مقدمة

في نفس اليوم ولكن مساءً داخل مقهى يطل على البحر الابيض المتوسط مع نسماته الهادئة جلست فتاة ببشرة حنطية تنظر للشاب الذي يجلس امامها ببعض الذهول لا يمكنها ان تستوعب انه يخبرها انه لم يعد يحبها،

لم تبكي حينها ليس لأنها قويةً كما يشاع عنها وليس لشيءٍ اخر الا انها تكاد لا تصدق اذنيها فهذا الشخص كان يتصرف مثل مجنونٍ وقع في عشقها،  فعل المستحيل من اجل ان يوافق والدها على زواجهم،

ولكن ها هو بعد فترة ليست طويلة في خطبتهم يخبرها بكل بساطة انه لا يحمل مشاعر نحوها، لم تعلم ايهم ضايقها اكثر انه لم يعد يحبها ام انه وضعها في مكانة عالية ثم اسقطها ارضا بلا رحمة،  كان احساسها مثل يعسوبٍ صغيرٍ قطع الاطفال ذيله لانهم يظنون ان هذا ممتع ولكنه كان يتألم واكثر ما يؤلمه انه مازال على قيد الحياة.

اخذت نفسًا عميقًا ثم قامت بالتجرد من خاتم الخطوبة الذي يقيد اصبعها وهي تحاول ان تتجرد من مشاعر التعلق اتجاهه ثم نهضت بهدوء وهي تقول:
-شكرًا لأنك حررتني من عبئك.

نظر لها بعدم فهم فهو لم يفهمها ابدا كان يعلم انها فاتنة رغم بساطة ملامحها، ولكنها كانت صعبة المراس لا تستمع الى اي امر يطلبه منها تشعره دائمًا انها الرجل في العلاقة، كانت عنيدةً متمردةً كفرسٍ يصعب ترويضها لكنه لم يتوقع ردها هذا بالرغم من كل شيء فقال بصوت خفيض مشوبًا ببعض التوسل:
-عنود فقط استمعي لي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي