الفصل الاول
في إحدي احياء مدينة جاردن سيتي، تعيش نور فتاة تبلغ من اربعة وعشرون عاما، ذات الشعر الغجري الطويل.
لونه لون الشمس في ساعة الظهيرة, ذات عيون بنية فاتحة وشفاه وردية صغيرة.
تخرج نور من القصر التي تعيش فيه بسرعة, وﺗﻨﺎدي ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق اﻷﺳﺘﺎذ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة واﻟﺬى ﯾﻌﻤﻞ ﻃﯿﺎر ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ.
ﻃﺎرق ﺷﺎب ﻃﻤﻮح ﺛﻼﺛﯿﻨﻲ اﻟﻌﻤﺮ، ﺷﺨﺼﯿﺘﻪ ﻗﻮﯾﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻪ، ﺟﻤﺎﻟﻪ ﺟﻤﺎل ﻧﺴﺒﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺒﺎب ﺟﯿﻠﻪ، ﻗﻤﺤﻲ اﻟﺒﺸﺮة ذو ﻟﺤﯿﺔ ﺳﻮداء كاحلة وﺷﻌﺮ أﺳﻮد ﻣﻤﺘﺪ ﻗﻠﯿﻼ , وﻋﯿﻮن ﺑﻨﯿﻪ ﻓﺎﺗﺤﻪ ايضا.
- ﯾﺨﺮج ﻃﺎرق ﺑﺴﯿﺎرﺗﻪ ﻣﺴﺮﻋًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﺬي ﺗﻌﯿﺶ ﻓﯿﻪ ﻧﻮر ﻣﻊ ﻋﻤﻬﺎ دﻛﺘﻮر ﯾﺤﯿﻰ وإﺑﻨﺘﻪ ﻟﯿﻠﻲ وزوﺟﺔ ﻋﻤﻬﺎ ﻣﺪام إﻟﻬﺎم ﻣﺘﺠﻬًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎر.
- ﻧﻮر : ﻃﺎرق، ﻃﺎرق اﺳﺘﻨﻲ ﺑﺲ اﺳﻤﻌﻨﻲ ﯾﺎ ﻃﺎرق أرﺟﻮك !
حاولت نور ان تلحق به ولكنها لم تنجح، فقد غادر طارق علي الفور.
- ﻓﻌﺎدت ﺗﺒﻜﻲ وهي ﺗﺤﺪث ﻧﻔﺴﻬﺎ : ﻛﺎن ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺴﻤﻌﻨﻲ ﯾﺎﻃﺎرق ﻓﻬﻤﺖ ﻏﻠﻂ اﻧﺖ فعلا ﺣﺒﯿﺒﻲ ﻟﻜﻦ ﻏﺼﺐ ﻋﻨﻲ، داﻋﻤﻲ اﻟﻠﻰ رﺑﺎﻧﻰ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﺑﺎﺑﺎ وﻣﺎﻣﺎ ﻓﻰ اﻟﺤﺎدث وﻫﻤﺎ راﯾﺤﯿﻦ ﯾﻌﺎﻟﺠﻮا ﯾﻮﺳﻒ اﺧﻮﯾﺎ ﺑﺮه ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﻛﻞ اﻟﺪﻛﺎﺗﺮة ﻓﺸﻠﻮا ﻓﻰ ﻋﻼﺟﻪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ
ﻣﺮض ﺧﻄﯿﺮ كان ﻣﻼزﻣﻪ ﻣﻦ ﯾﻮم وﻻدﺗﻪ.
ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اتقلبت ﺑﯿﻬﻢ وﻫﻤﺎ راﯾﺤﯿﻦ اﻟﻤﻄﺎر، ﻗﺎﻟﻮا وﻗﺘﻬﺎ اﻧﻬﺎ ﺣﺎدﺛﺔ ﺻﺪﻓﺔ ﻗﻀﺎء و ﻗﺪر !!
بعدها كانت اﻟﺤﯿﺎة ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﯿﺎ ﺟﺪًا، لكن ﻋﻤﻲ ﻛﺎن داﯾﻤﺎ ﻣﻌﺎﯾﺎ و واﻗﻒ ﺟﻨﺒﻲ ﺑﯿﺪﻋﻤﻨﻲ وﺑﯿﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ أﺣﺰاﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪان ﻋﯿﻠﺘﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ .
أﻣﺎ ﻟﯿﻠﻰ مش مجرد ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻲ وبس دي أﺧﺘﻲ وأﻛﺘﺮ ﻣﻦ أﺧﺖ كمان.
عشرة اﯾﺎﻣﻲ ، وذﻛﺮﯾﺎﺗﻲ , واﺣﻼﻣﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎﻫﺎ …
ازاي أﻛﺴﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ! ازاي ؟
حينها وﻗﻔﺖ ﻧﻮر ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺔ ببكائها اﻟﺬي ﻗﺪ ﻏﯿﻢ رؤﯾﺘﻬﺎ، ﻓﺸﻌﺮت ﺑﺒﺮودة اﻋﺼﺎﺑﻬﺎ وﺑﻠﻤﺴﺔ ﻗﺪ ﺳﺮت ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ، ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻤﺴﺔ اﻟﻘﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮت ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻟﻠﻔﺮاغ وﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﺣﯿﻨﻬﺎ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺤﻜﺎﯾﺔ .
" ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﯿﻠﺔ حتي دﺧﻠﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وقابلت ﻃﺎرق، فقد كان استاذي اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ، رجل يملك جمالا ملحوظا يجعل كل من راه يغرم به بلا مقدمات , وذلك ماحدث لي فقد احببته حينما رأيته , حب عند اللقاء الاول , وليس كما يراه ويحبه الاخرين , ولكنه كان شيئا غريبا جعلني لاانتبه الي محاضرته وما يلقيه الينا.
وكلما اقترب منا وهو يتحدث اذدادت ضربات قلبي وشعرت بلمسة قوية قد صارت بجسدي، وكأن ماس كهربي قد لحق بي, ولكنه ليس كذلك فقد كان لها بقلبي مذاقا اخر
شعور المتيمه بحبه منذ زمن بعيد وكأنني احببته من قبل.
ﻓﺤﯿﻨﻤﺎ دﺧﻞ أول ﻣﺮة إﻟﯿﻨﺎ اﻟﻤﺪرج ﺷﻌﺮت ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺈﺣﺴﺎس ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﺪ ﻟﺤﻖ ﺑﻲ ﺣﯿﻨﻬﺎ !!!!
ﻓﺄﺣﺒﺒﺘﻪ ﺑﻼ ﻣﺒﺮر أو ﺳﺒﺐ أو ﻣﻮﻋﺪ ﺳﺎﺑﻖ، أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول.
اصبحت في تلك الحالة لم اعي من حولي حتي ادركت بانني اجلس في اخر مقاعد المدرج والجميع يغادر، هنا انتبهت وتقدمت اليه وهو يلملم اشياءه استعدادا للرحيل
فقلت بخجل:
دﻛﺘﻮر، دﻛﺘﻮر، ﺣﻀﺮﺗﻚ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﻲ ﻗﻠﺖ ﻋﻠﯿﻪ ﻛﺎن ﻋﻨﺪي ﻣﻨﻪ ﻧﺴﺨﺔ وﻗﺮﯾﺘﻪ .
- ﻃﺎرق ﺑﺎﻧﺒﻬﺎر: ﺑﺠﺪ! ﻃﯿﺐ ﺣﺴﯿﺘﻲ ﺑﺎﯾﻪ واﻧﺘﻲ ﺑﺘﻘﺮأي ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﯿﺮان واﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺔ ؟
ﻧﻮر ﺑﺎرﺗﺒﺎك: ﻫﺎ! اﯾﻮة اﯾﻮة ، ﺣﺴﯿﺖ اﻧﻲ ﻃﺎﯾﺮه ﯾﺎ دﻛﺘﻮر، و ﻣﺶ ﻋﺎوزة أﻧﺰل ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻠﻰ اﻷرض ووووو .
فأﻋﺠﺐ ﻃﺎرق ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﺠﺬاب وﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻟﻸﺷﯿﺎء ﺑﺎﻧﺒﻬﺎر، وﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﯾﻼﺣﻆ ﻓﯿﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻛﻬﺬه اﻟﻨﻮر , واﻧﺨﻄﻒ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻠﻢ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺗﺤﺐ اﻟﻘﺮاءة ، وأﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ دار ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻛﻬﻮاﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ اﻻﺿﻄﻼع واﻟﻜﺘﺐ .
- أﻣﺎ ﻨﻮر فعندما ﻻﺣﻈﺖ انبهاره ورأت أﻧﻪ أﯾﻀَﺎ ﯾﺤﺐ اﻟﻘﺮاءة
ﻗﺮرت أن ﺗﺪﻋﻮه ﻟﺤﻔﻞ ﺗﻮﻗﯿﻊ ﺳﻮف ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ دار ﻨﺸﺮ ﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﺒﯿﺮ، ﻓﻘﺒﻞ اﻟﺪﻋﻮة .
ﯾﻮم وآﺧﺮ ﯾﻤﺮ وﻧﻮر ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﺗﺠﺎه ﻃﺎرق، ﺣﺐ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻨﻬﺎ و ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺸﻰ أن ﺗﻌﯿﺶ ﻓﻰ أﺣﻼم واﻫﯿﺔ ، و ﻻ ﺳﯿﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮأ دوﻣﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺺ اﻟﺤﺐ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪوم.
واﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﺮاق أو ﻣﻮت أﺣﺪ اﻷﺑﻄﺎل، أو اﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف واﺣﺪ ﻓﺘﺨﺸﻰ أن ﺗﺤﺐ و ﻻ ﺗﻠﻘﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺬاب .
اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻧﻮر وﻟﯿﻠﻰ ...
ﻟﯿﻠﻲ : ﺧﺮﺟﺘﻰ ورا ﻃﺎرق ﻟﺤﻘﺘﯿﻪ ؟
ﻧﻮر : ﻻااا ﻣﻠﺤﻘﺘﻮش ﯾﺎﻟﯿﻠﻰ ﻣﻠﺤﻖ ﺗﻮووش
ﻟﯿﻠﻲ : اﯾﻪ ﺑﯿﻨﻚ و ﺑﯿﻨﻪ ﯾﺎ ﻧﻮر ﺻﺎرﺣﯿﻨﻲ ؟
ﻟﻬﻔﺘﻚ وﺣﺰﻧﻚ ده ﻣﺶ ﻣﻄﻤﻨﻲ .. ﻃﺎرق ﻫﻮ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﯾﺎ ﻧﻮر، ﺻﺤﯿﺢ اﻧﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﯿﻨﻲ ﻋﻠﯿﻪ ﺑﺲ ﻫﻮ اﻟﺤﺐ اﻟﻠﻲ ﻋﺎﯾﺶ ﺟﻮاﯾﺎ
وﻣﻦ ﻏﯿﺮه اﻣﻮت، ﻓﺎﻫﻤﻪ .
ﻫﻨﺎ اﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻧﻮر ﺑﺪفء ﺣﻀﻦ ﺗﻜﺎد اﻟﻀﻠﻮع ﻓﯿﻪ أن ﺗﻨﻜﺴﺮ وﻫﻲ ﺗﻤﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻼت ﺷﻌﺮﻫﺎ اﻟﺮﻗﯿﻖ ﺣﺘﻰ اﻧﺴﺤﺒﺖ دﻣﻌﺔ رﻗﯿﻘﻪ ﻋﻠﻰ
ﻛﺘﻒ ﻟﯿﻠﻲ وﻫﻲ ﻻﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ.
- ﻛﯿﻒ وﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ أﺣﺪ ﺳﻮاﻫﺎ و ﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻤﺮارة اﻷﻟﻢ و اﻻوﺟﺎع ﻏﯿﺮﻫﺎ و ﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ أن ﺗﺼﻤﺖ وﺗﺼﻤﺖ وﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ.
ﺗﺘﺄﻟﻢ وﻻ ﺗﺒﻮح ﯾﻜﻔﯿﻬﺎ أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء و ﺗﻘﻮل " ﯾﺎرب أﻋﻨﻲ" .
- ﻧﻮر ﺑﺎﻧﻜﺴﺎر: ﻓﺎﻫﻤﻪ ﯾﺎ ﻟﯿﻠﻰ ﻓﺎﻫﻤﻪ .
ﻣﻔﯿﺶ ﺣﺎﺟﻪ ﺑﯿﻨﺎ ﻣﺘﻘﻠﻘﯿﺶ اﻧﺘﻲ أﺧﺘﻲ ﯾﺎ ﻟﯿﻠﻰ و ﻣﻔﯿﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻔﺮق ﺑﯿﻨﺎ ﺻﺪﻗﯿﻨﻲ .
وﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﺘﻰ دق ﻫﺎﺗﻒ اﻟﻤﻨﺰل ﻟﺘﺠﯿﺐ ﻟﯿﻠﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻔﻮر : أﻟﻮ ﻣﯿﻦ ﻣﻌﺎﯾﺎ ، ﻃﺎرق!
ﻃﺎرق ﻣﺎﻟﻪ !!!! اﯾﻪ اﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ؟
- ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ ﺣﺘﻲ ﻓﻘﺪت ﻟﯿﻠﻲ وﻋﯿﻬﺎ ﺗﺪرﯾﺠﯿًﺎ، وﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻲ اﻷرض ، ﻟﺘﺴﺮع اﻟﯿﻬﺎ ﻧﻮر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﺎ وﻗﺎﻟﺖ:
ﺑﻔﺰع : ﻟﯿﻠﻲ ، ﻟﯿﻠﻲ ، ﻓﯿﻪ اﯾﻪ ؟
ﺛﻢ ﺻﺮﺧﺖ نور: ﺑﺎﺑﺎ ، ﻣﺎﻣﺎ اﻟﺤﻘﻮﻧﻲ ﻟﯿﻠﻰ اﻏﻤﻰ ﻋﻠﯿﻬﺎ تاني .
- ﻟﯿﻠﻰ ﻓﺘﺎة ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 22 ﻋﺎﻣَﺎ ﻗﻤﺤﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮة ، ﺷﻌﺮﻫﺎ أﺳﻮد ﻛﺎﻟﻠﯿﻞ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺘﻪ ﻋﯿﻮن ﻛﺤﯿﻠﻪ و ﻣﻼﻣﺢ اﻧﺜﻮﯾﺔ رﻗﯿﻘﺔ داﺋﻤَﺎ.
ﯾﺸﺒﻬﻮﻧﻬﺎ ب " ﻓﯿﺮوز " اﻟﻤﻄﺮﺑﺔ ﻓﺼﻮﺗﻬﺎ ﻋﺬب ﻣﺜﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﻓﯿﺮوز ﺣﻘَﺎ .
- اﺳﺘﺎذ ﯾﺤﯿﻲ دﻛﺘﻮر ﺟﺎﻣﻌﻲ ﯾﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 50 ﻋﺎﻣَﺎ ، ﺣﻨﻮن ﻷﻗﺼﻰ درﺟﺔ ﺑﺄوﻻد ه ﯾﺤﺒﻬﻢ و ﯾﻌﺸﻘﻬﻢ ﺑﺠﻨﻮن.
ﻟﺪرﺟﺔ اﻧﻪ ﯾﻨﻔﺬ ﻣﺎ ﯾﻄﻠﺒﻮه ﺑﻼ ﺗﺮدد.
ﯾﺤﺐ ﻧﻮر ﺟﺪا وﻟﻤﺎ ﻻ ! ﻓﻬﻮ اﻟﺬي رﺑﺎﻫﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﺧﻮه ﺑﺸﻤﻬﻨﺪس ﯾﺎﺳﺮ
و زوﺟﺘﻪ ﻣﺪام ﻛﻮﺛﺮ و اﺧﻮﻫﺎ ﯾﻮﺳﻒ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدث اﻷﻟﯿﻢ ، واﻟﺬي ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت ﺣﯿﻨﺬاك.
- اﻣﺎ ﻧﻮر ﻓﻬﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﺑﯿﻦ أﺣﻀﺎﻧﻪ، واﻟﺘﻲ ﯾﺮى ﻓﯿﻬﺎ ﻫﺪوء واﻟﺪﻫﺎ اﻟﺮاﺣﻞ و ﺣﻨﯿﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﺗﺆاﻣﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻮر ﻫﻲ ﺣﯿﺎﺗﻪ اﻟﺠﻤﯿﻠﺔ ﻣﺎﺿﯿﻪ و ﺣﺎﺿﺮه .
- ﻟﻘﺪ رأت ﻧﻮر اﻟﺪفء واﻟﺤﻨﺎن ﻓﻲ أﺣﻀﺎن ﻋﻤﻬﺎ اﺑﯿﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ وأﺳﺮﺗﻪ .
- ﻣﺪام اﻟﻬﺎم امرأة تبلغ من العمر اربعون عاما، ﺷﺨﺼﯿﺘﻬﺎ ﺻﺎرﻣﺔ ﻷﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود ﺗﺒﺪو ﻗﻮﯾﺔ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻧﺘﻘﺎداتها اﻟﺸﺪﯾﺪة.
ﻓﻬﻲ ﺗﺤﺐ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ و اﻟﺼﺮاﺣﺔ ﻓﻼ ﺗﺨشي اﺣﺪ، وﻟﻜﻦ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺳﺘﺮى ﻛﻢ ﻫﻲ ﻃﯿﺒﺔ وﺣﻨﻮﻧﺔ.
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺐ أن ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﺒﻄﻦ ﻛﻲ ﻻ ﯾﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻟﻐﯿﺮ .
ﻓﻼش اﻟﺤﺎﺿﺮ ...
- ذﻫﺒﺖ اﻟﻬﺎم و ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻰ ﺻﻮت ﻧﻮر اﻟﺬى اﻫﺘﺰت ﻟﻪ ارﻛﺎن اﻟﻤﻨﺰل .
اﻟﻬﺎم وﯾﺤﯿﻰ ﻓﻲ آن واﺣﺪ : أي ﯾﺎﻧﻮر، ﻓﯿﻪ أي ؟ ﻟﯿﻠﯽ ﻣﺎﻟﻬﺎ ؟ واﯾﻪ ﺣﺼﻞ ؟
فترد ﻧﻮر ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ وﺑﻜﺎء : ﻟﯿﻠﻲ اﻏﻤﻲ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺗﺎﻧﻲ ﯾﺎ ﻣﺎﻣﺎ .
واﺗﺠﻬﺖ ﻧﻮر ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻟﺘﻄﻠﺐ اﻟﺪﻛﺘﻮر.
- اﺧﺬت ﻧﻮر اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺬي ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﻘﺪت ﻟﯿﻠﻲ وﻋﯿﻬﺎ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﯾﻘﻮل: أﻟﻮ! أﻟﻮ ! ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ؟ روﺣﺘﻲ ﻓﯿﻦ ﯾﺎﻓﻨﺪم ؟
- ﻧﻮر ﺑﻘﻠﻖ : اﯾﻮة ﻣﯿﻦ ﺣﻀﺮﺗﻚ؟
اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ، ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘﻲ ﯾﺎﻓﻨﺪم ﻣﺶ ﻋﺎرﻓﯿﻦ ﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻏﯿﺮ اﻻﺳﻢ
وﻟﻘﯿﻨﺎ اﻟﺮﻗﻢ ده اﺧﺮ رﻗﻢ ﻛﻠﻤﻪ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق ﻟﻮ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﯾﺎﻓﻨﺪم ﺣﺪ ﻣﻦ اﻫﻠﻪ اﺣﻨﺎ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎرك
ﻷن ﺣﺼﻞ اﻧﻔﺠﺎر ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﻠﻲ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق واﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ راﯾﺤﻪ أﺛﯿﻨﺎ وﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺟﺔ .
- فلم ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻮر ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻇﻠﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺔ.
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﺘﻤﺎﺳﻚ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺜﯿﺮ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻗﻮﻟﻲ اﻟﻌﻨﻮان اﯾﻪ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ …؟؟
- ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ أﺟﺮﯾﺖ ﻧﻮر اﺗﺼﺎﻻ آﺧﺮ ﺑﻄﺒﯿﺐ ﻟﯿﻠﻲ وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أن ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل .
اﻣﺎ ﻧﻮر ﻓﻘﺪ اﺣﺴﺖ ﺑﺪوار ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﺴﺮﻋﻪ وﻟﻢ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻷي ﺷﻲء ﺧﻠﻔﻬﺎ، وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ آﺧﺮ إﻟﻰ أن وﺻﻠﺖ ﻟﻠﻤﺸﻔﻰ وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺔ ﻃﺎرق وأﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻟﺪﺧﻮل اﺳﺘﻮﻗﻔﻬﺎ دﻛﺘﻮر.
ﻣﺮﺗﻀﻰ ﻗﺎﺋﻼ : ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺗﻌﺮﻓﻲ دﻛﺘﻮر ﻃﺎرق ؟؟؟
ﻧﻮر ﺑﺪﻣﻮع ﻣﻨﻬﻤﺮة وارﺗﺒﺎك : أ أ أﻧﺎ ﺧﻄﯿﺐ، ﻗﺼﺪي ﻗﺮﯾﺒﻪ ﻃﺎرق ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺘﻪ أي ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ . - ﻓﺄﺟﺎب دﻛﺘﻮر ﻣﺮﺗﻀﻰ : اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ان ﺣﺼﻞ اﻧﻔﺠﺎر ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﻄﯿﺎرة و ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ اﺻﺎﺑﺎت وﻟﻼﺳﻒ اﻟﺤﺎﻻت ﻓﻲ وﺿﻊ ﺻﻌﺐ، وﻓﻲ ﻧﺎس ماتوا و ﻓﻲ اﻟﻠﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺣﺮﺟﺔ .
- اﻣﺎ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق ﻓﺤﺎﻟﺘﻪ ﺧﻄﯿﺮة ، ﻋﻨﺪه ﺿﻤﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ودﺧﻞ ﻓﻲ ﻏﯿﺒﻮﺑﺔ و ﻟﺴﻪ ﻣﻨﻌﺮﻓﺶ اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺻﻠﺖ ﻻﯾﻪ ؟
ﺑﺲ ﻧﺴﺘﻨﻲ اﻟـ 24 ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺠﺎﯾﯿﻦ وﻫﻨﻌﺮف ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ادﻋﯿﻠﻪ.
ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻧﻮر ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ وﺗﻘﻮل: ﯾﺎرب اﺣﻔﻈﻪ ﻟﯿﺎ ﻣﻠﯿﺶ ﻏﯿﺮک ﯾﺎ رب ﻣﻌﺮﻓﺘﺶ اﻗﻮﻟﻪ اﻧﻰ ﺑﺤﺒﻪ ﻣﻌﺮﻓﺘﺶ .
ﻓﻼش ﺑﺎك ..
- ذﻫﺐ ﻃﺎرق إﻟﻰ دار اﻟﻨﺸﺮ وﻓﻘﺎَ ﻟﺪﻋﻮة ﻧﻮر ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر.
ﻧﻮر : ﻣﺒﺴﻮﻃﻪ اوي ﯾﺎدﻛﺘﻮر اﻧﻚ ﺟﯿﺖ .
. - ﻃﺎرق : ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺑﺮة اﻟﺠﺎﻣﻌﻪ ﯾﺒﻘﻰ اﺳﻤﻲ ﻃﺎرق ﺑس ﯾﺎﻧﻮر .
- ﻧﻮر ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺧﺠﻞ : ﺣﺎﺿﺮ ﯾﺎ دﻛﺖ ، ﻗﺼﺪي ﯾﺎﻃﺎرق.
- دﺧﻞ ﻃﺎرق دار اﻟﻨﺸﺮ , واﻋﯿﻨﻪ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻟﻨﻮر وﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ، ﻓﺘﺎرة ﺗﺘﺤﺪث ﻓﯿﻐﺮم ﺑﻬﺎ , وﺗﺎرة ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻟﻐﯿﺮه ﻓﯿﻐﺎر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﻘﺪﻣﺎت، وﺗﺎرة أﺧﺮي ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﻧﺪوة ﻗﺪ ﺧﺼﺼﺘﻬﺎ اﻟﺪار ﻓﯿﺰداد إﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﻬﺎ.
وﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﻀﺮت ﻟﯿﻠﻰ ودﻛﺘﻮر ﯾﺤﯿﻰ وﻣﺪام اﻟﻬﺎم، وﻫﻨﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻧﻮر دﻛﺘﻮر ﻃﺎرق اﻟﻲ ﻋﻤﻬﺎ وزوﺟﺔ ﻋﻤﻬﺎ و ﻟﯿﻠﻲ ..
ﻟﯿﻠﻲ ﺑﺸﺨﺼﯿﺘﻬﺎ اﻟﻌﻔﻮﯾﺔ و ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ﺟﺬﺑﺖ اﻟﺠﻤﯿﻊ وﻃﺎرق أﯾﻀًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺰت اﻟﻔﺮﺻﻪ ودﻋﺘﻪ ﻟﺤﻀﻮر ﺣﻔﻞ ﻋﯿﺪ ﻣﯿﻼدﻫﺎ، ﻓﻮاﻓﻖ وﻟﺒﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﻓﻘﺪ أﺣﺐ ﻧﻮر وﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ .
لونه لون الشمس في ساعة الظهيرة, ذات عيون بنية فاتحة وشفاه وردية صغيرة.
تخرج نور من القصر التي تعيش فيه بسرعة, وﺗﻨﺎدي ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق اﻷﺳﺘﺎذ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة واﻟﺬى ﯾﻌﻤﻞ ﻃﯿﺎر ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ.
ﻃﺎرق ﺷﺎب ﻃﻤﻮح ﺛﻼﺛﯿﻨﻲ اﻟﻌﻤﺮ، ﺷﺨﺼﯿﺘﻪ ﻗﻮﯾﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻪ، ﺟﻤﺎﻟﻪ ﺟﻤﺎل ﻧﺴﺒﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺒﺎب ﺟﯿﻠﻪ، ﻗﻤﺤﻲ اﻟﺒﺸﺮة ذو ﻟﺤﯿﺔ ﺳﻮداء كاحلة وﺷﻌﺮ أﺳﻮد ﻣﻤﺘﺪ ﻗﻠﯿﻼ , وﻋﯿﻮن ﺑﻨﯿﻪ ﻓﺎﺗﺤﻪ ايضا.
- ﯾﺨﺮج ﻃﺎرق ﺑﺴﯿﺎرﺗﻪ ﻣﺴﺮﻋًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﺬي ﺗﻌﯿﺶ ﻓﯿﻪ ﻧﻮر ﻣﻊ ﻋﻤﻬﺎ دﻛﺘﻮر ﯾﺤﯿﻰ وإﺑﻨﺘﻪ ﻟﯿﻠﻲ وزوﺟﺔ ﻋﻤﻬﺎ ﻣﺪام إﻟﻬﺎم ﻣﺘﺠﻬًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎر.
- ﻧﻮر : ﻃﺎرق، ﻃﺎرق اﺳﺘﻨﻲ ﺑﺲ اﺳﻤﻌﻨﻲ ﯾﺎ ﻃﺎرق أرﺟﻮك !
حاولت نور ان تلحق به ولكنها لم تنجح، فقد غادر طارق علي الفور.
- ﻓﻌﺎدت ﺗﺒﻜﻲ وهي ﺗﺤﺪث ﻧﻔﺴﻬﺎ : ﻛﺎن ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺴﻤﻌﻨﻲ ﯾﺎﻃﺎرق ﻓﻬﻤﺖ ﻏﻠﻂ اﻧﺖ فعلا ﺣﺒﯿﺒﻲ ﻟﻜﻦ ﻏﺼﺐ ﻋﻨﻲ، داﻋﻤﻲ اﻟﻠﻰ رﺑﺎﻧﻰ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﺑﺎﺑﺎ وﻣﺎﻣﺎ ﻓﻰ اﻟﺤﺎدث وﻫﻤﺎ راﯾﺤﯿﻦ ﯾﻌﺎﻟﺠﻮا ﯾﻮﺳﻒ اﺧﻮﯾﺎ ﺑﺮه ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﻛﻞ اﻟﺪﻛﺎﺗﺮة ﻓﺸﻠﻮا ﻓﻰ ﻋﻼﺟﻪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ
ﻣﺮض ﺧﻄﯿﺮ كان ﻣﻼزﻣﻪ ﻣﻦ ﯾﻮم وﻻدﺗﻪ.
ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اتقلبت ﺑﯿﻬﻢ وﻫﻤﺎ راﯾﺤﯿﻦ اﻟﻤﻄﺎر، ﻗﺎﻟﻮا وﻗﺘﻬﺎ اﻧﻬﺎ ﺣﺎدﺛﺔ ﺻﺪﻓﺔ ﻗﻀﺎء و ﻗﺪر !!
بعدها كانت اﻟﺤﯿﺎة ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﯿﺎ ﺟﺪًا، لكن ﻋﻤﻲ ﻛﺎن داﯾﻤﺎ ﻣﻌﺎﯾﺎ و واﻗﻒ ﺟﻨﺒﻲ ﺑﯿﺪﻋﻤﻨﻲ وﺑﯿﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ أﺣﺰاﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪان ﻋﯿﻠﺘﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ .
أﻣﺎ ﻟﯿﻠﻰ مش مجرد ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻲ وبس دي أﺧﺘﻲ وأﻛﺘﺮ ﻣﻦ أﺧﺖ كمان.
عشرة اﯾﺎﻣﻲ ، وذﻛﺮﯾﺎﺗﻲ , واﺣﻼﻣﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎﻫﺎ …
ازاي أﻛﺴﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ! ازاي ؟
حينها وﻗﻔﺖ ﻧﻮر ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺔ ببكائها اﻟﺬي ﻗﺪ ﻏﯿﻢ رؤﯾﺘﻬﺎ، ﻓﺸﻌﺮت ﺑﺒﺮودة اﻋﺼﺎﺑﻬﺎ وﺑﻠﻤﺴﺔ ﻗﺪ ﺳﺮت ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ، ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻤﺴﺔ اﻟﻘﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮت ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻟﻠﻔﺮاغ وﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﺣﯿﻨﻬﺎ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺤﻜﺎﯾﺔ .
" ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﯿﻠﺔ حتي دﺧﻠﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وقابلت ﻃﺎرق، فقد كان استاذي اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ، رجل يملك جمالا ملحوظا يجعل كل من راه يغرم به بلا مقدمات , وذلك ماحدث لي فقد احببته حينما رأيته , حب عند اللقاء الاول , وليس كما يراه ويحبه الاخرين , ولكنه كان شيئا غريبا جعلني لاانتبه الي محاضرته وما يلقيه الينا.
وكلما اقترب منا وهو يتحدث اذدادت ضربات قلبي وشعرت بلمسة قوية قد صارت بجسدي، وكأن ماس كهربي قد لحق بي, ولكنه ليس كذلك فقد كان لها بقلبي مذاقا اخر
شعور المتيمه بحبه منذ زمن بعيد وكأنني احببته من قبل.
ﻓﺤﯿﻨﻤﺎ دﺧﻞ أول ﻣﺮة إﻟﯿﻨﺎ اﻟﻤﺪرج ﺷﻌﺮت ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺈﺣﺴﺎس ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﺪ ﻟﺤﻖ ﺑﻲ ﺣﯿﻨﻬﺎ !!!!
ﻓﺄﺣﺒﺒﺘﻪ ﺑﻼ ﻣﺒﺮر أو ﺳﺒﺐ أو ﻣﻮﻋﺪ ﺳﺎﺑﻖ، أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول.
اصبحت في تلك الحالة لم اعي من حولي حتي ادركت بانني اجلس في اخر مقاعد المدرج والجميع يغادر، هنا انتبهت وتقدمت اليه وهو يلملم اشياءه استعدادا للرحيل
فقلت بخجل:
دﻛﺘﻮر، دﻛﺘﻮر، ﺣﻀﺮﺗﻚ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﻲ ﻗﻠﺖ ﻋﻠﯿﻪ ﻛﺎن ﻋﻨﺪي ﻣﻨﻪ ﻧﺴﺨﺔ وﻗﺮﯾﺘﻪ .
- ﻃﺎرق ﺑﺎﻧﺒﻬﺎر: ﺑﺠﺪ! ﻃﯿﺐ ﺣﺴﯿﺘﻲ ﺑﺎﯾﻪ واﻧﺘﻲ ﺑﺘﻘﺮأي ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﯿﺮان واﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺔ ؟
ﻧﻮر ﺑﺎرﺗﺒﺎك: ﻫﺎ! اﯾﻮة اﯾﻮة ، ﺣﺴﯿﺖ اﻧﻲ ﻃﺎﯾﺮه ﯾﺎ دﻛﺘﻮر، و ﻣﺶ ﻋﺎوزة أﻧﺰل ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻠﻰ اﻷرض ووووو .
فأﻋﺠﺐ ﻃﺎرق ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﺠﺬاب وﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻟﻸﺷﯿﺎء ﺑﺎﻧﺒﻬﺎر، وﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﯾﻼﺣﻆ ﻓﯿﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻛﻬﺬه اﻟﻨﻮر , واﻧﺨﻄﻒ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻠﻢ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺗﺤﺐ اﻟﻘﺮاءة ، وأﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ دار ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻛﻬﻮاﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ اﻻﺿﻄﻼع واﻟﻜﺘﺐ .
- أﻣﺎ ﻨﻮر فعندما ﻻﺣﻈﺖ انبهاره ورأت أﻧﻪ أﯾﻀَﺎ ﯾﺤﺐ اﻟﻘﺮاءة
ﻗﺮرت أن ﺗﺪﻋﻮه ﻟﺤﻔﻞ ﺗﻮﻗﯿﻊ ﺳﻮف ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ دار ﻨﺸﺮ ﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﺒﯿﺮ، ﻓﻘﺒﻞ اﻟﺪﻋﻮة .
ﯾﻮم وآﺧﺮ ﯾﻤﺮ وﻧﻮر ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﺗﺠﺎه ﻃﺎرق، ﺣﺐ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻨﻬﺎ و ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺸﻰ أن ﺗﻌﯿﺶ ﻓﻰ أﺣﻼم واﻫﯿﺔ ، و ﻻ ﺳﯿﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮأ دوﻣﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺺ اﻟﺤﺐ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪوم.
واﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﺮاق أو ﻣﻮت أﺣﺪ اﻷﺑﻄﺎل، أو اﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف واﺣﺪ ﻓﺘﺨﺸﻰ أن ﺗﺤﺐ و ﻻ ﺗﻠﻘﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺬاب .
اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻧﻮر وﻟﯿﻠﻰ ...
ﻟﯿﻠﻲ : ﺧﺮﺟﺘﻰ ورا ﻃﺎرق ﻟﺤﻘﺘﯿﻪ ؟
ﻧﻮر : ﻻااا ﻣﻠﺤﻘﺘﻮش ﯾﺎﻟﯿﻠﻰ ﻣﻠﺤﻖ ﺗﻮووش
ﻟﯿﻠﻲ : اﯾﻪ ﺑﯿﻨﻚ و ﺑﯿﻨﻪ ﯾﺎ ﻧﻮر ﺻﺎرﺣﯿﻨﻲ ؟
ﻟﻬﻔﺘﻚ وﺣﺰﻧﻚ ده ﻣﺶ ﻣﻄﻤﻨﻲ .. ﻃﺎرق ﻫﻮ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﯾﺎ ﻧﻮر، ﺻﺤﯿﺢ اﻧﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﯿﻨﻲ ﻋﻠﯿﻪ ﺑﺲ ﻫﻮ اﻟﺤﺐ اﻟﻠﻲ ﻋﺎﯾﺶ ﺟﻮاﯾﺎ
وﻣﻦ ﻏﯿﺮه اﻣﻮت، ﻓﺎﻫﻤﻪ .
ﻫﻨﺎ اﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻧﻮر ﺑﺪفء ﺣﻀﻦ ﺗﻜﺎد اﻟﻀﻠﻮع ﻓﯿﻪ أن ﺗﻨﻜﺴﺮ وﻫﻲ ﺗﻤﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻼت ﺷﻌﺮﻫﺎ اﻟﺮﻗﯿﻖ ﺣﺘﻰ اﻧﺴﺤﺒﺖ دﻣﻌﺔ رﻗﯿﻘﻪ ﻋﻠﻰ
ﻛﺘﻒ ﻟﯿﻠﻲ وﻫﻲ ﻻﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ.
- ﻛﯿﻒ وﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ أﺣﺪ ﺳﻮاﻫﺎ و ﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻤﺮارة اﻷﻟﻢ و اﻻوﺟﺎع ﻏﯿﺮﻫﺎ و ﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ أن ﺗﺼﻤﺖ وﺗﺼﻤﺖ وﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ.
ﺗﺘﺄﻟﻢ وﻻ ﺗﺒﻮح ﯾﻜﻔﯿﻬﺎ أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء و ﺗﻘﻮل " ﯾﺎرب أﻋﻨﻲ" .
- ﻧﻮر ﺑﺎﻧﻜﺴﺎر: ﻓﺎﻫﻤﻪ ﯾﺎ ﻟﯿﻠﻰ ﻓﺎﻫﻤﻪ .
ﻣﻔﯿﺶ ﺣﺎﺟﻪ ﺑﯿﻨﺎ ﻣﺘﻘﻠﻘﯿﺶ اﻧﺘﻲ أﺧﺘﻲ ﯾﺎ ﻟﯿﻠﻰ و ﻣﻔﯿﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻔﺮق ﺑﯿﻨﺎ ﺻﺪﻗﯿﻨﻲ .
وﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﺘﻰ دق ﻫﺎﺗﻒ اﻟﻤﻨﺰل ﻟﺘﺠﯿﺐ ﻟﯿﻠﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻔﻮر : أﻟﻮ ﻣﯿﻦ ﻣﻌﺎﯾﺎ ، ﻃﺎرق!
ﻃﺎرق ﻣﺎﻟﻪ !!!! اﯾﻪ اﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ؟
- ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ ﺣﺘﻲ ﻓﻘﺪت ﻟﯿﻠﻲ وﻋﯿﻬﺎ ﺗﺪرﯾﺠﯿًﺎ، وﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻲ اﻷرض ، ﻟﺘﺴﺮع اﻟﯿﻬﺎ ﻧﻮر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﺎ وﻗﺎﻟﺖ:
ﺑﻔﺰع : ﻟﯿﻠﻲ ، ﻟﯿﻠﻲ ، ﻓﯿﻪ اﯾﻪ ؟
ﺛﻢ ﺻﺮﺧﺖ نور: ﺑﺎﺑﺎ ، ﻣﺎﻣﺎ اﻟﺤﻘﻮﻧﻲ ﻟﯿﻠﻰ اﻏﻤﻰ ﻋﻠﯿﻬﺎ تاني .
- ﻟﯿﻠﻰ ﻓﺘﺎة ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 22 ﻋﺎﻣَﺎ ﻗﻤﺤﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮة ، ﺷﻌﺮﻫﺎ أﺳﻮد ﻛﺎﻟﻠﯿﻞ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺘﻪ ﻋﯿﻮن ﻛﺤﯿﻠﻪ و ﻣﻼﻣﺢ اﻧﺜﻮﯾﺔ رﻗﯿﻘﺔ داﺋﻤَﺎ.
ﯾﺸﺒﻬﻮﻧﻬﺎ ب " ﻓﯿﺮوز " اﻟﻤﻄﺮﺑﺔ ﻓﺼﻮﺗﻬﺎ ﻋﺬب ﻣﺜﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﻓﯿﺮوز ﺣﻘَﺎ .
- اﺳﺘﺎذ ﯾﺤﯿﻲ دﻛﺘﻮر ﺟﺎﻣﻌﻲ ﯾﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 50 ﻋﺎﻣَﺎ ، ﺣﻨﻮن ﻷﻗﺼﻰ درﺟﺔ ﺑﺄوﻻد ه ﯾﺤﺒﻬﻢ و ﯾﻌﺸﻘﻬﻢ ﺑﺠﻨﻮن.
ﻟﺪرﺟﺔ اﻧﻪ ﯾﻨﻔﺬ ﻣﺎ ﯾﻄﻠﺒﻮه ﺑﻼ ﺗﺮدد.
ﯾﺤﺐ ﻧﻮر ﺟﺪا وﻟﻤﺎ ﻻ ! ﻓﻬﻮ اﻟﺬي رﺑﺎﻫﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﺧﻮه ﺑﺸﻤﻬﻨﺪس ﯾﺎﺳﺮ
و زوﺟﺘﻪ ﻣﺪام ﻛﻮﺛﺮ و اﺧﻮﻫﺎ ﯾﻮﺳﻒ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدث اﻷﻟﯿﻢ ، واﻟﺬي ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت ﺣﯿﻨﺬاك.
- اﻣﺎ ﻧﻮر ﻓﻬﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﺑﯿﻦ أﺣﻀﺎﻧﻪ، واﻟﺘﻲ ﯾﺮى ﻓﯿﻬﺎ ﻫﺪوء واﻟﺪﻫﺎ اﻟﺮاﺣﻞ و ﺣﻨﯿﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﺗﺆاﻣﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻮر ﻫﻲ ﺣﯿﺎﺗﻪ اﻟﺠﻤﯿﻠﺔ ﻣﺎﺿﯿﻪ و ﺣﺎﺿﺮه .
- ﻟﻘﺪ رأت ﻧﻮر اﻟﺪفء واﻟﺤﻨﺎن ﻓﻲ أﺣﻀﺎن ﻋﻤﻬﺎ اﺑﯿﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ وأﺳﺮﺗﻪ .
- ﻣﺪام اﻟﻬﺎم امرأة تبلغ من العمر اربعون عاما، ﺷﺨﺼﯿﺘﻬﺎ ﺻﺎرﻣﺔ ﻷﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود ﺗﺒﺪو ﻗﻮﯾﺔ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻧﺘﻘﺎداتها اﻟﺸﺪﯾﺪة.
ﻓﻬﻲ ﺗﺤﺐ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ و اﻟﺼﺮاﺣﺔ ﻓﻼ ﺗﺨشي اﺣﺪ، وﻟﻜﻦ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺳﺘﺮى ﻛﻢ ﻫﻲ ﻃﯿﺒﺔ وﺣﻨﻮﻧﺔ.
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺐ أن ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﺒﻄﻦ ﻛﻲ ﻻ ﯾﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻟﻐﯿﺮ .
ﻓﻼش اﻟﺤﺎﺿﺮ ...
- ذﻫﺒﺖ اﻟﻬﺎم و ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻰ ﺻﻮت ﻧﻮر اﻟﺬى اﻫﺘﺰت ﻟﻪ ارﻛﺎن اﻟﻤﻨﺰل .
اﻟﻬﺎم وﯾﺤﯿﻰ ﻓﻲ آن واﺣﺪ : أي ﯾﺎﻧﻮر، ﻓﯿﻪ أي ؟ ﻟﯿﻠﯽ ﻣﺎﻟﻬﺎ ؟ واﯾﻪ ﺣﺼﻞ ؟
فترد ﻧﻮر ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ وﺑﻜﺎء : ﻟﯿﻠﻲ اﻏﻤﻲ ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺗﺎﻧﻲ ﯾﺎ ﻣﺎﻣﺎ .
واﺗﺠﻬﺖ ﻧﻮر ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻟﺘﻄﻠﺐ اﻟﺪﻛﺘﻮر.
- اﺧﺬت ﻧﻮر اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﺬي ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﻘﺪت ﻟﯿﻠﻲ وﻋﯿﻬﺎ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﯾﻘﻮل: أﻟﻮ! أﻟﻮ ! ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ؟ روﺣﺘﻲ ﻓﯿﻦ ﯾﺎﻓﻨﺪم ؟
- ﻧﻮر ﺑﻘﻠﻖ : اﯾﻮة ﻣﯿﻦ ﺣﻀﺮﺗﻚ؟
اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ، ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘﻲ ﯾﺎﻓﻨﺪم ﻣﺶ ﻋﺎرﻓﯿﻦ ﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻏﯿﺮ اﻻﺳﻢ
وﻟﻘﯿﻨﺎ اﻟﺮﻗﻢ ده اﺧﺮ رﻗﻢ ﻛﻠﻤﻪ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق ﻟﻮ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﯾﺎﻓﻨﺪم ﺣﺪ ﻣﻦ اﻫﻠﻪ اﺣﻨﺎ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎرك
ﻷن ﺣﺼﻞ اﻧﻔﺠﺎر ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﻠﻲ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق واﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ راﯾﺤﻪ أﺛﯿﻨﺎ وﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺟﺔ .
- فلم ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻮر ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻇﻠﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺔ.
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﺘﻤﺎﺳﻚ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺜﯿﺮ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻗﻮﻟﻲ اﻟﻌﻨﻮان اﯾﻪ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ …؟؟
- ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ أﺟﺮﯾﺖ ﻧﻮر اﺗﺼﺎﻻ آﺧﺮ ﺑﻄﺒﯿﺐ ﻟﯿﻠﻲ وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أن ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل .
اﻣﺎ ﻧﻮر ﻓﻘﺪ اﺣﺴﺖ ﺑﺪوار ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﺴﺮﻋﻪ وﻟﻢ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻷي ﺷﻲء ﺧﻠﻔﻬﺎ، وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ آﺧﺮ إﻟﻰ أن وﺻﻠﺖ ﻟﻠﻤﺸﻔﻰ وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺔ ﻃﺎرق وأﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻟﺪﺧﻮل اﺳﺘﻮﻗﻔﻬﺎ دﻛﺘﻮر.
ﻣﺮﺗﻀﻰ ﻗﺎﺋﻼ : ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺗﻌﺮﻓﻲ دﻛﺘﻮر ﻃﺎرق ؟؟؟
ﻧﻮر ﺑﺪﻣﻮع ﻣﻨﻬﻤﺮة وارﺗﺒﺎك : أ أ أﻧﺎ ﺧﻄﯿﺐ، ﻗﺼﺪي ﻗﺮﯾﺒﻪ ﻃﺎرق ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺘﻪ أي ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ . - ﻓﺄﺟﺎب دﻛﺘﻮر ﻣﺮﺗﻀﻰ : اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ان ﺣﺼﻞ اﻧﻔﺠﺎر ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﻄﯿﺎرة و ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ اﺻﺎﺑﺎت وﻟﻼﺳﻒ اﻟﺤﺎﻻت ﻓﻲ وﺿﻊ ﺻﻌﺐ، وﻓﻲ ﻧﺎس ماتوا و ﻓﻲ اﻟﻠﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺣﺮﺟﺔ .
- اﻣﺎ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻃﺎرق ﻓﺤﺎﻟﺘﻪ ﺧﻄﯿﺮة ، ﻋﻨﺪه ﺿﻤﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ودﺧﻞ ﻓﻲ ﻏﯿﺒﻮﺑﺔ و ﻟﺴﻪ ﻣﻨﻌﺮﻓﺶ اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺻﻠﺖ ﻻﯾﻪ ؟
ﺑﺲ ﻧﺴﺘﻨﻲ اﻟـ 24 ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺠﺎﯾﯿﻦ وﻫﻨﻌﺮف ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ادﻋﯿﻠﻪ.
ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻧﻮر ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ وﺗﻘﻮل: ﯾﺎرب اﺣﻔﻈﻪ ﻟﯿﺎ ﻣﻠﯿﺶ ﻏﯿﺮک ﯾﺎ رب ﻣﻌﺮﻓﺘﺶ اﻗﻮﻟﻪ اﻧﻰ ﺑﺤﺒﻪ ﻣﻌﺮﻓﺘﺶ .
ﻓﻼش ﺑﺎك ..
- ذﻫﺐ ﻃﺎرق إﻟﻰ دار اﻟﻨﺸﺮ وﻓﻘﺎَ ﻟﺪﻋﻮة ﻧﻮر ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر.
ﻧﻮر : ﻣﺒﺴﻮﻃﻪ اوي ﯾﺎدﻛﺘﻮر اﻧﻚ ﺟﯿﺖ .
. - ﻃﺎرق : ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺑﺮة اﻟﺠﺎﻣﻌﻪ ﯾﺒﻘﻰ اﺳﻤﻲ ﻃﺎرق ﺑس ﯾﺎﻧﻮر .
- ﻧﻮر ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺧﺠﻞ : ﺣﺎﺿﺮ ﯾﺎ دﻛﺖ ، ﻗﺼﺪي ﯾﺎﻃﺎرق.
- دﺧﻞ ﻃﺎرق دار اﻟﻨﺸﺮ , واﻋﯿﻨﻪ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻟﻨﻮر وﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ، ﻓﺘﺎرة ﺗﺘﺤﺪث ﻓﯿﻐﺮم ﺑﻬﺎ , وﺗﺎرة ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻟﻐﯿﺮه ﻓﯿﻐﺎر ﻋﻠﯿﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﻘﺪﻣﺎت، وﺗﺎرة أﺧﺮي ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﻧﺪوة ﻗﺪ ﺧﺼﺼﺘﻬﺎ اﻟﺪار ﻓﯿﺰداد إﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﻬﺎ.
وﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﻀﺮت ﻟﯿﻠﻰ ودﻛﺘﻮر ﯾﺤﯿﻰ وﻣﺪام اﻟﻬﺎم، وﻫﻨﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻧﻮر دﻛﺘﻮر ﻃﺎرق اﻟﻲ ﻋﻤﻬﺎ وزوﺟﺔ ﻋﻤﻬﺎ و ﻟﯿﻠﻲ ..
ﻟﯿﻠﻲ ﺑﺸﺨﺼﯿﺘﻬﺎ اﻟﻌﻔﻮﯾﺔ و ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ﺟﺬﺑﺖ اﻟﺠﻤﯿﻊ وﻃﺎرق أﯾﻀًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺰت اﻟﻔﺮﺻﻪ ودﻋﺘﻪ ﻟﺤﻀﻮر ﺣﻔﻞ ﻋﯿﺪ ﻣﯿﻼدﻫﺎ، ﻓﻮاﻓﻖ وﻟﺒﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﻓﻘﺪ أﺣﺐ ﻧﻮر وﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ .