١
الفصل الاول
تجتمع البحارة بعد عودتهم من رحلاتهم البحرية للتسامر وقص كلا منهم اغرب القصص واعجبها ذات الخيال العميق الذي يمتاز بطابع الرعب احيانا والمغامرة احيانا و الحب فى احيان اخرى ، وذات مرة جلس معهم دكتور كان على متن سفينة سفينة النجم البولاندى يروى الأحداث الأخيرة التى سارت بها قائلا
لا زلت أتذكر تحركه وسط حقول الجليد الهائلة ، في البلدة التي تمتد بعيدًا إلى الشمال و ترتبط بها مرساة الجليد وهي لا يمكن أن تكون أصغر من مقاطعة إنجليزية ، و إلى اليمين واليسار تمتد الأوراق غير المكسورة إلى الأفق ، ذات صباح أفاد مراكب الشراع أن هناك علامات على وجود حزمة جليد في اتجاه الجنوب و إذا كان هذا الشكل حقيقة من السماكة الكافية لمنع عودتنا فسنكون في موقف خطر وهذا لأن الطعام ، كما أسمع قد بدأ ينفد بالفعل إلى حد ما ، وقد كنا فى وقت متأخر في الموسم والليالي بدأت بالظهور من جديد.
ولقد رأيت هذا الصباح نجمة تتلألأ فوق الساحة الأمامية ، وهي الأولى منذ بداية شهر مايو، كما كان هناك استياء كبير بين أفراد الطاقم ، وكثير منهم يتوقون للعودة إلى ديارهم ليكونوا في الوقت المناسب لموسم الرنجة عندما تفرض العمالة دائمًا ثمنًا باهظًا على ساحل سكوتش و حتى الآن فإن استيائهم لا يُعبر عنه إلا من خلال مظاهرهم المتجهمة و لكنني سمعت من احدهم ان بعد ظهر هذا اليوم سوف يفكرون في إرسال وفد إلى القبطان لشرح شكواهم ، وانا أشك كثيرًا في كيفية تلقيه هذه الشكوى لأنه رجل ذو مزاج شرس وحساس للغاية بشأن أي شيء يقترب من التعدي على حقوقه و سأغامر بعد العشاء لأقول له بضع كلمات حول هذا الموضوع لانى قد وجدته دائمًا يسمح لى ما قد يستاء منه من أي عضو آخر في الطاقم.
جزيرة أمستردام في الركن الشمالي الغربي من سيتر بيرجن ، وكان قد يمكن رؤيتها على الخط الربع الأيمن ، كانت وعرة من الصخور البركانية و تتقاطع مع طبقات بيضاء والتي تمثل الأنهار الجليدية و من الغريب أن نعتقد أنه في الوقت الحاضر ربما لا يوجد إنسان أقرب إلينا من المستوطنات الدنماركية في جنوب جرينلاند (على بعد تسعمائة ميل)وقد يتحمل القبطان مسؤولية كبيرة على عاتقه عندما يخاطر بسفينته في مثل هذه الظروف ،و لكني لم أتحدث مع الكابتن كريجي لصيد الحيتان ، وعلى الرغم من أن النتيجة لم تكن مرضية لكن لا بد لي من القول إنه استمع إلى ما قلته بهدوء شديد وحتى باحترام وعندما انتهيت من ذلك ، ظهر هذا التصميم الحديدي الذي لاحظته مرارًا وتكرارًا على وجهه ، وسار بسرعة للخلف وللأمام عبر الكابينة الضيقة لبضع دقائق ، نعم في البداية كنت أخشى أنني قد أساءت إليه بشدة و لكنه بدد الفكرة بالجلوس مرة أخرى ووضع يده على ذراعي بإيماءة تكاد تصل إلى المداعبة كما كان هناك عمق من الحنان أيضًا في عينيه المظلمة الجامحة التي فاجأتني كثيرًا وقال:
"انظر هنا يا دكتور أنا آسف لأنني اصريت ان تأتى معنا هذه الرحلة وأنا بالفعل سأعطي اى احد خمسين جنيها ذهب هذه الدقيقة فثط لرؤيتك تقف بأمان على رصيف دندي و لقد اوقعت بى و أخطأت بالكلام معى ، فكيف تجرؤ على هز رأسك يا سيدي عندما اخبرك اني على يقين بتواجد أسماك في شمالنا ، و أنني رأيتهم ينفجرون من الصاري؟ "
قال هذا في انفجار مفاجئ من الغضب ، على الرغم من أنني لم أكن مدركًا لظهور أي علامات للشك ثم اكمل حديثة
"اثنان وعشرون سمكة في عدة دقائق، كما أنا رجل محظوظ ، ولا يوجد سمكة واحدة أقل من عشرة أقدام، و الآن يا دكتور هل تعتقد أنه يمكنني مغادرة البلاد عندما يكون هناك شريط جليدي واحد فقط بيني وبين ثروتي؟ و إذا حدث ان الرياح تهب من الشمال اذا نتظر حتى الغد ، و يمكننا أن نملأ السفينة ونبتعد قبل أن يلحق بنا الصقيع و إذا حدث ذلك الانفجار من الرجالى ، حسنًا ، أفترض أن الرجال يتلقون أجرًا مقابل المخاطرة بحياتهم وبالنسبة لي ، فإن الأمر لا يهمني إلا القليل ، لأنني لدي الكثير يربطني بالعالم الآخر غير هذا العالم و أنا أعترف أنني آسف من أجلك ،و رغم ذلك أتمنى لو كان لدي أنجوس تايت العجوز الذي كان معي في الرحلة الأخيرة ، لأنه كان رجلاً لن سوف يعجبك بالتأكيد ، أعتقد انك قلت ذات مرة أنك كنت مرتبط ، أليس كذلك؟ "
أجبت وأنا ألتقط زنبري المدلاة الذي يتدلى من سلسلة ساعتي ، وانا أمسك بصحيفة فلورا الصغيرة
" نعم"
صرخ وهو ينهض من المقعد ، ولحيته تغمرها قطرات من مشروبه
"يلعنكم! ما هي سعادتكم ؟ ماذا قد فعلت حتى تدلي صورتها أمام عيني؟ "
كدت أعتقد أنه كان على وشك أن يضربني في جنون غضبه ، لكنه مع عدم احترام لى ، فتح باب الكابينة واندفع خارجًا على ظهر السفينة مما جعلني مندهشًا إلى حد كبير من عنفه غير العادي ولقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها لي أي شيء من غضبة .
بعد ان عدت الى غرفتى فى السفينة كان على أن أكتب هذه السطور لانى أود أن أقدم رسمًا تخطيطيًا لشخصية هذا الرجل الى المجلة كى اروى عن رحلتى هذه ،و لكن يبدو من الجرأة أن أجرب مثل هذا الشيء على الورق ،فعندما تكون الفكرة في ذهني تكون في أحسن الأحوال غامضة وغير مؤكدة ولكن مع عدة مرات اعتقد أنني أدركت الدليل الذي قد يفسر ذلك ، لكنني شعرت بخيبة أمل فقط من تقديمه لنفسه في ضوء جديد من شأنه أن يزعج كل استنتاجاتي السابقة و ربما لا توجد عين بشرية سوى عيني على هذه الخطوط ، ولكن كدراسة نفسية سأحاول ترك بعض السجلات للكابتن نيكولاس كريجي.
وقد تعطي حالة الرجل الخارجية عمومًا بعض المؤشرات على الروح الداخلية ان القبطان طويل القامة وحسن التكوين ، وذو وجهه داكن و وسيم ، وله طريقة فضولية لارتعاش أطرافه ، والتي قد تنشأ من العصبية أو تكون ببساطة نتيجة لطاقته المفرطة و فكه ووجهه كله رجولي وحازم و لكن العيون هي السمة المميزة لوجهه و إنها من اللون العسلي الحالك ودائما مشرقة ومتلهفة مع مزيج فريد من التهور في تعبيرها ، وشيء آخر اعتقدت أحيانًا أنه متحالف مع مشاعر الرعب أكثر من أي عاطفة أخرى ، فبشكل اول عام كان الرعب هو السائد ولكن الان يظهر في المناسبات ، وبشكل أكثر تحديدًا عندما كان يميل للشرح متعلقات السفر ، كان مظهر الخوف ينتشر ويتعمق حتى يضفي طابعًا جديدًا على وجهه بالكامل وفي هذه الأوقات يكون هو الأكثر عرضة لنوبات الغضب العاصفة ، ويبدو أنه مدرك لذلك ، لأنني عرفته يقفل على نفسه حتى لا يقترب منه أحد حتى انقضاء ساعته المظلمة و إنه ينام بشكل سيئ وقد سمعته يصرخ أثناء الليل لان مقصورته على بعد مسافة قصيرة من مقصورتي ، ولم أستطع أبدًا التمييز بين الكلمات التي قالها و هذه إحدى مراحل شخصيته ، والأكثر بغضًا وفقط من خلال ارتباطي الوثيق به ولقد لاحظت ذالك ذات يوم ونحن مجتمعين معًا كما نحن يومًا بعد يوم وبخلاف ذلك فهو رفيق لطيف ، وجيد القراءة وممتع ، وبحار شجاع
و مثل أي وقت مضي لن أنسى بسهولة الطريقة التي تعامل بها مع السفينة عندما حاصرتنا عاصفة بين الجليد السائب في بداية أبريل و لم أره قط مبتهجًا جدًا وحتى مرحًا كما كان في تلك الليلة ، وهو يسير ذهابًا وإيابًا على الجسر وسط وميض البرق وعويل الرياح و لا يمكن أن يكون أكثر من ثلاثين عامًا على الرغم من أن شعره وشاربه قد أظهرا بعض الشعر الأبيض بالفعل ولا بد أن بعض الحزن الشديد قد اجتاحه وأفسد حياته كلها و ربما ينبغي أن أكون هكذا أنا نفسه إذا فقدت فلورا و الله أعلم! أعتقد أنه لولاها لما اهتممت كثيرًا بما إذا كانت الرياح قد هبت من الشمال أو من الجنوب غدًا.
تجتمع البحارة بعد عودتهم من رحلاتهم البحرية للتسامر وقص كلا منهم اغرب القصص واعجبها ذات الخيال العميق الذي يمتاز بطابع الرعب احيانا والمغامرة احيانا و الحب فى احيان اخرى ، وذات مرة جلس معهم دكتور كان على متن سفينة سفينة النجم البولاندى يروى الأحداث الأخيرة التى سارت بها قائلا
لا زلت أتذكر تحركه وسط حقول الجليد الهائلة ، في البلدة التي تمتد بعيدًا إلى الشمال و ترتبط بها مرساة الجليد وهي لا يمكن أن تكون أصغر من مقاطعة إنجليزية ، و إلى اليمين واليسار تمتد الأوراق غير المكسورة إلى الأفق ، ذات صباح أفاد مراكب الشراع أن هناك علامات على وجود حزمة جليد في اتجاه الجنوب و إذا كان هذا الشكل حقيقة من السماكة الكافية لمنع عودتنا فسنكون في موقف خطر وهذا لأن الطعام ، كما أسمع قد بدأ ينفد بالفعل إلى حد ما ، وقد كنا فى وقت متأخر في الموسم والليالي بدأت بالظهور من جديد.
ولقد رأيت هذا الصباح نجمة تتلألأ فوق الساحة الأمامية ، وهي الأولى منذ بداية شهر مايو، كما كان هناك استياء كبير بين أفراد الطاقم ، وكثير منهم يتوقون للعودة إلى ديارهم ليكونوا في الوقت المناسب لموسم الرنجة عندما تفرض العمالة دائمًا ثمنًا باهظًا على ساحل سكوتش و حتى الآن فإن استيائهم لا يُعبر عنه إلا من خلال مظاهرهم المتجهمة و لكنني سمعت من احدهم ان بعد ظهر هذا اليوم سوف يفكرون في إرسال وفد إلى القبطان لشرح شكواهم ، وانا أشك كثيرًا في كيفية تلقيه هذه الشكوى لأنه رجل ذو مزاج شرس وحساس للغاية بشأن أي شيء يقترب من التعدي على حقوقه و سأغامر بعد العشاء لأقول له بضع كلمات حول هذا الموضوع لانى قد وجدته دائمًا يسمح لى ما قد يستاء منه من أي عضو آخر في الطاقم.
جزيرة أمستردام في الركن الشمالي الغربي من سيتر بيرجن ، وكان قد يمكن رؤيتها على الخط الربع الأيمن ، كانت وعرة من الصخور البركانية و تتقاطع مع طبقات بيضاء والتي تمثل الأنهار الجليدية و من الغريب أن نعتقد أنه في الوقت الحاضر ربما لا يوجد إنسان أقرب إلينا من المستوطنات الدنماركية في جنوب جرينلاند (على بعد تسعمائة ميل)وقد يتحمل القبطان مسؤولية كبيرة على عاتقه عندما يخاطر بسفينته في مثل هذه الظروف ،و لكني لم أتحدث مع الكابتن كريجي لصيد الحيتان ، وعلى الرغم من أن النتيجة لم تكن مرضية لكن لا بد لي من القول إنه استمع إلى ما قلته بهدوء شديد وحتى باحترام وعندما انتهيت من ذلك ، ظهر هذا التصميم الحديدي الذي لاحظته مرارًا وتكرارًا على وجهه ، وسار بسرعة للخلف وللأمام عبر الكابينة الضيقة لبضع دقائق ، نعم في البداية كنت أخشى أنني قد أساءت إليه بشدة و لكنه بدد الفكرة بالجلوس مرة أخرى ووضع يده على ذراعي بإيماءة تكاد تصل إلى المداعبة كما كان هناك عمق من الحنان أيضًا في عينيه المظلمة الجامحة التي فاجأتني كثيرًا وقال:
"انظر هنا يا دكتور أنا آسف لأنني اصريت ان تأتى معنا هذه الرحلة وأنا بالفعل سأعطي اى احد خمسين جنيها ذهب هذه الدقيقة فثط لرؤيتك تقف بأمان على رصيف دندي و لقد اوقعت بى و أخطأت بالكلام معى ، فكيف تجرؤ على هز رأسك يا سيدي عندما اخبرك اني على يقين بتواجد أسماك في شمالنا ، و أنني رأيتهم ينفجرون من الصاري؟ "
قال هذا في انفجار مفاجئ من الغضب ، على الرغم من أنني لم أكن مدركًا لظهور أي علامات للشك ثم اكمل حديثة
"اثنان وعشرون سمكة في عدة دقائق، كما أنا رجل محظوظ ، ولا يوجد سمكة واحدة أقل من عشرة أقدام، و الآن يا دكتور هل تعتقد أنه يمكنني مغادرة البلاد عندما يكون هناك شريط جليدي واحد فقط بيني وبين ثروتي؟ و إذا حدث ان الرياح تهب من الشمال اذا نتظر حتى الغد ، و يمكننا أن نملأ السفينة ونبتعد قبل أن يلحق بنا الصقيع و إذا حدث ذلك الانفجار من الرجالى ، حسنًا ، أفترض أن الرجال يتلقون أجرًا مقابل المخاطرة بحياتهم وبالنسبة لي ، فإن الأمر لا يهمني إلا القليل ، لأنني لدي الكثير يربطني بالعالم الآخر غير هذا العالم و أنا أعترف أنني آسف من أجلك ،و رغم ذلك أتمنى لو كان لدي أنجوس تايت العجوز الذي كان معي في الرحلة الأخيرة ، لأنه كان رجلاً لن سوف يعجبك بالتأكيد ، أعتقد انك قلت ذات مرة أنك كنت مرتبط ، أليس كذلك؟ "
أجبت وأنا ألتقط زنبري المدلاة الذي يتدلى من سلسلة ساعتي ، وانا أمسك بصحيفة فلورا الصغيرة
" نعم"
صرخ وهو ينهض من المقعد ، ولحيته تغمرها قطرات من مشروبه
"يلعنكم! ما هي سعادتكم ؟ ماذا قد فعلت حتى تدلي صورتها أمام عيني؟ "
كدت أعتقد أنه كان على وشك أن يضربني في جنون غضبه ، لكنه مع عدم احترام لى ، فتح باب الكابينة واندفع خارجًا على ظهر السفينة مما جعلني مندهشًا إلى حد كبير من عنفه غير العادي ولقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها لي أي شيء من غضبة .
بعد ان عدت الى غرفتى فى السفينة كان على أن أكتب هذه السطور لانى أود أن أقدم رسمًا تخطيطيًا لشخصية هذا الرجل الى المجلة كى اروى عن رحلتى هذه ،و لكن يبدو من الجرأة أن أجرب مثل هذا الشيء على الورق ،فعندما تكون الفكرة في ذهني تكون في أحسن الأحوال غامضة وغير مؤكدة ولكن مع عدة مرات اعتقد أنني أدركت الدليل الذي قد يفسر ذلك ، لكنني شعرت بخيبة أمل فقط من تقديمه لنفسه في ضوء جديد من شأنه أن يزعج كل استنتاجاتي السابقة و ربما لا توجد عين بشرية سوى عيني على هذه الخطوط ، ولكن كدراسة نفسية سأحاول ترك بعض السجلات للكابتن نيكولاس كريجي.
وقد تعطي حالة الرجل الخارجية عمومًا بعض المؤشرات على الروح الداخلية ان القبطان طويل القامة وحسن التكوين ، وذو وجهه داكن و وسيم ، وله طريقة فضولية لارتعاش أطرافه ، والتي قد تنشأ من العصبية أو تكون ببساطة نتيجة لطاقته المفرطة و فكه ووجهه كله رجولي وحازم و لكن العيون هي السمة المميزة لوجهه و إنها من اللون العسلي الحالك ودائما مشرقة ومتلهفة مع مزيج فريد من التهور في تعبيرها ، وشيء آخر اعتقدت أحيانًا أنه متحالف مع مشاعر الرعب أكثر من أي عاطفة أخرى ، فبشكل اول عام كان الرعب هو السائد ولكن الان يظهر في المناسبات ، وبشكل أكثر تحديدًا عندما كان يميل للشرح متعلقات السفر ، كان مظهر الخوف ينتشر ويتعمق حتى يضفي طابعًا جديدًا على وجهه بالكامل وفي هذه الأوقات يكون هو الأكثر عرضة لنوبات الغضب العاصفة ، ويبدو أنه مدرك لذلك ، لأنني عرفته يقفل على نفسه حتى لا يقترب منه أحد حتى انقضاء ساعته المظلمة و إنه ينام بشكل سيئ وقد سمعته يصرخ أثناء الليل لان مقصورته على بعد مسافة قصيرة من مقصورتي ، ولم أستطع أبدًا التمييز بين الكلمات التي قالها و هذه إحدى مراحل شخصيته ، والأكثر بغضًا وفقط من خلال ارتباطي الوثيق به ولقد لاحظت ذالك ذات يوم ونحن مجتمعين معًا كما نحن يومًا بعد يوم وبخلاف ذلك فهو رفيق لطيف ، وجيد القراءة وممتع ، وبحار شجاع
و مثل أي وقت مضي لن أنسى بسهولة الطريقة التي تعامل بها مع السفينة عندما حاصرتنا عاصفة بين الجليد السائب في بداية أبريل و لم أره قط مبتهجًا جدًا وحتى مرحًا كما كان في تلك الليلة ، وهو يسير ذهابًا وإيابًا على الجسر وسط وميض البرق وعويل الرياح و لا يمكن أن يكون أكثر من ثلاثين عامًا على الرغم من أن شعره وشاربه قد أظهرا بعض الشعر الأبيض بالفعل ولا بد أن بعض الحزن الشديد قد اجتاحه وأفسد حياته كلها و ربما ينبغي أن أكون هكذا أنا نفسه إذا فقدت فلورا و الله أعلم! أعتقد أنه لولاها لما اهتممت كثيرًا بما إذا كانت الرياح قد هبت من الشمال أو من الجنوب غدًا.