على الضفة الآخرى♡

نرجسية`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-05ضع على الرف
  • 585

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

ضغط العمل ابعد عني ابي شيئاًفشئ

مع آخر ضفائر الشمس الحريرية شعرت بأنني احتضن بؤساً يحيطني الحزن بكل الجوانب... يناسبني رداء الألم.. إلاهي لو كانت الدموع تغفر لطهر قلبي.. اصبح التنفس ينهكني اكثر من الحياة وكأن بكل نفس صخرة.. ليتني استطيع ان اجعل كل شيء ينتهي.. ليتني اعيش.... ليتني استطيع المقاومة... اشعر انني اعتدت الموت لقد اقيمت جنائز بعدد شرايين قلبي بعدد خلايا عقلي.. اريد النجاة... لكن كلما اصلحت قاربي اغرقه البحر قهراً تخفيه الأمواج علانية... يصر علي الإبحار ويقسم العالم علي تحطيمه وكأنه يبحر بمحيط بدل بحيرة بعمق غصين بقدر ارادتي للموت بقدر خوفي اريد الاختفاء لا ارغب بالحياة ولا ارغب بالموت شغفي حبي روحي لقد استنزف كياني
تئن المآذن بلا توقف.. فتنزف الاقلام حبرا من الاحرف تتواري الاجراس فوق المغيب لتلبس الخوف من معصم الحبيب تمشي تائهة بلا عنوان... فالربما اعتادني الظلام وهجرني جوع الكلام.
آه وألف آه.... من بين جميع البشر لا يؤذيني الا الذي الي قلبي احب
اسمي نقاء...
ابنة العشرون خريفاً ينقص عمري رغم ازدياده
بعد ان كشفت الغناع عن الحياة... وتعرفت على معدن الإنسان...
تعرفت على العالم الخارجي المظلم الموحش..... وها انا ذا اعود لمفكرتي واكتب رحلات حياتي التي اسميتها "على الضفة الآخرى"
انها الواحدة بعد منتصف الليل.... نهض جسدي المرهق المترامي على السرير..... روحي التى أطفأها العالم الخارجي.... جسدي المرمي على السرير كالجثة النتنه..... السواد الذي قد طوق جفون عيوني.... شعري الذي بالكاد امشطه من حين لآخر.... استيقظ كالعادة بلا سابق انزار..... اتفوه كلمات بالكاد يترجمها عقلي
اجلس كالمعتاد علي الكرسي الذي يجاور النافذة... وافتح النافذة كي اجلس بين احضان كل هذا الظلام وامسك بدفتري الوردي اللون..... امسك بقلمي وابدأ اطلق صرخات قلبي
للمرة الثانية على التوالي احدق بين أرجاء الغرفة المظلمة واتأمل الشمعة التي تحترق من اجل ان اكتب بضعت صفحات
ولكني لا اكتب شيء...!!
للمرة الثانية على التوالي تهرب الكلمات مني...
عقي اصبح مشتتاً.... لا اعلم حتى عن اي موضوع اكتب
احسست فجأة بصرخات قلبي التي بدأت تتلاشى دون سابق إنذار......
اطفئ الشمعة واعود إلى سريري
وفي صباح اليوم التالي
استيقظ مبكرة من غير العادة...
ارتب نفسي بطريقة غير اعتياديه.... امشط شعري بطريقة تثير الإهتمام لحد ما..... اخفي السواد من تحت جفوني وكأني اقول لها سأتحرر من اسرك
أطلي اظافري بلون السماء الداكن
وارتدي ملابس لم. اعتد ان البسها من قبل
واخرج من المنزل كأنها المرة الأولى لي....
احسست وكأني استنشق الهواء ولأول مرة.... احسست بمداعبة الهواء لأطراف شعري.... احسست بالسلام الداخلي....
وكأني أرى العالم بنظرة مختلفة
انه الثلاثاء
كنت اريد ان اشتري بدلة تليق بأبي وفستان اسود اللون فغداً ذكرى وفاة امي الحبيبة... توفيت امي وانا ابنة العشر سنوات فقط لا اتذكر تفاصيل حياتي معها.... ولكن والدي كان يسجل كل شيء علي الكاميرا التي نمتلكها.... انها اثمن من كل شيء بالنسبة لنا.... توفيت وتوفي معها حلو الحياة وبهجة الأيام... انشغل ابي بالعمل اكثر من ذي قبل واصبح لا يأتي إلى المنزل الا عندما انام ويخرج وانا ما ازال نائمة.... اصبحت وحيدة يصاحبني الاكتئاب... ولكن غداً سيأتي بلا شك كي نزور قبر امي...
اليوم الوحيد الذي أرى فيه دموع والدي....
ليته لا يتألم مطلقاً..... البعض يقول ان امي قد انتحرت والبعض الآخر يقول بأن شاحنة ما قد اصطدمت بها ولكن ابي لا ينطق بحرف ولا جرئت لي بأن اسأله..... قل ما يتحدث عن امي او الأصح لا يتحدث عنها الا في ذكرى وفاتها.... أهداني الكاميرا عندما بلغت الثانية عشر من عمري... وتبرع بكافة ملابسها ولم يبقي منها شيء سوى دفتر اسود اللون قديم تكاد اوراقه تتمزق.... لا يفارقه الدفتر لحظه.... كأنه كنز ثمين له.... حينما يسافر يضعه تحت امتعته ويذهب...... وقت اجازاته يقضيها في قراءته أعلم بأنه قد حفظ كل كلمة دونت به... لكنه قد نسيني تماما..... يعاملني كأني غير موجودة ويصطحبني فقط في ذكرى وفاتها... بدأت اشك في مصداقية حبه لي....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي