احببت قاتل

Noha`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-30ضع على الرف
  • 60.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

بداية الازمة

بمجرد ان انهت سها دراستها الجامعيه ضغط عليها والدها ان تتزوج من رجل الاعمال حسين الشاذلي .. و الذي كان يعمل لديه مدحت والد سها مدير اعماله .. و قد راي حسين سها اكتر من مره و في اكتر من مناسبة ..
و كل مره كان يضغط علي مدحت حتي يوافق علي زواجه من سها وكان يتحجج مدحت بتعليمها وانها لا يمكن ان ترتبط الا بعد ان تنهي تعليمها الجامعي..
و ها هي قد تخرجت و مدحت لن بستطيع تاجيل الموضوع اكثر من ذلك ...

فهو يخشى ان يغضب عليه حسين الشاذلي مما قد يضر لمصلحته داخل الشركه ووضعه بها مع ان مدحت كان يعلم جيدا . انا حسين الشاذلي لا امان له وانه رجل يعشق النساء حيث تزوج اكثر من سبع مرات وكلهن كانت فتيات على قدر كبير من الجمال.
ولكنه كان لا يستمر في كل نتيجه اكثر من سنه او اثنان على الاكثر ..
ولكن مدحت لا يستطيع ان يرفض وفي نفس الوقت كان يطمع في حسين الشاذلي لانه يعلم جيدا انه سوف يدفع الكثير من المال سواء للمهر او للشكه وان الفلوس لا قيمه لها عنده .. وانه يهتم فقط بتحقيق مراده تحت اي ظرف من الظروف حتى لو دفع اموال طائله لذلك صمم مدحت ان يقتنص الفرصه.. ويحاول اقناع ابنته بشتى الطرق..

و عندما عرض الامر على زوجته مها. اصابتها الصدمه الشديده فابنتهما سها فتاه رقيقه وجميله وهي ابنتهم الوحيده...
_ مها : ايه اللي انت بتقوله ده من تحت معقول عايز تجوز سها بنتك لحسين الشاذلي اللي انت تطول الوقت بتحكي لي على مغامراته مع الستات وانه ازاي بيتجوز ويطلق كل يوم و التاني ...
_ مدحت : انت متخيله ان انا ممكن ارفض حاجه زي دي يا مها انت عارفه كويس قوي ان حسين في يده روحي ممكن بكره الصبح يخليني اقعد في البيت جنبك و فجاه حياتنا هتنقلب راس علي عقب .
_ مها : ايوه .. بس تفتكر ان سها ممكن توافق بحاجه زي دي وانت عارف كويس قوي انها راسمه لنفسها مستقبل كبير وعايزه تشتغل وتحقق احلامها معقول هنقول لها حضري نفسك وتنازلي عن كل ده وانت هتتجوزي من بكره واحد يا دوب شفتيه كام مره وطول الوقت كنت بتقول انها مش بتستلطفوا اصلا ..
_ مدحت : ما هو البركه فيك برده بقى يا مها انك تكلميها وتحاولي تقنعيها بالموضوع لان للاسف ما فيش مجال ان احنا نرفض اصلا حسين بيه . مستعجل جدا وعايز يتجوز في خلال شهر.
_ مها : شهر بس ده اسمه كلام برده مدحت ازاي ممكن نرتب حاجه زي دي يعني ازاي ممكن هي تقتنع وتوافق على انها تتجوز في خلال شهر بس اعتقد انها استحاله انها توافق ابدا . انت كده بتصعبها عليا اوي يا مدحت ..

_ مدحت : ولا صعب ولا حاجه ابدا انت بس افتحي الموضوع معها وان شاء الله خير انا عارف انها عمرها ما هتوافق انها تخزلني ابدا او انها تخليني اتاذى في شغلي
انا عارف بنتي طيبه وحنينه قد ايه ..
_ مها : انا مش عارفه اقول لك ايه يا مدحت لكن انت لازم تعرف ان بنتك بتحب زميلها في الكليه بقى لها مده جاءت وصارحتني بالموضوع هو شاب كويس جدا اسمه احمد لكن هو امكانياته على قده واهله ناس بسيطه وكانت سها بتقول لي انها هتستناك بعد ما يخلصوا كليه علشان يشتغل ويكون نفسه ويقدر يجيء يتقدم .. علشان كده انا خائفه انها ترفض لانها بتحب ووعدته انها هتستناه .
_ مدحت : عقلي بنتك يا مها وعرفيها ان الحب حاجه والجواز حاجه ثانيه خالص بعد الجواز مش هتاكل وتلبس وتتفسح ولو جابت عيال هتربيهم ازاي بالحب برده .. فهميها انا كل حاجه لها ثمنها في الزمن ده . علشان تعيش عيشه كويسه وتربيه عيالها احسن تربيه وما تحرمهمش من اي حاجه لازم يكون معها فلوس
_ مها : انت ليه محسسني ان مجرد ما هاتكلم معها هي هتخاف على طول مع اني متاكده ان يكلمني اصلا مش هيقدم ولا هياخر في الموضوع اي شيء وسها استحاله تولفق على العريس ده ..
_ مدحت: : كلميها بس اول لما تيجي وما لكيش دعوه لو رفضت انا هادخل ...

كانت مها وزوجها مدحت يتحدث سامي معا ليجدا حالنا في هذه المشكله فابنتهما على قدر من الجمال وفي نفس الوقت مجتهده في دراستها وهي ابنتهما الوحيده ويريدان لها كل السعاده ..

وكانت سها خارج المنزل .. تتسوق هي وزميلاتها وكانوا يتحدثون عن مستقبلهم وانهم لابد ان يجدون فرصه عمل بعد ان انهوا دراستهم .و كانت سها تقول لزميلاتها انها تريد ان تكمل دراستها و تاخد الماجيستر و الدكتوراه ..
فهذا هو حلم حياتها منذ الصغر .. .

وعندما رجعت سها الى المنزل كان يا مدحت ومها ما زال يتحدث سويا في نفس الموضوع ...
_ سها : ايه ده بابا وماما قاعدين على السفره و بيتكلموا يبقى في موضوع مهم جدا. .. انا عرفاكم ما بتقعدوش القاعده دي الا لما بيبقى في المحادثات ومصورات ما بينكم انتم الاثنين ..

_ مدحت : اه فعلا يا سها احنا بنتكلم في موضوع مهم جدا والحقيقه انه خاص بك انت .
_ سها : خاص بي انا حاجه غريبه وايه هو بقى الموضوع ده يا بابا لازم اعرف
_ مدحت : ما انت اكيد هتعرفيه عموما انا هانزل دلوقت علشان عندي شغل في الشركه بعد الظهر وانت امك هتحكي لك كل حاجه وتعرفك على الموضوع..
_ سها : ياه ده شكله موضوع خطير جدا . اول مره تتكلم بجد كده قوي يا بابا في ايه قلقتوني يا جماعه .
_ مدحت : لا انا مش عايزه تقلقي خالص الموضوع بسيط وما يستاهلش انك تقلقيش انا هانزل اروح الحفله اللي معموله في الشغل دي وامك هاتحكي لك كل حاجه بالتفصيل ..
وبالفعل ارتدى مدحت ملابسه هو نزل على الفور وكان يريد ان يهرب من مواجهه ابنته سها .. و عندما نزل من المنزل سارعت ساره في سؤال امها عن هذا الموضوع الهام . الذي ذكره اباها فالفضول كان يجعلها غير قادره علي الانتظار .
_ سها : في ايه يا ماما ايه الموضوع المهم اللي بابا يقصده ده واللي خلاه ينزل بسرعه وكانه بيهرب من انه هو اللي يقوله لي في ايه انا قلقت جدا على فكره ..
‏_ مها : بصي يا سها انت عارفه ان احنا عايشين في مستوى معينه وان في كل الفلوس اللي ابوك بيكسبها بالارتفاع على الاكل والشرب والكمباوند اللي احنا عايشين فيه و ده طبعا غير مصاريف تعليمك.. احنا كنا مدخلينك مدارس خاصه طول عمرك وكمان كليه خاصه يعني من الاخر كده احنا ما حوشناش اي حاجه خالص وما عندناش اي مصدر رزق غير شغل ابوك ..
‏_ سها في قلق : في ايه يا ماما قلقتيني... هو بابا كويس..
‏_ مها : حسين بيه طالب انه يتجوزك واكيد طلبه ده غير قابل للرفض من وجهه نظره يعني ..
‏_ سها في دهشة : حسين بمين .. اوعي تكوني تقصدي حسين اللي بابا بيشتغل عنده صاحب الشركات والمصانع..
‏_ مها : و هو في غيره يعني يا سها .
_ سها : انا مش فاهمه ماما قالت تقصدي ايه ويعني ايه الطلبه ده غيرك قابل للرفض ..
_ مها : اقصد ان هو طبعا لو احنا رفضنا حاجه زي دي اقل حاجه هيعملها انه يطرد ابوك من الشغل وساعتها هتبقى جنتي على الاسره كلها .. انتي عارفه ان ابوك بيحب شغله قد ايه . ده ممكن يموت فيها ..
_ سها : وانت يا ماما عارفه اني بحب احمد زميلي و متفقين علي الحواز يبقي ازاي بتقو لي لي الكلام ده ..
_ مها : الحب شيء والجواز شيء ثاني خالص يا بنتي.
_ سها : ايه الكلام اللي انت بتقوليه زي ماما انت نفسك مقتنعه بيه يعني انت عايزاني اسيب احمد و اتجوز واحد زي حسين كل يوم مع واحده شكل ازاي يا ماما تطلبي مني حاجه زي دي .
_ مها : لو يرضيك اياه بنتي ان احنا اتبهدل في اخر ايام وان ابوك يسيب شغله ما نلاقيش ناكل خلاص ارفضي انا مش هاضغط عليك خالص ..
_ سها : انت بتخيريني من اختيارين للموت يا ماما حرام عليكم تعملوا فيه كده بجد حرام..
اشتركت سها والدتها واتجهت الى غرفتها وهي منهاره وتركيب حرقه شديده وقامت بالاتصال باحمد و طليت منه ان يقابلها لامر ضروري ..
_ مها : انتي لبستي تاني و رايحه فين كده .
_ سها : رايحه اقابل احمد ..
_ مها : مش عارفه اقول لك ايه الصراحه .
_ مها : ما تقوليش حاجه يا ماما . سبيني انزل و اتكلم معاه يمكن الاقي حل المشكله دي .

نزلت من المنزل و هي تحبس الدموع داخل عيناها وتشعر بالم شديد داخل قلبها .. ولكنها كانت تعلم جيدا ان احمد سيكون عنده العلاج فهو الوحيد القادر على اخراجها من هذا المازق . وعندما وصلت الى نفس المكان الذي كان يتواعدا فيه دائما .. نظره احمد الى عيناها و ادرك انه هناك خطب ما ..
_ احمد : في ايه يا حبيبتي اول لما سمعت صوتك عرفت ان في حاجه و لما شفتك دلوقتي اتاكدت ..

نظرت سها له و اخذت في البكاء .. و قصت عليه كل ما حدث و كان احمد صامت تماما وعندما انهت كلامها ظل صامت و لم يعلق باي كلمه علي كلامها.
_ سها : في ايه يا احمد انت ساكت ليه ما ترد علي وتقول هنعمل ايه في المصيبه دي .
_ احمد : ارد عليك اقول لك ايه ما فيش حاجه اقولها الموضوع دلوقت في يدك انت يا سها ..
_ سها : في يدي انا ازاي يعني انا مش فاهمه تقصد ايه .
بالعكس الموضوع في يدك انت من اوله لاخره انت لازم تيجي وتتقدم ليا خلاص بقي و بابا غصب عنه هيوافق
_ احمد : انت عايزاني اتقدم لك ازاي بس وانا معيش فلوس اصلا انا لسه ببدا حياتي ولسه و ما اقدرش اتقدم لك دلوقتي واظن اني قلت لك الكلام ده قبل كده ومتفق معك اني عمري ما هاجي اتقدم لك الا لو كنت قادر علي ده فدلوقتي انتي صاحبه القرار يا تفضلي مستنياني.. وترفضي العريس او انك تتجوزي وتحاولي تنسيني ..
_ سها : يعني انت عايزني انا اللي احل المشكله مش انت عايزني انا اقف قدام اهلي ومش عايز انت بتعمل اي حاجه خالص حتى انك تيجي وتقول لهم انك عايزني.
يا احمد وارتبط بالكلام قدامهم علشان حتى تثبت لهم انك فعلا عايز تتجوزني ..
_ احمد : الجواز مش بالكلام يا سها لازم ابقى قد كلامي لازم ابقى عارف انا هاعمل ايه افرضي ما اشتغلتش افرضي ما قدرتش اكون اي حاجه يبقى ازاي هتجوزك دي حاجه غي علم الغيب .. في المستقبل ما اقدرش اوعد بيها .. ما اقدرش يا سهى اقول كلام انا مش عارف هاقدر احققه ولا لا ..
_ سها : يعني انت مش عايز تتجوزني يا احمد وكل اللي بينا ده مجرد كلام في الهواء .
_ احمد : سهى انت عارفه كويس قوي اني بحبك .. لكن انا ظروفي صعبه ازاي اجي اقابل اهلك واقول لهم الكلام ده في نفس الوقت انا ما اقدرش ابقى اناني واقول لك استنيني وسيبي عريس زي حسين بيه مليونير ما اقدرش اقول كده طبعا ..
_ سها : اوعدني انك هتتجوزني مهما حصل وانا هستناك ..
_ احمد : الجواز ما فيهوش وعود .. افرضي فشلت و ما اشتغلتش يبقي ازاي هتجوزك .. لكن الحاجه الوحيده اللي انا ضامتها اني بحبك و هفضل احبك مهما حصل .
نزل هذا الكلام علي سها كالصاعقه . كيف لاحمد ان يتخلى عنها هكذا كانت اتوقع ان يذهب على الفور لمقابله والدها وطلب يداها منه كانت تتوقع .. يكون انسان شجاع و يحارب من اجلها ... ولكن كلامه اكد لها انه انسان ضعيف للغايه ولا يستحق حبها ابدا ..
وقررت سها ان تذهب للبيت و اخبار اهلها انها وافقت علي الزواج من حسين الشاذلي ..
_ مها : اخيرا جئت يا سها قلقانه عليك انا و ابوكي .
_ مدحت : ما لك يا سهى عامله كده ليه .. شكلك كنت بتبكي خلاص يا حبيبتي ولا كان امك قالت لك اي حاجه .. انسي موضوع الجواز ده خالص انا هاقول لحسين بيه انك مش عايزه تتجوزي دلوقت واللي هو عايز يعمله ... ببقي يعمله . ... احنا ونصيبنا بقى .
_ سها : لا يا بابا انا على الجواز من حسين بيه . بلغه ان انا موافقه يا بابا ..
_ مها : يا حبيبتي يا بنتي .. ايوه كده .. ده عين العقل ... انا كنت متاكده انك عمرك ما هتقبلي تبهدلينا ..

نهضت مها و حضنت سها و التي كانت لا تنطق بكلمه واحده .. فهي مازالت غير مستوعبه لكل ما يحدث للها .. و كأنها دخلت كابوس مظلم و اصبحت غير قادرة علي الخروج منه ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي