انتقام ريلام

وهكذا علمنا من الفصول السابقة كيف انتقمت كلوديا من من قتلوها وانتقلت الى العالم الاخر عالم الصفاء والأبدية ام الان فهيا لنعلم كيف سينتقم كلا من ريلام و ماجى و فيكتور ، وهل سوف يستطيعوا الانضمام الى كلوديا فى العالم الاخر أم لا

انتقام (ريلام ) ١
ريلام فتاة فى بداية مرحلة المراهقة ، تفقد أسرتها في الصغر بحادث ما ، لم تروى لها جدتها أحداثه و لكنها تلاحظ ابتعاد أهل القرية عنها وخوفهم منها،و الخوف جدتها عليها لم ترسلها لتعليم ، وفي بدء سن المراهقة ،توفت الجدة وتركتها تعيش بمفردها بعد أن ورثت الكثير من الاموال ،ولكن صديقها الوحيد غدر بها ،
لذلك عدت لكى انتقم من جميع من أذاني

يسود الظلام كل ما حولي ، اشعر بالبرد يدب اوصالى رغم ضيق القماش الملتف به جسدى ويعصر أضلاعه، حاولت الصراخ بصوت مكتوم لكن صوتي مكتوم ، يوجد شئ بفمى يمنعنى ويكتم صوتى عن الخروج ،ولكني استمريت بالمحاولة جاهدة على التحرك رغم ان القماش المحكم على جسدي جعلنى اشعر كأن أضلعى تختلط ببعض ، بعد جهد استطعت اخراج يدى وتقطيع القماش الذى اتضح انه متهالك ، جذبت ما بفمى وكانت قطعه اخرى من القماش المتهالك ، ادرت رأسي يمينا و يسارا ، وانا اتلمس بيدى ما حولى ، وبعينى ابحث لعلي ارى اى شئ ولكن هيهات فان الظلام حالك ، مددت يدي أتحسس طريقى ، شعرت بمياه تحيط بى من كل الجوانب ، ثم تلمست جدار بيدي ، حاولت الوصول لنهايته لكني لم أستطيع أن أجد له نهايه ، تلمست ملمسه جيدا فوجدته جدار حجري ، بدأت ان أضع أصابعي بين فراغات الجدار حتي أستطيع التسلق لأعلى و كلما تسلقت بدأ يظهر أنور فى الاعلى تشجعنى حتى اكمل الصعود، ها انا اشعر بنسمات الهواء تتخلل شعري الطويل الأسمر كظلمة الليل وتطيره للخلف ، مددت يدى أتلمس الفراغ فوجدتها أخر حجرة، جذبت جسدى لأعلى حتى خرجت وأنا أنظر حولي فالظلام اصبح اقل والقمر المكتمل يرسل أشعته من حولي مثل الخيوط الفضية ، بدأت ارى ظلال تلتف حول المكان الذي صعدت منه، دققت النظر قليلا فما هى إلا ظلال الأشجار العالية ، زحفت بعيدا عن الجدار و جلست احاول تذكر اين انا ؟ وما حدث ؟ اغمضت عينى وبدأ ظلام الذكريات يتلاشى ويظهر لى آخر ليلة بالقرب من هذا البئر ، وبدأت تظهر ومضات سريعة مثل الصور وانا اجرى بين أشجار الغابة و صوت شخص ما يجرى خلفى يردد " حاولى الابتعاد كما تريدى ولكن لا مخبأ لكى منى الليلة " وعندما كنت ألتفت لأرى من يتحدث غرز خنجر طائر بداخل صدري ، مما جعلني اقع أرضا بجوار البئر، شعرت باقتراب صوت أقدام هذا الشخص و استمعت لضحكاته وهو ينحني الى جسدى ، ينزع الخنجر وهو يحركه يمين ويسار ، وسط صرخاتي ومحاولتي ابعاد بيدى ، فتحت عينى بذهول وأنا اتسائل من هذا الرجل؟ و لماذا فعل هذا بى؟ لم أعد استطيع التذكر أكثر، رفعت يدى لازيل شعرى المبطل والمتساقط على وجهى فإذا بى أرى يدى ما هى الا هيكل عظمى لا جلد او لحم بها وبحركة لا إرادية بدأت اتلمس وجهى فهو ايضا اصبح جمجمة دون جلد ولحم ، فقط ما لم يتغير هو شعرى الاسمر الطويل ، اذا هل انا شبح ؟ ام جثتى عادت للحياة ؟ تحاملت على نفسي وبدأت بالنهوض، ثم تحركت ببطء بين الاشجار فى نفس الاتجاه الذى تذكرت انى كنت اجرى به وانا على قيد الحياة، وبعد بضع أمتار وجدت كوخ خشبى يبتعد نسبيا عن باقى الأكواخ الموجودة بنفس المكان ، من النظرة الأولى تعلم انه مهجور منذ سنوات ، هناك آثار حريق بمدخل الكوخ ، شئ ما بداخلى يدفعنى إلى الدخول ، فمددت يدي افتح الباب ولكنها مرت من خلاله فمررت الى الداخل انا ايضا ،كان المكان مهجور تتراكم به الأتربة ويغطيه بيوت العناكب، فقد هجرته الحياة كما هجرت جسدي ، نظرت اتجاه المدفأة وتذكرت انى كنت أجلس هناك اتراقص بأصابعى على جهاز الحاسب الآلى وأنا أتحدث مع أحد ما يرن بأذني صدى صوت ضحكاتي السابقة ،هل حقا كنت سعيدة هنا ؟ ومن هو الذي سرق سعادتى ؟ اقتربت من المدفأة وبدأت ازيل بيدى الاتربة و بيت العنكبوت من فوق الصور المتراصة على رخامها ولا شئ يتحرك ، أخرجت هواء من فمى من الغضب ،فإذا بالاتربه تتطاير ، هذه الصور التي بها ابتسامتى وانا احتضن بيدي هذا الرجل، نعم هو من قتلنى ، هو من سرق منى ضحكتى، وها انا عدت للأنتقام . تجولت في أنحاء الكوخ ومع تجوالي اتذكر ومضات عن حياتي، اكتشفت أن لم يكن لى أسرة كنت أعيش وحيدة بعد موت جدتي التي كانت تراعيني وسط هذه الكهوف فى قرية تابعة للهنود الحمر كنت منبوذة منذ صغري انا وجدتي بعد موت اهلى ، ولكن كان لى صديق او ما ظننته صديق ياتى متخفيا عن أهل القرية و يجالسنى خاصة بعد أن ورثت الأموال الكثيرة من جدتي، ولكن موتها جعل أهل القرية يبتعدون اكثر، بل منهم من كان يهاجمني خاصة عندما زاد عدد الموتى ،وانتشرت حرائق وأحداث غريبة لا أحد يعلم مصدرها ، و لأنى انا الوحيدة التى لا يعلمون عنها شئ لا لانى انا المبتعدة بل لانهم هم من يرفضون التعامل معي، فقد صدقوا سريعا هذه الإشاعات وحاولوا مرارا أن يخرجوني من القرية بعرض الأموال تارة ، وتارة أخرى بالتهديد حتى وصل الامر انهم تجمعوا ذات يوم واحرقوا البيت الخشبي الذي كان بناه لى أبى فوق شجرة أمام كوخي عندما كنت صغيرة ، وعلقوا عرائس ملابسها مهترئة ومطعونة بخناجر أمام باب الكوخ، ذات مساء جاء صديقى" كيفين" كعادتي سمحت له بالدخول فانا اعتبره حبيبي وقد مر علينا اوقات كثيرة وكنا كثيرا ما نتحدث بالهاتف او عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى حتى لا يعلم به أحد فهو يخاف الجميع ، طلبت منه ان يجلس فى غرفة الاستقبال لحين ان ابدل ملابسي ثم أطهو بعض الطعام، ثم صعدت الى غرفتي وحين ما انتهيت من خلع ما ارتديه، فوجئت به يدخل الغرفة وهو يبتسم مثل ثعلب وجد فريسته ، صرخت به كي يخرج ويتركني، ولكنه اقترب ودفعنى على الفراش محاولا اغتصابى ،وبدأ يقبلنى بالقوة وهو يقيد زراعيى بيد و ينزع ملابسه بيده الاخرى ،مما اعطانى فرصى لفلت يدى منه واستغليت عدم اتزانه ودفعته ليقع ارضا ثم سحبت شرشفة السرير وانا اصرخ لعل احد ما يأتى وينقذني ، لففت الشرشفه حول جسدى وخرجت مسرعةمن الغرفة ومن الكوخ باجمعه الى الخارج ، ولكني وجدت رجال ونساء القرية يقفون يحملون مشاعل من نار ويردد بعضهم (احرقوها واحرقوا هذا الكوخ ) واحدى الفتيات تصرخ قائلة ( انها ساحرة تسحر شباب القرية وتحضرهم الى هنا ثم نجدهم موتى فى الغابة ) كم كان مشهدهم مرعب امام الكوخ ،عودت الى الداخل، ولكنى أنتبهت الى صوت خطوات قدمة يهبط الدرج فأسرعت وخرجت من الباب الخلفى للكوخ ،احاول الفرار منه ومن اهل القريه الذين بدأوا بالفعل بأحراق مدخل الكوخ الامامى ،جريت وجريت وانا اشعر به خلفي لا اعلم إلى أين أذهب، لم يأتي بعقلى الا ان اختبأ بجوار البئر المهجور الذي يتوسط الغابة، وما ان اقتربت ظللت التفت حولى ابحث عن مخبأ، وصوته يتردد خلفى، حتى وجدني و قتلنى، ثم ألقى بي بعد ان احكم لف الشراشف على جسدى ووضع قطع من القماش بفمى، ثم لف الشراشف على رأسي ،والقى بى بداخل البئر ، تذكرت كيف كنت أشعر بعد أن القى بى وانا اتهاوى داخل البئر لحين ارتطم جسدى بالماء الذي غطاني ثم طفى جسدى فوقه، ولكن ابتلال قماش الشراشف زاد من حدة اختناقي وتوقف نفسي وفارقت الحياة ، خرجت من الكوخ هائمة لا اعلم ماذا افعل و من سوف يساعدنى الآن ، بدأت أتجول فى شوارع القرية هائمة ، لا أتعب، ولا أنام ،ولا أشعر بالجوع، ولا العطش، لا أحد يرانى، ولا يستطيع أحد سماعي. لازال جسدي يلفه القماش المتهالك ،كأنه أصبح جزءا منه و شعرى يتساقط منه الماء، أظافر يدي طويلة وتشبه حوافر القط ، جلست بجوار سيدة عجوز تبيع بعض الأشياء وتدعي أنها تستطيع قراءة الكف والفنجان وتعلم أسرار الموتى وبعد فترة وجدت نفسي أحدثها فقد مللت الوحدة

خرجت من الكوخ هائمة ،أطوف بين الأكواخ ، انظر لوجوه أهل القرية واتذكر ما فعلوه بى ، لا اعلم ماذا افعل ؟ وكيف انتقم ؟ شعور بالكرة اتجاههم بداخلى يتزايد ، ولكن من يساعدنى الآن ، بدأت أتجول بمدة شهور فى شوارع القرية ، لا أتعب، لا أنام ،لا أشعر بالجوع، ولا العطش، لا أحد يرانى، ولا يستطيع أحد سماعي. لازال جسدي يلفه القماش المتهالك ،كأنه أصبح جزءا منه و شعرى يتساقط منه الماء، أظافر يدي طويلة وتشبه حوافر القط ،وأثناء سيرى داخل سوق القرية ، رأيت سيدة عجوز تبيع بعض الأشياء وتدعي أنها تستطيع قراءة الكف والفنجان وتعلم أسرار الموتى ، والجميع يصدقها ويأتي يعطيها الأموال ،بعد فترة وجدت نفسي أحدثها فقد مللت الوحدة ، فجلست بجوارها ، وبعد فترة وجدت نفسي أحدثها فقد مللت الوحدة

الشبح :- أنا أدعي ريلام ، كنت بعمر السابعة عشر قبل مقتلى يوم عيد ميلادي على يد الشخص الذي ظننت يوما أنه يحبني ، و

العجوز :- سبعة عشر و أحببتى أين كان والداك

ريلام :- ماذا ؟ هل تسمعيني ؟

العجوز :- و أن لم أكن أسمع كيف أجيب عليك ؟

ريلام :- أذا انت حقا تعلمين أسرار الموتى

العجوز :- انا ممكن أن أكذب على الأحياء حتى أكسب المال ولكن لا أكذب على الأموات فماذا سوف أستفيد؟

ريلام :- أخبريني أذا كيف أجد من قتلنى وأنتقم منه

العجوز :- اذا هذا سبب وجودك بين الأحياء والأموات تهيمين فى الارض كى تنتقمى ،ألا تعلمى أنك أن غفرتي سوف تنتقلين الى الاموات

ريلام :- لا أريد، بل أريد الانتقام

العجوز / اذا عليك معرفة السبب الذي جعله يقتلك ربما وقتها غفرتي

ريلام / لا اعلم لماذا فعل هو ذلك ، ولكن اعلم أن اهل القرية جميعهم مشتركون معه بقتلى، و سوف انتقم منهم جميعا ولكن هو اولا

العجوز بتنهيده / تتبعي الأماكن التي كنت تقابلية بها

ريلام / لم اكن أقابله إلا بالكوخ عندما يأتي ليلا او اتواصل معه عن طريق الانترنت

العجوز / إذا تستطيعي ان تعلمي من هم أصدقائه من الانترنت ايضا

ريلام / نعم ولكن انا الان لا استطيع ان امسك شئ الا حجر البئر الذي قتلت به

العجوز / هيا سوف اعلمك بعض الحيل كي تستطيعي مسك الأشياء وايضا دخول أجسام الأحياء والتحكم بهم ، ولكن تذكري لكل شئ ثمن

ريلام / وما الثمن إذا

العجوز / بعد انتقامك سوف تتحولي إلى الشبح الاسود وعليك وقتها ان تكونى ملك لى لمدة خمس سنوات ثم سوف تعودين الى شبح عادي وترحلين من عالم الاموات

ريلام / موافقة

العجوز /اذا ارتدي هذه القلادة وتعالى معي

ارتدت ريلام القلادة وتحركت خلف العجوز حيث توجهت الى مكان البئر الذي خرج شبح ريلام منه ، وقفت العجوز عند فوهة البئر تنظر بداخله ، وبدأت ترص شموع سوداء على حافة سور البئر ،ثم رسمت على الأرض بجوار البئر دائرة كبيرة من أوراق الشجر الخضراء التى قد بللتها بمادة مشتعلة ، و بالداخل نجمة سداسية، ثم عادت أمام البئر تتلو بعض الكلمات غير المفهومة من كتاب تعاويذ سحرية قديم مصفرة اوراقة ،بنفس اللحظة بدأت السماء تتجمع بها غيوم سوداء بشكل دوائر على الرغم اننا فى منتصف النهار بشهور الصيف الحارة ،تحركت الرياح بقوة تعصف بأعالى الأشجار تحركها يمينا ويسار، وبدأت الحجارة ترتفع من الأرض تزامنا مع سرعة تلاوتها للتعويذة ، ولكن الغريب فى الأمر أن الدائرة لم يتحرك أوراقها ،وما هى الا لحظات و ارتفع من البئر جسدي طائرا ، كان احد ما يحمله من المنتصف، قدمي متدليتان ورأسي بزراعي متدليتان للأسفل باتجاه الخلف فقط خصري مرفوع لأعلى، ثم تم تمزيق الاقمشه المحيطة بالجسد ليظهر الهيكل العظمي وبنفس الوقت تمزق من فوق الشبح حتى اصبحت عارية ، تحرك الجسد وتم تمديده على المثلث السداسي فى وسط الدائرة ، بدأت العجوز بتغير نغمات الترانيم التي تتلوها حتى هدأت الرياح من حولها واصبحت السماء صافية وبرزت الشمس فى وسط السماء، ولكن على حين غرة ضرب رعد نازل من السماء أوراق الشجر بالدائرة فأشعل النيران التى تسارعت فى الاشتعال حول الجسد ، بدء المثلث السداسي بإخراج أضواء قوس قزح حول الجسد الذي بدأ بظهور اللحم ثم الجلد وعاد كما كان ، ليشعر شبح ريلام بان الجسد يجذبه له بقوه ،وبالفعل عاد الشبح الى الجسد الذي ينتفض ، بدأت بأخذ انفاسي قوية كأن الهواء قد عاد الى رأتيها بعد ان كادت ان تغرق ، وبعد ان استقر حالها وجلست بمكانها فوق المثلث السداسى انطفأت الأضواء وكذلك النيران ،دفعت العجوز بعض من الملابس اليها وهى تهدر بصوت يشبه صوت خارج من أعماق الجحيم قائله

_ هيا امامك سبع ايام فقط للانتقام قبل ان يعود جسدك للفناء كما كان و تعودين انت كشبح مقيد بسلاسل امتلكها انا كما كان الاتفاق

نهضت ريلام وارتدت الملابس التى توافقت مع جسدها كأنها صنعت خصيصا لها ثم تحدثت الى العجوز شاكرة إياها واردفت

ريلام / شكرا ولكن كيف انتقم وكيف اعرف مكانه ، وهل الان استطيع مسك الأشياء

العجوز/ اولا تعرفى على قدرات جسدك، التنقل السريع ، القوى العضلية ، إخراج النيران من اظافرك واخيرا الاختفاء عن النظر ومحاكاة اى جسد قريب منك ، اي تستطيع التشكل بأي مظهر تردية حتى وان كان شكلى انا ، ثانيا ان جسدك يعرف قاتله فسوف يوجهك الى مكانه ولكن عليق فقط معرفة الاصدقاء المحيطين به كي تستطيعي اقتناص الفرص لوجوده منفردا ، ثالثا قرري اي شخص سوف تنتقم لنفسك منه هل هذا الحبيب أم أهل القرية الذين أرادوا احراقك حية أم منهم جميعا وقتها سوف تجدين افكار انتقامك تنحدر لعقلك ، ولكن تذكري هذه شروق الشمس الاولى مع مغيب الشمس السابعة سينتهي السحر وتعودين كما قلت لك

ريلام / تمام لن اضيع وقتى فانا قد قررت الانتقام من الجميع

تحركت ريلام لا اراديا بعد ان نطقت قرارها متجه الى القرية وجميع افكارها تتشكل بأشكال انتقامية وما عليها إلا ترتيب أفكارها، اقتربت الى كوخها اولا ثم امسكت اللاب توب وبدأت بمتابعة حسابه الذى كان يحدثها منه وكم تفاجأت عندما اصبح عقلها لا اراديا يعلم ماذا عليه أن يفعل حتى توصلت الى مجموعة حسابات تعرفها فى القرية واستطاعت معرفة تواجده عندما ادخلت البحث عن مكان هاتفه ، اغلقت الاب توب ثم توجهت إلى بيت فتاة يجاورها قد أشار محث البحث ان التليفون المراد متواجد بهذا المكان ثم توقف جسدها أمام شرفة الكوخ وبدأ يتهادى إلى سمعها صوت من بالداخل فاقتربت كي تنظر وتستمع إلى الحوار الدائر .

تحركت ريلام لا اراديا بعد ان نطقت قرارها متجه الى القرية وجميع افكارها تتشكل بأشكال انتقامية وما عليها إلا ترتيب أفكارها، اقتربت الى كوخها اولا ثم امسكت اللاب توب وبدأت بمتابعة حسابه الذى كان يحدثها منه وكم تفاجأت عندما اصبح عقلها لا اراديا يعلم ماذا عليه أن يفعل حتى توصلت الى مجموعة حسابات تعرفها فى القرية واستطاعت معرفة تواجده عندما ادخلت البحث عن مكان هاتفه ، اغلقت الاب توب ثم توجهت إلى بيت فتاة يجاورها قد أشار محث البحث ان التليفون المراد متواجد بهذا المكان ثم توقف جسدها أمام شرفة الكوخ وبدأ يتهادى إلى سمعها صوت من بالداخل فاقتربت كي تنظر وتستمع إلى الحوار الدائر

الشروق الاول

شاهدت حبيبها يجلس على الفراش محتضن احدى الفتيات وهى تتدلل عليه وتتغندق بالكلام متباهية بذكرياتها التي تفتخر بها

الفتاة / اوه عزيزي ايرك هل تتذكر عندما اتفقنا على نشر
الأكاذيب حول ريلام بانها ساحرة وأنها هي من تجذب الشباب وتقوم بقتلهم وتصفية دمائهم لاستخدامها كي تظل فى عمر الشباب الدائم وان عمرها الاصلى تخطى المئة عام وكم تن اهل القرية الاغبياء صدقوا هذا

اريك ضاحكا / نعم وهؤلاء الشباب الحمقى كم من الممتع اجتذابهم وذبحهم ثم تصفية دمائهم ووضعها بزجاجات بمنزل ريلام الذى كنت أستطيع دخوله بسهولة بعد ان صنعت مفاتيح مماثلة مفاتيحها و كي يتأكد اهل القريه انها هى من وراء ذلك وكم كانت ساذجة و صدقت انى احبها ، كيف لى ان احب غيرك انت أميرة الجميلات سيرين

سيرين / حقا انا بالفعل جميلت الجميلات ولكنك كنت تعشق مالها وترتب للاستيلاء عليه فانا اتذكر انك اقنعتها بالفعل كى تكتب لك جميع ما تملك ايها الخبيث

اريك ضاحكا / لا لم تقتنع ولكن وضعت بإحدى مشروباتها بعض المخدر للهلوسة الذي جعلها تفعل ما أريد

أكتفت ريلام من الاستماع الى حديثهم وقد قررت ان تعيد بهم ما قد فعلوه بها من خداع ومكر بشكل أخر وتنتقم من القرية كلها لما فعلوه بها ،فأسرعت بالاختفاء ثم انطلقت الى سوق القرية حيث تجمع نساء القرية ، وانتقلت بينهم تستمع لأحاديثهم وثرثرتهم حول انتهاء اختفاء الشباب بعد موت الساحرة من بضع سنوات ثم وقفت خلف أحد الأعمدة وقامت باتخاذ شكل أحدي نساء القرية بعد أن قتلتها والقت بجسدها قرب البحيرة ثم اقتربت و وقفت مع زوجة كبير القرية وأخبرتها بأنها رأت قائد الحرس يحمل طفل ما غريق بالدم , ثم اصطنعت انها تذكرت شئ على الموقد ببيتها واسرعت بالرحيل، أما زوجة كبير القرية فلم تهتم بما اخبرتها به فكل اهتمامها منصب على اناقتها و شراء ما يلزم لكى تظل جميلة من اكسسوارات وادوات تجميل و أفخر الأطعمة، ويلتفون حولها نساء القرية فى نفاق يتبارين بالمديح والشكر لها ، بعد دقائق عادت ريلام متخذه شكل لامرأة أخرى لا يعرفها أحد وبدأت تصرخ وتنادى أن ابنها قد خطف وترجو الجميع بالبحث معها، ولكن لم يعطيها أحد أهميه ومنهم من أخبرها أنه من الممكن أن يكون ذهب للغابة ومنهم من كان ينظر بسخرية واشمئزاز، فهمت واقفه وتوجهت للبحث عنه فى الغابة وهذا ما ظهر للجميع ، ومع انشغال اهالى القرية بالاسواق والاعمال المختلفة ، بدأت هي باختطاف الأطفال الذكور من القرية وتجميعهم فى حظيرة الكوخ المتواجدين به سيرين و اريك وأثناء قيامها بذلك كانت تتشكل بشكل اريك، في المساء انتشر خبر اختفاء الاطفال وانتشر الذعر بين أهالي القرية وبدأ الجميع بالبحث فى جميع انحاء القرية ، وأوقدوا المشاعل وتوغلوا بالغابة للبحث طوال الليل عن الأطفال، ولكن بلا جدوى .ومع قرب الفجر وجدوا اجزاء من اجساد الاطفال ملقاة على شاطئ البحيرة، جلست النساء تصرخ ويضربن وجوههن وصدورهن والرجال يتفقدن باقى الغابة ، أما ريلام فتشكلت بشكل الأم التى كانت تصرخ صباحا وبدأت بترديد أن هذا الفعل من عمل السحرة وأن هناك ساحرة ما بقلب القرية هي التي خلف ذاك ،بالفعل انتشر خبر وجود ساحرة لربما تنتقم لهذه الفتاة التى اختفت منذ سنوات او ربما هى من عادة لتنتقم منهم .

الشروق الثانى

ظل الرجال طوال الليل يبحثون أما النساء فاجتمعنا وذهبنا الى دار كبير القرية الذى لم يكن مهتم هو وزوجته بما يحدث من اختفاء الاطفال وكان يجادل النساء بأمر الساحرة ويقول أن هناك مجرم ما طليق وسوف يبحث عنه ولا يوجد ساحرة ، بمكان آخر بعد ان هاتف الكثير من الحراس قائد الحرس (اريك) الذي أمر بالتجمع مع بعض الجنود كي يتناقشون حول ما يحدث من اختفاء الاطفال وعن طرق البحث ، و بعد هذا الاجتماع انضموا إلى باقى رجال القرية كي يكثفون البحث عن أي أثر لهذا المجرم ، أما سيرين فقد انضمت للنساء فى بيت كبير القرية الذي لازال رافض فكرة وجود الساحرة حتى تلك اللحظة التي دخلت بها زوجته لتطعم ابنها الرضيع ولم تجده بل وجدت بعض قطرات الدماء العالقة بفراش الصغير فخرجت تصرخ بزوجها ان الرضيع اختفى رغم الحراسة حول البيت وغاب عن عقلها كلام المرأة صباحا فى السوق

زوجت كبير القرية / رضيعى اختفى ، ابحث عنه ، سوف اقتل نفسي أن حدث له شئ

تركها كبير القرية في هلع وتوجه الى البحيرة حيث يجتمع رجال القرية و الجنود وهم لازالوا يبحثون فى الغابة عن أي أثر ولم يجدوا شئ، توقفت الحياة بالقرية بشكل مؤقت فالجميع يبحث ، رجال ونساء ، فى كل مكان بالغابة عن أثر الأطفال ومما زاد التوتر بدأ اختفاء الفتيات الصغيرات أيضا وايجاد بعض خصل شعرهن تطفوا فوق مياه البحيرة التي مع الوقت بدأ يتغير لون الماء بها إلى لون الدماء ، صرخ كبير القرية على قائد الحرس قائلا :

-"اريك" عليك بأخذ بعض من الجنود والصعود الى بداية البحيرة عند الجسر وأخبرنى من أين تأتي الدماء التى تختلط بمياه البحيرة

أومأ "اريك " برأسه و أجاب مسرعا: تمام يا فندم

تحرك "اريك" ومعه بعض الجنود وتتبع شاطئ البحيرة حتى وصل أعلاه حيث الجسر الذي يصل بين شاطئي البحيرة ، وهناك وجد جثث الفتيات تتدلى من فوق سور الجسر واجسادهم تنزف دما ليختلط بمياه البحيرة وشعرهم ممزق ،صرخ كثير من الجنود صرخات الم لان بناتهم من ضمن هؤلاء الفتيات و اسرعوا بفك الفتيات من السور ،أما أريك فاتصل بكبير القرية وأخبره على ما وجد فأمره بتشديد الحراسة والبحث ليل نهار عن القاتل ومكان تواجد الذكور ، زاد انتشار الفزع والحزن بين أهالى القرية وأصوات البكاء لم يخلوا كوخ منها كما زاد الحديث عن وجود ساحرة تنتقم منهم وبالطبع كانت "ريلام " خلف هذه الشائعات وبدأ كلا شخص يفكر عن سبب انتقام الساحرة ، أما كبير القرية فلم يستطع العودة الى كوخه ومواجهة زوجته بفشلة فى إيجاد الرضيع و ظل مع رجال القرية يبحثون داخل الغابة عن أي أثر، أثناء ذلك بدأت ريلام باصطياد الشباب من أهل القرية وقتلهم ثم تعليق أجسادهم على جذوع الشجر مكونه طريق يؤدي إلي البئر الذي لم يهتدى بعد أحد إليه ، وأخذت تضع الاقمشة التى كانت ملتفة على جسدها عند مقتلها على سور البئر وتثبتها بالأحجار ، فى مكان اخر حيث تسللت "سيرين" عائدة الى كوخها بعد ان ارسلت رسالة الى اريك كي يتبعها وأخباره ما استمعت إليه من النساء حول زوجة كبير القرية ، وقفت "سيرين" داخل غرفة النوم بالكوخ وهى تدخن سجائر بشكل عصبى تنتظره والقلق قد ملأ قلبها حتى راته من خلف زجاج الشرفة وهو يتخفى لكى لا يراه احد ثم دلف الى داخل الكوخ وصعد لها ، اسرعت هى بالحديث قبل ان يظهر غضبه لارسالها فى طلبه بهذا الوقت قائله

-إحدى نساء القرية قالت صباح امس أنها رأتك تحمل طفلا ينزف دما

اجابها هو ضاحكا : ما غبائك ألم نكن هنا سويا

-نعم وهذا ما أدهشني ولكن كيف انفى عنك هذا الكلام خاصة بوجود بقع الدماء على قميصك هذا

نظر اريك الى نفسه بالمرايا وكاد أن يجن فبالفعل يوجد آثار للدماء ولكن من اين اتت لا يعلم, خلع عنه القميص مسرعا وهو يخبرها ان تنظفه بأى طريقة ،اخذته هى وحاولت إزالة البقعة ولكن البقعه ما ان يجف القميص ويرتديه ويخرج من البيت تعود كما كانت حاول مرة واثنان وثلاثة ولكن لا جدوى فقرر الذهاب الى بيته وارتداء قميص آخر ، اما هى فعادة إلى منزل كبير القرية لتجلس بين النساء وتستمع لهم ، فى وسط الغابة تعالى صراخ أحد الجنود عندما عثر على جثة شاب معلق من قدمة عاريا وتم حفر على جسده حرف من حروف الهجاء ،اجتمع حوله باقى الجنود ما أن استمعوا الى صوته ثم ارسل احدهم رسالة الى الحاكم الذي كان مع مجموعة اخرى حيث وجد ايضا جثث لشباب بنفس المظهر ولكن تختلف الحروف المحفورة بأجسادهم ، أمر الحاكم بتجميع جثث الشباب ومحاولة ترتيب الحروف ليعلموا على اي شئ يدل ، ظل الجنود طوال باقى اليوم يبحثون بين الأشجار ويجمعون جثث الشباب المعلقة حتى وصلوا جميعا الى البئر وقد اقترب موعد الشروق .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي