أنين العشق

نرمين عادل`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-30ضع على الرف
  • 61.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثاني

لم يكن احمد يذهب في رحلات لصيد الاسماك ولا احد من الشباب الذين يعرفهم ايضا وفقا لما تعرفه ففهمت فورا انه استخدم عباره رحله لصيد الاسماك للتمويه ليس الا
سالته هل ستذهب معهم
افكر في الامر كثيرا جدا
قال فجاه مهلا احضرت لك هديه
وغادر الغرفه مسرعا وهي في حاله ذهول ثم عاد حاملا رزمه مستطيله متساويه بحجم كتاب ورق الغلاف تقريبا ومغلفه بورقه من السلوفان ومربوط بالشريط فضي وضعها على الطاوله بجانب طبقها وجلس مجددا كان يقدم لها الهدايا غالبا الا على فترات متباعده وتحب هذا فيه لكنها لا تحبها كثيرا حين تكون بهدف استرضائها وهي تحس انها في هذه المره بهدف استرداؤها كي تتناسى انه سيغادر الى هذه الرحله المدعومه فهي اخصائيه نفسيه وتعلم متى يكون الانسان صادق ومتى يكون كاذب
سالته ما المناسبه فقال لها لا مناسبه ارتسمت ابتسامه على وجهه لكن الجو بدا مضطربا ينبغي ان تطير اغراض في ارجاء الغرفه
رفعت الرزمه فوجداتها خفيفه جدا ونفق الشريط بسهوله واخرجت من بين قطعتين من الكرتون المقوى صوره صغيره جميله لوحه منمنمه اصيله يصور المشهد النافر باللونين الازرق والاخضر امراه ترتدي فستان طويلا وقفه في حديقه ومحاطه بتواويس وغزال
هو يعرف كم تهتم بالتفاصيل الصغيرة تاملها التفاصيل الدقيقه والالوان المختلفه عادت حياتهما الى طبيعتها بنحو غير واضح كان محقا في اهدائها اياها تلك الصورة
اقترب موعد النوم فيما كانت تنظف الطويله وتبدا بغسل الاطباق بينما هو وياخذ الكلب في نزهه على الشاطي المباشلر امام البرج
ووضعت منامه له وثوبا لنفسها وجعلت الثياب تبدو مثل اجساد خاويه نائمة على السرير
غادرت الغرفه وخرجت الى الشرفه فوجدت النسيم عليلا والمشهد في الليل الخالي من القمر حالي كالسواد
كانت تحب الظلام الداكن وتستمتع بالاحساس بالعزله وتحب حقيقه انه بمقدورها التحكم بذلك تلكات في الخارج الى ان فقدت ذلك الشعور
فعادت الى الداخل انها شاكره حقا لاستقرار حياتها والطمانينه التي تمنحها اياها وتثمن غاليا حريتها اليوميه وغياب الطلبات والشكاوى وقد حفظت بامتناعها عن انجاب الاولاد على سجل أبيض
يعرفها اصدقاءها طبعا بانها سلسبيل لكنها بالنسبه الى معظم الناس هي السيده زوجه الباش مهندس احمد وهي تحب الاسم
المهم هي مبسوطه وهي فرحه جدا ان زواجها منه جعلها في حاله من الحريه لم يضع لها يوما من الايام تلك العقد الرجوليه التي يصنعها الرجال حينما يتزوج من امراه مثلها فهي متزوجه لكنها تشعر انها ما زالت عروسه او انها حتى ليست متزوجه
هذا هو رايها الشخصي
وفي الصباح بعد ان غادر احمد الى العمل
نهضت وارتدت ثيابها واخذت الكلب لتنزه على شاطئ البحر
والقت الشمس شبكه فضيه اللون فوق البحر اما نسيم الشاطئ فكان عليلا ومحملا بروائح بحريه قويه
في هذا الوقت من اليوم يكون الشاطئ مثل عملاق نائم نبضه بطيء وانفاسه خافته ولا يتواجد الا القليلين في مثل هذا الوقت ممن يمارسون رياضه الجري وهم يشاهدون المراكب من بعيد المتاحه والمياه المتلاطمه والنوارس التي تعطس لتحضى بفطورها وعندما استدارت ناحيه المباني ظهر الافق مثل خيال يبرز على طول الساحل مضاء بالشمس المشرقه على نحو مسير
فهي جاءت الى هنا قبل اكثر من 20 عاما حين كان الطالبه وشعرت فورا انها في موطنها وتعيش هنا
ادهشتها لابنيه العاليه وازدحام الناس والتنوع الغني وحتى الطقس المتقلب انه المكان حيث بلغت سن الرشد وكونت هويتها
وتعلمت ان تعيش حياتها بوصفها امراه عاقلة بدأت العمل بعد انهائها دراستها مباشرة وبحلول ذلك الوقت كانت تعيش مع احمد في غرفه واحده صغيره في منطقه المنتزه حصلت على مرضاها الاوائل بفضل علاقاتها الجامعيه
وكانت تقابلهم في حديقه المنتزه القريبه من منزلها كانت قد قررت وهي لا تزال تدرس انت تكون طريقتها انتقائيه تعتمد على كل ما يوجد في ذخيرتها ويجعل الوضع منطقيا لذا تدربت على الاستماع الفعل واعتمدت مقاربه حيثياتها في تفسير الاحلام ودرست كتاب ابن سيرين وبعض المفسرين الاخرين
كما نصحت اشخاصا بان يعرفوا المزيد عن انفسهم وشجعتهم وحصلت شهاده في التغذيه ايضا حتى تتكلم معهم من جانب النواحي سواء النواحي النفسيه او حتى تفسير الاحلام او حتى ان تعمل على تغذيتهم فعندما تجد ان مشكله الشخص هو البدينه فانها تعطي له بجانب الارشادات النفسيه جدول خاص حتى يعمل على تخفيف وزنه وبالعكس واكتشفت في عملها الاول كيف تتحلب الصبر وتجعل المرضى يتجاوبون معها
وكانت وصفتها السريه للنجاح هي مودتها الكبيره تجاه مرضاها فقد احبتهم ومنحتهم فائده الشك مما جعلهم يشعرون بالراحه فتكلموا بالخير عنها مع الاخرين
وهكذا ظهر عملها بفضل ذلك صار عملها جيدا على نحو عام ومدد قدما بخطوات واسعه وتطورت في مهنتها واكتسبت ثقه بنفسها
وفي احد الايام وجد احد مرضها وهو شاب كان يبلغ من العمر 15 عاما وشخصه اصابته بالاضطراب فتى طيب القلب كان يبلى بلاءا حسنا في المدرسه ويبدو مغفور الصحه ويدعى ابراهيم شعره داكن وعناده يحب طرح الاسئله البلاغيه لماذا هناك شيء بدلا من لا شيء كيف نعرف شيئا بالتاكيد
وجد هذا المريض ابراهيم بعد ذلك ميتا على الرصيف اسفل شرفه الطابق العاشر لشقته الشقه حيث يعيش مع والديه وعندما لم ياتي الى جلسته المعتاده اتصلت بمنزول وسمعت النبا من امه وبحلول وقت اكتشافها ذلك كانت قد مضت على وفاته خمسه ايام كانت امه لطيفه كفايه لا تكون لها لا تلوم نفسك لكنه كان قد قفزه في يوم جلستهم الاخيره
ورغم انها رايته في الصباح الا انهى حياته قبل 12 ساعه على ذلك ما الذي تكلم عنه تكلمه عن مشكله صغيره وكان يعاني منها في عينيه وتجعله هو يرى الاشياء بنحو محبط جدا وحينها بدات تنتقي مرضاها وتختارهم بعناية شديدة .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي