضالة للأسف .
وتشاء الإرادة الإلهية أن ينقذه الشيخ حسن من الموت على يد الكلاب الضالة .
حيث كان فى طريقه إلى المسجد قبل صلاة الفجر ليفتحه ويؤذن للصلاة .
فسمع نباح الكلاب كما سمع صرخات رضيع .
ففزعت وأخذ يقترب من الصوت ، حتى كاد قلبه أن يسقط منه وهو يرى الكلاب مجتمعة على طفل رضيع ملقى فى جانب الطريق .
فأسرع لقذفهم بالحجارة سريعا حتى يبتعدوا عنه .
وبالفعل ابتعد الكلاب عن الرضيع ، فأسرع إليه الشيخ .
وحمله وضمه لصدره ليهدء من البكاء ويدفيه من البرد وهو يقول لا حول ولا قوة الا بالله.
واستغفر الله العظيم ، مين اللى معندهوش قلب ده يرمى قطعة من قلبه للكلاب ينهشوها .
قاتلهم الله وعقابهم فى الدنيا والاخرة .
ثم خلع الشيخ عبائته ولف بها الرضيع الذى يرتجف من البرد وذهب به الى زوجته .
وكان الاثنين طاعنين فى السن .
فدخل عليها بالرضيع وهو يصرخ من الجوع .
حسن ""
يا حاجة خدى بسرعة الولد ده لقيته مرمى قدام الجامع حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى رماه معندهمش رحمة فى قلوبهم شوفي اى حاجة تدفيه ولا تأكليه .
الحاجة ...... لا حول ولا قوة الا بالله
مين بس اللى يهون عليه يرمى ضناه كده !
ده اكيد جى من الحرررررام
الشيخ..... اسكتى يا حجة ربنا حليم ستار وذنبه ايه بس العيل الصغير ده منهم لله .
بس يا حاج ده لسه مولود مينفعش ياكل ده لسه بدمه كمان استغفر الله العظيم .
ده عايز لبن يا حاج .
الشيخ .....بس الصيدليات قافلة دلوقتى .
اعمليله اى حاجة شوية ينسون كررواية عقبال بس مالنهار يطلع واجبله لبن وبامبرز .
ودلوقتى دفيه باى حاجة عقبال مشتريله اى لبس.
الحا جة وبعدين يا حج ده مسئولية علينا احنا مش قدها .
وانا لو لسه صغيرة كنت ربيته والله بس انت شايف كبرت وبتحرك بالعافية ومقدرش اتحمل مسئولية عيل صغير .
الشيخ....... عارف بس خليه يومين كده وبعدين نبلغ الشرطة وهما هينقلوه اكيد ملجأ الايتام .
الحاجة....... لا حول ولا قوة الا بالله .
منها لله السبب اللى ترمى ضناها كده ويكون مسيره دار ايتام يتربى فيها بدل مايتربى فى حضنها .
وهيعيش منبوذ من الناس وهيتعاير بإن ملهوش اب ولا ام ولا اهل .
ربنا يتولاك يابنى برحمته
وبصت الحاجة للولد وقالت شوف يا حاج قد ايه جميل وشبه الملايكة والله ده خسارة فيهم .
والله انا حبيته خالص ما تيجى نسميه يا حاج .
الشيخ ....
نسميه نسميه نسميه
ايه رئيك فى ادهم ؟
الحاجة..... اسم جميل بس هنقول ادهم ايه بس لا حول ولا قوة الا بالله .
الشيخ كلنا عباد الله فيكون اسمه ادهم عبدالله .
الحاجة ......ربنا يتولاك ياابنى برحمته .
واخدته الحاجة فى حضنها وقامت بتنظيفه من اثر الدم الذى على جسده .
ثم قامت بلفه بشال صوف وغطته ببطانية .
وسمع الشيخ اذان الفجر فقال
....ياه انا أتاخرت على فتح المسجد .
وزمان الناس مشيوا دلوقتى عشان المسجد مقفول .
الحا جة ......معلش يا حا ج مهو غصبا عنك من اللى شوفته ربنا هيسامحك وهيجبر بخاطرك عشان سترت الولد وحميته من البرد وكلاب الشوارع .
الشيخ .....الحمدلله ده انا لحقته فى اخر لحظة ده كان الكلب هينشه .
الحا جة ..الحمدلله .
خلاص روح بقه الحق الاقامة فى اى مسجد قريب وخلاص .
الشيخ تمام يا حاجة وخلى بالك من ادهم وزى ما قولتلك اعمليله شوية ينسون ولا كرواية .
حاضر يا حا ج انا نضفته ولفيته وهعمله دلوقتى .
ونزل الشيخ يصلى الفجر ويدعوا لادهم بالخير وانه يطلع انسان كويس ويكون ليه مكانة تعوضه عن الحرمان من والديه .
رجع الشيخ للبيت وشاف ادهم نايم فى حضن الحاجة ال هى كمان نامت وهى قاعدة وشيلاه فى حضنها .
فاخده بشويش منها وبص لملامحه وقال تبارك الله
ربنا يا ابنى يحسن خلقك كما احسن خلقك .
وحست الحا جة بيه وصحيت وقالت
انت جيت يا حج .
الشيخ...... اه الحمدلله
عملتى ايه معاه شرب اليانسون ؟
الحا جة.....اه ده يا ضنايا كان واقع من الجوع ويدوبك شرب معلقتين ونام عليهم زى ما انت شايف .
الشيخ......اهو مؤقتا هريح شوية لغاية ما لنهار يطلع وأقوم اشتريله لبن وهدوم وبامبرز .
الحاجة ..ان شاء الله يا حج .
..............
طلع النهار
والشيخ حسن ..نزل يشترى لبن صناعى من الصيدلية
وبامبرز وهدوم للرضيع أدهم .
ورجع الشيخ لزوجته ولما شفته داخل بحاجة أدهم راحت معيطة .
الشيخ حسن ..ليه كده بس يا حا جة بتبكى قد كده صعبان عليكى .
معلش ربنا أرحم بيه من أى حد .
الحاجة مش كده بس يا حج انت عارف ان ربنا مكرمناش بالخلفة .
فلما شوفتك وانت داخل بالحاجة رجعت بيه السنين اللى كنت بتخيلك و انت راجع من شغلك جايب حاجة ابننا اللى كنت بتمناه من ربنا بس الحمدلله ربنا يعوضنا بالولدان المخلدون فى الجنة .
الشيخ حسن ..الحمدلله ..يا حاجة .
وكل اللى كتبه ربنا حلو .
وانتى كل حاجة فى حياتى .ربنا لا يحرمنى منك .
واحنا هنراعى الولد وهناخد اجر ان شاءالله ويمكن يطلع صالح ويدعلنا فمش شرط الولد الصالح يكون من الصلب يعنى فإن شاءالله يكون هو .
اينعم مش هنقدر على تربيته عشان صحتنا وسننا
بس هوديه دار رعاية نضيفة وهصرف عليه وازوره لغاية ما ربنا يدينى العمر .
الحا جة .....ربنا يديك طول العمر والصحة يا حاج حسن .
الشيخ حسن ..يلا بقه حضرى للولد رضعة ومكتوب على العلبة الطريقة .
طيب يا حاج جبتله ببرونة يشرب بيها .
الشيخ ...يووه نسيت ومعرفش ما انا مش واخد على كده .
خلاص لبسيه الهدوم عقبال ما انزل اشترى ببرونة .
وبالفعل نزل واشترى وعاد بالزجاجة .
وحضرت له الحا جة الرضعة فشرب حتى شبع ونام .
وبعد يومين من الآن سيكون ليه حياة جديدة فى عالم اغرب .
وهى الحياة فى دار الايتام .
يا ترى هتكون حياته شكله ايه فيها ؟
وما سيعانى فيها والضرر الذى سيلحق به ؟
ده اللى هنعرفه فى الحلقات القادمة بإذن الله
ام فاطمة
( شيماءسعيد)