الخاتمة

خاتمة
خدعنى بحبه
...........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قد نهينا قصتنا خدعنى بحبه على حمل منى من كريم .
فأردت أن تستكمل لنفرح معا بهذا الحمل بعد سنين انتظار وتوبة الاب والام والبدء فى حياة جديدة فى طاعة الله بعد انكسار وذل سنوات فى المعصية .
وفى تلك اللحظة التى من الله عليها بحمل منى ، أيضا من الله على عمر وجميلة بنبتة أخرى ، ستزهر فى حديقة حبهم .
جميلة ...يارب يكون ولد تانى عشان يكون اخ لـ خالد ويكون سندك تانى ليك .
فابتسم عمر وقال بحنو ...اولا السند هو الله عز وجل ، هو اللى بيكرمنا ويرزقنا .
ثانيا ..مش هتصدقى أن نفسى اكون بنت .
جميلة ...معقول ، عايز بنت ، دى كل الرجالة بتحب الولاد

عمربحب ....الاتنين خير ونعمة من عند ربنا ، بس الولد لما بيكبر بيكون ليه أصحاب كتير ويروح ويجى وبيكون الصاحب اكتر من أخ كمان بيقف جمبه ويلزمه طول العمر .
لكن البنت لما بتكون وحيدة صعب ،مش بتلاقى حد تكلم معاه وحتى لما بيكون ليها صديقة ممكن مع الوقت تتغير بحكم انها هترتبط وجوزها هيكون ليه حكم عليها .
لكن الاخت للأخت فعلا سند بعض ربنا سبحانه وتعالى .
بيقفوا لبعض ويساعدوا بعض وبيكونوا روح واحدة ، لو اتربوا فعلا على الحب .
وكمان نفسى يطبق عليه حديث رسول الله ، صلى الله تعالىعليه وسلم.

عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( مَنْ عال جارتين (بنتين) حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) رواه مسلم .
جميلة ...تصور كده شوقتنا فعلا تكون بنت .
طيب نسميها ايه ، احنا عندنا رقية .
عمر ..هنسميها فاطمة بإذن الله .
جميلة ...الله على فاطمة وأبو فاطمة ، ربنا يخليكم ليا .
مسد عمر على رأسها بحنو قائلا ....المهم قبل العيال هو أنتِ يا جميلة ، أنتِ الأصل .
ربنا يقومك بالسلامة .
.........
أثناء متابعة حمل منى ، أكدت لها الطبيبة أن نوع المولود ذكر .
ففرح كريم وحمد الله ، أن أكرمه بالولد بعد سنين الاشتياق ودعا أن يكون ولدا صالح يعينه على الحياة .
وفى اللبيت .
جلس كريم بجانب منى وحاوطها بذراعه قائلا ...منى انا عندى طلب ، او ممكن تعتبريه رجاء .
منى ...قول يا حبيبى وانا موافقة من غير ما اعرف .
كريم ..لا متوفقيش غير لما تعرفى الاول .
عشان هو ممكن يكون صعب عليكى عشان أنتِ ، عشان أنتِ عشتى سنين عمرك هنا ومش واخدة على حياة الريف .
منى ...قصدك ايه ؟
كريم بتودد ..انا نفسى ارجع اعيش فى القرية وابنى يتولد هناك .
وجدته تفرح بيه ، كفاية انى اتحرمت من ابويا ،مش عايز كمان اتحرم من أمى ، خصوصا ، انى تعبتها كتير ونفسى اعوضها بأنها تفرح بابنى.

وكمان بحلم انى اعمل مستوصف هناك لغير القادرين .

ودى نيتى بعد مربنا اكرمنى ووفقوا على طلبى لممارسة مهنة الطب من جديد .

ده بجانب مراعاة اشغالى هناك وورثى من بابا الله يرحمه .
فابتسمت منى ابتسامة صافية عذبة قائلة....تصور انى كنت بحلم الليلة اللى فاتت انى ماشية فى بستان وخضرة. جميلة .
وكنت مرتاحة اوى واتمنيت تدوم .

فإظاهر ده تفسير الحلم ، انى هعيش فى البيئة الهادية الجميلة دى ،بعيد عن صخب المدينة .
فابتسم كريم قائلا ...بتكلمى بجد ، يعنى أنتِ موافقة !
منى ..اه طبعا موافقة يا قلب منى .
وبالفعل انتقل كريم مع زوجته منى ، إلى القرية ورحبت بهم والدته كثيرا .
وتعجبت من معاملة منى التى تغيرت كثيرا معها .
فقد كانت فى بدء الأمر متكبرة ولا تعيرها اهتمام ، أما الآن فقد ضمتها إلى صدرها كأنها والدتها واحسنت معاملتها .
فكانت والدة كريم ،نعم الام لها ،وسهرت على راحتها فى حملها حتى وضعت حملها بسلام .
وأثناء ذلك أتم كريم بناء المستوصف الطبى .

وحضر افتتاحه كثير من أهل البلدة ، الذين أكنوا لكريم الحب والاحترام بسبب معاملته الحسنة واغداقه على فقراء البلدة بالمال .
بل وحضر الافتتاح عمر بعد أن تأكد أنه أصبح شخص آخر غير الذى يعرفه .
انسان مسالم ، محب للآخرين ، يعلم حدود ربه .
تفاجىء كريم بقدوم عمر ، فوضع رأسه فى الأرض خجلا منه ومما فعله معه .
استشعر عمر حرجه فابتسم قائلا ...ايه يا دكتور ، مش عايز تسلم على اخوك ولا ايه .
فاغرقت عين كريم بالدموع ، فعانقه عمر وربت على ظهره بحنو .
كريم ..ربنا يجزيك كل خير يا خويا ، انا بشهد أن النعم اللى انا فيها دى من بعد ربنا ، ليك انت كمان سبب فيها .
عمر ...متقولش كده .

كله بفضل الله وربنا يبرلكك يا فى مالك وأهلك يا دكتور كريم .
كريم ..دكتور ايه بس ، قول كريم على طول .
احنا اخوات .
ثم فجأة يأتى مرسال من بيت والداة كريم .
يا عمو كريم .
كريم ..ايه خير يا حبيبى .

الولد ...ستى الحاجة بتقول مرتك الست منى ، تعبانة اوى وشكلها هتولد .
فاهتز جسد كريم وتمتم..معقول خلاص حانت اللحظة اللى هشوف فيها ابنى .
فأمسك عمر بيده وضغط عليها بحنو ، كأنه يطمئنه هتقوم بالسلامة وربنا يقر عينك بالمولود .
ثم أيضا جاء خالد مسرعا يقول ...بابا بابا .
الحق ماما تعبانة اوى وبتقول انا هولد خلاص .
فابتسم عمر لكريم قائلا ...شكلهم عملوها الاتنين فى نفس الوقت .
كريم ضاحكا ..ايوه .
روح انت يلا بسرعة خانها المستوصف لدكتورة النسا.
وانا برده هجيب منى .
وربنا يطمنا عليهم .
عمر ..يارب .
وبالفعل تم ولادة منى وجميلة.
حيث رزق الله منى بولد أسماه كريم عبد الوهاب لانه هبة من الله له .
اما عمر فقد رزقه الله بما احب .فاطمة .
ففرح بها جدا وسجد لله شكرا على عطياه .
......
وهكذا مرت السنوات على ابطالنا فى حب ووئام وسعادة .
حتى كبر الأبناء ووصلوا لمرحلة الشباب .
فتعلق ابناء هدى بأولاد أخيها عمر.
حيث احب ياسين رقية واحب خالد ياسمين .
وفى ليلة طرق خالد حجرة والداه واستئذن للدخول .
فأذن له عمر .
عمر ...تعال يا خالد .
فولج خالد على خجل ولم يتحدث .
فابتسم عمر قائلا ...ايه يا عم خالد ، انا وحشك للدرجاتى ، عشان تيجى عشان تشوفنى وتملى عينك منى ، من غير ما اتكلم .
مع انى معاك فى الشغل طول النهار .
فضحكت جميلة ...وهو فى الشغل بيكون ساكت وهادى كده يا عمر .
فضحك عمر ..اه هادى اوى لدرجة ، انى بصدع من كلامه وصوته العالى .
جميلة ...يبقى فيه أن .
عشان كده ساكت .
ثم غمزت عمر قائلة يكونش بيحب .
فاحمر وجه خالد وتحدث ..وبعدين يا ماما .
جميلة ..خلاص يا عين امك .
ابوك اهو قدامك واتكلم وقول عايز ايه ؟
خالد ..انااااااا عايز اكمل نص دينى .
فأطلقت جميلة زغرودة فضحك عمر قائلا ...ايه كده على طول .
طيب مش تستنى لما اعرف مين العروسة ؟
فردد عمر سريعا ...ياسمين بنت عمتى هدى .
فنظر عمر إلى جميلة وابتسم .
عمر مازحا ....يعنى ملقتش غير بنت عمتك .
خالد مندهشا ..مالها بس ؟
عمر...عشان أنا عارف هدى ، لسانها سابقها وتحب الهزار .
بس مش عارف ياسمين صراحة.
ممكن تكون عاقلة شوية .
فضحك خالد قائلا ...لاااا عاقلة اوى اوى .
فضحكت جميلة قائلة ...اه انت هتقولى .
بإمارة لما قالت لامها ، انها لما تجوز مش عايزة نيش .
عمر ..طيب كويس ،ده عادة ملهاش لازمة خالص ومنظر على الفاضى ، لا كده أنا موافق بالثلث .
جميلة ...مش تستنى لما اكمل كلامى .
عمر ..ايه هو فيه حاجة تانى ؟
جميلة ..اه مش عايزة نيش بس عايزة بداله المرجيحة دى ام كرسى كبير .
فضحك عمر حتى دمعت عيناه .
خالد ..ماما وبعدين .
جميلة .. يوه ، انا قولت حاجة غلط .
عمر ...معلش ، اهو خليه يربيها على أيديه ويرمجها بقا .
خالد بفرحة ..ربنا يخليك ليا يا احلى اب فى الدنيا .
عمر ..ويبارك فيك يا حبيبى .
خالد ..صح يا بابا كمان ياسين ابن عمتى كان عايز يتكلم معاك فى موضوع رقية .
اتسعت عين عمر ..ملها رقية كمان .
فابتسمت جميلة قائلة ...مش عارف يا عمر؟
مهى اختك كانت عمله حسابها على كده من زمان وساعتها قعدنا نضحك .
بس سبحان الله النصيب .
عمر ...سبحان الله .
يعنى ياسين عايز رقية ؟
عمر ..ايوه يا بابا ، وان شاء الله هنعمل فرحنا فى يوم واحد .
فحمد الله عمر ، أن أعطاه الله العمر ليفرح لأولاده .
بخير ما اختاره اللهم لهم من أبناء عمتهم .
فهو لم يجد ابدا احسن منهم.
فقد ربتهم هدى منذ صغرهم على الأخلاق والدين .
.....
وبالفعل تم الخطبة فى حفل أقامه عمر فى نادى البلدى .
وكان من ضمن المدعوين دكتور كريم وزوجته منى وابنهم عبد الوهاب الذى وصل للسنة الأولى من كلية الطب .
وكان شاب جميل ، ذو لحية صغيرة .
اشتهر بين أهل البلدة بالروع والتقوى والصوت الشجى فى القرآن فكانوا يحبون الصلاة خلفه .
ووصل إلى مسامع فاطمة صوته ، فتمنت أن تراه .
وشاء القدر أن تراه فى حفل خطوبة اخواتها ، فكان كما تخيلت .
فالتقت اعينهما لأول مرة .
فقذف الله حبها فى قلبه سريعا ولكن لم يتحدث معها مطلقا أو يحاول أن يراها .
بل كان يدعوا الله عز وجل أن تكون من نصيبه .
حتى ينتهى من دراسته الجامعية .
وأثناء ذلك تقدم الكثيرين إلى فاطمة ولكن كانت ترفضهم .
على أمل أن يأتى لها فى الحلال الطيب من شغل قلبها لسنوات .
حتى جاء اليوم الموعود .
ووجدت جميلة من يطرق عليها بابها .
ففتحت فوجدت منى .
فرحبت بها قائلة ...اهلا يا دكتورة منى ، نورتى .
ده ايه المفاجأة الحلوة دى .
منى ..النور نورك يا جميلة .
معلش انا جيت كده من غير معاد .
جميلة ..لا ابدا ، البيت بيتك .
ثم قامت بالنداء على فاطمة لتحضير كوبا من الشاى .
فابتسمت منى لرؤيتها قائلة ..عنده حق عبد الوهاب .
أنه ميسبش سجدة الا ويدعى فيها ربنا سبحانه وتعالى أن تكون القمر المنور دى من نصيبه .
فخجلت فاطمة وأسرعت لغرفتها .
فضحكت جميلة ..معلش ، أصلها اتفجئت واتكسفت .
اما فاطمة ، فسجدت لله شكر ، أن أكرمها بمن حلمت به زوجا صالحا لها .
وعندما تمت الخطبة والعقد .
قدم لها مصحف ليس بالجديد .
فاطمة ..احلى هدية ، كتاب ربنا سبحانه وتعالى.
بس هو شكله مش جديد صح .
عبد الوهاب ..ايوه ، بس غالى عليه اوى .
لانى مع كل ختمة فيه كانت بدعى الله عزو جل أن تكونى من نصيبى ويكون نفس المصحف ليكى أنتِ.
فابتسمت فاطمة قائلة ..ربنا يبرلكى فيك .
بس هو مصحف ودعوات بس .
مفيش حاجة كده فى القلب .
فابتسم عبد الوهاب قائلا ...انا قلبى مسمهوش قلب .
فاطمة بمزاح ..امال ايه حطيت بداله الكلى ولا الأمعاء .
عبد الوهاب ..لا حطيت مكانه ، وحدة بس .
اسمها فاطمة من اول يوم شفتها ، قولت دى منى العين والقلب والروح .
فاطمة ...ياااه يا شيخنا ،ده احنا بتعرف نكلم اهو .
عبد الوهاب ..لا مش كلام بس ، فاقترب منها حتى شعرت بانفاسه الحارة تخترق وجهها وهم أن يقبلها ولكنها خجلت وأسرعت هاربة للداخل.
عبد الوهاب ضاحكا ...كده يا فطوم .
طيب ليكى يوم لما تدخلى بيتى ، مش هسيبك .
.......
ما أحلى الحب الصادق عندما يتوج بالحلال الطيب .
فيكون برضى الرحمن وتعم به البركة والذرية الطيبة .
أرجو أن تكون عجبتكم احبتى تلك الخاتمة أيضا .
دمتم فى حفظ الله .
..........
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي