وصيه ابي

Daddy girl`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-16ضع على الرف
  • 44.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

فى تلك الشقه الخاصه بها وبأبيها الذى توفى للتو كانت تجلس تبكى وسط العديد من الأقارب والأصدقاء والجيران وبعض الأشخاص التى لا تعرفهم أو ربما لم تقابلهم سوى اليوم فى عزاء والدها، كانت تبكى وهى صامته فقط الدموع هى ما تسيل على وجهها دون انقطاع مع محاولات العديد من الأشخاص الموجودين أن تتماسك قليلا وان تحاول أن تحارب دموعها ولكن هؤلاء الأشخاص لا يشعرون بألمها فهى فقدت ابيها الذى كان لها اخيها وصديقها وأمها أيضا فكان حياتها كلها ولم تتخيل للحظه انها سوف تخسره بسهوله هكذا، انتهى الجميع من عزائهم وخرج نصفم الموجوين وظل الباقي قليلا من الوقت معاها وكأن هؤلاء هم الأقارب وصديقتها الوحيده المقربه التى تسكن فى الشقه المقابله لها، تعرفها منذ أن عرفت معنى الصداقه لا يمكنها أن تتخلى عنها والأخرى أيضا هكذا وحتى الآن هم اصدقاء، وقعت على كتف صديقتها تبكى بهدوء يعكس شخصيتها الرقيقه"بابا خلاص مشي وسابنى لوحدى يا تسنيم هعمل ايه من غيره هعيش ازاى لوحدى فى البيت ده كله من غير ما يكون موجود"

نظرت إليها صديقتها تحاول أن تهدئ قليلا من روعها وهى تضع يدها فوق ظهرها وتطبطب بخفه ناطقه" كلنا هنا معاكى يا نيران وامى هى امك وبابا هو بباكى وسريرى كمان سريرك بس كفايه عياط بقي هتتعبى"

لم تكتفي بالبكاء وهى ترتمى بين ذراعى صديقتها التى تحاول أن تهدئ من روعها فى تلك الحاله التي تمر بها الان...

...........

مع ذلك الكوب الذى تفوح منه رائحة القهوة الخاصه به يضعه فوق المنضده التى بجوار المكتب الخاص برسماته التى يرسمها ويضعها فى اهتمام بالغ مع محاولا أن يرسم ويخطط هذا البناء كما يريد كنوع جديد من أجل أن يلقى الثناء من مديره فى تلك الشركه...

دخلت روان إلى مكتبه وهى تنظر اليه بعيون الإعجاب التى تملئ عيونها اليه وهى تتأمل عضلات جسده الواضحه من قميصه الاسود الضيق الذى يرتديه، اقتربت منه مع نظراته اليها الجامده ونطق بصوت هادئ"فى حاجه يا انسه روان"

هزت رأسها بنعم مقتربه منه تحاول أن تقلص تلك المسافه التى بينهم" اه فى فى جدا فى اوى فى حاجه حلوه"

نظر اليها بتملل ونطق وهو يبتعد عنها" لو فى حاجه تخص الشغل يا ريت تقوليها عندك حاجه تانيه خليها لنفسك أفضل"

تنهدت فى ضيق وهو يصدها للمره المليون وهى تحاول أن تجذب انتباهه بكل الطرق ولكن لا فائده" المدير عايزك فى مكتبه يا باش مهندس"

هز رأسه بنعم وهو يراها تخرج من مكتبه الخاص به وعلى رغم صغر حجم مكتبه إلا أنه يفضل أن يظل به فى جميع الأوقات، سحب تلك الرسمه الأوليه من المشروع المكلف به وهو يتجه به إلى مديره....

انتهى كل شيء وذهب الجميع الي حاله وأصبحت نيران وحيده في ذلك المنزل تنظر إلي جدرانه التي هي بينها الان وتنظر الي تلك الشقه الفارغه التي أصبحت بها وحيده الآن، جلست بوهن علي تلك الأريكة التي تقابل صورتها مع ابيها المعلقه علي أحد الجدران ونطقت بحزن" خلاص بقيت لوحدي مفيش حد يهمون عليا حياتي" لم تستطيع أن تكبت جماح دموعها التي انطلقت سريعا من عيونها وهي تحاول أن تمسحها ولكن لا مجال لا تستطيع أن تتوقف عن البكاء مع صوت الجرس الذى رن علي الباب الخاص بها، امتنعت عن البكاء وهي تمسح دموعها بعنف فهى لا تريد الشفقه من أحد ولا حتي تلك النظره التي تعتلى جميع الأشخاص نحوها، فتحت الباب بهدوء وهي تنظر بإستغراب الي ذلك الرجل ذو البدله الرسميه الذى ينظر اليها مبتسم ينطق بكل هدوء" الانسه نيران فكرى"

هزت رأسها بنعم وهي مازلت تنظر اليه بماذا تريد أو لماذا انت هنا واقف علي باب منزلي في تلك الساعه من الليل، تحمم في احراج ناطق" انا المحامي عادل شكرى محامي المرحوم بباكي العقيد صالح فكرى"

مازلت واقفه علي الباب مانعه دخوله تنطق بتسأل" وحضرتك عايز ايه لو تعمل الواجب شكرا اتفضل روح لحال سبيلك" محاوله أن تغلق الباب في وجهه ولكنه وضع قدمه علي الباب مانع إغلاقه في وجهه متحدث بسرعه "انا هنا مكلف اني افتح الوصيه الخاصه بالعقيد"

نظرت إليه بعيون غاضبه" انا بابا قبل ما يموت مجابش اي سيره علي أن ليه محامي أو حتي أنه كتب وصيه"

تنهد المحامي بهدوء محاولا أن يقدر موقفها الغريب الذى أمامه" اسمعي يا بنتي أبوكي كاتب وصيه ليكي وده من حقك انك تعرفيها"

عقدت حاجبيها وهي تفتح الباب امامه بإتساع مع محاوله أن يدخل ولكنها منعته ناطقه" لا طبعا مش هندخل عندي البيت تعالي معايا"

توجهت الي الشقه المقابله لها وهي ترى نظرات المحامي اليها والذى يهمس" شكلها مجنونه ولا ايه"

طرقت الباب وهي ترى ام صديقتها تفتح الباب محضنه ايها ناطقه" قلت لك تعالي باتي معانا انهارده حتي"

خرجت من عناقها وهي تنطق بهدوء" اسفه يا طنط بس الاستاذ ده بيقول أنه محامي بابا ومعاه وصيه ولازم اعرفها"

نظرت إليه ام صديقتها وهي تفتح الباب ناطقه بهدوء" تعالي اتفضل يا أستاذ، البيت ده بيت نيران التاني"

دخلت هي وخلفها المحامي فى اتجاه الصالون ويجلس ويضع الحقيبه السوداء الخاصه به أعلي قدميه ينظر اليها بهدوء وهي تنظر إلي الناحيه الاخرى حتى جائت عائله تسنيم صديقتها تجلس معها في الصالون مع صوت والد تسنيم الهادى" اتفضل يا استاذ شوف شغلك احنا كلنا سامعين"

تنحنح المحامي وهو يفتح حقيبته أمام عيونه وهو يبحث عن الوصيه الخاصه بابيها وهو يفتحها أمام الجميع بذلك الختم الذى يزين الظرف وينطق" انا كمان معرفش ايه جواها"

كانت نيران متوتره قليلا وهي بجوار صديقتها واخيها الذى يكبر عنهم بثلاثه أعوام ونيران تكن له الاعجاب وهو أيضا ولكنه لا يريد ان يظهر ذلك أمام أبيه.

فتح المحامي الوصيه أمام أعين الجميع وهو ينطق في هدوء بالغ" انا صالح فكرى العقيد السابق في القوات المسلحه اكتب وصيتي وانا في كامل قواي العقليه واعلم ما اكتبه جيداً، فى البدايه اريد أن اطمن ابنتي الوحيده واخبرها لا تحزني علي فراقي فسوف يأتي يوم ونلتقي مجددا ايتها الصغيره الجميله اعلم أن عائله السيد رجب سوف تعتني بك جيدا في غيابي ولكن لا اريد أن اثقل همك عليهم وتزيدي من عبئ حياتهم ابنتي الغاليه لذلك أنا أضع وصياتك في يد صديق لي منذ أيام الخدمه، أنه شخص امين وناضج وايضا لا غبار علي أخلاقه حتي تتمي السن القانوني وبعدها افعلي ما تشأي عزيزتى الصغيره، احبك كثير ولا تحزني..

ملحوظه صغيره اوراق الواصي سوف تجديها فى ذلك الظرف التي تتواجد به الوصيه التي تسمعيها الآن وأستاذ عادل شكرى هيقوم بكل الترتيبات الي المفروض تتعمل اتمني انك مش زعلانه مني يا نيران في حاجه والي انا عملته ده عشان مصلحتك مع السلامه يا بنتي"

انهي المحامي قراءه الوصيه وهو يمد يده داخل الظرف ويخرج الاوراق المحدده وينطق بهدوء" الاوراق اهي"

نظرت إليه بعيون غير مفهومه متسأله" انا مش فاهمه حاجه من الكلام ده"

نطق المحامي بهدوء" يعني انتي دلوقتي بقيتي تحت رعايه وصي"

هزت رأسها نافيه بعدم فهم" مش فاهمه ومين ده الي هبقي تحت رعايته وانا مش صغيره عشان يبقي ليا دادا" كانت منفعله قليلا أمام ذلك المحامي الذى نطق في نهايه حديثه" الاوراق الي قدامي بتقول أن الوصي عليكى زين المالكي"....

يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي