السيد المكمل

Malak`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-24ضع على الرف
  • 1.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

العرض

.

تقف في المصعد مع أختها الكبرى متوجهتين نحو منزل مدير هذه الأخيرة في العمل كي تسلِمه أوراقا مهمّة قبل أن يتوجها لحفل زفاف صديقة شقيقتها و لازلت غير مدركة لسبب ذهابها معها..
تفكر ما شأنها بكل هذا و هي لا تعمل معها كما لا تعرف صديقتها هذه ، أو إن أسعفتها الذاكرة فقد لاقتها مرّة في باب منزلها ، قبل سنة ، عندما كانت على وشك الخروج مع رفاقها فإنتهى بها الأمر مدعوة لزفافها اليوم مع أختها فقط لماذا ظلّت تتذكرها ؟ ثم هل دعت لزفافها كل شخص قابلته لدقيقة و هو يرتدي حذاءه بسرعة كي لا يتأخر ؟ غريبة... و بعد إلحاح أختها المتواصل و عرضها المغري في ترتيب غرفتها قرّرت أن تأتيَ معها تحت الإرغام و التهديد و بلا رغبة منها ليوصلا أوراق عملها للسيّد مديرها الّذي تُواصل إزعاجها بالتحدث عنه طوال اليوم و عن لطفه و من ثم ستتوجهان لحفل الزفاف هذا لتجلس شقيقتها مع حبيبها يتغزلان بينما تظلّ هي متكتفة بإزعاج ترمق الجميع بنظرات مريبة و كأنها قاتلة مأجورة أو إرهابية ستقوم بتفجير نفسها هناك
ثم أنهما لن تذهبا في سيارة أختها العزيزة و إنما في سيارة أجرى بعد أن تمّت مصادرة رخصتها لقيادتها و هي ثملة و بالطبع يجب أن تكون هانا الأخت الصغيرة اللطيفة و ألا تخبرَ والديهما و إلّا فستطردها الكبرى من شقتها فتعود للدراسة في بوسان بعد أن إستقرت معها منذ سنتين ..

و ستحرم من حياة الرفاهية هذه و هي تستمع لِمحاضرات والدتها كل يوم عن مظهرها المزريّ في نظرها و لمديح أبيها كل يوم لأخيها الّذي يعمل في الخارج ..
حسنا هي تبالغ فبعيدا عن كونها العنصر الدخيل المُتنمر عليه إلّا أن جميع أفراد أسرتها يحبونها حقا ،.. والدتها تطبخ لها ألّذ الطعام عندما تزورها و والدها يحب قرص وجنتيها و أختها تبقيها معها في شقتها رغم كونها مزعجة و أخوها دائما ما يشتري لها الهدايا..
!
لكن هذا لا يغيّر حقيقة أنّه يتم التنمر عليها من قبلهم جميعا!
وصلتا الطابق المنشود و توقف المصعد لتخرجا منه معا و تقفا أمام أحد الشقق لتقرع هي الجرس فأختها مشغولة بتفقد الملفات الّتي أحضرتها
فقط لو تفهم لماذا عليها أن تحضر الملفات لمنزل رئيسها دائما لمَ هو مستهتر دائم النسيان؟ لكن رغم ذلك فهي تواصل إخبارها أنه أفضل مدير قد تحظى به فتاة في عملها ، لطيف و مرح و غير متكبر كما تُظهره الدرامات..
سال السيد بيون
هل هذه اختك الذي دائما تتحدثين عن لطفها و مرحها
نعم أليست مرحه بحق السماء
أنها كذالك
تشرفت بمعرفتك
" شكرا لك ، الشرف لي سيد بيون "
أردفت و هي تهز يديها تشّد على كلماتها برسميّة علّه يفهم أن حديثه معها دون كلفة لم يرقها لتتحوّل إبتسامته المشرقة لأخرى شبيهة بخاصتها و هو يسحب يده
" تفضلو بالدخول "
أضاف برسميّة هذه المرّة لتحصد هانا نظرة حاقدة من أختها إستطاعت أن تجزم من خلالها أنها سترسلها لِبوسان منذ الغد قطعا مُفرّقة في كيس بلاستيكيّ أسود..
" إذا بيكهيون هذه هي الملفات و أيضا هذا تقريري عن المشروع القادم ، أظن أننا نحتاج أن نتفاهم مع شركة أخرى لأجل القماش "
تحدثت أختها دون رسمية فورما دلفت تمد نحوه الملفات ليستلمها
يبدو انك علي عجله
أومأت له ليفحصها من رأسها إلى أخمض قدمها و من ثم يردف بحماس

" تبدين جميلة حقا ! هذا الفستان يليق بك إيسول !"

نظرت لفستانها البنفسجي الداكن لتتوسع إبتسامتها أكثر

"حقا؟ سعيدة أن إطلالتي لاقت إعجاب المصمم المشهور بيون بيكهيون"

قهقهة إختتما بها حديثهما لترفع هانا زاوية شفتها تحرّك رأسها للجانبين ساخرة منهما دون أن يلاحظها ، هي ليست في مزاج جيّد اليوم أبدا !

" هل أنتِ ذاهبة لموعد ؟"

تساءل بيكهيون يناظر صديقته بمكر لتجيب بإبتسامة
لا اننا نذهب لعرس صديقتنا
في حين جلسوا رفقة هانا الصامتة في غرفه المعيشه وجّه نظره نحو هانا المتكتفة تنظر للحائط الزجاجيّ على يمينها بشرود ليتفحص ثيابها بعدها ، تنورة رماديّoة و بلوزة بيضاء بربطة عنق على شكل وردة سوداء
" أنتِ ايضا تبدين جميلة هانا "

نظرت نحوه مبتسمة لتشكره بهمس و من ثم تعاود النظر من خلال الحائط الزجاجي

" بالطبع تبدو جميلة فأنا من جهزّتها ، هل تعلم لو كان الأمر بيدها لذهبت بالبيجاما هذا إن ذهبت أصلا "

قهقهت إيسول تختم كلانها ليشاركها بيكهيون قبل أن ينتصب واقفا قائلا بحده ..
" هيا لنتاقش تقريرك في مكتبي بالأعلى بسرعة كي لا تتأخري "
مخ
همهمت له إيسول لتستقيم بدورها بينما نظرت نحوها هانا بحيرة .. ماذا تفعل الآن ؟
حتي قاطعها السيد بينول
"هانا يمكنك البقاء هنا إن أردتِ و خذي راحتك ، إعتبري البيت بيتك "
إبتسم نحوها لترّدها على مضض مومئة و فورما صعدا الدرج و إختفا عن ناظرها تنهدت بتعب و غاصت بجسدها في الأريكة
" أنا متوترة ، لم يتبقَ الكثير على مسابقتي "

همست لنفسها تنظر نحو الساعة المعلقة على الحائط ، مرّت أكثر من نصف ساعة ..
إستقامت من مضجعها تقترب من الحائط الزجاجيّ تراقب المنظر المدهش للمدينة من هناك
تمتمت تتلمس الحائط بيدها لتضيف بعدها
" لكن ستكون أشعة الشمس مزعجة في الصباح ، أين أجد ستارا يناسبه يا تُرى ؟
قهقهت بعدها بخفة قبل أن تلحظ دفترا مرميّا بجانب حاوية القمامة الصغيرة فتلتقطه..

" دفتر رسومات؟ "

تساءلت بحيرة تفتحه لتجده مليئا برسومات الأثواب ، مختلفة و معظمها جميلة..

" لماذا كان سيرمي رسومات جميلة كهذه؟"

أخذت تقلّب بين صفحات الدفتر لتصل لآخر صفحة مرسومة ، فستان طويل دون أكمام ضيّق من الأعلى و منفوش من الأسفل تزيّنه كريستالات صغيرة في منطقة الصدر غير ملوّن ،
" لا يبدو هذا الفستان مريحا لفتاة كثيرة الحركة"

همست لنفسها لتبحث بعينيها عن قلم ما و سرعان ما وجدت " أولا سأضيف فتحة في الساق لتسهيل الحركة ، و حمالات للفستان ، أكره الفساتين التي يكون صدرها على شكل قلب هكذا و دون حمالات دائما ما أشعر أنها ستسقط في أيّة لحظة ، "

أخذت ترسم ما تفكر فيه و من ثم بدأت في إضافة الأزهار لأسفل الفستان..

و لقد كانت النتيجة مُروعة كما تخيّلت بالضبط في النهاية كل ما تجيد رسمه هو منزل مائل بسطح مثلث الشكل تعلوه سحابة و بعض الطيور على شكل علامة 'تيك' ..

ضحكت بخفة بسبب رسمها المعوّق و من ثم ألقت الدفتر في الحاوية الفارغة من أي شئ عدا الأوراق المكوّرة و أعادت القلم لمكانه لتعاود الجلوس على الكنبة تعبث بخصلات شعرها المموجة..
دقائق بعد ذلك لتسمع صوت خطواتهما على الدرج و قد رافقه حديثهم ..

" آمل أنك لم تشعري بالملل وحدك آنسة هانا "

اتبع
إبتسمت تنفي له في حين جلست أختها حذوها و ذهب هو للمطبخ ليحضر عصيرا و كعكا..

دقائق معدودة مرّت ليعود و يقدّم لهما ما جهزّه بإبتسامة لطيفة و من ثم هو قد إتجه ليجلس على الأريكة المقابلة لهما

" ما هو تخصصك الجامعيّ هانا؟ "

توجه بسؤاله لتلك الشاردة لتبتسم تجيبه
" أول سنة بالجامعة درست التمريض لكنه لم يرق لي فدرست بالسنة الثانية البرمجة لكنها لم تعجبني و هذه السنة أدرس أظنني سأتوقف عن ذلك ..
همهم لها ليضيف
" لم تختاري ما تريدين بعد!؟ تخصصك الجامعي سيحدد عملك المستقبلي لذلك يجب أن تختاري بسرعة "



همهمت له تنظر لكأس العصير لتردف
" لم أجد تخصّصا يشدّني ، و لا عملا أيضا "

مدّ شفته السفلى يفكر ليسألها بعدها
" مالّذي تحبين فعله ؟ "
جالت ببصرها بينه و بين أختها الّتي أومأت لها لتعاود النظر نحو الحائط ذاته مجددا بإبتسامة قبل أن تجيبه بهدوء

" أحب الرقص "

همّ بالحديث لولا صوت إيسول الصارخة بأنهما قد تأخرتا و قد عرض عليهما توصيلة لكنهما رفضتا ليسرعا لقاعة الزفاف.. " و قد تطلقنا منذ شهر "

تدافعت الفتيات وراء العروس و كل منهن تتمنى أن تمسك هي الباقة بينما جلست هانا مع  أصدقاء أختها..

تنهد أحد الشبّان ليبدأ الآخرون بمواساته بينما هي تنظر نحوهم بملل و في لحظة أحس المطلق بشئ عند قدمه لينزل و يحمله فتتضح أنّها الباقة الّتي رمتها العروس بقوّة لذلك فقد رماها هو بدوره فزِعا نحو هانا المقابلة له!

" محظوظة حصلتِ على الباقة "

تمتمت أختها فورما عادت حذوها لتنظر هانا مطولا للباقة قبل أن تردف

@ sweekram
اتبع
" لقد حصلت عليها من عند رجل مطلّق ليس من عند العروس لذلك لا أظن أنني محظوظة "

همهمت أختها لتردف بحاجب مرفوع دلالة على تفكيرها

" هل يعني هذا أنك ِ ستتطلقين ؟ يا إلاهي هل أنتِ متزوجة سرّا ؟!"

قهقهت كلتاهما قبل أن تكملا الإستمتاع بالحفل ، أو بالأحرى إيسول كانت الوحيدة الّتي تستمتع بوقتها هناك..

....................
اللعنه اين وضعته أنني متأخر
صرخ يبحث تحت الكنبة ليمرّر يده في خصلات شعره بغضب
‏اتبع
" اللعنة أنا متأخر أين وضعته بحق الإلاه ؟"

صرخ يبحث تحت الكنبة ليمرّر يده في خصلات شعره بغضب

أخذ يقلّب هنا و هناك حتى وجد ضالته ، في سلّة المهملات

تمتم و هو يقود بسرعة ليلحق بالإجتماع و ريثما وصل وجهته ترجل من السيارة دون أن يصُّفها يركض لداخل شركته حتى وصل غرفة الإجتماعات ليُعَدّل من مظره و يدلف

إنحنى للحاضرين ليتوجه نحو سكريتيرته يقدم نحوها الدفتر الذي بيده

" لم أجد وقتا لأنسخ الأعمال بالحاسوب إعرضيها من هنا مباشرة "

أومأت له لتفعل كما طلب منها في حين وقف هو جوار آلة العرض يفسّر تفاصيل كل فستان و نوع القماش الّذي يحتاجونه علّه يقنع الطرف الآخر بتمويل القماش و قد بدا عليه الاقتناع بالفعل ليبتسم بيكهيون بينما يتحدث بعمليّة

" أما الفستان الأخير فهو فستان مصمّم لأجل البساط الأحمر ، أنا متأكد من أن معظم من سيطلبه من المشاهير ، لم أختر لونه بعد ، لكنني عملت على جعل التصميم راقيّا كلاسيك.. ماللعنة! "

صرخ في حين التفت ليرى ذلك الفستان ، تحفته الفنية ، مدمرّة بالكامل و ما زاد الأمر سوءا وقوف المموّل و صراخه بغضب

"ما هذا سيد يبون ؟ ظننت أننا هنا لعمل جاد ؟ هل رسم طفل في الثالثة هذه المهزلة! أتقلّل من شأننا ! أنا أرفض هذه الشراكة"

و بعدها غادر ليحاول بيكهيون اللحاق به و التبرير لكن دون جدوى لذلك فهو قد عاد لقاعة الاجتماعات ليركل آلة العرض بسخط

" من اللعين الّذي فعل هذا ؟"

صرخ بغضب و قد تجمّع كل من في الشركة يراقبون ما يحصل ، إنها أول مرّة يكون فيها مديرهم بهذا الغضب

" ربما أحد الشركات المنافسة أرادوا الإطاحة بنا ، أظنها خطة من أحدهم فالكل يحسد نجاح شركتنا "

أردف أحد الموظفين ليجلس بيكهيون على أحد الكراسي يمسك رأسه بيديه

" أيّا كان من فعل ذلك ، سأمسكه و سأحرص على جعله يتمنى لو لم يخلق أبدا "
بعدها حمل جاكيته المعلق بغضب ليذهب الي بيته ويبحث في كاميرا المراقبه عن من فعل ذالك فه متأكد أن الدفتر لم يخرج من بيت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي