البراءة

NaharAhmed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-26ضع على الرف
  • 63.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثالث

دلف إلى منزله وهو يرتعش خوفا مما فعله و تذكر قبل 10 سنوات عندما سمع صوت والدته تتشاجر مع والده الخائن مثل عادتهم دائما جاء لـ يذهب إلى غرفته و لكنه رأى شيئا لم يتخيله قط فتح الباب لـ يرى أن والدته تختنق ووالده هو من يحاول خنق والدته كي لا ينكشف أمره أمام ولده و قال في صدمة.. اي بيحصل هنا!
رأه والده و كان الشر يتطاير من أعينه و قال بـ غضب.. انت أي اللي جابك دلوقتي روح على أوضتك
أقترب الصبي منه و قال بـ غضب طفولي.. انت بـ تعمل اي إبعد عنها يا ماما أصحى ثم إرتفع صوته و قال مامااااا
ترك والده المنزل فـ جرى الصبي إليها و قال.. ماما إصحى
فاقت والدته و كانت الدماء تسيل من رأسها بـ شدة و قالت و هيا تلفظ أنفاسها الأخيرة.. كريم إبعد عن أبوك اجري و امشي من هنا اهرب يا بني
ثم أغمضت عيناها و لم تفيق ثم ظل الصبي يحرك بها و لم تفيق حتى سمع صوتا ما و قرر أن يهرب مثلما قالت أمه خرج و لا يعرف ماذا سـ يحدث له كان طفلا لم يتجاوز عمره الثامنة سنوات لا يعرف أين يذهب حتى مر بـ جانبه رجلاً يقوم بـ رمي حقيبة يوجد بها بواقي طعام فـ إتجه إليها سريعا ثم قام بـ فتح الحقيبة و أخذ يلتهم الطعام الذي بها...
لـ يفيق من ذكرياته و هو جالس على فراشه يفكر كيف سـ ينفد مما فعله!!
قبل شهر في المدرسة الثانوية المختلطة
دلفت إليهم المعلمة و قالت.. ممكن نهدى يا جماعة عاملين دوشة ليه؟!
رفع أحد الشباب يده و قال بـ مزاح و سخرية.. بس بقا يا جماعة مدرستنا واقفة عيب مينفعش أحنا مش أطفال
المعلمة بـ شك قالت.. ربنا يكملك بـ عقلك يا كريم
ضحك كريم و قال.. ميس إظاهر إن حضرتك مبتغيريش الجاكت دا خالص ليه واخداه وراثة ثم ضحك و باقي الفصل ضحك أيضا
المعلمة بـ إحراج.. امم عايزة أعرفكم بـ زميلة جديدة معاكم في الصف و أتمنا إنكم تعاملوها كويس و يا كريم أنا ليا حساب تاني مع عيلتك ثم جزت على أسنانها و قالت بـ إستفزاز عيلتك اللي متبنياك
غضب كريم أن يتحدث و لكن دلقت الفتاة و قالت بـ ترحاب و إبتسامة.. أهلا أنا بسنت و أتمنا نكون أصحاب و دا شرف ليا طبعا
المعلمة.. روحي أقعدى في البانش اللي هناك
ذهبت بسنت و جلست بـ جانب فتاة أخرى دون أن تتحدث حتى أنهت المعلمة حصتها المملة كـ عادتها و ذهبت فـ قالت بسنت.. أهلا عاملة اي انا بسنت و انتي؟!
.. مها
نظرت بسنت إليها و قالت.. مالك أنتي تعبانة؟!
مها.. لا متقلقيش عشان بس اول مرة أشوفك فـ متوترة شويتين تعالى معايا اعرفك عـ الشلة
بسنت بـ حُسن نية و تريد تكوين صداقات أيضا.. تمام
أخذتها مها الى مجموعة ما مكونة من ثلاثة فتيات ما عدا مها و بسنت و اربع فتيان فـ قالت مها بـ ضحكة رقيقة.. هاي يا شباب اي رأيكم في إنضمام شخص جديد لـ شلتنا
نظر اليها كريم من أعلاها إلى اسفلها و قال مبتسمًا.. اهلا بيكي يا بسنت عاملة أيه؟!
بسنت بـ إبتسامة.. الحمد لله بخير و انت؟!
كريم بـ برود.. بخير
نظروا اليها الفتيات و قالوا بـ استهزاء من ملابسها المحتشمة.. الهدوم دى مش لايقة بـ شلتنا خالص انتي جايبالنا اي يا مها دى محتاجة ان الواحد يعلمها أناقة الهدوم من الأول و جديد
نظروا الشابان الى بعضهما و قالوا بـ صوت واحد.. بس يا بنات احنا مش شايفين ان في حاجة في لبسها مُعيبة!!
إحدى الفتيات قالت.. بس احنا شايفين و اسفين مش هـ ينفع تدخلي شلتنا اصلها شلة مش لايقة بـ مستوانا
إنحرجت بسنت من حديثهم القاسي و قالت بـ كبرياء.. انتوا إسمكم اي؟!
إستغربوا جميعا من ردة فعلها ثم قاموا بـ تعريف أنفسهم
هدى
مريم
وأخرهم و التي وجهت التنمر و الإستهزاء الى بسنت غادة
فـ ضحكت بسنت على أسمائهم و قالت.. انا لبسي قديم و انتوا أسمائكم في منتهى البشاعة ثم تركتهم و ذهبت الى خارج الفصل تاركة ورائها أربع فتيات يحاولون كتمان غضبهم و فتاة و شابان يهنئوها على ردودها و غموض كريم فيما وراء تلك الفتاة و كيف ردت عليهم هكذا و لكن أعجبه ردها...
غادة بـ شر.. ازاي تتجرأ البنت دى تقول كدا علينا لازم تتربى و تعرف احنا مين
هدى بـ خبث.. معايا يا بنات نعرفها أصلها بكرا
غادة و مريم.. اكيد
مها في نفسها.. ربنا يستر و ميكونش اللي في بالي صح بسنت باين عليها طيبة و لازما احذرها من اللعب معاهم دول شياطين مش بنات فـ قالت لهم.. تمام يا بنات انا معاكم اكيد بس ناوين تعملوا اي معاها؟!
اجابت غادة بـ خبث.. هـ ننفذ عليها خطة 303 اي رايكم؟!
مها بـ صدمة..!!!
هدى.. لا يا غادة مينفعش نحبسها صوتها هـ يسمع المدرسة كلها اي رايكم لو نجيبها على سطح المدرسة و نهددها هناك
الشابين و هم أخوات تؤام كانوا خائفين للمرة الأولى و لا يعلموا لما و كأنها المرة الاولى لهم!
فـ قال أحدهم.. ما بلاش يا جماعة انتوا غاوين مشاكل و خلاص مش عايزين يحصل زي السنة اللي فاتت فاكرين اي اللي حصل مع صفا و لا افكركم
غادة بـ ملل.. بقولك اي يا عم إيان هيا اللي وقعت احنا معملناش حاجة وقتها و انا و البنات حاولنا ننقذها و المدرسة كلها شافت دا
ارتفع صوت إيان و قال.. انا شوفتكم بعيني و انتو.....
كاد أن يكمل حديثه و لكنه سكت على صوت الجرس مُعلن إن وقت الإستراحة إنتهت
جلس إيان بـ جانب اخيه و كريم وحده كـ عادته و اعتدلت الفتيات في جلساتهم أمام كريم فـ إقترب كريم منهم و قال بـ سخرية.. انا موافق
ابتسما غادة و مريم اللتان كانوا جالسين أمامه و هم يتوعدون لها حتى دلفت اليهم و نظرت لهم نظرة ثاقبة و بـ كبرياء جلست بـ جانب مها
مها بـ صوت هادئ.. استنيني بعد المدرسة عايزة اقولك حاجة مهمة و سامحيني
إستغربت بسنت و كانت تريد الرد عليها و لكن قاطعتها مها و قالت.. مش عايزة حد يسمعنا فـ اسمعيني انا بس دلوقتي استنيني و هـ فهمك كل حاجة عشان لازم تاخدى حذرك و سامحيني اني حطيتك في الموقف دا
بسنت بـ صوت هادئ.. و لا يهمك
بعد إنتهاء اليوم الدراسي بـ الفعل ذهبت بسنت إلى مها حيث قالت مها بـ صوت مبحوح.. الأول انا اسفة اني عرفتك عليهم كنت فاكراهم طيبين انهاردة بس عرفت حاجات كانوا مخبينها عني
بسنت بـ إستغراب.. حاجات زي اي؟!
بدأت مها تحكيلها عن صفا و عن اد اي كانت بنت خجولة بس عدت فترة و صفا اتغيرت فجاة و دخلت الشلة مع انها كانت في حالها لحد اليوم اللي لاقيناها واقعة فيه من سطح المدرسة ومكنش حد يعرف اي حاجة عن الموضوع دا بس ايان قال ان البنات هما اللي وقعوها لانه شافهم بس هما انكروا بس انا واثقة انهم اللي وقعوها عشان سبب ممكن يكون أيان بس اللي يعرفوا و هما حاليا عايزين يعملوا معاكي و يعاقبوكي عـ الكلام اللي قولتيه
أخذت بسنت تدور و هيا تفكر في حديث مها إذا كان من الممكن أن تثق بها أو لا فـ قالت و هيا توجه حديثها إلى مها.. مها أنا هـ ثق فيكي لاني واثقة إنك مش شبهم بس لازم دليل عشان نثبت اللي حصل في صفا هما السبب
مها.. طيب هـ نثبت إزاي؟! أيان أكيد هـ يخاف يتكلم
بسنت.. لازم نحاول و نعرف كل حاجة حصلت في اليوم دا
بسنت بـ تفكير.. هو مفيش غير حل واحد
مها بـ قلق.. اي هو؟!
بسنت......
وصل كريم إلى المنزل لـ ينادى على والدته المتبناة قائلا.. ماما
خرجت أمه و على و ملامحها الضرب و قالت.. رجعت يا كريم حمد لله عـلى سلامتك يا بني
غضب كريم كثيرا لـ رؤية المرأة التي ربته و عاملته كـ إبنها بـ هذا الورم الذي على وجهها و قال.. هو الراجل دا ضربك تاني
تحسست والدته أثر الضرب على وجهها و قالت.. متخافش يا بني كام يوم و هـ بقى كويسة
ترك كريم حقيبته و إتجه إلى غرفته ثم قام بـ رزع باب الغرفة ورائه
جلس في أرضية غرفته و هو يبكي بكاءًا حاد و هو يتخيل أن المرأة التي ربته يحدث بها مثلما حدث مع أمه الحقيقية منذ سنوات لـ يمر شريط حياته من أمامه و هو خائف مثل الطفل الصغير الذي يخاف ترك أمه
نذهب إلى منزل آخر لـ نتعرف على حياة بقية الأبطال
في منزل بسنت دلفت إلى غرفتها و جلست تفكر في حديث مها حتى دلفت اليها والدتها و قالت بـ ابتسامة.. اي يا بسنت مجيتيش تقعدى معانا ليه؟!
بسنت.. ها لا مفيش انا كويسة يا ماما تعب اول يوم دراسة بقا
والدتها (امال).. اه يا حبيبتي معلشي تعالى طيب اقعدى معانا شوية
بسنت بـ ابتسامة متعبة.. حاضر يا ماما بس انا جعانة اوى و تعبانة و عايزة انام التلاتة في وقت واحد تخيلي
امال.. تخيلت اه قومي يا بنتي لسه بدرى
وقفت بسنت ثم قبلت والدتها من خديها و خرجت إلى أخواتها لـ تهرب من التفكير في أمر اليوم
بسنت تعيش حياة مُرفهة مع والدتها و أخوانها الإثنان عمر ذو الخامسة عشر و تميم ذو العشر سنوات والد بسنت تُوفي في حادث منذ سنوات و قامت أمال بـ تربية الثلاثة وحدها و تعبت كثيرا حتى أصبحت من أكثر الأطباء ثراءً و تواضعا و أخلاقيًا و إستطاعت أن توفر لـ أولادها حياة هادئة مليئة بـ الكبرياء و الحب و بعيدا عن المشاكل
فى منزل غادة كانت تتشاجر مع والدتها كـ عادتها و تقول.. سيبيني براحتى بقا انتي ليه عمالة تتحكمي فيا سيبيني اعمل اللي انا عايزاه
ماهيتاب بـ هدوء.. يا بنتي انا خايفة عليكي ابعدى عن البنات اللي ماشية معاهم دول انا مبقولكيش متصاحبيش و متخرجيش بس صاحبي ناس كويسة مش بنات مش عارفين أهلهم مين زي كريم اللي ملك متبنياه و مش عارفين أهله و لا منار و هدى و مريم انا مش مرتاحالهم دايما حاسة ان وراهم حاجة
غادة بـ سخرية.. بيتهيقلك دول أحسن ناس انا عرفتها في حياتي كمان انتي بس من ساعة ما بابا سابك و مشي و انتي كدا
صفعتها والدتها و قالت بـ غضب.. أبوكي واحد خاين مطمرش فيه حاجة و مكنش عنده مسئولية راح أتجوز عليا عشيقته أما كنت في غيبوبة بسببه بدل ما يحس بـ تأنيب الضمير إني خدت الرصاصة اللي كانت هـ تصيبه بداله لا راح أتجوز عليا و خبيت عنك عشان انتي متكرهيش أبوكي بس أنتي زيه طلعاله نفس الأسلوب و نفس الغدر اللي فيه اتنقل فيكي ثم تركت أبنتها و ذهبت إلى غرفتها ثم جلست غادة تؤنب نفسها على حديثها مع والدتها و تقول..
يا ربي انا ازاي اقولها كدا مكنش لازم أتعامل معاها كدا لازم أصالحها هيا متستاهلش أقولها كدا ثم خرجت و قررت أن تذهب إلى غرفة والدتها فـ جاءت لـ تدلف لم يفتح الباب معها فـ قالت.. ماما افتحيلي أنا أسفة وعد مش هكلمك كدا تاني يا ماما
لم يأتي الصوت إليها و هنا غادة قالت إلى نفسها.. طيب يا ماما أنا هـ سيبك تهدى شوية و هـ رجعلك بـ الليل ثم ذهبت الى غرفتها و نامت
عند كريم كان ما زال جالسا في غرفته يفكر ماذا سـ يفعل مع هذا الرجل لـ يخرج أخيرا من غرفته متجها الى المطبخ يجلب ماء لـ يرى أمامه سكين و هنا يتذكر ماذا حدث السنة الماضية عـلى سطح المدرسة
منذ عام كان ممسكا بـ سكين و يحركها أمامها لـ تخاف منه و قال.. عايزة تبلغي المدير عننا يا حلوتي شكلك نسيتى إن حياتك في ايدينا
صفا بـ بكاء.. سيبني بقا أيوا هـ بلغ المدير و لو وصلت أبلغ المدرسة كلها عنكم هـ قولهم أنتوا إزاي عايشين مع ناس محترمة و أنتوا أصلا عيال شوارع
غضب كريم و ريان كثيرا فـ قاموا بـ ضربها و كانت الفتيات تقف تبتسم بـ سخرية عليها حتى إقتربت مريم و قالت بـ شفقة.. لو كنتي سمعتي الكلام مكنش حصلك اللي حصل دلوقتي بس انتي اللي غاوية فقر و حظك كدا بقا و مفيش فقراء بـ يدخلوا مدرسة لغات و مينفعش يبقا فيه حد احسن مننا في المدرسة هنا فااهمة يا قطة
صفا بـ تعب و وجهها ينزف.. انتوا بـ تعملوا كدا ليه مالهم الفقراء دول أحسن ناس على الأقل بـ يحسوا بـ تعب أهاليهم سيبوني بقا في حالي ثم جاءت لـ تقف لـ ترى من يضربها بـ السكين على وجهها
صفا بـ صراخ.. اااااه
ابتعد كريم لـ يرجع إلى الوراء كثيرا و تقترب غادة ثم أمسكتها من خصلات شعرها بـ جمود و تسندها على سور السطح قائلة.. احنا هـ نسيبك هنا تعفني بقا احنا كدا خدنا حقنا و لو عرفنا بس انك روحتي للمدير تاني هـ جيبك هنا برضو هـ خليلك السطح أوضة تعذيب ماشي يا قطة ثم تركوها جميعا و أقفلوا الباب و قبل أن يصلوا إلى الأسفل رأوها مرمية أرضا و الدماء تسيل من رأسها بـ غزارة و طعنة السكين التي على وجهها هبطوا الدرج سريعا على صوت الطلاب الذي رأوها لـ نرى أمامهم المدير كان واقفا و ينظر لهم بـ شك
عودة إلى الواقع
أخذ كريم السكين و قام بـ تخبأتها جيدا بين ثيابه ثم إتجه غرفته و هو لا يعلم إذا كان ما سـ يفعله صحيحًا أو سـ يندم فيما بعد
في المساء
إستغربت غادة أن والدتها لم تهبط بعد و لم تأتي إلى الغداء أيضا فـ قررت الصعود لها حتى وصلت إلى غرفتها و قالت ماما ماماا ردي عليا طايب أفتحيلي
قلقت غادة بـ شدة على والدتها لـ تنادى على الخادمة كي تفتح لها الباب بـ المفتاح الإحتياطي الآخر لـ تأتي إليها و تقول.. نعم أنستي
غادة بـ قلق.. عايزة افتح الباب دا ماما جوا من الصبح و لسه مطلعتش
الخادمة.. حاضر يا أنستي
ثم جلبت المفتاح الآخر من بنطالها و قامت بـ فتح الباب فـ دلفت غادة أولا لـ تنصدم بما رأته.......
إنتظروا الفصل الثاني بـ قلمي نهار أحمد (القناع)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي