البارت الأول

فى وسط قاعة مليانة بكتير من المعازيم والأهل والاصحاب كانت ماشية ناحية الكوشة بنت فى منتهى الرقة و الجمال والنعومة والبراءة وهي بتتصنع الابتسامة والسعادة زكان قلبها بيدق جامد وبقوة،كانت حاسة بالخوف من المستقبل المجهول ومن اللى مستنيها،حاسة بتوتر شديد ازاى هتعيش حياتهامع رجل عمرها كله متوقعتش فى يوم من الايام انها هتتجوزه وتعيش معاه فى بيت واحد وتحت سقف اوضة واحدة وازاى هتتعامل معاه وهيعاملها ازاى بالإضافة ل دا كله هو متجوز وعنده ولد أكبر منها،كان عقلها مزدحم بأفكار كتيرة ولكنها حاولت تتجاهل كل الأفكار دى وتحبس دموعها وهي بتقعد فى الكوشة،كانت في عيون كتيرة بتراقبها وهي حيرانة فى أمرها المغلوبة عليه وقلبها المليان بالحقد والكره وبتتوعد فى سرها باللى هتعمله.

ولم زهراء كانت ماشية ناحية بنتها وهى قاعدة فى الكوشة عشان تحاول تصبرها على اللى انكتب عليها واللى ربنا ابتلاها بيه،اول ما وصلت عندها حطت ايدها على كتفها اليمين وطبطبت عليها،واتكلمت معاها بصوت عالى عشان تقدر تسمعها فى وسط الازعاج والصخب والأغاني العالية وقالت لها:
يا بنتى يا حبيبتي اضحكى شوية وماتبينيش اى حاجة
قدام الناس ومتتشمتيش حد من الناس دى فينا ولا
تضحكيهم علينا انتى شايفة عيونهم عليكى ازاى ومتخلهومش يلاحظوا اى حاجة يا حبيبتى.

زهراء وكلها حسرة وألم ووجع قالت لها:
آآه يا ماما والله بحاول بس مش قادرة.
أم زهراء فى سرها:
حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب والله قلبي بيتقطع عليكى يا بنتى وانتي فى عز شبابك دا و يضيع عمرك مع رجل كبير اكبر من ابوكى ربنا يصبرك يا بنتى.
وبعدها راحت المعازيم تبارك للعروسة وأم العروسة

كانت واقفة بغرور وكبرياء وفى عيونها الغل والحقد
والشماتة واضحين وضوح الشمس و قربت لـ زهراء ومدت زهراء ايدها عشان تسلم عليها بس انصدمــــت لما شافت ست فى عمر امها واقفة تبصلها من فوق لتحت وبتشاور بصابعها عليها بسخرية واستهزاء،اليت دى كانت أم زياد.

أم زياد:هى دى قيمتك ترخصى من نفسك عشان شوية فلوس لو كان عندك ذرة واحدة من الكرامة وعزة النفس مكنتيش اخدتى واحد اكبر من ابوكى.

قالت لزهراء الكلمتين دول وعلى طول مشت من قدامها وطلعت من القاعة كلها وبدأت الدموع تتجمع في عيون زهراء،مش مصدقة اللى حصل ولفتت لامها وبصتلها بنظرات مليانة بالاسئلة والحيرة.

أم زهراء كانت متغاظة من أم زياد ومن الكلام اللى قالته وقلها محروق على بنتهاالوحيدة بصت بزهراء وقالت لها:دى ام زياد ضرتك.
حست زهراء بخوف شديد وبتوتر رهيب من اللى مستنيها واللى هيحصل معاها.

أم زهراء وهى بتقفل الموبايل:يلا يا زهراء الوقتى لازم تروحى الأوضة عشان تتصورى مع عريسك.

زهراء بغيظ:عايزانى اروح مع العجوز دا عشان اتصور معاه،ماما انا مش عايزة اتصور معاه اصلا أنا خايفة كتير اوى يا ماما.

أم زهراء بكل هدوء بتحاول تهدي بنتها:
انا مفيش فى ايدى حاجة يا بنتى،انتى عارفة انى مش راضية على الجوازة دى وانا مغصوبة زيك بالضبط يا حبيبتى،انا حاسة بيكى والله،بس انت عارفة ابوكى طول عمره انانى ومش بيفكر غير فى مصلحته وبس،مقدرش اقول الا ربنا يعينك على ما ابتلاكى ويمكن دا خير ليكى يمكن الراجل دا يعيشك ويعوضك وربنا قال:"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم"

قامت زهراء وهى حاسة ان رجليها مش قادرة تشيلها والهم والحزن واضحين فى عيونها ومكنتش قادرة تشيل فستانها وساعدتها امها وشالت معاها الفستان لحد ما وصلت اوضة التصوير وطبعا امها من غيظها مسلمتش على العريس اللى كان قاعد ومنزل راسه لتحت وكمان هو مكلفش نفسه يبصلهم حتى.

كانت قاعدة بعيدة عنه بمسافة وحاسة ان كل حتة فى جسمها بترتعش من الخوف ومنزلة راسها لتحت والاوضة كانت مليانة بالصمت الرهيب فكان الصمت هو سيد الموقف ومر الوقت عليهم اكتر من خمس
دقايق وهما سكوت فى سكوت.
زهراء رفعت راسها بفضول وقالت فى سرها:
هوا ليه ساكت كدا ليكون جتله ساكتة قلبية ياريت ان شاء الله عشان اخلص.
بس اول ما رفعت راسها شافته منزل راسه وبيلعب
فى الموبايل استغربت اكتر.
زهراء فى سرها:
معقولة دا يبقا عجوز،دا ليه عضلات زى اللى بيلعبوا مصارعة ومطول شعره وكمان صابغه اسود وايده زى ايد الشباب مش ايد راجل عجوز ممكن يكون عامل عملية تجميل مش بعيد ما هو عنده ملايين يقدر يشترى بيها الناس اكيد يقدر يعمله عملية ولا اتنين وضحكت فى سرها بس حاولت تكتم ضحكتها بينها وبين نفسها.
في نفس اللحظة رفع راسه وهو رافع حواجبه،بلعت زهراء ريقها اكتر من مرة وهي مصدومة ومش متوقعة اى حاجة.
زهراء فى سرها:معقولة دا شكله صغير اوى واصغر من ابويا كمان!

قطع عليهم دخول واحدة ست وهى بتبتسم وكانت هى المصورة،حست زهراء بمغص في بطنها وكانت
عايزة تقوم وتكسر اسنان المصورة من كتر الغيظ مش كفايه إللى هى فيه ودى جاية توزع ابتسامات.

المصورة:ممكن يا مدام تيجى جمب جوزك شوية.

قامت زهراء وهي حاسة انه هيغمى عليها،حاولت تمشى لحد ما وصلت له وقعدت جمبه بس فيه مسافة بسيطة بينهم حوالى 10 سم تقريبا،كانت حاسة تن قلبها شوية وهيطلع من مكانه لحد ما شكت انه فعلا هيسمع دقات قلبها.
وهو بيبص لها بسخرية و بصوت رجولي فيه بحة شبابية قال لها:ما تقربى خايفة لاكلك ولا ايه؟
بلعت ريقهاوهي بتسمع صوته،زهراء في سرها:
لاا دا أكيد في حاجة غلط في الموضوع،مش باين عليه راجل عجوز ابدا والله من حقه يتزوج على مراته العجوز الغبرا دى وهو شكله لسه صغير مش راجل فوق الخمسين.
المصورة:من فضلك حاوط مراتك من وسطهاوقربوا من بعض اكتر وخللى خدك على خدها.
زهراء قشعرت أول ما حست بايده بتحاوط وسطها وسمعت ضحكته ولفت تشوفه لقيته بيبصلها بنص عين وبيضحك بسخرية،حست بغيظ اكتر منه.
زهراء فى سرها:
بيضحك على ايه دا يارب تاخده.

المهم قعدوا يتصوروا وطبعا الوضع مكنش عاجب زهراء وكانت كارها روحها وكل حركة بتعملها كانت بتحسسها برعشة وخوف وتوتر شديد،بس أكتر حركة غاظتها واحرجتها وكانت فعلاهتقوم تضرب المصورة لما طلبت من زهراء تحاوط رقبته وتحط عيونها في
عيونه وهو يحاوطها من وسطها،حست إن دموعها بدأت تتجمع في عيونها من غير سابق انذار.
بعد ما خلصوا تصوير طلعت المصورة وسابت وراها عروسه خايفة وتايهة فى حزنها وعريس زى الجبل ما يهزه ريح.
زهراء وهي بتلعب في بوكيه الورد والتوتر واضح عليها وبصوت مخنوق ومرتبك:يا أبو أبو زياد
رفع راسه ورفع حاجبه اليمين وبصوت رجولي فيه بحه:ايييه مسمتعتش؟
زهراء رفعت راسها بخوف،خايفة ليكون مش بيحب حد يناديه أبو زياد بس هى مش عارفة اسمه ايه قالت وهى خلاص شوية وهتزعق :أبو زياد.
رفع صابعه وهو بيشاور على نفسه بغرور من فوق لتحت وقال لها:انا شكلى باين عليه ابو زياد.
زهراء معرفتش تقول ايه وتعمل ايه مقدرتش غير انها تكتم دموعها ونزلت راسها لتحت،بس اتفاجأت بصوت ضحكة قويـــــة،رفعت راسها وشافته بيضحك بقوة استغربت اكتر.
زهراء فى سرها:اكيد دا واحد متخلف.
قعد جمبها وهو بيحك فى راسه و بيبصلها بنظرة معرفتش تفسيرها وقال بـ غييظ:أنا زياد مش أبو زياد.

حست زهراء كأن حد صب عليها مية باردة مصدومة مش مستوعبة،زهراء:هااا
زياد وهو لسه بيبصلها فى عيونها اللى واضح عليها
الصدمة قال لها:
أنا بسببك اتعقدت حياتي واتغصبت عليكى متفكريش انى ميت عليكى عشان اخدك من ابويا دا بعدك انا اخدتك لانى مجبور في اللحظة الأخيرة إللى أبويا كان هيمضى على القسيمة جاله اتصال من خالي معرفش قاله ايه بالضبط بس أكيد كانت حاجة كبيــرة لدرجة انها خلت أبويا يرجع عن قراره وعلشان أبويا كان عامل كل العزايم دى والحفله الكبيرة دى عشان يغيظ فى أمي،مقدرش يلغى الجواز وينهى كل حاجة وغصب عليا اني أتجوزك واخدتك مجبور مش حباً فيكى وطبعاً انا وافقت بس عشان سمعتنا بين الناس مش أكتر.

كانت بتسمع وهي مش قادرة تستوعب رفعت راسها له وابتسمت بإنكسار ونزلت من عيونها دمعه مكسورة
زهراء في سرها:
آه على حظك يا زهراء كل واحد يرميكى على التاني للدرجة دى أنا رخيصة فى الأول أبويا يرخصنى وبعدين ابو زياد والوقتى زياد كلها كم يوم و أكيد هكون في بيت أهلي.
قام زياد من طوله و هو بيبصلها بقرف:
بقولك ايه متعمليش نفسك مسكينة ومغلوبة على امرك يلا قومي بلاش دلع ماسخ.
قامت وهي مش عايزة تقوم وعايزة يكون كل دا حلم صحيح إنها اتمنت تحصل اى حاجة وماتتجوزش ابو زياد بس في نفس الوقت ماتخيلتش انا تتجوز ابنه زياد

طلعت معاه و ركبت العربية حتى من غير ما تودع امها كان طول الطريق الصمت هو سيد المكان.

وصلت العربية للفندق ونزلت زهراء مع زياد ودخلوا جوا الفندق ووصلوا لجناحهم،زياد وهو واقف جمبها و بملل قال:أنا هروح أنام في الاوضة وإنتي شنطتك وهى غيرى هدومك ونامي هنا في الصالة ومش عايز أسمع اى صوت اوإزعاج يا ويلك يا سواد ليلك ان سمعت حس واقفة كدا ليه كأن الوضع مش عاجبك ساااااااااامعة.
دخل زياد اوضته وهي قعدت على الكنبة وسابت الدموع تاخذ مجراها لحد ما غفلت عيونها وهي مش حاسة بحاجة.

في اليوم التانى

فتح عيونه واستغرب المكان لكن بسرعة افتكر كل اللى حصل و رجع غمض عيونه وهو بيتنهد.
زياد في سره:
آآآه يا ابويا اعمل معاك ايه بس فى اللى عملته كل دا عشان تغيظ أمي وفي النهاية انا اللى لبستها وكل حاجة جت فوق راسي والله لو ما كان عمي هو إللي أصر انى أروح الفرح مكنتش روحت اصلا ولاا إنحطيت بـ موقف سخيف زى دا وغمض عيونه وهو بيفتكر

في قاعة كتب الكتاب

الكل قاعد وأبو زياد بيبتسم بفرح:
فين المأذون اتاخركدا ليه؟
أبو زهراء وهو بيبتسم:
الوقتى هيجى لسه مكلمه وقال جاى فى الطريق.
أبو زياد وهو بيهز راسه إلا وموبايله رن رد عليه وهو بيبتسم وبسرعة اختفت ابتسامته و بعدها هز راسه كأنه المتصل واقف قدامه وبيبصله وقفل معاهوهو في حالة صمــــــــت.

في اللحظة دى دخل المأذون وسلم وقعد،كان زياد شايف الوضع بغيظ وكاره كل حاجة وحاسس انه مخنوق وعايز يمشى بس عمه منعه انه يمشى،المأذون وهو بيفتح الدفتر:يالاا نقول بسم الله،فين الشهود و ولي أمر العروسة والعريس؟

كانت الشهود قاعدةجمب المأذون وأبو العروسة اللى هو أبو زهراء قاعد على الجنب التانى من المأذون
المأذون:والعريس فين؟
أبو زياد وهو ساكت وكلها ثواني بيبتسم و بيبص وقال:زياد العريس اهو ابنى زياد.
زياد كان بيبص لابوه بصدمه مش مستوعب اى حاجة
و بعدها بص للمأذون اللى كان مبتسم له والرجالة إللي بتبصله ومنتظرة منه يعطى المأذون بطاقته الشخصية،بس زياد لاا حياة لمن تنادي من الصدمة إللى هو فيها.
عمه ابراهيم حس بالوضع وصحى زياد من الصدمة:
أعطى بطاقتك للمأذون يابنى متفضحناش بين الناس ربنا يهديك.
طلع زياد بطاقته بتردد وهو لحد الوقتى مش مستوعب اى حاجة و لما عطها للماذون استوعب ورجع عايز ياخذ البطاقة تانى بس أبوه كان أسرع منه ومسك
ايده وهو بيقوله بصوت محدش سامعه،أبو زياد:
يا ابنى بالله عليك ما تحرجنيش خالك كلمنى من شوية و أنت عارف كل الخير إللي احنا فيه دا بسببه هو وهو مهددنى يا جوازى يا الشركات وكل حاجة نملكها تروح وبعدين مش حلوة نوقف الجوازة كدا والبنت لسه صغيره ومفهاش عيوب ومفهاش اى ذنب فى اللى بيحصل والله دى ملاك.
صحى زياد من ذكرى امبارح إللى كان بالنسبة له كابووس و قام ودخل التواليت ياخذ شاور وبعدها بنص ساعة خرج ولبس بنطلون جينز كحلى وتيشرت أبيض ضيق عليه شوية طلع عليه روعة مع بشرته السمرة ولون عيونه العسليه وشعره الأسود التقيل خلاه جنتل ع الاخر واخد نضارته السوده واللى كانت من اشهر الماركات وخرج من الاوضة.
اول ما خرج شاف الشنطة زى ما هي فى مكانها والصالة هدوء،قرب أكتر لناحية الكنبة وشافها نايمة بفستانها الأبيض و بتسريحتها البسيطة،كان واضح عليها انها نايمة معيطة لأن الكحل راسم خط على خدودها الناعمة وقرب منها وقعد بحيث يكون فى مستواها.
زياد وهو بيبعد خصلة شعرها النازلة على خدها الناعم،سكت شوية وهو بيفكر:أنا حتى معرفش اسمهاايه؟
قعد يهزها من كتفها،زياد:يا بنتى قوومي.

فتحت زهراء عيونها بكسل وأول ما شافت زياد على طول قفزت من مكانها كأنه فرصها تعبان،ابتسم زياد على حركتها وشاور عليها بسخرية وقالها:
عاجبك الفستان اللى ظاهر جسمك دا؟
حست زهراء بالإحراج و قعدت تبرر بخوف وارتباك:
لاا أنا كنـت تعبانة و و ومحستش إلاا و وأنا نايمة

زياد بعدم إهتمام:طيب طيب صدعتي دماغى خلاااص فهمت يووووه يلااا روحي غيرى واغسلي وشك دا

هزت راسها و مشت من قدامه وهو على طول خرج ودخلت الاوضة وراحت للتسريحة،اول ما شافت شكلها فى المراية انصدمت وحست بالإحراج ازاى شافها زياد وهى فى الحالة دى،قامت وطلعت الصالة اول ما عرفت إنه خرج،فتحت الشنطة واخدت لها هدوم وبعدها راحت التواليت اخدت شاور على السريع وكلها نص ساعة وطلعت لبست فستان زهرى وكان اللون دا حلو على بشرتها ومتجسم ومحدد وسطها ومبين تفاصيل جسمها،كانت أكمامه قصيرة وقصير يوصل لحد الركبة وخلت شعرها سايب زى ما هو لأنه ناعم من غير استشوار وحطت كحل خفيف تخبي بيه انتفاخ عيونها من العييط والبكاء وحطت كريم مرطب ورشت كم رشة من برفانها المفضل.

خرجت من الاوضة وراحت للصالة وقعدت تفكر فى
حياتها إللي مش عارفة هتكون ازاى والجواز دا هيستمر ولا هيطلقها وترجع لبيت أهلها ومن بين كل الأفكار دى والحيرة اللى هى فيها سمعت صوت الباب بينفتح و.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي