الفصل الثاني

شعرت زينب بالتوتر والخوف الشديد من نفي وانكار فهد لكلامها ونظرات مازن ووالدتها لها ثم نظرت الي فهد الذي اكمل حديثه
فهد : اقصد اني قبلتك تحت يعني كنت شايفك وانتي داخلة العمارة يا زينب

تنفست زينب الصعداء و قالت بارتياح
زينب : أيوة صح صح

فهد : المهم مالك انت يا عم المريض ده وقت تتعب فيه يعني مش عارف اننا داخلين علي فاينل وعاوزين نخلص دي اخر سنة يا برنس

مازن بابتسامة رغم تعبه : بأيدي يعني ما انت شايف اهو تعبان ازي و بعدين سبحان ما نخلص بجد ده الواحد حس نفسه بقاله قرن بيذاكر

زينب : ياااه عقبالي يا رب لما ابقي سنيور زيكم كده كلها سنة بس
مازن بسخرية : يلا يا طالبة روحي اعملي لينا شاي
زينب بتذمر : طالبة ماشي يا مازن ماشي ربنا علي الظالم و المفتري

ضحك الجميع علي طريقة زينب التي غادرت الغرفة بينما كان في عيون أحدهم نظرة إعجاب بها كان ينظر اليها بحب شديد فطالما حلم ان تكون زوجته علي سنة الله و رسوله ولكن ينتظر الي ان ينتهي من الجامعه ويلتحق بوظيفة محترمة انه فهد العاشق الولهان فما بعد العشق شئ فاق فهد من شروده علي صوت مازن الذي سأله عما حدث في الجامعه في هذا اليوم

فاقت زينب من ذاكرتها علي صوت مازن وهو يحاول ان يصفعها مرة اخري ويقول
مازن: من بكرة ما فيش نزول من البيت والتلفون هيتسحب منك ولعلمك انا موافق علي جوازك من مستر نادر

هنا لم تتحمل زينب اكثر من ذلك من ظلم فرفضه ارتباطها من فهد نقرة وانه يزوجها لمديره في البنك نقرة اخري صرخت بانهيار

زينب : لا لا مش موافقة هو الجواز ايه يا اخي بالعافية مش هتجوز الاسمه نادر ده مش بحبه ولا بطيق اسمع سيرته

مازن : والله مش عاجبك ليه نادر محترم ومدير بنك قد الدنيا وهتتجوزيه و غصب عنك سامعه ولا مش سامعه انا نازل وتلفونك هاخده ومش عاوز اسمع صوتك سامعه ولا لا وهكلم نادر وأهله يجيوا بكرة علشان هتتحوزيه يا زينب سامعه

خرج مازن وترك زينب تبكي بحرقة علي حالها وكيف وصل بها الحال الي هذا الحد وكيف كان حالها سيكون في حالة وجود والدها كانت بجانبها والدتها تحتضنها

والدة زينب : ايه الحصل ده يا زينب يا بنتي وايه الكلام البيقوله اخوكي ده عليكي وعلي فهد
زينب بدموع : انا مظلومة والله يا ماما انتي عارفة فهد كويس وهو قد ايه شخص محترم ومتربي و انا معرفاكي انه بيحبني وعاوزني في الحلال وكان مستني لما يتثبت في البنك وانا اشوف حوار المكتب بتاع المحماة واهو كان جاي يتقدم ليه مازن بيعمل كده يا امي ليه ولا علشان انا ما ليش ضهر يعني هيفضل يجي عليا وكمان هيجوزني بالعافية لنادر ده انتي عارفة اني مش بطيقه

والدة زينب : طيب اهدي يا حبيبتي وبطلي عياط وانا لما يرجع هتكلم معاه وهشوفه بس انتي اهدي ممكن
نظرت زينب الي والدتها ثم طلبت منها هاتفها لتحدث فهد قبل ان يعود مازن وبعد إلحاح وافقت والدة زينب واعطتها هاتفها و اتصلت علي فهد
فهد : الو ازيك يا طنت عاملة ايه
زينب بدموع : انا زينب يا فهد مش ماما الحقني يا فهد الحقني
فهد بخوف : اهدي اهدي في ايه فهمني مالك بتعيطي كده ليه
زينب : مازن يا فهد مازن
فهد: ماله مازن في ايه يا زينب فهميني
زينب بدموع : فهد الحقني مازن عرف انك بتحبني وفاكر ان دي خيانة بالنسبة ليه وهيجوزني نادر مديركم في البنك
فهد بغضب : ايه علي جثتي هي سايبة ولا ايه قال يجوزك نادر هو فين دلوقتي
زينب بدموع: نزل وحبسني في البيت يا فهد اتصرف واخد التلفون مني وحبسني في البيت هنا ومنعني من اني اروح مكتب المحماة يا فهد اوعي تعرفه اني عرفتك
فهد : ما تلقلقيش انتي دلوقتي اقفلي وخلي بالك علي نفسك وانا بوعدك اني هلاقي حل يلا سلام

اغلق فهد الهاتف مع زينب وهو يتوعد مازن بدل ملابسه و هاتفه كثيرا ولكن بدون فائدة فمازن لم يجيبه أصعب خيانة وضربه هي التي تاني من الصديق وبعد مده ليست يجد فهد حل غير ىن يذهب و ينتظر صديق عمره مازن امام منزله وبالفعل بعد وقت وصل مازن والغضب يملأ ملامح وجهه وخاصة بعد ما رأي فهد وكان سنهال عليه بالضرب لولا انهم في الشارع
مازن بغضب يحاول ان يخفيه : ابعد من وشي مش طايقك ولولا اننا في الشارع كان زماني فرجتك علي مقامك كويس يا فهد
فهد بحزن علي طريقة صديقه التي تغيرت معه مائة وثمانين درجة : بص يا مازن انا مش هتكلم معاك كتير يا صاحبي بس العاوزك تعرفه هو

قاطعه مازن بغضب ليخرسه ويجعله لا يستطيع أن يتفوه بحرف واحد امام كلماته الجارحة
مازن بسخرية : صحبك بس ما تقولش صحبك دي يا فهد علشان انت واحد ولا تعرف حاجة عن الصحوبية ولا علي الرجولة ولا عن النخوة
فهد بغضب : اخرس يا مازن انا ما اسمحش ليك انك تتكلم عليا بالطريقة دي اديني بس فرصة افهمك و نتكلم لكن باحترام
مازن: احترام وانت تعرف يعني ايه احترام يا فهد لما تستغفلني هي دي الصحوبية لما تخوني هي دي الرجولة
فهد بغضب : بص انا ساكت ليك من الصبح اسمعني يا اخي علي الاقل بقولك وافهمني
مازن : انا مش عاوز افهم اي حاجة من كلامك ولعلمك خطوبة وكتب كتاب زينب اختي علي مستر نادر مدير البنك الاحنا شغالين فيه آخر الأسبوع

لم يتمالك فهد اعصابه و الكمه بالبوكس علي وجهه فسقط مازن و وجهه ملئ بالدماء
فهد بغضب : ورحمة ابويا وامي يا مازن ما هسيبك لو الكلام ده حصل انت سامع نادر ده مش كويس وانا يما قولت ليك وانت مش بتسمع ايه هترمي اختك ليه علشان العند وبس فوق يا مازن اختك هي الهتكون الضحية
وقف مازن بصعوبة من اثر لكمة فهد ونظر اليه بغضب شديد وتوعد
مازن: اختي وانا حر فيها وموافق علي الجوازة يا فهد ومش عاوز اشوف وشك تاني سامع ولا لا ومش عاوز اشوف وشك تاني حتي صدفة

وبالفعل غادر فهد وهو لا يعلم اي شئ عن زينب التي فقدت وسيلة الاتصال بينها وبين فهد و مرت الايام وانجبرت زينب علي الخطبة علي نادر علي الرغم من انها لا تطيقه صمتت زينب رغم دموعها التي لا تجف وتم كتب الكتاب بالفعل وسط دموعها وبعد ان غادر المعازيم ظل نادر مع زينب التي كانت تحاول السيطرة علي دموعها بفارغ الصبر

نادر : انا مبسوط جدا انك بقيتي مراتي وعلي زمتي يا زينب مش قادر أصدق انك خلاص بقيتي ملكي

كانت تسمع زينب حديثه و هي تتقطع اربا علي حالها التي وصلت اليه كيف هستتزوج من رجل لا تعلم عنه أي شئ سوي أنها لا ترتاح اليه أبدا ولا تعلم ماذا تفعل فلقد اصبحت زوجته امام الله والقانون فاقت زينب من شرودها علي صوته التي تكره

نادر : حبيبتي انا بكلمك انتي سمعاني
زينب بدموع : اخرس بقي يا اخي انا مش طايقة انك تقولي اني مراتك حتي كفايا كفايا انا مش عاوزاك ومش عاوزة اي حاجة تربطني بيك

تركته و غادرت فخرج نادر منفعل ونظر الي مازن ووالدته بغضب وقال بنبرة كلها تهديد
نادر : قدامك يومين اتنين بس واختك تبقي في بيتي غير كده انا مش عاوز اشوف وشك في البنك تاني سامعني ولا لا يا مازن
مازن بعدم فهم : لحظة انا مش فاهم ايه الحصل يا مستر نادر ومال زينب طالعة متعصبة ليه وبعدين جواز ايه دلوقتي احنا متفقين كتب كتاب بس و الجواز لسه شواية مش ده كان اتفقنا ولا ايه
نادر بغضب : وما كنش اتفقنا ان اختك تكون بتكرهني انا قولت العندي ولو ما اتنفذش اعتبر نفسك اترفدت من البنك وما اشوفش وشك فيه تاني

خرج نادر وسط صدمة والدة زينب و ابنها مازن التي نظرت اليه بحزن وندم و قالت بنبرة كلها لوم
والدة زينب بلوم : هو ده الانت جوزته اختك ضيعت اختك من ايديك يا مازن مش عارفة ادعي عليك بايه يا ابن بطني منك لله اختك حياتها ادمرت الشخص ده ما كملش نص ساعة كاتب كتب الكتاب وبدء التحكم والتسلط عليها ولسه ولسه يا مازن الجاي ربك الوحده عالم هيعمل ايه
مازن : ماما زينب لازم توافق علي الكلام القاله نادر ده و تتجوزه و تعيش معاه انا شغلي هترفد منه

نظرت اليه والدته بحزن واستحقار كيف يبع اخته بهذه الطريقة لمجرد انه مهدد من خسارة وظيفته نظرت اليه بحزن وهي تتخيل حياة ابنتها بعد وافتها وهي بدون سند فالاب هو السند الاول و ظهر البنت في اي مشكله توضع بها و بعد وفاته يصبح الأخ هو السند و الآن في حالة زينب فقدت السند الاول و الثاني و الثالث فالثالث هو الزوج وكما تروا الان الزوج اسوء ما قد يكون فلم يمر ساعة وعاد الي طبيعته واصله القاسي

مازن: ماما ما تبصيش ليا بالطريقة دي لو فعلا زي ما تقولي حياة زينب ادمرت يبقي ما دمريش حياة ابنك التاني انا حياتي كلها هتتغير بالشكل ده نادر مش هيسبني في حالي يا ماما واكيد لو طلعني من البنك هيطلعني بفضيحة ومش هقدر القي شغل في اي مكان لو سمحتي اتصرفي بترجاكي
الام بكسرة : واختك المسكينه دي اعمل فيها ايه اجبرها ازاي انها تعيش مع شخص مش بتحبه بالسرعة دي كل ده علشان طمعك وجحودك
مازن برجاء : بترجاكي يا امي مافيش حل في حياتي تاني علشان خطري

قامت الام و هي فاقدة الأمل وتوجهت الي غرفة ابنتها لعلها تجد حل في حياتها وحياة اخيها الذي اصبحوا كاللعبة بين أصابع المدعو نادر فوجدتها ولادتها غارقة في دموعها اقتربت منها وهي تجفف دموعها وتتحدث بحنان
والدة زينب : اهدي يا حبيبتي كفايا عياط بقي علشان خاطري يا بنتي كل حاجة وليها حل
زينب بدموع وحسرة علي حالها : حل ايه يا ماما ما خلاص كل حاجة ادمرت انا سامعه وهو بيهدد فيكم اني اروحله بعد يومين واكيد هتبيعوني زي ما بيعتوني اول مرة ليه انا بس الضحية هنا انا بس البدفع تمن الأخطاء هنا كان ماله فهد بس كان ماله اخرجي يا ماما وسبيني في حالي وحاضر هنفذ كل الانتوا عاوزينه وهتجوزه وهروح بيته وهدفن نفسي بالحياة بس انا مش مسمحاكي لا انتي ولا مازن اخرجي وسبيني لوحدي سبيني لوحدي زي ما انا طول عمري لوحدي

خرجت والدة زينب و الدموع في عيونها علي حال ابنتها وكان في انتظارها بالخارج ابنها مازن الذي سمع ما يريضه وهو ان زينب وافقت علي ان يتم إتمام زواجها علي نادر وتغادر معه الي منزله فاتصل به وأخبره بما حدث للتو و ظهرت علامات الهنا والسرور ومعالم الفرح علي صوت نادر الذي تقبل الخبر بصدر رحب وأغلق والسعادة تملأ قلبه اما في مكان اخر كان الحزن يكسو ملامح شخص آخر شخص احب بصدق شخص قلبه تعلق وذاق لزة الحب شخص عاشق ولهان لا يعرف شئ غير ان قلبه اصبح مكسور ولا يوجد شئ يداويه انه فهد الذي كان يجلس مهموم وهو يتخيل حبيبته ومعشوقته بين يدي رجل اخر غيره وان حبيبت عمره سوف تتزوجه قريبا فهو لا يعلم أن هذه الزيجه اقترب موعدها اكثر واكثر مما يتخيل فاق من شروده علي صوت صراخ اخته فهم من مكانه مفزوع فهما يتيمين ولا يوجد أحد غيرهم في المنزل وهو المسؤل الأول والأخير عن اخته ذهب مسرعا اليها وفتح عليها باب الغرفة ليتفاجأ عندما رائها...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي