الحب لا يُنسى

Rania.Adel`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-02-18ضع على الرف
  • 24.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

"الحب لا يُنسى" الجزء الاول

في ورشة جراچ سيارات داخل ڤيلا في حي راقي جميل كانت تعمل "غدير" على إصلاح سيارة والدتها المتوفية و "غدير" فتاة غاية في الجمال و الأنوثة و لكن دائما تظهر للعامة أنها قوية و عملية كثيرا و لكن تختبئ وراء تلك الشخصية المتماسكة فتاة صغيرة رقيقة تتأثر ب من حولها .. "غدير" 25 عام متخرجة من كلية الهندسة قسم الميكانيكا ، تعيش مع والدها التي يحبها كثيرا و يهتم بها كثير و يشقى معها كثيرا حتى يغير طباعها الحادة و منظورها العفوي للحياة ل تخرج من داخلها تلك الفتاة الجميلة ، ف هو اب يريد أن يرى ابنته عروس ل يسعد بها و يطمئن عليها .. "غدير" كانت ترتدي اڤارول ازرق اللون و وجهها ملطخ ب شحوم السيارة و دخل عليها والدها و هو يقول لها ب نفاذ صبر

رفعت : و بعدين معاكي بقى يا بنت انتي ، ما انا قولت لك مية مرة أن العربية دي مفيش منها رجا ، مش هينفع
غدير و هي تخرج من أسفل السيارة : عيب عليك بس متصغرناش انت مش بتكلم سمكري سيارات في الحرافيين ده انت معاك غدير غالي على سن و رمح و طالما انا وعدتك و قولت لك اني هرجعها لك جديدة على الفبريكة تاني يبقى تصدقني
رفعت : ماشي يا اسطى ربنا يوفقك ، انا خلاص غلبت معاكي و رميت طوبتك ، مش فاهم انا مطلعتيش ليه كده زي باقية البنات يعني ، حلق حلو مع سلسلة جميلة و تسريحة شعر كيرلي كده .. لكن اللي انا فيه ده مش معقول ده انا لو مخلف راجل كان هيبقى فيه انوثة عنك اكتر من كده حرام عليكي
غدير تقف أمامه : ماشي يا عم شكرا ، و بعدين انا نفسي اعرف بقى انا مضايقاك في ايه ها ! كنت يعني عايزني اطلع زي بنات اليومين دول المفرفرين و كل حاجة تحصل معايا اجري عليك و اقول لك الحقني يا بابي الحقني و مش عارفة ايه ، لا يا حاج انا مش بتاعة الكلام الفاضي ده
رفعت : يا ستي قولي انتي بس و مالكيش دعوة انا راضي انك تبقي فرفورة بس احس اني مخلف بنت ، انا بقالي 25 على الحال ده حاسس اني عايش مع واحد صاحبي في البيت ، ده انتي حتى الافراح و مناسبات العيلة مش بتروحيها عشان متلبسيش فساتين زي البنات ، يا غدير انتي بنتي الوحيدة و انا عايز ادلعك شوية يعني احس ان انا اب مفيهاش حاجة
غدير ب انفعال : طب بالله عليك ده منطر واحدة ممكن تدلع
رفعت ب نفي : الحقيقة لأ خالص يعني
غدير : يبقى انا بقى اللي ادلعك ب الترينج الحلو ده ، ده جديد ده ها
رفعت ب ضحك : خلاص كده انتي بلفتيني ب كلمتين كا العادة يعني مش كده
غدير : بصراحة اه
رفعت : طيب ياللا يا اسطى روحي بقى اتنقعي في طشط ماية ب صابون كده عشان تشيلي البلاوي الزرقا اللي على وشك دي
غدير بتمسج وجهها ب يديها : ايه ده هو انا مهببة اوي للدرجة دي
رفعت : مهببة ب ستين نيلة يا حبيبتي بس عادي يعني مفيهاش حاجة ده بقى العادي ، روحي ياللا انا عامل لك شوية فول ب زيت حار و بصلتين خضر و كمون بقى و ليمون حاجة كده ميفهمهاش و ميقدرهاش غير ميكانيكي محترم زيك
غدير : ارجوك متغيرنيش عشان للاسف انا هخرج النهارده عشان هروح أفطر مع الزنان لا مؤاخذة
رفعت : مين الزنان ده ؟ يوسف !
غدير : و احنا نعرف زنان غيره في حياتنا كلها
رفعت : بائس اوي الولد ده والله العظيم ، بس قلبه طيب و غلبان ، ياللا على البركة ربنا يجعله من نصيبك
غدير تسكته فورا : ايه ايه انت ما بتصدق ، احنا قولنا ايه في الموضوع ده
رفعت : مقولناش حاجة ياختي
غدير : لا قولنا ، قولنا اني قاعدة على قلبك و مربعة ، يعني ب ذمتك فيه حد يسيب الدلع ده كله و يمشي .. طب بلاش ، بقى عايز تخلص مني و مين يدلعك من بعدي
رفعت : يا ستي انا راضي والله بس امشي و ريحيني منك
غدير ب ضحك : انا ماشية فعلا عشان اروح له الحق اقعد معاه شوية ، اه صح انت العلاج بتاعك خلص و انا قولت ل مرتضى يروح يجيب لك غيره عشان انت كل مرة علاجك بيخلص و مش بتقول لي و بتنسى تجيب غيره و مش بتاخده
رفعت : يضع يداه على أكتافها و يربت عليهم ب حنان الاب : حبيبة بابا ربنا يخليكي ليا ، بتفكريني ب مامتك الله يرحمها
غدير : الله يرحمها
رفعت : طب ياللا حبيبتي ياللا عشان تلحقي يوسف
غدير تداعبه ب الشحوم التي تملاء يداها و هي تذهب من امامه : ياللا سلام يا عسل
رفعت ب انفعال ينظر إليها : ايييه ده .. "يرى منشفة يداها معلقة على صندوق حديدي ف يهتف لها و هو يقول" .. الفوطة يا سطى نسيت الفوطة بتاعتك

و لكن حينها كانت غدير ذهبت و لم تسمعه ف لاحظ وجود الصندوق الحديدي ف اثاره فضوله و قام ب فتحه حتى يرى شيئا ما يبدو أنه يعرفه جيدا و بعد ذلك امتلئ وجهه ب معالم الغضب ..

و في الڤيلا التي تكون ب جوار ڤيلا "رفعت" و "غدير" كان "سالم" صديق رفعت منذ الصغر يسير مع نجله الأكبر "شريف" و هو يتحدث معه في العمل و يحمل بين يداه ملف يخص ذلك العمل و كان يبدو عليه الغضب و الانفعال و هو يقول له

سالم : ايه لعب العيال ده ! انت مضيت على الكلام ده يا شريف ؟
شريف ب اسلوب رسمي و متوتر في ذات الوقت : أيوة يا فندم انا مش شايف أن الصفقة دي فيها اي مشكلة خالص
سالم ب حدة : ابعت لهم ايميل علشان يلغوه يا شريف
شريف : يلغوه ازاي حضرتك ده انا خلاص مضيت عليه
سالم : مش مشكلتي ، الصفقة دي مش عجباني ، و كمان عشان تعرف بعد كده انك مينفعش تاخد اي قرا يخص الشركة من غير ما ترجع لي الاول
شريف : بس حضرتك اصلا عملت لي التوكيل من الاول عشان انا اللي امشي الشغل من نفسي و من غير ما اتعبك
سالم : انا عملت لك التوكيل ده عشان الظروف الصحية اللي كنت بمر بيها و اللي كانت مخلياني مش قادر اباشر شغلي ب نفسي و انا خلاص خفيت و الحمد لله و خرجت من المستشفى و التوكيل ده مبقاش له أي داعي دلوقتي و انا هلغيه و من الاسبوع الجاي انا هنزل الشركة و اتابع كل حاجة ب نفسي و كمان عايزك تعمل حسابك انك هتوقف كل القرارات و كل الصفقات اللي اتفقت عليها أثناء غيابي لغاية ما أرجع الشركة و اراجعها كلها قبل ما يتم التوقيع عليها
شريف : يعني افهم من كده أن حضرتك مش واثق فيا ولا في قراراتي مثلا ؟!

يوسف يقاطع حديثهم و هو يدلف إليهم ب ابتهاج و هو يقول لهم

يوسف : يا صباح الفل ، منور يا شريف
سالم يبتسم له و يفتح له ذراعيه ب حب حتى يحتضنه : صباح الخير يا حبيب بابا
يوسف بعد ترحيبه الحافل ب أخيه الأكبر يسأله : اومال فين نيڤين و مالك ؟
شريف يجيب على سؤاله و لكن كان ينظر ل يوسف نظرة كره : عند حماتي ، انت ايه اللي مصحيك بدري كده مش عوايدك يعني ؟
يوسف : اصلي رايح النادي
سالم يوجه حديثه ل يوسف : يا بني اقعد افطر معانا زي الناس
يوسف و هو يتناول كوب العصير ب استعجال : والله ندما هقدر يا باشا اصل انا غدير مستنياني عشان هنفطر سوا في النادي و بعدين هرجع على الجاليري عشان عندي اوردرات كتير لازم اسلمها
شريف يتدخل في الحديث : هو انت يا بني هتفضل كده دايما ، ما بين الجاليري و الست غدير
يوسف ب انزعاج : مش فاهم يعني يا شريف انت ايه اللي مضايقك في الموضوع ده ؟
شريف : اللي مضايقني اني محتاج لك تنزل معايا الشغل عشان تشيل عني شوية انا كل حاجة فوق كتافي عني و محتاج مساعدتك
سالم ينظر ل شريف : قولت لك ان انا هنزل معاك الشغل من الاسبوع الجاي ، سيب اخوك براحته
يوسف ب سعادة : اهو يا سيدي صاحب الشركة ب ذات نفسه قال لك سيب اخوك براحته عايز ايه تاني بقى فكك مني ، ثم انا لو جيت لك الشركة هخرب لك الدنيا كلها انت عارف يعني ، ثم البركة فيك انت من بعد بابا طبعا
شريف ب انفعال : مفيش فايدة يا يوسف ، هتفضل كده طول الوقت عايش ل نفسك و بس ، طب ما انا كمان نفسي اعيش ل نفسي شوية ولا انتوا ناسيين أن أنا متجوز و عندي ابن و زوجة محتاجين لي طول الوقت ، انا كمان نفسي افكني
يوسف : يا سيدي ما تعمل اللي انت عايزه و انت مين منعك
سالم : يوووه ، ما خلاص بقى يا شريف ما انا قولت لك اني راجع الشغل انا مش عايز مشاكل و وجع دماغ .. "ينظر ل يوسف ب ابتسامة" .. روح انت يا حبيبي روح اتبسط و ابقى سلم لي على غدير
يوسف : ماشي يا حبيبي ، انت عايز مني حاجة ؟
سالم : عايزك مبسوط دايما
يوسف : يا باشا انا مبسوط و مرتاح طول ما انت مبسوط و راضي عني ، ياللا انا همشي .. "ينظر الى شريف" .. ابقى سلم لي على نيڤين و ابقى بوس لي القرد الصغير قول له عمك هيقطعك بوس لما يشوفك ، سلام

ذهب يوسف و كانت نظرات أخيه التي تمتلىء ب الحقد و الكراهية تتبعه حتى قاطع شروده صوت والده و هو يقول له

سالم : اقعد ياللا عشان تفطر
شريف : لا ماليش نفس انا هستأذن حضرتك بس عشان عايز اروح الشركة اخلص شوية حاجات كده
سالم : طيب زي ما تحب
شريف : بعد اذنك
سالم : اتفضل ، مع السلامة

خرج شريف من منزل والده و هو في قمة غضبه و اخرج من جيب سترته هاتفه المحمول و قام ب الاتصال ب المحامي الخاص لديه و حين أجاب على مكالمته قال له فورا .. "أيوة يا ماهر ، عايزك تنفذ اللي اتفقنا عليه و بدون أي نقاش" .. ثم اغلق الخط و ذهب ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي