مالك وآدم

محمد العايدي`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-20ضع على الرف
  • 23K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول الأمانة في البداية

الفصل الأول
.......
في البداية بداية لكل كلام
منذ ان أخذ الله علينا ميثاق الربوبية في عالم الذر قد
جعلنا حمّلنا مسؤلية أمام أنفسنا أمانة حملنا الله
إياها تلك الأمانة هي الاختيار أو بمعنى آخر حرية
الاختيار ومنذ ذلك الحين ونحن نحمل أمانة ثقيلة
أصبحت بمرور الوقت
..........
أبداننا أمانة أرواحنا أمانة حقائقنا أمام أنفسنا أمانة حملها الله إيانا وحمَّلنا إياها دون جبر أو قهر بل عن رضى تام من قِبلنا رضينا به ورضينا عنه قبول في عالم الذر تحملنا مسئولية تجاه الأرض وما عليها من قبل أي شيء الإختيار في حد ذاته كان أكبر أمانة اعطانا رب العالمين إياها لنغوص غمار السباق في الدنيا ونحن مسئولون عن أفعالنا وعن سلوكياتنا,ان الأمانة التي حملنا ربنا اياها هي ( الإختيار ) أو بمعنى أكثر وضوحا وأكثر دقة ( حرية الإختيار )....

تلك الأمانة التي غض الإنسان طرفه عنها ولم يكترث بها وبوجودها في حياته فتجاهل إرتباطها الوثيق بالوجود على قيد الوجود ذلك الوجود الذي يؤكد بدوره على أحقية الإنسان بالخلافة على الأرض ! الأمانة مسئولية ولكنها ليست مسئولية وكلَّت للإنسان عن جبر وإنما عن إختيار وتفاهم وكلَّ له لأنها ببساطة أحق بأن توكل إليهِ مسئولية مثل هذه
( حرية الإختيار )..
لاسيما أنها المسئولية التي سوف يتحدد على آثرها مصير الكثير من البشر لأنه ببساطة هناك حساب وحساب دقيق لا يخضع لوساطة ولا لتحايُل ولا لتشفع من أي مخلوق عند الخالق
وحتى لو فرضنا جدلا بوجود وثبوت وصحة هذه الشفاعة نقول انها لن تُجبر الخالق على دخول الجنة لمن لا يستحق أو لمن لم يعمل طوال حياته من أجل دخوله الجنة والقول الصحيح أن الشفاعة السليمة في منطقها ومركبُها الموضوعي الفلسفي هي شفاعة صفات الجمال عند صفات الجلال وهذا يختص بذات الخالق بمعنى أن الأمر كله يرجع الى الله،
( والى الله يرجع الأمر كله ) فطالما أن الرحيم موجود اذن سوف يشفع بالتأكيد عند المذل القابض الجبار القهار وهكذا .. الأمانة هي السم الذي تم وضعه في عسل الحريات لذا لم تستطيع السموات والجبال أن يتحملا هذه الأمانة الثقيلة فأبين أن يحملناها وحملها الإنسان لكن لم يغير هذا من الحقيقة في شيء حقيقة أن الإنسان كانَ
( ظلوماً جهولا)

الاختبار الأول

( الأمانة والإحسان )
..........




من داخل الشقة الفخمة التي كان مالك قد أهداها الى صديقه الذي تعودَ على أن يصدقهُ القول دائما وطوال رحلتهما منذ تعارفا ببعضهما على خلفية طوفان دمر القرية التي كان يعيش بها آدم وأباد كُل من عليها ليصبح ( كُل من عليها فان) ولم يبقى سواه على قيد الحياة حتى وجد نفسه ملقى في بطحاء ليس لها أول من آخر ليلتقطهُ بعض السيارة الذيين يتبعون مالك أحسنوا إليه وأعطوه من الخيرات مايكفيه ويزيد وعن طريق وسطاء ظلوا يتعاملون مع آدم ويبلغوه بكل مايريد مالك أن يبلغهُ لآدم سنين وسنين يتعامل آدم مع أناس يعطوه ويكلموه ويبلغوه بكل صغيرة وكبيرة يطلبها مالك منه أو خير يعطيه إياهُ لآدم تفضلاً عليه بينما يتحدث آدم الى صديقه أو مولاه أو سيدهُ كما يناديه عبر الهاتف...
آدم . (وقفة).
عذرا أخي القارئ لم أستطيع طرح شخصية مالك كإنسان وذلك لأن مالك ليس انسانا وليست له هيئة أو جنسية أو عقيدة كما أنه والسؤال هل يبدو مالك لغزاً محيراً؟؟؟. وارد ولكننا إذا أردنا الإدراك سندرك وإذا أردنا المعرفة المجردة سنعرف لذلك لن نجد مالك أثناء الفعل وإنما سوف نجد أفعاله وحدها تجاه صديقه آدم (خليفته) كما كان يتوسم فيه مالك.. (العوده).
والآن نعود الى مكالمة مالك لآدم من داخل شقته بالمعادي والتي كان قد أعطاهُ مالك إياها ..
عقب رفع السماعه (آدم):
السلام عليكم مين؟؟ استاذ مالك؟؟ ازيك؟؟ لا لا اسمح لي اشتكي أفعالك لذاتك فليس لي سواك أشكوكَ لك وأشتكِ منكَ إليكَ !..
بقى حضرتك من يوم ما أنعمت عليا بخير وعطاء أكترمما كنت أفكر اني اطلب منك ووضعتني في مرتبة أخاف أكون ماستحقهاش وأحب أكون استحقها
لكني عاتب عليك بعد الكرم داكله تستكتر عليا السؤال عني أو الإطمئنان ان كنت استحق معاملتك دي فلا أبالي لكني أخشى أكون قصرت في حقك ؟؟. أما لو كنت أخطأت فقولي أنا أخطأت في أيه وشوف هعترف بذنبي بل وهتوب عنه ولا لأ (فيصمت ليستمع الى الرد)
(ثم يقول):
طبعا طبعا فاهم وعارف ان دا تجاوز مني لكن كرمك وعطفك عليا هم اللي خلوني اتبجح واكلمك كصديق يصمت مرة أخرى ليستمع الى الرد الجديد (ثم يقول):
مين قال كدا؟؟ عارف طبعا انك ما بتنساش حد بدليل افتكرتني وادتني اكتر ماكنت احلم اخد من عطائك وكرمك
(ثم يقول بعد ما سكت ليستمع الي الرد):
مافيش مشكله (ثم يصمت ليقول):
حضرتك تؤمرني انا في خدمتك... أيوا . أيوا . واحد من طرف حضرتك هيجيني هنا طبعا أي شيء من عند سعادتك أكيد فيه خيرلكن بعد اذن حضرتك ممكن أسأل ؟ يعني هل الشخص ده هيكون هو اللي بتبعتهولي كل مرة ولا حد جديد ؟! ده مجرد إستفسار برئ
( صمت قليلا) ثم قال:
خلاص وانا هكون في استقباله اي خدمة تانية؟؟
( صمت لآخر مرة ليختتم المكالمة) :
آة أنا كويس وبصراحة أنا سعيد جدًا انك سألت عن صحتي وعن أحوالي ده شرف كبير وفضل ونعمة اتمني لو تسمح لي برؤية وجهك الكريم مثل طباعك عن قريب, وعلى هذا تنتهي المكلمة الغامضة هذه ليُمر على المكالمة عدة ساعات ثم ثم قرعَ جرس الباب ففتح آدم ليجد أمامه رجلاً مُهاب المنظر ممشوق القوام وسيم أنيق ويشع من وجهه نوراً مفتول عريض ذي لحية متوسطة الكثافة وشعر رأسه طويل وكاحل كسواد الليل من دون قمر ! هذا الرجل أو الوسيط يُدعىَ (جبريل)
جبريل: (بابتسامه رقيقه)
السلام عليكم...
أدم (في دهشة وإعجاب)
وعليكم السلام أي خدمة؟؟..
جبريل:
حضرتك الأخ آدم مش كدا؟؟
آدم:
أوعىَ تقول انك جبريل اللي جاي من طرف صديقي مالك؟؟
جبريل:
أكيد كلمك عني سيدي مالك وقال لك انا جاي هنا ليه صح ولا لأ؟:
طبعا قالي اتفضل نتكلم جوة اتفضل في غرفة الجلوس
جبريل من داخل غرفة الجلوس الفرهة
في البداية يا أخ آدم سيدي مالك يهمه جداً انك تفهم وتنفذ كل كلمة هقولها دلوقت وياحبزا لو تتفادى الجدل البيزنطي والسفسفطة وتنفذ اللي هيتقال لك من غير نقاش:
اسمعني يا أستاذ جبريل أحب في البداية أوضح لحضرتك حبة حبة نقاط سريعة أنا قبل ما اتعرف على أتباع سيدي وسيدك مالك كنت في عداد الأموات ده بعد ما الطوفان ومن قبليه الأوبئة اللي انتشرت في قريتنا اللي كنت عايش فيها ما دمروا كل شيء في القرية والأخضر بقى يابس والأحياء بقوا بين ليلة وضحاها أموات وكل شيء أصبح في القرية عبارة عن ( أنقاض ) لاقيت نفسي محدوف على جزائر صحراء ساحقة غائب عن الوعي وجدت نفسي في حضرة أتباع مالك صديقي وسيدي ونقلوني نقلة نوعية بين الأحياء باختصار تقدر تقولها بالفم المليان إن سيدي مالك
( أحياني من عدم ) وبعد اللي عمله معايا صديقي مالك لو أمرني بشيء وما نفذتهوش بحُب ورضا وعن قناعة وإيمان ساعتها مش بس هبقى خاين وكافرب النعمه لأ هبقى كمان غبي غبي وأحمق أنا رهن إشارة من صديقي مالك قول ما بلغك به أن تقوله ولا تقلق
جبريل:
دي بداية عظيمة وياريت تبقى نابعة من حقيقة جواك حقيقة متغلغة في أعماقك, ندخل بقى في الموضوع سيدي مالك كان أعطاك الشقة الفخمة دي ومعاها مبلغ عشان تبتدي بيه حياتك مضبوط؟؟
أدم:
طبعا مضبوط وانا مش هنسى له الجمايل دي أبدا
جبريل:
وايه رأيك لو خدت فلوس وخير تاني غيراللي خدته ؟
آدم (يبتسم ):
واللهِ مين يكره ؟ ياريت ليه لأ؟ بس ياترى ده هيكون مقابل ايه ؟
جبريل : احنا مش قولنا ماتتسرعش وتسأل ؟ ثم من امتى سيدي مالك كان بيطلب منك مقابل لعطاياه ؟ هو كان طلب منك مقابل في الأول لما هيطلب المرة دي ؟ معتقدش ثم
ياريت ماتبالغش في التفاؤل قوي كدا لأن الحكاية المرة دي مختلفة والموضوع كبير حبتين وكمان خطير, انت فعلاً هتاخد الفلوس (ولكن) بشرط واحد مهم جدا لازم تنفذه الاول ..
آدم (يضم مابين حاجبيه):
خير!!!!! جبريل :
خير طبعاً بس قبل أي حاجة لازم تتذكر دائما أن سيدي مالك أصدقائه كتيير وأتباعه أكتر لكنه اختارك انت علشان تدوق طعم رضاه وفضله داغير انه سيدك انت(بالذات) عليهم كلهم وانت عارف كدا كويس مفهوم الكلام؟؟ الجلسة إياها فاكرها ؟
آدم :
مفهوم طبعا مفهوم والجلسة دي انا متذكرها كويس لما كنا في العزبة اللي بيمتلكها سيدي مالك ووجدت فيها بشوات وبهوات وأشخاص ذو مقامات كبيرة بيوقعوا على عهد بالدم صحيح أنا ماكنتش قرأت العهد بيقول ايه لكني فاهم انه نوع من تميزي عنهم
جبريل : العهد ده كان إقرار منهم بأنك أفضل من أنعم سيدنا مالك عليهم ( غير المغضوب عليهم )
لأن دول بقى هتلاقيهم كتييير وكلهم مصيرهم محتوم المهم انك تركز في الإختبار القادم لأنه حساس جداً يا آدم خد بالك من تصرفاتك كويس آدم: أكيد أوعدك بأني هكون أحرص من الحرص ذاته.. جبريل :
عظيم هتاخد مليون يورو ملكك تتصرف فيهم زي ماتحب خلاص؟ نيجي بقى للشرط فوق المبلغ دا هتاخد مبلغ وقدره اتنين مليون يورو هيفضلوا معاك كأمانه ماتتصرفش فيهم مهما حصل مفهوم يأخ آدم ؟ مهما حصل ومهما جرى تحت اي ظرف من الظروف ماتتصرفش في المبلغ دا أظن واضح !
وخليك دايما فاكر أن الاتنين مليون يورو ليهم صاحب وان هيجي اليم وال(ساعة):
اللي هيرجع الحق فيهم لصاحب الحق
آدم (بشيء من العجله)
ماشي موافق بس ممكن أسأل سؤال؟
جبريل :
ولاونه مش من حقك بس اتفضل اسأل
آدم:
صديقي مالك صاحب كرامات وبيحب يساعد المحتاجين الصالح منهم والطالح زي ماعمل معايا ياترى هيوافق اني اساعد حد محتاج بس من الاتنين مليون يوروالأمانه؟ ياترى في مشكله؟
جبريل:
مع انك جاوبت على السؤال من غير ما تقصد لكن اسمح لي أنا اللي أسألك ممكن؟...
آدم :
ممكن قوي اتفضل
جبريل:
سيدي مالك لم فكر يساعدك ويديك خير بدون مقابل لأنه زي مانت قلت بيحب الخير لم عمل معاك كل ده كان في وقتها وسيط بينك وبينه؟؟
وسيط بمعنى أنه أرسل من يملك من ملك سيدي مالك ليعطيك من هذا الملك هل حدث ذلك بينكما؟
آدم:
لأ كان تواصل صوتي مباشر بيننا وعن طريق أتباع له زي حضرتك كدة وأعطاني مما يملك هومع إضافة أني الى هذه اللحظة لم أراهُ رؤية العين
جبريل: جميل
يبقي لم هيفكريساعد أي شخص تاني زي ماساعدك كدة أكيد مش هيبقى محتاجك تكون وسيط بينه وبين الشخص دة لأنه ساعتها هيعمل معاه اللي عمله معاك بالضبط هيبعتله أتباعه
دا بالاضافة ان سيدي مالك زي مانت لسه قايل دلوقتي لم أعطاك خير من فضله كان العطاء من مُلكه وفضله هو ومُلكه ملهوش حدود
مش راح خد أمانه من واحد وقام مفرقها على الناس وتصدق عليهم بمال مش بتاعه اصلاً وبدون وجه حق
ادم (بدهشة غير مفهومه):
حتى لو في الخير؟؟؟
جبريل:
ما انا قلت لك الخير دة يقدر يعمله من غير مساعدتك او منغير ماياخدك كوسيط (لكن)..
نقدر نقول ان الامانه لو استُخدمَت في الخير . صحيح ساعتها (ممكن ممكن)
يسامح لاحظ اني قلت ممكن مش أكيد لأن دي حاجة تخص ذاته وذاته بالنسبه لي (غيب) فمقدرش اضمن لك انه أكيد هيسامحك وكمان ماقدرش اسأله يعني مقدرش أتبجح بالسؤال أظن واضح :
آدم:
لا واضح واضح لكن لو حصل اني اتصرفت في الأمانه في الخير هعرف ازاي انه راضي او مش راضي عن اللي أنا عملته ؟؟؟
جبريل(بتنهيدة طوييله):
أهي دي أهم نقطه لازم تعرفها من دلوقت
انت مش هتقدر تقابله تاني خلاص إلا في يوم (الحساب) قصدي اليوم اللي هتاخد فيه حقك وتديله حقه اللي هو الأمانة اللي سابها معاك..
ادم:
يعني ايه؟ يعني مش هشوفه غير في اليوم دا بس؟؟
جبريل:
مضبوط وعقبال ما يجي اليوم (المعلوم) لازم تتيقن وتجزم بثلاثة حاجات أو ثلاث أشياء مهمين لو ما آمنتش بيهم إيمان مطلق يمكن نلغي الإتفاق كله يا آدم وعشان كدة تلاحظ اني ماجبتش معايا الفلوس لأني لازم أتأكد أولاً منك وأطمن عليك وعلى يقينك !
ادم:
قول اللي عندك ياخ جبريل انا سمعك....
جبريل:
أولاً لازم تكون على يقين تااااام من ان يوم الحساب اللي هيرجع فيه الحق لصاحب الحق جاي جاي لامحاله مهما طال الزمن ميسيره هايجي في أي وقت وأي ساعة في أي ساعة هتقوم الساعة ! مفهوم ؟؟...
آدم:
وثانياً؟؟...
جبريل:
قبل ثانياً أحب أقُل لك ان سيدي مالك مسافر مكان (بعيد) جداً مكان سحيق واسع ومش هيرجع انما انت اللي هتروح له علشان (الحساب) اللي مابينكم
ادم:
وفي اليوم دا هروح له فين؟؟....
جبريل:
أهو هو دة ثانياً مش من حقك تسأل عن مكانه لأنك وسامحني في الكلمة أصغر من انك تعرف لهُ مكان وكمان مش هتشوفه ولا هتسمع صوته انما اللي لازم تعرفه انه دايما هيكون شايفك ومتابع كل تحركاتك ويقدر يلاقيك (في أي مكان وأي لحظة وف كل وقت) نيجي للحاجة التالتة (الظن) الظن ثم الظن والظن إياك في يوم من الأيام تُسيء الظن بسيدي مالك مهما حصل ومهما مريت بظروف صعبه أوعىَ تظُنُ به
(ظن السوء):
أبداً لأنه هيعاملك من خلال ظنك بيه
آدم (بصوت مرتبك بل أقرب الى الرعود)
لحظة من فضلك ممكن شوية وضوح ؟ علشان أفهم لأن الحكاية شكلها فعلا غريبة المرة دي
جبريل:
يعني حضرتك تروح تصرف المليون ف الهلس والمسخرة لغاية ماتفلس وما يبقاش معاك غير الأمانه مثلاً وقتها هتبص للفلوس وهتقول مالك (ظلمني) مالك عايز يكسر نفسي بالفلوس اللي ادهاني ويذلني
مع أن الفلوس ضاعت منك أنت من سلوكك انت (أنت) مش سيدي مالك
لازم تفهم ياآدم ان أي فعل خاطيء هيكون منك انت (أنت) لأن سيدي مالك هو السلوك القويم والغاية النبيلة وعطاء بدون مقابل يبقى من العدل ان الوسيلة القذرة لمَ نحب ننسبها ننسبها ماننسبهاش لصاغب الغاية النبيلة نلصقها بأي مخلوق أو لأي حد غير سيدي مالك و(أخيراً) إياك الزمن وكبد الصراعات يجعلوك تنسى سيدي وسيدك مالك أو تنكره من حياتك تحجبه عن دنياك دي أهم نصيحة ياآدم كدة مش ناقص غيراني اسمع ردك بالرفض أو بالقبول
آدم:
بصراحة العرض مُغري وصعب أرفضه ولاوني حاسس أنه إمتحان مش مجرد صفقة عاديا
جبريل:
ولو شايف انك مش هتقدر تنجح في الإمتحان قول من دلوقت علشان مافيش رجوع ولو حصل شيء بغيض أو حدث مايلا يُحمد عُقباه لا تلومن إلا نفسك ...
آدم(بعد لحظات من وضع الاصبع علي الشفاة):
خلاص أنا موافق ....
جبريل (بسخرية)...
موافق على ايه بالضبط؟...
آدم:
على كل اللي قولتلي عليه دلوقت لكن عشان أكون صريح معاك ومع صديقي مالك من الأول مش هقدر أوعدك اني أنفذ كل الوصايا دي بالحرف الواحد لأني عشان أنفذ أوامر صديقي مالك بالحرف لازم أبقى شخص مجرد من الأخطاء اومنذه عن فعلها ودا مش حقيقي لأني بشر مش قديس اوملاك لكن أوعدك واوعد ملوكه حبيبي اني هحاول اتلاشي الاخطاء علشان يكون راضي بنسبة كبيرة عن سلوكي ركزعلى اني قلت هحاول
جبريل:
وانا أحب أبشرك ان شرف المحاولة ساعات بيكفي ولوكنت قلت غير كدا كنت هاخد بعضي واروح علطول لان اللي بيبتدي بكذب ومغالاة بينتهي بكذب وضياع
آدم (بابتسامة إعجاب)
يااااه انا قلت ايه استاهل عليه الكلام الجميل داكله؟؟
جبريل:
انت قلت الحقيقة ودي كفايا علشان تاخد الثقة وأحب أطمنك ان سيدي مالك بيحب شرف المحاولة لو كانت (بجد) المهم انك دايما تزكي نفسك وتأدبها وتأكد ان أي عمل (صح) مهما كان بسيط هيعود عليك سواء كان (خير) (أوشر) فأنت (بس) اللي هتتحمل أوزارافعالك لوحدك وهي الدنيا كدا زي ما زراعت زي ما هتحصد اللي زرعتهُ يعني الخير من سيدي مالك أما الشَر فهيكون منك انت (ثم ويتنهد تنهيدة طويلة) كدا يبقى اتفقنا أشوفك بكرة عشان نبدأ في التنفيذ
(واصطحب ادم جبريل ليوصله الى باب الشقه)
جبريل:
على فكرة يادم انت مش هتشوف وشي بعد ماسلمك الأمانه تاني غيرف يوم الحساب خلاص؟؟
آدم...
أنت كمان؟؟
كله لمصلحتك لأنك ساعتها مش هتلاقيني زي مانا هكون متغيرشوية صدقني لمصلحتك اننا مانتقابلش تاني سلام
(وفي اليوم التالي وبعدما استلم آدم المليون يورو بالأضافه الى الأمانه قام بوضع الثلاثة ملايين يورو أمامه على الفراش وظل يتمتم ويُحدث نفسه نفسه ( الأمارة بالسوء) وهوينظر الى الفلوس
ادم (بصوت خافت):
دول المليون بتوعي خليهم على جنب
(ثم نظر الى الأمانه) أما انتم بقى عايز اخبيكم في حته أمان علشان مالك مش عايز الأمانه تتشال في بنك ابداً بنك مين ؟ ده مالك بينه وبين البنوك عداوة بغيضة غليظة أزلية وبيقول أنهم من تسببوا وانشأول في الربا في التعامل المالي عن طريق آل روتشيلد !
ألاقي فين مكان أشيل فيه الأمانه؟؟ فين ياآدم؟؟ فين؟؟؟ بس لقيتها هشيل الأمانه في السندرة وسط الكراكيب علشان ماحدش هيتوقع ان السندرة فيها فلوس تمويه يعني وهجيب قفل للسندرة واشيل مفتاحه في الميدالية علشان يفضل معايا دايماً وبعد مااشيل الأمانه أنام شوية علشان أصحى فايق وأشوف اي هي اول حاجة هعملها بالفلوس؟ مانا لازم أبقى فايق ومصحصح كويس الفترة المقبلة كلها!....

(بالفع قام آدم بإخفاء الأمانة داخل السندة وأوصدها له مفتاح جعله متدلياً في حاملة المفاتيح ( ميدالية ) بعد ذلك تمددعلى فراشه والفلوس أسفل قدميه) الفلوس التي ملكها مالك إياها لآدم ثم اخذهُ النعاس و
غرق في نوم عميق يُسمى بالنوم (النقيضي) وهو النوم الذي يرى فيه الإنسان الرؤى والأحلام وقد كان النوم النقيضي نتج عنه إستقبال الروح للرسائل الميتافيزيقية ورأى مناماً ذات دلالة ( ودليل ) لكنه قررَ أللا يهتم إلا بالسطحيات من الأشياء وتوافهها أما الروحانيات فلم يعد يكترث بها وبحقائقها !
(المنام)
فقد رأى آدم وكأنه أخذ المليون يورو واشترى بهم كميات من (التين والكعك) ثم أخذ التين والكعك وصعد بهما الى سطح مبنى عالي من عدة طوابق متعددة ثم وإذا به يأكل الكعك والتين وهو يُصيح بالضحك الهستيري ...ههههههههههههههههاي... ثم يسقط من أعلى المبنى وهو يصرخ مستغيثاً طالباً النجدة
( أنتهى الحلم )
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي